[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]
الورقة الأولى / المقدمة
قال تعالى ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ))
ويقول نبي الرحمة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:أُعطيت أمتي في شهر رمضان خمس خصال لم يُعطاها أحد قبلهن :
خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك .
وتستغفر له الملائكة حتى يفطر .
وتُصفّد فيه مردة الشياطين ، فلا يصلوا فيه الى ما كانوا يصلون في غيره .
ويزيّن الله عزّ وجلّ في كل يوم جنّته ويقول : يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك .
ويُغفر لهم في آخر ليلة منه .
قيل يا رسول الله!..أي ليلة ؟..القدر ؟..قال : لا ، ولكن العامل إنما يُوفّى أجره إذا انقضى عمله.
ص349 - النوادر
وعن الحسن بن علي عليهم السلام جاء نفرٌ من اليهود إلى رسول الله ، فسأله أعلمهم عن مسائل ، فكان فيما سأله أن قال : لأي شيءٍ فرض الله عزّ وجلّ الصوم على أمتك بالنهار ثلاثين يوماً ، وفرض على الأمم السالفة أكثر من ذلك ؟..
فقال النبي : إنّ آدم لما أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوماً ، ففرض الله على ذريته ثلاثين يوماً الجوع والعطش ، والذي يأكلونه تفضّلٌ من الله عزّ وجلّ عليهم ، وكذلك كان على آدم ، ففرض الله ذلك على أمتي ، ثم تلا رسول الله هذه الآية :
((كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ، أياما معدودات)). قال اليهودي : صدقت يا محمد ، فما جزاء من صامها ؟..فقال النبي : ما من مؤمنٍ يصوم شهر رمضان احتساباً ، إلا أوجب الله له سبع خصالٍ :
أولها : يذوب الحرام من جسده ، والثانية : يقرب من رحمة الله ، والثالثة : يكون قد كفّر خطيئة أبيه آدم ، والرابعة : يهوّن الله عليه سكرات الموت ، والخامسة : أمانٌ من الجوع والعطش يوم القيامة ، والسادسة : يعطيه الله براءةً من النار ، والسابعة : يطعمه الله من طيبات الجنة .
قال : صدقت يا محمد . الخصال 2/107 ، أمالي الصدوق ص116 ، العلل 2/66
بعد أيام قليلة يستقبل العالم الإسلامي شهر فضيل هو من أفضل الشهور عند الله عزوجل شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن،وهو شهر الرحمة والمغفرة ومضاعفة الأجر والثواب وقبول التوبة وما به من نفحات روحية يستمدها المؤمن من عطايا هذا الشهر الفضيل وقد خص رب العزة والجلالة هذا الشهر بليلة هي أفضل من ألف شهر وهي ليلة القدر ((إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ‘‘ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ‘‘ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ‘‘ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ‘‘ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)) ، فيقدر الله فيها حوادث السنة من الليلة إلى مثلها من قابل من حياة و موت و رزق و سعادة و شقاء و غير ذلك.
و شهر رمضان هو شهر ضيافة - حقيقة لا مجازا - فالمضيف هو رب العزة والجلالة والضيف هو أنت أيه الإنسان الخطأ صاحب الذنوب والدواهي العظمى،وهذا الشهر هو باب مفتوح لكل من أراد أن تشمله سفرة المُضيف، ومن هنا سهل على الضيف أن يحصل على عطايا من المضيف ، لا يمكن الحصول عليها منه خارج دائرة الضيافة أو بالأحرى هو سهل وممكن في هذا الشهر في غيره من الشهور ولكن بقاعدة أساسية التي وضحها لنا الرسول الأعظم محمد عندما سأله امير المؤمنين
يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟.. فقال :
يا أبا الحسن !.. أفضل الأعمال في هذا الشهر : الورع عن محارم الله عز وجل
ونحن نقرأ في دعاء شهر رمضان المبارك في الليلة الأولى منه:{ أنا ومن لم يعصك سكان أرضك،فكن علينا بالفضل جوادا}..فالعبد في هذا الدعاء يخلط نفسه بالطائعين،بدعوى أنه( يجمعه ) وإياهم سكنى الأرض الواحدة ، ليستنـزل الرحمة الإلهية العائدة للجميع ..وبذلك يتحايل العبد ليجد وصفا يجمعه مع المطيعين ، ولو كان السكنى في مكان واحد ..وكذلك الأمر عند الاجتماع في مكان واحد ، وزمان واحد في أداء الطاعة ، كالحج وصلاة الجماعة والجهاد ومجالس إحياء ذكر أهل البيت ، فان الهيئة ( الجماعية ) للطاعة من موجبات ( تعميم ) الرحمة ..وقد ورد في الحديث: { إن الملائكة يمرون على حلق الذكر ، فيقومون على رؤسهم ويبكون لبكائهم ، ويؤمّنون على دعائهم…فيقول الله سبحانه :إني قد غفرت لهم وآمنتهم مما يخافون ، فيقولون: ربنا إن فيهم فلانا وإنه لم يذكرك ، فيقول الله تعالى: قد غفرت له بمجالسته لهم ، فإن الذاكرين من لا يشقى بهم جليسهم } البحار-ج75ص468 .
وفي مانقل عن الإمام العسكري :لما كلم الله عز وجل موسى بن عمران قال موسىوهو حديث طويل نختصر منه ما يناسب سياق الحديث)
قال : إلهي !.. فما جزاء من صام شهر رمضان لك محتسبا ؟.. قال : يا موسى!.. أقيمه يوم القيامة مقاما لا يخاف فيه .
قال : إلهي !.. فما جزاء من صام شهر رمضان يريد به الناس ؟.. قال :
يا موسى!.. ثوابه كثواب من لم يصمه .أمالي الصدوق ص328 .
وفي وصية الإمام علي لأبنائه الله الله في شهر رمضان !.. فإن صيامه جُنة من النار .
وفي ماورد عن أخبار الإمام زين العابدين قال الصادق : كان علي بن الحسين إذا كان شهر رمضان لم يتكلم إلا بالدعاء والتسبيح والاستغفار والتكبير ، فإذا أفطر قال : اللهّم إن شئت أن تفعلَ فعلتَ .ص65
المصدر: الكافي 4/88
وما ورد في فضل هذا الشهر كثير لا يسمح به المجال،فقد اوردنا هذا الندر اليسير لبيان عظمته وأهميته وكيف كان هذا الشهر الفضيل ضيفاً عزيزاً على الأمة الإسلامية عندما كانت بالفعل هي الأمة التي مدحها الله في كتابه العزيز بقوله[كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ]،ولكن الحال تغير الأن فأصبح الناس في وادٍ وشهر رمضان في وادٍ أخر.
[grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]فترقبوا الورقة الثانية بعنوان:[/grade]
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
[/grade]اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
الورقة الأولى / المقدمة
قال تعالى ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ))
ويقول نبي الرحمة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:أُعطيت أمتي في شهر رمضان خمس خصال لم يُعطاها أحد قبلهن :
خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك .
وتستغفر له الملائكة حتى يفطر .
وتُصفّد فيه مردة الشياطين ، فلا يصلوا فيه الى ما كانوا يصلون في غيره .
ويزيّن الله عزّ وجلّ في كل يوم جنّته ويقول : يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك .
ويُغفر لهم في آخر ليلة منه .
قيل يا رسول الله!..أي ليلة ؟..القدر ؟..قال : لا ، ولكن العامل إنما يُوفّى أجره إذا انقضى عمله.
ص349 - النوادر
وعن الحسن بن علي عليهم السلام جاء نفرٌ من اليهود إلى رسول الله ، فسأله أعلمهم عن مسائل ، فكان فيما سأله أن قال : لأي شيءٍ فرض الله عزّ وجلّ الصوم على أمتك بالنهار ثلاثين يوماً ، وفرض على الأمم السالفة أكثر من ذلك ؟..
فقال النبي : إنّ آدم لما أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوماً ، ففرض الله على ذريته ثلاثين يوماً الجوع والعطش ، والذي يأكلونه تفضّلٌ من الله عزّ وجلّ عليهم ، وكذلك كان على آدم ، ففرض الله ذلك على أمتي ، ثم تلا رسول الله هذه الآية :
((كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ، أياما معدودات)). قال اليهودي : صدقت يا محمد ، فما جزاء من صامها ؟..فقال النبي : ما من مؤمنٍ يصوم شهر رمضان احتساباً ، إلا أوجب الله له سبع خصالٍ :
أولها : يذوب الحرام من جسده ، والثانية : يقرب من رحمة الله ، والثالثة : يكون قد كفّر خطيئة أبيه آدم ، والرابعة : يهوّن الله عليه سكرات الموت ، والخامسة : أمانٌ من الجوع والعطش يوم القيامة ، والسادسة : يعطيه الله براءةً من النار ، والسابعة : يطعمه الله من طيبات الجنة .
قال : صدقت يا محمد . الخصال 2/107 ، أمالي الصدوق ص116 ، العلل 2/66
بعد أيام قليلة يستقبل العالم الإسلامي شهر فضيل هو من أفضل الشهور عند الله عزوجل شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن،وهو شهر الرحمة والمغفرة ومضاعفة الأجر والثواب وقبول التوبة وما به من نفحات روحية يستمدها المؤمن من عطايا هذا الشهر الفضيل وقد خص رب العزة والجلالة هذا الشهر بليلة هي أفضل من ألف شهر وهي ليلة القدر ((إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ‘‘ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ‘‘ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ‘‘ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ‘‘ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)) ، فيقدر الله فيها حوادث السنة من الليلة إلى مثلها من قابل من حياة و موت و رزق و سعادة و شقاء و غير ذلك.
و شهر رمضان هو شهر ضيافة - حقيقة لا مجازا - فالمضيف هو رب العزة والجلالة والضيف هو أنت أيه الإنسان الخطأ صاحب الذنوب والدواهي العظمى،وهذا الشهر هو باب مفتوح لكل من أراد أن تشمله سفرة المُضيف، ومن هنا سهل على الضيف أن يحصل على عطايا من المضيف ، لا يمكن الحصول عليها منه خارج دائرة الضيافة أو بالأحرى هو سهل وممكن في هذا الشهر في غيره من الشهور ولكن بقاعدة أساسية التي وضحها لنا الرسول الأعظم محمد عندما سأله امير المؤمنين
يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟.. فقال :
يا أبا الحسن !.. أفضل الأعمال في هذا الشهر : الورع عن محارم الله عز وجل
ونحن نقرأ في دعاء شهر رمضان المبارك في الليلة الأولى منه:{ أنا ومن لم يعصك سكان أرضك،فكن علينا بالفضل جوادا}..فالعبد في هذا الدعاء يخلط نفسه بالطائعين،بدعوى أنه( يجمعه ) وإياهم سكنى الأرض الواحدة ، ليستنـزل الرحمة الإلهية العائدة للجميع ..وبذلك يتحايل العبد ليجد وصفا يجمعه مع المطيعين ، ولو كان السكنى في مكان واحد ..وكذلك الأمر عند الاجتماع في مكان واحد ، وزمان واحد في أداء الطاعة ، كالحج وصلاة الجماعة والجهاد ومجالس إحياء ذكر أهل البيت ، فان الهيئة ( الجماعية ) للطاعة من موجبات ( تعميم ) الرحمة ..وقد ورد في الحديث: { إن الملائكة يمرون على حلق الذكر ، فيقومون على رؤسهم ويبكون لبكائهم ، ويؤمّنون على دعائهم…فيقول الله سبحانه :إني قد غفرت لهم وآمنتهم مما يخافون ، فيقولون: ربنا إن فيهم فلانا وإنه لم يذكرك ، فيقول الله تعالى: قد غفرت له بمجالسته لهم ، فإن الذاكرين من لا يشقى بهم جليسهم } البحار-ج75ص468 .
وفي مانقل عن الإمام العسكري :لما كلم الله عز وجل موسى بن عمران قال موسىوهو حديث طويل نختصر منه ما يناسب سياق الحديث)
قال : إلهي !.. فما جزاء من صام شهر رمضان لك محتسبا ؟.. قال : يا موسى!.. أقيمه يوم القيامة مقاما لا يخاف فيه .
قال : إلهي !.. فما جزاء من صام شهر رمضان يريد به الناس ؟.. قال :
يا موسى!.. ثوابه كثواب من لم يصمه .أمالي الصدوق ص328 .
وفي وصية الإمام علي لأبنائه الله الله في شهر رمضان !.. فإن صيامه جُنة من النار .
وفي ماورد عن أخبار الإمام زين العابدين قال الصادق : كان علي بن الحسين إذا كان شهر رمضان لم يتكلم إلا بالدعاء والتسبيح والاستغفار والتكبير ، فإذا أفطر قال : اللهّم إن شئت أن تفعلَ فعلتَ .ص65
المصدر: الكافي 4/88
وما ورد في فضل هذا الشهر كثير لا يسمح به المجال،فقد اوردنا هذا الندر اليسير لبيان عظمته وأهميته وكيف كان هذا الشهر الفضيل ضيفاً عزيزاً على الأمة الإسلامية عندما كانت بالفعل هي الأمة التي مدحها الله في كتابه العزيز بقوله[كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ]،ولكن الحال تغير الأن فأصبح الناس في وادٍ وشهر رمضان في وادٍ أخر.
[grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]فترقبوا الورقة الثانية بعنوان:[/grade]
شهر رمضان والقنوات الفضائية:
تعليق