بسم الله الرحمن الرحيم
الله، صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
انقل رد الشيخ ابراهيم جواد على اخر سفالات كمال الحيدري السفيه قبحه الله
لماذا كُنت كالأموات .. سقطةُ الخذلان.
حينما وصلني هذا المقطع لم أرغب في نشره والتعليق عليه حتّى أسمع المحاضرة التي اقتطع منها، وطلبتُ من بعض الإخوة أن يرسلَ لي أصل المحاضرة، فكان البحث هو بحث (تعارض الأدلة، الدرس: 126)، سمعتُ المحاضرة بأكملها، والمقطع مفهوم كما هو في سياقه الكامل، يبقى أن نتوقّف عند مضمون الحديث، وهنا وقفتان:
الأولى: من قال إنّ للناس حقّ محاسبة الإمام المعصوم؟ وما فائدة محاسبة المعصوم بعد التسليم بعصمته؟ إن المراد - عقلائياً - من المحاسبة هو تمحيص الصواب من الخطأ؛ ليتوقف المخطئ عن فعل خطئه لاحقاً، وإذا سلّمنا أن الإمام معصومٌ عن الخطأ، فما الجدوى من هذه المحاسبة؟ إنّ غايةَ ما يمكن أن يُقال هنا: إنّ للناس أن تسأل الإمام المعصوم عن الوجه في الفعل الذي أقدم عليه، ومع ذلك: ليس للإمام أن يجيب على السؤال، ففي صحيحة البزنطيّ عن الرضا (عليه السلام): (فقد فرضت عليكم المسألة، ولم يفرض علينا الجواب)، وفي صحيحة الوشاء عن الرضا (عليه السلام): (فأمرهم أن يسألونا وليس علينا الجواب، إن شئنا أجبنا وإن شئنا أمسكنا) وفي صحيحة زرارة أنّه سأل الصادق (عليه السلام): (فعليكم أن تجيبونا)، فقال: (ذاك إلينا)، والسؤال المفروض في هذه الروايات هو ما يتعلق بعلم الدّين لا أن الله فرض سؤال المعصوم لمحاسبته إذ لم يثبت بنصّ صحيح معتبر أن من حق الناس محاسبة المعصوم، وكون الإمام مختاراً في الجواب من عدمه يشمل أسئلة الدين وغيرها.
بل قد نُهِيَ نبي الله موسى (عليه السلام) عن سؤال من هو في مرتبة دون الأئمة، وهو الخضر (عليه السلام) عن سبب أي فعلٍ يقوم به ( قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا)، وبيّن القرآن أن لكثرة السؤال في كل قضيّة لها آثار على إيمان الفرد: (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) والسؤال (أم تريدون..) للإنكار والزجر.
فمن وجهٍ عقلائيّ، لا دليل على لزوم محاسبة المعصوم؛ لضمان أنّه على حق دائماً، ومن وجه شرعيّ، ثبتت الروايات الصحيحة في عدم فرض الجواب عليهم، وبالتالي انتفى كون المحاسبة حقاً للناس.
الثانية: لو سلّمنا بأنّ محاسبة المعصوم من حقوق الناس عليه، فإنّ من الواجب توقير المعصوم والتأدُّب في حضرته، وعدم استعمال أساليب (أخلاق الشوارع) في سؤاله، فما هذا التردّي والانحطاط في قول المتكلم: (ولماذا كُنتَ كالأموات هنا.. لا بد أن نعرف السبب)، نسأل اللهَ اكتساب المزيد من الأدب في مخاطبة أئمتنا صلوات الله عليهم، وحسن العاقبة والمآب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وهنا يخطر بالبال تساؤلٌ: هل لبعض أفراد الشعب العراقي أن يحاسبوكَ كمدعٍ لمقام المرجعيّة أن يسألوكَ: احتلت الموصل، ولم نرَ منكَ سوى البيانات، والمرجعيّة (الصامتة) تكفّلت بالجرحى وأيتام الشهداء، وكان وكلاؤها على الجبهات واستشهد أبناؤها في المعارك، وجنابكَ لم يُرَ منه سوى البيانات والكلمات، ولم تقم بأيّ مشروعٍ صغير في تلك الحرب الضروس لتحرير العراق؟ في خصوص مسائل العراق، لماذا صرتَ كالأموات؟ والمضحك المبكي أنّك تتبنى ولاية الفقيه العامّة، ولم يُر لولايتك أثر إلا على حدود مكتبك ومقرري كتبك، أتمنى أن تكون هذه التساؤلات مقبولة عند أتباعه لأنها في سياق (جواز محاسبة مرجع التقليد والإمام المعصوم)، فعليهم بالتزام الهدوء والأدب في ردّة الفعل.
الشيخ ابراهيم جواد
الله، صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
انقل رد الشيخ ابراهيم جواد على اخر سفالات كمال الحيدري السفيه قبحه الله
لماذا كُنت كالأموات .. سقطةُ الخذلان.
حينما وصلني هذا المقطع لم أرغب في نشره والتعليق عليه حتّى أسمع المحاضرة التي اقتطع منها، وطلبتُ من بعض الإخوة أن يرسلَ لي أصل المحاضرة، فكان البحث هو بحث (تعارض الأدلة، الدرس: 126)، سمعتُ المحاضرة بأكملها، والمقطع مفهوم كما هو في سياقه الكامل، يبقى أن نتوقّف عند مضمون الحديث، وهنا وقفتان:
الأولى: من قال إنّ للناس حقّ محاسبة الإمام المعصوم؟ وما فائدة محاسبة المعصوم بعد التسليم بعصمته؟ إن المراد - عقلائياً - من المحاسبة هو تمحيص الصواب من الخطأ؛ ليتوقف المخطئ عن فعل خطئه لاحقاً، وإذا سلّمنا أن الإمام معصومٌ عن الخطأ، فما الجدوى من هذه المحاسبة؟ إنّ غايةَ ما يمكن أن يُقال هنا: إنّ للناس أن تسأل الإمام المعصوم عن الوجه في الفعل الذي أقدم عليه، ومع ذلك: ليس للإمام أن يجيب على السؤال، ففي صحيحة البزنطيّ عن الرضا (عليه السلام): (فقد فرضت عليكم المسألة، ولم يفرض علينا الجواب)، وفي صحيحة الوشاء عن الرضا (عليه السلام): (فأمرهم أن يسألونا وليس علينا الجواب، إن شئنا أجبنا وإن شئنا أمسكنا) وفي صحيحة زرارة أنّه سأل الصادق (عليه السلام): (فعليكم أن تجيبونا)، فقال: (ذاك إلينا)، والسؤال المفروض في هذه الروايات هو ما يتعلق بعلم الدّين لا أن الله فرض سؤال المعصوم لمحاسبته إذ لم يثبت بنصّ صحيح معتبر أن من حق الناس محاسبة المعصوم، وكون الإمام مختاراً في الجواب من عدمه يشمل أسئلة الدين وغيرها.
بل قد نُهِيَ نبي الله موسى (عليه السلام) عن سؤال من هو في مرتبة دون الأئمة، وهو الخضر (عليه السلام) عن سبب أي فعلٍ يقوم به ( قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا)، وبيّن القرآن أن لكثرة السؤال في كل قضيّة لها آثار على إيمان الفرد: (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) والسؤال (أم تريدون..) للإنكار والزجر.
فمن وجهٍ عقلائيّ، لا دليل على لزوم محاسبة المعصوم؛ لضمان أنّه على حق دائماً، ومن وجه شرعيّ، ثبتت الروايات الصحيحة في عدم فرض الجواب عليهم، وبالتالي انتفى كون المحاسبة حقاً للناس.
الثانية: لو سلّمنا بأنّ محاسبة المعصوم من حقوق الناس عليه، فإنّ من الواجب توقير المعصوم والتأدُّب في حضرته، وعدم استعمال أساليب (أخلاق الشوارع) في سؤاله، فما هذا التردّي والانحطاط في قول المتكلم: (ولماذا كُنتَ كالأموات هنا.. لا بد أن نعرف السبب)، نسأل اللهَ اكتساب المزيد من الأدب في مخاطبة أئمتنا صلوات الله عليهم، وحسن العاقبة والمآب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وهنا يخطر بالبال تساؤلٌ: هل لبعض أفراد الشعب العراقي أن يحاسبوكَ كمدعٍ لمقام المرجعيّة أن يسألوكَ: احتلت الموصل، ولم نرَ منكَ سوى البيانات، والمرجعيّة (الصامتة) تكفّلت بالجرحى وأيتام الشهداء، وكان وكلاؤها على الجبهات واستشهد أبناؤها في المعارك، وجنابكَ لم يُرَ منه سوى البيانات والكلمات، ولم تقم بأيّ مشروعٍ صغير في تلك الحرب الضروس لتحرير العراق؟ في خصوص مسائل العراق، لماذا صرتَ كالأموات؟ والمضحك المبكي أنّك تتبنى ولاية الفقيه العامّة، ولم يُر لولايتك أثر إلا على حدود مكتبك ومقرري كتبك، أتمنى أن تكون هذه التساؤلات مقبولة عند أتباعه لأنها في سياق (جواز محاسبة مرجع التقليد والإمام المعصوم)، فعليهم بالتزام الهدوء والأدب في ردّة الفعل.
الشيخ ابراهيم جواد
تعليق