هل تعلم ما فعله جملة من الصحابة بالرسول الكريم صلى الله عليه واله حتى انهم ارادوا الكيد به وقتله مثلا ابان عودته من غزوة تبوك.
ثم اما كان اصحاب الافك الذي آذوا رسول الله صلى الله عليه واله وطعنوا بزوجته والذين توعدهم الله عز وجل بالعذاب الشديد الا من اصحابه الذين تنطبق عليهم مقاييس الصحبة المتقدمة.
هذا البخاري يروي في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه واله قوله: انا فرطكم على الحوض وليرفعن رجالا منكم ثم ليختلجن دوني، فاقول: يارب أصحابي!
فيقال: إنك لاتدري ما احدثوا بعدك.
صحيح البخاري148:8 – صحيح مسلم1796:4 - احمد في مسنده 140:3
والحاكم النيسابوري في مستدركه عنه صلى الله عليه واله قوله: اني ، أيها الناس ـ فرطكم على الحوض، فاذا جئت قام رجال، فقال هذا: يارسول الله، أنا فلان! وقال هذا: يارسول الله! أنا فلان! فأقول: قد عرفتكم، ولكنكم أحدثتم بعدي، ورجعتم القهقري.
مستدرك الحاكم74:4
بلى فها هو صلى الله عليه واله وامام ابي بكرـ وهو من كبار الصحابة والخليفة الاول ـ يقول عن شهداء احد: هؤلاء اشهد عليهم.
ولما يخاطبه ابوبكر: ألسنا ـ يارسول الله ـ باخوانهم، اسلمنا كما اسلموا، وجاهدنا كما جاهدوا؟!
نرى ان رسول الله صلى الله عليه واله يرد عليه بشكل قطعي وواضح: بلى، ولكن لاادري ما تحدثون بعدي.
واما العلاء بن المسيب فانه يروي عن ابيه انه قال: لقيت البراء بن عازب فقلت: طوبي لك صحبت النبي صلى الله عليه واله وبايعته تحت الشجرة.
فقال: يابن اخي انك لاتدري ما احدثنا بعده.
صحيح البخاري68:5
فهذه وغيرها معايير شرعية يتم التعامل بها مع قضية الصحابة الذين تشرفوا بصحبة رسول الله صلى الله عليه واله في حياته المباركة وحيث يمثل تجاهلها بلا ادنى شك تجاهل لبديهيات الشريعة الاسلامية الخالدة والوصايا الصريحة للقران الكريم ولاقوال الرسول الاكرم صلى الله عليه واله ولااحد من المسلمين المؤمنين يرتضي ذلك قطعا.
فللمرء ان يتساءل لم هذا القول بعدالة الصحابة جميعهم دون استثناء وفيهم من فيهم اليس في ذلك من الهتك العظيم للدين ولحرماته، حين نجد من يتغاضى عن الكبائر العظيمة لبعض الصحابة تحت هذه الذريعة الباطلة، لالشيء الا لدفع المساءلة والمحاكمة عنهم، واظهارهم بمظهر المخالف والمذنب الذي يرفض العقل والمنطق طاعته والانقياد اليه بل وبيان عوراتهم وانكشافهامع ما يرافق كل ذلك من سمو وعلو منزلة اهل الحق واصحابه الشرعيين الذين لم تسجل عليهم صغيرة ولم يعرف منهم الا طاعة الله تعالى والالتزام بسيرة رسوله الكريم صلى الله عليه واله.
ان الامر في اوضح صورة عملية تجميل قسرية للوجوه الكاحلة لبعض الصحابة ممن لابد للجسد الاسلامي من ان ينبذهم ويزدريهم، ولايقبل لهم قولا او فعلا لانهم معروفون مشخصون لدى الجميع.
فاول المستفيدين من هذه البدعة الشاذة هو معاوية ورجالاته واتباعه فهي خير وسيلة لتقديم معاوية على رأس الملأ كخليفة وحاكم للمسلمين رغم ما عرف عنه وعن ابيه واسرته من معاداة صريحة للاسلام، بل وما يمكن ان يبين منه من افعال مخالفة للشرع وللدين الاسلامي الحنيف الذي لم يأل جهدا في محاربته ومعاداته حتى ارغم على نطق الشهادتين بعد الفتح، فكان طليقا ابن طليق فهاهي الامة تراه واليا ثم يصبح من بعد الحاكم الاول في الدولة الاسلامية فكيف يمكن له ان تقبله لو لا ان هذه البدعة التي تحصنه من المحاكمة والمنابذة ومن المعارضة والتكذيب.
فاذا كان اهل البيت عليهم السلام قد طهرهم الله تعالى من الرجس وزكاهم وكرمهم فان معاوية وبني امية وفق هذه النظرية الشاذة عدول لايرتقي اليهم الشك، ولاتنالهم الشبهات، ومهما أساؤا وأسرفوا ..
فلن يحاسب معاوية وهو يستلب الحق الشرعي من اصحابه ويقتل من يقتل وينفي من ينفي ويشرد من يشرد بل ولا وهويحارب الولي الشرعي ووصي رسول الله صلى الله عليه واله ويأمر الناس بسبه على المنابر، وغير ذلك ولا ما تلاه من جرائم وفضائع تقشعر لهولها الجبال كقتل سبط رسول الله صلى الله عليه واله وخيرة من اهل بيته واصحابه...
ولايتوقف هذا الامر عند حد، ولاعند فرد، فلا مجال لمناقشة خالد بن الوليد على ما اقترفه من زنا بليلى بنت المنهال بعد ان قتل زوجها مالكا دون اي وجه، ولاهناك من يناقش المغيرة بن شعبة على قضية زناه الشهيرة بام جميل، ولايسمح لاحد ان يتساءل لم ضرب عمار بن ياسر رضوان الله تعالى عليه حتى وقع له فتق بك وكسرت اضلاع عبدالله بن مسعود.
ثم لايناقش الصحابي وهو يرمي بيت الله تعالى بالمنجيق، ولاوهو يحرق الحرم الشريف ولاحتى وهو يقتل الصحابة في رحابه.
بل ومن ينبس ببنت شفة وهو يسمع صحابي كبير يتهم رسول الله صلى الله عليه واله وهو الصادق الامين الذي لاينطق عن الهوى، يأنه يهجر!!
هذا هو بعض المراد من تطبيق نظرية عدالة كل الصحابة دون استثناء وهو وحقك غيض من فيض فتصور ماذا جنى وسيجني على الاسلام هذا القول الباطل والذي وضعوا قبالة من يناقشه الخروج عن الاسلام، والزندقة وغير ذلك مما تفتقت عنهم قريحتهم وافكارهم.
تعليق