لا ادري ما هذا الغباء المدقع الذي تتصف به من أين اتيت به
هل هو وراثة
ام هو اكتساب
.
.

العرب القرشيين بصورة عامة ، وهم سبب كل طوام المسلمين بالتأكيد ، وبنفس الوقت سبب هدايتهم كون النبي المختار محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم من هذه القبيلة ..هذه القبيلة بالذات هي وسط بين الجنس الأفريقي والجنس الآسيوي . هذا ليس بشيء جديد . لك الان ان تأخذ أجمل عربي سعودي من الحجاز ستجد انه رجل آدم أي أسمر اللون اقنى الأنف احمش الساقين . إنه باختصار وسط بين القوقازي والارميني والحبشي للمزيد راجع في هذا الصدد ماكتبه الدكتور العلامة العراقي اللامع وعضو المجمع العلمي العراقي المرحوم جواد علي في كتابه البديع المفصل في تاريخ العرب إن الرجل أعطى مباحث جليلة انثربولوجية واثرية في هذا الصدد لا مجال لأي أحد للتشكيك بها . إن القول بأن العباسيين هم تتر واتراك هو ادعاء مثير للسخرية والغباء بنظري . العباسيين والامويين والمخزوميين والعدويين هم جمرة قريش إضافة إلى بني هاشم طبعاً ..وهم أيضاً إشراف العرب ، ومنذ القدم كان العربي ابن اليمن وابن نجد وابن الشام كان ينظر بتجلة وقداسة لقريش على أنهم سدنة وكهنة البيت وقبيلة شرفها الله وأبناء إبراهيم الخليل فوق العادة .لقد ادهشني ادعاءك أن المتوكل العباسي كان على وفاق مع الأتراك أو أنه هو من جلبهم إلى معقل السلطة وهذا شيء لا يشتبه فيه أو يكاد أي باحث بسيط في التاريخ . إن الحقيقة الصارخة هي أن المتوكل كان على خلاف تام مع الأتراك الذين قربهم وجلبهم المعتصم وبنى لهم عاصمة وكون منهم جيشا لمعادلة النفوذ الإيراني في حكومته . إن المتوكل حتى ذهب ضحية الأتراك الذين قتلوه وجلبوا ابنه المنتصر للسلطة .إن السبب في تقريب المتوكل لإمام المجسمة والحشوية أحمد بن حنبل من بلاطه واسباغ الألقاب عليه حتى هو هذا . أي هو لمعادلة النفوذ التركي في البلاط العباسي فلقد كان الجنرالات الأتراك يتحكمون في كل شيء في البلاط وكانوا يميلون للفكر المعتزلي والشيعي ولو إلى حد ما تقريباً . المعتصم نفسه كان ومن قبله أخوه المأمون كانا متعصبين جدا للمعتزلة ويميلان للتشيع وكانا يمقتان معاوية ويران أولوية علي للخلافة وصراعهما مع العلويين والهاشميين وأهل البيت لم يكن صراعا على العدل والتوحيد الذي كانا يتفقان فيه مع العلويين إنما كان ملكا عباسيا جبارا وقصورا فارهة لا يسع المأمون والمعتصم أن يتخليا عنه لرجل أسمر اللون يأتي من الحجاز يدعي انه احق منهما بالخلافة لانه ابن النبي صلى الله عليه وآله كعلي الرضا أو موسى أبيه أو محمد بن جعفر عمه أو حتى أخوه الأكبر إبراهيم النار أو عباس بن موسى بن جعفر أو أبناء عمومتهم ال الحسن السبط كالقاسم بن إبراهيم وأخيه محمد وغيرهم عليهم السلام أجمعين . إن القضية قضية إمبراطورية مالية وقضية سلطة وحكم ليس بالإمكان تركها من قبل أي أحد . عندما جاء المتوكل كان قد ضاق ذرعا بهذا الوضع ..لماذا ينبغي عليه وهو المفترض بأنه خليفة الإسلام الذي تتبرك الناس ببصاقة وتقبل يده وتطلب بركاته أن يخضع لنفوذ موالي أبيه الأتراك ؟ لماذا ينبغي ان يكون له الحكم الشكلي بينما الحكم الفعلي بيد بغا الكبير الامير التتري القادم من مراغة في أذربيجان ؟ إنها مهزلة حقا . يبدو ان المتوكل كانت لديه ميول عربية وكانت لديه خطة تقضي بالتحلل من نفوذ الأتراك تدريجيا عبر بناء شعبية كبرى داخل المجتمع العراقي آنذاك . المجتمع آنذاك كان أغلبه من العامة الهمج والاوباش الذين كانوا ينظرون بعين التجلة لمعاوية بن ابي سفيان والخلفاء الأربعة ويقدر تقديرا كبيرا خزعبلات القصاصين والمخرفين كما يقدس الناس الغريفي وابن باز والكوراني في زماننا هذا . الناس كانوا فقراء وسذج وشبه بالمساطيل في دولة بني العباس وكان يسعدهم ويسلي همومهم أن يجدوا هؤلاء القصاص يحدثوهم أن الله خلق الملائكة من عرق الخيل وان رؤيته ممكنة في يوم القيامة وان الرعد صوت ملاك وان المحيطات تشكلت من بكاء رب العزة على عثمان بن عفان وان العرش اهتز لموت سعد بن عبادة رضي الله عنهما .لقد كان الحنابلة النصف حمقى يشكلون أغلبية أبناء بغداد على عكس طبقة النخبة من المعتزلة التي كانت تقتصر على المثقفين جدا والعقلانيين وأصحاب الثقافات والكتاب ومن هنا قرب المتوكل الحشوية والعامة ونهج أسلوب معاداة الشيعة والمعتزلة وشن حربه على مرقد الحسين وسيرة علي بن ابي طالب عليه السلام كي يتقرب من أهل السنة الحنابلة الحشوية الخزعبلاتيين اتباع أحمد بن حنبل صاحب أكبر فكر تجسيمي تم الصاقه بالإسلام وفبركته من أسفار يهودية وأحاديث ملفقة على النبي رواها أناس نصف مخرفين من أهل السنة . لقد كانت حرب على الكرسي ولأجل النفوذ ولم يكن يهم المتوكل ما إذا كان علي بن ابي طالب هو الأحق بالخلافة أم ابي بكر ولم يكن بمحيي السنة ومميت البدعة كما يسميه إخواننا الوهابية وبعض أهل السنة جهلا بل كان حاكما دنيويا صرفا حاله حال حكامنا اليوم يشرب الخمر وينكح الغلمان وربما ينكحونه في لحظة سكر حتى ولم يكن آخر هم المتوكل الحفاظ على الصلاة والصوم والسنة كما يعتقد الجاهلون فقد قتله الأتراك بين كؤوس النبيذ كما جاء في التاريخ إنما كان يستقوي بغرائز العامة وعواطفهم كي يبني له قوة تعادل النفوذ التركي والمعتزلي الشيعي وبالتالي تطيل فترة حكمه أطول فترة وعلى هذا الأساس فمن الخطأ الاعتقاد بأن الرجل كان على وفاق مع الأتراك بل على العكس هذا الرجل صاحبنا حاول ان يعادل النفوذ التركي أو يدجنه داخل البلاط لكنه فشل . إن الأمر هنا يتصل بتصحيح حقيقة تاريخية أكثر مما يتصل باستعراض المعلومات أو غيرها . مع التقدير .