خصائص النبي (صلى الله عليه وآله)
عندما يتعرض الإنسان إلى شخصية لابد أن يلاحظ فيها أبرز تلك الصفات التي اختصت بها والخصائص التي مُيزت بها، فكيف به إذ يتعرض لشخصية أفضل خلق الله وخاتم الأنبياء والمفضل من قبل ربّ السماء، ذلك الرجل الذي حارت فيه العقول، نعم حارت العقول وكيف لها أن لا تتحير في شخصية وصلت إلى الأكملية المطلقة، وكيف لا؟ ألا تجد الإمام عليّ الذي حارت فيه عقول البشر، ما هذا الرجل؟ أهو إله؟ حتى كان البعض يعبده من دون الله سبحانه وتعالى، حارت في وصف هذا الرجل الذي يقول في حقه: «ما أنا إلا عبد من عبيد محمد (صلى الله عليه وآله) » . ولكن ما أعظمها من كلمة عندما يعبر بها هذا الرجل الذي له الكثير من المقامات، والذي كان عبداً من عبيد محمد (صلى الله عليه وآله) .
ولنا أن نتكلم وبشكل مختصر عن خصائصه التكوينية(صلى الله عليه وآله)، ونتعرض إلى الخصائص الأخرى في الليلة المقبلة.
فخصائصه التكوينية التي دلت على أكمليته (صلى الله عليه وآله) هي تلك الصفات التي اختصه الله سبحانه وتعالى وفضّله بها على سائر الأنبياء والمرسلين وعلى الخلق أجمعين، إن سماع هذه الخصائص - ولا أقول: معرفتها - فيها أسرار جليلة لابدّ من إيكال علمها إلى الله تعالى والراسخين في العلم، وهي على قسمين:
1- ما اختص به من عالم الذر إلى عالم الدنيا من صفات له (صلى الله عليه وآله).
2 – ما اختص به (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة، والتي منها يتضح لنا بعض تلك الأسرار التي جعلته أفضل الخلق وأفضل جميع الأنبياء والمرسلين.
الروايات( ) الدالة على أن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد (صلى الله عليه وآله) قبل خلق السماوات والأرض، والعرش والكرسي، واللوح والقلم، والجنة والنار، وقبل خلق آدم ونوح وإبراهيم، وقبل أن يخلق الأنبياء كلهم بأربع مائة ألف وأربعة وعشرين ألف سنة، والتي دلّت أنه سبّح الله وعبده قبل جميع العابدين والمسبّحين، وأن الملائكة تعلّموا التسبيح منه.
وأيضاً تلك الروايات التي دلت على أنه (صلى الله عليه وآله) علة غائية لإيجاد الخلق: «لولاك لما خلقت الأفلاك»( الحديث.
ومنها رواية عبد الأعلى عن الصادق والتي تدل على أن أخذ الميثاق من جميع الأنبياء لنبينا (صلى الله عليه وآله)
وأيضاً دل على ذلك القرآن الكريم، قال تعالى وَإذْ أخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَاب وَحِكْمَة ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أقْرَرْتُمْ وَأخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إصْرِي قَالُوا أقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ.
ولقد أكد أغلب المفسرين على هذا المعنى بمفرد هذه الآية، إلا أن صاحب الميزان له كلام في المقام يفهم منه أنها تدل بمجموع سياق الآيات على المراد، حيث قال: وما ذكره بعض المفسرين أن المراد بالآية أن أخذ الميثاق من النبيين أن يصدقوا محمداً (صلى الله عليه وآله) ويبشروا أممهم بمبعثه، فهو وإن كان صحيحاً إلا أنه أمر يدل على سياق الآيات دون الآية نفسها لعموم اللفظ، بل من حيث وقوع الآية ضمن الاحتجاج على أهل الكتاب ولومهم وعتابهم على انكبابهم على تحريف كتبهم وكتمان آيات النبوة والعناد مع صريح الحق . يعني أن الآيات من آية 81 إلى 85 بها دلالة على المطلوب دون الآية 81.
أيضاً من الأمور التي اختص بها النبي معجزته الخالدة إلى يوم القيامة وهي القرآن الكريم، بينما معاجز الأنبياء قد تصرمت وانقضت.
ومن الخصائص التي دلت على أكمليته أن الله تعالى وقرّه في ندائه فناداه بأحب الأسماء وأسنى أوصافه، كقوله: يا أيُّها الرَّسُولُ( )، ويا أيُّها النَبِيُّ ، وقد نادى الأنبياء بأسمائهم فقال: يَا آدَمُ اسْكُنْ أنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ ، وقوله تعالى: يَا إبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا( )، وقوله: يَا يَحْيَى خُذِ الكِتَابَ بِقُوَّة .
بل لم يكتف بذلك وإنما نهى حتى أمته أن تناديه: يا محمد، بقوله تعالى: لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً ، فقد روي عن ابن عباس: أن الصحابة كانوا يقولون وينادون: يا محمد، أو: يا أبا القاسم، فنهاهم الله تعالى عن ذلك إعظاماً لنبيه.
ومنها تسليم الحجر عليه( )، وحنين الجذع إليه ، ونبع الماء من تحت أصابعه(صلى الله عليه وآله) ، فإنه أبلغ في خرق العادة من تفجيره من الحجر، لأن جنس الأحجار مما يتفجر منه الماء، وكانت معجزته بانفجار الماء من بين أصابعه أبلغ من انفجار الحجر لموسى، والتي لم تكن ولم تثبت لواحد من الأنبياء.
هذه بعض ما ان وما ثبت له قبل الآخرة.
وماكن له في الآخرة أنه صاحب الوسيلة، وهي أعلى درجة في الجنة لا تنبغي لعبد من عباد الله، وهو أوّل من تشق عنه الأرض، وأوّل شافع يوم القيامة، بل له الشفاعة المطلقة، بل في جملة من الروايات تحريم دخول الجنة على الأنبياء حتى يدخلها النبي (صلى الله عليه وآله)، وإكرامه بالحوض دون الأنبياء.
وأيضاً ما دلّ على أن آدم وجميع من خلقه الله يستظلون تحت لوائه يوم القيامة، بقوله(صلى الله عليه وآله): «بيدي لواء الحمد، تحته آدم فمن دونه»( ).
فهل لنا أن نتعرّف على هذه الشخصية العظيمة والتي من أجلها فُضّلنا على سائر الأمم؟! ولكن هذه الأمة في الواقع لم ترعَ له حقاً رغم ما عرفته من مكانته وأفضليته عند الله سبحانه وتعالى، فلقد بُلي (صلى الله عليه وآله) بهذه الأمة، فلا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم.
عندما يتعرض الإنسان إلى شخصية لابد أن يلاحظ فيها أبرز تلك الصفات التي اختصت بها والخصائص التي مُيزت بها، فكيف به إذ يتعرض لشخصية أفضل خلق الله وخاتم الأنبياء والمفضل من قبل ربّ السماء، ذلك الرجل الذي حارت فيه العقول، نعم حارت العقول وكيف لها أن لا تتحير في شخصية وصلت إلى الأكملية المطلقة، وكيف لا؟ ألا تجد الإمام عليّ الذي حارت فيه عقول البشر، ما هذا الرجل؟ أهو إله؟ حتى كان البعض يعبده من دون الله سبحانه وتعالى، حارت في وصف هذا الرجل الذي يقول في حقه: «ما أنا إلا عبد من عبيد محمد (صلى الله عليه وآله) » . ولكن ما أعظمها من كلمة عندما يعبر بها هذا الرجل الذي له الكثير من المقامات، والذي كان عبداً من عبيد محمد (صلى الله عليه وآله) .
ولنا أن نتكلم وبشكل مختصر عن خصائصه التكوينية(صلى الله عليه وآله)، ونتعرض إلى الخصائص الأخرى في الليلة المقبلة.
فخصائصه التكوينية التي دلت على أكمليته (صلى الله عليه وآله) هي تلك الصفات التي اختصه الله سبحانه وتعالى وفضّله بها على سائر الأنبياء والمرسلين وعلى الخلق أجمعين، إن سماع هذه الخصائص - ولا أقول: معرفتها - فيها أسرار جليلة لابدّ من إيكال علمها إلى الله تعالى والراسخين في العلم، وهي على قسمين:
1- ما اختص به من عالم الذر إلى عالم الدنيا من صفات له (صلى الله عليه وآله).
2 – ما اختص به (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة، والتي منها يتضح لنا بعض تلك الأسرار التي جعلته أفضل الخلق وأفضل جميع الأنبياء والمرسلين.
الروايات( ) الدالة على أن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد (صلى الله عليه وآله) قبل خلق السماوات والأرض، والعرش والكرسي، واللوح والقلم، والجنة والنار، وقبل خلق آدم ونوح وإبراهيم، وقبل أن يخلق الأنبياء كلهم بأربع مائة ألف وأربعة وعشرين ألف سنة، والتي دلّت أنه سبّح الله وعبده قبل جميع العابدين والمسبّحين، وأن الملائكة تعلّموا التسبيح منه.
وأيضاً تلك الروايات التي دلت على أنه (صلى الله عليه وآله) علة غائية لإيجاد الخلق: «لولاك لما خلقت الأفلاك»( الحديث.
ومنها رواية عبد الأعلى عن الصادق والتي تدل على أن أخذ الميثاق من جميع الأنبياء لنبينا (صلى الله عليه وآله)
وأيضاً دل على ذلك القرآن الكريم، قال تعالى وَإذْ أخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَاب وَحِكْمَة ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أقْرَرْتُمْ وَأخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إصْرِي قَالُوا أقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ.
ولقد أكد أغلب المفسرين على هذا المعنى بمفرد هذه الآية، إلا أن صاحب الميزان له كلام في المقام يفهم منه أنها تدل بمجموع سياق الآيات على المراد، حيث قال: وما ذكره بعض المفسرين أن المراد بالآية أن أخذ الميثاق من النبيين أن يصدقوا محمداً (صلى الله عليه وآله) ويبشروا أممهم بمبعثه، فهو وإن كان صحيحاً إلا أنه أمر يدل على سياق الآيات دون الآية نفسها لعموم اللفظ، بل من حيث وقوع الآية ضمن الاحتجاج على أهل الكتاب ولومهم وعتابهم على انكبابهم على تحريف كتبهم وكتمان آيات النبوة والعناد مع صريح الحق . يعني أن الآيات من آية 81 إلى 85 بها دلالة على المطلوب دون الآية 81.
أيضاً من الأمور التي اختص بها النبي معجزته الخالدة إلى يوم القيامة وهي القرآن الكريم، بينما معاجز الأنبياء قد تصرمت وانقضت.
ومن الخصائص التي دلت على أكمليته أن الله تعالى وقرّه في ندائه فناداه بأحب الأسماء وأسنى أوصافه، كقوله: يا أيُّها الرَّسُولُ( )، ويا أيُّها النَبِيُّ ، وقد نادى الأنبياء بأسمائهم فقال: يَا آدَمُ اسْكُنْ أنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ ، وقوله تعالى: يَا إبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا( )، وقوله: يَا يَحْيَى خُذِ الكِتَابَ بِقُوَّة .
بل لم يكتف بذلك وإنما نهى حتى أمته أن تناديه: يا محمد، بقوله تعالى: لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً ، فقد روي عن ابن عباس: أن الصحابة كانوا يقولون وينادون: يا محمد، أو: يا أبا القاسم، فنهاهم الله تعالى عن ذلك إعظاماً لنبيه.
ومنها تسليم الحجر عليه( )، وحنين الجذع إليه ، ونبع الماء من تحت أصابعه(صلى الله عليه وآله) ، فإنه أبلغ في خرق العادة من تفجيره من الحجر، لأن جنس الأحجار مما يتفجر منه الماء، وكانت معجزته بانفجار الماء من بين أصابعه أبلغ من انفجار الحجر لموسى، والتي لم تكن ولم تثبت لواحد من الأنبياء.
هذه بعض ما ان وما ثبت له قبل الآخرة.
وماكن له في الآخرة أنه صاحب الوسيلة، وهي أعلى درجة في الجنة لا تنبغي لعبد من عباد الله، وهو أوّل من تشق عنه الأرض، وأوّل شافع يوم القيامة، بل له الشفاعة المطلقة، بل في جملة من الروايات تحريم دخول الجنة على الأنبياء حتى يدخلها النبي (صلى الله عليه وآله)، وإكرامه بالحوض دون الأنبياء.
وأيضاً ما دلّ على أن آدم وجميع من خلقه الله يستظلون تحت لوائه يوم القيامة، بقوله(صلى الله عليه وآله): «بيدي لواء الحمد، تحته آدم فمن دونه»( ).
فهل لنا أن نتعرّف على هذه الشخصية العظيمة والتي من أجلها فُضّلنا على سائر الأمم؟! ولكن هذه الأمة في الواقع لم ترعَ له حقاً رغم ما عرفته من مكانته وأفضليته عند الله سبحانه وتعالى، فلقد بُلي (صلى الله عليه وآله) بهذه الأمة، فلا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم.