في ذكرى مولد الامام المنتظر (عج) المرجع الديني الامام
الشيرازي دام ظله يلتقي جمعاً من الأخوات المؤمنات

التقى سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله جمعاً من النساء المؤمنات في بيته المكرم، وذلك بمناسبة ذكرى ولادة الإمام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، وقد ألقى فيهن كلمة قيمة جاء فيها:
إنما يحظى الإنسان بالتقرب من إمام الزمان سلام الله عليه إذا ما عمل عملاً يطابق أوامر الإمام ونواهيه، وأحكام الإسلام، وأخلاقه وآدابه الإسلامية. وقد روي عنه عجل الله تعالى فرجه: «فليعمل كل امرئٍ منكم بما يقرب به من محبتنا».[1]
وقال سماحة المرجع: إن المحبة والتعلق بشخص الإمام أمر مطلوب، ولكنه غير كافٍ للتقرب منه، وإنما الالتزام بما أمر به هو الذي يجعل الفرد مستظلاً بكرم الإمام، وهو المقياس الذي يخضع له القرب منه عليه الصلاة والسلام.
وأكد دام ظله: إن باستطاعة المرأة أن تكون أفضل امرأة وبمختلف الظروف، كما بمقدورها أن تتحول إلى أسوأ أمرأة، وفي الظروف نفسها. لاسيما وأن العقل عبارة عن طاقة زود الله بها كل رجل وامرأة، وبإمكانهما الاستفادة منه بالطريقة المثلى، كما بإمكانهما تعطيله وتهميش دوره.
وقال سماحته: لقد ضرب الله سبحانه وتعالى مثلاً للمرأة الكافرة والمؤمنة. فبدأ بمثل المرأة الكافرة فقال: «ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط».
فرغم أن هاتين المرأتين كانتا زوجتين لنبيين عظيمين، وكانتا تريان السلوك الصالح لزوجيهما، وكانتا ترافقانهما ليلاً ونهاراً، إلا أنهما بلغتا من السوء ما جعل الله يضرب من موقفيهما وكفرهما مثلاً شيئاً في القرآن الكريم. وفي المقابل قال تعالى: «وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون» التي لم يمنعها ظلم فرعون زوجها وشقاؤه وطغيانه عن الإيمان والارتقاء إلى أعلى درجات الصلاح حتى ضرب الله بها مثلاً صالحاً.
وخاطب سماحته النسوة الحاضرات: إن لكُنّ الكثير من القدوات الصالحات، وأولاهن الصديقة فاطمة الزهراء سلام الله عليها، والثانية الصديقة زينب الحوراء سلام الله عليها، فانظرن إلى سيرتهما كيف كانت مواقفهما وعلاقتهما بالأم والأب والزوج والإخوة والأولاد والأرحام المحارم وغير المحارم..والالتزام بسيرة هاتين الصديقتين القدوتين هو الأمر الوحيد الذي يضمن لكنّ المقام المحمود لدى إمام الزمان عجل الله ظهوره.
وأشار سماحة المرجع الشيرازي إلى أن النساء واللطف بهن كان آخر ما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وآله وصيه أمير المؤمنين سلام الله عليه، وهي الوصية التي أكدها الإمام نفسه على ولديه الحسن والحسين سلام الله عليهما في آخر لحظات حياته الشريفة.. الأمر الذي يشير إلى ما كان النبي ووصيه عليهما وآلهما الصلاة والسلام يكنانه من منزلة رفيعة للمرأة الصالحة المؤمنة. وقد ورد في الأثر عن الإمام الصادق سلام الله عليه : «أكثر أهل الجنة من المستضعفين النساء، علم اللهُ ضعفهن فرحمهن»...[2]
وقال آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله: مهما يكن ذو الأخلاق الصالحة، فهو من أهل الجنة، لأن الأخلاق الفاضلة ذات قدرة على جذب الجنة نحو صاحبها، أما صاحب الأخلاق السيئة؛ فهو يسير باتجاه جهنم، والعياذ بالله، لأن مصير ومثوى هذه الأخلاق جهنم لا محالة!
ومما روي بهذا الصدد أن النبي المصطفى صلى الله عليه وآله أباح دم أحد المشركين ويدعى ابن أبي أمية الذي قال عنه النبي إنه كان أعدى أعدائه وأسوأهم، إذ كان يجمع الجموع ويحرض المشركين ضد المسلمين. ورغم ما كان عليه النبي من خلق عظيم إلا أنه أباح دم هذا الرجل.. وفي فتح مكة جاء ابن أبي أمية إلى أم المؤمنين أم سلمة رضوان الله تعالى عليها وطلب منها أن تتشفع له عند رسول الله صلى الله عليه وآله، فقصدته لهذا الأمر، فقال لها النبي: « إن أخاك كذّبني تكذيباً لم يكذّبني أحد من الناس...»، فقالت له أم سلمة: اصفح عنه يا رسول الله بعظيم أخلاقك... فصفح عنه النبي رغم انتشار خبر هدر دمه بين المسلمين، وبذلك تكون أخلاق النبي المصطفى العظيمة قد غيرت ما كان صدر بحقه من إهدار دم.[3]
وختم سماحة المرجع كلمته: إن لم تقصرن، وعملتن بما تمليه عليكن عقولكن فإنكن ستتقربن من الإمام المنتظر عليه الصلاة والسلام. وما أجمل أن تستفدن من هذه المناسبة العظيمة، مناسبة ولادة الإمام الحجة، فتقطعن على أنفسكن العهد بالاقتداء بقدواتكن الصالحة، والإمام نفسه سيعلم ذلك منكن. كما عليكن بذل المزيد من الجهد والسعي للارتفاع بمستوى أخلاقكن، والالتزام بالواجبات وترك المحرّمات، فعلى مستوى الالتزام يكون القرب من إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف.
________________________________________
[1] الاحتجاج للطبرسي/ج2/ص/498
[2] وسائل الشيعة /ج20/باب 86استحباب اكرام الزوجة و.../ص168
[3] راجع التفاصيل في بحار الأنوار/ج21/باب 26 فتح مكة /ص114
المصدر: « alshirazi.com »
الشيرازي دام ظله يلتقي جمعاً من الأخوات المؤمنات

التقى سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله جمعاً من النساء المؤمنات في بيته المكرم، وذلك بمناسبة ذكرى ولادة الإمام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، وقد ألقى فيهن كلمة قيمة جاء فيها:
إنما يحظى الإنسان بالتقرب من إمام الزمان سلام الله عليه إذا ما عمل عملاً يطابق أوامر الإمام ونواهيه، وأحكام الإسلام، وأخلاقه وآدابه الإسلامية. وقد روي عنه عجل الله تعالى فرجه: «فليعمل كل امرئٍ منكم بما يقرب به من محبتنا».[1]
وقال سماحة المرجع: إن المحبة والتعلق بشخص الإمام أمر مطلوب، ولكنه غير كافٍ للتقرب منه، وإنما الالتزام بما أمر به هو الذي يجعل الفرد مستظلاً بكرم الإمام، وهو المقياس الذي يخضع له القرب منه عليه الصلاة والسلام.
وأكد دام ظله: إن باستطاعة المرأة أن تكون أفضل امرأة وبمختلف الظروف، كما بمقدورها أن تتحول إلى أسوأ أمرأة، وفي الظروف نفسها. لاسيما وأن العقل عبارة عن طاقة زود الله بها كل رجل وامرأة، وبإمكانهما الاستفادة منه بالطريقة المثلى، كما بإمكانهما تعطيله وتهميش دوره.
وقال سماحته: لقد ضرب الله سبحانه وتعالى مثلاً للمرأة الكافرة والمؤمنة. فبدأ بمثل المرأة الكافرة فقال: «ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط».
فرغم أن هاتين المرأتين كانتا زوجتين لنبيين عظيمين، وكانتا تريان السلوك الصالح لزوجيهما، وكانتا ترافقانهما ليلاً ونهاراً، إلا أنهما بلغتا من السوء ما جعل الله يضرب من موقفيهما وكفرهما مثلاً شيئاً في القرآن الكريم. وفي المقابل قال تعالى: «وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون» التي لم يمنعها ظلم فرعون زوجها وشقاؤه وطغيانه عن الإيمان والارتقاء إلى أعلى درجات الصلاح حتى ضرب الله بها مثلاً صالحاً.
وخاطب سماحته النسوة الحاضرات: إن لكُنّ الكثير من القدوات الصالحات، وأولاهن الصديقة فاطمة الزهراء سلام الله عليها، والثانية الصديقة زينب الحوراء سلام الله عليها، فانظرن إلى سيرتهما كيف كانت مواقفهما وعلاقتهما بالأم والأب والزوج والإخوة والأولاد والأرحام المحارم وغير المحارم..والالتزام بسيرة هاتين الصديقتين القدوتين هو الأمر الوحيد الذي يضمن لكنّ المقام المحمود لدى إمام الزمان عجل الله ظهوره.
وأشار سماحة المرجع الشيرازي إلى أن النساء واللطف بهن كان آخر ما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وآله وصيه أمير المؤمنين سلام الله عليه، وهي الوصية التي أكدها الإمام نفسه على ولديه الحسن والحسين سلام الله عليهما في آخر لحظات حياته الشريفة.. الأمر الذي يشير إلى ما كان النبي ووصيه عليهما وآلهما الصلاة والسلام يكنانه من منزلة رفيعة للمرأة الصالحة المؤمنة. وقد ورد في الأثر عن الإمام الصادق سلام الله عليه : «أكثر أهل الجنة من المستضعفين النساء، علم اللهُ ضعفهن فرحمهن»...[2]
وقال آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله: مهما يكن ذو الأخلاق الصالحة، فهو من أهل الجنة، لأن الأخلاق الفاضلة ذات قدرة على جذب الجنة نحو صاحبها، أما صاحب الأخلاق السيئة؛ فهو يسير باتجاه جهنم، والعياذ بالله، لأن مصير ومثوى هذه الأخلاق جهنم لا محالة!
ومما روي بهذا الصدد أن النبي المصطفى صلى الله عليه وآله أباح دم أحد المشركين ويدعى ابن أبي أمية الذي قال عنه النبي إنه كان أعدى أعدائه وأسوأهم، إذ كان يجمع الجموع ويحرض المشركين ضد المسلمين. ورغم ما كان عليه النبي من خلق عظيم إلا أنه أباح دم هذا الرجل.. وفي فتح مكة جاء ابن أبي أمية إلى أم المؤمنين أم سلمة رضوان الله تعالى عليها وطلب منها أن تتشفع له عند رسول الله صلى الله عليه وآله، فقصدته لهذا الأمر، فقال لها النبي: « إن أخاك كذّبني تكذيباً لم يكذّبني أحد من الناس...»، فقالت له أم سلمة: اصفح عنه يا رسول الله بعظيم أخلاقك... فصفح عنه النبي رغم انتشار خبر هدر دمه بين المسلمين، وبذلك تكون أخلاق النبي المصطفى العظيمة قد غيرت ما كان صدر بحقه من إهدار دم.[3]
وختم سماحة المرجع كلمته: إن لم تقصرن، وعملتن بما تمليه عليكن عقولكن فإنكن ستتقربن من الإمام المنتظر عليه الصلاة والسلام. وما أجمل أن تستفدن من هذه المناسبة العظيمة، مناسبة ولادة الإمام الحجة، فتقطعن على أنفسكن العهد بالاقتداء بقدواتكن الصالحة، والإمام نفسه سيعلم ذلك منكن. كما عليكن بذل المزيد من الجهد والسعي للارتفاع بمستوى أخلاقكن، والالتزام بالواجبات وترك المحرّمات، فعلى مستوى الالتزام يكون القرب من إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف.
________________________________________
[1] الاحتجاج للطبرسي/ج2/ص/498
[2] وسائل الشيعة /ج20/باب 86استحباب اكرام الزوجة و.../ص168
[3] راجع التفاصيل في بحار الأنوار/ج21/باب 26 فتح مكة /ص114
المصدر: « alshirazi.com »
تعليق