إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

هل يجوز أنْ يُسلّط الله تعالى عدوّه على وليّه؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل يجوز أنْ يُسلّط الله تعالى عدوّه على وليّه؟

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ عَدُوّهُم

    - روى العلّامة المجلسي عَنِ الشّيخ الصّدوق في" كمال الدّين"، وأيضًا في "علل الشرائع"، والشّيخ الطبرسي في "الإحتجاج": عَنْ محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال: "كنت عند الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح (قدّس الله روحه) مع جماعة فيهم عليّ بن عيسى القصري فقام إليه رجل فقال له: أُريد أنْ أسألك عن شيء.
    فقال له: سل عمّا بدا لك.
    فقال الرّجل: أخبرني عن الحُسين بن عليّ (عليهما السّلام) أهو وليّ الله؟
    قال: نعم.
    قال: أخبرني عن قاتله، أهو عدوّ الله؟
    قال: نعم.
    قال الرّجل: فهل يجوز أن يسلّط الله عدوّه على وليّه؟
    فقال له أبو القاسم (قدّس الله روحه): افهم عنّي ما أقول لك، اعلم أنّ الله عزّ وجلّ لا يخاطب النّاس بشهادة العيان، ولا يشافههم بالكلام، ولكنّه عزّ وجلّ بعث إليهم رسولًا، من أجناسهم وأصنافهم بشرًا مثلهم، فلو بعث إليهم رُسُلًا مِنْ غير صنفهم وصورهم لنفروا عنهم، ولم يقبلوا منهم، فلمّا جاؤوهم وكانوا من جنسهم يأكلون الطعام، ويمشون في الأسواق قالوا لهم: أنتم مثلنا فلا نقبل منكم حتى تأتونا بشيء نعجز أن نأتي بمثله، فنعلم أنّكم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه، فجعل الله عزّ وجل لهم المعجزات التي يعجز الخلق عنها، فمنهم من جاء بالطوفان بعد الإنذار والإعذار فغرق جميع من طغى وتمرد، ومنهم من أُلقي في النّار، فكانت عليه بردًا وسلامًا ومنهم من أخرج من الحجر الصلد ناقة وأجرى في ضرعها لبنًا، ومنهم من فلق له البحر وفجّر له من الحجر العيون، وجعل له العصا اليابسة ثعبانًا فتلقف ما يأفكون، ومنهم من أبرأ الأكمه والأبرص وأحيى الموتى بإذن الله عزّ وجلّ وأنبأهم بما يأكلون وما يدّخرون في بيوتهم، ومنهم من انشقّ له القمر وكلّمه البهائم مثل البعير والذئب وغير ذلك.
    فلمّا أتوا بمثل هذه المعجزات، وعجز الخلق من أممهم عن أن يأتوا بمثله كان من تقدير الله عزّ وجلّ، ولطفه بعباده وحكمته، أن جعل أنبياءه مع هذه المعجزات في حال غالبين وفي أخرى مغلوبين، وفي حال قاهرين وفي حال مقهورين، ولو جعلهم عزّ وجلّ في جميع أحوالهم غالبين وقاهرين، ولم يبتلهم ولم يمتحنهم لاتّخذهم النّاس آلهة من دون الله عزّ وجلّ، ولِمَا عرف فضل صبرهم على البلاء والمِحَن والاختبار، ولكنّه عزّ وجلّ جعل أحوالهم في ذلك كأحوال غيرهم، ليكونوا في حال المحنة والبلوى صابرين، وفي حال العافية والظهور على الأعداء شاكرين ويكونوا في جميع أحوالهم متواضعين، غير شامخين ولا متجّبرين، وليعلم العباد أنّ لهم (عليهم السّلام) إلهًا هُو خالقهم ومدبّرهم، فيعبدوه ويطيعوا رسله وتكون حُجّة الله تعالى ثابتة على من تجاوز الحدّ فيهم، وادّعى لهم الربوبيّة، أو عاند وخالف وعصى وجحد بما أتت به الأنبياء والرُّسل (عليهم السّلام)، {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ}.
    قال مُحمّد بن إبراهيم بن إسحاق: فعدت إلى الشّيخ أبي القاسم بن الحسين ابن روح (قدّس الله روحه) من الغد وأنا أقول في نفسي: أتراه ذكر ما ذكر لنا يوم أمس من عند نفسه؟ فابتدأني فقال لي: يا مُحمّد بن إبراهيم لأَن أخرّ من السّماء فتخطّفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق أحب إليَّ من أن أقول في دين الله تعالى ذكره برأيي ومن عند نفسي، بل ذلك عن الأصل ومسموع عن الحُجّة (صلوات الله عليه)".[المجلسي، بحار الأنوار، 44/ 446-447، ح1، بـ33].
    .
    بيان
    أقول: سنتناول هذا الخبر الشّريف، ثلاث جهات:
    - الجهة الأُولى: "مُحمّد بن إبراهيم بن إسحاق" الطّالقاني، مِنْ مشايخ شيخنا ابن بابويه القُمّي الصّدوق (رضي الله عنه)، و"عليّ بن عيسى القصري" لَمْ يذكره القُدماء إلّا أنّ الشّيخ عليّ النّمازي الشّاهرودي (رحمه الله تعالى) في "مستدركات عِلم رجال الحديث" استظهر مِنْ هذا الخبر أنّه مِنْ أصحاب السّفير الثّالث الحُسين بن روح النّوبختي (رضي الله عنه)، هذا مِنْ جهة.

    - الجهة الثّانية: أنّ إجابة الحُسين بن روحي النّوبختي وهي حديث الإمام الحُجّة بن الحسن (عجّل الله تعالى فرجه الشّريف) سيراها مضمون مِنْ مضامين "دُعاء النّدبة" الشّريف المروي عَنْ الإمامين الصّادق وصاحب الأمر (عليهما وآلهما السّلام)؛ فارجع إلى الزّيارة وتدبّر فيها.

    - الجهة الثّالثة: مِنْ جهة أُخرى، سنسلّط الضّوء على جهة واحدة مِنْ هذا الخبر، وهي: عندما نُلاحظ قول السّفير الثّالث شيخنا أبو القاسم النّوبختي (رضي الله عنه) حين سُئل: "أتراه ذكر ما ذكر لنا يوم أمس من عند نفسه؟"؛ فأجاب قائلًا: "لأَن أخرّ من السّماء فتخطّفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق أحب إليَّ من أن أقول في دين الله تعالى ذكره برأيي ومن عند نفسي، بل ذلك عن الأصل ومسموع عن الحُجّة (صلوات الله عليه)".
    يتبيّن لنا عدّة أُمور:
    1- أنّه كما جاء في أحاديثنا الشّريفة المروية عَنْ أولياء الله (عليهم السّلام): "لا رأي في الدّين"، وكما قال أمير المؤمنين (عليه وآله السّلام) في حديثه المروي في "الكافي الشّريف": " إنّ المؤمن لَمْ يأخذ دينه عَنْ رأيه، ولكن أتاه مِنْ ربّه فأخذه"، وأخذ العِلم وتحصيله مِنْ وليّ الله تعالى (عليه السّلام) هُو تحصيلٌ مِنَ الله عزّ وجلّ، وأنّ القول في الدّين بالرّأي يؤدّي بصاحبه إلى الضّلال والهلاك في الدُّنيا والآخرة.
    2- أنّ أحد مصاديق الشِّرك بالله تعالى هُو القول في الدّين بالرّأي، لأنّ الدّين له أهل يُؤخذ الدّين عنهم وهُم مُحمّد وآل مُحمّد (عليهم السّلام) ونُسلّم لهم في كلّ ما قالوا، وهي الحنيفيّة السّمحاء؛ لذلك شيخنا الحُسين بن روح استعمل تعبير ومفهوم قُرآني بقوله: "لأَن أخرّ من السّماء فتخطّفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق أحب إليَّ من أن أقول في دين الله تعالى ذكره برأيي"، وقد جاء هذا التعبير في الآية الحادية والثّلاثون مِنْ "سُورة الحجّ": {حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}.
    2- أنّ الدّين كامل بالإمام مِنْ آل مُحمّد (عليهم السّلام)، وكلّ ما يَرِدُ علينا مِنْ شيء إلّا وعندنا فيه شيءٌ مسطور بفضل مُحمّد وآل مُحمّد (عليهم السّلام).
    3- أنّ مِنْ ألقاب الإمام الحُجّة بن الحسن العسكري (عجّل الله تعالى فرجه الشّريف) لقب: "الأصل"، وهذا اللّقب معروفٌ عند شيعة أهل البيت (عليهم السّلام) في ذلك الزّمان، زمن السّفير الثّالث شيخنا الحُسين بن روح النّوبختي (رضي الله عنه تعالى).

    قال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.[يُونس: 62-64].
    وقال مولانا الإمام عليّ الهادي (عليه السّلام) في "الزّيارة الغديريّة" الشّريفة: "اللَّهُمَّ الْعَنْ أَوَّلَ ظَالِمٍ ظَلَمَ آلَ مُحَمَّدٍ وَمانِعِيهِمْ حُقُوقَهُمْ، اللَّهُمَّ خُصَّ أَوَّلَ ظَالِمٍ وَغاصِبٍ لِآلِ مُحَمَّدٍ بِاللَّعْنِ وَكُلَّ مُسْتَنٍّ بِمَا سَنَّ إِلى يَوْمِ القِيامَةِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَبِيِّنَ وَعَلَى عَلِيٍّ سَيِّدِ الوَصِيِّنَ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَاجْعَلْنا بِهِمْ مُتَمَسِّكِينَ وَبِوِلايَتِهِمْ مِنَ الفائِزِينَ الْآمِنِينَ الَّذِينَ لَاخَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ".

    .
    & السيّد جهاد الموسوي &
    ‏•youtube / channel
    ‏•visiblewater.blogspot.com
    ‏•facebook
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X