إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

وهم العلمنه ... رؤية اسلامية ؟. القسم الاول . حميد الشاكر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وهم العلمنه ... رؤية اسلامية ؟. القسم الاول . حميد الشاكر

    لم يزل مفهوم (العلمانية) في العالمين العربي والاسلامي ، مدار بحث ومناقشة ، وعلى
    كافة الاصعدة الفكرية والثقافية ، لاسيما بعد التطورات والتحولات العالمية الاخيرة
    في العالم السياسي _ سقوط الاتحاد السوفيتي السابق - ، وما انتجته هذه التحولات من
    فراغ فكري وعقائدي ايدلوجي في تسعينات القرن الماضي ، وبحث هذا الفراغ الفكري بدوره
    عن رؤية او نظرية او ايدلوجيا جديدة بأمكانها انتشال الانسان المعاصر من دوامة
    الفراغ الفكري والعقائدي الذي خلفته تلك المتغيرات الجوهرية في العالم المعاصر ؟.
    ولاشك ان العقد الاخير من القرن المنصرم ، وبروز ظاهرة (المدّ الاسلامي) ، وماطرحه
    كثير من المفكرين والكتاب على المسنويين العربي والعالمي من شعار ( الاسلام هو
    البديل ) -1- ، او من دراسات سياسية وفكرية باسم (الاسلام والغرب) -2- ....، قد وضع
    العالم المعاصر في شبه هستيريا فكرية وايدلوجية ، دفعت بالكثير من اصحاب الفكر
    المناهض لاي اطروحة دينية بالتكتل ، وأعادة رص الصفوف من جديد للدخول بجولة صراع
    فكري جديدة مع هذه الايدلوجيا الاسلامية القديمة الجديدة ، ومن منطلقات ومحاور
    عديدة ، شملت الفكر والثقافة والادب والسياسة والاقتصاد ....الخ ؟.
    وربما قد تنوع هذا الصراع الفكري والسياسي لمناهضة الاطروحة الاسلامية ، بالوان
    واشكال مختلفة ، ولانغالي ان قلنا : ان هناك توظيف اعلامي وفكري واقتصادي ... ،
    عالمي ضخم الامكانيات المادية والمعنوية ، يحاول (تحجيم) ان لم نقل قتل المؤثرات
    الفكرية والسياسية للاطروحة الاسلامية في الواقع المعاصر ، ومن ضمن هذه التوظيفات
    الفكرية الكبرى برزت موضوعة (العلمانية) كمفردة من المفردات الفكرية اللاعبة في
    الساحة العالمية فكريا ، لتقولب في عملية الصراع الحضاري والفكري المتطلع لأن يكون
    الندّ الثقافي للاطروحة الاسلامية الصاعدة اليوم ، ولكن مع بقاء الاطروحة العلمانية
    والعقل العربي المتعلمن خارج أطار صورة ( البديل أو الحل) الذي أطرت به الاطروحة
    الاسلامية مطلع القرن الواحد والعشرين ؟.
    والحقيقة ان اردنا بحث موضوعة (العلمانية) والعقل العربي المتعلمن كحاضن طبيعي
    وداعية قديس لجنة التعلمن ، فعلينا وقبل كل شيئ ان نميّز بوضوح عن اي علمانية
    ومتعلمنين نحن نتحدث ، كخطوة ضرورية لبحث موضوعي يستهدف الوصول الى مناهج عملية في
    بناء الحياة والانسان في واقعنا المعاش من جهة ، وكذالك دفاعا (وليس نقدا ) عن
    العلمانية نفسها لاعتبارات سيرد ذكرها في سياقات البحث هذا ؟.
    ان ظاهرة التعلمن في العالمين العربي والاسلامي ، ظاهرة قد استهلكت من عمر الانسان
    في الشرق الاوسط قرنا كاملا من الزمان ، لتتبلور الى ظاهرة شبه اجتماعية - وان كانت
    منحصرة في العقل العربي الثقافي اليوم - بارزة ، بالامكان اخضاعها للمنهج النقدي
    بصورة عامة ، لنستخلص الكثير من الدروس والقوانين الاجتماعية والتاريخية المفيدة
    على المستوى الفكري والعملي لصياغة مشروع اكثر أمكانية وانسجاما مع واقعنا العربي
    والاسلامي في سبيل ( تطوير ، وتحديث ، وعصرنة ،.... حقيقية ) للانسان وللواقع
    المشار اليه آنفا ؟.
    ان العلمانية كرؤية فكرية ، وكمنتج تاريخي اوربي الولادة ، لم تكن بمعزل عن تجاذبات
    العقل الايدلوجي العالمي في التاريخ وفي العصر الحديث ، فلم تكن
    العلمانية والحال هذه مختصة بعقل سياسي او عقائدي موحد ، وانما مثلت الفكرة التي
    تقاسمتها العقول الانسانية المختلفة في توجهاتها الفكرية والسياسية والاجتماعية
    ....، لتصبح من ثم آلية ووسيلة اكثر منها (اطروحة او نظرية ) ثابتة تحمل نواة
    دفاعها الذاتي ضد محاولة استغلال مبادئها ، أو اخضاع معطياتها لمنافع هذه
    الايدلوجيا السياسية او تلك ، لذالك كان الفكر السياسي او العقل الايدلوجي العالمي
    يلتقي في (تعلمنه) المشوّه ، ويختلف في اساليبه واهدافه ومساراته الفكرية والسياسية
    والتطبيقية ، ومن هنا ، وفي سبيل عدالة البحث في (العلمانية) قلنا بوجود علمانيات
    او علمنيات متعددة يجب التمييز بين ملامحها الفكرية ، كي يتسنى للباحث عدم الخلط او
    الوقوع في التقييمات الغير متزنة لموضوعة (التعلمن) المعاصرة.؟.
    ان من الموضوعي الاشارة الى ان هناك ثلاث عناوين اساسية او علمنيات فكرية وسياسية ،
    قد تحركت في العالم الانساني بصورة عامة منذ نشأة الاطروحة العلمانية ، قبل اكثر من
    اربع قرون مضت في اوربا الوسطى ، كما ان هذه العلمانيات صاحبة التوجهات الفكرية
    والسياسية الثلاث قد تعرّف الانسان العربي والاسلامي بصورة مباشرة ( من خلال
    ممارسات الانظمة السياسية لها ) على نوعين منها ، فيما بقت العلمانية الثالثة
    بالنسبة لهذا الانسان الشرقي في أطار النظرية ، المسموع والمقروء عنها ، والممنوع
    والمجرّم الانفتاح عليها او الدعوة لها والمطالبة بايجادها او احلال
    مبادئها في التطبيق السياسي ؟. وهذه العلمنيات الثلاث هي :
    أولا - العلمانية الشيوعية الماركسية
    لاريب ان الانسان العربي والاسلامي قد باشر العلمانية الشيوعية بادراك عميق من خلال
    ما طرحته الادبيات الماركسية العربية والاسلامية ، ومن خلال الفكر والممارسة الحية
    على أرض الواقع السياسية ، وبعيدا عن الاسباب الكامنة خلف عملية انفتاح الانسان
    الشرقي بصورة عامة على الايدلوجية الشيوعية ، او اخضاعه لهذه الايدلوجية ، فان
    العلمانية الماركسية قد أثرت بشكل كبير على العقل العربي والاسلامي ، بل ونؤكد
    _هنا_ ان هذه العلمانية هي التي بنت العقل العربي المتعلمن المعاصر ، وهي التي وهبت
    روح التعلمن ومبادئه لهذا العقل المغترب ؟.
    ومعروف في هذا الاطار ان العلمانية الماركسية ، هي علمانية مشوّهة ، وذالك لما
    يحمله الفكر الشيوعي بصورة عامة من عقد وتعصب وتطرف لاينسجم وروح العلمانية الغربية
    الداعية الى ادبيات الانفتاح على الاخر ، واحترام مبادئه الفكرية والعقائدية
    والسياسية ...، لذا كان حظ الفكر العربي المتعلمن _مع الاسف- وهو ينتمي بحرارة
    للفكر الشيوعي تنظيرا وثقافة وممارسة ... ، مجرد كتل ثقيلة من الافكار المتعلمنة
    المزوّرة بعد الاستهلاك الماركسي لها ، في معظم القضايا الفكرية المصيرية للواقع
    الاجتماعي من قضايا ( النهضة ، والتطور ، والتحديث ، والعصرنة ...) التي كان ينادي
    بها العقل العربي آنذاك ، ولكن وبما ان العقل العلماني العربي كان معتنقا لعلمانية
    (بعد التزوير الماركسي) كانت نتائج هذه العلمانية ومنعكساتها التي اريد لها ان تكون
    نهضوية وحضارية وتحديثية ...، سلبية وعلى كل المستويات الحياتية حتى اصبح التعلمن
    العربي رديفا سيئا لكل ما يمت بالصلة للفكر الثقافي العربي بشكل عام وللجماهير
    العربية بصورة خاصة ؟.
    والحقيقة لايمكن باي حال من الاحوال القول ، ان الفكر العربي المتعلمن والمنتمي
    للشعار الشيوعي العلماني قد قام بتقديم الفكرة العلمانية للعقل العربي والاسلامي
    بصورة مشرفة ، او مقبولة على اقل تقدير ، بل هو العكس تماما حيث كان السلوك العربي
    المتعلمن وكذا الفكر الذي طرحه باسم العلمانية (الحداثية ، والتطورية ، والنهضوية
    ...) لايحمل اي مبدأ من مبادئ العلمانية الحقيقية ، او مفردة من مفرداتها
    التبشيرية ، ولذالك ومن خلال هذا التقديم السيئ للنموذج العلماني ، اصبح مفهوم
    (العلمانية) في الذهن العربي والاسلامي العام ، رديف وقرين مباشر ، للاقصاء والتطرف
    ، والعنف السياسي ، والتعصب والانغلاق والحقد الطبقي والفاشستية السياسية .... الى
    غير ذالك من منعكسات سلبية خلقها الفكر الشيوعي لمفهومة (التعلمن )
    ليقدمها للعقل المعاصر باسم التعلمن المنقذ ؟.
    ان احد اسباب عزوف العقل العربي والاسلامي المعاصر ، بل وبغضه وكرهه للعلمانية ،
    وعدم الالتفات الى شعاراتها وما يمكن ان تقدمه للانسان في العصر الحديث ، هو بسبب
    هذا التشويه والتزييف الذي مارسه العقل العربي المتعلمن باسم العلمانية المنقذة ،
    ومن هنا كانت الجريمة الماركسية الشيوعية وربيبها العقل العربي المتعلمن ليس في
    انها لم تقتل وتبيد بشرية باسم العلمانية والحداثوية والعصرنة والتقدمية ...، لا بل
    كانت الجريمة التي لاتغتفر بانها دمرت فكرة انسانية راقية جدا كان بامكانها ان تصنع
    الانسان والحياة من جديد ، وقتلت روح فكرة تحترم الانسان وكيانه ووجوده
    وافكاره وانتمائاته الفكرية ، الا وهي (العلمانية ) ؟.
    نعم نحن هنا دفاعا عن العلمانية كما ولدت ، وكما هي قبل ان تمارس الايدلوجيا
    الماركسية ابشع الوان الاستغلال للفكرة العلمانية حتى استهلكتها تماما ، وفرّغت
    محتواها الانساني لتحولها الى وسيلة خداع واستغفال وسلطة قمع سياسية لانظير لها حتى
    في محاكم التفتيش الكنسية المتخلفة في ابادة الانسان على مايحمل في ظميره من معتقد
    ؟.
    ثانيا : العلمانية القومية
    لمفهوم (القومية) تاريخ معقد ، لايسع بحثنا هذا تناوله بشكل مفصل ، كما ان له
    تطوراته الفكرية التي تعاقبت على هذا المفهوم ، حتى وصوله الى قومية الخمسينات
    والستينات من القرن الماضي (القرن العشرين) والتي تميزت بالطابع الثوري والسياسي في
    العالم العربي بالخصوص ، ولكن وعلى اي حال فنحن نقصد هذه الحقبة الفكرية والسياسية
    التي تبلور فيها المفهوم القومي الى دولة تحكم شعوب عربية باسم الايدلوجيه القومية
    العربية ، والتي تلتقي بكثير من مبادئها الفكرية والسياسية مع الفكر الشيوعي
    العالمي ، ان لم نقل انها الوليد الغير شرعي للايدلوجيا الماركسية -3-؟.
    ان الفكر القومي في العالمين العربي والاسلامي ، ومنذ بدايات نشأته السياسية كان
    يعلن وبوضوح انه ينتمي للفكر العلماني بمعناه الاوربي التاريخي والتقليدي ( فصل
    الدين عن الدولة) وانه حركة تحرر ونهضة وتقدمية وتحديث ....الخ ؟.ولاريب ان القومية
    العربية كانت (ويبدو انها لم تزل) من اهم التيارات السياسية وابعدها أثرا في تاريخ
    العرب الحديث ، وعليه كانت هي النافذة الثانية التي يطل منها الانسان العربي
    والاسلامي لاستكشاف مفهوم وموضوعة (العلمانية او التعلمن) ليحاول التعرف عن قرب
    لفكرة العلمانية المخلّصة والمنقذة لعالمه الغارق في شتى انواع التخلف والضياع ؟.
    وقد طرحت القومية كفكرة ايدلوجية موضوعة (العلمانية) بشكل لايختلف كثيرا عما طرحته
    الشيوعية العالمية ، الا من حيث كيفية الاستنزاف والاستهلاك للمفردات العلمانية
    بشكل اكثر خداعية ومكرا ، فكان العقل القومي شديد الحرص على موضوعة (التعديل
    والتحريف) في الفكرة العلمانية ، وحسب ما يناسب او يتلائم او لايتصادم بشكل صارخ مع
    الواقع العربي او الاسلامي الفكري والعقائدي والاجتماعي ، وذالك اتقاء لما يخلقه
    التطرف العلماني من ردّات فعل سلبية على المستوى الشعبي والثقافي للعالمين العربي
    والاسلامي ، وخصوصا - بهذا الصدد- مايتعلق بالموضوعات العقائدية والاجتماعية
    الحساسة ، فكانت العلمانية القومية توافقية - ان صح التعبير - مع المجالات
    العقائدية والدينية العربية والاسلامية ، او هي لم تكن في طور الاستعداد
    للتطرف العلماني ابان نضالها التنظيري ولذالك جاء فكرها العلماني اكثر مناورة في
    مجالاته الفكرية من سابقه الماركسي ؟
    وربما سوف لن نكون على وهم ان أكدنا : ان العقلية القومية ، ومن خلال التنظير
    والممارسة كانت الاسوأ الخطير على الاطروحة العلمانية ، ومبادئ ومفردات عناوينها
    الفكرية ( الحرية ..المساواة .. الحقوق ..الخ) فبالاضافة لما ساهمت به العقلية
    القومية في اضعاف وقتل لروح العلمانية كاطروحة انسانية ، فهي كذالك قدمت هذه
    العلمانية بصورة مرعبة ، لا بل وبشكل مسخ مشوّه للشعوب والامم العربية والاسلامية ،
    مما أطر الفكرة العلمانية بأطار مقزز لكل المشاعر والافكار الانسانية ؟.
    نعم اظهرت الممارسة القومية العلمانية السياسية ظاهرة من اهم الظواهر التي تؤخذ على
    الفكرة العلمانية الحديثة ، الا وهي : ان ليس بامكان التعلمن كآيدلوجيا فكرية
    وسياسية ان تخلق او تهب الضمير للانسان الملزم لتطبيق مبادئها ، بقدر ما تعطي وتمنح
    الشعارات البراقة في ( النهضة .. والعصرنة .. والتقدم .. والتطور .. والتحديث
    ....الخ) لاستغفال العقل الانساني البريئ ، لذا كانت العلمانية القومية بحق أسوأ
    صورة لمفهوم العلمانية الحديثة ، بكل ابعادها وانعكاساتها على الواقع الفكري
    والاجتماعي العربي والاسلامي ؟.
    ثالثا : العلمانية الليبرالية
    عندما ذكرنا آنفا ان هناك (علمانية) بقت مبعدة عن الذهنية الفكرية العربية
    والاسلامية ، من حيث التنظير والممارسة السياسية ، استهدفنا الاشارة الى
    (العلمانية الديمقراطية ) ، والتي كانت في أطار التجريم والتشويه الشيوعي والقومي
    في الساحتين العربية والاسلامية ، ولذالك فان بعض الكتاب والمفكرين قد التفت مؤخرا
    الى غياب هذا النوع من الثقافة العلمانية الليبرالية في الاجندة الثقافية القومية
    والشيوعية وتغييب هاتان الايدلوجيتان لمبادئ ومفاهيم التعلمن الليبرالي عن الساحة
    الفكرية والثقافية العربية بالخصوص والاسلامية بالعموم -4- ؟.
    ان مبررات غياب الثقافة العلمانية الليبرالية ، او ابعاد هذه الثقافة السياسية
    والفكرية عن ذهنية الانسان العربي ، لانعتقد انها مجهولة بالنسبة لكثيرين من
    المتعاطين بالشأن الفكري والسياسي والثقافي ، كما ان العوائق والتشويهات التي بنتها
    كل من العقلية الشيوعية والقومية لعدم وصول هذا الرافد الثقافي من العلمانية
    الليبرالية للذهنية الجماهيرية العربية ، ستبقى وصمة عار بارزة على جبين كل من حاول
    منع الفكر الانساني النظيف ان يصل للعقل بحرية او منع العقل لالتحام به ؟.
    نعم كان للاطروحة العلمانية الليبرالية ، التي حاول الغرب الديمقراطي (الرأسمالي)
    ان يحترم ويحتفظ ببعض مبادئها تنظيرا وتطبيقا ، سهم لاباس فيه من الحفاظ على رونق
    العلمانية واصالة تراثها المتجدد ، ولولا هذه البقعة من الارض التي وفّت بقليل او
    كثير لمبادئ التعلمن الانساني ، لكان مشروع العلمانية اليوم مثار سخرية الانسانية
    المحطمة ، وتراث تاريخي ادبي ليس له اي علاقة بالواقع المعاصر ؟.
    وحقيقة عندما نشيد بوفاء الغرب الديمقراطي لمبادئ العلمانية ، فاننا لانستهدف مطلقا
    الاتفاق جذريا مع هذه العلمانية الغربية من حيث الاساليب في الممارسة السياسية او
    الاهداف المبتغاة من وراء انتماء الغرب الديمقراطي لمبادئ التعلمن ، ولكن ومن منطلق
    التقييم الموضوعي ومبادئ العدالة بالبحث ( كما ادبنا الاسلام عليه)نؤكد احترام
    العقل الاسلامي لكل مؤمن بفكر لايتجاوز بشكل سافر حدود ومبادئ هذا الفكر الذي ينتمي
    اليه ، ونسبيا نستطيع القول ان الغرب الراسمالي كان وفيا لمبادئ العلمانية والتعلمن
    بالنسبة لحقوق الانسان وتنميته ونهضته وعصرنته وتحديثه ....، وان كانت تلك المفاهيم
    قد أطرت بحدود الغرب الراسمالي الجغرافية ، ومع ذالك كان ولم يزل هذا الغرب
    الديمقراطي أفضل بكثير من تعلمن الشرق الماركسي الشيوعي او
    القومي بعلمانيته المشوّهه والعاجزة والفاقدة للمصداقية .
    بلى بعد طول رحلة للعقل الشرقي (العربي بالخصوص) المتعلمن (شيوعي وقومي) يحاول بعد
    فشله المدوي بالاتكاء على العلمانية الغربية الراسمالية لتلميع صورته العلمنية
    المؤسفة ، ولانعلم هل سوف يتمكن العقل العربي المتعلمن (وهو وليد علمانية مشوّهة)
    من فهم العلمانية الليبرالية ومبادئها ومتطلباتها البعيدة عن التطرف والانغلاق
    والتعصب ....، أم يعيد الكرة من جديد ليشوه ماتبقى من العلمانية الليبرالية ليقتل
    روح التعلمن العالمي المنفتح ، او يحّول التطرف باسمها الى نفي الاخر واقصاءه
    ومصادرة وجوده وحق انتمائاته الفكرية في الحياة وفي التعبير ؟.ربما كان الجواب
    سلبيا بصدد العقل الماركسي والقومي بموضوعة العلمانية الليبرالية ؟.
    _____________
    المراجع :
    1-عنوان لكتاب طبع عام (1993م ) لسفير ألمانيا في المغرب ( فيلفرد مراد هوفمان )
    بعد ان اعتنق الاسلام ليجعله كمرافعة عن الاسلام وله .
    2- عنوان دراسة ضمن برامج الاسترتيجية والعقيدة ، الذي أعدته مؤسسة راند التابعة
    لمركز (أريو) وهي محصلة استنتاجات مع مراقبين رسميين وغير رسميين داخل الولايات
    المتحدة / المؤلفان : جراهام اي . فوللر ، و ايان أو . ليسر / الطبعة الاولى -
    1997م / مركز الاهرام للترجمة والنشر .
    3- تعلن بعض الادبيات القومية العربية : ان الحركة القومية ما هي الا الخطوة الاولى
    لهدف ( الاشتراكية اليسارية الحقيقية ؟. / انظر - د منيف الرزاز / فلسفة الحركة
    القومية العربية /2 / ص 27 / المؤسسة العربية للدراسات .
    4- قد اشار الاستاذ حسن العلوي في كتابه ( الشيعة والدولة القومية) اشارة هامشية
    لغياب دور ( الثقافة الليبرالية الديمقراطية) عن الساحة الثقافية العراقية ، ولم
    يتناول هذه الظاهرة - مع الاسف - بشيئ من البحث ، بل اكتفى بكيل المديح لنقيض
    الثقافة الليبرالية اذا لم يكن مغيبها ( الحركة الماركسية ) ربما لدوافع شخصية /
    انظر : (الشيعة والدولة القومية ) ص 311 / دار الثقافة للطباعة والنشر / ايران قم
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X