السلام عليكم
هذه نبدة مختصرة من حياة القائد الكبير المعظم الحسن بن الصباح رضي الله تعالى عنه.
هو القائد الفد العظيم العابد الزاهد الملقب بشيخ الجبل الثاني الحسن بن علي بن محمد بن جعفر بن الحسين بن الصباح الحميري اللذي ينسب الى ملوك الحميريين في اليمن تقول المصادر انه ولد سنة 445 في قم المقدسة وبعض المصادر تقول انه ولد في بلدة معصوم في الري كان في اول امره على مذهب الاثنى عشرية وقد ذكر هو ذالك في الرسالة اللتي ارسلها الى جلال الدين ملكشاه وقد جاء فيها
كان ابي رجلا مسلما على مذهب الشيعة الاثنى عشرية .. الى اخر رسالته.
لكن الحسن ما لبث ان اعتنق مذهب الاسماعيلية وتتلمذ على يد احمد بن عبد الملك بن عطاش الملقب بشيخ الجبل الاول فظهر تفوقه على سائر اقرانه فارسل الى دار الحكمة في القاهرة سنة 479 وهي حينذاك عاصمة الفاطميين الاسماعيلية وقابل الخليفة الفاطمي المستنصر با الله وتلقى العلوم الاسماعيلية هناك لمدة ثمانية عشر شهرا ثم غادر القاهرة متوجها الى خراسان وفيها سيطر على قلعة الموت سنة 483 وانتزعها من عمال السلاجقة ودعا فيها الحسن باسم المستنصر الفاطمي ثم عمل على توسيع رقعته فسيطر على عدة قلاع وحصون واستولى على قلاع شاهدوز و خلنجان قرب اصبهان وعلى قلاع طبس وطون وقائين وزوزان و غيرها من القلاع فقويت شوكته ومن تم عرفت قلاعه باسماء متعددة منها قلاع الباطنية و الاسماعيلية و النزارية و الملاحدة و الحشاشين وغيرها من الاسماء وفي سنة 485 حاصر ارسلان تاش قلعة الموت وحاصر الحسن بن الصباح لكن في اخر الامر انتصر عليهم الحسن بن الصباح وهزمهم وفي سنة487 بلغه وفاة الخليفة المستنصر واعتلاء ابنه المستعلي لكرسي الخلافة فرفض الحسن خلافة المستعلي ودعا لخلافة الابن الاكبر للمستنصر وهو نزار ومن تم اعلن في قلاع الاسماعيلية في فارس و الشام عن انفصالهم عن الخلافة الفاطمية المستعلية في مصر واصبحوا يعرفون با الاسماعيلية النزارية وجرت بين الحسن الصباح وبين السلاجقة حروب كثيرة ففي سنة 500 هاجم فخر الملك بن نظام الملك وزير السلطان قلاع الاسماعيلية لكن الحسن بن الصباح اوفد اليه احد فدائيته فطعنه بخنجر فقتله وفي سنة 501 هاجم السلطان قلاع الحسن بن الصباح وارسل اليه رسول يدعوه لتسليم نفسه فنادى الحسن احد فدائيته وامره ان يرمي نفسه من القلعة ففعل وامر الثاني ان يطعن نفسه بخنجر ففعل ثم قال للرسول قل لمولاك ان عندي سبعين الف من رجالي الامناء المخلصين مثل هؤلاء يبدلون دمائهم في سبيل عقيدتهم . وبعد وفاة محمد السلجوقي خلفه اخاه سنجر وقرر الهجوم على الاسماعيلية لكن الحسن بن الصباح اوفد احد الفدائية فغمد خنجرا مليئا با الدم في وسادة السلطان سنجر وزترك هناك رسالة من الحسن بن الصباح تقول لا تفكر اذا كان الحسن بن الصباح بعيدا عنك يعيش فوق صخرة الموت ثق ان من تمكن ان يضع هذا الخنجر في وسادتك لقادر على غمسه في فؤاذك فاحتار السلطان واخدته الرهبة و الخوف فصالح الحسن بن الصباح سنة 513 .
وهؤلاء الفدائية اللذين عرفوا في التاريخ باسم الحشاشين دارت حولهم قصص عجيبة جدا ولكن مما لا شك فيه انهم ارعبوا العالم و الحكام و الصليبيين و تحير الناس في امرهم فادعى البعض انهم كانوا زنادقة ملحدين نسبوا انفسهم الى التشيع وكان ا يقتلون وينهبون و كانوا بعد ان يدخنون الحشيش يرسلهم الحسن بن الصباح لقتل الملوك و الحكام ولهذا سموا الحشاشين.
بل زعم الرحالة ماركو بولوا انه دخل لجنة النزارية وقال كان شيخهم يلقب بعلاء الدين واقام صور على اخدود بين جبلين وغرسه با الاشجار و حدائق فيها الفواكه واطيب الثمار ولا يسمع فيها الا الغناء و الحدائق مملوءة با جمل النساء و الغلمان وفيها القصور الفخمة وفيها النساء ترقص و تغني وان شيخهم كان يوهم لاتباعهم ان هذه هي الجنة الى اخر خرافاته.
واما عن اصل تسميتهم با الحشاشين بسبب تدخينهم للحشيش فقد ذهب البعض ومنهم السيد حسن الأمين في كتابه الاسماعيليين و المغول و
نصر الدين الطوسي ومنهم البروفيسور ايفانوف الروسي المختص في الدراسات الاسماعيلية الى انها اشاعة وانما اصل تسميتهم بهذ الاسم هو ان الصليبيين سموهم بااسم Assassin وتعني القتلة لكن البعض حول الكلمة الى الحشاشين والتبس هذ الامر على عامة الناس بعد ذلك وقد لعب هؤلاء الفدائية دور مهم في التاريخ حتى بعد وفاة الحسن بن الصباح فقتلوا كثير من الحكام سواء في فارس او الشام فقد قتلوا الخليفة العباسي الراشد با الله وقتلوا نائبه في دمشق وقتلوا قائد جيوش الصليبيين في طرسوس وغيرهم من الحكام و القواد فهابهم الناس و في سنة 571 طعن احد الفدائية صلاح الدين الايوبي وكاد ان يقتله ثم تصالح معهم صلاح الدين واشتركوا معه في قتال الصليبيين .
هذا واستمر الحسن بن الصباح في نشر الدعوة الاسماعيلية النزارية الى ان توفى سنة 518 وكان قد تجاوز التسعين من عمره ومما يتأسف له الانسان أن الحسن بن الصباح كان قد ألف كتبا ومنها كتاب في تاريخ الدولة النزارية في فارس لكن لسوء الحظ عندما استولت جيوش التتار على قلعة الموت أحرقت مكتبة الجبل فذهبت أكثر التصانيف ومنها هذا الكتاب القيم.
هذه نبدة مختصرة من حياة القائد الكبير المعظم الحسن بن الصباح رضي الله تعالى عنه.
هو القائد الفد العظيم العابد الزاهد الملقب بشيخ الجبل الثاني الحسن بن علي بن محمد بن جعفر بن الحسين بن الصباح الحميري اللذي ينسب الى ملوك الحميريين في اليمن تقول المصادر انه ولد سنة 445 في قم المقدسة وبعض المصادر تقول انه ولد في بلدة معصوم في الري كان في اول امره على مذهب الاثنى عشرية وقد ذكر هو ذالك في الرسالة اللتي ارسلها الى جلال الدين ملكشاه وقد جاء فيها
كان ابي رجلا مسلما على مذهب الشيعة الاثنى عشرية .. الى اخر رسالته.
لكن الحسن ما لبث ان اعتنق مذهب الاسماعيلية وتتلمذ على يد احمد بن عبد الملك بن عطاش الملقب بشيخ الجبل الاول فظهر تفوقه على سائر اقرانه فارسل الى دار الحكمة في القاهرة سنة 479 وهي حينذاك عاصمة الفاطميين الاسماعيلية وقابل الخليفة الفاطمي المستنصر با الله وتلقى العلوم الاسماعيلية هناك لمدة ثمانية عشر شهرا ثم غادر القاهرة متوجها الى خراسان وفيها سيطر على قلعة الموت سنة 483 وانتزعها من عمال السلاجقة ودعا فيها الحسن باسم المستنصر الفاطمي ثم عمل على توسيع رقعته فسيطر على عدة قلاع وحصون واستولى على قلاع شاهدوز و خلنجان قرب اصبهان وعلى قلاع طبس وطون وقائين وزوزان و غيرها من القلاع فقويت شوكته ومن تم عرفت قلاعه باسماء متعددة منها قلاع الباطنية و الاسماعيلية و النزارية و الملاحدة و الحشاشين وغيرها من الاسماء وفي سنة 485 حاصر ارسلان تاش قلعة الموت وحاصر الحسن بن الصباح لكن في اخر الامر انتصر عليهم الحسن بن الصباح وهزمهم وفي سنة487 بلغه وفاة الخليفة المستنصر واعتلاء ابنه المستعلي لكرسي الخلافة فرفض الحسن خلافة المستعلي ودعا لخلافة الابن الاكبر للمستنصر وهو نزار ومن تم اعلن في قلاع الاسماعيلية في فارس و الشام عن انفصالهم عن الخلافة الفاطمية المستعلية في مصر واصبحوا يعرفون با الاسماعيلية النزارية وجرت بين الحسن الصباح وبين السلاجقة حروب كثيرة ففي سنة 500 هاجم فخر الملك بن نظام الملك وزير السلطان قلاع الاسماعيلية لكن الحسن بن الصباح اوفد اليه احد فدائيته فطعنه بخنجر فقتله وفي سنة 501 هاجم السلطان قلاع الحسن بن الصباح وارسل اليه رسول يدعوه لتسليم نفسه فنادى الحسن احد فدائيته وامره ان يرمي نفسه من القلعة ففعل وامر الثاني ان يطعن نفسه بخنجر ففعل ثم قال للرسول قل لمولاك ان عندي سبعين الف من رجالي الامناء المخلصين مثل هؤلاء يبدلون دمائهم في سبيل عقيدتهم . وبعد وفاة محمد السلجوقي خلفه اخاه سنجر وقرر الهجوم على الاسماعيلية لكن الحسن بن الصباح اوفد احد الفدائية فغمد خنجرا مليئا با الدم في وسادة السلطان سنجر وزترك هناك رسالة من الحسن بن الصباح تقول لا تفكر اذا كان الحسن بن الصباح بعيدا عنك يعيش فوق صخرة الموت ثق ان من تمكن ان يضع هذا الخنجر في وسادتك لقادر على غمسه في فؤاذك فاحتار السلطان واخدته الرهبة و الخوف فصالح الحسن بن الصباح سنة 513 .
وهؤلاء الفدائية اللذين عرفوا في التاريخ باسم الحشاشين دارت حولهم قصص عجيبة جدا ولكن مما لا شك فيه انهم ارعبوا العالم و الحكام و الصليبيين و تحير الناس في امرهم فادعى البعض انهم كانوا زنادقة ملحدين نسبوا انفسهم الى التشيع وكان ا يقتلون وينهبون و كانوا بعد ان يدخنون الحشيش يرسلهم الحسن بن الصباح لقتل الملوك و الحكام ولهذا سموا الحشاشين.
بل زعم الرحالة ماركو بولوا انه دخل لجنة النزارية وقال كان شيخهم يلقب بعلاء الدين واقام صور على اخدود بين جبلين وغرسه با الاشجار و حدائق فيها الفواكه واطيب الثمار ولا يسمع فيها الا الغناء و الحدائق مملوءة با جمل النساء و الغلمان وفيها القصور الفخمة وفيها النساء ترقص و تغني وان شيخهم كان يوهم لاتباعهم ان هذه هي الجنة الى اخر خرافاته.
واما عن اصل تسميتهم با الحشاشين بسبب تدخينهم للحشيش فقد ذهب البعض ومنهم السيد حسن الأمين في كتابه الاسماعيليين و المغول و
نصر الدين الطوسي ومنهم البروفيسور ايفانوف الروسي المختص في الدراسات الاسماعيلية الى انها اشاعة وانما اصل تسميتهم بهذ الاسم هو ان الصليبيين سموهم بااسم Assassin وتعني القتلة لكن البعض حول الكلمة الى الحشاشين والتبس هذ الامر على عامة الناس بعد ذلك وقد لعب هؤلاء الفدائية دور مهم في التاريخ حتى بعد وفاة الحسن بن الصباح فقتلوا كثير من الحكام سواء في فارس او الشام فقد قتلوا الخليفة العباسي الراشد با الله وقتلوا نائبه في دمشق وقتلوا قائد جيوش الصليبيين في طرسوس وغيرهم من الحكام و القواد فهابهم الناس و في سنة 571 طعن احد الفدائية صلاح الدين الايوبي وكاد ان يقتله ثم تصالح معهم صلاح الدين واشتركوا معه في قتال الصليبيين .
هذا واستمر الحسن بن الصباح في نشر الدعوة الاسماعيلية النزارية الى ان توفى سنة 518 وكان قد تجاوز التسعين من عمره ومما يتأسف له الانسان أن الحسن بن الصباح كان قد ألف كتبا ومنها كتاب في تاريخ الدولة النزارية في فارس لكن لسوء الحظ عندما استولت جيوش التتار على قلعة الموت أحرقت مكتبة الجبل فذهبت أكثر التصانيف ومنها هذا الكتاب القيم.