






هل يمكن عد خطوات "المشاية" في مسيرة الاربعين؟ خطر هذا السؤال بذهني وانا أطل على جحافل العاشقين الزاحفين نحو قبلة الهوى ومهوى القلوب من شاشة التلفاز. ما المغزى وما المعنى وما الدافع وما كل هذا الجهد المبذول؟ كل هذه الأسئلة لا يجيب عنها إلا أولئك الذين يؤثثون الطريق الى كربلاء بأسمى معاني الجود والسخاء.. نساء رجال أطفال، فأباريق الشاي وصواني الفاكهة وصحون الأرز وقوارير المياه وأصوات الداعين بل المتوسلين بالمشاية في طريق الحسين أن يجلسوا الى موائدهم ويباركوا مجالسهم وفي الطريق أيضا في كل القرى تفتح البيوت أبوابها تحتضن الزائرين.
كل الأسئلة لا يجيب عنها عقل بارد رياضي وإنما يجيب عنها فؤاد يجيش بحب الحسين.. ومن هذا الحسين؟ إنه قبلة الثائرين وجرح ينزف منذ أبد الآبدين وعطش لا يسقيه بكاء الحافين بمرقده ونداء الناظرين الى مسجده ونشيد الواله بذكره وأبيه وأخيه وجده وبنيه.. حسين، حسين، حسين، ولا ينقطع النفس ولا تمل الألسن ولا تكل الأيدي الداقة على الصدور لوعة وعشقا وحبا وولها. أسئلة الحسين لا يمكن للغات الإجابة عنها. أسئلة الحسين ستبقى إلى الأبد.. صرخة في وجه الظلم ولوعة في قلوب العاشقين ووعدا ينير ظلمة الآملين وعهدا على لسان المؤمنين وصورة راسخة أبدا في أذهان ووجدان وعقول الثقلين يؤثثها ملايين الزائرين وشعب الرافدين.
بلحسن اليحياوي(أديب وناشط تونسي)
تعليق