ساعة الورد والياسمين..
إلى الاستشهادية البطلة هنادي جرادات في الذكرى السنوية الأولى لاصطفائها
محمد الفاتح*
أي جزءٍ من بلادي..
أنت يا ظلُ هنادي؟!
أنت وسعُ الكونِ
عطرُ الأرضِ
"هبةُ" الشعبِ
أسرارُ السماواتِ
مدارُ الروحِ من حول الخريطةِ
بردةُ التوحيدِ
لا روب المحاماةِ..
**
أي جرحٍ في فؤادي..
أنت يا طهرُ بلادي؟
يا غزالَ البحرِ
يا ألقَ العصافيرِ
ويا سربَ الملائكةِ المطلِ من السحابِ
ليقطف الليمونَ والنعناعَ
من سرِ الصلاةِ على النبيِّ
ومن تسابيحِ النوارسِ فوق هذا الأزرق الدموي
**
أي ثوبٍ لحدادي
طرزته الريحُ وشماً في سماءِ القلبِ
شمساً لعيونكِ يا هنادي؟!
يا تفاريحَ بلادي
من يدافعُ عن صهيلِ الأرضِ؟!
من يمشي على رمشيْ؟!
ويسندُ ظهرهَ لجحافلِ الإفرنجِ
أعيُنها على بردى
فأبصرُ في مرايا الموتِ نعشي
حبةً من قمح جديْ..
كسرة من خبز أميْ..
أقحواناً من دم الشهداءِ
حزناً من هوى الشعراءِ
وحشاً يحصد الوردَ وأطفال الحجارةِ
يزرعُ الموتَ سياجاً للحداثةِ
ينشر الرعبَ طقوساً للحضارةْ..
**
أي فجرٍ لجهادي
يبزغُ الآن حياةً لهنادي
بسمة الثلجِ
كنسمةِ الصبحِ
كزهرةِ اللوزِ
كوردة الجرح تغفوْ على صدرِ حيفا
حصاناً يطير على شكل رمحٍ
وطيف حمامة..
على شاطئ البحرِ
على قمةِ الكرمل الليلكي
يُطيّرُ قرآنُها سرب العصافيرِ فوق الغمامةِ
لا شيء يمنعُها الآنَ من فرحةِ الموتِ
لا علَم يكفي لفكِ رموز الشهادةِ
ولا الهندسةُ الورائيةُ
تدركُ كيمياءَ العناصرِ
في العشقِ الإلهيِ
وسرِ انفجار الجسدِ
فناءً وحباً لمالكِ الكونِ والكائنات،
الأحد الصمد..
لفاتقِ الأرضِ من تحت أقدامنا مرتينِ
ليعلوَ فينا علوُ الغزاة
ويدخلُ الفاتحون إلى القدسِ في كرتين..
لا شيءَ يمنعُها الآنَ أن ترجع للنهرِ،
نهرِ الحياةِ
وترويْ حقولَ البنفسجِ دمعَ الحنينِ
لفاديْ..
لصالحَ..
للعاشقينَ..
لا شيء يمنعُها الآنَ أن تكتبَ باسميهما ساعةَ الوردِ والياسمين
كي ما تعانق روح الغريبين في زفة العُمر
على موج الزغاريد بناتُ جنين
لا شيء يمنعها الآن أن تحثوْ الترابَ بوجهِ الطغاةِ
وتسطعُ في الليل نجماً يبددُ هذا الضياعِ
ويسقطُ بالنار زيفَ القناع..
لا شيء يمنعها الآن أن تفقأ عينَ الغريبِ
وتعطيه درساً بفن الحروب..
لا شيء يمنعها الآن أن تعلن في كبسة زرٍ:
هنا يُختتم الكلامُ..
هنا ينتصر الحمامُ..
هنا ينهضُ السيفُ الذي نامَ من ألف عام!
(*) هذه القصيدة كتبها محمد الفاتح قبل حوالي عام بعد أن نفذت الاستشهادية البطلة هنادي جرادات عمليتها الاستشهادية المدوية في مدينة حيفا بتاريخ 4/10/2003م وقد رأينا نشرها تكريماً للشهيدة في ذكراها السنوية الأولى.
المصدر : خاص نداء القدس 06/10/2004 ، 10:40
إلى الاستشهادية البطلة هنادي جرادات في الذكرى السنوية الأولى لاصطفائها
محمد الفاتح*
أي جزءٍ من بلادي..
أنت يا ظلُ هنادي؟!
أنت وسعُ الكونِ
عطرُ الأرضِ
"هبةُ" الشعبِ
أسرارُ السماواتِ
مدارُ الروحِ من حول الخريطةِ
بردةُ التوحيدِ
لا روب المحاماةِ..
**
أي جرحٍ في فؤادي..
أنت يا طهرُ بلادي؟
يا غزالَ البحرِ
يا ألقَ العصافيرِ
ويا سربَ الملائكةِ المطلِ من السحابِ
ليقطف الليمونَ والنعناعَ
من سرِ الصلاةِ على النبيِّ
ومن تسابيحِ النوارسِ فوق هذا الأزرق الدموي
**
أي ثوبٍ لحدادي
طرزته الريحُ وشماً في سماءِ القلبِ
شمساً لعيونكِ يا هنادي؟!
يا تفاريحَ بلادي
من يدافعُ عن صهيلِ الأرضِ؟!
من يمشي على رمشيْ؟!
ويسندُ ظهرهَ لجحافلِ الإفرنجِ
أعيُنها على بردى
فأبصرُ في مرايا الموتِ نعشي
حبةً من قمح جديْ..
كسرة من خبز أميْ..
أقحواناً من دم الشهداءِ
حزناً من هوى الشعراءِ
وحشاً يحصد الوردَ وأطفال الحجارةِ
يزرعُ الموتَ سياجاً للحداثةِ
ينشر الرعبَ طقوساً للحضارةْ..
**
أي فجرٍ لجهادي
يبزغُ الآن حياةً لهنادي
بسمة الثلجِ
كنسمةِ الصبحِ
كزهرةِ اللوزِ
كوردة الجرح تغفوْ على صدرِ حيفا
حصاناً يطير على شكل رمحٍ
وطيف حمامة..
على شاطئ البحرِ
على قمةِ الكرمل الليلكي
يُطيّرُ قرآنُها سرب العصافيرِ فوق الغمامةِ
لا شيء يمنعُها الآنَ من فرحةِ الموتِ
لا علَم يكفي لفكِ رموز الشهادةِ
ولا الهندسةُ الورائيةُ
تدركُ كيمياءَ العناصرِ
في العشقِ الإلهيِ
وسرِ انفجار الجسدِ
فناءً وحباً لمالكِ الكونِ والكائنات،
الأحد الصمد..
لفاتقِ الأرضِ من تحت أقدامنا مرتينِ
ليعلوَ فينا علوُ الغزاة
ويدخلُ الفاتحون إلى القدسِ في كرتين..
لا شيءَ يمنعُها الآنَ أن ترجع للنهرِ،
نهرِ الحياةِ
وترويْ حقولَ البنفسجِ دمعَ الحنينِ
لفاديْ..
لصالحَ..
للعاشقينَ..
لا شيء يمنعُها الآنَ أن تكتبَ باسميهما ساعةَ الوردِ والياسمين
كي ما تعانق روح الغريبين في زفة العُمر
على موج الزغاريد بناتُ جنين
لا شيء يمنعها الآن أن تحثوْ الترابَ بوجهِ الطغاةِ
وتسطعُ في الليل نجماً يبددُ هذا الضياعِ
ويسقطُ بالنار زيفَ القناع..
لا شيء يمنعها الآن أن تفقأ عينَ الغريبِ
وتعطيه درساً بفن الحروب..
لا شيء يمنعها الآن أن تعلن في كبسة زرٍ:
هنا يُختتم الكلامُ..
هنا ينتصر الحمامُ..
هنا ينهضُ السيفُ الذي نامَ من ألف عام!
(*) هذه القصيدة كتبها محمد الفاتح قبل حوالي عام بعد أن نفذت الاستشهادية البطلة هنادي جرادات عمليتها الاستشهادية المدوية في مدينة حيفا بتاريخ 4/10/2003م وقد رأينا نشرها تكريماً للشهيدة في ذكراها السنوية الأولى.
المصدر : خاص نداء القدس 06/10/2004 ، 10:40
تعليق