في هذا المقطع القصير , الشهيد المجاهد باقر نمر النمر يتحدى آل سعود من على منابر دولة آل مرخان ويستحضر جريمة هدم قبور البقيع من قبل آل سعود ...
http://https://www.youtube.com/watch?v=ezWLEtTWbSs
“إذا كانت هذه سنة الله فيمن يريد رفعه، بجعل آثاره مناسك ومتعبدات، فآثار رسول الله وأهل بيته أولى بالاستحقاق بجعلها مناسك ومتعبدات، وهذه العقيدة ببناء قبور أئمة البقيع هي جوهر العلم والتوحيد الخالص لأنها امتثال لكتاب الله وإرادته، ولكنه الحقد الأموي الجاهلي على الرسول وأهل بيته الذي تتوارثه القلوب المريضة فيعميها عن الحقيقة مع جلائها، وصدق الله سبحانه وتعالى حيث يقول: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ}”
الشيخ الشهيد نمر باقر النمر
قبل قرابة قرن من الزمن، شدّت جيوش الوهابية من جلاوزة آل سعود رحال غطرستها ناحية “جنة البقيع”، متخذة من فتاوى مشايخها ذريعة للانقضاض على الشيعة وأفتت بجواز هدم قباب أضرحة الأئمة الأطهار والصحابة في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة، هدم القباب المقدسة أثار غضب العالم الإسلامي بأسره، وترجمت الشعوب والفعاليات الاسلامية وعلماء الدين من مختلف المذاهب مواقفها عبر التظاهرات والانتقادات غير انها لم تتمكن من إيقاف الفعل الإجرامي على أيدي السلطات السعودية. احتل آل سعود للجزيرة العربية، عبّروا عن ولعهم بسفك الدماء وطمس المعالم التاريخية في المنطقة، وشهد العام 1925م الحدث الأعظم أثراً في نفوس المسلمين. جمع السعوديون علماء المدينة المنوّرة لاستفتائهم حول حُرمة البناء على القبور، ومثل السلطة قاضي قضاة الوهابيين سليمان بن بليهد مستفتياً العلماء، فجمعهم وتباحث معهم أولاً ولما رفضوا التجاوب مع رغبته، مارس معهم التهديد والترهيب مجبراً العلماء على التوقيع على جواب نُوّه عنه في الاستفتاء بحُرمة البناء على القبور؛ وذلك تأييداً لرأي الجماعة التي كتبت الاستفتاء، وأمرت بتنفيذه ثم ارتكبت جريمتها البشعة بهدم الأضرحة الشريفة. كان يوم الثامن من شوال من العام 1344هـ- 1925م، يوم هدم الأضرحة المباركة، وعلى الرغم من الاستنكار العالمي والتنديد، لم تتراجع السلطة السعودية مدفوعة بجحافل الوهابيين، ولاحقاً منعت السلطات المسلمين من زيارة “جنة البقيع” أو إعادة بناء الأضرحة، حيث تم التنكيل والترهيب بحق المسلمين الذين حاولوا زيارة أو الاعتراض، لتمتد فصول الحرمان على مدى عقود، وأصبحت قضية البقيع حدث مغيب بفعل الغطرسة السعودية. ومع عدم اكتفاء السلطات بهدم القباب الشريفة، والانجرار نحو حظر زيارة البقيع خاصة على أهالي “القطيف والأحساء”، مارست السلطة شتى أنواع التنكيل والانتهاكات انتقاماً من الأهالي عبر سياسة طائفية انتقامية، بهدف طمس معالم البقيع وما يحمل من مظلومية مترجمة بحق اهل البيت “ع” وعموم الشيعة، في تعبير فج عن استهتار آل سعود والوهابية بالقيم والمقدسات الاسلامية.. في ظل ظروف الصمت المطبق عن قضية البقيع الغرقد ارتفع صوت رجل الدين الشيعي البارز الشهيد الفقيه الشيخ نمر باقر النمر مدوياً من داخل المنطقة رافعاً لواء رفض الظلم ومواجهته بكل الطرق والوسائل المشروعة، داعيا إلى إحياء ذكرى البقيع الغرقد وضرورة إعادة بناء القباب الطاهرة. ندد الشيخ النمر ببقاء قضية البقيع كحدث مغيّب في المنطقة والعالم، وشدّد على ضرورة إحيائها كمناسبة أساسية في كل عام إلى حين الوصول إلى التمكن من إعادة بناء القباب الطاهرة، التي هدمت بموجب قرار سياسي. حمل الشيخ الشهيد لواء الدفاع بجرأة غير اعتيادية وشجاعة غير مسبوقة عن قضية البقيع، وعمل على إبرازها إلى الرأي العام، من خلال الخطب والمحاضرات والتظاهرات والمهرجانات والوقوف بوجه جلاوذة النظام السعودي، إذ نادى سماحته في عام 2004م، بإقامة مهرجان إحياء هذا الحدث تحت عنوان: “البقيع حدث مغيّب”، وقد منعت السلطات السعودية هذا المهرجان بعد أن تم إستدعاء سماحة الشيخ الشهيد واستمر سماحته في الاعداد للمهرجان في 8 شوال من كل عام لإثارة القضية، وكذلك استمر المنع السلطوي. في العام 2008م، خرج الشيخ النمر للإعتراض على الإعتداءات التي أقدم عليها دعاة الوهابية وعناصر الشرطة السعودية وقوات المهمات الخاصة بحق زوار جنة البقيع، من ضرب النساء والزوار وانتهاك حرمة الدين والتجاوز على الأخلاق والأعراف الاجتماعية، فأصبح لصوته صدى تهابه السلطات؛ خاصة أنه كشف المظلومية وفضح جريمة هدم البقيع وفي نفس الوقت كان يطرح الأدلة القرآنية والفقهية لإثبات جواز بناء القبور. وبعد أكثر من ثمانين عاماً من هدم قباب المراقد، بدأ الشيخ الشهيد بالترويج والإعلان عن صرخته من وسط بلدة العوامية بأن الحدث المغيّب لن يبقى كذلك، ودعا الشيخ النمر إلى إقامة مهرجان تحت عنوان “البقيع حدث مغيّب”، غير أنه لم يكتمل، بعد أن استدعت السلطات الشيخ نمر باقر النمر، ليجبر بالإكراه على إلغاء مهرجان الإحياء، إثر خذلان وخوف كبار الشخصيات العلمائية الذين رفضوا فكرة إحياء ذكرى فاجعة البقيع وهدم المراقد الطاهرة، واعتبارها مناسبة تستحق الإحياء والوقوف بوجه الظلم الوهابي. الخذلان ذلك، لم يوقف الشيخ الشهيد عن مسيرته لإحياء الذكرى، واستمر بعمله ليطلق في العام التالي مهرجانا آخر تحت عنوان “البقيع قبباً ومنائر”، وبكل عزيمة والذي احتضنته العوامية، وكان انطلاقة لإحياء سنوي للذكرى الحزينة، حيث أصبحت الذكرى مناسبة سنوية يتم إحياؤها بشكل مستمر ومنواصل وأصبح الحدث عالمي، استنكارا للجريمة النكراء. نداءات الشيخ النمر أنتجت مما لاشك فيه يوما أساسيا لإحياء الذكرى، التي ارتسمت في أذهان المؤمنين في كل مكان حيث أطلق على هذا اليوم الثامن من شوال “يوم البقيع العالمي”، الذي بات يتم إحياؤه في كل أصقاع الأرض. صاحب الدعوة والعامل في توصيل الرسالة الجهادية، لم يكتفِ بالمهرجانات والدعوات، إذ لم تخلُ خطبه من الدعوات المستمرة للعالم أجمع من أجل بناء البقيع، إذ أكد في إحدى خطبه “إن أيدي الغدر لمخالب السباع الجبانة لم تجد فريسة تنهشها في الثامن من شوال لعام ألف وثلاث مائة وأربعة وأربعين للهجرة إلا مقبرة البقيع، فتطاولت بمعاول الهدم ظلماً وجوراً وعدواناً وكفراً بآية المودة على حرمات الله، وشعائر دينه، ومنارات رسالاته، وترجمان وحيه، أئمة الهدى، وقادة الورى، وعترة المصطفى لكي تحولها إلى أطلال شاحبة، وأحجار متناثرة”. وقال الشيخ الشهيد في دعواته “إننا في هذا اليوم الثامن من شوال من هذا العام – حيث مضى على هدم قبب البقيع خمسة وثمانون عاماً – ومن كل عام، أدعو نفسي وأحرض جميع المؤمنين وبالخصوص محبي أهل البيت عليهم السلام وبالأخص مواليهم وأتباعهم لتجديد العهد، وعقد العزم، ومضاعفة الجهد للسعي بكل إمكانياتنا، وبكل السبل المشروعة بدء بالكلمة الرسالية والمسؤولة، ومروراً بالعمل الجاد والخالص، وختاماً بتشييد اللبن، وترصيع الذهب لبناء القباب الطاهرة لأئمة البقيع” وشدد على ضرورة عدم الاستهانة والاستكانة والتهاون في تعظيم “الشعيرة والحرمة الإلهية، وأن لا نسمح للأمد الزماني أن يمتد ويكمل قرناً على تحويل القبب إلى أطلال، فلنكافح ونجاهد ونناضل ونقاوم من أجل البناء الشامخ قبل مضي قرن على الهدم الغاشم”. لا شك أن الدور الرسالي للشيخ الشهيد النمر يدوي صداه حتى اليوم، إذ لايمر الثامن من شوال إلا والذكرى حاضرة في مراكز العالم الإسلامي، وتعود الذاكرة إلى عقود خلت، لترجع أحداث اضطهاد طائفي مورس على مرحلتين، حيث أن الجريمة التي لاتنسى، عندما أقدم آل سعود بأول هدم للبقيع عام 1220 هـ وعندما سقطت الدولة على يد العثمانيين أعاد المسلمون بناءها على أحسن هيئة من تبرعات المسلمين، فبنيت القبب والمساجد؛ غير أن صورتها لم تدم طويلا حيث ارتكبت الجريمة الثانية عام 1344هـ، حين انتهك آل سعود حرمة الأراضي المقدسة، في مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة وضواحيهما عام 1344 هـ، وقاموا في اليوم الثامن من شوال بهدم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام). وبدأت عقب ذلك التاريخ، رواية الاضطهاد والاعتقال والاعتداء والتضييق الذي لا يزال مستمرا بوجود سلطات آل سعود.
المقال اعلاه عن مرآة الجزيرة بقلم سناء ابراهيم
http://https://www.youtube.com/watch?v=ezWLEtTWbSs
“إذا كانت هذه سنة الله فيمن يريد رفعه، بجعل آثاره مناسك ومتعبدات، فآثار رسول الله وأهل بيته أولى بالاستحقاق بجعلها مناسك ومتعبدات، وهذه العقيدة ببناء قبور أئمة البقيع هي جوهر العلم والتوحيد الخالص لأنها امتثال لكتاب الله وإرادته، ولكنه الحقد الأموي الجاهلي على الرسول وأهل بيته الذي تتوارثه القلوب المريضة فيعميها عن الحقيقة مع جلائها، وصدق الله سبحانه وتعالى حيث يقول: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ}”
الشيخ الشهيد نمر باقر النمر
قبل قرابة قرن من الزمن، شدّت جيوش الوهابية من جلاوزة آل سعود رحال غطرستها ناحية “جنة البقيع”، متخذة من فتاوى مشايخها ذريعة للانقضاض على الشيعة وأفتت بجواز هدم قباب أضرحة الأئمة الأطهار والصحابة في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة، هدم القباب المقدسة أثار غضب العالم الإسلامي بأسره، وترجمت الشعوب والفعاليات الاسلامية وعلماء الدين من مختلف المذاهب مواقفها عبر التظاهرات والانتقادات غير انها لم تتمكن من إيقاف الفعل الإجرامي على أيدي السلطات السعودية. احتل آل سعود للجزيرة العربية، عبّروا عن ولعهم بسفك الدماء وطمس المعالم التاريخية في المنطقة، وشهد العام 1925م الحدث الأعظم أثراً في نفوس المسلمين. جمع السعوديون علماء المدينة المنوّرة لاستفتائهم حول حُرمة البناء على القبور، ومثل السلطة قاضي قضاة الوهابيين سليمان بن بليهد مستفتياً العلماء، فجمعهم وتباحث معهم أولاً ولما رفضوا التجاوب مع رغبته، مارس معهم التهديد والترهيب مجبراً العلماء على التوقيع على جواب نُوّه عنه في الاستفتاء بحُرمة البناء على القبور؛ وذلك تأييداً لرأي الجماعة التي كتبت الاستفتاء، وأمرت بتنفيذه ثم ارتكبت جريمتها البشعة بهدم الأضرحة الشريفة. كان يوم الثامن من شوال من العام 1344هـ- 1925م، يوم هدم الأضرحة المباركة، وعلى الرغم من الاستنكار العالمي والتنديد، لم تتراجع السلطة السعودية مدفوعة بجحافل الوهابيين، ولاحقاً منعت السلطات المسلمين من زيارة “جنة البقيع” أو إعادة بناء الأضرحة، حيث تم التنكيل والترهيب بحق المسلمين الذين حاولوا زيارة أو الاعتراض، لتمتد فصول الحرمان على مدى عقود، وأصبحت قضية البقيع حدث مغيب بفعل الغطرسة السعودية. ومع عدم اكتفاء السلطات بهدم القباب الشريفة، والانجرار نحو حظر زيارة البقيع خاصة على أهالي “القطيف والأحساء”، مارست السلطة شتى أنواع التنكيل والانتهاكات انتقاماً من الأهالي عبر سياسة طائفية انتقامية، بهدف طمس معالم البقيع وما يحمل من مظلومية مترجمة بحق اهل البيت “ع” وعموم الشيعة، في تعبير فج عن استهتار آل سعود والوهابية بالقيم والمقدسات الاسلامية.. في ظل ظروف الصمت المطبق عن قضية البقيع الغرقد ارتفع صوت رجل الدين الشيعي البارز الشهيد الفقيه الشيخ نمر باقر النمر مدوياً من داخل المنطقة رافعاً لواء رفض الظلم ومواجهته بكل الطرق والوسائل المشروعة، داعيا إلى إحياء ذكرى البقيع الغرقد وضرورة إعادة بناء القباب الطاهرة. ندد الشيخ النمر ببقاء قضية البقيع كحدث مغيّب في المنطقة والعالم، وشدّد على ضرورة إحيائها كمناسبة أساسية في كل عام إلى حين الوصول إلى التمكن من إعادة بناء القباب الطاهرة، التي هدمت بموجب قرار سياسي. حمل الشيخ الشهيد لواء الدفاع بجرأة غير اعتيادية وشجاعة غير مسبوقة عن قضية البقيع، وعمل على إبرازها إلى الرأي العام، من خلال الخطب والمحاضرات والتظاهرات والمهرجانات والوقوف بوجه جلاوذة النظام السعودي، إذ نادى سماحته في عام 2004م، بإقامة مهرجان إحياء هذا الحدث تحت عنوان: “البقيع حدث مغيّب”، وقد منعت السلطات السعودية هذا المهرجان بعد أن تم إستدعاء سماحة الشيخ الشهيد واستمر سماحته في الاعداد للمهرجان في 8 شوال من كل عام لإثارة القضية، وكذلك استمر المنع السلطوي. في العام 2008م، خرج الشيخ النمر للإعتراض على الإعتداءات التي أقدم عليها دعاة الوهابية وعناصر الشرطة السعودية وقوات المهمات الخاصة بحق زوار جنة البقيع، من ضرب النساء والزوار وانتهاك حرمة الدين والتجاوز على الأخلاق والأعراف الاجتماعية، فأصبح لصوته صدى تهابه السلطات؛ خاصة أنه كشف المظلومية وفضح جريمة هدم البقيع وفي نفس الوقت كان يطرح الأدلة القرآنية والفقهية لإثبات جواز بناء القبور. وبعد أكثر من ثمانين عاماً من هدم قباب المراقد، بدأ الشيخ الشهيد بالترويج والإعلان عن صرخته من وسط بلدة العوامية بأن الحدث المغيّب لن يبقى كذلك، ودعا الشيخ النمر إلى إقامة مهرجان تحت عنوان “البقيع حدث مغيّب”، غير أنه لم يكتمل، بعد أن استدعت السلطات الشيخ نمر باقر النمر، ليجبر بالإكراه على إلغاء مهرجان الإحياء، إثر خذلان وخوف كبار الشخصيات العلمائية الذين رفضوا فكرة إحياء ذكرى فاجعة البقيع وهدم المراقد الطاهرة، واعتبارها مناسبة تستحق الإحياء والوقوف بوجه الظلم الوهابي. الخذلان ذلك، لم يوقف الشيخ الشهيد عن مسيرته لإحياء الذكرى، واستمر بعمله ليطلق في العام التالي مهرجانا آخر تحت عنوان “البقيع قبباً ومنائر”، وبكل عزيمة والذي احتضنته العوامية، وكان انطلاقة لإحياء سنوي للذكرى الحزينة، حيث أصبحت الذكرى مناسبة سنوية يتم إحياؤها بشكل مستمر ومنواصل وأصبح الحدث عالمي، استنكارا للجريمة النكراء. نداءات الشيخ النمر أنتجت مما لاشك فيه يوما أساسيا لإحياء الذكرى، التي ارتسمت في أذهان المؤمنين في كل مكان حيث أطلق على هذا اليوم الثامن من شوال “يوم البقيع العالمي”، الذي بات يتم إحياؤه في كل أصقاع الأرض. صاحب الدعوة والعامل في توصيل الرسالة الجهادية، لم يكتفِ بالمهرجانات والدعوات، إذ لم تخلُ خطبه من الدعوات المستمرة للعالم أجمع من أجل بناء البقيع، إذ أكد في إحدى خطبه “إن أيدي الغدر لمخالب السباع الجبانة لم تجد فريسة تنهشها في الثامن من شوال لعام ألف وثلاث مائة وأربعة وأربعين للهجرة إلا مقبرة البقيع، فتطاولت بمعاول الهدم ظلماً وجوراً وعدواناً وكفراً بآية المودة على حرمات الله، وشعائر دينه، ومنارات رسالاته، وترجمان وحيه، أئمة الهدى، وقادة الورى، وعترة المصطفى لكي تحولها إلى أطلال شاحبة، وأحجار متناثرة”. وقال الشيخ الشهيد في دعواته “إننا في هذا اليوم الثامن من شوال من هذا العام – حيث مضى على هدم قبب البقيع خمسة وثمانون عاماً – ومن كل عام، أدعو نفسي وأحرض جميع المؤمنين وبالخصوص محبي أهل البيت عليهم السلام وبالأخص مواليهم وأتباعهم لتجديد العهد، وعقد العزم، ومضاعفة الجهد للسعي بكل إمكانياتنا، وبكل السبل المشروعة بدء بالكلمة الرسالية والمسؤولة، ومروراً بالعمل الجاد والخالص، وختاماً بتشييد اللبن، وترصيع الذهب لبناء القباب الطاهرة لأئمة البقيع” وشدد على ضرورة عدم الاستهانة والاستكانة والتهاون في تعظيم “الشعيرة والحرمة الإلهية، وأن لا نسمح للأمد الزماني أن يمتد ويكمل قرناً على تحويل القبب إلى أطلال، فلنكافح ونجاهد ونناضل ونقاوم من أجل البناء الشامخ قبل مضي قرن على الهدم الغاشم”. لا شك أن الدور الرسالي للشيخ الشهيد النمر يدوي صداه حتى اليوم، إذ لايمر الثامن من شوال إلا والذكرى حاضرة في مراكز العالم الإسلامي، وتعود الذاكرة إلى عقود خلت، لترجع أحداث اضطهاد طائفي مورس على مرحلتين، حيث أن الجريمة التي لاتنسى، عندما أقدم آل سعود بأول هدم للبقيع عام 1220 هـ وعندما سقطت الدولة على يد العثمانيين أعاد المسلمون بناءها على أحسن هيئة من تبرعات المسلمين، فبنيت القبب والمساجد؛ غير أن صورتها لم تدم طويلا حيث ارتكبت الجريمة الثانية عام 1344هـ، حين انتهك آل سعود حرمة الأراضي المقدسة، في مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة وضواحيهما عام 1344 هـ، وقاموا في اليوم الثامن من شوال بهدم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام). وبدأت عقب ذلك التاريخ، رواية الاضطهاد والاعتقال والاعتداء والتضييق الذي لا يزال مستمرا بوجود سلطات آل سعود.
المقال اعلاه عن مرآة الجزيرة بقلم سناء ابراهيم
تعليق