السُّجُودُ
مفهومه وآدابه والتربة الحسينية
الفصل الاَول
مفهوم السجود وآثاره العبادية
المبحث الاَول
معنى السجود وموقعه العبادي
أولاً : تعريف السجود:
1 ـ السجود في اللغة:
الطاعة والخضوع، يقال: سَجَدَ، سُجُوداً، أي: خضع وتطامن (1)، ومنه قوله تعالى: ( ألم ترَ أنّ الله يسجد له من في السموات والاَرض... ) (2) فهذا لسان حال تلك المخلوقات في الطاعة والخضوع، وكل شيء ذلّ
____________
(1) المعجم الوسيط 1: 416 ( سجد )، مكتب نشر الثقافة الإسلامية 1412 هـ ط4.
والمصباح المنير في غريب الشرح الكبير|الفيومي 1: 266 ( سجد )، منشورات دار الهجرة ـ قم 1414 هـ ط2.
(2) سورة الحج: 22|18.
فقد سجد (1)، وهو ساجد. والجمع: سُجّد، وسُجودٌ (2).
والسَجّادُ: الكثير السجود (3)، ورجل سجّاد: على وجهه سَجّادة، أي: ثفنة من أثر السجود (4).
وقد اشتهر به الاِمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام لكثرة سجوده لله تعالى ولهذا لُقب عليه السلام بالسجاد، وذي الثفنات.
والمسجَدُ: جبهة الرجل حيث يصيبه أثر السجود (5)، والجمع مَسَاجِدُ، والمساجِدُ من بدن الانسان: الاَعضاء السبعة التي يسجد عليها، وهي: الجبهة واليدان والركبتان والقدمان (6).
والمَسجِدُ: بيت الصلاة (7)، ومكانها المخصص.
والمَسجِدُ الحرام: الكعبة، والمسجِدُ الاَقصى: مسجد بيت المقدس، قال تعالى: ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجِد الحرام إلى المسجِد
____________
(1) المصباح المنير 1: 266 ( سجد ).
(2) المعجم الوسيط 1: 416 ( سجد ).
(3) المعجم الوسيط 1: 416 ( سجد ).
(4) أساس البلاغة|الزمخشري: 285 ( سجد )، دار الفكر ـ بيروت 1409 هـ 1989م.
(5) المختار من صحاح اللغة: 229 ( سجد )، انتشارات ناصر خسرو ـ طهران 1363 هـ ش. وأساس البلاغة: 285 ( سجد ).
(6) المعجم الوسيط 1: 416 ( سجد ). (7) المصباح المنير|الفيومي 1: 266 ( سجد ).
الاَقصى الذي باركنا حوله ) (1). والجمع: مساجِد.
2 ـ السجود في الاصطلاح:
هو الانحناء ووضع أعضاء السجود (2)على الاَرض، بحيث يساوي موضع جبهته موقفه، أو يزيد بقدر لبنة لا غير (3).
وحقيقته: وضع الجبهة وباطن الكفين والركبتين وطرفي الابهامين من القدمين على الاَرض (4)، بقصد التعظيم (5).
وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام تسمية مثل هذا السجود بالسجود الجسماني، وهو أقلّ رتبةً من السجود الآخر المسمى بالنفساني، قال عليه السلام : « السجود الجسماني: هو وضع عتائق الوجوه على التراب، واستقبال الاَرض بالراحتين والركبتين وأطراف القدمين مع خشوع القلب وإخلاص النية.
____________
(1) سورة الاسراء 17|1.
(2) أعضاء السجود سبعة، وهي: الجبهة، والكفان، والركبتان، وابهاما الرجلان.
تذكرة الفقهاء|العلامة الحلي 3: 185، تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم 1414 هـ ط1، وإليه ذهب أحمد بن حنبل واختاره الشافعي في أحد قوليه، كما في المغني لابن قدامة الحنبلي 1: 591. والاُم للشافعي 1: 114.
(3) جامع المقاصد في شرح القواعد|المحقق الكركي 2: 298، تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم 1414 هـ ط2.
(4) المقنعة|الشيخ المفيد: 105.
(5) مهذب الاحكام في بيان الحلال والحرام|السيد السبزواري 6: 416، مؤسسة المنار ـ 1412هـ ط4.
والسجود النفساني: فراغ القلب من الفانيات، والاقبال بكنه الهمّة على الباقيات، وخلع الكبر والحمية، وقطع العلائق الدنيوية، والتحلّي بالاخلاق النبوية » (1).
3 ـ السجود في القرآن الكريم:
هذا وقد ورد في القرآن الكريم ما يشير إلى ضربين من السجود وهما:
1 ـ سجود اختيار: وهو خاص بالانسان وبه يستحق الثواب نحو قوله تعالى: ( فاسجدوا لله واعبدوا ) (2)أي تذللوا له، وهو المراد بالتعريف الاصطلاحي المتقدم (3).
2 ـ سجود تسخير: وهو للاِنسان والحيوان والنبات والجماد وعلى ذلك قوله تعالى: ( ولله يسجد من في السموات والاَرض طوعاً وكرهاً)(4) وقوله تعالى: ( والنجم والشجر يسجدان ) (5).
ولم يُرد الباري عزَّ وجل أنّ المذكور في هذه الآية الشريفة يسجد سجود البشر في صلاته، وإنّما أراد تعالى أنّ تلك الاَشياء غير ممتنعة من
____________
(1) غرر الحكم ودرر الكلم|عبد الواحد الآمدي 1: 122|2234 و 2235، مؤسسة الأعلمي ـ بيروت 1407هـ، 1987م ط1. ومستدرك وسائل الشيعة / الميرزا حسين النوري 4: 486|5232 باب 23 من أبواب السجود، تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ 1407هـ ط1.
(2) سورة النجم: 53|62.
(3) معجم مفردات ألفاظ القرآن|الراغب الاصفهاني: 229 مادة ( سجد ).
(4) سورة الرعد: 13|15.
(5) سورة الرحمن: 55|6.
فعله تعالى فهي كالمطيع له سبحانه، وهذا ما عبّر عنه بالساجد (1).
وقد ورد في القرآن الكريم ما يؤيد كلا النوعين بآيات كثيرة، ومن الآيات ما اشتمل على كلا النوعين من السجود (التسخير والاختيار)، كقوله تعالى: ( ولله يسجد ما في السموات وما في الاَرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون ) (2).
ثانياً: العبادة في السجود:
لا شكّ أنّ السجود في ذاته عبادة إذ إنّه يمثل غاية الخضوع، بل هو أبلغ صور التذلل لله سبحانه وتعالى ؛ لاَنّه يربط بين الصورة الحسية والدلالة المعنوية للعبادة في ذلة العبد، وعظمة الرب، وافتقار العبد لخالقه. ولا يكون الانسان عبداً لله تعالى إلاّ بهذا التذلل وبهذه العبودية. ومن هنا يظهر سرّ اختصاص السجود بالقرب من الله تعالى (3)، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد » (4).
____________
(1) المسائل السروية|الشيخ المفيد: 49، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد رقم 46 ـ 1413هـ ط1.
(2) سورة النحل: 16|49.
(3) فقه السجود|علي بن عمر بادحدح: 20 ـ 21 بتصرف، دار الاندلس ـ جدة 1415هـ.
(4) جامع أحاديث الشيعة 5: 463|8039 ـ 8311. وصحيح مسلم بشرح النووي|4: 267|482 باب 42 ما يقال في الركوع والسجود، تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي، دار الكتب العلمية ـ بيروت 1415هـ ط1. وسنن ابي داود 1: 231|875 باب الدعاء في الركوع والسجود، دار الفكر ـ بيروت. وفيض
=
ثالثاً: موقع وأهمية السجود بين أجزاء الصلاة:
إنّ من المناسب أن نقف قليلاً موقف المقارنة بين أجزاء الصلاة، لنرى موقع السجود بينها وما يمتاز به من خصائص، وذلك على النحو الآتي:
1 ـ القيام في الصلاة:
ويراد به المثول بين يدي مالك الملك، إعلاناً للطاعة والولاء وامتثال الاَمر، ولا يخفى أنّ الاستعداد والمثول قياماً بين يدي الملك هو من دلائل الطاعة وعلاماتها. ومن هنا يقتضي أن تكون هيئة المثول وحقيقته متناسبة مع عظمة الملك الذي نقف بين يديه.
فكمال القيام بين يدي الله تعالى أن يكون على طمأنينة وسكون وهيبة وحياء، فلا يجعل رأسه مرفوعاً وكأنه يقف أمام ضده ونظيره، ولا يبالغ في طأطأته فيخرج بالحياء عن صورته، بل يجعل نظره إلى محلّ سجوده، مقيماً صلبه ونحره، مرسلاً يديه على فخذيه بوقار، فلا يعبث بهما، ولو استحضر العبد أثناء قيامه قول الله تعالى: ( الذي يراك حين تقوم * وتقلبك في الساجدين ) (1)لما فارق هذه الهيئة.
ويزيد في جلال القيام وهيبته ما وجب فيه من تلاوة بعض سور القرآن الكريم، وبهذا يكون القيام مشهداً من مشاهد الطاعة والولاء والاجلال
____________
=
القدير شرح الجامع الصغير|المناوي 2: 87|1348، دار الكتب العلمية ـ بيروت 1415 هـ 1994، ط1.
(1) سورة الشعراء: 26|218 ـ 219.
والتعظيم.
فهذا الاِمام السجاد عليه السلام وهو يستحضر هذا المشهد فيلفت انتباه الناس من حوله تغيّر لونه حال وضوئه وكان إذا قام إلى الصلاة اخذته رعدة فقيل له: مالك؟ فقال عليه السلام: « أتدرون بين يدي من أقوم ومن أُناجي؟ » (1)إنّه الحضور بين يدي مالك الملك.
2 ـ الركوع في الصلاة:
وهو صورة أُخرى من صور الامتثال والخضوع، ولا شك أنه يحمل من معاني الخضوع فوق ما يحمله القيام، ولكلٍّ معناه وأبعاده ومغزاه.
ومع صورة التعظيم الظاهرة في انحناءة الركوع، يأتي الذكر الذي يصحبها متوّجاً معنى التعظيم ومركّزاً مغزاه في قلب الراكع: «سبحان ربي العظيم وبحمده».
هذه المرتبة من التعظيم أفردها الاِسلام لله تعالى وحده، فنهى أن ينحني أحد أمام أحد احتراماً وتعظيماً، ولذلك تميّز الركوع بمرتبة أخص من الامتثال قياماً في الولاء والخضوع والتعظيم، فالقيام يقع كثيراً في يوميات الانسان، كالامتثال قياماً بين يدي الوالدين، أو بين يدي المعلم، أو الرئيس أو الملك، ولكن يحرّم الركوع لهؤلاء ولغيرهم ؛ لاَنّه من
____________
(1) مختصر تاريخ دمشق|ابن منظور 17: 236|134 ترجمة علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، دار الفكر ـ دمشق 1409 هـ ط1. وسير أعلام النبلاء| الذهبي 4: 392|157 ترجمة علي بن الحسين عليه السلام، مؤسسة الرسالة ـ بيروت 1412هـ ط 8.
خصائص الخضوع لله تعالى.
ولهذا فقد اختصّ الله تعالى هذه الاُمّة بالسلام، وهي تحية أهل الجنّة، وحرّم عليهم ما كان شائعاً من مظاهر التحية كالسجود والانحناء والتكفير وغيرها من المظاهر التي لا تجوز إلاّ لله تعالى (1).
ولقد ورد في سرِّ مد العنق في الركوع عن أمير المؤمنين عليه السلام: « تأويله آمنتُ بالله ولو ضُرِبَت عنقي » (2).
وجاء عن الاِمام الباقر عليه السلام في الركوع من الذكر ما يستشعر به المرء حقيقة ما يؤديه من امتثال وطاعة وخشوع، يقول فيه: « إذا أردت أن تركع فقل وأنت منتصب: الله أكبر، ثم اركع وقل: اللهمّ لك ركعت، ولك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكّلت، وأنت ربّي، خشع لك قلبي وسمعي وبصري وشعري وبشري ولحمي ودمي ومخّي وعصبي وعظامي وما أقلّته قدماي، غير مستنكفٍ ولا مستكبرٍ ولا مستحسرٍ، سبحان ربي العظيم وبحمده » (3).
وكما أنّ الركوع تخشّع لله تعالى، كذلك رفع الرأس منه تواضع له تعالى، وانتصاب للامتثال بين يديه.
____________
(1) راجع مجمع البيان|الطبرسي 5: 405، دار المعرفة ـ بيروت 1406هـ.
(2) من لا يحضره الفقيه|الشيخ الصدوق 1: 204|928 باب 45، دار الاضواء ـ بيروت 1405هـ ط 6. وجامع أحاديث الشيعة|تحت اشراف آية الله السيد البروجردي 5: 430|8213 باب 2 كيفية الركوع ـ قم 1416هـ.
(3) جامع أحاديث الشيعة 5: 433|8229 باب 2 كيفية الركوع.
ومن حيث الحكم: فالركوع: موضع تعظيم الله تعالى، وتبطل الصلاة بعدم إتيانه أو بتكراره، ولو سهواً.
3 ـ السجود في الصلاة:
وهو موضع الدعاء وطلب الحاجات، ويعدّ غاية في الخضوع والتذلل والاستكانة.
إنّ العبد في حالة السجود يكون في تمام الذلة والخضوع لله سبحانه وتعالى، وإذا عرف العبد نفسه بالذلة والافتقار عرف ربه هو العلي الكبير المتكبر الجبار (1).
روي عن الاِمام جعفر الصادق عليه السلام أنّه قال: « السجود منتهى العبادة من بني آدم » (2).
وعنه عليه السلام: « ما خسر والله قطُّ من أتى بحقيقة السجود ولو كان في عمره مرة واحدة، وما أفلح من خلا بربه في مثل ذلك الحال تشبيهاً بمخادع نفسه، غافلاً لاهياً عما أعدّ الله تعالى للساجدين من البشر العاجل، وراحة الآجل، ولا بَعُدَ عن الله أبداً من أحسن تقرّبه في السجود، ولا قَرُبَ إليه أبداً من أساء أدبه وضيّع حرمته بتعليق قلبه بسواه في حال السجود.. »(3)
____________
(1) فيض القدير للمناوي 2: 68|1348.
(2) الدعوات|قطب الدين الراوندي: 7. ومستدرك الوسائل 4: 472|5193 باب 18. وجامع أحاديث الشيعة 5: 466|8321.
(3) مصباح الشريعة: 91 باب 41 في السجود، منشورات مؤسسة الأعلمي ـ بيروت 1403هـ ط2.
والمراد في هذه الصورة المتحركة التي يرسمها هذا الحديث الشريف هو ضرورة حضور القلب في جميع أحوال الصلاة من أفعالها وأقوالها، وجدير بالتأمل أن ذلك يقتضي أن يكون الحضور حال السجود آكد ؛ لاَنّ حضور القلب في القيام ـ مثلاً ـ يقتضي الالتفات إلى مقام العبودية والربوبية، وفي الركوع يقتضي الالتفات إلى عظمة الرب وذلة العبد، وإلى أنّ الحول والقوة منفيّة عنه.
والحضور المناسب للسجود هو بالفناء عن الكلِّ والحضور عند الرب تعالى (1).
ولاَهمية السجود جعله الله تعالى واحداً من العلامات التي تميز عباده المخلصين، قال تعالى: ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) (2).
تسمية المصلّى مسجداً:
ومما يؤكد اهتمام الاِسلام المتزايد بالسجود هو تسمية المصلى ـ وهو موضع اقامة الصلاة ـ مسجداً، إذ أصبح له عنواناً خاصاً متميزاً، عناية بأهم أجزاء الصلاة، باعتبار أن السجود هو موضع القرب كما تبين وبه يتجلى التواضع والخضوع والتذلل لله جلَّ وعلا، لذا فقد أولى الباري تعالى عناية خاصة بالمساجد فنسبها له سبحانه وحده كما قال: ( إنّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً ) (3).
____________
(1) اسرار الصلاة|الميرزا جواد الملكي التبريزي: 268، دار الكتاب الإسلامي ـ قم.
(2) سورة الفتح: 48|29.
(3) سورة الجن: 72|18.
ولقد شاءت ارادته تعالى أن يجعل المسجد مبدأ إسراء النبي صلى الله عليه وآله ومعراجه إلى السماء ليريه من آياته العظمى ويثبت له معجزة في ذلك قال تعالى: ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الاَقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا.. ) (1).
4 ـ هيئة السجود وحالته وذكره:
إنّ للسجود هيئةً وحالةً وذكراً، تنطوي على جملة أسرارٍ تتجلى للاِنسان المؤمن من خلال صلاته بمقدار درجة الاقبال وحضور القلب ووعي تامّ لما يقوم به من حركات وما يتلفّظه من كلمات.
أ ـ فهيئته: إراءة حالة التواضع وترك الاستكبار والعجب من خلال وضع الجبهة على الاَرض وإرغام الاَنف ـ وهو من المستحبات الاَكيدة ـ إظهاراً لكمال التخضّع والتذكّر والتواضع.
ب ـ وأما الحالة: فهي وضع أعضاء السجود السبعة على الاَرض، وبما أنّ تلك الاَعضاء تعدّ مظهراً لعقل الاِنسان وقدرته وحركته، فيكون إرغامها على التذلل والخضوع والمسكنة عبر السجود لله عزَّ وجلّ مظهراً من مظاهر التسليم التام له سبحانه، وهذا يعني شعور العبد بالندم والتوبة وطلب المغفرة والابتعاد عن الخطيئة بشتى أشكالها، ومع حصول تلك المعاني في نفس الساجد، فلا شكّ أنه سيشعر بحالة من الاُنس ورهبة حقيقية تمنعه من العدول إلى ارتكاب المعصية من جديد.
جـ ـ وأما الذكر: وهو ( سبحان ربي الأعلى وبحمده ) فإنه متقوم بالتسبيح
____________
(1) سورة الإسراء 17|1.
يتبع
مفهومه وآدابه والتربة الحسينية
الفصل الاَول
مفهوم السجود وآثاره العبادية
المبحث الاَول
معنى السجود وموقعه العبادي
أولاً : تعريف السجود:
1 ـ السجود في اللغة:
الطاعة والخضوع، يقال: سَجَدَ، سُجُوداً، أي: خضع وتطامن (1)، ومنه قوله تعالى: ( ألم ترَ أنّ الله يسجد له من في السموات والاَرض... ) (2) فهذا لسان حال تلك المخلوقات في الطاعة والخضوع، وكل شيء ذلّ
____________
(1) المعجم الوسيط 1: 416 ( سجد )، مكتب نشر الثقافة الإسلامية 1412 هـ ط4.
والمصباح المنير في غريب الشرح الكبير|الفيومي 1: 266 ( سجد )، منشورات دار الهجرة ـ قم 1414 هـ ط2.
(2) سورة الحج: 22|18.
فقد سجد (1)، وهو ساجد. والجمع: سُجّد، وسُجودٌ (2).
والسَجّادُ: الكثير السجود (3)، ورجل سجّاد: على وجهه سَجّادة، أي: ثفنة من أثر السجود (4).
وقد اشتهر به الاِمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام لكثرة سجوده لله تعالى ولهذا لُقب عليه السلام بالسجاد، وذي الثفنات.
والمسجَدُ: جبهة الرجل حيث يصيبه أثر السجود (5)، والجمع مَسَاجِدُ، والمساجِدُ من بدن الانسان: الاَعضاء السبعة التي يسجد عليها، وهي: الجبهة واليدان والركبتان والقدمان (6).
والمَسجِدُ: بيت الصلاة (7)، ومكانها المخصص.
والمَسجِدُ الحرام: الكعبة، والمسجِدُ الاَقصى: مسجد بيت المقدس، قال تعالى: ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجِد الحرام إلى المسجِد
____________
(1) المصباح المنير 1: 266 ( سجد ).
(2) المعجم الوسيط 1: 416 ( سجد ).
(3) المعجم الوسيط 1: 416 ( سجد ).
(4) أساس البلاغة|الزمخشري: 285 ( سجد )، دار الفكر ـ بيروت 1409 هـ 1989م.
(5) المختار من صحاح اللغة: 229 ( سجد )، انتشارات ناصر خسرو ـ طهران 1363 هـ ش. وأساس البلاغة: 285 ( سجد ).
(6) المعجم الوسيط 1: 416 ( سجد ). (7) المصباح المنير|الفيومي 1: 266 ( سجد ).
الاَقصى الذي باركنا حوله ) (1). والجمع: مساجِد.
2 ـ السجود في الاصطلاح:
هو الانحناء ووضع أعضاء السجود (2)على الاَرض، بحيث يساوي موضع جبهته موقفه، أو يزيد بقدر لبنة لا غير (3).
وحقيقته: وضع الجبهة وباطن الكفين والركبتين وطرفي الابهامين من القدمين على الاَرض (4)، بقصد التعظيم (5).
وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام تسمية مثل هذا السجود بالسجود الجسماني، وهو أقلّ رتبةً من السجود الآخر المسمى بالنفساني، قال عليه السلام : « السجود الجسماني: هو وضع عتائق الوجوه على التراب، واستقبال الاَرض بالراحتين والركبتين وأطراف القدمين مع خشوع القلب وإخلاص النية.
____________
(1) سورة الاسراء 17|1.
(2) أعضاء السجود سبعة، وهي: الجبهة، والكفان، والركبتان، وابهاما الرجلان.
تذكرة الفقهاء|العلامة الحلي 3: 185، تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم 1414 هـ ط1، وإليه ذهب أحمد بن حنبل واختاره الشافعي في أحد قوليه، كما في المغني لابن قدامة الحنبلي 1: 591. والاُم للشافعي 1: 114.
(3) جامع المقاصد في شرح القواعد|المحقق الكركي 2: 298، تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم 1414 هـ ط2.
(4) المقنعة|الشيخ المفيد: 105.
(5) مهذب الاحكام في بيان الحلال والحرام|السيد السبزواري 6: 416، مؤسسة المنار ـ 1412هـ ط4.
والسجود النفساني: فراغ القلب من الفانيات، والاقبال بكنه الهمّة على الباقيات، وخلع الكبر والحمية، وقطع العلائق الدنيوية، والتحلّي بالاخلاق النبوية » (1).
3 ـ السجود في القرآن الكريم:
هذا وقد ورد في القرآن الكريم ما يشير إلى ضربين من السجود وهما:
1 ـ سجود اختيار: وهو خاص بالانسان وبه يستحق الثواب نحو قوله تعالى: ( فاسجدوا لله واعبدوا ) (2)أي تذللوا له، وهو المراد بالتعريف الاصطلاحي المتقدم (3).
2 ـ سجود تسخير: وهو للاِنسان والحيوان والنبات والجماد وعلى ذلك قوله تعالى: ( ولله يسجد من في السموات والاَرض طوعاً وكرهاً)(4) وقوله تعالى: ( والنجم والشجر يسجدان ) (5).
ولم يُرد الباري عزَّ وجل أنّ المذكور في هذه الآية الشريفة يسجد سجود البشر في صلاته، وإنّما أراد تعالى أنّ تلك الاَشياء غير ممتنعة من
____________
(1) غرر الحكم ودرر الكلم|عبد الواحد الآمدي 1: 122|2234 و 2235، مؤسسة الأعلمي ـ بيروت 1407هـ، 1987م ط1. ومستدرك وسائل الشيعة / الميرزا حسين النوري 4: 486|5232 باب 23 من أبواب السجود، تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ 1407هـ ط1.
(2) سورة النجم: 53|62.
(3) معجم مفردات ألفاظ القرآن|الراغب الاصفهاني: 229 مادة ( سجد ).
(4) سورة الرعد: 13|15.
(5) سورة الرحمن: 55|6.
فعله تعالى فهي كالمطيع له سبحانه، وهذا ما عبّر عنه بالساجد (1).
وقد ورد في القرآن الكريم ما يؤيد كلا النوعين بآيات كثيرة، ومن الآيات ما اشتمل على كلا النوعين من السجود (التسخير والاختيار)، كقوله تعالى: ( ولله يسجد ما في السموات وما في الاَرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون ) (2).
ثانياً: العبادة في السجود:
لا شكّ أنّ السجود في ذاته عبادة إذ إنّه يمثل غاية الخضوع، بل هو أبلغ صور التذلل لله سبحانه وتعالى ؛ لاَنّه يربط بين الصورة الحسية والدلالة المعنوية للعبادة في ذلة العبد، وعظمة الرب، وافتقار العبد لخالقه. ولا يكون الانسان عبداً لله تعالى إلاّ بهذا التذلل وبهذه العبودية. ومن هنا يظهر سرّ اختصاص السجود بالقرب من الله تعالى (3)، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد » (4).
____________
(1) المسائل السروية|الشيخ المفيد: 49، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد رقم 46 ـ 1413هـ ط1.
(2) سورة النحل: 16|49.
(3) فقه السجود|علي بن عمر بادحدح: 20 ـ 21 بتصرف، دار الاندلس ـ جدة 1415هـ.
(4) جامع أحاديث الشيعة 5: 463|8039 ـ 8311. وصحيح مسلم بشرح النووي|4: 267|482 باب 42 ما يقال في الركوع والسجود، تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي، دار الكتب العلمية ـ بيروت 1415هـ ط1. وسنن ابي داود 1: 231|875 باب الدعاء في الركوع والسجود، دار الفكر ـ بيروت. وفيض
=
ثالثاً: موقع وأهمية السجود بين أجزاء الصلاة:
إنّ من المناسب أن نقف قليلاً موقف المقارنة بين أجزاء الصلاة، لنرى موقع السجود بينها وما يمتاز به من خصائص، وذلك على النحو الآتي:
1 ـ القيام في الصلاة:
ويراد به المثول بين يدي مالك الملك، إعلاناً للطاعة والولاء وامتثال الاَمر، ولا يخفى أنّ الاستعداد والمثول قياماً بين يدي الملك هو من دلائل الطاعة وعلاماتها. ومن هنا يقتضي أن تكون هيئة المثول وحقيقته متناسبة مع عظمة الملك الذي نقف بين يديه.
فكمال القيام بين يدي الله تعالى أن يكون على طمأنينة وسكون وهيبة وحياء، فلا يجعل رأسه مرفوعاً وكأنه يقف أمام ضده ونظيره، ولا يبالغ في طأطأته فيخرج بالحياء عن صورته، بل يجعل نظره إلى محلّ سجوده، مقيماً صلبه ونحره، مرسلاً يديه على فخذيه بوقار، فلا يعبث بهما، ولو استحضر العبد أثناء قيامه قول الله تعالى: ( الذي يراك حين تقوم * وتقلبك في الساجدين ) (1)لما فارق هذه الهيئة.
ويزيد في جلال القيام وهيبته ما وجب فيه من تلاوة بعض سور القرآن الكريم، وبهذا يكون القيام مشهداً من مشاهد الطاعة والولاء والاجلال
____________
=
القدير شرح الجامع الصغير|المناوي 2: 87|1348، دار الكتب العلمية ـ بيروت 1415 هـ 1994، ط1.
(1) سورة الشعراء: 26|218 ـ 219.
والتعظيم.
فهذا الاِمام السجاد عليه السلام وهو يستحضر هذا المشهد فيلفت انتباه الناس من حوله تغيّر لونه حال وضوئه وكان إذا قام إلى الصلاة اخذته رعدة فقيل له: مالك؟ فقال عليه السلام: « أتدرون بين يدي من أقوم ومن أُناجي؟ » (1)إنّه الحضور بين يدي مالك الملك.
2 ـ الركوع في الصلاة:
وهو صورة أُخرى من صور الامتثال والخضوع، ولا شك أنه يحمل من معاني الخضوع فوق ما يحمله القيام، ولكلٍّ معناه وأبعاده ومغزاه.
ومع صورة التعظيم الظاهرة في انحناءة الركوع، يأتي الذكر الذي يصحبها متوّجاً معنى التعظيم ومركّزاً مغزاه في قلب الراكع: «سبحان ربي العظيم وبحمده».
هذه المرتبة من التعظيم أفردها الاِسلام لله تعالى وحده، فنهى أن ينحني أحد أمام أحد احتراماً وتعظيماً، ولذلك تميّز الركوع بمرتبة أخص من الامتثال قياماً في الولاء والخضوع والتعظيم، فالقيام يقع كثيراً في يوميات الانسان، كالامتثال قياماً بين يدي الوالدين، أو بين يدي المعلم، أو الرئيس أو الملك، ولكن يحرّم الركوع لهؤلاء ولغيرهم ؛ لاَنّه من
____________
(1) مختصر تاريخ دمشق|ابن منظور 17: 236|134 ترجمة علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، دار الفكر ـ دمشق 1409 هـ ط1. وسير أعلام النبلاء| الذهبي 4: 392|157 ترجمة علي بن الحسين عليه السلام، مؤسسة الرسالة ـ بيروت 1412هـ ط 8.
خصائص الخضوع لله تعالى.
ولهذا فقد اختصّ الله تعالى هذه الاُمّة بالسلام، وهي تحية أهل الجنّة، وحرّم عليهم ما كان شائعاً من مظاهر التحية كالسجود والانحناء والتكفير وغيرها من المظاهر التي لا تجوز إلاّ لله تعالى (1).
ولقد ورد في سرِّ مد العنق في الركوع عن أمير المؤمنين عليه السلام: « تأويله آمنتُ بالله ولو ضُرِبَت عنقي » (2).
وجاء عن الاِمام الباقر عليه السلام في الركوع من الذكر ما يستشعر به المرء حقيقة ما يؤديه من امتثال وطاعة وخشوع، يقول فيه: « إذا أردت أن تركع فقل وأنت منتصب: الله أكبر، ثم اركع وقل: اللهمّ لك ركعت، ولك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكّلت، وأنت ربّي، خشع لك قلبي وسمعي وبصري وشعري وبشري ولحمي ودمي ومخّي وعصبي وعظامي وما أقلّته قدماي، غير مستنكفٍ ولا مستكبرٍ ولا مستحسرٍ، سبحان ربي العظيم وبحمده » (3).
وكما أنّ الركوع تخشّع لله تعالى، كذلك رفع الرأس منه تواضع له تعالى، وانتصاب للامتثال بين يديه.
____________
(1) راجع مجمع البيان|الطبرسي 5: 405، دار المعرفة ـ بيروت 1406هـ.
(2) من لا يحضره الفقيه|الشيخ الصدوق 1: 204|928 باب 45، دار الاضواء ـ بيروت 1405هـ ط 6. وجامع أحاديث الشيعة|تحت اشراف آية الله السيد البروجردي 5: 430|8213 باب 2 كيفية الركوع ـ قم 1416هـ.
(3) جامع أحاديث الشيعة 5: 433|8229 باب 2 كيفية الركوع.
ومن حيث الحكم: فالركوع: موضع تعظيم الله تعالى، وتبطل الصلاة بعدم إتيانه أو بتكراره، ولو سهواً.
3 ـ السجود في الصلاة:
وهو موضع الدعاء وطلب الحاجات، ويعدّ غاية في الخضوع والتذلل والاستكانة.
إنّ العبد في حالة السجود يكون في تمام الذلة والخضوع لله سبحانه وتعالى، وإذا عرف العبد نفسه بالذلة والافتقار عرف ربه هو العلي الكبير المتكبر الجبار (1).
روي عن الاِمام جعفر الصادق عليه السلام أنّه قال: « السجود منتهى العبادة من بني آدم » (2).
وعنه عليه السلام: « ما خسر والله قطُّ من أتى بحقيقة السجود ولو كان في عمره مرة واحدة، وما أفلح من خلا بربه في مثل ذلك الحال تشبيهاً بمخادع نفسه، غافلاً لاهياً عما أعدّ الله تعالى للساجدين من البشر العاجل، وراحة الآجل، ولا بَعُدَ عن الله أبداً من أحسن تقرّبه في السجود، ولا قَرُبَ إليه أبداً من أساء أدبه وضيّع حرمته بتعليق قلبه بسواه في حال السجود.. »(3)
____________
(1) فيض القدير للمناوي 2: 68|1348.
(2) الدعوات|قطب الدين الراوندي: 7. ومستدرك الوسائل 4: 472|5193 باب 18. وجامع أحاديث الشيعة 5: 466|8321.
(3) مصباح الشريعة: 91 باب 41 في السجود، منشورات مؤسسة الأعلمي ـ بيروت 1403هـ ط2.
والمراد في هذه الصورة المتحركة التي يرسمها هذا الحديث الشريف هو ضرورة حضور القلب في جميع أحوال الصلاة من أفعالها وأقوالها، وجدير بالتأمل أن ذلك يقتضي أن يكون الحضور حال السجود آكد ؛ لاَنّ حضور القلب في القيام ـ مثلاً ـ يقتضي الالتفات إلى مقام العبودية والربوبية، وفي الركوع يقتضي الالتفات إلى عظمة الرب وذلة العبد، وإلى أنّ الحول والقوة منفيّة عنه.
والحضور المناسب للسجود هو بالفناء عن الكلِّ والحضور عند الرب تعالى (1).
ولاَهمية السجود جعله الله تعالى واحداً من العلامات التي تميز عباده المخلصين، قال تعالى: ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) (2).
تسمية المصلّى مسجداً:
ومما يؤكد اهتمام الاِسلام المتزايد بالسجود هو تسمية المصلى ـ وهو موضع اقامة الصلاة ـ مسجداً، إذ أصبح له عنواناً خاصاً متميزاً، عناية بأهم أجزاء الصلاة، باعتبار أن السجود هو موضع القرب كما تبين وبه يتجلى التواضع والخضوع والتذلل لله جلَّ وعلا، لذا فقد أولى الباري تعالى عناية خاصة بالمساجد فنسبها له سبحانه وحده كما قال: ( إنّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً ) (3).
____________
(1) اسرار الصلاة|الميرزا جواد الملكي التبريزي: 268، دار الكتاب الإسلامي ـ قم.
(2) سورة الفتح: 48|29.
(3) سورة الجن: 72|18.
ولقد شاءت ارادته تعالى أن يجعل المسجد مبدأ إسراء النبي صلى الله عليه وآله ومعراجه إلى السماء ليريه من آياته العظمى ويثبت له معجزة في ذلك قال تعالى: ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الاَقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا.. ) (1).
4 ـ هيئة السجود وحالته وذكره:
إنّ للسجود هيئةً وحالةً وذكراً، تنطوي على جملة أسرارٍ تتجلى للاِنسان المؤمن من خلال صلاته بمقدار درجة الاقبال وحضور القلب ووعي تامّ لما يقوم به من حركات وما يتلفّظه من كلمات.
أ ـ فهيئته: إراءة حالة التواضع وترك الاستكبار والعجب من خلال وضع الجبهة على الاَرض وإرغام الاَنف ـ وهو من المستحبات الاَكيدة ـ إظهاراً لكمال التخضّع والتذكّر والتواضع.
ب ـ وأما الحالة: فهي وضع أعضاء السجود السبعة على الاَرض، وبما أنّ تلك الاَعضاء تعدّ مظهراً لعقل الاِنسان وقدرته وحركته، فيكون إرغامها على التذلل والخضوع والمسكنة عبر السجود لله عزَّ وجلّ مظهراً من مظاهر التسليم التام له سبحانه، وهذا يعني شعور العبد بالندم والتوبة وطلب المغفرة والابتعاد عن الخطيئة بشتى أشكالها، ومع حصول تلك المعاني في نفس الساجد، فلا شكّ أنه سيشعر بحالة من الاُنس ورهبة حقيقية تمنعه من العدول إلى ارتكاب المعصية من جديد.
جـ ـ وأما الذكر: وهو ( سبحان ربي الأعلى وبحمده ) فإنه متقوم بالتسبيح
____________
(1) سورة الإسراء 17|1.
يتبع
تعليق