باسمه تعالى والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وعلى آله
من الامثلة السائرة ماارسله لبيد:
ذهب الذين يعاش في اكنافهم .......وبقيت في خلف كالجلد الاجرب
يقال فلان في كنف فلان :اي في ناحيته وخيره .
وجلد الاجرب من الجمال لا ينتفع به
حكي ان لبيد بن ربيعة العامري الانصاري عاش في الجاهلية ستين سنة وفي الاسلام ستين اخرى .وانه ابن اسرة عرفت بالندى وشدة البأس .فابوه ربيعة المعترين .وعمه ملاعب الاسنة .انشأ قصيدته التي افتتح بها قصائده في هجوالربيع بن زياد.وقد عض من قيمة العامريين عند النعمان ابن المندر .وكانت هذه القصيدة سبب ابعادالربيع من القصرونفرة الملك منه.
حكى ابن دريد :ان لبيداكان من المعمرين عاش مائة وخمسا واربعين سنة عاش فيها تسعين في الجاهلية وخمسا وخمسين في الاسلام
حتى قال :
ولقد سئمت من الحياة وطولها ......وقول هذا الناس كيف لبيد
واختلف المؤرخون في اسلامه فمنهم من قال بانه اقبل على حبيب القلوب سيدنا محمدفي وفد من قومه فاسلم وحسن اسلامه .وزعمواايضا بانه لم يقل في الاسلام الا بيتا واحداوهو قوله:
الحمدلله اذ لم يأت اجلي .....حتى لبست من الاسلام سربالا
ولذا عدوه في الشعراء الجاهليين لانه اعتزل الشعر بعد اسلامه وحفظ القرآن واشتغل به عن رقية ابليس كما يقولون ..!!
(السربال في العربية :مايلبس من قميص اودرع )وقد عزا بعض اهل البحث هذا البيت الى سلولي من المعمرين
ومنهم من زعم موته على جاهليته واستند الى قوله لبنتيه :
فقوما وقولا بالذي قد علمتما ......ولا تخمشا خدا ولا تحلقا شعر
الى الحول ثم اسم السلام عليكما ....ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
وهذه الابيات قد فسرها بعض المتأدبين من المتسلفة على انها دعوة للنياحة ولكنه غاب عنه ان النياحة المنهي عنها شرعا. والبكاء المرخص فيه شرعا غيرمتلازمين فالنبي الامين قد بكى وليده ابراهيم وبكت البتول اباها كما في البخاري ولم ينتهها عن ذلك .اما قولهم ان الصحيح قد اوردفيه عن النبي (ص)ان النبي يعذب ببكاء اهله فهذا حديث رده الصحابة في زمنهم وهو مخالف للنص القطعي من كتاب الله عزوجل (ولاتزر وازرلة وزر اخرى)كما ان علماء الحديث قد خصوه بمن امر اهله بذلك .
والنياحة هي عمل مخل بنظام الحياة السليمة لانها تتنافى مع كمال الانسان واستوائه. وتتجافى عن مقتضى الغقيدة في الرضا بالقضاء والقدر. ولانها جامعة للكذب في تعداد محاسن الميت وتزكيته.كماانها تصطحب بسلوكات منفرة من لطم الخدود وخمش الوجوه وضرب الارداف وشق الجيوب.ولي بحث في هذا الموضوع ناقشت فيه قضية ارتباط الشرع في مقدمة الوحي بالاوضاع السائدة في المجتمع الجاهلي وهي جزء لا يتجزأعن نظامه الفكري. وان مايمارسه المسلمون مماهوشبيه لهم يجب ان يفسر في اطار النظام الفكري للامة.فلا يجوز ان تفسر الظواهر الدينية كمفردات خارجة عن النسق العام للامة .كما اشرت الى سؤال اخر مشروع في زمن تتحرك فيه العقول لعقلنة الممارسات الدينية والتعبدية...اهل يحق للانسان ان يعذب نفسه..اما باللطم اوالضرب اذا كان ذلك لايؤدي الى اتلاف عضومن اعضائه ...؟ اوامابالسهر والصيام والبكاء وقراءة القرآن..؟
اما البكاء على الميت لرقة اورحمة عليه خاليا من المحذورات الشرعية فهو دليل على وداعة الانسان ورحمته .
اما قول لبيد لابنتيه فلا يعدوان يخرج على عادة العرب في اشعارهم وقد كثر مانرى في العلوم الشرعيةمصطلح( خرج مخرج الغالب ) فهذا الكلام ربما جارى فيه العرب في عاداتهم .او ساح به التفكير في فضاء الوجود .والشعراء لايلامون على سرح عقولهم وخيالاتهملاقتناص الصور البلاغية في متاهات الحياة.
وهلا لمسنا الفرق بينه وبين قول طرفة بن العبد
فان امت فانعيني بماانا اهله ... وشقي علي الجيب ياابنة معبد
واين نحن من ابيات نسبت اليه. الاتشقع له عندنا فنترك حاله لربه قال :
ان تقوى ربنا خير نفل ... وباذن الله ريثي وعجل
وقال في رثاء النعمان في قصيدة مطلعها
الا لا تسألان المرء ماذا يحاول........انحب فيقضى ام ضلا ل وباطل
....
وكل اناس سوف تدخل بينهم..........دويهية تصفر منها الانامل
والدويهية الموت
وقال :
وما المال والاهلون الاودائع ....ولابد يوما ان ترد الودائع
وما المرء الا كالشهاب وضوئه.... يحور يوما بعد اذهو ساطع
فهذا هو لبيد كما وصفه احمد الزيات: ضافي الجود وافر اللب نبيل النفس جم المروءة مشبع القلب
فسالت اخلاقه وعواطفه في شعره وتمثات معاني النبل والكرم في فخره
مات في زمن معاوية وقد كان هم ان ينقص عطاءه في حياته فارسل اليه ((انما انا هامة اليوم اوغد فاعرني اسمها فلعلي ان لا اقبضها )) فمات قبل ان يقبضها وجاءت بنتاه مجلس ابي جعفر تؤبناه فلا تألوان فبقيتا على ذلك حولا كاملا ثم كفتا
يقال اناهامة اليوم او الغد بمعنى اي اموت اليوم اوةغدا
يقال ابنه والتابين الثناء على الشخص بعد موته .
والله الموفق اتمنى اليشجيع من قبلكم
من الامثلة السائرة ماارسله لبيد:
ذهب الذين يعاش في اكنافهم .......وبقيت في خلف كالجلد الاجرب
يقال فلان في كنف فلان :اي في ناحيته وخيره .
وجلد الاجرب من الجمال لا ينتفع به
حكي ان لبيد بن ربيعة العامري الانصاري عاش في الجاهلية ستين سنة وفي الاسلام ستين اخرى .وانه ابن اسرة عرفت بالندى وشدة البأس .فابوه ربيعة المعترين .وعمه ملاعب الاسنة .انشأ قصيدته التي افتتح بها قصائده في هجوالربيع بن زياد.وقد عض من قيمة العامريين عند النعمان ابن المندر .وكانت هذه القصيدة سبب ابعادالربيع من القصرونفرة الملك منه.
حكى ابن دريد :ان لبيداكان من المعمرين عاش مائة وخمسا واربعين سنة عاش فيها تسعين في الجاهلية وخمسا وخمسين في الاسلام
حتى قال :
ولقد سئمت من الحياة وطولها ......وقول هذا الناس كيف لبيد
واختلف المؤرخون في اسلامه فمنهم من قال بانه اقبل على حبيب القلوب سيدنا محمدفي وفد من قومه فاسلم وحسن اسلامه .وزعمواايضا بانه لم يقل في الاسلام الا بيتا واحداوهو قوله:
الحمدلله اذ لم يأت اجلي .....حتى لبست من الاسلام سربالا
ولذا عدوه في الشعراء الجاهليين لانه اعتزل الشعر بعد اسلامه وحفظ القرآن واشتغل به عن رقية ابليس كما يقولون ..!!
(السربال في العربية :مايلبس من قميص اودرع )وقد عزا بعض اهل البحث هذا البيت الى سلولي من المعمرين
ومنهم من زعم موته على جاهليته واستند الى قوله لبنتيه :
فقوما وقولا بالذي قد علمتما ......ولا تخمشا خدا ولا تحلقا شعر
الى الحول ثم اسم السلام عليكما ....ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
وهذه الابيات قد فسرها بعض المتأدبين من المتسلفة على انها دعوة للنياحة ولكنه غاب عنه ان النياحة المنهي عنها شرعا. والبكاء المرخص فيه شرعا غيرمتلازمين فالنبي الامين قد بكى وليده ابراهيم وبكت البتول اباها كما في البخاري ولم ينتهها عن ذلك .اما قولهم ان الصحيح قد اوردفيه عن النبي (ص)ان النبي يعذب ببكاء اهله فهذا حديث رده الصحابة في زمنهم وهو مخالف للنص القطعي من كتاب الله عزوجل (ولاتزر وازرلة وزر اخرى)كما ان علماء الحديث قد خصوه بمن امر اهله بذلك .
والنياحة هي عمل مخل بنظام الحياة السليمة لانها تتنافى مع كمال الانسان واستوائه. وتتجافى عن مقتضى الغقيدة في الرضا بالقضاء والقدر. ولانها جامعة للكذب في تعداد محاسن الميت وتزكيته.كماانها تصطحب بسلوكات منفرة من لطم الخدود وخمش الوجوه وضرب الارداف وشق الجيوب.ولي بحث في هذا الموضوع ناقشت فيه قضية ارتباط الشرع في مقدمة الوحي بالاوضاع السائدة في المجتمع الجاهلي وهي جزء لا يتجزأعن نظامه الفكري. وان مايمارسه المسلمون مماهوشبيه لهم يجب ان يفسر في اطار النظام الفكري للامة.فلا يجوز ان تفسر الظواهر الدينية كمفردات خارجة عن النسق العام للامة .كما اشرت الى سؤال اخر مشروع في زمن تتحرك فيه العقول لعقلنة الممارسات الدينية والتعبدية...اهل يحق للانسان ان يعذب نفسه..اما باللطم اوالضرب اذا كان ذلك لايؤدي الى اتلاف عضومن اعضائه ...؟ اوامابالسهر والصيام والبكاء وقراءة القرآن..؟
اما البكاء على الميت لرقة اورحمة عليه خاليا من المحذورات الشرعية فهو دليل على وداعة الانسان ورحمته .
اما قول لبيد لابنتيه فلا يعدوان يخرج على عادة العرب في اشعارهم وقد كثر مانرى في العلوم الشرعيةمصطلح( خرج مخرج الغالب ) فهذا الكلام ربما جارى فيه العرب في عاداتهم .او ساح به التفكير في فضاء الوجود .والشعراء لايلامون على سرح عقولهم وخيالاتهملاقتناص الصور البلاغية في متاهات الحياة.
وهلا لمسنا الفرق بينه وبين قول طرفة بن العبد
فان امت فانعيني بماانا اهله ... وشقي علي الجيب ياابنة معبد
واين نحن من ابيات نسبت اليه. الاتشقع له عندنا فنترك حاله لربه قال :
ان تقوى ربنا خير نفل ... وباذن الله ريثي وعجل
وقال في رثاء النعمان في قصيدة مطلعها
الا لا تسألان المرء ماذا يحاول........انحب فيقضى ام ضلا ل وباطل
....
وكل اناس سوف تدخل بينهم..........دويهية تصفر منها الانامل
والدويهية الموت
وقال :
وما المال والاهلون الاودائع ....ولابد يوما ان ترد الودائع
وما المرء الا كالشهاب وضوئه.... يحور يوما بعد اذهو ساطع
فهذا هو لبيد كما وصفه احمد الزيات: ضافي الجود وافر اللب نبيل النفس جم المروءة مشبع القلب
فسالت اخلاقه وعواطفه في شعره وتمثات معاني النبل والكرم في فخره
مات في زمن معاوية وقد كان هم ان ينقص عطاءه في حياته فارسل اليه ((انما انا هامة اليوم اوغد فاعرني اسمها فلعلي ان لا اقبضها )) فمات قبل ان يقبضها وجاءت بنتاه مجلس ابي جعفر تؤبناه فلا تألوان فبقيتا على ذلك حولا كاملا ثم كفتا
يقال اناهامة اليوم او الغد بمعنى اي اموت اليوم اوةغدا
يقال ابنه والتابين الثناء على الشخص بعد موته .
والله الموفق اتمنى اليشجيع من قبلكم
تعليق