مر الآن عامين ونصف على حرب اليمن

ما الذي جنته الحرب غير التدمير والقتل والذبح والمجاعة والأمراض دون تفرقة بين الشيوخ والأطفال والنساء..دون تفرقة بين عسكري ومدني..

قالوا أن السعودية كانت مضطرة للحرب..كذبوا وشق كذبهم السماء، هم الذين اعتدوا على شعب اليمن جويا وبحريا وبريا بدعوى إعادة رئيس مخلوع لمنصبه، كذبوا لأن شعب اليمن ما زال يتظاهر حتى الآن ضد العدوان بالملايين، كذبوا لأنهم فشلوا في كسب القبائل أو رشوتهم للتمرد على سلطة صنعاء، كذبوا لأن الله لا يصلح عمل المفسدين، ولو صدقوا مع الله لصدق معهم وما خذلهم بعد 1000 يوم من الحرب..

بحثوا عن حجة أخرى لتبرير جرائمهم قالوا (هم شيعة) وكأن الله يأمرنا بقتل الناس على أديانهم..ما الفرق بينهم وبين داعش إذن؟..ما الفرق بينهم وبين من يقتل الشيعة في المساجد وهم في رحاب الله في الخليج وباكستان، آخرها اليوم في أفغانستان 28 شيعي قتلوا في تفجير انتحاري بمسجد..والفاعل واحد، سلفي سعودي الهوى، هذا يقتل بجسمه وهذا يقتل بالطائرة..

الدين يعني ممارسة وليس مجرد عقائد..ما الذي يجعلك موحدا قاتلا؟..وهل التوحيد يعني القتل؟..لقد جعلتموه كذلك وهو ليس كذلك، ظلمتوا الدين ونشرتم الإلحاد بأعمالكم الحرام

عندما ننصح الآخرين ونبشر بالحرية يقولوا أنتم كفار ويضعونا في كفة مع ضحاياهم، وهذا يعني أن القاتل لا يؤمن سوى بنوع واحد من الحرية وهو .."حرية القتل"..يريد فعل أي شئ دون معارضة، يذبح شعب اليمن من الوريد إلى الوريد ويمتعض وينتفض وتنتفخ أوداجه إذا أصابه صاروخ منهم ..فيهم بالكذب أن الصاروخ كان على مكة ..ما أبشع الكذب مع القتل..هذا فجور علني دون أن يجد رادع..

كنت أتمنى أن مصر هي التي تردع السعودية والإمارات عن قتل اليمنيين..لكن صدمتي أن بلدي شاركت في العدوان، بلدي أصبحت مجرمة وجيشي لا يخاف الله، ومع ما تظهره الصور من فظاعة الجرائم لا يحرك ذلك شعرة من رؤوسهم..إنه الزمن الأعور الأغبر..كل شئ أصبح مستباح حتى النفس وأرواح الفقراء والجوعى..