إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كثرة المعلومات وإشكاليات المعرفة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كثرة المعلومات وإشكاليات المعرفة

    كثرة المعلومات وإشكاليات المعرفة
    حبيب معلوف




    مدخل():
    مع التقدم التكنولوجي الهائل الذي بدأ بالظهور في بداية تسعينات القرن العشرين، ولا سيما على مستوى الاعلام والاتصال، حصلت تحولات كبيرة على الصعيد العالمي انعكست على كافة الانشطة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية.
    اطلق البعض تسمية <<ثورة المعلومات>> او <<ثورة الاتصالات>>، للدلالة على اهمية التحولات التي احدثها تقدم تكنولوجيا وسائل الاتصال، مقارنة مع الثورتين الزراعية والصناعية السابقتين واللتين احدثتا تحولات بنيوية في انساق التطور الحضاري وعلى كل المستويات. الا ان سمات هذا العصر، <<عصر المعلومات>>، لا تزال غامضة بعض الشيء. ولعل التسميات المتعددة التي اطلقت عليه، من اجل المساهمة في توصيفه، هي خير دليل على غموضه وعلى لا تعيّنه بعد. فهو <<عصر النهايات>> (نهاية المكان والمسافة والتاريخ والجغرافيا والدولة والقومية والمدرسة والكتاب والايديولوجيا والميتافيزيقيا...). وهو <<عصر الما بعد>> (ما بعد الصناعة والحداثة والانسانية...) وعصر المنفيات <<بلا>> (مصانع بلا عمال وتعليم بلا معلمين ومدرسة بلا اسوار ومكاتب بلا جدران...). عصر يعرّف بما ليس هو، وانه غير ما كان، ولا يزال يتلمّس ما يمكن ان يكون، في وقت بدأ الحديث عن <<ما بعد عصر المعلومات>> ايضا!
    وهكذا تحول العالم من عالم متناه من <<الحقائق اليقينية>> الى عالم غير متناه من الشكوك، مع الكثير من الادعاءات بقدرة هذه <<الثورة المعلوماتية>> على الاجابة على الاسئلة كافة، وعلى معرفة ما كان مجهولا!
    كيف يمكن رصد هذا التحول؟ ما سببه؟ ما معناه؟ ما جدواه؟ وما انعكاساته على ثقافات وحضارات العالم، وعلى وطننا العربي؟
    اسئلة لا تزال تطرح على بساط البحث، والتي يفترض ان تبحث في القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي ستعقد في تونس بين 16 و18 نوفمبر 2005، والتي نأمل ان تناقش في اللقاء الاقليمي التحضيري لها والذي يعقد منتصف الجاري في عمان.
    ماهية المعرفة الحديثة
    في الواقع، فإن موجة التشكيك <<باليقينيات>> لم تبدأ مع ثورة الاتصالات تماما، بل جاءت بعد ترقب نتائج الثورة الصناعية، والثورات العملية المتلاحقة التي سبقتها، وبعد رصد الكوارث التي احدثتها العقلانية المتفلتة والصناعات الحربية التي احدثت دمارا هائلا، والصناعات المنزلية التي غربت الانسان عن عالمه الحقيقي وبيئته الطبيعية، لتضعه في عالم مصنوع وسالب. وقد بلغت موجة التشكيك ذروتها مع بدء التشكيك بمناهج ونتائج العلوم الطبيعية التي كانت قد بهرت العالم، في البداية، <<باكتشافاتها>> و<<إنجازاتها>>. وتبدو حالنا اليوم، أمام ظاهرة المعلومات، أكثر صعوبة، في ظل تقانة متقدمة ومتدخلة في أعقد الامور وأبسط التفاصيل.
    صحيح اننا اصبحنا نرى العالم اليوم بصورة اكثر تجريدا من ذي قبل بفضل الوسيط المعلوماتي (شاشات التلفزة والرادار والكبيوتر...) حيث تأتي الينا الصور والمعلومات متناثرة وعلينا ان نلملم شتاتها ونستخلص المعنى من قلب فوضاها، الا ان ذلك لا يأتي من دون ثمن ومن دون تضحيات. ولكن ماذا لو كان الثمن، أثمن من المضحى به؟
    الثمن الاول والاهم الذي ندفعه من ثورة المعلومات، هو في ومن المعرفة نفسها. فالمعرفة اليوم، لم تعد ضربا من التأمل في الكون والحياة والانسان ومصيره. هي لم تعد حقلا من حقول الفلسفة، الفلسفات المثالية والصوفية والوجودية تحديدا. المعرفة المعلوماتية اليوم، هي صنيعة الفلسفة البرغماتية التي تهتم <<بالبراكتيس>>، بالعملي والنفعي. هي نسف وتجاوز لكل القيم المعرفية السابقة التي كانت ترى في المعرفة، معرفة الكل (المعرفة الشمولية) ومعرفة الجوهر، جوهر الانسان العارف نفسه، وجوهر الكون، موضوع المعرفة الثاني. إن ما نشهده اليوم هو انتصار لمذاهب <<نفعية المعرفة>>. انه نوع من <<اخذ العلم>> بالخاص بدل معرفة العام، بحجة التخصص. نوع من دراسة الظاهرات والعوارض بدل الجوهر، بحجة الموضوعية. التاكيد على اهمية الكم بدل النوع، بحجة الاخذ بالنزعة العلمية. مع التأكيد ان تحقيق المعرفة الشاملة لا يمكن ان يتم من خلال معرفة الاجزاء، حتى لو درسنا الاجزاء اللانهائية كلها.
    إذا كان <<ليس من علم الا في العام (اليونيفرسال)>> كما كان يقول بعض الفلاسفة، ففي عصر المعلومات اليوم يصعب الحديث عن <<المعرفة>>. لان من مقومات المعرفة (والعلم) انها تتصف بالشمولية وتركز على الجانب الجوهري والثابت وليس العرضي من الظواهر، بينما المعلومات، بحكم طبيعتها، فهي سريعة وجزئية ومتغيرة باستمرار... وهكذا فكثرة المعلومات لا تؤدي الى المعرفة، لا بل تخنقها وتخنق الكثير من إمكانيات الإبداع الانساني.
    من جهة اخرى لقد زادت سرعة المعلومات ومعدل تدفقها فعلا، في حين ظلت حواسنا وقدرتنا الذهنية ثابتة كما هي، وقد زادت امكانية ان يصاب ذهننا بالشواش من جراء هذه التخمة من المعلومات.
    لذلك يجب ان لا يغرننا ما توصل اليه العلم اليوم من انجازات تطبيقية وتقنية. فبقدر ما تقدمنا على المستوى التكنولوجي، وبتنا على قاب قوسين من معرفة الكثير من اسرار الكون والعقل البشري، بقدر ما اقتربنا من نسف كل الانجازات مع تهديد الكون والنوع البشري بأسره!
    ولكن قبل ان نصل الى هذه الخلاصة التراجيدية، ما هي التحديات التي يطرحها <<مجتمع المعلومات>> اليوم؟
    التحديات المستجدة:
    قيل ان ثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات يمكن ان تساهم في توسيع وتطوير الحوار الاجتماعي. ولكن ماذا يفعل فقراء العالم وكلفة انشاء البنية التحتية لشبكات الاتصالات تقدر بتريليونات الدولارات؟ مع تذكر ما قاله نلسون مانديلا يوما من <<ان ثلثي البشرية لم تجر مكالمة هاتفية واحدة طيلة حياتها>> وأن <<نصف اطفال كوكبنا لم يعرف طريقه الى مدرسة>>!
    ما كل هذا الضجيج حول <<الانترنت>> وطريق المعلومات الفائق السرعة الذي يهدف بشكل فاضح لنقل نموذج ثقافي معين وعولمته وتسويق بضاعته المعلوماتية؛ والذي يذكرنا بسلفه <<طريق السيارات السريع>> الذي شكل شريان نقل بضاعة صناعات الدول المتقدمة صناعيا، ولا سيما الصناعات الاميركية التقليدية التي غيرت بانبعاثاتها المناخ العالمي وهددت شروط الحياة والبقاء؟
    وكيف نوفق بين الشعار الذي ترفعه شركات الاتصالات العالمية: <<اي معلومات في اي وقت من اي مكان>>، وبين ما نسمعه من عمليات تشفير وتعمية؟
    وما هي خلفية الاوبئة والفيروسات المتجددة دائما في الكبيوترات والتي يعتبرها البعض انها احدى الوسائل التي تفتّق عنها ذهن صانعي البرمجيات حتى يفرضوا بيع النسخ الاصلية من برامجهم المعقدة ضد الفيروسات، منعا لانهيار احتكار سلع الثقافة الجديدة؟
    كيف يمكن تفسير ومواجهة ادوات السيطرة الجديدة التي تأخذ كل ابعادها الاحتكارية عبر عمليات الاندماج الضخمة التي تحصل بين عمالقة صناعة الاعلام وصناعة السينما ودور النشر وشركات برمجة الكبيوتر والانترنت وصناعة العاب الفيديو...؟
    بالاضافة الى ذلك، تشكل المعرفة اليوم المنتج الرئيسي للثروة. وباتت اقلية اوليغارشية تحتكر الثروة والمعرفة في العالم. فثلاثة من اغنى اغنياء العالم، بينهم بيل غيتس صاحب شركة <<مايكروسوفت>>، يتقاسمون وحدهم ما يعادل <<ثروة>> افقر خمسين بلدا في العالم!
    هذا مع العلم ان المعرفة في الاساس، هي انتاج جماعي، ساهمة كل البشرية والاجيال السابقة في مراكمتها، وبالتالي الا يفترض ان لا تكون ملكا لاحد ؟
    ما هي مفاعيل التوقيع والالتزام بقوانين حماية الملكية الفكرية التي تحمي احتكارات المعرفة وتوظيفاتها ؟ وهل ستكتفي الحكومات في البلدان النامية، العربية بينها، بالقيام بدور الشرطي لحماية براءات الاختراع وتطبيق قوانين الحماية لهذه الشركات الكبرى؟
    ومن يتحكم بذاك الانتشار الكثيف للاقمار الصناعية التي تجاوز عددها خمسمئة قمر والتي تدور في فلك كوكبنا الارضي وتبث وتلتقط بشكل مباشر وغير مباشر الصور والرسائل الاعلامية التي تساهم في صناعة الرأي وتوسيع الاسواق؟
    ما الذي يمكن ان يحدث على مستوى <<التنوع الثقافي>> في ظل موجات العولمة والمترافقة مع فرض لغة وثقافة الاقوى؟ مع التذكير ان الولايات المتحدة الاميركية التي لم تتحمس للتوقيع على الاتفاقيات المتعلقة بحماية <<التنوع البيولوجي>>، وذلك من اجل حماية مصالح شركات التكنولوجيا الحيوية وعمالقة صناعة الدواء عندها، هي نفسها التي تعمل الآن على عدم الحفاظ على <<التنوع الثقافي>> وإلغائه، حماية لمصالح صناعة الاتصالات والمعلومات؟!
    والسؤال الاخير والاخطر، ماذا عن امكانيات التحكم (العلمية والاخلاقية والسياسية) بتطور تكنولوجيا الهندسة الجينية والتي يمكن ان تهدد مستقبل التنوع البشري والنباتي والحيواني... والبيولوجي عامة؟
    هل يتحول الانسان هو الآخر، المحاصر من قبل علماء المعرفة ومهندسي الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المخ والاعصاب، الى نظام معلوماتي او قاعدة بيانات تماشيا مع النزعة الرمزية التي تسود حضارة اليوم؟
    هذا ما تخوف منه احد مؤسسي واحدة من كبرى شركات التكنولوجيا المتطورة، من ان يدفع التطور العلمي البشرية الى كابوس يبدأ بهيمنة الآلات الفائقة الذكاء وينتهي باندثار الانسان.
    المخاطر
    وجه بيل جوي، كبير علماء شركة <<صن مايكورسيستمز>> (في مجلة <<وايرد>> في عددها الصادر في نيسان العام 2000) نداء ناشد فيه خبراء التكنولوجيا بالنظر من جديد في الاخلاقيات التي تحكم التطور العلمي وقال: <<نحن ننطلق في القرن الجديد بلا تخطيط وبلا كوابح>>. وتتركز مخاوف جوي الذي يرأس بالتناوب لجنة كلّفتها الرئاسة الاميركية بدراسة مستقبل تكنولوجيا المعلومات حول ثلاثة مجالات في عالم التكنولوجيا تشهد تطورا بالغ السرعة. المجال الاول هو الانسان الآلي (الروبوت) والذي يشمل تطوير انسان آلي <<يفكر>>. وهو مجال قد يشهد خلال 30 عاما انتاج اجيال متطورة تتفوق في قدرتها على الجيل الحالي ملايين المرات. ويتوقع جوي ظهور سلالة من الربوت ذكية وقادرة على تطوير وصنع نسخ اكثر ذكاء منها.
    اما المجال الثاني فهو المجال الجيني وما يتضمنه من انجازات علمية تتدخل وتغير هيكل الحياة الحيوية نفسها. واذ لا ينكر جوي تحقق بعض الايجابيات في مجال المحاصيل الزراعية المقاومة للآفات، الا انه يشير الى ان ذلك، مهد في الوقت نفسه الطريق امام اوبئة من صنع الانسان يمكن ان تقضي على الطبيعة.
    ويختص المجال الثالث بتكنولوجيا النانو او النانوتكنولوجي، وهي صناعة تقوم على وحدات اصغر من الذرة، حيث لن يمضي وقت طويل قبل ان يتمكن الانسان من خلالها من صناعة الآلات الذكية المتناهية الصغر.
    وتشترك المجالات التكنولوجية الثلاثة في عنصر لم يكن موجودا في الاختراعات البشرية الخطيرة السابقة مثل القنبلة الذرية، وهو انها يمكن ان تستنسخ نفسها فيصبح لها تاثير شلال يجتاح عالم المادة بالطريقة نفسها التي ينتشر فيها الفيروس في عالم الكمبيوتر. ويسأل جوي في النهاية: <<ماذا لو وصلت هذه التكنولوجيات المتقدمة الى ايدي الارهاب والشر؟>>.
    الا ان السؤال الاضافي الذي يمكن ان نطرحه: ماذا لو خرجت هذه التكنولوجيا عن رقابة الدول (التي كانت لا تزال حتى الامس القريب، مؤتمنة على حماية الموارد الطبيعية وحقوق الانسان الحالي والآتي معا) الى كنف الشركات الخاصة التي لا تبغي الا الربح؟
    بالرغم من كل التحديات التي طرحنا، لا بد من الاعتراف بأن تكنولوجيا المعلومات قد نجحت في ان تجمع بين الاكفأ والاعلى قدرة وبين الارخص والاكثر سهولة في الاستخدام. كما ورد في كتاب <<الثقافة العربية وعصر المعلومات>> للدكتور نبيل العلي. وقد نجحت نظم المعلومات من زيادة سرعة تنفيذ العمليات الحسابية والمنطقية، الى زيادة سعة التخزين للوسائط الالكترونية. كما لا يمكن انكار فضل <<التصغير>> الممثلة في شرائح السيليكون الفائقة الكثافة، وسعة التخزين، حيث يمكن لقرص السي دي ان يسع ما يوازي10 آلاف كتاب. وانتاج كومبيوترات في حجم راحة الكف... مع العلم ان هذا <<التصغير>> كان وراء سرعة انصهار تكنولوجيا المعلومات داخل المجتمع.
    وتعتبر <<الرقمنة>> من اهم الانجازات ايضا، وهي التي نجحت في تحويل الانساق الرمزية من نصوص واصوات واشكال وصور الى سلاسل رقمية قوامها الصفر والواحد...الخ
    الحصيلة
    في الحصيلة، يمكن وصف عصر المعلومات، عصر التطور السريع لشبكة الانترنت، بعصر الانتقال والانفصال.
    الانتقال من عصر المنتديات العلمية الى سوق التجارة الالكترونية، ومن تبادل البحوث التي تهدف الى المعرفة كغاية في ذاتها، الى توظيف المعرفة وتسليع الثقافة.
    الانتقال من الباحث البشري الى الوكيل الآلي. الانتقال من عصر القلق الفكري (بعد ان حطمت الحداثة وما بعدها اليقينيات سواء الميتافيزيقة او العقلانية منها) الى عصر القلق الوجودي.
    وهو ايضا عصر الانفصال: الانفصال بين الفكر والسلوك، بين النظرية والتطبيق، بين التعليم والتربية، بين التنمية والمحافظة على البيئة، وبين التقدم الاقتصادي وتحقيق الرفاهية والسعادة الحقة. الانفصال بين غايات وأهداف التكنولوجيا الاصلية والحقة وتوظيفاتها واستخداماتها. والخوف ان يؤدي تيار الانفصال هذا، الى انفصال الانسان عن واقعه وعن بيئته والذي يفضي في النهاية الى انفصال الانسان عن الانسان، ويغرقه في فرديته المفرطة في فردانيتها... فينهي نفسه، او ينتهي وحيدا.
    بمثابة توصيات
    التنبه ان يصبح اعلامنا وتعليمنا وابداعنا وتراثنا ولغتنا... تحت رحمة ووصاية <<عولمة البرمجيات>> التي تتجه اكثر واكثر نحو الاحتكار.
    كون الوطن العربي مستوردا لتكنولوجيا المعلومات، اكثر بكثير مما هو منتج لها، علينا ان ننظر الى قوانين واتفاقيات حماية الملكية الفكرية من منظور المستورد ودافع الضرائب ورسوم الاستخدام لا المنتج او صاحب براءة الاختراع.
    التنبه لاستنزاف العقول العربية في عمالة المعلوماتية.
    اعتبار هذه التكنولوجيات المتقدمة مجرد وسائط، يمكن الاستفادة منها في تسهيل أطر الحوار والتواصل على كل المستويات. والتنبه الى كيفية توظيفها. فهي بقدر ما يمكن ان تتحول اداة تشاور لتعزيز الديموقراطية، بقدر ما يمكنها ان تتحول الى اداة سيطرة وتجسس وقمع من قبل الحكومات والسلطات والقوى المسيطرة والمتحكمة (مع العلم ان من يقبض على زمام البنية التحتية للشبكة سيكون هو المسيطر على ما يجري فوقها). وبقدر ما يمكنها ان توفر بعضا من العدالة الاجتماعية عبر سهولة الاقتناء والاستخدام، يمكنها ايضا ان تشكل نوعا من التمايز الاجتماعي تستفيد منها طبقة جديدة او نخبة جديدة تجمع بين رأس المال وقوة المعلومات. وهي ايضا بقدر ما يمكنها ان تساهم في الجمع والالفة بين الناس الذين يتبادلون الرسائل والمعلومات، يمكنها ايضا ان تشكل مصدر غربة جديدة عن الواقع. وكما يمكن ان تشكل وسيطا لحوار الحضارات بالقدر نفسه يمكنها ان تكون وسيطا لصراع الحضارات...الخ
    تنمية الوعي باهمية التراث كمورد ثقافي، والاستفادة من تقانة المعلومات لحفظه واعادة قراءته وتوظيفه ليتماشى مع روح العصر.
    اعادة الاعتبار الى الفكر الفلسفي (ولا سيما النقدي) والى فلسفة العلوم عندنا والرد على نظرة البعض المتدنية للفلسفة وللفكر النظري عموما تحت وقع الانبهار هذا البعض بالانجازات العلمية والتكنولوجية.
    فك العقد والتخلص من الثنائيات التي تكبل فكرنا، ولا سيما بين الدين والعلم، او بين الدين والفلسفة.
    التصدي لأزمة اللغة العربية وتحديثها دوما لتواكب انتاج فكر نهضة جديدة.
    وإذا كانت تكنولوجيا المعلومات قد افضت في الحصيلة الى كثافة في المعلومات، فهي قد افضت ايضا الى تمركز في المعرفة، حيث اصبحت هذه الاخيرة في قبضة الاقوى الذي يجيد استغلال هذه التكنولوجيا لإحكام قبضته وفرض عولمته.
    عندها يصبح السؤال كيف يمكن اعادة انتاج ثقافة عربية عالمية تحاكي ثقافات العالم وتساهم في اعادة انتاجه لكي يصبح اكثر عدلا وامنا، وبالطرق الاكثر <<تقدما>> والاقل ارتهانا؟
    حبيب معلوف
     ورقة قدمت في المؤتمر الاقليمي الذي عقد في عمان بين 13 و15 ايلول تحت عنوان: <<نحو مجتمع معلومات اكثر عدالة>>.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
11 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X