إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الحِرص

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحِرص

    الحِرص
    الحرص : هو الإفراط في حُبّ المال ، والاستكثار منه ، دون أنْ يكتفي بقدرٍ محدود . وهو من الصفات الذميمة ، والخصال السيّئة ، الباعثة على ألوان المساوئ والآثام ، وحسب الحريص ذمّاً أنّه كلّما ازداد حرصاً ازدادا غباءً وغماً .
    وإليك بعض ما ورد في ذمه :
    قال الباقر ( عليه السلام ) : ( مثَل الحريص على الدنيا ، مثَل دودة القز كلّما ازدادت مِن القزّ على نفسها لفاً ، كان أبعد لها من الخروج ، حتّى تموت غمّاً )(1) .
    لذلك قال الشاعر :
    يفني البخيل بجمع المال مدّته ولـلحوادث والأيّـام ما
    يدع
    كـدودة القزّ ما تبنيه
    يهدمها وغـيرها بالذي تبنيه
    ينتفع
    وقال الصادق ( عليه السالم ) : ( إنّ فيما نزل به الوحي من السماء : لو أنّ لابن آدم واديَين ، يسيلان ذهباً وفضّة ، لابتغى لهما ثالثاً ، يابن آدم إنّما بطنك بحرٌ من البحور ، ووادٍ من الأودية ، لا يملأه شيء إلاّ التراب )(2) .
    _____________________
    (1) الوافي ج 3 ص 152 عن الكافي .
    (2) الوافي ج 3 ص 154 عن من لا يحضره الفقيه للصدوق ( ره ) .
    الصفحة 68
    وقال ( عليه السلام ) : ( ما ذئبان ضاريان ، في غنمٍ قد فارقها رعاؤها أحدهما في أوّلها والآخر في آخرها ، بأفسد فيها من حبّ المال ( الدنيا خ ل ) ، والشرف في دين المسلم )(1) .
    وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في ضمن وصيّته لولده الحسن ( عليه السلام ) : ( واعلم يقيناً أنّك لنْ تبلغ أملك ، ولنْ تعدو أجلك ، وأنّك في سبيل مَن كان قبلك ، فخفّض في الطلب ، وأجمل في المكتسَب ، فإنّه رُبّ طلبٍ ، قد جرّ إلى حرب ، فليس كلّ طالبٍ بمرزوق ، ولا كلّ مجملٍ بمحروم )(2) .
    وقال الحسن بن عليّ ( عليهما السلام ) : ( هلاك الناس في ثلاث : الكبر ، والحرص ، والحسد ، فالكبر هلاك الدين وبه لُعِن إبليس ، والحرص عدوّ النفس ، وبه أُخرج آدم من الجنّة ، والحسد رائد السوء ومنه قتَل قابيل هابيل )(3).
    مساوئ الحرص :
    وبديهي أنّه متى استبدّ الحرص بالإنسان ، استرقه ، وسبّب له العناء
    _____________________
    (1) مرآة العقول في شرح الكافي للمجلسي (ره) ج 2 عن الكافي . ص 303 .
    (2) نهج البلاغة .
    (3) كشف الغمّة .
    الصفحة 69
    والشقاء ، فلا يهمّ الحريص ، ولا يشبع جشعه إلاّ استكثار الأموال واكتنازها ، دون أنْ ينتهي إلى حدٍّ محدود ، فكلّما أدرك مأرباً طمح إلى آخر ، وهكذا يلج به الحرص ، وتستعبده الأطماع ، حتّى يوافيه الموت فيغدو ضحيّة الغنا والخسران .
    والحريص أشدّ الناس جهداً في المال ، وأقلّهم انتفاعاً واستمتاعاً به ، يشقى بكسبه وادخاره ، وسرعان ما يفارقه بالموت ، فيهنأ به الوارث ، من حيث شقِيَ هو به ، وحُرِم من لذّته .
    والحرص بعد هذا وذاك ، كثيراً ما يزجّ بصاحبه في مزالق الشبهات والمحرّمات والتورّط في آثامها ، ومشاكلها الأخرويّة ، كما يعيق صاحبه عن أعمال الخير ، وكسب المثوبات كصلة الأرحام وإعانة البؤساء والمعوزين ، وفي ذلك ضرر بالغ ، وحرمان جسيم .
    علاج الحرص :
    وبعد أنْ عرفنا مساوئ الحرص يحسن بنا أنْ نعرض مجملاً مِن وسائل علاجه ونصائحه وهي :
    1 - أنْ يتذكر الحريص مساوئ الحرص ، وغوائله الدينيّة والدنيويّة وأنْ الدنيا في حلالها حساب ، وفي حرامها عقاب ، وفي الشبهات عتاب .
    2 - أنْ يتأمّل ما أسلفناه من فضائل القناعة ، ومحاسنها ، مستجلياً سيرة العظماء الأفذاذ ، من الأنبياء والأوصياء والأولياء ، في زهدهم في
    الصفحة 70
    الحياة ، وقناعتهم باليسير منها .
    3 - ترك النظر والتطلّع إلى مَن يفوقه ثراءً ، وتمتّعاً بزخارف الحياة والنظر إلى من دونه فيهما فذلك من دواعي القناعة وكبح جماح الحرص .
    4 - الاقتصاد المعاشي ، فإنّه مِن أهمّ العوامل ، في تخفيف حدّة الحرص ، إذ الإسراف في الإنفاق يستلزم وفرة المال ، والإفراط في كسبه والحرص عليه .
    قال الصادق ( عليه السلام ) : ( ضمنت لمن أقتصد أنْ لا يفتقر )(1) .
    _____________________
    (1) البحار مج 15 ج 2 ص 199 عن الخصال للصدوق (ره) .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
ردود 2
17 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
استجابة 1
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X