إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الإسرائيليات في تفاسير طبري

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإسرائيليات في تفاسير طبري

    سرطان الإسرائيليات في تفاسير القرآن‏
    في منتصف الستينيات كلف الشيخ عبد الحليم محمود الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد أبو شهبة أستاذ علوم القرآن والحديث في جامعة الأزهر بتأليف كتاب حول الإسرائيليات في كتب التفاسير القرآنية والأحاديث النبوية‏!!‏ وفي الأول من مارس عام‏1971‏ انتهي العالم المرحوم أبو شهبة من أول كتاب إسلامي يتعرض للروايات الإسرائيلية المدسوسة علي الإسلام منذ نحو أربعة عشر قرنا من الزمان فكان كمن ألقي حجرا في المياه الراكدة‏!‏كان الكتاب هو بمثابة خطوة أولي لتنقية التفاسير القديمة وكتب الحديث ولكن الشيخ عبد الرحمن بيصار تراجع عن استكمال ما بدأه الإمام عبد الحليم محمود‏.‏ حاول علماء آخرون مع الشيخ جاد الحق لكنه رأي الأمر مكلفا للغاية حاول مرة أخري ولم يجد من ينفق علي جمع وإعادة طبع كل ذلك التراث الهائل بعد تنقيته‏.‏
    المجلس الأعلي للشئون الإسلامية شكل لجنة لإعادة فحص التفاسير القديمة وتقرر أن تكون البداية بتفسير الإمام النسفي ثم توقف عمل اللجنة‏.‏
    وأخيرا رصدت باحثة في جامعة القاهرة‏2500‏ رواية إسرائيلية في تفسير الإمام الطبري‏,‏ ونشرت وزارة الأوقاف تلك الدراسة في كتاب جديد‏,‏ ونال باحث في كلية أصول الدين عن الإسرائيليات في تفسير الإمام السيوطي درجة الدكتوراه‏,‏ ومن جديد نتساءل لماذا ترك علماؤنا الإسرائيليات في تراثنا لأربعة عشر قرنا من الزمان؟‏!!‏في كلية أصول الدين في جامعة الأزهر فرع أسيوط حصل الباحث محمد مصطفي أخيرا علي درجة الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن عن دراسة بعنوان‏:‏الدخيل في تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي والذي وضع يده في دراسته علي كثير من الإسرائيليات التي وردت في التفاسير القديمة وما يناظرها في التوراة وشطحات بعض المفسرين من علماء الشيعة كتلك التي ورد فيها أن قول الله تعالي‏:‏مرج البحرين يلتقيان أن البحرين هما علي وفاطمة‏,‏ ويخرج منهما اللؤلؤ والمرجان أي الحسن والحسين وحدد ما جاء في كتب كبار المفسرين حول قصص الأنبياء وتاريخ الأمم السابقة والإسرائيليات التي وردت فيها ونبتت وترعرعت في عقول الأمة الإسلامية طوال أربعة عشر قرنا من الزمان وبات المسلمون يثقون فيها وتدرس في الأزهر الشريف وغيره من الجامعات الإسلامية‏.
    وفي كلية دار العلوم في جامعة القاهرة نالت الدكتورة آمال ربيع درجة الدكتوراه عن دراسة لها بعنوان‏:‏الإسرائيليات في تفسير الطبري أشرف عليها الدكتور عبد الصبور شاهين وصدرت تلك الدراسة في كتاب جديد عن المجلس الأعلي للشئون الإسلامية‏.‏
    وفي تفسير الإمام الطبري وحده وضعت الدكتورة آمال ربيع يدها علي حوالي‏2500‏ نص مشكوك في نسبته وصحته إلي الرسول صلي الله عليه وسلم أو أحدا من الصحابة سواء كانت أحاديث أم سيرا وقصصا وحكايات قرآنية وعن أسباب اختيارها لتفسير الإمام الطبري علي وجه التحديد تقول الدكتورة آمال ربيع إن ذلك يرجع إلي أنه أكثر التفاسير القرآنية تداولا في أيدي المسلمين كما أن الإمام الطبري كتب تاريخ الملوك والممالك ويغلب علي تفاسيره وكتبه صفة المؤرخ فغلب عليه التأريخ في كتاباته ولأن أكثر الإسرائيليات المدسوسة علي الإسلام هي في القصص وتاريخ الأنبياء وقصة نشوء الخلق وخلق آدم وحواء فكان تفسير الإمام الطبري هو أفضل كتب التفاسير القديمة للبحث فيها علي تلك الشبهات وردها وقد استغرق هذا الجرد والتحديد حوالي عامين عمر رسالة الدكتوراه‏!!‏
    وكان من أهم توصيات رسالة الدكتورة آمال ربيع هي سحب تفسير الإمام الطبري من الأسواق وتشكيل لجان من علماء الأزهر الشريف وإعادة طباعته منقحا ومحددا به تلك الإسرائيليات الواردة فيه وأن يضاف إلي تلك اللجنة أساتذة الأدب واللغات الشرقية في كلية اللغات والترجمة في جامعة الأزهر وذلك لإرجاع تلك الإسرائيليات إلي أصلها في العهدين القديم والجديد وذكر الأسفار والاصحاحات التي وردت فيها وعن هذا الطرح وأهميته تقول الدكتورة آمال ربيع‏:‏ كل علماء المسلمين متفقون علي وجود تلك الإسرائيليات وخطورتها علي العقل والفكر الإسلامي‏,‏ خاصة أنها أصبحت أداة لضرب الإسلام في مقتل والتشكيك في رسالة الإسلام من أعدائه في هذا الوقت بالتحديد‏,‏ وباتت هناك تحديات كثيرة تفرض علي علماء الأمة الإسلامية ضرورة التكاتف لتخليص ما شاب الفكر والعقل الإسلامي من شوائب علي امتداد أربعة عشر قرنا من الزمان‏.‏
    وإذا كان البعض يرون ضرورة الإبقاء علي تلك التفاسير بدعوي أن الروايات الإسرائيلية والأحاديث الموضوعة الواردة بها معلومة لدي كبار العلماء‏,‏ فإنني أقول لهم إن تلك الخرافات أصبحت من ثوابت الدين لدي الكثير من عامة المسلمين‏,‏ بل إن الأكثر من ذلك خطورة هي تلك الشبهات التي يستخرجها المستشرقون ودعاة التنوير من علماء المسلمين الذين يتخذون منها أسلحة لضرب الإسلام والتشكيك في رسالته فما المانع من أن ننقي تلك التفاسير مادام هناك اعتراف من العلماء بوجود تلك الإسرائيليات؟


    أبي آدم

    تلك التنقية التي تتحدث عنها الدكتورة آمال ربيع يرفضها الدكتور عبد الصبور شاهين الذي أشرف علي رسالة الدكتوراه ويقول‏:‏هذه الكتب المؤلفة منذ مئات السنين أمانة ولا يمكن لأحد أن يعبث بها ولتبقي تلك التفاسير كما أرادها مؤلفوها مطبوعة‏,‏ فلا يليق أبدا التدخل في بنائها أو العبث في طريقة تأليفها‏,‏ كل ما يمكننا فعله هو أن نؤلف نحن ما ينقض هذه التفاسير ويخالفها في هذا المذهب ولا حرج علينا في ذلك وليكن الأمر كما قال الشاعر‏:‏نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل مثلما فعلوا فهذا هو الباب الوحيد المسموح به لنا في تعقب هذه الإسرائيليات تماما كما فعلت أنا في كتابي الأخير أبي آدم‏!!‏
    سألت د‏.‏ شاهين‏:‏ ولكن ألا يمكن أن تحدث معارضة لتلك التفاسير الجديدة ويتهم القائمون عليها بالكفر والتطاول علي ثوابت الدين وتأويل آيات قرآنية تماما كما حدث معك في أزمة أبي آدم؟
    فأجاب قائلا‏:‏ لا لن تحدث معارضة لأن أبي آدم أثار أمورا شخصية ولم تكن المعارضة فيه لوجه الله ولذلك سقطت المعارضة ورفضتها المحاكم فقد قلت إن قصة خلق آدم وحواء الواردة في التفاسير القرآنية من الإسرائيليات وهي بالفعل كذلك ومن عارضوني كانت لهم أهداف وأغراض شخصية ولذلك سقطت تلك المعارضة‏.‏ ارجع إلي كتاب الإسرائيليات في تفسير الطبري طبعة المجلس الأعلي للشئون الإسلامية وستري كثيرا من النماذج يتقابل فيها النص العربي بالنص العبري سواء أكان الأصل من العهد القديم أو كان من التلمود‏,‏ أو كان من المدرشيم وهي المصادر الأساسية للإسرائيليات فهي نصوص موروثة ينقلها السلف مع حسن الظن بها وبمصادرها‏,‏ لكن رغم ورودها في كثير من التفاسير السلفية فإن ذلك لا يمنع من مناقشتها ورفضها إذا تصادمت مع العقل أو اختلفت مع نصوص أخري أصح منها‏.‏
    وإذا كان الدكتور عبد الصبور شاهين يري ضرورة إعمال العقل في التفاسير الجديدة‏,‏ ورفض ما يأتي متصادما مع العقل وما هو مدسوس علي الإسلام في التفاسير القديمة فإن المفكر الإسلامي جمال البنا والذي هاجم كثيرا المفسرين القدامي ورواة الأحاديث وحملهم مسئولية إفساد العقل الإسلامي ـ علي حد وصفه ـ فإن جمال البنا يطالب بإلقاء التفاسير القديمة في البحر لاغربلتها من الإسرائيليات ويقول‏:‏ في تنقية تلك التفاسير مضيعة للوقت والجهد فلنلقها إذن في البحر والله تعالي أعطانا العقل وأمرنا بإعماله‏,‏ فعلينا إذن أن نفسر القرآن بما يهتدي إليه عقلنا وما يطمئن إليه قلبنا وما علينا بعد هذا من حرج‏,‏ وما فهمناه نعمل به‏,‏ وما لم نفهمه نكله إلي حاله ولا نحاول أن نتعنت أو نتعسف للوصول إلي ما لم نفهمه فيها من مبهمات أو مجاز أو غير ذلك‏,‏ وكل مسلم قلبه سليم وعقله رشيد يمكن أن يفسر القرآن ومن لا يفهم فهو ليس مكلفا بأن يكون مفسرا لكل ما جاء في القرآن من الفاتحة حتي قل أعوذ برب الناس أما مطالبة علماء الأزهر بتفاسير جديدة فإن هذا سيزيد الطين بلة‏,‏ وسيفسر هؤلاء المشايخ بضوابط وقوالب جامدة وإسقاطات ترجعنا مرة أخري إلي نفس الإشكالية‏.‏

    شطحات

    دعوي جمال البنا وصفها الدكتور عبد العظيم المطعني بـالشطحات وقال جميع علماء الأمة متفقون علي ضرورة تنقية التفاسير من الخرافات والإسرائيليات وجميعهم متفقون علي أن وجودها يشكل خطرا علي الفكر والعقل الإسلامي خاصة غير المتخصص‏,‏ ولكن عمليا تختلف وجهات نظر العلماء في كيفية تنقيتها بعد أن باتت ضرورة ملحة‏,‏ ونتج عن هذا الاختلاف منهجان متقابلان أحدهما فيه جرأة يطالب بحذف هذه الإسرائيليات وإعادة طبع التفاسير القديمة لكن هذا الاقتراح يبدو أنه غير عملي لأنه مكلف ويتطلب جهودا لا يفي بها جيل واحد وهناك اتجاه آخر هو أن تبقي هذه التفاسير كما هي ونكتب هوامش في أسفل كل صفحة ننبه فيها علي ما ورد بها من إسرائيليات وهو رأي عملي وغير مكلف

    لجنة خاصة

    وفكرة تنقية التفاسير القديمة من الإسرائيليات طرحت في المجلس الأعلي للشئون الإسلامية قبل عامين كما يقول الدكتور محمد المختار المهدي أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة الأزهر وعضو لجنة القرآن وعلومه في المجلس الأعلي للشئون الإسلامية وقرر العلماء البدء بتفسير الإمام النسفي كبداية‏,‏ ووزعت السور القرآنية والأجزاء منه علي الأعضاء وفجأة نسي هذا الموضوع أو‏(‏ تنوسي‏)‏ ولا ندري ما السبب في هذا التناسي مع أن الموضوع من أهم الموضوعات التي تناط بلجنة خاصة بالقرآن وعلومه في المجلس الأعلي للشئون الإسلامية الذي هو مؤهل بإمكاناته وأعضائه ولجانه التخصصية لهذا الأمر‏.‏
    وأنا أري ـ والكلام مازال للدكتور المهدي ـ أن مجمع البحوث الإسلامية باعتباره جهة عالمية كان من المفترض أن يقوم بهذا العمل‏,‏ وأن يتم تشكيل لجنة خاصة لتحقيق هذا الغرض النبيل‏,‏ وكان الأولي بالأزهر أن يكون هو المختص بتنقية التراث الإسلامي خاصة كتب التفسير من الإسرائيليات التي أفسدت عقول الأمة الإسلامية‏.‏

    رؤية مختلفة

    وفي النهاية كان لابد من سؤال الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف بصفته رئيسا للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية الذي صدر عنه أخيرا كتاب الإسرائيليات في تفسير الإمام الطبري فمادام وزير الأوقاف يري أهمية تنقية التفاسير القديمة من الإسرائيليات فلماذا إذن توقف عمل اللجنة التي شكلت من أعضاء لجنة القرآن في المجلس والتي كان منوطا بها تنقية الإسرائيليات والأحاديث الموضوعة وكانت بداية عملها في تفسير الإمام النسفي فقدم وزير الأوقاف لنا رؤية مختلفة لتلك الإشكالية وقال‏:‏ لم يفرط علماء المسلمين في مختلف العصور علي الإطلاق في ضرورة التدقيق الذي لا حد له في رواية الأحاديث كما أنهم التزموا بمنهج نقدي قاعدته‏:‏أن أخلاق الراوي تعد عملا مهما في الحكم علي روايته وليس هناك مشكلة في تمييز الأحاديث الصحيحة أو الإسرائيليات المدسوسة فالدس وارد‏,‏ والخطأ وارد‏,‏ ومن السهل التعرف علي كل ما هو مغشوش في الحديث أو التفاسير القديمة‏*‏
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X