الحِرص
الحرص : هو الإفراط في حُبّ المال ، والاستكثار منه ، دون أنْ يكتفي بقدرٍ محدود . وهو من الصفات الذميمة ، والخصال السيّئة ، الباعثة على ألوان المساوئ والآثام ، وحسب الحريص ذمّاً أنّه كلّما ازداد حرصاً ازدادا غباءً وغماً .
وإليك بعض ما ورد في ذمه :
قال الباقر ( عليه السلام ) : ( مثَل الحريص على الدنيا ، مثَل دودة القز كلّما ازدادت مِن القزّ على نفسها لفاً ، كان أبعد لها من الخروج ، حتّى تموت غمّاً )(1) .
لذلك قال الشاعر :
يفني البخيل بجمع المال مدّته ولـلحوادث والأيّـام ما
يدع
كـدودة القزّ ما تبنيه
يهدمها وغـيرها بالذي تبنيه
ينتفع
وقال الصادق ( عليه السالم ) : ( إنّ فيما نزل به الوحي من السماء : لو أنّ لابن آدم واديَين ، يسيلان ذهباً وفضّة ، لابتغى لهما ثالثاً ، يابن آدم إنّما بطنك بحرٌ من البحور ، ووادٍ من الأودية ، لا يملأه شيء إلاّ التراب )(2) .
_____________________
(1) الوافي ج 3 ص 152 عن الكافي .
(2) الوافي ج 3 ص 154 عن من لا يحضره الفقيه للصدوق ( ره ) .
الصفحة 68
وقال ( عليه السلام ) : ( ما ذئبان ضاريان ، في غنمٍ قد فارقها رعاؤها أحدهما في أوّلها والآخر في آخرها ، بأفسد فيها من حبّ المال ( الدنيا خ ل ) ، والشرف في دين المسلم )(1) .
وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في ضمن وصيّته لولده الحسن ( عليه السلام ) : ( واعلم يقيناً أنّك لنْ تبلغ أملك ، ولنْ تعدو أجلك ، وأنّك في سبيل مَن كان قبلك ، فخفّض في الطلب ، وأجمل في المكتسَب ، فإنّه رُبّ طلبٍ ، قد جرّ إلى حرب ، فليس كلّ طالبٍ بمرزوق ، ولا كلّ مجملٍ بمحروم )(2) .
وقال الحسن بن عليّ ( عليهما السلام ) : ( هلاك الناس في ثلاث : الكبر ، والحرص ، والحسد ، فالكبر هلاك الدين وبه لُعِن إبليس ، والحرص عدوّ النفس ، وبه أُخرج آدم من الجنّة ، والحسد رائد السوء ومنه قتَل قابيل هابيل )(3).
مساوئ الحرص :
وبديهي أنّه متى استبدّ الحرص بالإنسان ، استرقه ، وسبّب له العناء
_____________________
(1) مرآة العقول في شرح الكافي للمجلسي (ره) ج 2 عن الكافي . ص 303 .
(2) نهج البلاغة .
(3) كشف الغمّة .
الصفحة 69
والشقاء ، فلا يهمّ الحريص ، ولا يشبع جشعه إلاّ استكثار الأموال واكتنازها ، دون أنْ ينتهي إلى حدٍّ محدود ، فكلّما أدرك مأرباً طمح إلى آخر ، وهكذا يلج به الحرص ، وتستعبده الأطماع ، حتّى يوافيه الموت فيغدو ضحيّة الغنا والخسران .
والحريص أشدّ الناس جهداً في المال ، وأقلّهم انتفاعاً واستمتاعاً به ، يشقى بكسبه وادخاره ، وسرعان ما يفارقه بالموت ، فيهنأ به الوارث ، من حيث شقِيَ هو به ، وحُرِم من لذّته .
والحرص بعد هذا وذاك ، كثيراً ما يزجّ بصاحبه في مزالق الشبهات والمحرّمات والتورّط في آثامها ، ومشاكلها الأخرويّة ، كما يعيق صاحبه عن أعمال الخير ، وكسب المثوبات كصلة الأرحام وإعانة البؤساء والمعوزين ، وفي ذلك ضرر بالغ ، وحرمان جسيم .
علاج الحرص :
وبعد أنْ عرفنا مساوئ الحرص يحسن بنا أنْ نعرض مجملاً مِن وسائل علاجه ونصائحه وهي :
1 - أنْ يتذكر الحريص مساوئ الحرص ، وغوائله الدينيّة والدنيويّة وأنْ الدنيا في حلالها حساب ، وفي حرامها عقاب ، وفي الشبهات عتاب .
2 - أنْ يتأمّل ما أسلفناه من فضائل القناعة ، ومحاسنها ، مستجلياً سيرة العظماء الأفذاذ ، من الأنبياء والأوصياء والأولياء ، في زهدهم في
الصفحة 70
الحياة ، وقناعتهم باليسير منها .
3 - ترك النظر والتطلّع إلى مَن يفوقه ثراءً ، وتمتّعاً بزخارف الحياة والنظر إلى من دونه فيهما فذلك من دواعي القناعة وكبح جماح الحرص .
4 - الاقتصاد المعاشي ، فإنّه مِن أهمّ العوامل ، في تخفيف حدّة الحرص ، إذ الإسراف في الإنفاق يستلزم وفرة المال ، والإفراط في كسبه والحرص عليه .
قال الصادق ( عليه السلام ) : ( ضمنت لمن أقتصد أنْ لا يفتقر )(1) .
_____________________
(1) البحار مج 15 ج 2 ص 199 عن الخصال للصدوق (ره) .
الحرص : هو الإفراط في حُبّ المال ، والاستكثار منه ، دون أنْ يكتفي بقدرٍ محدود . وهو من الصفات الذميمة ، والخصال السيّئة ، الباعثة على ألوان المساوئ والآثام ، وحسب الحريص ذمّاً أنّه كلّما ازداد حرصاً ازدادا غباءً وغماً .
وإليك بعض ما ورد في ذمه :
قال الباقر ( عليه السلام ) : ( مثَل الحريص على الدنيا ، مثَل دودة القز كلّما ازدادت مِن القزّ على نفسها لفاً ، كان أبعد لها من الخروج ، حتّى تموت غمّاً )(1) .
لذلك قال الشاعر :
يفني البخيل بجمع المال مدّته ولـلحوادث والأيّـام ما
يدع
كـدودة القزّ ما تبنيه
يهدمها وغـيرها بالذي تبنيه
ينتفع
وقال الصادق ( عليه السالم ) : ( إنّ فيما نزل به الوحي من السماء : لو أنّ لابن آدم واديَين ، يسيلان ذهباً وفضّة ، لابتغى لهما ثالثاً ، يابن آدم إنّما بطنك بحرٌ من البحور ، ووادٍ من الأودية ، لا يملأه شيء إلاّ التراب )(2) .
_____________________
(1) الوافي ج 3 ص 152 عن الكافي .
(2) الوافي ج 3 ص 154 عن من لا يحضره الفقيه للصدوق ( ره ) .
الصفحة 68
وقال ( عليه السلام ) : ( ما ذئبان ضاريان ، في غنمٍ قد فارقها رعاؤها أحدهما في أوّلها والآخر في آخرها ، بأفسد فيها من حبّ المال ( الدنيا خ ل ) ، والشرف في دين المسلم )(1) .
وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في ضمن وصيّته لولده الحسن ( عليه السلام ) : ( واعلم يقيناً أنّك لنْ تبلغ أملك ، ولنْ تعدو أجلك ، وأنّك في سبيل مَن كان قبلك ، فخفّض في الطلب ، وأجمل في المكتسَب ، فإنّه رُبّ طلبٍ ، قد جرّ إلى حرب ، فليس كلّ طالبٍ بمرزوق ، ولا كلّ مجملٍ بمحروم )(2) .
وقال الحسن بن عليّ ( عليهما السلام ) : ( هلاك الناس في ثلاث : الكبر ، والحرص ، والحسد ، فالكبر هلاك الدين وبه لُعِن إبليس ، والحرص عدوّ النفس ، وبه أُخرج آدم من الجنّة ، والحسد رائد السوء ومنه قتَل قابيل هابيل )(3).
مساوئ الحرص :
وبديهي أنّه متى استبدّ الحرص بالإنسان ، استرقه ، وسبّب له العناء
_____________________
(1) مرآة العقول في شرح الكافي للمجلسي (ره) ج 2 عن الكافي . ص 303 .
(2) نهج البلاغة .
(3) كشف الغمّة .
الصفحة 69
والشقاء ، فلا يهمّ الحريص ، ولا يشبع جشعه إلاّ استكثار الأموال واكتنازها ، دون أنْ ينتهي إلى حدٍّ محدود ، فكلّما أدرك مأرباً طمح إلى آخر ، وهكذا يلج به الحرص ، وتستعبده الأطماع ، حتّى يوافيه الموت فيغدو ضحيّة الغنا والخسران .
والحريص أشدّ الناس جهداً في المال ، وأقلّهم انتفاعاً واستمتاعاً به ، يشقى بكسبه وادخاره ، وسرعان ما يفارقه بالموت ، فيهنأ به الوارث ، من حيث شقِيَ هو به ، وحُرِم من لذّته .
والحرص بعد هذا وذاك ، كثيراً ما يزجّ بصاحبه في مزالق الشبهات والمحرّمات والتورّط في آثامها ، ومشاكلها الأخرويّة ، كما يعيق صاحبه عن أعمال الخير ، وكسب المثوبات كصلة الأرحام وإعانة البؤساء والمعوزين ، وفي ذلك ضرر بالغ ، وحرمان جسيم .
علاج الحرص :
وبعد أنْ عرفنا مساوئ الحرص يحسن بنا أنْ نعرض مجملاً مِن وسائل علاجه ونصائحه وهي :
1 - أنْ يتذكر الحريص مساوئ الحرص ، وغوائله الدينيّة والدنيويّة وأنْ الدنيا في حلالها حساب ، وفي حرامها عقاب ، وفي الشبهات عتاب .
2 - أنْ يتأمّل ما أسلفناه من فضائل القناعة ، ومحاسنها ، مستجلياً سيرة العظماء الأفذاذ ، من الأنبياء والأوصياء والأولياء ، في زهدهم في
الصفحة 70
الحياة ، وقناعتهم باليسير منها .
3 - ترك النظر والتطلّع إلى مَن يفوقه ثراءً ، وتمتّعاً بزخارف الحياة والنظر إلى من دونه فيهما فذلك من دواعي القناعة وكبح جماح الحرص .
4 - الاقتصاد المعاشي ، فإنّه مِن أهمّ العوامل ، في تخفيف حدّة الحرص ، إذ الإسراف في الإنفاق يستلزم وفرة المال ، والإفراط في كسبه والحرص عليه .
قال الصادق ( عليه السلام ) : ( ضمنت لمن أقتصد أنْ لا يفتقر )(1) .
_____________________
(1) البحار مج 15 ج 2 ص 199 عن الخصال للصدوق (ره) .