إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

لماذا في رمضان

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا في رمضان

    [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
    [/grade]

    الورقة الأولى / المقدمة

    قال تعالى ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ))

    ويقول نبي الرحمة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:أُعطيت أمتي في شهر رمضان خمس خصال لم يُعطاها أحد قبلهن :
    خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك .
    وتستغفر له الملائكة حتى يفطر .
    وتُصفّد فيه مردة الشياطين ، فلا يصلوا فيه الى ما كانوا يصلون في غيره .
    ويزيّن الله عزّ وجلّ في كل يوم جنّته ويقول : يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك .
    ويُغفر لهم في آخر ليلة منه .
    قيل يا رسول الله!..أي ليلة ؟..القدر ؟..قال : لا ، ولكن العامل إنما يُوفّى أجره إذا انقضى عمله.
    ص349 - النوادر

    وعن الحسن بن علي عليهم السلام جاء نفرٌ من اليهود إلى رسول الله ، فسأله أعلمهم عن مسائل ، فكان فيما سأله أن قال : لأي شيءٍ فرض الله عزّ وجلّ الصوم على أمتك بالنهار ثلاثين يوماً ، وفرض على الأمم السالفة أكثر من ذلك ؟..
    فقال النبي : إنّ آدم لما أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوماً ، ففرض الله على ذريته ثلاثين يوماً الجوع والعطش ، والذي يأكلونه تفضّلٌ من الله عزّ وجلّ عليهم ، وكذلك كان على آدم ، ففرض الله ذلك على أمتي ، ثم تلا رسول الله هذه الآية :
    ((كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ، أياما معدودات)). قال اليهودي : صدقت يا محمد ، فما جزاء من صامها ؟..فقال النبي : ما من مؤمنٍ يصوم شهر رمضان احتساباً ، إلا أوجب الله له سبع خصالٍ :
    أولها : يذوب الحرام من جسده ، والثانية : يقرب من رحمة الله ، والثالثة : يكون قد كفّر خطيئة أبيه آدم ، والرابعة : يهوّن الله عليه سكرات الموت ، والخامسة : أمانٌ من الجوع والعطش يوم القيامة ، والسادسة : يعطيه الله براءةً من النار ، والسابعة : يطعمه الله من طيبات الجنة .
    قال : صدقت يا محمد . الخصال 2/107 ، أمالي الصدوق ص116 ، العلل 2/66

    بعد أيام قليلة يستقبل العالم الإسلامي شهر فضيل هو من أفضل الشهور عند الله عزوجل شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن،وهو شهر الرحمة والمغفرة ومضاعفة الأجر والثواب وقبول التوبة وما به من نفحات روحية يستمدها المؤمن من عطايا هذا الشهر الفضيل وقد خص رب العزة والجلالة هذا الشهر بليلة هي أفضل من ألف شهر وهي ليلة القدر ((إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ‘‘ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ‘‘ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ‘‘ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ‘‘ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)) ، فيقدر الله فيها حوادث السنة من الليلة إلى مثلها من قابل من حياة و موت و رزق و سعادة و شقاء و غير ذلك.

    و شهر رمضان هو شهر ضيافة - حقيقة لا مجازا - فالمضيف هو رب العزة والجلالة والضيف هو أنت أيه الإنسان الخطأ صاحب الذنوب والدواهي العظمى،وهذا الشهر هو باب مفتوح لكل من أراد أن تشمله سفرة المُضيف، ومن هنا سهل على الضيف أن يحصل على عطايا من المضيف ، لا يمكن الحصول عليها منه خارج دائرة الضيافة أو بالأحرى هو سهل وممكن في هذا الشهر في غيره من الشهور ولكن بقاعدة أساسية التي وضحها لنا الرسول الأعظم محمد عندما سأله امير المؤمنين
    يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟.. فقال :
    يا أبا الحسن !.. أفضل الأعمال في هذا الشهر : الورع عن محارم الله عز وجل

    ونحن نقرأ في دعاء شهر رمضان المبارك في الليلة الأولى منه:{ أنا ومن لم يعصك سكان أرضك،فكن علينا بالفضل جوادا}..فالعبد في هذا الدعاء يخلط نفسه بالطائعين،بدعوى أنه( يجمعه ) وإياهم سكنى الأرض الواحدة ، ليستنـزل الرحمة الإلهية العائدة للجميع ..وبذلك يتحايل العبد ليجد وصفا يجمعه مع المطيعين ، ولو كان السكنى في مكان واحد ..وكذلك الأمر عند الاجتماع في مكان واحد ، وزمان واحد في أداء الطاعة ، كالحج وصلاة الجماعة والجهاد ومجالس إحياء ذكر أهل البيت ، فان الهيئة ( الجماعية ) للطاعة من موجبات ( تعميم ) الرحمة ..وقد ورد في الحديث: { إن الملائكة يمرون على حلق الذكر ، فيقومون على رؤسهم ويبكون لبكائهم ، ويؤمّنون على دعائهم…فيقول الله سبحانه :إني قد غفرت لهم وآمنتهم مما يخافون ، فيقولون: ربنا إن فيهم فلانا وإنه لم يذكرك ، فيقول الله تعالى: قد غفرت له بمجالسته لهم ، فإن الذاكرين من لا يشقى بهم جليسهم } البحار-ج75ص468 .
    وفي مانقل عن الإمام العسكري :لما كلم الله عز وجل موسى بن عمران قال موسىوهو حديث طويل نختصر منه ما يناسب سياق الحديث)
    قال : إلهي !.. فما جزاء من صام شهر رمضان لك محتسبا ؟.. قال : يا موسى!.. أقيمه يوم القيامة مقاما لا يخاف فيه .
    قال : إلهي !.. فما جزاء من صام شهر رمضان يريد به الناس ؟.. قال :
    يا موسى!.. ثوابه كثواب من لم يصمه .أمالي الصدوق ص328 .
    وفي وصية الإمام علي لأبنائه الله الله في شهر رمضان !.. فإن صيامه جُنة من النار .

    وفي ماورد عن أخبار الإمام زين العابدين قال الصادق : كان علي بن الحسين إذا كان شهر رمضان لم يتكلم إلا بالدعاء والتسبيح والاستغفار والتكبير ، فإذا أفطر قال : اللهّم إن شئت أن تفعلَ فعلتَ .ص65
    المصدر: الكافي 4/88

    وما ورد في فضل هذا الشهر كثير لا يسمح به المجال،فقد اوردنا هذا الندر اليسير لبيان عظمته وأهميته وكيف كان هذا الشهر الفضيل ضيفاً عزيزاً على الأمة الإسلامية عندما كانت بالفعل هي الأمة التي مدحها الله في كتابه العزيز بقوله[كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ]،ولكن الحال تغير الأن فأصبح الناس في وادٍ وشهر رمضان في وادٍ أخر.

    [grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]فترقبوا الورقة الثانية بعنوان:[/grade]
    شهر رمضان والقنوات الفضائية:

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
    احسنت الجهود وبارك الله فيك
    تقبله الله بقبول حسن بحق محمد واله الاخيار
    وننتظر الورقه الثانيه
    وفقنا الله واياك لطاعة الله ونيل رضاه والفوز بجنته
    خالص التحيات والتقدير

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك اخي وجعله الله في ميزان اعمالك الصالحه...

      وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال..

      نسالكم الدعاء

      ومبارك عليكم الشهر

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

        فدك ام أبيها / نور الزهراء

        شكراً على ردودكم الطيبة وكل عام وانتم بخير،ووفقكم الله وجميع المؤمنين لصيام وقيام شهر رمضان وبلغكم الله فيه ليلة القدر إنشاء الله.


        الورقة الثانية / القنوات الفضائية ،،،


        في ما ورد عن رسول الله محمد أنه خطب في الناس خطبةً إستقبل بها المسلمين شهر رمضان المبارك ومن خلال هذه الخطبة أوضح رسول الله محمد الخطوط العريضة في كيفية إستغلال هذا الشهر بكل ما للعبادة من معنى، [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]فقد قال رسول الله محمد:[/grade]أيها الناس إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة ، شهر هو عند الله أفضل الشهور ، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي ، وساعاته أفضل الساعات ، وهو شهر دعيتم فيها إلى ضيافة الله ، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله ، أنفاسكم فيه تسبيح ، ونومكم فيه عبادة ، وعملكم فيه مقبول ، ودعائكم فيه مستجاب ، فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه ، فأن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم،حتى قال:أيها الناس إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة فاسألوا ربكم أن لا يغلقها عليكم ، وأبواب النيران مغلقة فاسألوا ربكم أن لا يفتحها عليكم ، والشياطين مغلولة فاسألوا ربكم أن لا يسلطها عليكم .

        ويقول عز وجل في كتابه العزيز ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ))،وهنا رب الأرباب يخبرنا بأهمية شهر رمضان فهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكتاب الذي يُعتير الدستور لهذه الامة والتي أوجب علينا أن نأخذ بها ونعمل بما أنزله الله فيما بين دفتيه،بل الأعظم من ذلك قوله تعالى(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ،،، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ،،،لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ،،، تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ،،،سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ))،وما نستفيده من السورة المباركة هي ليلة القدر أي التقدير يقدر الله فيها حوادث السنة من الليلة إلى مثلها من قابل من حياة و موت و رزق و سعادة و شقاء و غير ذلك .

        فهل نجد ذلك مطبق في قنواتنا الفضائية التي تستغل هذا الشهر الكريم أسوأ وأبشع إستغلال بكل معنى اللهو والبعد عن الذكر والخشوع والعبادة،فقد اصبح شهر رمضان موسماً للقنوات لبث سمومها وخلط الحابل بالنابل بإسم الترفيه وبث البرامج الدينية فتتخللها الدعايات عن المسلسلات المعروضة وتكون أكثر من الوقت البرنامج أو المخصص لشهر رمضان،والأدهى والأمر انك ترى في هذه المسلسلات المعروضة لايوجد بها أي إحترام وتقدير لهذا الشهر الفضيل،فترى الخلاعة والإستهتار بالمشاعر الإنسانية والخواء الفكري والبعد عن المنفعة الروحية هي من سمات وصفات هذه المسلسلات وبرامج المُسابقات،وأكثر من ذلك هي الركائز التي تعتمد عليها هذه المسلسلات وهي :

        [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]- إبعاد الصائم عن الإحساس بأهمية الصوم وما يُريده الله من العبد الصائم أن يتذكره من جوع وعطش يوم القيامة[/grade]،وللأسف الشديد قد خص هذا الشهر من دون غيره من الشهور بمى يسمى بالدورة البرامجية الرمضانية ويخصص فيه ببث كل ما تنتجه هذه القنوات من أثوابها الجديدة [grade="8B0000 FF0000 FF7F50"]الشيطانية،فإذا كان الحديث المروي عن رسول الله محمد في الجزء الثاني والعشرون من كتاب تاريخ النبي محمد باب فضائل أمته ، وما أخبر بوقوعه فيهم ، ونوادر أحوالهم
        سيأتي زمان على أمتي لا يعرفون العلماء إلا بثوب حسن ، ولا يعرفون القرآن إلا بصوت حسن ، ولا يعبدون الله إلا في شهر رمضان ، فإذا كان كذلك سلّط الله عليهم سلطاناً لا علم له ولا حلم له ولا رحم له [/grade]. جامع الأخبار ص454
        فإذا كان الحديث يختص بتغير أحوال الناس وتركيز عبادة الله في شهر رمضان ومع ذلك نحن بعيدين كل البعد عن شهر رمضان فماذا سوف يُسلطُ علينا(فمن أعمالكم سُلط عليكم).

        [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]- تسابق القنوات الفضائية على بث مسلسلاتها وفق جدول زمني خلال فترة معينة تكون في الغالب محصورة على ثلاثة فترات :[/grade]
        1) مابين العصر و المغرب.

        2) من وقت الإفطار حتى منتصف الليل.

        (3) إعدة كل ماتم عرضه في اليوم التالي من أول الصباح تقريباً حتى ما بعد الظهر.
        ليس هذا الأهم وإن كان مهماً ولكننا عندما ناتي ونحلل هذه المسلسلات نجدها مقسمة إلى فئات ثلاثة وهو الأهم:
        الفئة الأولى:
        فئة القديسيين والملائكة الذين يمثلون دور الخير
        الفئة الثانية:
        فئة الشياطين ومردة الجن الذين يمثلون فئة الشر
        الفئة الثالثة:
        فئة المهرجين أي الكوميديا والضحك

        فكل فحوى هذه المسلسلات لاتمت لواقع شهر رمضان لا من قريب ولا من بعيد، فهي مجرده تجريداً تاماً ،ونحن لو كنا نعلم مالي شهر رمضان من فضل وخير لم ولن نصل إلى هذه الحالة التي وصلنا إليها الأن في الحديث عن رسول الله قال:[grade="DEB887 D2691E A0522D"] لو يعلم العبد ما في رمضان ، لودّ أن يكون رمضان السنة ، فقال رجلٌ من خزاعة : يا رسول الله !..وما فيه ؟..
        فقال : إنّ الجنة لتزيّن لرمضان من الحول إلى الحول ، فإذا كان أول ليلة من رمضان ، هبّت الريح من تحت العرش ، فصفّقت ورق الجنة ، فتنظر حور العين إلى ذلك ، فيقلن : يا ربّ !..اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجاً ، تقرّ بهم أعيننا وتقرّ أعينهم بنا [/grade]....،النوادر ص346 .

        وفي مقال للكاتب محمد الزواوي بعنوان :بيـن المسلســلات الـرمضـانيـة والأوبــرات الصــابــونيـــةيقول:تحولت المسلسلات الرمضانية التي نشاهدها كل عام في واقع الأمر وبسبب محاولات كُتابها تغطية ثلاثين ساعة من الأحداث،إلى أوبرات صابونية(Soap Operas)، وهو الاسم الذي يطلق في الولايات المتحدة على المسلسلات التليفزيونية النهارية السطحيــــة،إن لـــم نقـــل(التافهة)، التي تواصل تقديم مجموعة من القصص والعلاقات الغرامية والاجتماعية المتداخلة والتي يستمر عرضها لعدة سنوات،تصل أحياناً إلى عشرين سنة ، وبلا هدف. وتستهوي هذه المسلسلات التليفزيونية الرخيصة التكاليف ربات البيوت غير العاملات اللاتي يتابعنها خلال الساعات النهارية طوال أيام الأسبوع. وقد استمدت هذه المسلسلات إسمها الشعبي(الأوبرا الصابونية)من المنتجات المستخدمة في الغسيل التي تقدم إعلاناتها التليفزيونية أثناء عرض حلقات تلك المسلسلات،حتى يقول:، وهي كيف يمكن تحويل قصة لا يحتمل تطوير شخصياتها وسرد أحداثها أكثر من ست أو سبع حلقات إلى مسلسل تليفزيوني مؤلف من ثلاثين حلقة؟والجواب على ذلك واضح، وهو أن الكاتب يقوم بافتعال سلسلة متواصلة من الأحداث والتطورات الجانبية وابتكار مزيد من الشخصيات التي قد لا تكون أساسية للقصة وتفتقر إلى المصداقية. فالهدف هو إطالة القصة وأحداثها لكي تغطي عروض شهر بأكمله. وبطبيعة الحال، فإن ذلك يفقد هذه القصص وقعها الدرامي ويحولها إلى مجموعة من الأحداث المصطنعة التي تثير السخرية أحياناً، كما يؤدي إلى ايجاد شخصيات كرتونية غير جديرة بالتصديق أو بالاهتمام،وقد عانت جميع المسلسلات الرمضانية هذا العام من ضعف البناء الدرامي، ومن عدم واقعية السرد بل وأحياناً من التناقضات في شخصياتها وفي أوضاعهم الاجتماعية.

        [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]- كل ماتعرضه القنوات الفضائية(إلا ماندر منها) تنسي أو تشغل العبد الصائم عن وضع جدول رمضاني يستطيع من خلالها أن يُقسم ساعات النهار مابين الطاعة والعبادة وما بين الراحة والترفيه التي يقضيها أيضاً في لعبادة،فهذا [/grade]شهر واحد من بين 12 شهراً وقد خصه الله تعالى بأجر وثواب منقطع النظير ولا حصر ولا عد له.
        فهل ضاق بالإنسان ان يُصبر نفسه ويغض بصره ومسمعه في شهر واحد حتى يكتمل صومه وهو راجياً من العلي القدير ان يكون أحد عتقائه من النار في هذا الشهر الفضيل.
        أو أن يتقبل الله منه الصيام والقيام وهو مُصرٌ على الله في ذلك من خلال خضوعه وإنابته إلى الله.
        أو أن يرجو رحمة الله عزوجل بأن يفيض عليه من سعة في الرزق الحلال.
        أو................أو...................أو......... ........ .
        فكيف ياتي ذلك وقد جعلنا لأعمالنا الخاصة في رمضان شريكاً غير طاعته سبحانه وتعالى،بان جعلنا هذه القنوات هي الهدف الأساس عندما ننتظر شهر رمضان،وبدل قراءة القرآن وتقليب صفحاته نقوم بالبحث والتقليب والتنقيب في القنوات الفضائية بحثاً عن سفاسف الأمور، وعوضنا عن الجلوس في المسجد والإعتكاف والصلاة فيها بجلوسنا امام هذه الشاشة وكأننا مسحورين بل وكأننا أمام إختراع ليس له مثيل منبهرين كيف يكون كل هؤلاء الناس محشورين في هذا الصندوق الصغير ويقومون بالحركة والكلام ونحن مُبحلقين أمامه لا حول لنا ولاقوة.

        أليست ساعاته افضل الساعات وأيامه أفضل الأيام وأوقاته أفضل الأوقات،فكيف نقضيها؟؟؟


        ففي الخبر عن الإمام الصادق عليه السلام قال:صوم شهر رمضان فرضٌ في كلّ عامٍ،وأدنى ما يتمّ به فرض صومه العزيمة من قلب المؤمن على صومه بنيّةٍ صادقةٍ،وترك الأكل والشرب والنكاح في نهاره كلّه،وأن يحفظ في صومه جميع جوارحه كلّها من محارم الله ربه،متقرّباً بذلك كلّه إليه،فإذا فعل ذلك كان مؤدّياً لفرضه. دعائم الإسلام ص295 .

        وعن الرضاعليه السلام قال:الحسنات في شهر رمضان مقبولةٌ ، والسيئات فيه مغفورةٌ من قرأ في شهر رمضان آيةً من كتاب الله عزّ وجلّ ، كان كمن ختم القرآن في غيره من الشهور.
        ومن ضحك فيه في وجه أخيه المؤمن ، لم يلقه يوم القيامة إلا ضحك في وجهه ، وبشّره بالجنة .
        ومن أعان فيه مؤمناً ، أعانه الله تعالى على الجواز على الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام .
        ومن كفّ فيه غضبه ، كفّ الله عنه غضبه يوم القيامة .
        ومن أغاث فيه ملهوفاً ، آمنه الله من الفزع الأكبر يوم القيامة .
        ومن نصر فيه مظلوماً ، نصره الله على كلّ من عاداه في الدنيا ، ونصره يوم القيامة عند الحساب والميزان،شهر رمضان شهر البركة ، وشهر الرحمة ، وشهر المغفرة ، وشهر التوبة ، وشهر الإنابة ، من لم يُغفر له في شهر رمضان ، ففي أي شهر يُغفر له ؟..فسلوا الله أن يتقبّل منكم فيه الصيام ، ولا يجعله آخر العهد منكم ، وأن يوفقّكم فيه لطاعته ، ويعصمكم من معصيته ، إنه خير مسؤول. كتاب فضائل الأشهر الثلاثة ص341

        وفي كتاب الزكاة والخمس >>> باب وجوب صوم شهر رمضان وفضله:
        قال الرضا(ع) :فإن قال:فلِمَ أُمروا بالصوم ؟..قيل : لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش ، فيستدلوا على فقر الآخرة ، وليكون الصائم خاشعاً ذليلاً مستكيناً مأجوراً محتسباً عارفاً صابراً لما أصابه من الجوع والعطش ، فيستوجب الثواب مع ما فيه من الانكسار عن الشهوات ، وليكون ذلك واعظاً لهم في العاجل ، ورائضاً لهم على أداء ما كلفهم ، ودليلاً في الأجل ، وليعرفوا شدة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا ، فيؤدوا إليهم ما افترض الله تعالى لهم في أموالهم .
        فإن قال : فلِمَ جعل الصوم في شهر رمضان خاصّةً دون سائر الشهور ؟..
        قيل : لأنّ شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل الله تعالى فيه القرآن ، وفيه فرّق بين الحقّ والباطل ، كما قال الله تعالى :
        { شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان } ، وفيه نُبِّئ محمد ، وفيه ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر ، وفيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ ، وهي رأس السنة يقدّر فيها ما يكون في السنة من خيرٍ أو شرٍ أو مضرّةٍ أو منفعةٍ أو رزقٍ أو أجلٍ ، ولذلك سُميت ليلة القدر .
        فإن قال : فلِمَ أُمروا بصوم شهر رمضان ، لا أقلّ من ذلك ولا أكثر ؟..
        قيل : لأنه قوّة العباد الذي يعمُّ فيه القوي والضعيف ، وإنما أوجب الله تعالى الفرائض على أغلب الأشياء وأعمّ القوى ، ثم رخّص لأهل الضعف ، ورغّب أهل القوة في الفضل ، ولو كانوا يصلحون على أقلّ من ذلك لنقصهم ، ولو احتاجوا إلى أكثر من ذلك لزادهم . العيون ص116

        وعن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال:وإنّ الله عزّ وجلّ ينزّل في شهر رمضان من الرحمة ألف ضعف ما ينزّل في سائر الشهور،ويحشر شهر رمضان في أحسن صورةٍ،فيقيمه على تلعةٍ لا يخفى،وهو عليها على أحد ممن ضمّه ذلك المحشر،ثم يأمر ويخلع عليه من كسوة الجنة وخلعها وأنواع سندسها وثيابها،حتى يصير في العِظم بحيث لا ينفده بصرٌ،ولا يغني علمَ مقداره أُذنٌ،ولا يفهم كنهه قلبٌ ....الخبر. تفسير الإمام ص373

        وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال:عليكم في شهر رمضان بكثرة الاستغفار والدعاء،أفما الدعاء فيدفع عنكم به البلاء،وأما الاستغفار فتُمحى به ذنوبكم. أمالي الصدوق ص379

        وعن الصادق(ع) إذا أتى شهر رمضان فاقرأ كلّ ليلةٍ { إنا أنزلناه } ألف مرة ، فإذا أتت ليلة ثلاثة وعشرين فاشدد قلبك،وافتح أذنيك لسماع العجائب مما ترى . أمالي الصدوق ص379

        وعن رسول الله(ص) قال في فضل شهر رمضان : مَن أكثر فيه من الصلاة عليّ ثقّل الله ميزانه يوم تخفّ الموازين . أمالي الصدوق ص155

        وفي الخبر عن الإمام الباقر(ع) قال رجلٌ للباقر: يا بن رسول الله !..كيف أعرف أنّ ليلة القدر تكون في كلّ سنةٍ ؟..قال:إذا أتى شهر رمضان فاقرأ سورة الدخان في كلّ ليلةٍ مرة،وإذا أتت ليلة ثلاثة وعشرين،فإنك ناظرٌ إلى تصديق الذي عنه سألت. أمالي الصدوق ص379

        ونختم هذه الورقة بقول رسول الله(ص):من قرأ في رجب وشعبان وشهر رمضان كلّ يومٍ وليلةٍ : فاتحة الكتاب،وآية الكرسي،و{ قل يا أيها الكافرون }،و{ قل هو الله أحد }،و{ قل أعوذ برب الناس }،و{ قل أعوذ برب الفلق }، ثلاث مرات،ويقول :
        " سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " ثلاث مرات ، ثم يصلي على النبي وآله ثلاث مرات ، ويقول :
        " اللهم!..صلّ على محمد وآل محمد ، وعلى كلّ ملكٍ ونبيٍّ " ثلاث مرات ، ثم يقول :
        " اللهم!..اغفر للمؤمنين والمؤمنات " ثلاث مرات ، ثم يقول :
        أستغفر الله وأتوب إليه ، أربعمائة مرة .
        ثم قال النبي : والذي نفسي بيده ، من قرأ هذه السور وفعل ذلك كلّه في الشهور الثلاثة ولياليها لا يفوته شيءٌ ، لو كانت ذنوبه عدد قطر المطر ، وورق الشجر ، وزبد البحر ، غفرها الله له ، وإنه ينادي منادٍ يوم الفطر يقول :
        يا عبدي !..أنت وليي حقّاً حقّاً ، ولك عندي بكلّ حرفٍ قرأته شفاعةٌ في الأخوان والأخوات بكرامتك عليّ ، ثم قال رسول الله :
        والذي بعثني بالحق نبيّاً ، إنّ من قرأ هذه السور ، وفعل ذلك في هذه الشهور الثلاثة ولياليها ، ولو في عمره مرة واحدة ، أعطاه الله بكلّ حرفٍ سبعين ألف حسنة ، كلّ حسنةٍ أثقل عند الله من جبال الدنيا ، ويقضي الله له سبعمائة حاجة عند نزعه ، و سبعمائة حاجة في القبر ، وسبعمائة عند خروجه من قبره ، ومثل ذلك عند تطاير الصحف ، ومثله عند الميزان ، ومثله عند الصراط ، ويظلّه الله تعالى تحت ظلّ عرشه ، ويحاسبه حساباً يسيراً ، ويشيّعه سبعون ألف ملك إلى الجنة،ويقول الله تعالى : خذها لك في هذه الأشهر ، ويُذهب به إلى الجنة ، وقد أُعدّ له ما لا عين رأت لا أذن سمعت. أعلام الدين ص382

        فأين يكمن الفضل والخير في هذا الشهر الفضيل وكيف يمكننا أن نقضي أوقاته وساعاته وايامه، أمام شاشات العرض ام امام هذه الروايات وغيرها.

        تنبيه:

        (1) كل ما يتم عرضه من مسلسلات وبرامج في هذا الشهر الفضيل سوف يُعاد بثه بعد شهر رمضان.

        (2) أعمال شهر رمضان فضلها مخصوص فقط في شهر رمضان،فمن لم يدرك رحمة الله ورضوانه في هذا الشهر من هذه السنة وهو إنسان معرض للموت في أية لحظة،فربما لن يُدرك هذه الفضائل في السنة القادمة.

        (3) حاول أن تجعل الشاشة الفضية في هذا الشهر الفضيل مرآةً تُشاهد نفسك من خلالها وأنت تقوم بتادية حق شهر رمضان حتى لاتُفوت على غيرك عرض يوم القيامة وهم يُشاهدون أعمالك في((يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ))صدق الله العلي العظيم.

        (4) من صباحك حتى مسائك في هذا الشهر الفضيل تذكر بأن الشياطين مغلولة وأن أعمالك وطاعاتك مقبولة،فلا تعكس هذه الصورة .

        (5) ممكن عمل برنامج مسابقات محلي وخاص فقط بك وبأهل بيتك وأطفالك ومن نوع أخر غير الذي يُعرض على شاشات التلفاز،وجوائز هذه المسابقة سوف ترى نتائجها في نهاية الشهر الفضيل وانا أتوقع ان هذا البرنامج سوف يشتاق له كل أفراد العائلة.

        [grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]ترقبوا الورقة الثالثة بعنوان:[/grade]
        الخيم الرمضانية

        تعليق


        • #5
          اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
          احسنت الجهود وبارك الله فيك
          تقبله الله بقبول حسن بحق محمد واله الاخيار
          وننتظر الورقه الثالثه
          وفقنا الله واياك لطاعة الله ونيل رضاه والفوز بجنته
          خالص التحيات والتقدير

          تعليق


          • #6
            [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]
            بسم الله الرحمن الرحيم
            اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
            [/grade]

            أختي الغزيزة الفتاه الحيدريه

            بارك الله فيك وشكراً على هذا التواصل المثمر وألف شكر على هذه الدعوة الطيبة وفقنا الله واياكم وجميع المؤمنين لطاعة الله ونيل رضاه والفوز بجنته وصيام شهر رمضان وقيامه وبلغنا ليلة القدر إنشاء الله

            الورقة الثالثة / الخيم الرمضانية.

            ظاهرة الخيم الرمضانية امتدت إلى انحاء متفرقة من العواصم العربية والإسلامية،وهي تلقى اقبالا كبيرا من فئة الرجال (دون تحديد العمر)وذلك لقضاء سهراتهم خلال الشهر الفضيل..وإذا تتبعنى الأسباب لانتشار هذه الظاهرة وما الدوافع التي تجعل قطاعا من الشباب يتوجه اليها نجدها تتلخص وتتمركز حول نقطة واحدة وهي التجمع أو اللقاء بين الأقارب أو الأصحاب أو ماشابه ذلك.

            لقد تبدلت لدينا الكثير من المفاهيم بل أقول بأننا نحن الذين نُحدد مانريد أن نفهمه من الكثير من تلك المفاهيم الإسلامية عندما نريد أن نُحللها أو أن نُغير فكرتها الأساسية لمصلحتنا أو لتبرير عملٍ نريد ان نقوم به،فظاهرة الخيم الرمضانية وما ادراك ما الخيم الرمضانية فهي بدعة مستحدثة تكون مكاناً
            (1) للتجمع بدل المساجد والإجتماع يكون لأجل لهو الدنيا وزخرفها بدلاً من التجمع لقراءة القرأن
            (2) مكان للهو الحديث بدلاً من التذاكر والإستذكار والإستغفار وذكر الله.
            (3) تجده مكاناً للإستغابة والنميمة والكذب واللعب المحرم وكأن هذه الخيمة لا يجوز نصبُها إلا في شهر رمضان حتى يتجمع فيه الشباب لكي يستغيب بعظهم بعضا وينم كل منهم على الأخر.
            (4) يتجمع فيه الشباب لمتابعة القنوات الفضائية والمسلسلات الرمضانية دون أي شعور منهم بأنهم في شهر التقوى والورع والمناجاة.
            (5) للاسف الشديد أصبحت هذه الخيم وكراً ليس للحشيش والمخدرات بل وكراً يتجمع فيه الشياطين،وللأسف نرى هذه الخيم والعياذ بالله تكون لجلسات الطرب والعود بل الأدهى والأمر من ذلك أن بعض هذه الخيم والتي نُسبت لشهر رمضان والتي تُنصب في المجمعات التجارية أو في الفنادق يوجد بها المغنيين والراقصات وقراءة الكف والفنجان وجلسات الخلط بين الرجال والنساء والعياذ بالله.
            (6) المتأمل لهذه الخيم ولجلساتها ولجُلاسها أن بدايتها في الغالب الأعم تبدأ من بعد منتصف الليل حتى وقت السحور والبعض الأخر إلى وقت أذان الفجر،وبالطبع ليس لقراءة القرأن أو التهجد أو العبادة والذكر والصلاة بل لأمور دنيوية بحته(فأين الصُوام القُوام).
            (7) لاتخلو هذه الخيم من بعض الألعاب المحرمة مثل لعب الورق(الجنجفة - البته)وبطبيعة الحال أفضل أوقات اللعب بهذه الأوراق هو بعد منتصف الليل في الخيمة الرمضانية وما قد يصاحب هذه اللعبة من مشاحنة وبغضاء وعداوة بين الاصدقاء المتجمعين عليها لأان فيها نتائج يحاول كل فريق أن يحصل على النتيجة الأفضل حتى ولو كان عن طريق الغش.
            (8) تُغفل هذه الخيمة الرمضانية لأساس قوي ومهم في الإسلام وهو مؤكد في شهر رمضان لمرتاديها وهي صلة الرحم، فإذا كان الشخص يذهب إلى الخيمة من بعد الفطور بساعات ويجلس فيها حتى منتص الليل أو إلى السحور أو أذان الفجر فأين صلة الرحم و أين .........و........و..... .
            (9) الفكرة الأساسية لوجود هذه الخيم الرمضانية كان على أساس إفطار الصائمين،بمعنى أن الشخص المستطيع والقادر على إفطار الناس كان ينصب هذه الخيمة امام باب البيت حتى يعرف المار او الفقير بان أهل هذا البيت هم أهل خير وجود يقومون بإفطار الناس قربةً لوجه الله تعالى أي أن المقصد منه كان خير وعليه يُؤجر صاحب الخيمة،على العكس الأن فقد أصبحت هذه الخيم مكاناً يتجمع فيه الناس ليس لكسب الأجر والثواب ولكن لممارسة كل منافي لما يستوجب رحمة وغفران الله عزوجل.

            طبعاً وصف الخيمة الرمضانية ليست محصورة بالنقاط السالفة الذكر،ولكن نكتفي بذلك حتى لايطول المقام ونأتي إلى النقطة المهمة هنا آلا وهي [grade="8B0000 FF0000 FF7F50"]قول رسول الله(ص)(نومكم فيه عبادة وانفاسكم تسبيح)[/grade]
            المتمعن فيه هذا الحديث الشريف من اول وهلة يعتقد بأن الأمر في شهر رمضان المبارك متروك للإنسان نفسه في اختيار وقت النوم الذي يُعتبر عبادة،ومن جانب أخر أن النفس الذي لو إنقطع عن الإنسان سيموت ما هو إلا عبارة عن تسبيح حتى وإن كانت أعماله لاتمت إلى شهر الخير والبركة ، ففي ذلك نقول خف الله أيها الإنسان في نفسك وأتقي الله في هذا الشهر.

            إن مفهوم النوم في رمضان عبادة لم يأتي من فراغ بل جاء لكي يحثنا نحن بني البشر على العبادة طوال هذا الشهر الفضيل لما لذالك من خير وسعادة علينا،لذلك يقول أمير المؤمنين(ع):عليكم في شهر رمضان بكثرة الاستغفار والدعاء ، فأما الدعاء فيدفع عنكم به البلاء ، وأما الاستغفار فتُمحى به ذنوبكم . أمالي الصدوق ص37

            وعن الرضا(ع) قال:الحسنات في شهر رمضان مقبولةٌ ، والسيئات فيه مغفورةٌ من قرأ في شهر رمضان آيةً من كتاب الله عزّ وجلّ،كان كمن ختم القرآن في غيره من الشهور . كتاب فضائل الأشهر الثلاثة ص341

            فالأسف الشديد يعتقد الكثير من الناس بان النوم الذي يكون عبادة في شهر رمضان ليس من الضروري ان يقترن بعبادة فيه،فهل
            من المعقول أن يجعل الله في السنة شهر واحد هو أفضل الشهور وأيامه افضل الأيام وساعاته أفضل الساعات ولياليه أفضل الليالي ويحث على إكثار العبادة والطاعة فيه وبعد ذلك يأتي الصائم بافعال منافية لذلك ونقول بان نومنا فيه عبادة وانفاسنا فيه تسبيح؟؟؟!.

            سردنا معاً معنى الخيمة الرمضانية وما هي أسباب التجمع فيها وما يدور فيها وما هي سلبيات هذا التجمع وغيرها كثير وبعد ذلك ناتي ونقول بأن نومنا في هذا الشهر عبادة،كيف ذلك ونحن إجتمعنا فيه واستغبنا غيرنا ورسول الله يقول:من اغتاب مسلماً في شهر رمضان ، لم يؤجر على صيامه . جامع الأخبار ص171.

            بل ننسى باننا في شهر فضيل ويجب علينا أن نحفظ فيه كل جوارحنا عن الخطأ وعن أذية الأخرين، ولذلك روي عن رسول الله ومن صام شهر رمضان ، فحفظ فرجه ولسانه ، وكفّ أذاه عن الناس ، غفر الله له ذنوبه ما تقدّم منها وما تأخّر ، وأعتقه من النار ، وأحلّه دار القرار ، وقبل شفاعته في عدد رمل عالج من مذنبي أهل التوحيد .أمالي الصدوق ص29 .
            [grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]رمضان فرصة ... هذا ما نكرره دائماً؛ [/grade]ولكن لماذا لا نترجم ذلك إلى برنامج عمل نستطيع من خلاله استثمار هذه الفرصة، الفرص كثيرة، بعضها ذاتي وبعضها يتعدى أثرها إلى الغير،فهل ما نقوم به في خيمنا الرمضانية ترجمة لكلمة رمضان فرصة!!!،نعم إنها فرصة لكي ننال الرحمة والمغفرة ويُحتسب نومنا فيه عبادة وأنفاسنا فيه تسبيح ليس من مجالس اللهو والتلفاز واللمز والغيبة والنميمة ولكن بسهر الليل في الطاعة والصلاة وقراءة القرآن والعبادة - وما أكثرها في رمضان -،وانفاسنا فيه تسبيح من كثرة ذكر الله عزوجل،وما نقل عن رسول الله محمد لخير دليل على ذلك( من صلّى في شهر رمضان في كلّ ليلةٍ ركعتين : يقرأ في كلّ ركعةٍ بفاتحة الكتاب مرة ، و{ قل هو الله أحد } ثلاث مرات - إن شاء صلاهما في أول ليل ، وإن شاء في آخر ليل - والذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّ الله عزّ وجلّ يبعث بكلّ ركعةٍ مائة ألف ملك يكتبون له الحسنات ، ويمحون عنه السيئات ، ويرفعون له الدرجات ، وأعطاه ثواب من أعتق سبعين رقبةً) . النوادر ص346 .

            وعن الإمام الباقرعليه السلام
            يا جابر !..من دخل عليه شهر رمضان ، فصام نهاره ، وقام ورداً من ليلته ، وحفظ فرجه ولسانه ، وغضّ بصره ، وكفّ أذاه ، خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه ، قلت له : جعلت فداك!..ما أحسن هذا من حديث!..قال:ما أشدّ هذا من شرط !.. ثواب الأعمال ص58

            وعنه أيضا(ع)ً:
            لكلّ شيءٍ ربيعٌ ، وربيع القرآن شهر رمضان . أمالي الصدوق ص36

            وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :
            اعلموا أيها الناس !.. أنه من ورد عليه شهر رمضان وهو صحيحٌ سويٌ فصام نهاره ، وقام ورداً من ليله ، وواظب على صلواته ، وهجر إلى جمعته ، وغدا إلى عيده ، فقد أدرك ليلة القدر ، وفاز بجائزة الرب،فقال الصادق:فاز والله بجوائز ليست كجوائز العباد.المصدر: ثواب الأعمال ص59
            ونختم ورقتنا الثالثة هذه المذكورة في كتاب اعمال الايام باب ذكر ما نورده من طبقات أهل الوداع لشهر الصيام:
            اعلم أنّ الوداع لشهر رمضان يحتاج إلى زيادة بيان ، والناس فيه على طبقات :

            [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]الطبقة الأولى:
            منهم كانوا في شهر رمضان على مراد الله - جلّ جلاله - وآدابه فيه في السرّ والإعلان ، فهؤلاء يودّعون شهر الصيام وداع من صاحبه بالصفاء والوفاء وحفظ الذمام ، كما تضمّنه وداع مولانا زين العابدين .[/grade]

            [grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]الطبقةٌ الثانية:
            منهم صاحبوا شهر رمضان تارةً يكونون معه على مراد الله - جلّ جلاله - في بعض الأزمان ، وتارةً يفارقون شروطه بالغفلة أو بالعصيان ، فهؤلاء إن اتفق خروج شهر رمضان وهم مفارقون له في الآداب والاصطحاب .
            فالمفارقون لا يودّعون ولا هم مجتمعون ، وإنما الوداع لمن كان مرافقاً وموافقاً في مقتضى العقول والألباب ، وإن اتفق خروج شهر رمضان وهم في حال حسن صحبته ، فلهم أن يودّعوه على قدر ما عاملوه في حفظ حرمته ، وأن يستغفروا ويندموا على ما فرّطوا فيه من إضاعة شروط الصحبة والوفاء ، ويبالغوا عند الوداع في التلهّف والتأسّف ، كيف عاملوه بوقت من الأوقات بالجفاء .[/grade]

            [grade="008000 FF1493 4B0082 FFA500 00008B"]الطبقةٌ الثالثة:
            ما كانوا في شهر رمضان مصاحبين له بالقلوب ، بل كان فيهم من هو كارهٌ لشهر الصيام ، لأنه كان يقطعهم عن عاداتهم في التهوين ، ومراقبة علاّم الغيوب ، فهؤلاء ما كانوا مع شهر رمضان حتى يودّعوه عند الانفصال ، ولا أحسنوا المجاورة له لمّا نزل من القرب من دارهم ، وتكرّهوا به ، واستقبلوه بسوء اختيارهم ، فلا معنى لوداعهم له عند انفصاله ، ولا يلتفت إلى ما يتضمّنه لفظ وداعهم وسوء مقالهم .[/grade]

            فلا تكن أيها الإنسان !.. ممن نزل به ضيفٌ غنيٌّ عنه ، وما نزل به ضيفٌ مذ سنة أشرف منه ، وقد حضر للإنعام عليه ، وحمل إليه معه تحف السعادات ، وشرف العنايات ، وما لا يبلغه وصف المقال من الآمال والإقبال ، فأساء مجاورة هذا الضيف الكريم ، وجفاه وهوّن به ، وعامله معاملة المضيف اللئيم ، فانصرف الضيف الكريم ذامّاً لضيافته ، وبقي الذي نزل به في فضيحة تقصيره وسوء مجاورته ، أو في عار تأسفه وندامته .
            فكن إما محسناً في الضيافة والمعرفة بحقوق ما وصل به هذا الضيف من السعادة والرحمة ، والرأفة والأمن من المخافة ، أو كن لا له ولا عليه ، فلا تصاحبه بالكراهة وسوء الأدب عليه ، وإنما تهلك بأعمالك السخيفة نفسك الضعيفة ، وتشهرها بالفضايح والنقصان ، في ديوان الملوك والأعيان ، الذين ظفروا بالأمان والرضوان

            فلنجعل خيمنا الرمضانية خيمة رحمة ورضوان وإستجابة الدعاء.

            والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.


            [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]ترقبوا الورقة الرابعة بعنوان:[/grade]

            شهر رمضان وزيادة الإنفاق

            تعليق


            • #7
              اللهم صلى على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

              بوركت أخي ياريح الهاب على هذا المجهود الطيب

              وننتظر الورقة الرابعة

              فمان الله

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم
                اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم


                دفئ الأمل شكراً على التواصل والمرور،ونشكرؤ جهودكم الطيبة وعلى بذلكم المعطاء في هذا المنتدى الطاهر.؟
                تقبل الله أعمالكم وصيامكم في هذا الشهر الفضيل،ورزقنا الله وإياكم وسائر المؤمنين لصيام هذا الشهر في عامنا هذا وفي كل عام وبلغنا ليلة القدر إنه سميع مجيب الدعاء .


                الورقة الخامسة من سلسلة لماذا في رمضان،وهذه الورقة أفردنا لها عنوان
                شهر رمضان وزيادة الإنفاق:


                في هذه الورقة الرمضانية الرابعة والخاصة بزيادة الإنفاق والإستهلاك نحاول ان نسلط الضوء على نقاط عدة نسردها إنشاء الله بصورة مبسطة ومختصرة وعلى شكل محاور حتى نعطي الموضوع حقه ولكي تعم الفائدة بقدر كبير إنشاء الله تعالى .

                أنه في ظل العولمة الحديثة أصبح العالم سوقاً مفتوحة تسوده المنافسة الشرسة للحصول على أموال المستهلك باستخدام آلية شديدة التأثير على قرارات ذلك المستهلك، هي آلية الإعلانات.
                وقبل رمضان بشهر أو شهرين يبدأ الإعلان المتواصل والمغري عن الأكلات الرمضانية بأنواعها المختلفة، وكأن شهر الصيام تحول الى شهر الطعام، وتناسى الكثير من المسلمين ان الصيام فيه كبح لهذه الشهوة ألا وهي شهوة الطعام، وتدريب للنفس على الصبر والتحمل والزهد وعدم لتكلف، وترك الإسراف والتبذير الذي نهى عنه الله تعالى بقوله[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"](وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين))[/grade]، وقوله تعالى[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"](ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين))[/grade] لأن في الإسراف مفسدة للمال وللنفس وللمجتمع، فيه إهدار لأموال الأمة وقوتها من غير مصلحة ولا فائدة.

                فشهر الصيام فرصة للإقلال من الاستهلاك الغذائي، لأن عدد الوجبات التي يتناولها الصائم تقل، فمن الطبيعي ان يقل الاستهلاك لا ان يزيد، وكما قيل:
                “نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع”.

                وكذلك لأن الطعام وسيلة لإعانة الانسان على عبادة الله تعالى، وليس غاية يعيش المسلم من أجلها،وكما قال النبي:بحسب ابن آدم لقيمات يُقمن صلبه..، ولما تولى يوسف عليه السلام أمر قومه وضع خطة للاستهلاك تقوم على الاقتصاد والتقشف حتى أخرج أمته من أزمتها.
                فعلى المسلم ترشيد استهلاكه للطعام والشراب خاصة في شهر الصيام، فهذا مما ينمي دخله،يُحدث توازناً اقتصادياً عظيماً ينفعه وينفع أمته.

                [grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]المحور الأول - زيادة الإنفاق الإستهلاكي لمشتريات شهر رمضان المبارك بصورة عامة:[/grade]

                أصبحت زيادة الإنفاق الاستهلاكي للأسر إحدى سمات شهر رمضان، والذي يشاهد أسواق ومحلات المواد الغذائية وازدحام المشترين والكميات التي يشترونها يشعر وكأن هناك كارثة قادمة أو أزمة في المعروض من هذه المنتجات؛ وبالتالي فلا مجال للتأخر أو التواني عن أخذ الاحتياطات اللازمة لتفادي هذه الواقعة.

                ففي استفتاء لو أجريناه سيقول بعض من يمارس هذه السلوكيات الخاطئة إنهم لا يشعرون بشهر رمضان إذا لم يتصرفوا بهذه الطريقة، وبدونها فإنهم لا يشعرون بدخول شهر رمضان المبارك،وقد كثر الحديث عن الإسراف في المأكل والمشرب والمستلزمات المنزلية بشكل عام خلال شهر رمضان المبارك ، لكن لو حاولنا النظر بشكل علمي إلى طبيعة هذه المشكلة سنجد أن من يقوم بهذه السلوكيات يحاول إشباع حاجتين في آن واحد بشراء سلعة واحدة؛
                (1) فهو يسعى لإشباع شعوره بشهر رمضان.
                (2) إشباع حاجته إلى الأكل والشرب، ولا يتأتي ذلك إلا بالمبالغة في الشراء.

                ويتعاظم الإحساس بالشعور إلى إشباع الحاجة الأولى متى شاهد وسمع عن الأشخاص المحيطين به وفي الأسواق أنهم يمارسون التصرف ذاته، وكثير من أولئك من يذهب إلى السوق بقائمة محددة تشمل الأصناف والكميات التي يحتاج إليها، ويرجع وقد اشترى أكثر مما حدّد بكثير، سواء من حيث الأصناف أو الكميات أو الاثنتين معاً. وعند السؤال عن السبب تكون الإجابة: شاهدت الناس يعملون كذلك وأنا لن أكون مختلفاً عنهم.

                وتأتي النتيجة طبيعية؛ زيادة في الإنفاق الاستهلاكي، لا لكوننا نحتاج إلى كل هذه الكميات، وإنما لأن ذلك يشعرنا بشهر رمضان، أو لأن ذلك من العادات التي درجنا على اتباعها في استقبال هذا الشهر. ومن المؤكد أن هذه التصرفات تولد ضغوطاً على ميزانية الأسرة، وربما بدأ الاستعداد لها مبكراً عن طريق التوفير لمواجهة النفقات المتزايدة، وربما أثرت على الإنفاق في أشهر لاحقة، وفي أحيان أخرى ربما ألجأت الأسرة إلى الاقتراض.

                ما نحتاج إليه لعلاج هذه المشكلة هو الفصل بين الحاجة الحقيقية لما نقوم بشرائه والحاجة إلى ما يشعرنا بهذا الشهر، وأنه لا يكمن في كميات المواد الغذائية التي نشتريها أو القنوات الفضائية التي نشترك فيها أو نتابعها، وحينئذ نجد أن قائمة المشتريات الرمضانية قد تقلصت إن لم تتلاشَ.

                فكل ماسبق بعيد كل البعد عن معطيلت شهر رمضان العباديةوالروحية، فإذا كان هذا الشهر هو شهر للرحمة والرضوان فهو أيضاً شهر لكي يرحم الإنسان نفسه من عادة ذميمة ذمها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]((وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين))[/grade]،فلماذا يكون أسرافنا في هذا الشهر من غير حساب،وفي آية اخرى يقول رب العزة والجلالة[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) [/grade]- لن ندخل في تفسير الآية المباركة - ولكن موضع الشاهد هو أن الله سبحانه وتعالى بنص الأية خلقنا لكي نعبده وهذه العبادة بطبيعة الحال لها نتائج سلبية أم إيجابية ، وفي نفس الوقت نحن بني البشر إن اتينا بأفعال أو اقوال فإن الله لايحب بعض هذه الأفعال الصادرة منا وهي الأخرى لها نتائج بالتأكيد انها سلبية، بمعنى أن عبادتنا هنا التي خلقنا الله لأجلها تنافت مع محبة الله لنا لماذا؟؟، لاننا أسرفنا(كما هو الحال والواقع في شهر رمضان المبارك) وبنص الأية الكريمة أن الله لا يحب المسرفين فهل نحن عبدناه ونحن مسرفين؟! وحري بنا ان نُفعِل هذه الأية الكريمة في شهر رمضان المبارك للأن نركنها بأفعالنا السيئة.فنحن المسلمين الصوام وللأسف نفرط تفريط كبيراً في مقاصد الصوم فنقدم العادات على العبادات وبذلك نكون قد جنينا في كثير من الأحيان على أنفسنا وعلى مقاصد الصوم وفوائده بالعادات التي نبتدعها وبجهلنا واسرافنا في شهر الصيام والذي يفقد الصوم الشيء الكثير من فائدته وقوته الإصلاحية والتربوية والروحية.

                نلقاكم في المحور الثاني من الورقة الرابعة(شهر رمضان وزيادة الإنفاق) بعنوان:


                الإستهلاك في الأكل وسوء التغذية المفرطة في شهر رمضان

                تعليق


                • #9
                  [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]بسم الله الرحمن الرحيم
                  اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم[/grade]



                  المحور الثاني من الورقة الرابعة(شهر رمضان وزيادة الإنفاق) بعنوان:

                  الإستهلاك في الأكل وسوء التغذية المفرطة في شهر رمضان



                  تؤكد الأخصائية في علم التغذية الدكتورة زمزم الموسى أهمية انتقاء الصائم أنواع التغذية الصحية والسليمة خلال شهر رمضان المبارك وأكدت أن الدين الإسلامي الحنيف أعطانا أفضل دليل علمي للتغذية الصحية ولو طبقناه بطريقة صحيحة لوقينا أجسامنا من العديد من الأمراض لا سيما في شهر رمضان، وهناك دراسات وبحوث علمية أثبتت الأسس الصحيحة التي تعلمناها في ديننا الحنيف،لكن معظم الصائمين يمارسون عادات غذائية خاطئة في شهر رمضان فيعمد الكثير منهم إلى الإسراف في تناول الطعام والتركيز على أنواع محددة من الأطعمة معظمها عالية السعرات الحرارية ومطعمة بالدهون المشبعة فيفقد الصائم فوائده الصحية، وهذا ما أكده الرسول محمد في قولهإياكم وفضول المطعم فإنه يسم القلب بالفضلة).

                  إن آلية تناول وجبتي الإفطار والسحور تكون بطريقة صحية لتجنب العطش والجوع والتوتر العصبي والصداع والخمول والكسل الذي يشكو منه البعض ،ويركز الأطباء على أن تكون الأطعمة المتناولة في الإفطار متوازنة تحتوي على صنف أو أكثر من مجموعات الأغذية, ومتنوعة لتغطي الاحتياجات الغذائية للجسم فيشمل على السلطة الخضراء الطازجة لما تحتويه من ألياف وأملاح معدنية وفيتامينات, وكذلك على ألياف الفاكهة والتمر التي تحتفظ بكميات من الماء داخل أنسجة الجسم, وتعمل على ترطيب العضلات، وتجعل الجسم يحتفظ باحتياطي كبير للطاقة.

                  ونبه المختصون إلى أن المعدة تمتلئ بالطعام في أقل من ساعة بعد فترة صيام تام مع الجوع لفترة لا تقل عن 13 - 17 ساعة، مما يؤدي إلى ارتخاء في عضلاتها وإصابتها بالتلبك, وهذا أمر طبيعي، لأن المواد الدهنية عسرة الهضم والكربوهيدرات تملأ المعدة، خاصة إذا ما أضيف إليها الماء, فيتبع ذلك انتفاخ البطن وضيق التنفس الذي يكون السبب فيه امتلاء البطن والضغط على الحجاب الحاجز بين البطن والصدر فيرتفع إلى أعلى ويسبب عدم تمدد الرئتين إلى الوضع الطبيعي, فيشعر الشخص بضيق التنفس بعد حوالي ساعة من الأكل، محذرين من أن الإكثار من البروتينات يؤدي إلى عسر الهضم وزيادة التعرض للإمساك, ويزيد من ظهور أعراض مرض التنفس بالنسبة للمصابين به أو من لديهم استعداد له، إضافة إلى إضراره بمرضى الكلى وتليف الكبد.

                  لا شك ان الاسلام العظيم أرشدنا كيف نحافظ على أبداننا ونرعى حرمة جوارحنا، فجعل من شهر الصيام فرصة عظيمة لراحة المعدة وانتعاش الحالة الصحية للمسلم،لذلك قوله تعالى[grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]((وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام الى الليل))[/grade]وقد أجمل النبي(ص)الفوائد الصحية للصيام في كلمتين((صوموا تصحوا)) فالصحة نتيجة للصيام، لذا يجب على المسلمين ان يغيروا عادات الأكل التي اعتادوا عليها، فبدلاً من ان تصبح عدد الوجبات اليومية ثلاث وجبات أو أكثر، تصبح وجبتين في الإفطار والسحور.

                  لقد حظي البعد الصحي للصوم بالكثير من الاهتمام من القرآن الكريم ومن أهل البيت ، فقد وردت العديد من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي توجه نحو الإستقرار الصحي والسلامة من الأوبئة والأمراض، فالعالم يضج من الكثير من الأمراض التي يمكن الابتعاد عنها والنجاة منها دون الحاجة لبذل الجهود المادية أو المعنوية،فلو التزمنا بالآية المباركة[grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]((كلوا واشربوا ولا تسرفوا))[/grade] وبمقولة أميرألمؤمنين(ع) (من كثر أكله قلت صحته) لكنا الأن في صحة وعافية.

                  ورب العزة والجلالة عندما يقول[grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"](( كُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ))[/grade] تلك هي آية في كتاب الله ، جمعت علم الغذاء كله في ثلاث كلمات الأكل والشرب وعدم الإسراف، فإذا جاء شهر رمضان،والتزم الصائم بهذه الأية
                  وتجنب الإفراط في الدهون والحلويات والأطعمة الثقيلة،وخرج في نهاية شهر رمضان،وقد نقص وزنه قليلا،وانخفضت الدهون،يكون في غاية الصحة والسعادة،وبذلك يجد في رمضان وقاية لقلبه،وارتياحا في جسده .

                  وقد أكد الباحثون أنه على الرغم من عدم التزام الكثير من المسلمين ، للأسف الشديد ، بقواعد الإسلام الصحية في غذاء رمضان ورغم إسرافهم في تناول الأطباق الرمضانية الدسمة والحلويات ، فإن صيام رمضان قد يحقق نقصا في وزن الصائمين بمقدار 2-3 كيلوجرامات في عدد من الدراسات العلمية،ودراسة أخرى أكدت بأن الصائم الذي لايتناول عند الإفطار الطعام المحتوي على الدهون فإن ذلك يؤدي لإنقاص الوزن المفيد لمرضى الروماتيزم وخصوصاً مرضى الروماتيزم المفصلي العظمي حيث تلعب زيادة وزن الجسم دروًا رئيسيًّا في حدوثه، وما يحدث في شهر رمضان من نقص في الوزن يكفي لإحداث تحسن في حالة المفصل،وكثير من تلك الدراسات التي تؤكد بأن عدم الإفراط في الأكل في شهر رمضان ما هو إلا صحة وفائدة ومنفعة لجسم الإنسان(وأي منفعة فإن الصوم بها منفعة للأخرة وأخرى للدنيا - ولكن بشروطها).

                  لنترك موائدنا الدنيوية التي نفرط في التعامل معها ولجعل الإستفادة في هذا الشهر الفضيل من مائدة الرب الجليل المحتوية على كل المنافع الدنيوية والأخروية،وفي نفس الوقت هذه المائدة تحتوي على بركات روحية نورانية في نهاية الأمر تصب في مصلحتنا نحن بني البشر:

                  [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"](1) فهو سبحانه أرحم الراحمين ومائدته لا تقتصر على لون واحد من ألوان الكرامة، بل هي تجلٍّ لرحمة الله الواسعة وتضم كل الوان النعم ابتداءً من النعم المادية، وانتهاءً بآخر الوان النعم الروحية والمعنوية، ولعل الجميع يعلم كيف أن البركات والخيرات تنهمر على الناس كالغيث بمجرد أن يهل شهر رمضان المبارك، وهذا هو لون مادي من ألوان المائدة .[/grade]
                  [grade="8B0000 FF0000 FF7F50 FFA500 FF7F50"](2) نعمة وبركة العواطف والمشاعر الخيرة التي يتبادلها المؤمنون، حيث التعاطف والتراحم وانتشار المودة فيما بينهم، مما يعزز أواصرهم الأخوية في الإيمان،فالمؤمن الغني يحس من أعماق وجدانه بالحنان نحو أخيه الفقير، لان الله سبحانه شاء لهذا الغني بما فرضه عليه من الصوم عن الطعام والشراب، ان يشعر بألم أخيه الفقير الذي يبيت معظم لياليه جائعاً لا يجد ما يسـد به جوعته وجوعة عياله واطفاله،والأحباء يزدادون حباً لبعضهم، وكذلك الذين فرقتهم نزغات الشيطان بما بثت في قلوبهم من الأحقاد والبغضاء، لان مائدة هذا الشهر الفضيل تجمعهم على حب الله تبارك اسمه، فتنبذ الأحقاد، وتترك العداوات. ذلك لان النفوس تسمو عندما تجتمع في رحاب الرحمة الإلهية. فكم من العوائل والأقارب الذين فرقتهم توافه هذه الدنيا ومادياتها، جمعتهم رحاب رمضان وموائده الكريمة. ولعل صلة الأرحام التي هي مستحبة على الدوام، تزداد أهمية في شهر الله الفضيل، كما أكد على ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته عند استقبال شهر رمضان قائلاً: "وصلوا أرحامكم"، إلى درجة ان قطيعة الرحم في هذا الشهر تعد ذنباً عظيماً، والبادئ بالوصل له سبعون أجراً كأجر البادئ بالسلام والتحية.[/grade]
                  [grade="00BFFF 4169E1 0000FF 00008B 00BFFF"](3) إن القائمين بهذه الضيافة الذين يأتوننا بمائدة الله ورحمته هم أهل بيت النبوة والرسالة عليهم السلام أجمعين،ولذلك ينبغي أن نوجه قلوبنا إليهم ونزداد حباً لهم ومعرفة بهم وتسليماً لهم وأن نهتم باللجوء إليهم، فليس صحيحاً أن ننسى ذكرهم في شهر الله الفضيل،وكما ورثنا حب أهل البيت وولايتهم من آبائنا وأجدادنا، ونشأنا وترعرعنا وتغذينا بهذا الحب وبهذه الولاية، فاختلطا بدمنـا ولحمنا، فــلا بد من أن نؤدي هذه الأمانة إلى أبنائنا وأحفادنا كما أداها لنا الآباء والأجداد، فنزرع في نفوسهم حب اهل البيت والولاية لهم، حتى يقوموا بدورهم بهذه المسؤولية تجاه الأجيال القادمة.
                  وعلى خطبائنا الكرام أن يركزوا في موسم التبليغ الرمضاني على قضية الولاء لأهل البيت عليهم السلام بكل أبعادها، وبما يروي شجرة حبهم، ويرسخها في قلوب مواليهم وشيعتهم؛ كأن يتحدثوا عن فضائلهم ومناقبهم ومواقفهم الرسالية، وصبرهم واستقامتهم ومظلوميتهم التاريخية المستمرة إلى يومنا هذا. ذلك لان كل ما يتوارد علينا من مصائب وكوارث، إنما سببه إبتعادنا عن أهل البيت، ومنهجهم وصراطهم السوي.[/grade]

                  [grade="DEB887 D2691E A0522D D2691E F4A460"](4) مائدة القرآن الكريم فشهر رمضان هو شهر القرآن وربيعه،ففي طياته تلك الليلة المباركة التي هي خير من ألف شهر أي أنها خير من ثلاثين ألف ليلة، وسرّ هذا التفضيل يكشفه لنا القرآن الكريم في قوله(إِنَّآ أنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ))،فهذه الليلة هي ذكرى نزول القرآن الكريم من السماء
                  حيث نزل كله جملة واحدة على قلب نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم في تلك الليلة المباركة، ولذلك فان من ضمن المظاهر الكبرى لعظمة شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن، هو انه ربيع القرآن الذي فيه خبر من كان قبلنا وعلم من يأتي بعدنا وهو حكم ما بيننا. فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله وراءه ساقه إلى النار. وهو شافع مشفّع، وما حل مصدّق. فلابد - إذن - من الاهتمام بكتاب الله في هذا الشهر الشريف بتلاوته والتدبر في آياته.[/grade]
                  فمن منا لا يريد ان يجمع غذائين صحيين في وقت واحد وعلى مائدة واحدة،وفي نفس الوقت كل غذاء منهما له فوائد بدنية وروحية كلما زاد الإنسان منهما كانت الفائدة أعم وأكثر ولها نتائج إيجابية،الرسول يقول((واذكروا بجوعكم وعطشكم جوع وعطش يوم القيامة))،ثم ان للصوم حكمة الا وهي صوموا تصحوا والنصوص تؤكد على ان للصوم اثره الفعال في الجانب الصحي، ولو نظرنا الى كل الاديان لوجدنا قواسم مشتركة فيما بينها الا وهي الارتقاء بالانسان الى مدارج الكمال،وما جاء في الحديث القدسي ((كل عمل ابن ادم له،الا الصيام فأنه لي وانا اجزي به))، والصوم في الاسلام نوع من العلاقة بين العبد وربه وذلك لنيل الكمال الانساني المطلوب من قبل المولى جل وعلا وهذا بالطبع يتاتى بإتباع تعاليم الله عزوجل.

                  فإذا كان الإسراف في المأكل والمشرب هو عمل وجزء من الآية الشريفة[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]((كلوا وأشربوا ولاتسرفو))[/grade] وهي تعني عدم الإسراف المفرط في الأكل،وأيضاً هذه الأية المباركة تخضع للقاعدة العامة[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]((إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين))[/grade] ويقول الرسول((الصوم جنة من النار))اي حماية من النار،فإذا كنا نريد ان نحمي انفسنا من النار فإننا نصوم بنص الحديث الشريف،ولكننا في نفس الوقت نصبح إخوان الشياطين فكيف لنا ان نجمع الإثنان معاً؟!

                  وبالصوم تتم عملية قطع التعلقات القلبية بالدنيا وتقوية عامل الارادة والاستعداد للاخرة التي هي دار البقاء ,وشهر رمضان هو عبارة عن دورة تدربية على مواقف الاخرة، ففي هذا الشهر حيث يفرغ الانسان قلبه من كل التعلقات الدنيوية ويغلق قلبه عما سوى الله فقد جاء في الحديث القدسي( ما وسعتني ارضي ولا سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن)) وباب العبور للعبادة الصحيحة هو الصوم فقد جاء في الحديث (( لكل شيءباب وباب العبادة الصوم)) فلذا كانت وصايا اهل البيت لنا ان لا يتحول صيامنا الى صوم عن الطعام والشراب ,بل ارادوا ان يكون صوما حتى بالجوارح والجوانح .

                  ترقبوا المحور الثالث من الورقة الرابعة(شهر رمضان وزيادة الإنفاق) بعنوان:


                  الإستهلاك السلبي(الكسل المفرط)في إتيان حق شهر رمضان المبارك من العبادة.

                  تعليق


                  • #10
                    احسنت اخي الفاظل وطيب الله انفاسك 0000000000000 نسئلكم الدعاء

                    تعليق


                    • #11
                      [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]
                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
                      [/grade]

                      الأخ العزيز jlihawi بارك الله فيكم وتقبل الله صيامكم وقيامكم وشكراً على مروركم الطيب وأنتم أيضاً لتنسونا من صالح دعائكم في هذا الشهر الفضيل.



                      المحور الثاني من الورقة الرابعة(شهر رمضان وزيادة الإنفاق) بعنوان:

                      الإستهلاك في الأكل وسوء التغذية المفرطة في شهر رمضان



                      [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]تؤكد الأخصائية في علم التغذية الدكتورة زمزم الموسى أهمية انتقاء الصائم أنواع التغذية الصحية والسليمة خلال شهر رمضان المبارك وأكدت أن الدين الإسلامي الحنيف أعطانا أفضل دليل علمي للتغذية الصحية ولو طبقناه بطريقة صحيحة لوقينا أجسامنا من العديد من الأمراض لا سيما في شهر رمضان،[/grade] وهناك دراسات وبحوث علمية أثبتت الأسس الصحيحة التي تعلمناها في ديننا الحنيف،لكن معظم الصائمين يمارسون عادات غذائية خاطئة في شهر رمضان فيعمد الكثير منهم إلى الإسراف في تناول الطعام والتركيز على أنواع محددة من الأطعمة معظمها عالية السعرات الحرارية ومطعمة بالدهون المشبعة فيفقد الصائم فوائده الصحية، وهذا ما أكده الرسول محمد في قولهإياكم وفضول المطعم فإنه يسم القلب بالفضلة).

                      إن آلية تناول وجبتي الإفطار والسحور تكون بطريقة صحية لتجنب العطش والجوع والتوتر العصبي والصداع والخمول والكسل الذي يشكو منه البعض،ويركز الأطباء على أن تكون الأطعمة المتناولة في الإفطار متوازنة تحتوي على صنف أو أكثر من مجموعات الأغذية, ومتنوعة لتغطي الاحتياجات الغذائية للجسم فيشمل على السلطة الخضراء الطازجة لما تحتويه من ألياف وأملاح معدنية وفيتامينات, وكذلك على ألياف الفاكهة والتمر التي تحتفظ بكميات من الماء داخل أنسجة الجسم, وتعمل على ترطيب العضلات، وتجعل الجسم يحتفظ باحتياطي كبير للطاقة.

                      [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]ونبه المختصون إلى أن المعدة تمتلئ بالطعام في أقل من ساعة بعد فترة صيام تام مع الجوع لفترة لا تقل عن 13 - 17 ساعة، مما يؤدي إلى ارتخاء في عضلاتها وإصابتها بالتلبك[/grade], وهذا أمر طبيعي، لأن المواد الدهنية عسرة الهضم والكربوهيدرات تملأ المعدة، خاصة إذا ما أضيف إليها الماء, فيتبع ذلك انتفاخ البطن وضيق التنفس الذي يكون السبب فيه امتلاء البطن والضغط على الحجاب الحاجز بين البطن والصدر فيرتفع إلى أعلى ويسبب عدم تمدد الرئتين إلى الوضع الطبيعي, فيشعر الشخص بضيق التنفس بعد حوالي ساعة من الأكل، محذرين من أن الإكثار من البروتينات يؤدي إلى عسر الهضم وزيادة التعرض للإمساك, ويزيد من ظهور أعراض مرض التنفس بالنسبة للمصابين به أو من لديهم استعداد له، إضافة إلى إضراره بمرضى الكلى وتليف الكبد.

                      لا شك ان الاسلام العظيم أرشدنا كيف نحافظ على أبداننا ونرعى حرمة جوارحنا، فجعل من شهر الصيام فرصة عظيمة لراحة المعدة وانتعاش الحالة الصحية للمسلم،لذلك قوله تعالى((وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام الى الليل))وقد أجمل النبي(ص)الفوائد الصحية للصيام في كلمتين((صوموا تصحوا)) فالصحة نتيجة للصيام، لذا يجب على المسلمين ان يغيروا عادات الأكل التي اعتادوا عليها، فبدلاً من ان تصبح عدد الوجبات اليومية ثلاث وجبات أو أكثر، تصبح وجبتين في الإفطار والسحور.

                      لقد حظي البعد الصحي للصوم بالكثير من الاهتمام من القرآن الكريم ومن أهل البيت ، فقد وردت العديد من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي توجه نحو الإستقرار الصحي والسلامة من الأوبئة والأمراض، فالعالم يضج من الكثير من الأمراض التي يمكن الابتعاد عنها والنجاة منها دون الحاجة لبذل الجهود المادية أو المعنوية،فلو التزمنا بالآية المباركة(كلوا واشربوا ولا تسرفوا)وبمقولة أمير ألمؤمنين(ع) (من كثر أكله قلت صحته) لكنا الأن في صحة وعافية.

                      ورب العزة والجلالة عندما يقول(( كُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)) تلك هي آية في كتاب الله ، جمعت علم الغذاء كله في ثلاث كلمات [grade="8B0000 FF0000 FF7F50"]الأكل والشرب وعدم الإسراف، [/grade]فإذا جاء شهر رمضان،والتزم الصائم بهذه الآية،وتجنب الإفراط في الدهون والحلويات والأطعمة الثقيلة،وخرج في نهاية شهر رمضان،وقد نقص وزنه قليلا،وانخفضت الدهون،يكون في غاية الصحة والسعادة،وبذلك يجد في رمضان وقاية لقلبه،وارتياحا في جسده .

                      وقد أكد الباحثون أنه على الرغم من عدم التزام الكثير من المسلمين ، للأسف الشديد ، بقواعد الإسلام الصحية في غذاء رمضان ورغم إسرافهم في تناول الأطباق الرمضانية الدسمة والحلويات ، فإن صيام رمضان قد يحقق نقصا في وزن الصائمين بمقدار 2-3 كيلوجرامات في عدد من الدراسات العلمية،ودراسة أخرى أكدت بأن الصائم الذي لايتناول عند الإفطار الطعام المحتوي على الدهون فإن ذلك يؤدي لإنقاص الوزن المفيد لمرضى الروماتيزم وخصوصاً مرضى الروماتيزم المفصلي العظمي حيث تلعب زيادة وزن الجسم دروًا رئيسيًّا في حدوثه، وما يحدث في شهر رمضان من نقص في الوزن يكفي لإحداث تحسن في حالة المفصل،وكثير من تلك الدراسات التي تؤكد بأن عدم الإفراط في الأكل في شهر رمضان ما هو إلا صحة وفائدة ومنفعة لجسم الإنسان(وأي منفعة فإن الصوم بها منفعة للأخرة وأخرى للدنيا - ولكن بشروطها).

                      لنترك موائدنا الدنيوية التي نفرط في التعامل معها ولجعل الإستفادة في هذا الشهر الفضيل من مائدة الرب الجليل المحتوية على كل المنافع الدنيوية والأخروية،وفي نفس الوقت هذه المائدة تحتوي على بركات روحية نورانية في نهاية الأمر تصب في مصلحتنا نحن بني البشر:

                      [grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"](1) فهو سبحانه أرحم الراحمين ومائدته لا تقتصر على لون واحد من ألوان الكرامة، بل هي تجلٍّ لرحمة الله الواسعة وتضم كل الوان النعم ابتداءً من النعم المادية، وانتهاءً بآخر الوان النعم الروحية والمعنوية، ولعل الجميع يعلم كيف أن البركات والخيرات تنهمر على الناس كالغيث بمجرد أن يهل شهر رمضان المبارك، وهذا هو لون مادي من ألوان المائدة .[/grade]

                      [grade="FF6347 FF0000 8B0000"](2) نعمة وبركة العواطف والمشاعر الخيرة التي يتبادلها المؤمنون، حيث التعاطف والتراحم وانتشار المودة فيما بينهم، مما يعزز أواصرهم الأخوية في الإيمان،فالمؤمن الغني يحس من أعماق وجدانه بالحنان نحو أخيه الفقير، لان الله سبحانه شاء لهذا الغني بما فرضه عليه من الصوم عن الطعام والشراب، ان يشعر بألم أخيه الفقير الذي يبيت معظم لياليه جائعاً لا يجد ما يسـد به جوعته وجوعة عياله واطفاله،والأحباء يزدادون حباً لبعضهم، وكذلك الذين فرقتهم نزغات الشيطان بما بثت في قلوبهم من الأحقاد والبغضاء، لان مائدة هذا الشهر الفضيل تجمعهم على حب الله تبارك اسمه، فتنبذ الأحقاد، وتترك العداوات. ذلك لان النفوس تسمو عندما تجتمع في رحاب الرحمة الإلهية. فكم من العوائل والأقارب الذين فرقتهم توافه هذه الدنيا ومادياتها، جمعتهم رحاب رمضان وموائده الكريمة. ولعل صلة الأرحام التي هي مستحبة على الدوام، تزداد أهمية في شهر الله الفضيل، كما أكد على ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته عند استقبال شهر رمضان قائلاً: "وصلوا أرحامكم"، إلى درجة ان قطيعة الرحم في هذا الشهر تعد ذنباً عظيماً، والبادئ بالوصل له سبعون أجراً كأجر البادئ بالسلام والتحية[/grade].

                      [grade="DEB887 D2691E A0522D"](3) إن القائمين بهذه الضيافة الذين يأتوننا بمائدة الله ورحمته هم أهل بيت النبوة والرسالة عليهم السلام أجمعين،ولذلك ينبغي أن نوجه قلوبنا إليهم ونزداد حباً لهم ومعرفة بهم وتسليماً لهم وأن نهتم باللجوء إليهم، فليس صحيحاً أن ننسى ذكرهم في شهر الله الفضيل،وكما ورثنا حب أهل البيت وولايتهم من آبائنا وأجدادنا، ونشأنا وترعرعنا وتغذينا بهذا الحب وبهذه الولاية، فاختلطا بدمنـا ولحمنا، فــلا بد من أن نؤدي هذه الأمانة إلى أبنائنا وأحفادنا كما أداها لنا الآباء والأجداد، فنزرع في نفوسهم حب اهل البيت والولاية لهم، حتى يقوموا بدورهم بهذه المسؤولية تجاه الأجيال القادمة.
                      وعلى خطبائنا الكرام أن يركزوا في موسم التبليغ الرمضاني على قضية الولاء لأهل البيت عليهم السلام بكل أبعادها، وبما يروي شجرة حبهم، ويرسخها في قلوب مواليهم وشيعتهم؛ كأن يتحدثوا عن فضائلهم ومناقبهم ومواقفهم الرسالية، وصبرهم واستقامتهم ومظلوميتهم التاريخية المستمرة إلى يومنا هذا. ذلك لان كل ما يتوارد علينا من مصائب وكوارث، إنما سببه إبتعادنا عن أهل البيت، ومنهجهم وصراطهم السوي.[/grade]

                      [grade="A0522D D2691E DEB887"](4) مائدة القرآن الكريم فشهر رمضان هو شهر القرآن وربيعه،ففي طياته تلك الليلة المباركة التي هي خير من ألف شهر أي أنها خير من ثلاثين ألف ليلة، وسرّ هذا التفضيل يكشفه لنا القرآن الكريم في قوله(إِنَّآ أنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ))،فهذه الليلة هي ذكرى نزول القرآن الكريم من السماء
                      حيث نزل كله جملة واحدة على قلب نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم في تلك الليلة المباركة، ولذلك فان من ضمن المظاهر الكبرى لعظمة شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن، هو انه ربيع القرآن الذي فيه خبر من كان قبلنا وعلم من يأتي بعدنا وهو حكم ما بيننا. فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله وراءه ساقه إلى النار. وهو شافع مشفّع، وما حل مصدّق. فلابد - إذن - من الاهتمام بكتاب الله في هذا الشهر الشريف بتلاوته والتدبر في آياته.[/grade]

                      [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]فمن منا لا يريد ان يجمع غذائين صحيين في وقت واحد وعلى مائدة واحدة،وفي نفس الوقت كل غذاء منهما له فوائد بدنية وروحية كلما زاد الإنسان منهما كانت الفائدة أعم وأكثر ولها نتائج إيجابية،الرسول [/grade]يقول((واذكروا بجوعكم وعطشكم جوع وعطش يوم القيامة))،ثم ان للصوم حكمة الا وهي صوموا تصحوا والنصوص تؤكد على ان للصوم اثره الفعال في الجانب الصحي، ولو نظرنا الى كل الاديان لوجدنا قواسم مشتركة فيما بينها الا وهي الارتقاء بالانسان الى مدارج الكمال،وما جاء في الحديث القدسي ((كل عمل ابن ادم له،الا الصيام فأنه لي وانا اجزي به))، والصوم في الاسلام نوع من العلاقة بين العبد وربه وذلك لنيل الكمال الانساني المطلوب من قبل المولى جل وعلا وهذا بالطبع يتاتى بإتباع تعاليم الله عزوجل.

                      فإذا كان الإسراف في المأكل والمشرب هو عمل وجزء من الآية الشريفة((كلوا وأشربوا ولاتسرفو)) وهي تعني عدم الإسراف المفرط في الأكل،وأيضاً هذه الأية المباركة تخضع للقاعدة العامة((إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين)) ويقول الرسول((الصوم جنة من النار))اي حماية من النار،فإذا كنا نريد ان نحمي انفسنا من النار فإننا نصوم بنص الحديث الشريف،ولكننا في نفس الوقت نصبح إخوان الشياطين فكيف لنا ان نجمع الإثنان معاً؟!

                      وبالصوم تتم عملية قطع التعلقات القلبية بالدنيا وتقوية عامل الارادة والاستعداد للاخرة التي هي دار البقاء ,وشهر رمضان هو عبارة عن دورة تدربية على مواقف الاخرة، ففي هذا الشهر حيث يفرغ الانسان قلبه من كل التعلقات الدنيوية ويغلق قلبه عما سوى الله فقد جاء في الحديث القدسي( ما وسعتني ارضي ولا سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن)) وباب العبور للعبادة الصحيحة هو الصوم فقد جاء في الحديث ( لكل شيءباب وباب العبادة الصوم)) فلذا كانت وصايا اهل البيت لنا ان لا يتحول صيامنا الى صوم عن الطعام والشراب ,بل ارادوا ان يكون صوما حتى بالجوارح والجوانح

                      ترقبوا المحور الثالث من الورقة الرابعة(شهر رمضان وزيادة الإنفاق) بعنوان:


                      الإستهلاك السلبي (الكسل المفرط) في إتيان حق شهر رمضان المبارك من العبادة.

                      تعليق


                      • #12
                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم




                        المحور الثالث والأخير من الورقة الرابعة(شهر رمضان وزيادة الإنفاق) بعنوان:

                        الإستهلاك السلبي (الكسل المفرط) في إتيان حق شهر رمضان المبارك من العبادة.


                        [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]ان المؤمنين ينتظرون عاما كاملا ، ليستقبلوا هذه الليالى المباركة (العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك)التى تعد محطة نقلة نوعية لمسيرة العبد فى الحياة ، والتي وُصفت بركة هذه الليالي بان فيها ليلة هي خير من ألف شهر ومن هنا يعلم ان حقيقة ليلة القدر من الغيب الذى لا يحيط البشر بكنهه! .. ولكن الملاحظ - مع الاسف - ان الفرصة فيها تمر مر السحاب ، وهذه طبيعه بنى آدم الملازمة للخسران كما يذكره القران الكريم .. والشيطان له همته فى ان يصرف العبد عن المسيرة الصحيحة والتوبة الصادقة فى مثل هذه الليالى المصيرية ، والتى من الممكن ان تبدل ديوان العبد من الشقاء الى السعادة.وليلة القدر او كلة القدر تفسيرات منها:ٍ[/grade]

                        (1) سميت ليلة القدر لأنها الليلة التي يحكم الله فيها ويقضي بما يكون في السنة بأجمعها من كل أمر .
                        (2) هي الليلة المباركة في قوله (إنا أنزلناه في ليلة مباركة).
                        (3) لأن الله ينزل فيها الخير والبركة والمغفرة .
                        (4) هي ليلة القدر أي ليلة الشرف والخطر وعظم الشأن .
                        (5) سميت ليلة القدر لأنه أنزل فيها كتاب ذو قدر إلى رسول ذي قدر لأجل أمة ذات قدر على يدي ملك ذي قدر .
                        (6) وسميت بذلك لأنها ليلة التقدير لأن الله تعالى قدر فيها إنزال القرآن .
                        (7) وقيل سميت بذلك لأن الأرض تضيق فيها بالملائكة لنزولهم في تلك الليلة وذلك من قولة ( ومن قدر عليه رزقه )أي ضاق عليه ويراد به ضيق الأرض وربما تكون هذه المعاني كلها مقصودة من لفظ كلمة القدر .

                        (8) سماحة آية الله الشيخ الشهيد مرتضى المطهري (رضوان الله تعالى عليه) ، حيث يعرف ليلة القدر في جملة صغيرة ولكنها ذات أبعاد راقية ومضامين عالية:
                        يقول(ليلةالقدر تعني ليلةالإنسان الكامل، ليلة الولي الكامل)). ويقول(ليلةالقدرهي ليلةالإنسان الكامل،وأن القرآن قد نزل فيها)). وأن رسول الله صلى الله عليه وآله كانت له ليلة قدرٍ كل سنة وكذلك الإمام سلام الله عليه، وأن الأرض أبداً لا تخلو من الإنسان الكامل، والسنة لا تخلو من ليلة القدر، وليلة القدر لا تخرج عن شهر رمضان المبارك.


                        وكان دأب أهل البيت صلوات ربي عليهم وسلامه في هذا الشهر الفضيل وبالأخص في الليالي العشر وبالأخص في الليالي الفردية وكان تركيزهم أكثر في ليلة الثلاثة والعشرين من هذا الشهر الفضيل،فكانت ساعاتهم وكل اوقاتهم موجهة للعبادة والذكر والصلاة والحمد والشكر له والثناء عليه لأنهم يعرفون ما هي ليلة القدر وما أهميتها،ونحن نستطيع ان نلخص اهميتاه في الحديث المروي عن عن عبد الله بن سنان عندما سأل أبا جعفر(ع) قال سألته عن النصف من شعبان فقال :ما عندي فيه شئ ولكن إذا كانت ليلة تسع عشرة من شهر رمضان قسم فيها الأرزاق وكتب فيها الآجال وخرج فيها صكاك الحاج وأطلع الله إلى عباده فغفر لهم إلا شارب خمر مسكر . فإذا كانت ليلة ثلاث وعشرين فيها يفرق كل أمر حكيم ثم ينهى ذلك ويمضي ذلك قلت إلى من : قال:إلى حبكم ولولا ذلك لم يعلم .

                        ونستعرض معكم حياة أئمة اهل البيت وكيف كان سلوكهم العبادي في هذه الأيام المباركة:

                        [grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]ففي الحديث المروي عن ابن عباس قال(ذُكر لرسول الله(ص)رجل من بني إسرائيل أنه حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله تعالى ألف شهر، فعجب من ذلك رسول الله(ص) عجباً شديداً، وتمنى أن يكون ذلك في أمته، فقال: يارب، جعلت أمتى أقصر الناس أعماراً، وأقلها أعمالا، فأعطاه الله ليلة القدر، وقال: ليلة القدر خير من ألف شهر، ... لك ولأمتك من بعدك إلى يوم القيامة في كل رمضان ))،وروي كان رسول الله(ص)إذا كان العشر الأواخر اعتكف في المسجد وضربت له قبة من شعر وشمر المئزر وطوى فراشه،وعن الإمام الصادق قال:كان رسول اللهإذا دخل العشر الأواخر شدّ المئزر،واجتنب النساء،وأحيى الليل،وتفرّغ للعبادة. فروع الكافي1/205[/grade]

                        [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]وعن السلطان علي بن موسى الرضا عليه السلام قال:إنّ الله جلّ وعلا يعتق في أول ليلةٍ من شهر رمضان ستمائة ألف عتيقٍ من النار،فإذا كان العشر الأواخر،عتق كلّ ليلةٍ منه مثل ما عتق في العشرين الماضية،فإذا كان ليلة الفطر،أعتق من النار مثل ما أعتق في سائر الشهور . فقه الرضا ص373، وعن الصادق قال: اعتكف رسول الله في أول ما فرض شهر رمضان في العشر الأول ، وفي السنة الثانية في العشر الأوسط ، وفي السنة الثالثة في العشر الأواخر ، فلم يزل يفعل ذلك حتى مضى . كتاب اعمال الايام[/grade]

                        [grade="FF1493 B22222 FF7F50 00BFFF"]وعن كتاب دعائم الاسلام انّ رسول الله صلى اله عليه وآله وسلم كان يطوي فراشه ويشدّ مئزره للعبادة في العشر الاَواخر من شهر رمضان، وكان يوقظ أهله ليلة ثلاث وعشرين، وكان يرشّ وجوه النيّام بالماء في تلك اللّيلة وكانت فاطمة لا تدع أهلها ينامون في تلك اللّيلة وتعالجهم بقلّة الطّعام وتتأهّب لها من النّهار، أي كانت تأمرهم بالنّوم نهاراً لئلا يغلب عليهم النّعاس ليلاً، وتقول: محروم من حرم خيرها ، وروي انّ الصّادق كان مدنفاً فأمر فأخرج الى المسجد فكان فيه حتّى أصبح ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان .[/grade]

                        [grade="008080 D2691E 000000 808080 FFA500"]عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):اعطيت امتي خمس خصال في شهر رمضان لم يعطهن أمة نبي قبلي .
                        أما واحدة فانه إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله عز وجل إليهم ومن نظر الله إليه لم يعذبه .
                        والثانية : خلوف افواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك .
                        والثالثة : يستغفر لهم الملائكة في كل يوم وليلة .
                        والرابعة : يقول الله عزوجل لجنته:تزيني واستعدي لعبادي يوشك أن يستريحوا من نصب الدنيا وأذاها ويصيروا إلى دار كرامتي .
                        والخامسة : إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان غفر الله عزوجل لهم جميعا فقال رجل : يا رسول الله أهي ليلة القدر ؟ قال : لا أما ترون العمال إذا عملوا كيف يؤتون اجورهم.[/grade]

                        والملاحظ من هذ الروايات الخفاء وعدم التصريح المؤكد بليلة القدر وعلة ذلك لكي يجتهد الناس في الطاعة فلا يقتصرون على ليلة من بين الليالي ولا يجعلون طاعتهم مقصورة عليها،فإذا علموا أنها في العشر الأواخر اجتهدوا في العشر الأواخر كلها ، وهذا هو مقصود الشرع لأن المراد به هنا هوإحياء الليالي العشر كاملة،وعلى هذا فإن الأفضل أن نحرص نحن المقصرون والمحتاجون إلى كل وسيلة وطريقة تنقذنا مما نحن فيه، وهذه هي الفرصة السانحة الان ومتوفرة ونستطيع القيام بها فهل نستطيع ام نحن ممن سوف يُحرم غفران هذا الشهر الفضيل والعياذ بالله؟!.

                        ولكن وللأسف مع وجود هذه الروايات وتلك الأيات وما ذكره الأئمة عليهم السلام من فضل لا يضاهيه فضل في العبادة في هذه العشر الأواخر من هذا الشهر الكريم الفضيل الذي حساب القائمين ولاصائمين فيه على رب العالمين وهو الذي يجازيهم،والفرصة الكافية لتجديد النظر في الحياة تتاح للإنسان على أوفرها في شهر رمضان.. لهذا نجد الإسلام يحث على أن ينسلخ الفرد – طوال رمضان – من حياته السابقة، ويتجرد من أواصر المادة، وصِلاتها العذبة المغرية – مهما أستطاع – وينصرف بكلّه إلى عبادة الله، ويتفرغ للتلقي والتجاوب مع دواعي الدين والضمير، حتى يكون على أهبة واستعداد تلبية بواعث الإلهام.

                        فإن كنا نحن المحتاجين نضيع على إنفسنا مثل هذه الفرص العظيمة فيجب بعد ذلك ان لانلوم أحد غير هذه النفس التي تنادي مثل جهنم وتقول هل من مزيد،أو والعياذ بالله ان يكون ملعوناً أو مغبوناً بنص الحديث الوارد عن الإمام علي (من تساوى يوماه فهو مغبون، ومن كان أمسه أفضل من يومه فهو ملعون..)،فإذا كانت صفة اللعن تعني البعد عن رحمة الله ونحن في شهر رمضان نحاول ان نتمسك بأي قشة تقربنا من رحمته ورضوانه فنقوم وفي شهر الرحمة والرضوان نضيع على نفسنا فرصة الرحمة ونقلبها إلى لعنة والعياذ بالله.

                        هذه أيام رمضان قد تصرمت فهل من عاقل يحاول الإستفادة قدر الإمكان من تلك الأيام الباقية من هذا الشهر الفضيل؟إن هذا الشهر الفضيل

                        1- أفضل الأعمال فيه هو الورع عن محارم الله تعالى، فلنحاول أن نستقصى الذنوب التي ندمن عليها طوال العام، فإن هذه فرصة نادرة للإقلاع عن كثير من السيئات المهلكة، فأجواء الشهر الكريم مؤاتية لجلب كل خير، ودفع كل شر!

                        2- هو بمثابة بداية سنة روحية، فلنأخذ الآن ورقة وقلماً، لنسجل فيها ما علينا وما لنا، ولنخطط لسنة جديدة خالية من المعاصي – إلا اللمم وما لم تكن بالاختيار – فإن هذا شعار يستبطن خير الدنيا والآخرة.

                        3- نحاول أن تنظر إلى من حولنا وخاصة الوالدين وذوى الحقوق، لئلا يكون حولنا قلب منكسر وكنا سبباً في ذلك، فإن من كسر قلباً فعليه جبره!!

                        4- ساعة الإفطار فيه هي ساعة مباركةمباركة، أكمل فيها الإنسان امتثال أمر إلهي ثمرته التقوى.. فبالغ في الدعاء وخاصة طلباً لفرج ولي أمرك فإن في ذلك فرجك أيضاً، ومن بعد ذلك غفران الذنوب.. ويا حبذا لو ألتزمت بأدعية الإفطار البليغة وخاصة هذا الدعاء الذي روى النبي أنه قال: (ما من عبد يصوم فيقول عند إفطار: (يا عظيم!.. يا عظيم!.. أنت إلهي لا إله غيرك، أغفر لي الذنب العظيم، فإنه لا يغفر الذنب العظيم إلا العظيم) إلا خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه.

                        5- إن الله يحب المستغفرين في الإسحار،وإن الله لديه تجليات الإلهية الخاصة لأوليائه في جوف الليل لا يمكن أن تتكرر في باقي الأوقات، فإن ساعة كسب المقام المحمود!! والأغرب من ذلك أن لا يفوت العبد طعام سحوره، مفوت!! صلاة الفجر الواجبة، لتكون قضاء كباقي أيام السنة.

                        6- للمؤمن فيه ختمة واعية في شهر رمضان، يحاول أن يستوعب على الأقل المعاني الظاهرية للآيات، ثم يحاول أن يعمل تفكيره لعله يعطى هبة متميزة في فهم القرآن الكريم.. أوليس من الجميل أن يفهم الإنسان مغزى خطاب من يحبه ويهواه!! ولنكثر في هذا الشهر قراءة التوحيد في الساعات الضائعة من اليوم – وما أكثرها – فإن ثلاثاً منها تعادل ختمة القرآن، والآية في هذا الشهر تعادل ختمة القرآن.. أو هل تصورت التوالد العددي المذهل من هذا الحساب الواضح؟!!

                        7- محاولة إعطاء لاسحار الجمعة في شهر رمضان حقها، فإنها من خير الساعات في العالم كله.. أو هل تعلم معجوناً أكمل من ذلك حيث: الشهر الكريم، والليلة المباركة، وساعة انفتاح أبواب السماء.. ولكن كم نحن غافلون!!

                        8- ليلة القدر وهي مميزة والحال ما سبقتها من الليالي كانت ليال لا تفترق عن باقي ليالي السنة بما يعتد به، فلا بد من الصعود التدريجي من بدايات الشهر، لتكون ليلة القدر قمة التألق، في مجال عقد الصفقات الكبرى مع رب العالمين، وقليل أهلها!!

                        [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]
                        نسأل الله العلي القدير ان يتقبل صيامنا وقيامنا فيه وان يعطينا سؤلنا وان يوفقنا إلى حج بيته الحرام،وان يعتقنا من ناره إنه سميع مجيب الدعاء.
                        [/grade]


                        وبذلك نأتي على ختام هذه الأوراق الرمضانية وأسأل الله العلي القدير ان تكون فيها الفائدة .



                        وصلى الله على سيدنا ونبينا محمدً وعلى اهل بيته الطاهرين

                        ملاحظة رمضانية مهمة


                        من المناسب ان نتخذ بعض ساعات الاجابة موضعا لتركيز الدعاء لصاحب الأمر بالنصرة والتأييد ، ومنها : قنوت الصلوات اليومية ، و ساعة الأذان التي تفتح عندها ابواب السماء ، و في جوف الليل ، و في ليالي القدر.. فلنتساءل : كيف سيكون حال العبد الذي يدعو له امام زمانه بالنصر والتأييد ؟!.. اوهل ترد دعوة اشرف خلق الله تعالى على الارض في هذا العصر ؟

                        تعليق


                        • #13
                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم


                          نبرك لكم حلول شهر رمضان المبارك ، وتقبل الله فيه صيامكم وقيامكم وطاعاتكم ور تنسونا من خالص دعائكم،ونرفع الموضوع ببركة هذا الشهر الكريم وبالصلاة على محمد وآل محمد

                          تعليق

                          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                          حفظ-تلقائي
                          x

                          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                          صورة التسجيل تحديث الصورة

                          اقرأ في منتديات يا حسين

                          تقليص

                          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                          أنشئ بواسطة مروان1400, 03-04-2018, 09:07 PM
                          ردود 13
                          2,137 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة مروان1400
                          بواسطة مروان1400
                           
                          أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
                          استجابة 1
                          76 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة وهج الإيمان
                          بواسطة وهج الإيمان
                           
                          أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 31-08-2019, 08:51 AM
                          ردود 2
                          343 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة وهج الإيمان
                          بواسطة وهج الإيمان
                           
                          يعمل...
                          X