العضو السائل : الشعله
رقم السؤال : 47
السؤال :
كيف يمكننا أن نخرج حب الدنيا و الهوى و اللهو عن قلوبنا لتكون بالفعل حرم الله؟
وكيف يمكننا أن نجرد انفسنا من ماديات الدنيا لنسير الى الله و نسلك اليه ؟؟
الجواب :
تعبيرك أيها الأخت فيه طموح كبير ، وأوصاف لا تنطبق إلا على المعصومين صلوات الله عليهم ، المطهرين المختارين من ربهم سبحانه وتعالى !
نعم قد يوجد منها رشح في بعض عباد الله . وأنت تسأليني كيف نتصف بها ، كأنها بضاعة تباع في السوق ، أو وصفة تشترى من صيدلية !
تقولين : كيف تكون قلوبنا حرم الله تعالى ! ما أعظمه من سؤال وهدف !
أما أنا فأرضى أن يكون في قلبي منفذ ينفذ منه شعاع صغير من نور الله تعالى ، وهو لايصل إلا عبر نور نبيه وآله الأطهار صلوات الله عليهم .
فإياك أيها المؤمن من أصحاب الإدعاءات الفارغة ، أهل لقلقة اللسان ، فقد رأيت عدداً منهم يتصورون أن قلوبهم حرم لله تعالى، أو يدعون أنها كذلك ، وإذا بهم بائسون ، لم يكملوا الحد الأدنى من دينهم في فعل الواجبات وترك المحرمات ، فأنى لهم أن يصلوا الى درجة الولاية الكاملة ، ثم الى درجات المعرفة التي يزعمون !
وسؤالك الآخر : (كيف يمكننا أن نجرد أنفسنا من ماديات الدنيا لنسير الى الله و نسلك اليه ؟).
إن التجرد من ماديات الدنيا ، مقام عال ، فلنطلب ما قبله ، وهو مقام تغليب معنويات الآخرة على ماديات الدنيا ، مع بقائها في أنفسنا وانشغالنا بها .
إن أحدنا يعرف نفسه عندما يقف بين أمرين ، في أحدهما رضا ربه ، وفي الثاني رضا نفسه !
أما أن أقول إني تجردت من ماديات الدنيا ، وها أنا أسير الى الله تعالى ، وأقطع اليه المراحل والمقامات ، حتى أصل الى إفناء رضاي في رضاه وغضبي في غضبه ، وإرادتي في إرادته ..
فهذا المقام ، وإن كان ممكناً لغيرالمعصوم(ع) نظرياً ، لكن من رأيته يدعيه ، إما ساذج أو كاذب ، وليس معنى ذلك أني متشائم أو سئ الظن بالناس ، لكني لا أستحل الكذب ، ولا أستطيع امتهان عقلي .
فكوني واقعيةً أيتها الأخت ، واستفيدي بما وصلت اليه من تجاربي وخبرتي بهذا الطريق وأهله ، وليكن هدفك أن يغلب عقلك على هواك ، وتقوى نفسك على فجورها ، واعترفي بوجود الهوى والفجور فيك ، ولا تدَّعي لنفسك مقاماً ، أعطاه الله لخيرته صلوات الله عليهم .
إن من أعظم مخاطر مدعي السلوك العرفاني ، أنهم يسرقون مقامات المعصومين صلوات الله عليهم ، وصفاتهم ، ويدعونها لأنفسهم ! وهل أصابنا البلاء إلا من هذه التعديات على مقاماتهم صلوات الله عليهم ، ومصادرتها منهم ، وإعطائها لأنفسنا أو لزيد وعمر ؟!
إن غير المعصومين مهما ارتقوا في مستواهم فهم قمم أرضية ، وأين هي من القمم السماوية صلوات الله عليهم .. وهل تقاس الأرض بالسماء ؟! وهل يقاس بآل محمد أحد ؟!
رقم السؤال : 47
السؤال :
كيف يمكننا أن نخرج حب الدنيا و الهوى و اللهو عن قلوبنا لتكون بالفعل حرم الله؟
وكيف يمكننا أن نجرد انفسنا من ماديات الدنيا لنسير الى الله و نسلك اليه ؟؟
الجواب :
تعبيرك أيها الأخت فيه طموح كبير ، وأوصاف لا تنطبق إلا على المعصومين صلوات الله عليهم ، المطهرين المختارين من ربهم سبحانه وتعالى !
نعم قد يوجد منها رشح في بعض عباد الله . وأنت تسأليني كيف نتصف بها ، كأنها بضاعة تباع في السوق ، أو وصفة تشترى من صيدلية !
تقولين : كيف تكون قلوبنا حرم الله تعالى ! ما أعظمه من سؤال وهدف !
أما أنا فأرضى أن يكون في قلبي منفذ ينفذ منه شعاع صغير من نور الله تعالى ، وهو لايصل إلا عبر نور نبيه وآله الأطهار صلوات الله عليهم .
فإياك أيها المؤمن من أصحاب الإدعاءات الفارغة ، أهل لقلقة اللسان ، فقد رأيت عدداً منهم يتصورون أن قلوبهم حرم لله تعالى، أو يدعون أنها كذلك ، وإذا بهم بائسون ، لم يكملوا الحد الأدنى من دينهم في فعل الواجبات وترك المحرمات ، فأنى لهم أن يصلوا الى درجة الولاية الكاملة ، ثم الى درجات المعرفة التي يزعمون !
وسؤالك الآخر : (كيف يمكننا أن نجرد أنفسنا من ماديات الدنيا لنسير الى الله و نسلك اليه ؟).
إن التجرد من ماديات الدنيا ، مقام عال ، فلنطلب ما قبله ، وهو مقام تغليب معنويات الآخرة على ماديات الدنيا ، مع بقائها في أنفسنا وانشغالنا بها .
إن أحدنا يعرف نفسه عندما يقف بين أمرين ، في أحدهما رضا ربه ، وفي الثاني رضا نفسه !
أما أن أقول إني تجردت من ماديات الدنيا ، وها أنا أسير الى الله تعالى ، وأقطع اليه المراحل والمقامات ، حتى أصل الى إفناء رضاي في رضاه وغضبي في غضبه ، وإرادتي في إرادته ..
فهذا المقام ، وإن كان ممكناً لغيرالمعصوم(ع) نظرياً ، لكن من رأيته يدعيه ، إما ساذج أو كاذب ، وليس معنى ذلك أني متشائم أو سئ الظن بالناس ، لكني لا أستحل الكذب ، ولا أستطيع امتهان عقلي .
فكوني واقعيةً أيتها الأخت ، واستفيدي بما وصلت اليه من تجاربي وخبرتي بهذا الطريق وأهله ، وليكن هدفك أن يغلب عقلك على هواك ، وتقوى نفسك على فجورها ، واعترفي بوجود الهوى والفجور فيك ، ولا تدَّعي لنفسك مقاماً ، أعطاه الله لخيرته صلوات الله عليهم .
إن من أعظم مخاطر مدعي السلوك العرفاني ، أنهم يسرقون مقامات المعصومين صلوات الله عليهم ، وصفاتهم ، ويدعونها لأنفسهم ! وهل أصابنا البلاء إلا من هذه التعديات على مقاماتهم صلوات الله عليهم ، ومصادرتها منهم ، وإعطائها لأنفسنا أو لزيد وعمر ؟!
إن غير المعصومين مهما ارتقوا في مستواهم فهم قمم أرضية ، وأين هي من القمم السماوية صلوات الله عليهم .. وهل تقاس الأرض بالسماء ؟! وهل يقاس بآل محمد أحد ؟!