طاعة الزوج.. المقولة العمياء
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين..
أرجو من كل قلبي أن يزيل هذا المقال غبارا خفيفا قد علق بعيون الكثير من الفتيات.. فإنهن بغفلةٍ وبعين مغبرة قد رأين بعض الباطل من بعيد كشبح الحق وهو ليس بحق!!!.. فأحببت أن أبيّن الحق
والموضوع يتعلق برد مقولة مطلقة قد روّج لها بعض الخطباء ورجال الدين البسطاء.. هذه المقولة هي ما رددته ألسنتهم من غير حساب!.. قد أعلنوها بصرخات مدوية ولكنها فارغة المضمون!.. هذه المقولة الباطلة هي (طاعة الزوج واجبة)!!..
نعم إنّ طاعة الزوج واجبة.. أجل هي واجبة.. ولكن بحدود معينة لا بنحو مطلق كما يريد أن يروج له هولاء الصارخون بهذه المقولة المبهمة..
وإني قد رأيت من الضرورة القصوى!.. أن أشير إلى هذه النقاط من أجل رفع اشتباه بعض الفتيات المؤمنات.. اللاتي يتوهمن وجوب الطاعة حتى في الموارد التي لا تجب فيها الطاعة.. وهذا الاشتباه ربما يؤدي إلى اشمئزاز بعض الأخوات من الشرع رغم أن الشرع بريء منه..
ومن أجل بيان حدود طاعة الزوج الواجبة سوف نلقيِ نظرة قصيرة إلى بعض موارد وجوب طاعة الزوجة لزوجها شرعا.. وهي كالتالي:
1) يجب عليها بالإجماع الطاعة بالتمكين الجنسي المتعارف.. وإزالة المنفرات..
2) يجب عليها الاستئذان للخروج من منزل الزوجية.. مطلقا كما في بالي من رأي بعض الفقهاء.. أو مقيدا فيما لو كان الخروج منافيا للحقوق الجنسية للزوج كما ذهبت لهذا الحكم بعض الآراء..
3) يجب عليها الاستئذان في الصيام المستحب إذا كان منافيا للحق الجنسي.. وهكذا بالنسبة لسائر المستحبات..
هذه أهم واجبات طاعة الزوجة.. وربما يضاف إليها الشيء اليسير..
ومن هنا علينا أن نعرف أنه لا يجب على الزوجة طاعة الزوج في أمورها الشخصية والاجتماعية الأخرى.. وسوف أذكر الآن بعض المصاديق المهمة والمبتلى بها في هذا الشأن:
1) لو كانت الزوجة تلبس الألبسة الجائزة شرعا.. ولكن الزوج لديه ذوق آخر.. هنا لا يجب على الزوجة أن تطيع زوجها حتى إذا غضب!.. بل علينا أن نعلم أن غضب الزوج هنا غير مبرر!.. بل ربما هو آثم!.. ولا يجب على الزوجة الاستجابة التبرعية لزوجها إلا إذا أحبت هي ذلك من نفسها من باب الإحسان والمصالحة الأسرية..
وتقول السيدة حرم الإمام الخميني قدس سره الشريف: أول ما دخلت منزل الزوجية قال لي السيد.. افعلي ما شئت من أمورك الخاصة فلن أتدخل بشرط أن لا تتعدى المباح..
إذن..
الشؤون الخاصة - سواء من جهة الألبسة أو غيرها- للزوجة لا طاعة للرجل فيها شرعا ما دامت في دائرة المباح.. وكل الذي يستطيع الزوج عمله هنا هو الحوار الهادئ من غير غضب..
2) لا يجب على الزوجة طاعة زوجها في أمور التعارف والعلاقات الاجتماعية والزيارات الأسرية.. فلا يجوز للزوج أن يجبر زوجته على عقد علاقات معينة بأي هدف من الأهداف ولو كانت مبررة!.. ولا يجوز له إرغامها على زيارة أحد ولو كان ذلك لضرورة عائلية غير واجبة شرعا..
ومن الجهة المقابلة ليس له أن يجبرها على فسخ علاقات نسائية جائزة ولم تصل لحد الحرمة..
3) ليس له أن تطيعه في أفكاره وميوله الخاصة ولو كانت دينية!.. بل حتى لو أمرها بالمستحب لا يجب عليها أن تطيعه.. ولا يجوز له أن يغضب حينئذ أيضا.. نعم يجب عليها طاعته فيما لو أمرها بواجب.. كالصلاة قبل انتهاء وقتها الشرعي..
4) لا يجب على الزوجة أن تطيع زوجها بشأن الأعمال المنزلية إذا لم تكن تقلد من يرى وجوب ذلك.. وبشأن آراء الفقهاء بهذه المسألة: لا يوجد من يقول بوجوب عمل المرأة في المنزل إلا نادرا.. وحتى هذا النادر هو مجرد افتراض!.. وأنا قد ثبّت هذا الافتراض لاحتمال أن يرى فقيه من الفقهاء مسألة وجوب عمل المرأة في المنزل في الزمن الحاضر أو المستقبل.. والبعض يفهم من كلام أحد المراجع الكبار المعاصرين أطال الله في أعمارهم جميعا بأن قيام المرأة بأعمال المنزل واجب من جهة الشرط الضمني في عقد الزواج.. والبحث في هذا الفهم طويل ومعقد.. ولذا آثرت تركه بغية للاختصار والبساطة..
وبعد الفراغ من مسألة عدم الوجوب.. يجوز للمرأة أن تطالب بأجرة أعمال المنزل ورضاعة الأولاد.. فهذا حقها الشرعي.. وإن تبرعت بالعمل ولم تطالب بالأجرة فهذا يرجع لإحسانها على الزوج..
وأرجو أن يتقبل الله عز وجل هذه المقالة بقبول حسن..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين..
أرجو من كل قلبي أن يزيل هذا المقال غبارا خفيفا قد علق بعيون الكثير من الفتيات.. فإنهن بغفلةٍ وبعين مغبرة قد رأين بعض الباطل من بعيد كشبح الحق وهو ليس بحق!!!.. فأحببت أن أبيّن الحق
والموضوع يتعلق برد مقولة مطلقة قد روّج لها بعض الخطباء ورجال الدين البسطاء.. هذه المقولة هي ما رددته ألسنتهم من غير حساب!.. قد أعلنوها بصرخات مدوية ولكنها فارغة المضمون!.. هذه المقولة الباطلة هي (طاعة الزوج واجبة)!!..
نعم إنّ طاعة الزوج واجبة.. أجل هي واجبة.. ولكن بحدود معينة لا بنحو مطلق كما يريد أن يروج له هولاء الصارخون بهذه المقولة المبهمة..
وإني قد رأيت من الضرورة القصوى!.. أن أشير إلى هذه النقاط من أجل رفع اشتباه بعض الفتيات المؤمنات.. اللاتي يتوهمن وجوب الطاعة حتى في الموارد التي لا تجب فيها الطاعة.. وهذا الاشتباه ربما يؤدي إلى اشمئزاز بعض الأخوات من الشرع رغم أن الشرع بريء منه..
ومن أجل بيان حدود طاعة الزوج الواجبة سوف نلقيِ نظرة قصيرة إلى بعض موارد وجوب طاعة الزوجة لزوجها شرعا.. وهي كالتالي:
1) يجب عليها بالإجماع الطاعة بالتمكين الجنسي المتعارف.. وإزالة المنفرات..
2) يجب عليها الاستئذان للخروج من منزل الزوجية.. مطلقا كما في بالي من رأي بعض الفقهاء.. أو مقيدا فيما لو كان الخروج منافيا للحقوق الجنسية للزوج كما ذهبت لهذا الحكم بعض الآراء..
3) يجب عليها الاستئذان في الصيام المستحب إذا كان منافيا للحق الجنسي.. وهكذا بالنسبة لسائر المستحبات..
هذه أهم واجبات طاعة الزوجة.. وربما يضاف إليها الشيء اليسير..
ومن هنا علينا أن نعرف أنه لا يجب على الزوجة طاعة الزوج في أمورها الشخصية والاجتماعية الأخرى.. وسوف أذكر الآن بعض المصاديق المهمة والمبتلى بها في هذا الشأن:
1) لو كانت الزوجة تلبس الألبسة الجائزة شرعا.. ولكن الزوج لديه ذوق آخر.. هنا لا يجب على الزوجة أن تطيع زوجها حتى إذا غضب!.. بل علينا أن نعلم أن غضب الزوج هنا غير مبرر!.. بل ربما هو آثم!.. ولا يجب على الزوجة الاستجابة التبرعية لزوجها إلا إذا أحبت هي ذلك من نفسها من باب الإحسان والمصالحة الأسرية..
وتقول السيدة حرم الإمام الخميني قدس سره الشريف: أول ما دخلت منزل الزوجية قال لي السيد.. افعلي ما شئت من أمورك الخاصة فلن أتدخل بشرط أن لا تتعدى المباح..
إذن..
الشؤون الخاصة - سواء من جهة الألبسة أو غيرها- للزوجة لا طاعة للرجل فيها شرعا ما دامت في دائرة المباح.. وكل الذي يستطيع الزوج عمله هنا هو الحوار الهادئ من غير غضب..
2) لا يجب على الزوجة طاعة زوجها في أمور التعارف والعلاقات الاجتماعية والزيارات الأسرية.. فلا يجوز للزوج أن يجبر زوجته على عقد علاقات معينة بأي هدف من الأهداف ولو كانت مبررة!.. ولا يجوز له إرغامها على زيارة أحد ولو كان ذلك لضرورة عائلية غير واجبة شرعا..
ومن الجهة المقابلة ليس له أن يجبرها على فسخ علاقات نسائية جائزة ولم تصل لحد الحرمة..
3) ليس له أن تطيعه في أفكاره وميوله الخاصة ولو كانت دينية!.. بل حتى لو أمرها بالمستحب لا يجب عليها أن تطيعه.. ولا يجوز له أن يغضب حينئذ أيضا.. نعم يجب عليها طاعته فيما لو أمرها بواجب.. كالصلاة قبل انتهاء وقتها الشرعي..
4) لا يجب على الزوجة أن تطيع زوجها بشأن الأعمال المنزلية إذا لم تكن تقلد من يرى وجوب ذلك.. وبشأن آراء الفقهاء بهذه المسألة: لا يوجد من يقول بوجوب عمل المرأة في المنزل إلا نادرا.. وحتى هذا النادر هو مجرد افتراض!.. وأنا قد ثبّت هذا الافتراض لاحتمال أن يرى فقيه من الفقهاء مسألة وجوب عمل المرأة في المنزل في الزمن الحاضر أو المستقبل.. والبعض يفهم من كلام أحد المراجع الكبار المعاصرين أطال الله في أعمارهم جميعا بأن قيام المرأة بأعمال المنزل واجب من جهة الشرط الضمني في عقد الزواج.. والبحث في هذا الفهم طويل ومعقد.. ولذا آثرت تركه بغية للاختصار والبساطة..
وبعد الفراغ من مسألة عدم الوجوب.. يجوز للمرأة أن تطالب بأجرة أعمال المنزل ورضاعة الأولاد.. فهذا حقها الشرعي.. وإن تبرعت بالعمل ولم تطالب بالأجرة فهذا يرجع لإحسانها على الزوج..
وأرجو أن يتقبل الله عز وجل هذه المقالة بقبول حسن..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
تعليق