إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مراقبة النفس

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مراقبة النفس

    [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]بسم الله الرحمان الرحيم
    مراقبة النفس

    من خصائص شهر رمضان أنه يجدد للإنسان نفسه، ليجلس الإنسان مع نفسه بين يدي ربه ليفهم نفسه في نفسه، وليفهم موقعه وموقفه من ربه، وهذا ما نلاحظه في كل ما حشد الله تعالى فيه من القرآن أو ما أتى به من عناصر العبادة في الصيام والصلاة والدعاء، فالمسألة هي مسألة مراقبة النفس، لأنّ الإنسان الذي يعيش الغفلة في حياته بفعل استغراقه في لذاته وشهواته وأشغاله وعلاقته العامة لا يلتفت إلى نفسه من هو، لماذا يفعل هذا الفعل ولماذا ينشئ هذه العلاقة، ولماذا يؤيد هذا ويرفض ذاك؟ إن الكثيرين منّا يتحركون تماماً كالإنسان الذي تنقله أمواج البحر من مكان إلى مكان دون أن يكون له الحرية في اختيار ذلك.

    فهذا الشهر قد يكون شهر تأمل وتفكّر، حيث يعيش الإنسان في البداية الإحساس بأن هناك رقابة تنفذ إلى كل كيانه من الله تعالى، فهو مكشوف أمام الله بكله. وقد نشعر بالأمان عندما نفكر، سواء كان التفكير تفكير خير أو شر، وأنه ليس هناك من ينفذ إلى داخل أفكارنا وقلوبنا عندما تنبض بالخير أو بالشر، ليس هناك من ينفذ إلى داخل دوافعنا النفسية عندما نريد أن نعمل عملاً أو نترك آخر بدافع معين، ولذلك يشعر الإنسان بالحرية لأنه ليس عليه رقيب. ولكن الفكرة الدينية تقول لك إن الله تعالى يراقبك وأنت تفكر، وأنت تتفاعل شعورياً وإحساسياً، وأنت تندفع في نياتك بالخير أو بالشر: {إن الله على كل شيء رقيباً}، حتى الملائكة عندما يسجّلون عليك فإنما يسجّلون ما يصدر منك: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}، حتى أعضاؤك عندما أراد الله تعالى لها أن تسجّل فإن كل عضو يسجّل ما يتمثل فيه من العمل، وهذا ما نستوحيه من "دعاء كميل": «وكل سيئة أمرت بإثباتها الكرام الكاتبين الذين وكّلتهم بحفظ ما يكون مني وجعلتهم شهوداً عليّ مع جوارحي، وكنت أنت الرقيب عليّ من ورائهم والشاهد لما خفي عنهم».

    هذه الفكرة، فكرة إطّلاع الله على الإنسان وهو يفكر ويخطط تجعله يشعر بالرقابة فيعصمه ذلك عن التفكير الشرير: {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور}، والصدور هي كناية عن العقول، فالله يعلم ما تخفيه في صدرك من الأسرار والأفكار التي لم يطّلع عليها أحد. لذلك على الإنسان أن يبدأ في هذا الشهر بصنع ذاته بأن يبدأ بمحاسبة نفسه، فيما يفكر من المسائل العقيدية والانتمائية، وما إلى ذلك من الأمور التي تنطلق من خلال فكر يجعله يقف موقفاً إيجابياً هنا وسلبيا هناك، ثم أن يصنع عاطفته عندما يحبّ ويبغض. ربما كنا نحبّ ونبغض تأثّراً بالبيئة التي عشنا فيها، فلو رجعنا إلى أنفسنا فإننا نجد أننا لا نختار حبنا ولا بغضنا، بل لأن أهلنا يحبون هذا أو يبغضون ذاك، أو لأن التعليمات الحزبية تقول لنا أحبوا فلاناً وأبغضوا فلاناً، لذلك علينا أن نعرف أن حبنا وبغضنا ينعكس علينا سلباً أو إيجابياً، فالذين يفرضون علينا الحب والبغض لا يتحمّلون مسؤولية ذلك لا في النتائج السلبية أو الإيجابية، كما يقول الإمام عليّ (ع): «لا يغرنّك سواد الناس عن نفسك فإن الأمر يصل إليك دونهم».

    لذلك، علينا أن نراقب أنفسنا في جذور هذه العاطفة أو تلك، لأن العاطفة قد تنطلق من حالة سطحية، وهو ما يتحدث عنه بعض الشباب "الحب من النظرة الأولى"، فالحب الذي يريد أن ينشئ أسرة أو كياناً اجتماعياً فإنه لا يربط بالناحية الشكلية والجمالية فحسب، بل يرتبط بأبعاد الشخصية كلها، في هذه الحالة لا بد لك أن تدرس الإنسان بكله لأنك ترتبط به بكله، فأنت تتعامل مع قلبه وعلاقاته وسلوكه، وهذه الأمور تحتاج إلى فكر ومراقبة، حتى تعمّق قرارك من خلال الجذور التي ترتبط بحياتك، وهكذا على مستوى العلاقات العامة والصداقات والانتماء السياسي والاجتماعي.

    محاسبة النفس

    وهناك نقطة لا بد من الإشارة إليها وهي أننا دائماً نفكّر بالخسارة والربح على المستوى المادي فقط، ولكننا لا نفكّر بالخسارة والربح على المستوى الأخروي عندما نقف بين يدي الله، فنحن نملك الدقة في حساباتنا على المستوى المادي، ولكن على مستوى حسابات الله فكم هي الاهتمامات بهذه الحسابات يوم يقوم الناس لرب العالمين، لأننا مشغولون بالدنيا، ولذلك فإن هذه الأمور كلّها تحتاج إلى مراقبة بكل ما لهذه الكلمة من معنى، وهو ما جاءت به بعض الكلمات المأثورة.

    فعن عليّ (ع): «اعلموا عباد الله ـ وعندما نقرأ كلمات الإمام عليّ (ع) فإن علينا أن نتصور أن علياًَ هو الذي يخاطبنا فهو إمام الزمن كله وحديثه حديث الزمن كله ـ إن عليكم رصداً من أنفسكم، وعيوناً من جوارحكم ـ فكل عضو هو عين تحدّق بكم ـ وحفّاظ صدق ـ وهم الملائكة ـ يحفظون أعمالكم وعدد أنفاسكم، لا تستركم منهم ظلمة ليل داج ـ فنحن لسنا مستورين أمام الملائكة وأمام أعضائنا ـ ولا يكنّكم منهم باب ذو رتاج»، ويقول (ع) وهو يقتحم على الإنسان نفسه ليجعله سيد نفسه: «لا تكن عبد نفسك فإن النفس أمّارة بالسوء إلا ما رحم الله سبحانه وتعالى»، كن الإنسان الذي يحكم من خلال عقله على نفسه ليوجهها إلى الخير وما يرضي الله تعالى. ويقول (ع): «طوبى لمن راقب ربه ـ بحيث ذكر الله في كل شيء ـ وخاف ذنبه»، ليتخفف من ذنبه ويتوب إلى الله منه.

    ويقول الإمام الصادق (ع): «ما من يوم يأتي على ابن آدم إلا قال ذلك اليوم: يا ابن آدم، إني يوم جديد وأنا عليك شهيد، فافعل بي خيراً ـ لا تخطئ ولا تعمل السوء ـ واعمل بيّ خيراً، أشهد لك يوم القيامة فإنك لن تراني بعده أبداً»... ويقول الإمام الكاظم (ع): «ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم ـ كما تحسب حساب المال الذي حصلت عليه فإن عليك أن تحسب حساب الأعمال التي فعلتها ـ فإن عمل حسناً استزاد الله، وإن عمل سيئاً استغفر الله منه وتاب إليه». وقد ورد في تقسيم الزمن أنه ينبغي أن يكون للمؤمن ثلاث ساعات: «ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يرمّ فيها معاشه ـ يحصّل فيها على معاشه ومعاش عياله ليتحمّل مسؤوليته تجاه حاجاته الشخصية وحاجات عياله ـ وساعة يخلي بين نفسه وبين لذتها فيما يحلّ ويجمل، فإنها عون على تينك الساعتين».

    هذا الشهر هو شهر المراقبة، أن تراقب نفسك لتفهمها، وشهر المحاسبة، أن تحاسب نفسك في كل عمل، ثم إذا حاسبتها فهناك المحاكمة بأن تحكم لها وعليها، وهناك المجاهدة بأن تجاهد نفسك فتمنعها عن الشر وتوجهها إلى الخير. لذلك علينا أن نخرج من هذا الشهر بعقل جديد ليس فيه إلا الحق، وقلب جديد ليس فيه إلا المحبة والخير، وحركة جديدة ليس فيها إلا ما يرضي الله، ولا شيء إلا لله تعالى[/grade]
    منقول

  • #2
    بسم الله الرحمان الرحيم
    اين التفاعل
    ارجوا منك الدعاء

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X