
كربلاء المقدسة: إباء
لشهر رمضان المبارك قدسيته وطقوسه الخاصة كما أن لصيام الشهر الفضيل ذكريات مميزة كما أن طريقة حياة الناس في هذا الشهر تتغير كليا، أما المدن الدينية فتتمتع في شهر رمضا بخصوصية تختلف جذريا عن باقي المناطق حيث يشكل عبق الأجواء والمناخات الروحية والإيمانية في هذه المدن الطابع العام لها، وكربلاء المقدسة مدينة الإمام الحسين تعتبر معلماً بارزاً وميزة تنفرد بها المدينة عما سواها من المدن الأخرى، حيث ضريح الإمام الحسين، ويقابله ضريح أخيه العباس (عليهما السلام)، وعلى مرمى حجر منهما تل الزينبية، وهو مزار للسيدة زينب (عليها السلام) شقيقتهما، أضف إلى ذلك أن هناك عدداً كبيراً من المساجد والحسينيات التي تؤدي دوراً فاعلاً ومهماً في إحياء المناسبات الدينية وهذه المناسبة بشكل خاص، ونشر وإشاعة ثقافة أهل البيت (عليهم السلام). ولعل ذلك يبدو واضحاً وجلياً إلى حد كبير شهر رمضان المبارك أكثر من أي وقت آخر.
وقد أضفى الطابع الديني للمدينة ومناخاتها الروحية قدراً كبيراً من الثراء الثقافي والقدرة على التعاطي والتعامل مع أناس من مشارب ومستويات وانتماءات وثقافات مختلفة.
وفي ظل تلك الأجواء والمناخات الروحية، كان للمراقد المباركة المنتشرة في المدينة خصوصية جعلتها تمثل مأوى وملاذاً لأصحاب الحوائج وساحات للدعاء وطلب المغفرة وإقامة الصلاة وتلاوة القرآن الكريم، كما أن لمجالس ذكر أهل البيت (عليهم السلام) حضورها الخاص في هذه المناسبة المباركة.
وهناك عوامل عديدة جعلت الرابطة الروحية بين الناس وهذه الأماكن المقدسة من خلال عدة عوامل منها التضحية والإيثار اللذين أظهرهما أهل البيت (عليهم السلام) من أجل إعلاء كلمة الدين ومساندة المظلومين والثورة في وجه الظالمين، ويمكن للمرء أن يلمس مدى ذلك الارتباط الروحي والتعلق العاطفي والوجداني الذي يظهره محبو أهل البيت (عليهم السلام) من خلال التواجد الفعال والحضور الجماهيري في هذه الأماكن.
وكذلك فإن الناس يأتون إلى الأضرحة المقدسة في شهر رمضان المبارك في ظل مشاعر تمتزج فيها عوامل الرهبة والوجل والخوف بآفاق الأمل والتفاؤل واليقين وصدق الاعتقاد، ويخرجون منه ونفوسهم وقلوبهم منشرحة بعبق أجواء المكان الروحية والمعنوية، ثم ليحيوا هذه الليالي المباركة بالدعاء والصلاة وتلاوة القران الكريم ويأخذ الحضور الفعال لمجالس الإمام الحسين (عليه السلام) البعد الأكبر ويستقطب الزوار الذين يفدون على هذه الأماكن المقدسة لينهلوا من الثقافة الإسلامية الأصيلة.
ويمكن مشاهدة عدد كبير من هذه المجالس التي تعقد في الأماكن المقدسة من الحضرتين الحسينية والعباسية والأماكن العامة في المدينة وبحضور جماهيري كبير وفعال حيث عادة ما تبدأ هذه المجالس بقراءة الدعية الخاصة بشهر رمضان المبارك ولياليه وخاصة دعاء الافتتاح ومن ثم يبدأ المجلس، ومن هذه المجلس التي تعقد في الصحن الشريف للإمام الحسين (عليه السلام) مجلس لتفسير القران الكريم حيث يرقى المنبر سماحة آية الله السيد مرتضى القزويني يتناول فيه تفسير آيات من الذكر الحميد وبحضور كبير ومشاركة جماهيرية فعالة.
كما يعقد مجلس آخر بين الحرمين لسماحة السيد نوري الموسوي والذي يتناول فيه مجمل القضايا التي تجري في العالم الإسلامي ويطرح فيه المفاهيم الإسلامية والقيم التربوية للإسلام العزيز كما يتناول في مجلسه السيرة العطرة للرسول الأكرم وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين.
جانب مصور :









تعليق