إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الأهم أوًّلًا ثُمّ المُهمّ: مَنْ عرف إمامه لَمْ يضرّه تقدّم هذا الأمر أو تأخّر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأهم أوًّلًا ثُمّ المُهمّ: مَنْ عرف إمامه لَمْ يضرّه تقدّم هذا الأمر أو تأخّر

    >>الأهم أوًّلًا ثُمّ المُهمّ: مَنْ عرف إمامه لَمْ يضرّه تقدّم هذا الأمر أو تأخّر<<

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ عَدُوّهُم

    مِنْ أفضل كُتب الحديث الشّريف الّتي تتحدّث غَيْبة الإمام صاحب العصر والزّمان (عجّل الله تعالى فرجه الشّريف)، وأقدمها، هُو كتاب: "الغَيْبة" لشيخنا الجليل أبو عبد الله الكاتب مُحمّد بن إبراهيم النّعماني، المعروف بـ"ابن أبي زَيْنب النُّعماني" المُتوفّى سنة (360هـ)، وهُو تلميذ شيخنا ثقة الإسلام الكُليني (رضي الله تعالى عنهما).
    في هذا الكتاب الشّريف يُوجد باب بعنوان: "ما جاء في أنّ مَنْ عرف إمامه لَمْ يضرّه تقدّم هذا الأمر أو تأخّر"، وفيه سبعة أحاديث شريفة، وهي كالتّالي:
    - الحديث الأوّل: ابن أبي زينب النُّعماني بسنده عَنْ زرارة ، قال: قال أبو عبد الله (عليه السّلام): "اعرف إمامك؛ فإنّك إذا عرفته لَمْ يضرّك تقدّم هذا الأمر أو تأخّر" .
    - الحديث الثّاني: ابن أبي زينب النُّعماني بسنده عَنْ الفضيل بن يسار، قال: "سألت أبا عبد الله (عليه السّلام) عَنْ قول الله عزّ وجلّ: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}؟ فقال: يا فُضيل، اعرف إمامك فإنّك إذا عرفت إمامك لَمْ يضرّك تقدّم هذا الأمر أو تأخّر، ومَنْ عرف إمامه ثُمّ مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر كان بمنزلة من كان قاعدًا في عسكره، لا، بل بمنزلة من قعد تحت لوائه". قال: ورواه بعض أصحابنا: "بمنزلة من استشهد مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله)".
    - الحديث الثّالث: ابن أبي زينب النُّعماني بسنده عَنْ أبي بصير، قال: "قُلت لأبي عبد الله (عليه السّلام): جُعلت فداك، متى الفرج؟ فقال: يا أبا بصير، وأنت مِمَّنْ يُريد الدُّنيا؟ مَنْ عرف هذا الأمر فقد فُرَّج عنه بانتظاره".
    - الحديث الرّابع: ابن أبي زينب النُّعماني بسنده عَنْ إسماعيل بن مُحمّد الخُزاعي، قال:"سأل أبو بصير أبا عبد الله (عليه السّلام) وأنا أسمع، فقال : تراني أُدرك القائم (عليه السّلام)؟ فقال: يا أبا بصير، ألست تعرف إمامك؟ فقال: بلى، والله وأنت هو - فتناول يده -، وقال: والله ما تبالي - يا أبا بصير - أنْ لا تكون محتبيًا بسيفك في ظلّ رواق القائم (عليه السّلام)".
    - الحديث الخامس: ابن أبي زينب النُّعماني بسنده عَنْ الفُضيل بن يسار، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السّلام) يقول: "مَنْ مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهليّة، ومَنْ مات وهو عارفٌ لإمامه لَمْ يضرّه تقدّم هذا الأمر أو تأخّر، ومَنْ مات وهو عارفٌ لإمامه كان كمن هو قائمٌ مع القائم في فسطاطه".
    - الحديث السّادس: ابن أبي زينب النُّعماني بسنده عَنْ عُمر بن أبان، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السّلام) يقول: اعرف العلامة [نخ إمامك] فإذا عرفته لَمْ يضرّك تقدّم هذا الأمر أو تأخّر، إنّ الله تبارك وتعالى يقول: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}، فمن عرف إمامه كان كمن هُو في فسطاط المُنتظر (عليه السّلام)".
    - الحديث السّابع: ابن أبي زينب النُّعماني بسنده عَنْ حمران بن أعين عَنْ أبي عبد الله (عليه السّلام) أنّه قال: "اعرف إمامك، فإذا عرفته لَمْ يضرّك تقدّم هذا الأمر أم تأخّر؛ فإنّ الله عزّ وجلّ يقول: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}، فمن عرف إمامه كان كمن هو في فُسطاط القائم (عليه السّلام)".
    .
    مِنْ بعد نقل هذه الرّوايات المُباركة، سنتحدّث عَنْ أمر في غاية الأهميّة، وهو أنّ هذه الرّوايات الشّريفة نستفيد منها؛ أنّ الأصل هُو معرفة شخص الإمام الحُجّة (عجّل الله تعالى فرجه الشّريف) وهذا هُو الأهم، أمّا باقي الرّوايات الشّريفة الّتي تأتي في علامات ظُهوره الشّريف وما يصاحبها مِنْ أحداث فهي بلا شكّ مُهمّة ويجب الإطّلاع عليها والتدبّر فيها، لكن الأهمّ منها هُو معرفة الإمام مِنْ آل مُحمّد (عليهم السّلام) لأنّا نتفاوت في درجات إيماننا ومدى قُربنا مِنَ آل مُحمّد (عليهم السّلام) بمعرفتهم هُم بالدّرجة الأُولى ومِنْ بعد تأتي معرفة الفروع الّتي تتفرّع وتتعلّق بهذا الأصل - أعني الإمام (عليه وآله السّلام) -.
    لأنّه مع الأسف في كثير مِنَ الأحيان نرى شيعة أهل البيت (عليهم السّلام) لهم اهتمام بما يُصاحب أحداث ظُهور الإمام (عجّل الله تعالى فرجه الشّريف) أكثر مِنْ اهتمامهم في ترسيخ إعتقادهم بالإمام (عليه السّلام) نفسه؛ مِنْ قبيل: ما معنى أنّه عليه السّلام: "إمام"؟ أو: "ما الأثر المُترتّب عندما نعتقد ونقرّ بأنّ الإمام (عليه السّلام) هُو خليفة الله تعالى"؟ أو: كيف نكون مِنْ أنصار وأصحاب الإمام (عليه السّلام)؟" أو: "ما معنى إنتظار صاحب الأمر (عليه وآله السّلام)"؟
    أو: "كيف نتمسّك بالثّقلين، وما معنى التمسّك بهما"؟ أو: "ما معنى أنّ آل مُحمّد (عليهم السّلام) هُم معادن كلمات الله تعالى، وأركان توحيد الله تعالى، وآيات الله تعالى، وكيف نرتّب أثر هذا الإعتقاد في حياتنا"؟ وهكذا باقي الأمور المتعلّقة بمعرفة آل مُحمّد (عليهم السّلام)؛ بل أنّه مع الأسف نرى أنّ اهتمام بعض الشّيعة بأحداث الظّهور المُبارك لا لأجل الإمام (عجّل الله تعالى فرجه الشّريف) ومعرفة سيرته وسنّته وكيفيّة النّجاة مِنَ الفِتن، لكن اهتمامهم يكون نابعًا مِنْ أجل الدُّنيا وتوسعة معاشه كما نرى هذه الإشارة واضحة في الحديث الثّالث للإمام الصّادق (عليه السّلام) لأبي بصير بقوله: "يا أبا بصير، وأنت ممّن يُريد الدُّنيا؟"؛ فهذا تنويهٌ مِنَ الصّادق (عليه السّلام) أنّه هُناك مجموعة مِنَ الشّيعة تهتمّ لأمر الظّهور الشّريف لأجل الدُّنيا فقط. فعلى سبيل المثال في وقتنا هذا نرى أنّ البعض يهتمّ بروايات وأحاديث الظّهور الشّريف وخصوصًا المُتشابهات منها مِنْ أجل أنْ يأخذ هذه الرّوايات والأحاديث ويأوّلها بهواه، ويُطبّقها برأيه على مَنْ أراد أنْ يُعظّمه هُو؛ مِنْ قبيل: "شخصيّة الخُرّاساني"، أو "شخصيّة اليماني"، أو "شخصيّة السيّد الحسني" وهكذا، وقسمٌ آخر يتشبّث بالمُتشابهات مِنْ روايات عصر الظّهور وأحداثه ويأوّلها بما أراد كأصحاب الفِرَق المُنحرفة المُنتشرة حاليًا مع الأسف، فذاك يدّعي الوصاية، وآخر يدّعي أنّه ابن الإمام الحُجّة (عليه السّلام)، وذاك يدّعي أصحابه أنّه هُو نائب الإمام وله ما للإمام (عليه السّلام)، وآخر يعتقد الجهلة أنّ الإمام الحُجّة (عليه السّلام) حلَّ فيه وينطق مِنْ على لسانه، وهكذا آخرين يأوّلون ويتأوّلون الأحاديث فقط مِنْ أجل الطّعن بهذا أو ذاك.
    فصدق الله العلّي العظيم بقوله المُبارك الكريم: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}.[آل عمران: 7]، وصدق مولانا الإمام الصّادق (عليه السّلام) بقوله الشّريف في حديثٍ له: "وأمّا غَيْبة عيسى (عليه السّلام) فإنّ اليهود والنّصارى اتّفقت على أنّه قُتِل فكذّبهم الله جلّ ذكره بقوله: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ}،كذلك غَيْبة القائم (عليه السّلام) فإنّ الأُمّة ستُنكرها لطولها، فمن قائل يهذي بأنّه لم يلد؛ وقائل يقول: إنّه يتعدّى إلى ثلاثة عشر وصاعدًا، وقائل يعصي الله عزّ وجلّ بقوله: إنّ ُروح القائم ينطق في هيكل غيره".[الصّدوق، كمال الدّين، ص332، ح51، بـ33].
    ختامًا أقول، تذكيرًا لنفسي ولإخواني: الله الله بمعرفة الإمام الحُجّة بن الحسن (عليه وآله السّلام) ثُمّ قراءة ومُطالعة ما يرتبط بشؤونات ظهوره وما يُصاحبها منْ أحداث وأمور؛ ودائمًا نضع نَصْبَ أعْيُننا قول الإمام أمير المؤمنين (عليه وآله السّلام) المروي في "روضة الكافي" الشّريف: "فَيَا عَجَبًا ومَا لِي لَا أَعْجَبُ مِنْ خَطَأِ هَذِه الْفِرَقِ عَلَى اخْتِلَافِ حُجَجِهَا فِي دِينِهَا لَا يَقْتَصُّونَ أَثَرَ نَبِيٍّ، ولَا يَقْتَدُونَ بِعَمَلِ وَصِيٍّ، ولَا يُؤْمِنُونَ بِغَيْبٍ، ولَا يَعْفُونَ عَنْ عَيْبٍ، المَعْرُوفُ فِيهِمْ مَا عَرَفُوا، والمُنْكَرُ عِنْدَهُمْ مَا أَنْكَرُوا، وكُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ إِمَامُ نَفْسِه، آخِذٌ مِنْهَا فِيمَا يَرَى بِعُرًى وَثِيقَاتٍ وأَسْبَابٍ مُحْكَمَاتٍ؛ فَلَا يَزَالُونَ بِجَوْرٍ ولَنْ يَزْدَادُوا إِلَّا خَطَأً، لَا يَنَالُونَ تَقَرُّبًا ولَنْ يَزْدَادُوا إِلَّا بُعْدًا مِنَ الله عَزَّ وجَلَّ، أُنْسُ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ، وتَصْدِيقُ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، كُلُّ ذَلِكَ وَحْشَةً مِمَّا وَرَّثَ النَّبِيُّ الأُمِّيُّ (صلّى الله عليه وآله) ونُفُورًا مِمَّا أَدَّى إِلَيْهِمْ مِنْ أَخْبَارِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ، أَهْلُ حَسَرَاتٍ، وكُهُوفُ شُبُهَاتٍ، وأَهْلُ عَشَوَاتٍ، وضَلَالَةٍ ،ورِيبَةٍ مَنْ وَكَلَه اللَّه إِلَى نَفْسِه ورَأْيِه؛ فَهُوَ مَأْمُونٌ عِنْدَ مَنْ يَجْهَلُه، غَيْرُ المُتَّهَمِ عِنْدَ مَنْ لَا يَعْرِفُه، فَمَا أَشْبَه هَؤُلَاءِ بِأَنْعَامٍ قَدْ غَابَ عَنْهَا رِعَاؤُهَا. ووَا أَسَفَى مِنْ فَعَلَاتِ شِيعَتِي مِنْ بَعْدِ قُرْبِ مَوَدَّتِهَا الْيَوْمَ، كَيْفَ يَسْتَذِلُّ بَعْدِي بَعْضُهَا بَعْضًا، وكَيْفَ يَقْتُلُ بَعْضُهَا بَعْضًا، المُتَشَتِّتَةِ غَدًا عَنِ الأَصْلِ، النَّازِلَةِ بِالْفَرْعِ، المُؤَمِّلَةِ الْفَتْحَ مِنْ غَيْرِ جِهَتِه، كُلُّ حِزْبٍ مِنْهُمْ آخِذٌ مِنْه بِغُصْنٍ أَيْنَمَا مَالَ الْغُصْنُ مَالَ مَعَه".[الكُليني، الكافي، 8/ ح22].
    "اللَّهمَّ عرِّفْنِي نَفْسَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ رَسُولَكَ، اللَّهمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ، اللَّهمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي، اللَّهمَّ لاَ تُمِتْنِي مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَلاَ تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي"؛ اللَّهُمَّ صلِّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسّرّ المستودع فيها، وعجّل الله تعالى فرج قائم آل مُحمّد (عليهم السّلام) ونحن معه.
    .
    السيّد جهاد المُوسوي
    الكويت في:
    26/ 8/ 2017.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X