بسم الله الرحمن الرحيم
رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ، وسلام منه ورضوان ..
إن التدين و الإلتزام بالدين - أي دين كان ، بغض النظر عن صحة مايحمله
من رؤى و إيديولوجيات ، أو عدم صحتها - يشكل ظاهرة إنسانية بشرية
على نطاق واسع و بعيد جدا .. !!
و هذا شيء واضح ملحوظ في مسيرة بني الإنسان التكاملية ، لا يحتاج
لمزيد بيان ، أو إقامة حجة ، أو دليل ، أو برهان !!
لأنه - وبشهادة الآثار ، و الحفريات - لم توجد بعد تلك المرحلة الزمنية
التي تخلو من دين و متدينين أبدا أبدا .. !!
فأنى وجد الإنسان ، وجد معه الإلتزام بالدين ، لا محالة !!
( فأقم و جهك للدين حنيفا ، فطرة الله التي فطر الناس عليها ، لا تبديل
لخلق الله ، ذلك الدين القيم ، و لكن أكثر الناس لا يعلمون ) ، الآية .
و ليس ذلك إلا : لنزوع النفس البشرية إلى التطلع نحو الكمال المطلق ،
فالإنسان موجود باحث عن الكمال ، هارب من النقص ، يحاول إخفاء -
هذا النقص الموجود في معيته - عن الناقد البصير ، مهما أمكنه ذلك !!
فتراه يبحث و ينقب عن كماله المنشود ، فمتى ما وجده ألقى بثوب
النقص و نحاه جانبا ، و ارتدى ثوب الكمال و اختال فيه .
أو بالأحرى : الذي يظن أنه كمال . فقد يتوهم أنه كماله ، و لكنه في
الواقع و الحقيقة نقص ، فيكون مثل المستجير بالرمضا من النار .
و حيث أن الأديان - على إختلاف توجهاتها - تدعي تقديم الكمال لهذا
الإنسان ، عبر ماتقدمه له من برامج و طقوس معينة في نظامها الخاص ،
فيكون من الطبيعي جدا أن يسير الإنسان وراء تلك الأديان ، باحثا عن
كماله الذي تدعي - تلك الأديان - تقديمه له !!
وهنا : لن يلوم العقلاء - بما هم عقلاء - ذلك الإنسان الذي التزم بدين
معين ، أو بخط و توجه مخصوص !!
بل سوف يكبرونه ، و سيقولون له : أنت إنسان عاقل .. !!
لأنك استجبت لنداء فطرتك ، و التزمت بالدين ، حيث كمالك المنشود !!
ولكنهم سوف يلومونه - بالتأكيد - إذا ما تعصب هذا الإنسان لمبدئه ،
و مختاراته من العقيدة والسلوك !!
وذلك : لأن التعصب يعني : إلغاء الطرف الآخر ، وعدم قبوله بأي شكل
من الأشكال ، لا من حيث المبدإ و العقيدة ، و لا من حيث السلوك .
و من هنا جاءت أهمية التفريق بين : ( التعصب ) و ( الإلتزام ) ..
لأن الأول يعني : قبول المبدإ و السلوك المختار ، و إلغاء كل ماعداه .
و الثاني : قبول المبدإ و تبعاته ، و إحترام الطرف المقابل ، مع الإعتراف
بوجوده الخاص ، و كيانه المستقل ، مهما كانت مبادؤه و سلوكياته .
و لوم العقلاء - هذا - ناش عن :
إعتقادهم بحرية الإنسان في تفكيره و سلوكه ، خصوصا فيما يتعلق
بمصيره و مستقبله ، و مبدئه و معاده !!
( إنا هديناه السبيل إما شاكرا ، و إما كفورا ) ، الآية .
و يرون أن التعصب للرأي ، أو للمذهب أو عليه ، و إلغاء دور الآخر شيء
لا محل له من الإعراب أساسا .. !!
( لا إكراه في الدين ) ، الآية .. حين يحاول العقلاء طرح آرائهم المبدئية
أمام الطرف المقابل ، بالحوار العلمي الهادئ ، بالكلمات الحسنة المعبرة
، بالأخلاق الطيبة الجميلة !!
( لكم دينكم و لي دين ) ، الآية .. حين يعجز العقلاء عن إقناع الطرف
المقابل بما يرونه حقا ، لا حظره و إلغاء كيانه بالمرة !!
هذا مبدأ عام ، يتفق عليه جميع العقلاء من البشر ، حتى أولئك الذين
لا يفقهون من الدين و الإلتزام شيئا .
فمثلا : عندما يتعصب أصحاب الفكر السلفي ( أتباع الحركة الوهابية )
لمبدئهم ، و سلوكهم المعين ، ضد طائفة معينة ، كـ ( الشيعة الإمامية )
بغية إلغاء وجودها و كيانها الفكري و السلوكي ، بل و حتى الإنتمائي ..
أقصد به : الإنتماء الإسلامي ، فكرا و سلوكا و حركة و موقفا ..
لا يستغرب من الطائفة الشيعية الإمامية الإثني عشرية .. علماء و أتباع
( رفع الله درجاتهم المنيعة ) الإستنكار .. !!
بل لا يستغرب الإستنكار من غيرها من الطوائف أو الأديان ، بل حتى من
اللادينيين أولئك الذين لا يلتزمون بدين معين من الأديان !!
لأنه - كما قلنا - مبدأ عام ، يشترك فيه جميع عقلاء بني البشر .
ومن العقلاء المستنكرين لتعصب أبناء المد الوهابي لمبدئهم ، وسلوكهم
الخاص ، و تطرفهم في فهم الدين الإسلامي ، و وقوفهم على القشور
منه دون اللباب ، و محاولتهم أسلمة بعض مواقفهم و تحركاتهم المنكرة
إسلاميا و إنسانيا ، و إخراج غيرهم - من الطوائف الإسلامية - من
حظيرة الإسلام المقدسة :
الكاتب المسيحي المشهور الأديب الأستاذ : ( انطوان بارا ) ..
عندما سئل :
( ما تقييمكم لبعض الفرق ، كـ ( السلفية ، و الوهابية ) ، و التي تعادي
أتباع مذهب أهل البيت ( ع ) ، بحيث : يصل إلى تكفيرهم ، و تفسيقهم
بل قتلهم ؟! ) .
فأجاب ما نصه :
( هذا هو التطرف بعينه .. !!
و هذا ما لا يقره الإسلام و لا الفكر الإسلامي .. !!
إن الإسلام دين الوسطية ، و لا تطرف فيه إلى يمين أو يسار .. !!
دين الوسط و الاعتدال ، و هذا التكفير أيضاً مما لا يجوِّزه الإسلام .. !!
فإن لم يجوّز الإسلام تكفير غير معتنقي الإسلام .. فأحرى عدم ذلك
في تكفير من يعتنقه ، و يتبع ملته ، و يتبع القرآن .. !!
إن هذا - بالحقيقة - تطرف ، وفكر هذه الطوائف - التي ذكرتها - كلها ،
و هي تعتمد منهج : ( الهوس الديني ) و ليس : ( الدين ) .. !!
و لا جوهره الحقيقي ..
فهم : يتركون الجوهر ، و يتصلون بالحواشي ، التي لا تقدم و لا تؤخر !!
و هذا يشكل خطراً على الإسلام ، و الفكر الإسلامي ، من قبل هذه
الطوائف الخطرة في تشويشها على العقل ، فهي تزعزع الإيمان ..
و تحل الهوس و التطرف و المعاداة و التكفير محله .. !!
و الإسلام إنما جاء لتحرير الإنسان من كل ذلك !! ) ، إنتهى كلامه .
بتصرف في بعض عباراته إملائيا و نحويا .
ويقول مرتضى الهجري :
نعم .. هذا كله واضح يا أستاذ .. !!
فالعالم - اليوم ، و بكل طبقاته و شرائحه - بات يعرف مدى تطرف أبناء
هذه الحركة ، في فهمها للدين ، و وعيها للواقع الثقافي و السياسي
في المجتمع الإسلامي ، و العالمي ..
خصوصا بعد الأحداث الإجرامية الأخيرة في العالم ، و التي كان بعض
أتباع هذه الحركة المتهم الأول فيها .. !!
________________________________
المصدر : شبكة النبأ المعلوماتية .
تحت هذا الرابط : http://annabaa.org/nbanews/21/069.htm
رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ، وسلام منه ورضوان ..
إن التدين و الإلتزام بالدين - أي دين كان ، بغض النظر عن صحة مايحمله
من رؤى و إيديولوجيات ، أو عدم صحتها - يشكل ظاهرة إنسانية بشرية
على نطاق واسع و بعيد جدا .. !!
و هذا شيء واضح ملحوظ في مسيرة بني الإنسان التكاملية ، لا يحتاج
لمزيد بيان ، أو إقامة حجة ، أو دليل ، أو برهان !!
لأنه - وبشهادة الآثار ، و الحفريات - لم توجد بعد تلك المرحلة الزمنية
التي تخلو من دين و متدينين أبدا أبدا .. !!
فأنى وجد الإنسان ، وجد معه الإلتزام بالدين ، لا محالة !!
( فأقم و جهك للدين حنيفا ، فطرة الله التي فطر الناس عليها ، لا تبديل
لخلق الله ، ذلك الدين القيم ، و لكن أكثر الناس لا يعلمون ) ، الآية .
و ليس ذلك إلا : لنزوع النفس البشرية إلى التطلع نحو الكمال المطلق ،
فالإنسان موجود باحث عن الكمال ، هارب من النقص ، يحاول إخفاء -
هذا النقص الموجود في معيته - عن الناقد البصير ، مهما أمكنه ذلك !!
فتراه يبحث و ينقب عن كماله المنشود ، فمتى ما وجده ألقى بثوب
النقص و نحاه جانبا ، و ارتدى ثوب الكمال و اختال فيه .
أو بالأحرى : الذي يظن أنه كمال . فقد يتوهم أنه كماله ، و لكنه في
الواقع و الحقيقة نقص ، فيكون مثل المستجير بالرمضا من النار .
و حيث أن الأديان - على إختلاف توجهاتها - تدعي تقديم الكمال لهذا
الإنسان ، عبر ماتقدمه له من برامج و طقوس معينة في نظامها الخاص ،
فيكون من الطبيعي جدا أن يسير الإنسان وراء تلك الأديان ، باحثا عن
كماله الذي تدعي - تلك الأديان - تقديمه له !!
وهنا : لن يلوم العقلاء - بما هم عقلاء - ذلك الإنسان الذي التزم بدين
معين ، أو بخط و توجه مخصوص !!
بل سوف يكبرونه ، و سيقولون له : أنت إنسان عاقل .. !!
لأنك استجبت لنداء فطرتك ، و التزمت بالدين ، حيث كمالك المنشود !!
ولكنهم سوف يلومونه - بالتأكيد - إذا ما تعصب هذا الإنسان لمبدئه ،
و مختاراته من العقيدة والسلوك !!
وذلك : لأن التعصب يعني : إلغاء الطرف الآخر ، وعدم قبوله بأي شكل
من الأشكال ، لا من حيث المبدإ و العقيدة ، و لا من حيث السلوك .
و من هنا جاءت أهمية التفريق بين : ( التعصب ) و ( الإلتزام ) ..
لأن الأول يعني : قبول المبدإ و السلوك المختار ، و إلغاء كل ماعداه .
و الثاني : قبول المبدإ و تبعاته ، و إحترام الطرف المقابل ، مع الإعتراف
بوجوده الخاص ، و كيانه المستقل ، مهما كانت مبادؤه و سلوكياته .
و لوم العقلاء - هذا - ناش عن :
إعتقادهم بحرية الإنسان في تفكيره و سلوكه ، خصوصا فيما يتعلق
بمصيره و مستقبله ، و مبدئه و معاده !!
( إنا هديناه السبيل إما شاكرا ، و إما كفورا ) ، الآية .
و يرون أن التعصب للرأي ، أو للمذهب أو عليه ، و إلغاء دور الآخر شيء
لا محل له من الإعراب أساسا .. !!
( لا إكراه في الدين ) ، الآية .. حين يحاول العقلاء طرح آرائهم المبدئية
أمام الطرف المقابل ، بالحوار العلمي الهادئ ، بالكلمات الحسنة المعبرة
، بالأخلاق الطيبة الجميلة !!
( لكم دينكم و لي دين ) ، الآية .. حين يعجز العقلاء عن إقناع الطرف
المقابل بما يرونه حقا ، لا حظره و إلغاء كيانه بالمرة !!
هذا مبدأ عام ، يتفق عليه جميع العقلاء من البشر ، حتى أولئك الذين
لا يفقهون من الدين و الإلتزام شيئا .
فمثلا : عندما يتعصب أصحاب الفكر السلفي ( أتباع الحركة الوهابية )
لمبدئهم ، و سلوكهم المعين ، ضد طائفة معينة ، كـ ( الشيعة الإمامية )
بغية إلغاء وجودها و كيانها الفكري و السلوكي ، بل و حتى الإنتمائي ..
أقصد به : الإنتماء الإسلامي ، فكرا و سلوكا و حركة و موقفا ..
لا يستغرب من الطائفة الشيعية الإمامية الإثني عشرية .. علماء و أتباع
( رفع الله درجاتهم المنيعة ) الإستنكار .. !!
بل لا يستغرب الإستنكار من غيرها من الطوائف أو الأديان ، بل حتى من
اللادينيين أولئك الذين لا يلتزمون بدين معين من الأديان !!
لأنه - كما قلنا - مبدأ عام ، يشترك فيه جميع عقلاء بني البشر .
ومن العقلاء المستنكرين لتعصب أبناء المد الوهابي لمبدئهم ، وسلوكهم
الخاص ، و تطرفهم في فهم الدين الإسلامي ، و وقوفهم على القشور
منه دون اللباب ، و محاولتهم أسلمة بعض مواقفهم و تحركاتهم المنكرة
إسلاميا و إنسانيا ، و إخراج غيرهم - من الطوائف الإسلامية - من
حظيرة الإسلام المقدسة :
الكاتب المسيحي المشهور الأديب الأستاذ : ( انطوان بارا ) ..
عندما سئل :
( ما تقييمكم لبعض الفرق ، كـ ( السلفية ، و الوهابية ) ، و التي تعادي
أتباع مذهب أهل البيت ( ع ) ، بحيث : يصل إلى تكفيرهم ، و تفسيقهم
بل قتلهم ؟! ) .
فأجاب ما نصه :
( هذا هو التطرف بعينه .. !!
و هذا ما لا يقره الإسلام و لا الفكر الإسلامي .. !!
إن الإسلام دين الوسطية ، و لا تطرف فيه إلى يمين أو يسار .. !!
دين الوسط و الاعتدال ، و هذا التكفير أيضاً مما لا يجوِّزه الإسلام .. !!
فإن لم يجوّز الإسلام تكفير غير معتنقي الإسلام .. فأحرى عدم ذلك
في تكفير من يعتنقه ، و يتبع ملته ، و يتبع القرآن .. !!
إن هذا - بالحقيقة - تطرف ، وفكر هذه الطوائف - التي ذكرتها - كلها ،
و هي تعتمد منهج : ( الهوس الديني ) و ليس : ( الدين ) .. !!
و لا جوهره الحقيقي ..
فهم : يتركون الجوهر ، و يتصلون بالحواشي ، التي لا تقدم و لا تؤخر !!
و هذا يشكل خطراً على الإسلام ، و الفكر الإسلامي ، من قبل هذه
الطوائف الخطرة في تشويشها على العقل ، فهي تزعزع الإيمان ..
و تحل الهوس و التطرف و المعاداة و التكفير محله .. !!
و الإسلام إنما جاء لتحرير الإنسان من كل ذلك !! ) ، إنتهى كلامه .
بتصرف في بعض عباراته إملائيا و نحويا .
ويقول مرتضى الهجري :
نعم .. هذا كله واضح يا أستاذ .. !!
فالعالم - اليوم ، و بكل طبقاته و شرائحه - بات يعرف مدى تطرف أبناء
هذه الحركة ، في فهمها للدين ، و وعيها للواقع الثقافي و السياسي
في المجتمع الإسلامي ، و العالمي ..
خصوصا بعد الأحداث الإجرامية الأخيرة في العالم ، و التي كان بعض
أتباع هذه الحركة المتهم الأول فيها .. !!
________________________________
المصدر : شبكة النبأ المعلوماتية .
تحت هذا الرابط : http://annabaa.org/nbanews/21/069.htm
تعليق