كان ممارسة تعذيب الجسد منتشرة في اوربا في القرون الماضية مارسها بعض اتباع الكنيسة الكاثولكية , واستمرت هذه الظاهرة الى خمسينات القرن الماضي حوالي سنة 1950 وبدأت تختفي فجأة الا ان ذلك لم يمنع ان البابا جون بول الثاني نفسه كان يمارسها بشهادة احد الراهبات التي كانت تقوم بخدمته الشخصية, واسمها توبينا سوبودكا
حيث ذكرت , انها وباقي الراهبات كن يسمعن صوت السياط من غرفة البابا وهو يمارس جلد ظهره في محل اقامته الصيفية في روما , وقد ادلت بشهادتها تلك الى مجلس الفاتيكان الذي كان يبحث منح البابا صفة قديس بعد خمس سنوات من وفاته...

يعتبر جلد الظهر بالسياط احد ممارسات الكنيسة الكاثولكية, وفي اغلب الاحيان تؤدي الممارسة الى نضوح الدم , وتعتبر من ممارسات التوبة وغسل الذنوب بمفهوم الكنيسة..
وفي سنوات 1960 ميلادية ومابعدها بدأت هذه الظاهرة بالاختفاء حسب قول الباحث التاريخي في تاريخ الكنيسة الكاثولكية البرفوسور مايكل والش..
حيث يبين ان جلد الظهر بالسياط كان يعبر عن مراحل التوبة وبالاخص في صوم الاربعين والاسبوع المقدس في بلاد البحر المتوسط والشرق, ويقول البرفسور ان لهذه الممارسة الدينية علاقة بكون السيد المسيح قد جُلد بالسياط قبل صلبه , فالممارسون لها يستذكرون معاناة السيد المسيح ع ..
ويضيف الباحث ان هناك بعض البلدان لازالت تمارس هذه الظاهرة مثل بلاد الفلبين كنوع من التشريع لمعاناة السيد المسيح قبل صلبه , وتصل هذه الممارسة في الفليبين الى ابعاد اكبر واقسى واكثر دموية على الجسم مما يفعله المسيحي الكاثوليكي الاوربي الممارس لهذه الممارسة ..

التقصي التاريخي لهذه الظاهرة ( جلد الانسان لنفسه بالسياط) يعود الى مناطق اوربا الشرقية للفترة مابين 600 الى 800 ميلادي..


وكانت تصل الممارسة الى دموية اكثر مما هي اليوم ايضا كما يبين البرفسور لويس ايرس المتخصص في
علم اللاهوت في جامعة دورهام.. حيث يقول
كان الاعتقاد السائد عند المسيحين في تلك الفترة ان تعذيب الانسان لجسده يؤهل الممارس الى توبة جسمه من الخطايا ليتقرب اكثر الى الله بذلك ..
والتطبيق لممارسة تعذيب الجسد وجلده كان في صلب مبادئ الكاثوليكية حتى القرن العشرين , ولازالت هناك اقلية في تابعة للكنيسة الكاثولكية تمارسه حتى اليوم كما يقول البرفوسور أيرس ..
ويقول البرفسور ايرس ان ممارسة البابا جون بول الثاني الذي توفي سنة 2005 لجلد ظهره بالسياط , لم يفاجأ المراجع الكاثولكية حيث عللوا ذلك بان
( البابا جون بول الثاني كان مؤمنا بالكتاب المقدس ( العهد الجديد)وبما فيه من تعاليم تبين ان الحياة المستقيمة ماهي الا الاستعداد للموت ثم الرحيل الحياة الابدية بعد ذلك ..و من مقومات الحياة المستقيمة هو الشعور بالندم والتوبة عن طريق معاناة الجسم بهذه الممارسات) ..
وستكون ممارسة البابا هذه تسهيلا له من قبل المجلس الكنسي لتأهيله ثم وهبه درجة (قديس) في الكنيسة..
ويقول البرفسور ان سبب تلاشي ظاهرة جلد النفس وتعذيبها في عند الكاثوليك في العصر الحالي يعزى ببساطة الى ان هذه الممارسة غير صحية !
بتصرف واختصار عن
http://news.bbc.co.uk/2/hi/uk_news/magazine/8375174.stm
بتصرف واختصار عن
http://news.bbc.co.uk/2/hi/uk_news/magazine/8375174.stm
تعليق