أولاً - نستطيع أن نقوم بتقسيم الناس (المؤمنين) إلى قسمين فقط هما //
1- إمام
2- مأموم
ونأتي للبحث في الصنف الأول وهو الأعلى طبقة ودرجة وهو ((الإمام)) ..
والإمام ..إبتداءً من سيدنا ((آدم)) عليه الصلاة والسلام وإلى يومنا هذا لم تخلو الأرض من (حجة) لله تعالى على خلقه وحتى ((لو لم يبق في الأرض إلاّ رجلين لكان أحدهما الحجة على صاحبه)).
والإمام ..له من الصفات والكمالات (الخاصة) التي ينفرد بها عن كل ما سِواهُ من البشر ، فهو يمكننا إعتباره (الإنسان الكامل) الذي قال عنه سبحانه وتعالى //

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (30) سورة البقرة
إذن (الإمام) هو مظهر الكمال الإنساني الذي أوجده الله سبحانه وتعالى على كوكب الأرض.

*****

أما الصنف الثاني وهو ((المأموم)) ..

وهذا الصنف هو يهمنا في بحثنا هذا أكثر من الصنف الأول لأنَّ الصنف الأول ((الإمام)) ليس بمتناولنا أنْ نصل لمستواه ودرجته في الكمالات ولا أحد يَدّعي ذلك مهما صعد وارتقى في مسالك الصعود والإرتقاء والقرب الإلهي
فهذا أمر ليس بالسهل ليكون في متناول المرء .

ولا أحد يقول أنَّ ((تكليفنا الشرعي)) هو ((نفس التكليف الشرعي للإمام)) .
فنحن إذن من الصنف الثاني وهو ((المأموم)) ..لذلك أرى من الضروري أنْ يكون بحثنا عن ((قدوة)) و((مثل اعلى)) من هذا الصنف ((المأموم)) ..

ثانياً -مثلما أنَّ لــ((الأئمة)) من عهد ((آدم)) عليه الصلاة والسلام تاريخ يمكن للباحث أنْ يستعرضه لينهل منه ويغترف فكذلكَ للمأموم ((المُكَلَّف)) تأريخ يمكن إستعراضه للباحثين ..

ومن هنا أقول ((والعُهدة عليَّ )) أننا لن نجد من صنف ((المأموم)) وعلى ((مر العصور)) أكررها ((على مر العصور)) من وقت أبينا ((آدم)) عليه الصلاة والسلام وإلى ماشاء الله تعالى من لهُ صفات أبي الفضل(عليه الصلاة والسلام) بنفس التماثل وكما يلي//
*****
1-((منزلة)) أبي الفضل العباس ((عليه الصلاة والسلام)) حيث أنه قد قبَّل يدَه أئِّمة ثلاثة وهم:
*الإمام أمير المؤمنين عليه السلام حين ولادته وبكى.
*الإمام الحسين عليه السلام وهو مقطَّع من جسده إلى جنب الشريعة.
*الإمام زين العابدين عليه السلام حينما أراد أن يدفنه في اليوم الثالث عشر من محرَّم.

2-((شجاعة)) أبي الفضل العباس((عليه الصلاة والسلام)) التي لم يرَ التأريخ لها مثيلاً غير شجاعة أبيه أمير المؤمنين (عليهما الصلاة والسلام) ..

يقول البيرجندي في كتابه الكبريت الأحمر الذي كتبه للخطباء:
إنَّ العبّاس قد اشترك في حروبٍ أخرى كاشتراكه في صفين مع عليٍّ عليه السلام، كان ملثَّماً عندما طلب البراز، فقال معاوية: من الذي يجيبه؟ ثمَّ قال لأحد الشجعان: أجبه؟ قال: ليس من شأني أن أقاتل هذا الشاب، وكان لديه سبعة أولاد فأرسلهم جميعاً وقتلوا جميعاً، فغضب الأب وذهب ليقاتل العباس فقتله العباس. فكان الموقف عظيماً بحيث قال له علي عليه السلام: يا بنيَّ إرجع أخاف عليك عيون الأعداء، فرجع ورفع اللثّام فإذا هو العبّاس (عليه الصلاة والسلام).

3-((إيثاره على نفسه المقدسة)) ومسألة عدم شربه للماء يوم عاشوراء أشهر (من نار على علم ) فهو لم يشرب بالرغم من أنه لو شرب فإنه لم يكن قد ارتكب محرماً.

4-((صلابة الإيمان)) بشهادة المعصوم (عليه الصلاة والسلام).

5-((وفاءه)) وغير خافٍ على أحد أنه(عليه الصلاة والسلام) سقطت يداه ولم يسقط لواءه بل إحتضنه على صدره الطاهر.

6-((مكانته)) يكفيهِ أمر واحد كشهادة وهو نداء الحسين (عليه الصلاة والسلام) بعد مصرعه ((واضيعتنا بعدك)).!!

7-((مقامه الشريف)) ويكفيه في معرفة مقامه الشريف (عليه الصلاة والسلام) قول أبي عبد الله الحسين (عليه الصلاة والسلام) عندما قال له ((إركب بنفسي أنت)) وهذه العبارة في الحقيقة تجعلني أقارن بين((العباس وأبيه الأمير)) عليهما الصلاة والسلام ..

فالعباس (عليه الصلاة والسلام) يخاطبه الإمام المعصوم بأنه في مقام نفسه المقدسة
والأمير (عليه الصلاة والسلام) يخاطبه القرآن المعصوم بأنه في مقام نفس الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلّم)، وكما قيل في المثل (هذا الشبل من ذاك الأسد).
8-((نفاذ البصيرة)) بشهادة المعصوم(عليه الصلاة والسلام).
9-((المفاداة للحسين)) عليهما الصلاة والسلام بشهادة المعصوم(عليه الصلاة والسلام).