بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
عرض الدكتور السني محمد حسين هيكل في كتابه الصديق أبوبكر (*) المشهور في موقف الامام علي عليه السلام ومن معه في التخلف عن البيعه لابي بكر
هنا يتحدث عن سعد بن عباده وأنه أبى أن يبايع لأبي بكر وأمر عمر بقتله :
قال في ص60-61 :
قال في ص60-61 :
وقام الأوس فبايعوا أبابكر ، ثم قام من الخزرج من أطمأنوا إلى كلام بشير يبايعون مسرعين ، حتى ضاق بهم المكان من السقيفة ، وكاد الناس في تكاثرهم على البيعة يطئون سعد بن عبادة ، فقال ناس من أصحابه اتقوا سعدا لاتطئوه ، فقال عمر : اقتلوه قتله الله ! ووجه إلى سعد كلامآ عنيفآ فقال له أبوبكر : ((مهلآ ياعمر ! الرفق هاهنا أبلغ ، وحمل سعدآ أصحابه فأدخلوه داره حيث بقى أيامآ ثم قيل له : (( اقبل فبايع فقد بايع الناس وبايع قومك )) ، وأبى سعد أن يبايع وقال : (( أما والله حتى أرميكم بما في كنانتي من نبل ، وأخضب سنان رمحي ، وأضربكم بسيفي ماملكته يدي ، وأقاتلكم بأهل بيتي ومن أطاعني في قومي ، فلاأفعل )) وخالف بشير رأي عمر فقال : (( إنه قد لج وأبى ، وليس بمبايعكم حتى يقتل ، وليس بمقتول حتى يقتل ولده وأهل بيته وطائفة من عشيرته ، فاتركوه ، فليس تركه بضاركم ، إنما هو رجل واحد )) .
وسمع أبوبكر إلى رأي بشير وأجازه وتركوا سعدآ ، فكان لايصلي بصلاتهم ، ويحج ويفيض بإفاضتهم وأقام على ذلك حتى مات ابوبكر .
تمت بيعة أبي بكر بالسقيفة وجثمان النبي في بيته من حوله أهله : علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب ومن إشترك معهم في جهازه ، وعلى مقربه منهم في المسجد طائفه من المهاجرين
هنا يتحدث عن المشهور في حادثة التخلف عن البيعه لأبي بكر من قبل الإمام علي عليه السلام ومن معه وكلام الإمام علي عليه السلام الصاعق :
هنا يتحدث عن المشهور في حادثة التخلف عن البيعه لأبي بكر من قبل الإمام علي عليه السلام ومن معه وكلام الإمام علي عليه السلام الصاعق :
وقال في ص 63-64-65 :
أفكانت بيعة العامة هذه بيعة إجماع من المسلمين لم يتخلف عنها أحد ماتخلف سعد بن عبادة عن بيعة الخاصة بالسقيفة ؟ المشهور أن طائفة من كبار المهاجرين تخلفوا عنها ، وأن علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب ، والفضل بن العباس ، والزبير بن العوام بن العاص ، وخالد بن سعيد ، والمقداد بن عمرو ، وسلمان الفارسي ، وأبوذر الغفاري ، وعمار بن ياسر ، والبراء بن عازب ، وأبي بن كعب ، وأن أبابكر شاور عمر بن الخطاب وأباعبيده بن الجراح والمغيرة بن شعبة في أمرهم ، فأشاروا عليه أن يلقى العباس بن عبد المطلب وأن يجعل له في الأمر نصيبآ يكون له ولعقبه من بعده ، فيقع الخلاف بذلك بينه وبين ابن أخيه علي بن أبي طالب ، فيكون ذلك حجة لأبي بكر وأصحابه على علي ، وقد فعل أبوبكر ماأشاروا به ، وقال للعباس في حديث طويل : (( ولقد جئناك ونحن نريد أن يكون لك في هذا الأمر نصيب ويكون لك لمن بعدك من عقبك إذ كنت عم رسول الله )) ورد العباس هذا العرض بعد حديث أورده اليعقوبي كذلك : (( إن كان هذا الأمر لنا فلانرضى ببعضه دون بعض )) . وفي روايه ذكرها اليعقوبي ، وذكرها غيره من المؤرخين ، ولايزال لها الشهرة ، أن جماعة من المهاجرين والأنصار اجتمعوا مع علي بن أبي طالب في دار فاطمة بنت رسول الله يدعون إلى مبايعته ، وبينهم خالد بن سعيد يقول : (( فوالله مافي الناس أحد أولى بمقام محمد منك )) وبلغ أبابكر وعمر اجتماعم بدار فاطمة ، فأتيا في جماعة حتى هجموا الدار ، فخرجت فاطمة وقالت : ((والله لتخرجن أو لأكشفن شعري ولأعجن إلى الله )) ، فخرجوا وخرج من كان في الدار ، وأقام القوم أيامآ ثم جعل الواحد بعد الواحد يبايع ، ولم يبايع علي إلا بعد وفاة فاطمة ، أي بعد ستة أشهر ، وقيل في اربعين يومآ ، ويروى ان عمر بن الخطاب جمع الحطب حول دار فاطمة وأراد أن يحرقها أويبايع علي أبابكر .
وأشهر الروايات في تخلف علي وبني هاشم وأكثرها ذيوعآ ماأورده ابن قتيبة في (( الإمامة والسياسة )) وماشاكله من روايات من عاصره أو تأخر عنه ، وهي تجرى بأن عمر بن الخطاب ذهب في عصابة إلى بني هاشم بعد أن تمت البيعة لأبي بكر ، وطلب إليهم أن يخرجوا فيبايعوا كما بايع الناس ، وكان بنوهاشم في بيت علي ، وقد أبوا وأبى من كان معهم أن يجيبوا دعوة عمر ، بل خرج الزبير بن العوام على عمر وأصحابه بالسيف ، فقال عمر لأصحابه : عليكم بالرجل فخذوه ، وأخذوا السيف من يده ، فانطلق فبايع ، وقيل لعلي بن أبي طالب : بايع ابابكر ، فقال : (( لاأبايعكم وأنا أحق بهذا الأمر منكم وأنتم أولى بالبيعة لي ، أخذتم هذا الأمر من الأنصار وإحتججتم عليه بالقرابة من النبي صلى الله عليه وسلم ، وتأخذوه منا أهل البيت غصبآ .
ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولى بهذا الأمر منهم لما كان محمد منكم ، فأعطوكم المقاده وسلموا إليكم الإمارة ! فإذن أحتج عليكم بمثل مااحتججتم على الأنصار ، نحن أولى برسول الله حيا وميتآ ،
فأنصفونا إن كنتم تؤمنون ، وإلا فبوءوا بالظلم وأنتم تعلمون )) .
فقال عمر : (( إنك لست متروكآ حتى تبايع ! )) وأجاب علي في حرارة وقوة : (( احلب حلبآ لك شطره ، وشد له اليوم يردده عليك غدآ ، والله ياعمر لاأقبل قولك ولاأبايعه )) .
وخشى أبوبكر أن يبلغ الحوار بهما إلى العنف ، فتدخل بين الرجلين وقال : (( فان لم تبايع فلاأكرهك )) . وتوجه أبوعبيدة بن الجراح إلى علي متلطفآ فقال : (( ياابن عم ، إنك حديث السن ، وهؤلاء مشيخة قومك ، ليس لك مثل تجربتهم ومعرفتهم بالأمور ، ولاأرى أبابكر إلا أقوى على هذا الأمر منك وأشد احتمالا واستطلاعآ ، فسلم لأبي بكر هذا الأمر ، فإنك إن تعش ويطل بك بقاء فأنت لهذا الأمر خليق وحقيق في فضلك ودينك وعلمك وفهمك وسابقتك ونسبك وصهرك )) .
هنا ثار ثائر علي وقال : (( الله الله يامعشر المهاجرين ! لاتخرجوا سلطان محمد من العرب من داره وقعر بيته إلى دوركم وقعوربيوتكم ، وتدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه ، فوالله ، يامعشر المهاجرين ، نحن أحق الناس به لأننا أهل البيت ، ونحن أحق بهذا الأمرمنكم ماكان فينا القارئ لكتاب الله ، الفقيه في دين الله ، العالم بسنن رسول الله ، المضطلع بأمر الرعية ، الدافع عنهم الأمور السيئة ، القاسم بينهم بالسوية ، والله إنه لفينا ، فلاتتبعوا الهوى فتضلوا عن سبيل الله فتزدادوا من الحق بعدا )) . وكان بشير بن سعد حاضرآ هذا القول فيما يروى رواته ، فلما سمعه قال : لوكان هذا الكلام سمعته الأنصار منك ياعلي قبل بيعتها لأبي بكر مااختلفت عليك )) . خرج علي محنقآ غاضبآ ، فذهب الى فاطمة فخرج بها من دارها فحملها ليلآ فأخذ يطوف بها مجالس الأنصار تسالهم النصرة ، فكانوا يقولون : (( يابنت رسول الله ، قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ، ولوأن زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل ابي بكر ماعدلنا به )) .
ويجيبهم علي وقد زاده هذا الجواب غضبآ : (( أفكنت ادع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته لم أدفنه وأخرج أنازع الناس سلطانه ! )) وتردف فاطمة : (( ماصنع أبوالحسن إلا ماكان ينبغي له ، ولقد صنعوا ماالله حسيبهم عليه وطالبهم )) . هذا هو المشهور عن موقف علي بن ابي طالب وأصحابه من بيعة ابي بكر .
هنا يتحدث عن السبب في جعل الأمور تتم لأبي بكر مع أن الامام علي عليه السلام يرى نفسه الأحق بالخلافه :
وقال في ص67 -68 :
فأما الذين يقولون بتخلف علي وبني هاشم عن البيعة أربعين يومآ أو ستة أشهر ، وقولهم هو المشهور كما قدمنا ، فيستندون إلى ماسبق من الروايات ، وإلى أن عليآ والذين تخلفوا معه لم يشتركوا في جيش أسامة ، مع ماكان لعلي من شجاعة وبأس في القتال اشتهر بهما في غزوات النبي واشتهر بهما من بعد في جميع أدوار حياته وهم يردون قول الذين ينفون التخلف عن البيعة بأن حجة المهاجرين على الأنصار في ولاية الأمر كانت أنهم أدنى صلة بالنبي ، وأن العرب لاتعرف إلا قريشآ لأنهم سدنة الكعبة والذين يشخص اليهم أبصار الناس جميعآ من أهل شبه الجزيرة ، وهذه الحجة بذاتها سند بني هاشم في التقدم على غيرهم لخلافة رسول الله ، فلاغرو أن يستمسكوا بها وأن يؤدي ذلك إلى تخلفهم عن بيعة ابي بكر ، وذلك مافعل علي ، وتلك كانت حجته وحجة أصحابه ، فإذا هم رضوا البيعة من بعد فإنما فعلوا حتى لاتكون فتنة تفسد إجماع المسلمين ، وبخاصة بعد أن ظهرت في العرب الردة ، وبعد أن انتفض العرب على سلطان المدينة انتفاضآ أوشك أن يهدد إنتشار الدين الذي جاء به محمد من عند الله اهـ
دمتم برعاية الله
كتبته / وهج الإيمان
ـــــــــــــــــــ
(*) الناشر : دار المعارف ، ط11 .
تعليق