العضو السائل : يافرج الله
رقم السؤال : 133
السؤال :
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وطيب الله انفاسكم مولانا الكريم واسعد الله ايامكم واوقاتكم وجعلها عامرة بطاعته ونصرة دينه واولياءه محمد وآله الطاهرين
احدهم يستشكل على الشيعة عند زيارتهم لقبور محمد وآله الطاهرين بأن هؤلاء المدفونين لايسمعون كلام كل هذه الحشود الغفيرة فلماذا يتعبون أنفسهم بهذه الزيارات الطويلة ويتعبون انفسهم بالجلوس او الوقوف ( و اكبر اشكاله هو كيف يسمع النبي صلوات الله عليه وآله الطاهرين كل هؤلاء المتكلمين بالزيارة في وقت واحد وكذلك الأئمة العصومين عليهم السلام)؟
الجواب :
كتبت جواب هذه المسألة في كتاب ( الرد على الفتاوى المتطرفة ، أو أحكام المدينة ) .
وأقول: كيف تجعلون النبي(ص) الذي هو أفضل الخلق ، ميتاً لايسمع توسلنا ، ولاينفع من يتوسل به الى ربه ، لأنه لا يستطيع أن يدعو له ؟!! وتخالفون اعتقاد المسلمين بأن المسلم الذي يدافع عن بيته وماله فيقتل ، هو حي عند ربه بنص القرآن ، حيث قال الله تعالى
وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)(آل عمران:169)
فكيف خفي عليكم أن النبي(ص) سيد الأحياء عند ربه وهو ينفع حياً وميتاً ؟!
إن أصل مشكلتهم أنهم ينقصون من مقام النبي(ص) ولا يفهمون شخصيته الربانية المقدسة، بسبب غلظة أذهان بعضهم وغلبة التفكير المادي عليهم ، فهم يتصورون أن النبي'إذا مات فقد انقطع عن الدنيا ، فكأنهم غربيون لايؤمنون بعوالم الغيب والروح واتصالها وتأثيرها في عالمنا ، وحياة الشهداء عند ربهم ، وأن الأنبياء(ع) أحياء عند ربهم بحياة أعلى من حياة الشهداء .
والعجيب أنهم يغمضون أعينهم عن الأحاديث الشريفة الصحيحة الصريحة في حياة نبينا(ص) وأن سلامنا يبلغه وأنه يرد الجواب على أهله ، وأن صلاتنا عليه تبلغه، وأعمالنا تعرض عليه !
وينسون أن الله تعالى أمرنا بآية صريحة في كتابه أن نأتي إليه(ص) ونستغفر الله عنده ونطلب منه أن يستغفر لنا، فقال
وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً) سورة النساء:64 وهو أمرٌ عام لكل مسلم في كل عصر ، وهو أمرٌ مطلق لحياة النبي(ص)أو بعد وفاته ، وتخصيصه بحياته تحكُّمٌ بلا دليل. فهكذا فهم الآية جميع المسلمين، وعملوا بها في حياة النبي(ص) وبعد وفاته ، وأفتى بها الفقهاء من جميع المذاهب ودونوها في مناسكهم ! فهل كانوا كلهم على ضلال حتى جاء ابن تيمية في القرن الثامن واكتشف أن جميع المسلمين بقصدهم زيارة النبي(ص) وتوسلهم به مشركون كفار ؟!! قال الحافظ الصديق المغربي في الرد المحكم المتين ص44 :
( فهذه الآية عامة تشمل حالة الحياة وحالة الوفاة وتخصيصها بأحدهما يحتاج إلى دليل وهو مفقود هنا ، فإن قيل: من أين أتى العموم حتى يكون تخصيصها بحالة الحياة دعوى تحتاج إلى دليل ؟ قلنا : من وقوع الفعل في سياق الشرط والقاعدة المقررة في الأصول أن الفعل إذا وقع في سياق الشرط كان عاماً ، لأن الفعل في معنى النكرة لتضمنه مصدراً منكراً ، والنكرة الواقعة في سياق النفي أو الشرط تكون للعموم وضعاً ). انتهى .
ولايتسع المجال لإيراد جميع الأدلة من الأحاديث الشريفة وفتاوى فقهاء المذاهب وحكم العقل على حياة نبينا(ص)عند ربه وسماعه سلامنا وصلاتنا وتوسلنا واستغفاره ودعائه لنا ، فنكتفي ببعضها :
منها: ما رواه في مجمع الزوائد ج9ص24وقال رجاله رجال الصحيح ، قال: (باب ما يحصل لأمته صلى الله عليه وسلم من استغفاره بعد وفاته):
عن عبدالله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام . قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حياتي خير لكم تحدثون وتحدث لكم ، ووفاتى خير لكم تُعرض عليَّ أعمالكم ، فما رأيت من خير حمدت الله عليه ، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم ). رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ) . انتهى. وقد صححه عدد كبير من علماء السنة ، وقد عدَّدَ مصححيه الحافظ السقاف في الإغاثة ص11 .
ومنها: لو كان نبينا(ص) لايسمع توسل المتوسلين الى الله تعالى به كما يزعمون، فمن اللغو والعبث أن يخاطبه المسلمون في صلاتهم فيقولون: (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته) ؟!
ومن محاولات الألباني المفضوحة للهروب من هذا الإشكال أنه حاول أن يغير صيغة السلام في الصلاة من الخطاب الى الغيبة ! فوجد رواية عن ابن مسعود لم يعمل بها المسلمون تقول (السلام على النبي ورحمة الله وبركاته) فتمسك بها !
وقد رد عليه الحافظ الصديق المغربي في رسالته (القول المقنع في الرد على الألباني المبتدع ص13) وكذا في رسالته (إرغام المبتدع الغبي في جواز التوسل بالنبي) فقال في الأخيرة ص19:
( تواتر عن النبي صلى عليه وسلم تعليم التشهد في الصلاة ، وفيه السلام عليه بالخطاب ونداؤه (السلام عليك أيها النبي) وبهذه الصيغة علمه على المنبر النبوى أبو بكر وعمر وابن الزبير ومعاوية، واستقر عليه الإجماع كما يقول ابن حزم وابن تيمية ! والألباني لابتداعه خالف هذا كله وتمسك بقول ابن مسعود (فلما مات قلنا السلام على النبي) ومخالفة التواتر والاجماع هي عين الابتداع ) .
ومنها: ما رواه الحافظ الممدوح في رفع المنارة ص62 ، قال :
(قد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون. أخرجه البيهقي في حياة الأنبياء ص15 ، وأبو يعلى في مسنده :6/147 ، وأبو نعيم في أخبار أصبهان:2/44 ، وابن عدي في الكامل:2/739 . وقال الهيثمى في المجمع: 8/211: ورجال أبى يعلى ثقات . اه ، والحديث له طرق .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مررت على موسى وهو قائم يصلى في قبره . أخرجه مسلم :4/1845 ، وأحمد:3/120، والبغوى في شرح السنة:13/351 ، وغيرهم .
وقال ابن القيم في نونيته عند الكلام على حياة الرسل بعد مماتهم (النونية مع شرح ابن عيسى: 2/160 ) .
والرسل أكمل حالةً منه (الشهيد) بلا شك ، وهذا ظاهر التبيـان
فلذاك كانوا بالحيـاة أحـق مـن شهدائنـا بالعقــل والبرهـان
وبأن عقد نكاحه لـم ينفسـخ فنساؤه في عصمة وصيان
ولأجل هـذا لـم يحـل لغيره منهن واحدة مدى الأزمان
أفليـس في هـذا دليل أنـه حيٌّ لمن كانـت له أذنان
ومن العجيب أن ابن القيم تلميذٌ مغال في شيخه ابن تيمية ، ومع ذلك يعترف بأن النبي(ص) حيٌّ عند ربه يسمع وينفع , مع أن شيخه يقول إن التوسل بالنبي(ص) شرك لأنه ميت لايسمع ولا ينفع !!
قال الشيخ أحمد زيني دحلان المصري شيخ الشافعية ، في الدرر السنية ج1 ص42 ، في حديثه عن محمد بن عبد الوهاب: (حتى أن بعض أتباعه كان يقول: عصاي هذه خير من محمد ، لأنها ينتفع بها في قتل الحية ونحوها ، ومحمد قد مات ولم يبق فيه نفع أصلاً !!) . انتهى.
وقد نقله أيضاً الشيخ الزهاوي شيخ الأحناف في العراق ، في كتابه الفجر الصادق ص 18 . والشيخ أبو حامد الإستانبولي من علماء الأحناف في تركيا في كتابه التوسل بالنبي وجهلة الوهابيين ص245 ، والسيد محسن الأمين من علماء الشيعة في كتابه كشف الإرتياب ص 127.
واعتقاد أتباع ابن تيمية بأن النبي(ص) بعد وفاته لاينفع ، ثابتٌ عليهم لايحتاج الى رواية مسندة عن ابن عبد الوهاب ولاغيره ، لأن ذلك عقيدتهم الى اليوم ، وعليه يرتكز تحريمهم التوسل بالنبي' وكل الأموات ، ولئن سألت أي شيخ منهم هل ينفع النبي'اليوم، يدور ويلف ولا يقول ينفع ! بينما يجوزون التوسل بأي شخص حي ، ولو كان كافراً بوالاً على عقبيه !
أما قولهم كيف يسمع المعصوم(ص) ، النبي أو الإمام السلام والتوسل في وقت واحد ، فسلْهُمْ كيف تُعرض أعمال العباد على النبي(ص) والمؤمنين في وقت واحد كما قال الله تعالى: ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ . التوبة:105 )
إنه لابد لنا أن نرفع مستوى تصورنا لفعاليات الله تعالى في الكون ، والأنظمة الراقية لأفعاله عز وجل ، ونحن نرى إعجاز هذه الأنظمة- فضلاً عن إعجاز نفس الفعل - في فعله في مخلوقاته من الذرة الى المجرة !
وعندما نرفع مستوى فهمنا للفعاليات الربانية في الكون ، ترتفع نظرتنا لما يعطيه الله تعالى من إمكانات لنبينا(ص) في عرض أعمال أمته عليه ، وتصور دوره فيها !
وكذلك الأمر في المؤمنين الذين يرون أعمالنا ، وهم الأئمة المعصومون صلوات الله عليهم .
إن الذي جعلهم شهداء وأعطاهم حق مشاهدة أعمالنا ، أو أمرهم بذلك ، لا بد أن يعطيهم وسائل ذلك وييسره لهم .
رقم السؤال : 133
السؤال :
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وطيب الله انفاسكم مولانا الكريم واسعد الله ايامكم واوقاتكم وجعلها عامرة بطاعته ونصرة دينه واولياءه محمد وآله الطاهرين
احدهم يستشكل على الشيعة عند زيارتهم لقبور محمد وآله الطاهرين بأن هؤلاء المدفونين لايسمعون كلام كل هذه الحشود الغفيرة فلماذا يتعبون أنفسهم بهذه الزيارات الطويلة ويتعبون انفسهم بالجلوس او الوقوف ( و اكبر اشكاله هو كيف يسمع النبي صلوات الله عليه وآله الطاهرين كل هؤلاء المتكلمين بالزيارة في وقت واحد وكذلك الأئمة العصومين عليهم السلام)؟
الجواب :
كتبت جواب هذه المسألة في كتاب ( الرد على الفتاوى المتطرفة ، أو أحكام المدينة ) .
وأقول: كيف تجعلون النبي(ص) الذي هو أفضل الخلق ، ميتاً لايسمع توسلنا ، ولاينفع من يتوسل به الى ربه ، لأنه لا يستطيع أن يدعو له ؟!! وتخالفون اعتقاد المسلمين بأن المسلم الذي يدافع عن بيته وماله فيقتل ، هو حي عند ربه بنص القرآن ، حيث قال الله تعالى

فكيف خفي عليكم أن النبي(ص) سيد الأحياء عند ربه وهو ينفع حياً وميتاً ؟!
إن أصل مشكلتهم أنهم ينقصون من مقام النبي(ص) ولا يفهمون شخصيته الربانية المقدسة، بسبب غلظة أذهان بعضهم وغلبة التفكير المادي عليهم ، فهم يتصورون أن النبي'إذا مات فقد انقطع عن الدنيا ، فكأنهم غربيون لايؤمنون بعوالم الغيب والروح واتصالها وتأثيرها في عالمنا ، وحياة الشهداء عند ربهم ، وأن الأنبياء(ع) أحياء عند ربهم بحياة أعلى من حياة الشهداء .
والعجيب أنهم يغمضون أعينهم عن الأحاديث الشريفة الصحيحة الصريحة في حياة نبينا(ص) وأن سلامنا يبلغه وأنه يرد الجواب على أهله ، وأن صلاتنا عليه تبلغه، وأعمالنا تعرض عليه !
وينسون أن الله تعالى أمرنا بآية صريحة في كتابه أن نأتي إليه(ص) ونستغفر الله عنده ونطلب منه أن يستغفر لنا، فقال

( فهذه الآية عامة تشمل حالة الحياة وحالة الوفاة وتخصيصها بأحدهما يحتاج إلى دليل وهو مفقود هنا ، فإن قيل: من أين أتى العموم حتى يكون تخصيصها بحالة الحياة دعوى تحتاج إلى دليل ؟ قلنا : من وقوع الفعل في سياق الشرط والقاعدة المقررة في الأصول أن الفعل إذا وقع في سياق الشرط كان عاماً ، لأن الفعل في معنى النكرة لتضمنه مصدراً منكراً ، والنكرة الواقعة في سياق النفي أو الشرط تكون للعموم وضعاً ). انتهى .
ولايتسع المجال لإيراد جميع الأدلة من الأحاديث الشريفة وفتاوى فقهاء المذاهب وحكم العقل على حياة نبينا(ص)عند ربه وسماعه سلامنا وصلاتنا وتوسلنا واستغفاره ودعائه لنا ، فنكتفي ببعضها :
منها: ما رواه في مجمع الزوائد ج9ص24وقال رجاله رجال الصحيح ، قال: (باب ما يحصل لأمته صلى الله عليه وسلم من استغفاره بعد وفاته):
عن عبدالله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام . قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حياتي خير لكم تحدثون وتحدث لكم ، ووفاتى خير لكم تُعرض عليَّ أعمالكم ، فما رأيت من خير حمدت الله عليه ، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم ). رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ) . انتهى. وقد صححه عدد كبير من علماء السنة ، وقد عدَّدَ مصححيه الحافظ السقاف في الإغاثة ص11 .
ومنها: لو كان نبينا(ص) لايسمع توسل المتوسلين الى الله تعالى به كما يزعمون، فمن اللغو والعبث أن يخاطبه المسلمون في صلاتهم فيقولون: (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته) ؟!
ومن محاولات الألباني المفضوحة للهروب من هذا الإشكال أنه حاول أن يغير صيغة السلام في الصلاة من الخطاب الى الغيبة ! فوجد رواية عن ابن مسعود لم يعمل بها المسلمون تقول (السلام على النبي ورحمة الله وبركاته) فتمسك بها !
وقد رد عليه الحافظ الصديق المغربي في رسالته (القول المقنع في الرد على الألباني المبتدع ص13) وكذا في رسالته (إرغام المبتدع الغبي في جواز التوسل بالنبي) فقال في الأخيرة ص19:
( تواتر عن النبي صلى عليه وسلم تعليم التشهد في الصلاة ، وفيه السلام عليه بالخطاب ونداؤه (السلام عليك أيها النبي) وبهذه الصيغة علمه على المنبر النبوى أبو بكر وعمر وابن الزبير ومعاوية، واستقر عليه الإجماع كما يقول ابن حزم وابن تيمية ! والألباني لابتداعه خالف هذا كله وتمسك بقول ابن مسعود (فلما مات قلنا السلام على النبي) ومخالفة التواتر والاجماع هي عين الابتداع ) .
ومنها: ما رواه الحافظ الممدوح في رفع المنارة ص62 ، قال :
(قد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون. أخرجه البيهقي في حياة الأنبياء ص15 ، وأبو يعلى في مسنده :6/147 ، وأبو نعيم في أخبار أصبهان:2/44 ، وابن عدي في الكامل:2/739 . وقال الهيثمى في المجمع: 8/211: ورجال أبى يعلى ثقات . اه ، والحديث له طرق .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مررت على موسى وهو قائم يصلى في قبره . أخرجه مسلم :4/1845 ، وأحمد:3/120، والبغوى في شرح السنة:13/351 ، وغيرهم .
وقال ابن القيم في نونيته عند الكلام على حياة الرسل بعد مماتهم (النونية مع شرح ابن عيسى: 2/160 ) .
والرسل أكمل حالةً منه (الشهيد) بلا شك ، وهذا ظاهر التبيـان
فلذاك كانوا بالحيـاة أحـق مـن شهدائنـا بالعقــل والبرهـان
وبأن عقد نكاحه لـم ينفسـخ فنساؤه في عصمة وصيان
ولأجل هـذا لـم يحـل لغيره منهن واحدة مدى الأزمان
أفليـس في هـذا دليل أنـه حيٌّ لمن كانـت له أذنان
ومن العجيب أن ابن القيم تلميذٌ مغال في شيخه ابن تيمية ، ومع ذلك يعترف بأن النبي(ص) حيٌّ عند ربه يسمع وينفع , مع أن شيخه يقول إن التوسل بالنبي(ص) شرك لأنه ميت لايسمع ولا ينفع !!
قال الشيخ أحمد زيني دحلان المصري شيخ الشافعية ، في الدرر السنية ج1 ص42 ، في حديثه عن محمد بن عبد الوهاب: (حتى أن بعض أتباعه كان يقول: عصاي هذه خير من محمد ، لأنها ينتفع بها في قتل الحية ونحوها ، ومحمد قد مات ولم يبق فيه نفع أصلاً !!) . انتهى.
وقد نقله أيضاً الشيخ الزهاوي شيخ الأحناف في العراق ، في كتابه الفجر الصادق ص 18 . والشيخ أبو حامد الإستانبولي من علماء الأحناف في تركيا في كتابه التوسل بالنبي وجهلة الوهابيين ص245 ، والسيد محسن الأمين من علماء الشيعة في كتابه كشف الإرتياب ص 127.
واعتقاد أتباع ابن تيمية بأن النبي(ص) بعد وفاته لاينفع ، ثابتٌ عليهم لايحتاج الى رواية مسندة عن ابن عبد الوهاب ولاغيره ، لأن ذلك عقيدتهم الى اليوم ، وعليه يرتكز تحريمهم التوسل بالنبي' وكل الأموات ، ولئن سألت أي شيخ منهم هل ينفع النبي'اليوم، يدور ويلف ولا يقول ينفع ! بينما يجوزون التوسل بأي شخص حي ، ولو كان كافراً بوالاً على عقبيه !
أما قولهم كيف يسمع المعصوم(ص) ، النبي أو الإمام السلام والتوسل في وقت واحد ، فسلْهُمْ كيف تُعرض أعمال العباد على النبي(ص) والمؤمنين في وقت واحد كما قال الله تعالى: ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ . التوبة:105 )
إنه لابد لنا أن نرفع مستوى تصورنا لفعاليات الله تعالى في الكون ، والأنظمة الراقية لأفعاله عز وجل ، ونحن نرى إعجاز هذه الأنظمة- فضلاً عن إعجاز نفس الفعل - في فعله في مخلوقاته من الذرة الى المجرة !
وعندما نرفع مستوى فهمنا للفعاليات الربانية في الكون ، ترتفع نظرتنا لما يعطيه الله تعالى من إمكانات لنبينا(ص) في عرض أعمال أمته عليه ، وتصور دوره فيها !
وكذلك الأمر في المؤمنين الذين يرون أعمالنا ، وهم الأئمة المعصومون صلوات الله عليهم .
إن الذي جعلهم شهداء وأعطاهم حق مشاهدة أعمالنا ، أو أمرهم بذلك ، لا بد أن يعطيهم وسائل ذلك وييسره لهم .