في ظل مشاعر الحزن والأسى التي سادت سائر أنحاء العالم الإسلامي وأوساطه الدينية والمرجعية بالذات على أثر التأكد من فقدان الأمل بنجاة الآلاف من أبناء الشعب العراقي المظلوم والكثير من رجالاته وعلمائه الأعلام ممن كانوا يرزحون ولفترات طويلة في سجون نظام صدام الدكتاتوري الدموي، وبعد استنفاذ كل جهود ومحاولات العثور عليهم أحياء في تلك المعتقلات السرية الرهيبة التي اكتشفت للأول مرة فور سقوط وانهيار هذا النظام المجرم، فقد أصدر سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) بيانا بهذه الفاجعة الأليمة عزا فيه المسلمين كافة وذوي الضحايا السجناء خاصة بالحادث الجلل،
وداعيا من الباري تعالى بالرحمة والرضوان لهؤلاء الشهداء وخاصة علماء الدين والمجاهدين منهم والذين مضوا قربانا في سبيل الدفاع عن العقيدة المحمدية ومذهب أهل البيت (عليهم السلام)، والتصدي لسلطة الظلم والانحراف.
وفيما يلي النص الكامل لبيان سماحة المرجع الشيرازي:
بسم الله الرحمن الرحيم
(ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربّهم يرزقون) صدق الله العلي العظيم.
لقد شاءت إرادة الله سبحانه أن يتّخذ من هذه الأمّة (شهداء) ليكونوا مناراً للمؤمنين وقدوات في الصّبر والاستقامة والتضحية للأجيال على مرّ التأريخ.
وقد كان الأمل معقوداً بنجاة الكثير من المسجونين من المؤمنين المظلومين وخاصّة الآيات العظام والعلماء الأعلام وحجج الإسلام ومدرّسي الحوزة العلمية والسّادة الأجلاء ـ من تلك السجون الرهيبة التي قلّ أن يشهد تاريخ البشريّة لها مثيلاً ـ بعد سقوط الحكم الجائر في العراق الجريح، كي تستفيد الأمة من عطائهم العلمي وتنتفع من وجودهم المبارك في مختلف الأبعاد الدينيّة والفكريّة والاجتماعية وغيرها، إلاّ أن اليأس حلّ مكان الأمل .. وتجدّدت الآلام الشديدة وصارت الجروح الغائرة تنزف من جديد بعد اكتشاف المقابر الجماعية وعدم وصول عمليات البحث إلى نتيجة.
والمشتكى إلى الله وليّ الشكوى.
ولئن حُرمت الأمّة من أعيان هؤلاء النخبة فإنّ أمثالهم في القلوب موجودة وسيظلون رموزاً لأنبل القيم الإيمانيّة على امتداد التأريخ بإذن الله تعالى.
نسأل الله سبحانه أن يلحقهم بمواليهم الأبرار محمدٍٍ المصطفى والأئمة الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين) وفي هذا المجال نتقدم إلى مقام وليّ الله الأعظم مولانا صاحب الأمر (صلوات الله عليه وعجّل الله تعالى فرجه الشريف) بأسمى آيات العزاء فإنّه هو صاحب المصيبة، ثمّ إلى الحوزات العلمية المباركة، التي افتقدت هذا الرّصيد العلمي الكبير وهذه الوجودات المؤمنة المعطاءة ثمّ إلى أُسرهم المفجوعة من بيوت مراجع الإسلام العظام وغيرهم، ونسأله تعالى أن يلهمهم جميعاً الصبر ويجزل لهم الأجر ويعوضهم أفضل تعويض بمعاناتهم الممتدة. ولا يسعنا في هذا الموقف العصيب والمؤلم إلاّ أن نتعزى بعزاء الله تعالى: (الّذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون).
5 ربيع الأول 1424 هـ. ق
صادق الشيرازي
وداعيا من الباري تعالى بالرحمة والرضوان لهؤلاء الشهداء وخاصة علماء الدين والمجاهدين منهم والذين مضوا قربانا في سبيل الدفاع عن العقيدة المحمدية ومذهب أهل البيت (عليهم السلام)، والتصدي لسلطة الظلم والانحراف.
وفيما يلي النص الكامل لبيان سماحة المرجع الشيرازي:
بسم الله الرحمن الرحيم
(ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربّهم يرزقون) صدق الله العلي العظيم.
لقد شاءت إرادة الله سبحانه أن يتّخذ من هذه الأمّة (شهداء) ليكونوا مناراً للمؤمنين وقدوات في الصّبر والاستقامة والتضحية للأجيال على مرّ التأريخ.
وقد كان الأمل معقوداً بنجاة الكثير من المسجونين من المؤمنين المظلومين وخاصّة الآيات العظام والعلماء الأعلام وحجج الإسلام ومدرّسي الحوزة العلمية والسّادة الأجلاء ـ من تلك السجون الرهيبة التي قلّ أن يشهد تاريخ البشريّة لها مثيلاً ـ بعد سقوط الحكم الجائر في العراق الجريح، كي تستفيد الأمة من عطائهم العلمي وتنتفع من وجودهم المبارك في مختلف الأبعاد الدينيّة والفكريّة والاجتماعية وغيرها، إلاّ أن اليأس حلّ مكان الأمل .. وتجدّدت الآلام الشديدة وصارت الجروح الغائرة تنزف من جديد بعد اكتشاف المقابر الجماعية وعدم وصول عمليات البحث إلى نتيجة.
والمشتكى إلى الله وليّ الشكوى.
ولئن حُرمت الأمّة من أعيان هؤلاء النخبة فإنّ أمثالهم في القلوب موجودة وسيظلون رموزاً لأنبل القيم الإيمانيّة على امتداد التأريخ بإذن الله تعالى.
نسأل الله سبحانه أن يلحقهم بمواليهم الأبرار محمدٍٍ المصطفى والأئمة الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين) وفي هذا المجال نتقدم إلى مقام وليّ الله الأعظم مولانا صاحب الأمر (صلوات الله عليه وعجّل الله تعالى فرجه الشريف) بأسمى آيات العزاء فإنّه هو صاحب المصيبة، ثمّ إلى الحوزات العلمية المباركة، التي افتقدت هذا الرّصيد العلمي الكبير وهذه الوجودات المؤمنة المعطاءة ثمّ إلى أُسرهم المفجوعة من بيوت مراجع الإسلام العظام وغيرهم، ونسأله تعالى أن يلهمهم جميعاً الصبر ويجزل لهم الأجر ويعوضهم أفضل تعويض بمعاناتهم الممتدة. ولا يسعنا في هذا الموقف العصيب والمؤلم إلاّ أن نتعزى بعزاء الله تعالى: (الّذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون).
5 ربيع الأول 1424 هـ. ق
صادق الشيرازي
تعليق