بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
لنفرق بين (الادّعاء) والشبهة المصحوبة بالدليل!
صناعة الشبهة أسهلُ من صناعة الجواب، ورُبّ شبهةٍ قيلت في دقيقة احتاجت إلى ساعة لبيان ضعفها، فلا يهولنكم تكاثر شبهات المغرضين المتفرغين للطعن في دين الله.
جملة من الشبهات التي يتمسك بها أعداء أهل البيت عليهم السلام هي دعاوى عليها بعض من رائحة الدليل، والحكمة تقتضي التأني والنظر وعدم الجزع أمام تلك الهجمة، فرد كل مغالطة يستنزف وقتاً طويلاً، إن أعطي كل بحث حقه، ومع ذلك هي أقرب إلى الدعوى من كونها شبهة باستدلال.
مثلاً: لو جاءني فلان وقال لي إن كل روايات ابن عباس موضوعة! أو إن معظم رواياتنا من اليهود والنصارى والمجوس، فهذه دعوى، وهي بحاجة إلى دليل، لكنها تقع في صورة الشبهة، تربك ضعفاء العقول، وتخدع الجهال، لكنها بنظر أهل العلم (مجرد ادعاء) وهو الذي يحتاج إلى دليل، لا أننا بحاجة إلى تقديم جواب!
قلت لأحدهم معقباً حول تهمة البعض لرواياتنا ورميها بالإسرائيليات: إن الأستاذ محمد باقر البهبودي رحمه الله وعفا عنه ادّعى أن حديث اللوح المروي عن جابر بن عبد الأنصاري عن سيدة نساء العالمين (عليها السلام) رواية مكذوبة مجعولة في زمن الغيبة الصغرى فحررت في الرد عليه رسالةً بلغت أكثر من 50 صفحة، رغم أن دعوى الأستاذ ملخصها في سطرين، لم يقدم فيهما إلا دليلاً واحداً (!).. فكيف ترى الرد على دعوى أن التراث الشيعي الذي يحتوي على عشرات آلاف الروايات لتدفع عنه تهمةً لم يورد صاحبها دليلاً واحداً؟ لا تسألوني ولا تأتوني، اذهبوا إلى مكتب جناب المحترم وقولوا له أنت ادعيت وطرحت نتيجة ودعوى لا استدلالاً، فنرجو منك أن تقدم لنا دراستك التي استقرأت فيها عشرات الآلاف من الروايات وحكمت عليها بهذا الشكل.
ولا يخفى أن الاحتجاج بالقيل والقال وقال «فلان» وقال «علان» لا يجدي؛ لأنه ينافي حقيقة ادعاء الاجتهاد، فمن يدعي الاجتهاد عليه أن يبين مبانيه واستقراءه وإحصاءاته لعشرات الآلاف من الروايات وبيان الحكم عليها وفق دراسة علمية، لا أن يتكئ على فلان وفلان.
الشيخ ابراهيم جواد
تعليق