بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، حبيب إله العالمين أبي القاسم المصطفى محمد، و على آله الطيبين الطاهرين المنتجبين، الهداة المهديين.
و اللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
حديثنا عن الإمام الحادي عشر من أئمة الهدى صلوات الله عليهم أجمعين، الإمام الحسن ابن علي العسكري صلوات الله و سلامه عليه.
و أحاول اقتطاف شيء من سيرته صلوات الله عليه، واضعاً ذاك الاقتطاف في نقاط ثلاث.
النقطة الأولى
ورد في زيارة الإمام الحسن العسكري عليه السلام: ( السلام عليك يا وارث الأنبياء المنتجبين ).
قامت جميع الأديان السماوية على أساس مذهب محمد و آل محمد عليهم السلام، فبالإضافة لإنزال الشرائع، كان التركيز على قضيتي الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام و الإمام المهدي المنتظر عليه السلام و أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، فكل نبي نُودي بهاتين القضيتين، و كل هذه الأعباء من جميع الأنبياء كانت موطئة لإبقاء هذا المذهب إلى يوم القيامة، و حمل كل ذلك العبء الإمام الحسن العسكري عليه السلام.
فعليه كانت مسؤولية الزمان المستقبلي، و مسؤولية إمامة آل محمد عليهم السلام المستقبلية، أُلقيت هذه المسؤولية على عاتقه صلوات الله عليه، فيا له من دور صعب ثقيل.
و من هذا تعرف معنى كلمة: ( وارث الأنبياء المنتجبين ).
النقطة الثانية
مما قيل في حقه صلوات الله عليه
أذكر هنا موقفاً واحداً، يثير الأحزان، و يكشف عن عظمة الإمام سلام الله عليه.
بعد معرفة هذا الدور الصعب الذي تحمله الإمام عليه السلام، و المسؤولية الملقاة على عاتقه صلوات الله عليه، نراه من سجنٍ إلى سجن، ست أو سبع سنوات قضاها بين السجون سلام الله عليه.
ذات يوم دخل بعض العباسيين على صالح بن وصيف عندما حُبس الإمام عليه السلام عنده و قالوا له: ضيّق عليه و لا توسّع.
فقال صالح: ما أفعل به فقد وكلت به رجلين من أشرّ ما قدرت عليه ( فإنا لله و إنا إليه راجعون...يقول من أشر ما قدر عليه ... يُحبس الإمام في السجن، و يُوكل إلى أمثال هؤلاء )، و أكمل قائلاً: و قد صار إلى العبادة و الصلاة و الصيام إلى أمر عظيم.
ثم أمر بإحضار الموكلين فقال لهما: ويحكما و ما شأنكما في أمر هذا الرجل، فقالا له ( و تأمل في كلامهما ):
ما تقول في رجلٍ يصوم النهار، و يقوم الليل كله! لا يتكلم، و لا يتشاغل بغير العبادة، فإذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا، و دخلنا مما لا نملكه على أنفسنا ...
صلى الله و سلم عليك يا سيدي و يا مولاي يا أبا محمد
النقطة الثالثة
التمهيد لصاحب الأمر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء
ذكرنا في النقطة الأولى قضية الإمام المهدي عليه السلام و دور الإمام العسكري صلوات الله عليه، و يعتبر أهم إنجاز للإمام العسكري عليه السلام هو التخطيط الحاذق لصيانة ولده أرواحنا لتراب مقدمه الفداء من أيدي العتاة العابثين الذين كانوا يتربصون به الدوائر منذ عقود قبل ولادته، ومن هنا كانت التمهيدات التي اتّخذها الإمام عليه السلام بفضل جهود آبائه السابقين عليهم السلام وتحذيراتهم تنصب أوّلاً على إخفاء ولادته عن أعدائه وعملائهم من النساء والرجال الذين زرعتهم السلطة داخل بيت الإمام عليه السلام، إلى جانب إتمام الحجة به على شيعته ومحبّيه وأوليائه.
فقد خفيت الولادة حتى على أقرب القريبين من الإمام، فإنّ عمّة الإمام عليه السلام لم تتعرّف على حمل اُم الإمام المهدي عليه السلام فضلاً عن غيرها، ومن هنا كانت الولادة في ظروف سرّية جداً وبعد منتصف الليل، وعند طلوع الفجر وهو وقت لا يستيقظ فيه إلاّ الخواص من المؤمنين فضلاً عن غيرهم.
وقد خطّط الإمام العسكري عليه السلام ليبقى الإمام المهدي عليه السلام بعيداً عن الأنظار كما ولد خفية ولم يطلع عليه إلاّ الخواص أو أخصّ الخواص من شيعته.
وأما كيفية إتمام الحجّة في هذه الظروف الاستثنائية على شيعته فقد تحقّقت ضمن خطوات ومراحل دقيقة أذكرها بإيجاز.
الخطوة الاُولى: النصوص التي جاءت عن الإمام العسكري عليه السلام قبل ولادة المهدي عليه السلام تبشيراً بولادته.
الخطوة الثانية: الإشهاد على الولادة .
الخطوة الثالثة: الإخبار بالولادة ومداولة الخبر بين الشيعة بشكل خاص من دون رؤية الإمام عليه السلام.
الخطوة الرابعة: الإشهاد الخاص والعام بعد الولادة ورؤية شخص المهدي عليه السلام .
الخطوة الخامسة: التمهيد لرؤية الإمام المهدي عليه السلام خلال خمس سنوات من قبل بعض خواصّ الشيعة والارتباط به عن كثب وتكليفه مسؤولية الإجابة على أسئلة شيعته المختلفة وإخباره عمّا في ضميرهم وهو في المهد أو في دور الصبا من دون أن يتلكّأ في ذلك. وهذا خير دليل أخواني و أخواتي على إمامته وأنه حجة الله الموعود والمنتظر.
الخطوة السادسة: التخطيط للارتباط بالإمام المهدي عليه السلام بواسطة وكلاء الإمام العسكري عليه السلام الذين أصبحوا فيما بعد وكلاء للإمام المهدي عليه السلام بنفس الاُسلوب الذي كان معلوماً لدى الشيعة حيث كانوا قد اعتادوا عليه في حياة الإمام الحسن العسكري عليه السلام.
الخطوة السابعة: البيانات والأحاديث التي أفصحت للشيعة عمّا سيجري لهم ولإمامهم الغائب في المستقبل وما ينبغي لهم أن يقوموا به.
ومن هنا نفهم السرّ في كثرة هذه النصوص وتنوّع موضوعاتها إذا ما قسناها إلى نصوص الإمام الهادي عليه السلام حول حفيده المهدي عليه السلام ولاحظنا قصر الفترة الزمنية التي كانت باختيار الإمام العسكري وهي لا تتجاوز الست سنوات بينما كانت إمامة الهادي عليه السلام تناهز الـ (34) سنة ممّا يعني أنها كانت ستة أضعاف مدة امامة ابنه العسكري عليه السلام.
سيدي يا صاحب الزمان ... إلى متى و شيعتكم بانتظاركم، صعبٌ عليهم أن يُغيّب عنهم إمامهم. أيتامكم سيدي ينتظرون عائلهم، ينتظرونك سيدي.
من لنا يا صاحب العصر إذا *** ضامنا الدهـر ملاذ و عماد
فأغثنـــا فالبـــلا حــلّ بنــا *** يا بن طه و عليك الاعتماد
السلام عليك يا أبا الإمام المنتظر الظاهرة للعاقل حجته و الثابتة في اليقين معرفته.
و عظم الله أجوركم في مصاب إمامكم
و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، حبيب إله العالمين أبي القاسم المصطفى محمد، و على آله الطيبين الطاهرين المنتجبين، الهداة المهديين.
و اللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
حديثنا عن الإمام الحادي عشر من أئمة الهدى صلوات الله عليهم أجمعين، الإمام الحسن ابن علي العسكري صلوات الله و سلامه عليه.
و أحاول اقتطاف شيء من سيرته صلوات الله عليه، واضعاً ذاك الاقتطاف في نقاط ثلاث.
النقطة الأولى
ورد في زيارة الإمام الحسن العسكري عليه السلام: ( السلام عليك يا وارث الأنبياء المنتجبين ).
قامت جميع الأديان السماوية على أساس مذهب محمد و آل محمد عليهم السلام، فبالإضافة لإنزال الشرائع، كان التركيز على قضيتي الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام و الإمام المهدي المنتظر عليه السلام و أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، فكل نبي نُودي بهاتين القضيتين، و كل هذه الأعباء من جميع الأنبياء كانت موطئة لإبقاء هذا المذهب إلى يوم القيامة، و حمل كل ذلك العبء الإمام الحسن العسكري عليه السلام.
فعليه كانت مسؤولية الزمان المستقبلي، و مسؤولية إمامة آل محمد عليهم السلام المستقبلية، أُلقيت هذه المسؤولية على عاتقه صلوات الله عليه، فيا له من دور صعب ثقيل.
و من هذا تعرف معنى كلمة: ( وارث الأنبياء المنتجبين ).
النقطة الثانية
مما قيل في حقه صلوات الله عليه
أذكر هنا موقفاً واحداً، يثير الأحزان، و يكشف عن عظمة الإمام سلام الله عليه.
بعد معرفة هذا الدور الصعب الذي تحمله الإمام عليه السلام، و المسؤولية الملقاة على عاتقه صلوات الله عليه، نراه من سجنٍ إلى سجن، ست أو سبع سنوات قضاها بين السجون سلام الله عليه.
ذات يوم دخل بعض العباسيين على صالح بن وصيف عندما حُبس الإمام عليه السلام عنده و قالوا له: ضيّق عليه و لا توسّع.
فقال صالح: ما أفعل به فقد وكلت به رجلين من أشرّ ما قدرت عليه ( فإنا لله و إنا إليه راجعون...يقول من أشر ما قدر عليه ... يُحبس الإمام في السجن، و يُوكل إلى أمثال هؤلاء )، و أكمل قائلاً: و قد صار إلى العبادة و الصلاة و الصيام إلى أمر عظيم.
ثم أمر بإحضار الموكلين فقال لهما: ويحكما و ما شأنكما في أمر هذا الرجل، فقالا له ( و تأمل في كلامهما ):
ما تقول في رجلٍ يصوم النهار، و يقوم الليل كله! لا يتكلم، و لا يتشاغل بغير العبادة، فإذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا، و دخلنا مما لا نملكه على أنفسنا ...
صلى الله و سلم عليك يا سيدي و يا مولاي يا أبا محمد
النقطة الثالثة
التمهيد لصاحب الأمر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء
ذكرنا في النقطة الأولى قضية الإمام المهدي عليه السلام و دور الإمام العسكري صلوات الله عليه، و يعتبر أهم إنجاز للإمام العسكري عليه السلام هو التخطيط الحاذق لصيانة ولده أرواحنا لتراب مقدمه الفداء من أيدي العتاة العابثين الذين كانوا يتربصون به الدوائر منذ عقود قبل ولادته، ومن هنا كانت التمهيدات التي اتّخذها الإمام عليه السلام بفضل جهود آبائه السابقين عليهم السلام وتحذيراتهم تنصب أوّلاً على إخفاء ولادته عن أعدائه وعملائهم من النساء والرجال الذين زرعتهم السلطة داخل بيت الإمام عليه السلام، إلى جانب إتمام الحجة به على شيعته ومحبّيه وأوليائه.
فقد خفيت الولادة حتى على أقرب القريبين من الإمام، فإنّ عمّة الإمام عليه السلام لم تتعرّف على حمل اُم الإمام المهدي عليه السلام فضلاً عن غيرها، ومن هنا كانت الولادة في ظروف سرّية جداً وبعد منتصف الليل، وعند طلوع الفجر وهو وقت لا يستيقظ فيه إلاّ الخواص من المؤمنين فضلاً عن غيرهم.
وقد خطّط الإمام العسكري عليه السلام ليبقى الإمام المهدي عليه السلام بعيداً عن الأنظار كما ولد خفية ولم يطلع عليه إلاّ الخواص أو أخصّ الخواص من شيعته.
وأما كيفية إتمام الحجّة في هذه الظروف الاستثنائية على شيعته فقد تحقّقت ضمن خطوات ومراحل دقيقة أذكرها بإيجاز.
الخطوة الاُولى: النصوص التي جاءت عن الإمام العسكري عليه السلام قبل ولادة المهدي عليه السلام تبشيراً بولادته.
الخطوة الثانية: الإشهاد على الولادة .
الخطوة الثالثة: الإخبار بالولادة ومداولة الخبر بين الشيعة بشكل خاص من دون رؤية الإمام عليه السلام.
الخطوة الرابعة: الإشهاد الخاص والعام بعد الولادة ورؤية شخص المهدي عليه السلام .
الخطوة الخامسة: التمهيد لرؤية الإمام المهدي عليه السلام خلال خمس سنوات من قبل بعض خواصّ الشيعة والارتباط به عن كثب وتكليفه مسؤولية الإجابة على أسئلة شيعته المختلفة وإخباره عمّا في ضميرهم وهو في المهد أو في دور الصبا من دون أن يتلكّأ في ذلك. وهذا خير دليل أخواني و أخواتي على إمامته وأنه حجة الله الموعود والمنتظر.
الخطوة السادسة: التخطيط للارتباط بالإمام المهدي عليه السلام بواسطة وكلاء الإمام العسكري عليه السلام الذين أصبحوا فيما بعد وكلاء للإمام المهدي عليه السلام بنفس الاُسلوب الذي كان معلوماً لدى الشيعة حيث كانوا قد اعتادوا عليه في حياة الإمام الحسن العسكري عليه السلام.
الخطوة السابعة: البيانات والأحاديث التي أفصحت للشيعة عمّا سيجري لهم ولإمامهم الغائب في المستقبل وما ينبغي لهم أن يقوموا به.
ومن هنا نفهم السرّ في كثرة هذه النصوص وتنوّع موضوعاتها إذا ما قسناها إلى نصوص الإمام الهادي عليه السلام حول حفيده المهدي عليه السلام ولاحظنا قصر الفترة الزمنية التي كانت باختيار الإمام العسكري وهي لا تتجاوز الست سنوات بينما كانت إمامة الهادي عليه السلام تناهز الـ (34) سنة ممّا يعني أنها كانت ستة أضعاف مدة امامة ابنه العسكري عليه السلام.
سيدي يا صاحب الزمان ... إلى متى و شيعتكم بانتظاركم، صعبٌ عليهم أن يُغيّب عنهم إمامهم. أيتامكم سيدي ينتظرون عائلهم، ينتظرونك سيدي.
من لنا يا صاحب العصر إذا *** ضامنا الدهـر ملاذ و عماد
فأغثنـــا فالبـــلا حــلّ بنــا *** يا بن طه و عليك الاعتماد
السلام عليك يا أبا الإمام المنتظر الظاهرة للعاقل حجته و الثابتة في اليقين معرفته.
و عظم الله أجوركم في مصاب إمامكم