اللهم صلي على محمد وال محمد
قد يكون الموضوع طويل لكنة شيق ومهم ومفيد اتمنى ان يحوز على رضاكم وتعم الفائده
(أنت ايها الوالد)
ـــــــــــــــــ
فقد عظم الله سبحانه وتعالى حقك على اولادك وبناتك، وفضلك على امهم لمزيد عقلك عليها، ولأنك اصلا لهم دونها، فاشكر الله سبحانه على ما اولاك وخصك به.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنت ومالك لأبيك وقال (ص) من حديث له: اطيعوا آبائكم فيما امروكم، ولا تطيعوهم في معاصي الله
وفي كتاب الأمامة والتبصرة قال رسول الله صلى الله عليه وآله اياكم ودعوة الوالد فانها ترفع فوق السحاب حتى ينظر الله اليها فيقول الله تعالى: ارفعوها الي، حتى استجيب له، فأياكم ودعوة الوالد فانها احد من السيف
وعنه صلى الله عليه وآله انه قال: في وصيته لعلي عليه السلام: اربعة لا ترد لهم دعوة... ووالد لولده
روى الكليني باسناده عن ابي منصور عن ابي الحسن موسى عليه السلام قال: سئل رجل رسول الله صلى الله عليه وآله ما حق الوالد على ولده؟ قال: لا يسميه باسمه، ولا يمشي بين يديه، ولا يجلس قبله، ولا يستسب له اي لا يفعل ما يصير سببا لسب الناس له.
وفي وصية النبي صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام في بيان حقوق الوالد على ولده جاء فيها: ولا يجلس امامه، ولا يدخل معه الحمام وفيها أيضاً: يا علي لا يقتل والد بولده
وقال امير المؤمنين عليه السلام: ولا يمين لولد مع والده
وقال عليه السلام من كلام له: فحق الوالد على الولد ان يطيعه في كل شيء الا في معصية الله سبحانه وقال عليه السلام: قم عن مجلسك لأبيك ومعلمك ولو كنت اميرا
وقال الأمام زين العابدين عليه السلام لأبي حمزة الثمالي فيما القى عليه من دروس اسلامية في الحقوق: واما حق ابيك فان تعلم انه اصلك، وانك لولاه لم تكن، فمهما رايت في نفسك مما يعجبك فاعلم ان اباك اصل النعمة عليك فيه، فاحمه الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة الا بالله
في الكافي عن ابي جعفر عليه السلام قال: ان ابي نظر إلى رجل ومعه ابنه يمشي والأبن متكئى على ذراع الأب، قال: فما كلمه ابي مقتاله حتى فارق الدنيا وروى الكليني باسناده عن حنان بن سدير عن ابيه قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: هل يجزي الولد والده؟
فقال: ليس له جزاء الا في خصلتين، ان يكون الوالد مملوكا فيشتريه فيعتقه، او ان يكون عليه دين فيقضيه عنه
وفي امالي الطوسي قال الصادق عليه السلام: ثلاث دعوات لا يحجبن عن الله تعالى، دعاء الوالد لولده اذا بره، ودعوته عليه اذا عقه... روى وهب بن عبد ربه عن ابي عبد الله عليه السلام قلت ايحج الرجل عن الناصب؟ قال: لا، قلت ان كان ابي؟ قال ان كان ابوك فنعم وقال ابو عبد الله عليه السلام: ثلاثة من عاداهم ذل، الوالد..
وفي الكافي قال الصادق عليه السلام: لا يقتل الرجل بولده اذا قتله ويقتل الولد بوالده، ولا يرث الرجل اباه اذا قتله وان كان خطأ
روى الكليني طاب ثراه باسناده عن ابراهيم بن شعيب قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام ان ابي قد كبر جدا وضعف فنحن نحمله اذا اراد الحاجة، فقال: ان استطعت ان تلي ذلك منه فافعل ولقمه بيدك فانه جنة لك غدا
وعن الرضا عليه السلام: عليك بطاعة الأب وبره، والتواضع والخضوع والأعظام والأكرام له، وخفض الصوت بحضرته، فان الأب اصل الأبن، والأبن فرعه، لولاه لم يكن يقدره الله، ابذلوا لهم الأموال والجاه والأنفس..
وقال الأمام الحسن العسكري عليه السلام: جرأة الولد على والده في صغره تدعو إلى العقوق في كبره
(أنت ايتها الوالدة)
ـــــــــــــــــــ
فقد راعى رسول الله صلى الله عليه وآله ضعفك، ورقة طبعك وعاطفتك، وكثرة حنوك على اولادك وعطفك، فخصك بمزيد العناية، وجليل الرعاية، فأكد في الوصاية بك، والرعاية لشؤنك تنويها بعظيم حقك على اولادك، وذلك لما تكابدينه من ثقل الحمل، وجهد الولادة، فالسهر في رعايتهم، والقيام بخدمتهم صغارا وكبارا، مع عناء كبير، وجهد عظيم، في ذلك لا يقوي عليه غيرك ولا يطيقه احد سواك.
فقال صلى الله عليه وآله: الجنة تحت اقدام الأمهات
روى الكليني طاب ثراه باسناده عن هشام بن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله من ابر؟ قال: امك، قال ثم من؟ قال: امك، قال: ثم من؟ قال امك، قال: ثم من؟ قال: اباك
واستشار السلمي النبي (ص) فقال: ألك والدة؟ قلت: نعم، قال اذهب فأكرمها فأن الجنة تحت رجليها
وروى الكليني طاب ثراه باسناده إلى جابر قال: اتى رجل رسول الله (ص) فقال: اني شاب نشيط، واحب الجهاد ولي والدة تكره ذلك،
فقال له النبي صلى الله عليه وآله: ارجع فكن مع والدتك، فوالذي بعثني بالحق لأنسها بك ليلة خير من جهادك في سبيل الله سنة
وعن علي بن الحسين عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبي (ص) فقال يا رسول الله ما من عمل قبيح الا قد عملته فهل لي من توبة؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فهل من والديك حي؟ قال: ابي، قال: فاذهب فبره، قال: فلما ولى قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو كانت امه يعني (ص) لو كانت امه حية وبرها لكان بره بها أسرع تأثيرا في قبول توبته، ونيل سعادته.
وفي البحار قال الصادق عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه وآله حضر شابا عند وفاته فقال له: قل: لا اله الا الله قال فاعتقل لسانه مرارا، فقال لأمرأة عند رأسه: هل لهذا ام؟ قالت نعم انا امه، قال: افساخطة أنت عليه قالت نعم ما كلمته منذ ست حجج، قال لها: ارضي عنه، قالت: رضي الله عنه برضاك يا رسول الله، فقال له رسول الله (ص): قل لا اله الا الله، قال: فقالها فقال النبي (ص): ما ترى؟ فقال: ارى رجلا اسود قبيح المنظر، وسخ الثياب منتن الريح، قد وليني الساعة، فأخذ بكظمي، فقال له النبي (ص) قل: يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير، اقبل مني اليسير، واعف عني الكثير انك أنت الغفور الرحيم. فقالها الشاب، فقال له النبي (ص) انظر ما ترى؟ قال: ارى رجلا ابيض اللون، حسن الوجه، طيب الريح، حسن الثياب قد وليني، وارى الأسود قد تولى عني، قال: اعد، فأعاد قال: ما ترى؟ قال: لست ارى الأسود، وارى الأبيض قد وليني
وقال الأمام زين العابدين عليه السلام لأبي حمزة الثمالي فيما القى عليه من دروس اسلامية في الحقوق:
واما حق امك ان تعلم انها حملتك، حيث لا يحتمل احدا حدا واعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي احدا حدا، ووقتك بجميع جوارحها، ولن تبال ان تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتظلك وتضحى، وتهجر النوم لأجلك ووقتك الحر والبرد لتكون لها، وانك لا تطيق شكرها الا بعون الله وتوفيقه
وروى الكليني طاب ثراه باسناده عن زكريا بن ابراهيم قال كنت نصرانيا فأسلمت وحججت فدخلت على ابي عبد الله (ع) فقلت ان ابي وامي على النصرانية واهل بيتي، وامي مكفوفة البصر فأكون معهم، وآكل في آنيتهم؟ فقال: يأكلون لحم الخنزير؟
فقلت: لا، ولا يمسونه، فقال: لا بأس.
فانظر إلى امك فبرها، فاذا ماتت فلا تكلها إلى غيرك، كن أنت الذي تقوم بشأنها.. فلما قدمت الكوفة الطفت لأمي وكنت اطعمها وافلي ثوبها ورأسها واخدمها، فقالت لي ما كنت تصنع بي هذا وأنت على ديني، فما الذي ارى منك؟ منذها جرت فدخلت في الحنيفية، فقلت: رجل من ولد نبينا امرني بهذا، فقالت: هذا الرجل هو نبي، فقلت لا، ولكنه ابن نبي، فقالت: يا بني هذه وصايا الأنبياء، فقلت يا امه انه ليس يكون بعد نبينا نبي، ولكنه ابنه، فقالت: يا بني دينك خير دين، اعرضه علي فعرضته عليها فدخلت في الإسلام، وعلمتها فصلت الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة، ثم عرض لها عارض في الليل، فقالت: يا بني اعد علي ما علمتني، فاعدته عليها، فأقرّت به وماتت، فلما اصبحت كان المسلمون الذين غسلّوها، وكنت انا الذي صليت عليها ونزلت في قبرها
وعن الامام الباقر عليه السلام انه قال: كان في بني اسرائيل عابد يقال له جريح وكان يتعبد في صومعة، فجائته امه وهو يصلي فدعته فلم يجبها، فانصرفت ثم اتته ودعته فلم يلتفت اليها فانصرفت ثم اتته ودعته فلم يجبها ولم يكلمها فانصرفت وهي تقول: اسئل اله بني اسرائيل ان يخذلك، فلما كان من الغد جائت فاجرة وقعدت عند صومعته قد اخذها الطلق، فادعت ان الولد من جريح، ففشا في بني اسرائيل ان من كان يلوم الناس على الزنا قد زنا، وامر الملك بصلبه، فأقبلت امه اليه فلطم وجهها، فقال لها: اسكتي، انما هذا لدعوتك، فقال الناس لما سمعوا ذلك منه: وكيف لنا بذلك قال: هاتوا الصبي، فجاؤا به، فأخذه فقال: من ابوك؟ فقال: فلان الراعي لبني فلان، فأكذب الله الذين قالوا ما قالوا في جريح فحلف جريح ان لا يفارق امّه ويخدمها
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو كان جريح فقيها لعلم ان اجابة امه افضل من صلوته
(وأنتم ايها الأولاد)
ـــــــــــــــــــ
فللأسلام دين العلم والفضيلة، والسعادة والكرامة فيكم عناية وايّة عناية، فقد اوصى فيكم وصايا اكيدة بالغة، وفرض لكم على ابيكم حقوقا اوجب عليه مراعاتها، والزمه بالقيام بها، منها تعلمون مدى عناية الإسلام بكم، ومنتهى شفقته عليكم، منذ نعومة اضفاركم، قال الله تعالى (يوصيكم الله في اولادكم) وقال (ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطئا كبيرا)
وجاء في وصية النبي صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام يا علي حق الولد على والده ان يحسن اسمه وادبه، ويضعه موضعا صالحا وقال صلى الله عليه وآله: اكرموا اولادكم، واحسنوا آدابهم، يغفر لكم وقال (ص) لأن يؤدب احدكم ولده خير له من ان يتصدق بنصف صاع كل يوم
وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله ما حق ابني هذا؟ قال: تحسن اسمه وادبه، وضعه موضعا حسنا
وفي كتاب التعريف للكراجكي قال النبي صلى الله عليه وآله: ما نحل والد ولده افضل من ادب حسن يفيده اياه، وجهل قبيح يردعه عنه وينهاه وجاء عنه صلى الله عليه وآله انه قال: ادبوا اولادكم على ثلاث خصال، حب نبيكم، وحب اهل بيته، وقرائة القرآن، فان حملة القرآن في ظل من لا ظل الا ظله.
وعنه صلى الله عليه وآله: ادب صغار اهل بيتك بلسانك على الصلوة والطهور، فاذا بلغوا عشرا فاضرب ولا تجاوز ثلاثا.
وقال النبي صلى الله عليه وآله: اعدلوا بين اولادكم كما تحبون ان يعدلوا بينكم في البر واللطف
وقال الصادق عليه السلام: نظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى رجل له ابنان فقبل احدهما وترك الآخر، فقال له النبي (ص): فهلا واسيت بينهما وقال صلى الله عليه وآله: سموا اولادكم بأسماء الأنبياء ولا بد من الأمر بتسمية الأبناء بأسماء الأنبياء اكمل خلق الله وافضلهم من سر وان لم تدركه عقولنا، ولعل للمشاركة لهم في الأسماء اثر يدعو إلى الأكتساب من معنوياتهم والتخلق باخلاقهم الكريمة، او غير ذلك.
وقال صلى الله عليه وآله: من حق الولد على والده ثلاثة، يحسن اسمه، ويعلمه الكتابة، ويزوجه اذا بلغ
وقال صلى الله عليه وآله: حق الولد على والده اذا كان ذكرا ان يستفره امه ويستحسن اسمه، ويعلمه كتاب الله ويطهره ويعلمه السباحة
وقال صلى الله عليه وآله: قبلوا اولادكم، فان لكم بكل قبلة درجة في الجنة، ما بين كل درجتين مسيرة خمسمأة عام.. وقال (ص): من قبل ولده كتب الله له حسنة، ومن فرحه فرحه الله يوم القيامة، ومن علمه القرآن دعي بالأبوين فكسيا حلتين تضيء من نورهما وجوه اهل الجنة
وروى الكليني طاب ثراه في كتاب الكافي باسناده إلى امير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: علموا اولادكم السباحة والرماية
وفيه أيضاً عن الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: طهروا اولادكم (اي اختنوهم) يوم السابع فانه اطيب واطهر واسرع لنبات اللحم، وان الأرض تنجس من بول الأغلف اربعين صباحا
وقال صلى الله عليه وآله: لا تضربوا اطفالكم على بكائهم فان بكائهم اربعة اشهر شهادة ان لا اله الا الله، واربعة اشهر الصلوة على النبي (ص)، واربعة اشهر الدعاء لوالديه
وقال صلى الله عليه وآله: الولد سيد سبع سنين، وعبد سبع سنين ووزير سبع سنين، فان رضيت خلائقه لأحدى وعشرين والا فاضرب على جنبه فقد اعذرت إلى الله تعالى
وفي الفقيه قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يلزم الوالدين من العقوق لولدهما ما يلزم الولد لهما من عقوقهما
وعن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رحم الله من اعان ولده على بره، قال: قلت كيف يعين على بره؟ قال يقبل ميسوره، ويتجاوز عن معسوره، ولا يرهقه، ولا يخرق به.
هذا ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله خاصة فيكم ايها الأولاد من احاديث وهي كما ترون تنبئى عن مدى عنايته صلى الله عليه وآله البالغة بكم، وعلى غرار ما ورد عنه ورد عن الأئمة (ع) المعصومين من عترته،
قال امير المؤمنين عليه السلام: وحق الولد على الوالد ان يحسن اسمه، ويحسن ادبه، ويعلمه القرآن
وروى الصدوق قدس سره في الخصال في حديث الأربعمائة قال امير المؤمنين عليه السلام علموا صبيانكم ما ينفعهم الله به، لا يغلب عليهم المرجئة وفي نسخة اخرى: علموا صبيانكم من علمنا ما ينفعهم الله به لا تغلب عليهم المرجئة برأيها
وقال عليه السلام: من قبل ولده كان له حسنة
وقال الأمام زين العابدين عليه السلام لأبي حمزة الثمالي فيما القى عليه من دروس اسلامية في الحقوق واما حق ولدك فان تعلم انه منك ومضاف اليك في عاجل الدنيا بخيره وشره، وانك مسئول عما وليته به من حسن الأدب والدلالة على ربّه عزّ وجلّ، والمعونة له على طاعته، فاعمل في امره عمل من يعلم انه مثاب على الأحسان اليه، ومعاقب على الأسائة اليه
روى الصدوق طاب ثراه باسناده عن عبد الله بن فضالة عن ابي عبد الله عليه السلام او ابي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: اذا بلغ الغلام ثلاث سنين يقال له سبع مرات قل: لا اله الا الله، ثم يترك حتى يتم له ثلاث سنين وسبعة اشهر وعشرون يوما، فيقال له قل محمد رسول الله صلى الله عليه وآله سبع مرات، ويترك حتى يتم له اربع سنين ثم يقال له سبع مرات قل صلى الله على محمد وآله، ثم يترك حتى تتم خمس سنين ثم يقال له: ايهما يمينك؟ وايهما شمالك؟ فاذا عرف ذلك حول وجهه إلى القبلة ويقال له: اسجد، ثم يترك حتى يتم له ست سنين، فاذا تمت له ست سنين صلى وعلم الركوع والسجود حتى تتم له سبع سنين، فاذا تمت له سبع سنين قيل له اغسل وجهك وكفيك، فاذا غسلهما قيل له: صل، ثم يترك حتى يتم تسع سنين فاذا تمت له علم الوضوء وضرب عليه، وامر بالصلوة، وضرب عليها، فاذا تعلم الوضوء والصلوة غفر الله لوالديه انشاء الله تعالى
وفي الكافي باسناده عن ابي عبد الله عليه السلام قال: الغلام يلعب سبع سنين، ويتعلم الكتاب سبع سنين، ويتعلم الحلال والحرام سبع سنين
وفي الفقيه قال الصادق عليه السلام: دع ابنك يلعب سبع سنين، ويؤدب سبع سنين، والزمه نفسك سبع سنين، فان افلح والا فانه ممن لا خير فيه
وفي الكافي قال ابو عبد الله عليه السلام: ان خير ما ورث الآباء لأبنائهم الأدب، لا المال، فان المال يذهب والأدب يبقى
وروى الكليني في الكافي باسناده عن ابي عبد الله عليه السلام قال بادروا اولادكم بالحديث قبل ان يسبقكم اليهم المرجئة
وقال عليه السلام: بر الرجل بولده بره بوالديه يعني (ع) ان لم يكن للرجل والدان فان بره بولده يكون بمنزلة بره بهما في الأجر لو كانا حيين، او ان بره بولده واجب كبره بوالديه.
وفي الكافي عن ابي عبد الله عليه السلام قال له رجل من الأنصار: من ابر؟ قال: والديك، قال: قد مضيا، قال : بر ولدك وفيه عنه عليه السلام ان الله ليرحم العبد لشدة حبه لولده
وعن موسى بن بكير عن ابي الحسن عليه السلام قال: اول ما يبر الرجل ولده ان يسميه باسم حسن، فليحسن احدكم اسم ولده
واياك ايها الولد ان تجترى على ابيك في صغرك فان جرأتك عليه في صغرك تدعوك إلى عقوقه في كبرك، كما ورد في الحديث وقد علمت ان العقوق من الكبائر، وان العاق لا يشم رائحة الجنة.
واعلم انه لا يمين للولد مع والده، كذا ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وان الوالد يجبر على النفقة على اولاده ورد ذلك عن الأمام الصادق عليه السلام
(وأنتن ايتها البنات)
ــــــــــــــــــــ
فلنبي الإسلام صلى الله عليه وآله وأئمة الرحمة عليهم السلام من عترته فيكن عناية بالغة، ولهم عليكن عطف كبير،.
فقد راعوا ضعفكن، ورقة عواطفكن إلى حد بعيد، فحثوا على اكرامكن ببالغ الحث، وعلى العناية بكن كثيرا، ونوهوا بفضلكن مرارا، كل ذلك عطفا لقلوب آبائكن عليكن، خلافا لما كان عليه ابناء الجاهلية الجهلاء، الذين كانوا يرون وجودكن عارا عليهم وشنارا، فكانوا يدفنونكن وأنت ن احياء، قال الله تعالى وهو يحكي عنهم سيرتهم هذه السيئة (واذا بشر احدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به ايمسكه على هون ام يدسه في التراب آلا ساء ما يحكمون) وقال تعالى: واذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله. خير اولادكم البنات وقال أيضاً: من يمن المرأة ان يكون بكرها جارية يعني اول ولدها.
روى الصدوق قدس سره مسندا إلى النبي (ص) انه قال: من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج وليبدأ بالأناث قبل الذكور فانه من فرح ابنته فكأنما اعتق رقبة من ولد اسماعيل
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: نعم الولد البنات المخدرات، من كانت عنده واحدة جعلها الله سترا له من النار ومن كانت عنده اثنتان ادخله الله بهما الجنة، وان كن ثلاثا او مثلهن من الأخوات وضع عنه الجهاد والصدقة
وقال (ص): من عال ثلاث بنات او ثلاث اخوات وجبت له الجنة.
فقيل: يا رسول الله واثنتين؟ قال: واثنتين، قيل: يا رسول الله وواحدة؟ قال: وواحدة
وعن السكوني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نعم الولد البنات ملطفات، مجهزات، مونسات، مباركات، مفليات
وفي القوي عن سليمان الجعفري عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله تبارك وتعالى على الأناث ارق منه على الذكور وما من رجل يدخل فرحة على امرأة بينه وبينها حرمة الا فرحه الله تعالى يوم القيامة
وعنه صلى الله عليه وآله: من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن اليهن كن له سترا من النار
وقال صلى الله عليه وآله حق الولد على والده (إلى ان قال) وان كانت انثى ان يستفره امها (اي يكرمها) ويستحسن اسمها ويعلمها سورة النور، ولا يعلمها سورة يوسف، ولا ينزلها الغرف ويعجل سراحها إلى بيت زوجها
امر صلى الله عليه وآله بتعليمها سورة النور لأن فيها بيان حد الزنا، وفي ذلك ردع لها عنه وتهديد.
ونهى عن تعليمها سورة يوسف لما في هذه السورة من الحيل والمكائد التي يجب ان لا تتعلمها كي لا تستعملها يوما ما.
ونهى عن انزالها الغرف لما فيه من اشرافها على الرجال واطلاعها عليهم وقد يحدث بذلك ما لا يحمد عقباه.
وامر بتعجيل سراحها إلى بيت زوجها لما فيه من فوائد جمة اهمها الحفاظ على صيانتها وشرفها، فان العزوبة قد تؤدي بها إلى ما يتنافي وكرامتها، والزواج صيانة لها من الفساد، وامن من الفضيحة والعار.
فانظر ايها الإنسان الواعي إلى مدى عناية الإسلام بالمرأة واهتمامه بشأنها.
وقال صلى الله عليه وآله: من سعادة الرجل ان لا تحيض ابنته في بيته وفي هذا حض وتأكيد منه صلى الله عليه وآله على التعجيل في تسريحها إلى بيت زوجها الذي يضمن لها صيانتها ويحفظ لها شرفها وكرامتها.
وفي القوي كالصحيح عن السكوني عن ابي عبد الله عليه السلام، قال: دخلت يوما على ابي عبد الله عليه السلام وانا مغموم مكروب فقال لي: يا سكوني ما غمك؟ فقلت ولدت لي ابنة، فقال لي: يا سكوني على الأرض ثقلها، وعلى الله رزقها، تعيش في غير اجلك، وتأكل من غير رزقك، فسرى والله عني.
وفي القوي عن ابي عبد الله عليه السلام قال: البنون نعيم، والبنات حسنات، والله يسئل عن النعيم، ويثيب على الحسنات
وفي لفظ آخر عنه عليه السلام برواية الصدوق طاب ثراه البنات حسنات، والبنون نعمة، والحسنات يثاب عليها، والنعمة يسئل عنها
وروى الكليني في القوي كالصحيح عن محمد الواسطي عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان ابراهيم عليه السلام سئل ربه ان يرزقه ابنة تبكيه وتندبه بعد موته
واعلم أنت يا ابا البنات ان لبناتك فيما يخص تزويجهن حقا عليك يجب ان تراعيه لهن، فلا تزوجهن من فاسق، ولا من سيء خلق وان كان لك حميما، قال رسول الله صلى الله عليه وآله من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمه والفاسق لا كرامة له في الإسلام لخروجه بمعصيته لله عن طاعته تعالى، فلا يليق بالمؤمن ان يزوج كريمته منه، وقوله صلى الله عليه وآله: فقد قطع رحمه، تهديد بالغ في النهي عن تزويجها منه، فان قطع الرحم حرام، وتزويج الفاسق بمثابته.
وفي كتاب تهذيب الأحكام: جاء رجل إلى الحسن عليه السلام يستشيره في تزويج ابنته، فقال: زوجها من رجل تقي، فانه ان احبّها اكرمها، وان ابغضها لم يظلمها والفاسق لا يؤتمن عليه من الظلم لها.
ومن نوادر الحكمة عن الحسين بن بشار قال: كتبت إلى ابي الحسن عليه السلام: ان لي قرابة قد خطب الي وفي خلقه سوء، قال: لا تزوجه، ان كنا سيء الخلق. فالإمام عليه السلام ينهى ابن بشار عن تزويج ابنته من سيء الخلق لئلا تتكدر عليها حياتها الزوجية، فتشقى بهذا الزواج، فتظل وهي تكابد غصصا وآلاما ما دامت تحت سلطته.
ومما تقدم عرفت مبلغ عناية الإسلام بالمرأة ايها القارئ الكريم.
واعلمن ايتها البنات ان الله سبحانه فرض لكن حقا لا زما في ميراث ابويكن، كما وضع عنكن المهر والنفقة على الزوج فقال عز من قائل (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون، وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه او كثر نصيبا مفروضا)
غير انه سبحانه وفر نصيب اخوتكن عليكن، فجعل نصيب الواحد منهم ضعف نصيب الواحدة منكن، فقال تعالى (يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين) وذلك لعلل، منها ان عليه المهر اذا تزوج، وعليه نفقة زوجته ما دامت في طاعته، عليه الجهاد لأن الله سبحانه فرضه على الرجال دون النساء، قال الأمام الحسين عليه السلام: وضع الله الجهاد عن النساء وقال الإمامان الصادق، والعسكري عليهما السلام: ان المرأة ليس عليها جهاد
والمجاهد يحتاج إلى شراء اسلحة وعتاد، والمراة لا تحتاج شيئا من ذلك، لذلك وفر نصيبه، فلا تضيق صدوركن بهذا التفضيل المعقول ايتها البنات.
اما اذا لم يكن معكن اخ، وكنتن جميعا اناثى، فنصيبكن من الميراث على حد سواء.
(وأنت ايها الأخ)
ـــــــــــــــــ
فقد امر الإسلام اخاك بنصرك على عدوك، لأنك عضده وساعده وبالنصيحة لك في امرك، فاصلكما واحد، ابوك ابوه، فلا فضل له عليك، ولا لك عليه الا بتقوى الله، وهي المقياس العام الذي يقاس به الناس اجمعون، في عقائدهم واعمالهم، وبها يتفاضلون في الدنيا والآخرة قال الله تعالى (ان اكرمكم عند الله اتقاكم
قال الأمام زين العابدين عليه السلام لأبي حمزة الثمالي فيما القى عليه من دروس اسلامية في الحقوق:
واما حق اخيك فان تعلم انه يدك وعزك، وقوتك، فلا تتخذه سلاحا على معصية الله، ولا عدة للظلم، لخلق الله، ولا تدع نصرته على عدوه والنصيحة له، فان اطاع الله والا فليكن اكرم عليك منه، ولا قوة الا بالله
وقال الأمام الرضا عليه السلام: الأخ الأكبر بمنزلة الأب هنا احلك الأمام عليه السلام من اخوتك محل ابيك منهم مراعاة لكبرسنك، فرفع بذلك قدرك، فاعظم عليهم حقك، فلزمهم من احترامك وطاعتك واكرامك ما لزمهم بالنسبة إلى ابيهم.
واعلم ايها الأخ ان الله سبحانه فرض لك في ميراث ابويك ما فرضه لأخيك على حد سواء، فاذا مات احدهما وورثته أنت واخوك فالتركة تقسم بينكما نصفين، من بعد وصية يوصي بها او دين كان عليه، وان كنتم ثلاثة ذكور قسمت التركة بينكم اثلاثا كذلك وهكذا.
اما اذا ورثته أنت واختك فحسب فان نصيبك هنا من التركة يكون ضعف ما لأختك منها، فتقسم التركة بينكما اثلاثا، تأخذ أنت منها ثلثين، وتأخذ اختك الثلث الباقي، قال الله تعالى: (يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين
(وأنت ايها الزوج)
ــــــــــــــــــ
فقد رفع الإسلام قدرك، فعظم على زوجتك حقك، وبكمال العقل عليها فضلك، وزادك عليها قوة في التفكير، وسدادا في التدبير وبسطة في الجسم، وجعلك قيما عليها، ومدبرا لشؤنها، ومسؤولاً عنها، وقد امرها بطاعتك، وهددها على مخالفتك، واوعدها النار على معصيتك، والخروج عن طاعتك، وجعل امر طلاقها بيدك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الطلاق بيد من اخذ بالساق
وقال صلى الله عليه وآله: لو كنت آمر احدا ان يسجد لأحد لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها
وروى الصدوق طاب ثراه في الفقيه باسناده عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام قال: جائت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت: يا رسول الله ما حق الزوج على المرأة؟
فقال لها ان تطيعه، ولا تعصيه، ولا تتصدق من بيتها بشيء الا بأذنه، ولا تصوم تطوعا الا باذنه، ولا تمنعه نفسها وان كانت على ظهر قتب ولا تخرج من بيتها الا باذنه، فان خرجت بغير اذنه لعنتها ملائكة السماء، وملائكة الأرض، وملائكة الغضب، وملائكة الرحمة حتى ترجع إلى بيتها.
وقال صلى الله عليه وآله: أيما امرأة خدمت زوجها سبعة ايام اغلق عنها سبعة ابواب النار، وفتح لها ثمانية ابواب الجنة تدخل من ايها شائت
وقال صلى الله عليه وآله: ما من امرأة تسقي زوجها شربة ماء الا كان خيرا لها من عبادة سنة، صيام نهارها وقيام ليلها، وبنى الله لها بكل شربة تسقي زوجها مدينة في الجنة وغفر لها ستين خطيئة وقال صلى الله عليه وآله: ثلاث من النساء يرفع عنهن عذاب القبر، ويكون محشرهن مع فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله امرأة صبرت على غيرة زوجها، وامرأة صبرت على سوء خلق زوجها وامرأة وهبت صداقها لزوجها، يعطي الله لكل واحدة منهن ثواب الف شهيد، ويكتب لكل واحدة منهن عبادة سنة
وقال صلى الله عليه وآله: ومن صبرت على سوء خلق زوجها اعطاها الله مثل ثواب آسية بنت مزاحم
وقال (ص): لو ان امرأة وضعت احدى ثدييها طبيخة والآخر مشوية ما ادت حق زوجها، ولو انها عصت مع ذلك زوجها طرفة عين القيت في الدرك الأسفل من النار، الا ان تتوب وترجع
وعن الصادق عليه السلام قال: ان امرأة اتت رسول الله صلى الله عليه وآله لحاجة، فقال لها: لعلك من المسوفات، فقالت يا رسول الله وما المسوفات؟ فقال: المرأة يدعوها زوجها لبعض الحاجة فلا تزال تسوفه حتى تنقضي حاجة زوجها فينام فتلك لا تزال الملائكة تلعنها حتى يستيقظ زوجها
وزوج رسول الله صلى الله عليه وآله امرأة من رجل فرأت منه بعض ما كرهت فشكت ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال لعلك تريدين ان تختلعي فتكوني عند الله انتن من جيفة حمار
وعن امير المؤمنين عليه السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أيما امرأة هجرت زوجها وهي ظالمة حشرت يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون في الدرك الأسفل من النار الا ان تتوب وترجع
وقال صلى الله عليه وآله في وصيته لأمير المؤمنين عليه السلام: ولا يمين لأمرأة مع زوجها
وقال صلى الله عليه وآله: يا فاطمة والذي بعثني بالحق نبيا وبشيرا ونذيرا انه متى مت وزوجك غير راض عنك ما صليت عليك
هذا بعض ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله في التنويه بعظيم حقك، والاعلان بجزيل فضلك على زوجتك ايها الزوج.
واما ما جاء من عترته والأئمة المعصومين من آله عليهم السلام فقد قال امير المؤمنين عليه السلام: جهاد المرأة حسن التبعل
وعن ابي جعفر عليه السلام انه قال في حديث له: وجهاد المرأة ان تصبر من اذى زوجها وغيرته
وروى الصدوق في الفقيه عن الصادق عليه السلام قال: ايما المرأة باتت وزوجها عليها ساخط في حق لم تتقبل منها صلوة حتى يرضى عنها وروي عنه عليه السلام أيضاً انه قال: ايما امرأة قالت لزوجها ما رأيت منك خيرا قط، او من وجهك خيرا فقد حبط عملها وقال عليه السلام: ايما امرأة وضعت ثوبها في غير منزل زوجها بغير اذنه لم تزل في لعنة الله إلى ان ترجع إلى بيتها وقال (ع): وايما امرأة تطيبت لغير زوجها لم تقبل منها صلوة حتى تغتسل من طيبها كغسلها من جنابتها
وروى في الكافي باسناده عن الصادق عليه السلام قال: ثلاثة لا يقبل الله لهم عمل، وعد منها: وامرأة زوجها عليها ساخط
وسئل الصادق عليه السلام عن حق الزوج على المرأة؟ قال: ان تجيبه إلى حاجته وان كانت على ظهر قتب، ولا تعطي شيئا الا باذنه ولا تبيت ليلة وهو ظالما لها؟ قال نعم
وقال صلى الله عليه وآله: خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي
وقال (ص): من اضر بأمرأة حتى تفتدي منه نفسها لم يرض الله له بعقوبة دون النار، لأن الله يغضب للمرأة كما يغضب لليتيم
وروى الكليني طاب ثراه في الكافي أيضاً باسناده عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: انما المرأة لعبة من اتخذها فلا يضيعها وفي مكارم الأخلاق: فليصنها، بدل فلا يضيعها.
وقال (ص): حصّنوا نسائكم بقرائة سورة النور وعنه صلى الله عليه وآله اني اتعجب ممن يضرب امرأته وهو بالضرب اولى منها، لا تضربوا نسائكم بالخشب فان فيه القصاص، ولكن اضربوهن بالجوع والعرى، حتى تربحوا في الدنيا والآخرة
وقال صلى الله عليه وآله: من كانت عنده امرأتان فلم يعدل بينهما القسم من نفسه وماله جاء يوم القيامة مغلولا ابدا شفته، حتى يدخل النار
وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ان لي زوجة اذا دخلت تلقتني، واذا خرجت شيعتني، واذا رأتني مهموما قالت: ما يهمك؟ ان كنت تهتم لرزقك فقد تكفل به غيرك، وان كنت تهتم بأمر آخرتك فزادك الله هما.
فقال رسول الله (ص): بشرها بالجنة، وقل لها: انك عاملة من عمال الله ولك في كل يوم اجر سبعين شهيدا
وعنه صلى الله عليه وآله انه قال: ثلاثة من الجفاء، وعد منها مواقعة الرجل اهله قبل الملاعبة
وروى الصدوق طاب ثراه باسناده إلى عبد الله بن عباس ان النبي صلى الله عليه وآله خطب بالمدينة آخر خطبة جاء فيها ومن ظلم امرأة مهرها فهو عند الله زان، ويقول الله له يوم القيامة: عبدي زوجتك امتي على عهدي، فلم تف لي بالعهد، فيتولى الله طلب حقها فيستوجب حسناته كلها فلا يفي بحقها فيؤمر به إلى النار
وفي جامع الأخبار عن علي عليه السلام قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وفاطمة جالسة عند القدر، وانا انقي العدس قال: يا ابا الحسن، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: اسمع مني وما اقول الا من امر ربي، ما من رجل يعين امرأته في بيتها الا كان له بكل شعرة على بدنه عبادة سنة صيام نهارها، وقيام ليلها واعطاه الله تعالى من الثواب مثل ما اعطاه الصابرين.
وكان آخر ما تكلم به رسول الله ان قال: اوصيكم بالضعيفين نسائكم، وما ملكت ايمانكم
رأيت ايتها الزوجة مدى عناية صاحب الرسالة الإسلامية صلى الله عليه وآله وسلم بك، ورعايته البالغة لحقك، ووصاياه الأكيدة فيك
ثم استمعي إلى اقوال عترته والأئمة الهداة من بعده ما يقولون فيك، فهذا امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام يقول في وصيته لولده محمد: فدارها على كل حال، واحسن المصاحبة لها ليصفو عيشك
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ألا اخبركم بخير نسائكم؟ قالوا بلى، قال: ان خير نسائكم الولود، الودود، الستيرة، العفيفة العزيزة في اهلها، الذليلة مع بعلها، المتبرجة مع زوجها، الحصان عن غيره التي تسمع قوله، وتطيع امره، واذا خلا بها بذلت له ما اراد منها ولم تتبذل له تبذل الرجل
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: الا اخبركم بشر نسائكم؟ قالوا بلى، يا رسول الله (اخبرنا) قال: من شر نسائكم الذليلة في اهلها العزيزة مع بعلها، العقيم، الحقود، التي لا تتورع عن قبيح، المتبرجة اذا غاب عنها زوجها، الحصان معه اذا حضر، التي لا تسمع قوله ولا تطيع امره، فاذا خلا بها تمنعت تمنع الصعبة عند ركوبها، ولا تقبل له عذرا، ولا تغفر له ذنبا
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ايما امرأة اعانت زوجها على الحج والجهاد، او طلب العلم، اعطاها الله من الثواب ما يعطي امرأة ايوب
ورود عن الصادق عليه السلام انه قال: خير نسائكم التي ان غضبت او اغتضبت قالت لزوجها يدي في يدك لا اكتحل بغمض حتى ترضى عنيّ وقال عليه السلام: ما استفاد امرؤ فائدة بعد الإسلام افضل من زوجة مسلمة تسره اذا نظر اليها، وتطيعه اذا امرها، وتحفظه اذا غاب عنها في نفسها وماله
هذا وقد مضت تحت عنوان (وأنت ايها الزوج) احاديث تخصك أيضاً فعليك بمراجعتها، فالعمل بها لتضمني سعادتك في الدنيا والآخرة، وقد رأيت مبلغ عناية قادة الإسلام عليهم السلام بك؟
ومدى رعايتهم ووصايتهم فيك، فحياه الله من دين ضامن لسعادة الإنسان في داريه.
واعلمي أيضاً ان الله سبحانه وتعالى فرض لك في ميراث زوجك ربع ما ترك من بعد وفاته ان لم يكن له ولد، فان كان له ولد فلك ثمن ما ترك، واذا كانت معك ضرة واحدة او اكثر يكون الربع او الثمن بينكن جميعا بالسوية، قال الله تعالى: (ولهن الربع مما تركتم ان لم يكن لكم ولد، فان كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم، من بعد وصية توصون بها اودين
اخــــــوكم
مدينة الاحزان
قد يكون الموضوع طويل لكنة شيق ومهم ومفيد اتمنى ان يحوز على رضاكم وتعم الفائده
(أنت ايها الوالد)
ـــــــــــــــــ
فقد عظم الله سبحانه وتعالى حقك على اولادك وبناتك، وفضلك على امهم لمزيد عقلك عليها، ولأنك اصلا لهم دونها، فاشكر الله سبحانه على ما اولاك وخصك به.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنت ومالك لأبيك وقال (ص) من حديث له: اطيعوا آبائكم فيما امروكم، ولا تطيعوهم في معاصي الله
وفي كتاب الأمامة والتبصرة قال رسول الله صلى الله عليه وآله اياكم ودعوة الوالد فانها ترفع فوق السحاب حتى ينظر الله اليها فيقول الله تعالى: ارفعوها الي، حتى استجيب له، فأياكم ودعوة الوالد فانها احد من السيف
وعنه صلى الله عليه وآله انه قال: في وصيته لعلي عليه السلام: اربعة لا ترد لهم دعوة... ووالد لولده
روى الكليني باسناده عن ابي منصور عن ابي الحسن موسى عليه السلام قال: سئل رجل رسول الله صلى الله عليه وآله ما حق الوالد على ولده؟ قال: لا يسميه باسمه، ولا يمشي بين يديه، ولا يجلس قبله، ولا يستسب له اي لا يفعل ما يصير سببا لسب الناس له.
وفي وصية النبي صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام في بيان حقوق الوالد على ولده جاء فيها: ولا يجلس امامه، ولا يدخل معه الحمام وفيها أيضاً: يا علي لا يقتل والد بولده
وقال امير المؤمنين عليه السلام: ولا يمين لولد مع والده
وقال عليه السلام من كلام له: فحق الوالد على الولد ان يطيعه في كل شيء الا في معصية الله سبحانه وقال عليه السلام: قم عن مجلسك لأبيك ومعلمك ولو كنت اميرا
وقال الأمام زين العابدين عليه السلام لأبي حمزة الثمالي فيما القى عليه من دروس اسلامية في الحقوق: واما حق ابيك فان تعلم انه اصلك، وانك لولاه لم تكن، فمهما رايت في نفسك مما يعجبك فاعلم ان اباك اصل النعمة عليك فيه، فاحمه الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة الا بالله
في الكافي عن ابي جعفر عليه السلام قال: ان ابي نظر إلى رجل ومعه ابنه يمشي والأبن متكئى على ذراع الأب، قال: فما كلمه ابي مقتاله حتى فارق الدنيا وروى الكليني باسناده عن حنان بن سدير عن ابيه قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: هل يجزي الولد والده؟
فقال: ليس له جزاء الا في خصلتين، ان يكون الوالد مملوكا فيشتريه فيعتقه، او ان يكون عليه دين فيقضيه عنه
وفي امالي الطوسي قال الصادق عليه السلام: ثلاث دعوات لا يحجبن عن الله تعالى، دعاء الوالد لولده اذا بره، ودعوته عليه اذا عقه... روى وهب بن عبد ربه عن ابي عبد الله عليه السلام قلت ايحج الرجل عن الناصب؟ قال: لا، قلت ان كان ابي؟ قال ان كان ابوك فنعم وقال ابو عبد الله عليه السلام: ثلاثة من عاداهم ذل، الوالد..
وفي الكافي قال الصادق عليه السلام: لا يقتل الرجل بولده اذا قتله ويقتل الولد بوالده، ولا يرث الرجل اباه اذا قتله وان كان خطأ
روى الكليني طاب ثراه باسناده عن ابراهيم بن شعيب قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام ان ابي قد كبر جدا وضعف فنحن نحمله اذا اراد الحاجة، فقال: ان استطعت ان تلي ذلك منه فافعل ولقمه بيدك فانه جنة لك غدا
وعن الرضا عليه السلام: عليك بطاعة الأب وبره، والتواضع والخضوع والأعظام والأكرام له، وخفض الصوت بحضرته، فان الأب اصل الأبن، والأبن فرعه، لولاه لم يكن يقدره الله، ابذلوا لهم الأموال والجاه والأنفس..
وقال الأمام الحسن العسكري عليه السلام: جرأة الولد على والده في صغره تدعو إلى العقوق في كبره
(أنت ايتها الوالدة)
ـــــــــــــــــــ
فقد راعى رسول الله صلى الله عليه وآله ضعفك، ورقة طبعك وعاطفتك، وكثرة حنوك على اولادك وعطفك، فخصك بمزيد العناية، وجليل الرعاية، فأكد في الوصاية بك، والرعاية لشؤنك تنويها بعظيم حقك على اولادك، وذلك لما تكابدينه من ثقل الحمل، وجهد الولادة، فالسهر في رعايتهم، والقيام بخدمتهم صغارا وكبارا، مع عناء كبير، وجهد عظيم، في ذلك لا يقوي عليه غيرك ولا يطيقه احد سواك.
فقال صلى الله عليه وآله: الجنة تحت اقدام الأمهات
روى الكليني طاب ثراه باسناده عن هشام بن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله من ابر؟ قال: امك، قال ثم من؟ قال: امك، قال: ثم من؟ قال امك، قال: ثم من؟ قال: اباك
واستشار السلمي النبي (ص) فقال: ألك والدة؟ قلت: نعم، قال اذهب فأكرمها فأن الجنة تحت رجليها
وروى الكليني طاب ثراه باسناده إلى جابر قال: اتى رجل رسول الله (ص) فقال: اني شاب نشيط، واحب الجهاد ولي والدة تكره ذلك،
فقال له النبي صلى الله عليه وآله: ارجع فكن مع والدتك، فوالذي بعثني بالحق لأنسها بك ليلة خير من جهادك في سبيل الله سنة
وعن علي بن الحسين عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبي (ص) فقال يا رسول الله ما من عمل قبيح الا قد عملته فهل لي من توبة؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فهل من والديك حي؟ قال: ابي، قال: فاذهب فبره، قال: فلما ولى قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو كانت امه يعني (ص) لو كانت امه حية وبرها لكان بره بها أسرع تأثيرا في قبول توبته، ونيل سعادته.
وفي البحار قال الصادق عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه وآله حضر شابا عند وفاته فقال له: قل: لا اله الا الله قال فاعتقل لسانه مرارا، فقال لأمرأة عند رأسه: هل لهذا ام؟ قالت نعم انا امه، قال: افساخطة أنت عليه قالت نعم ما كلمته منذ ست حجج، قال لها: ارضي عنه، قالت: رضي الله عنه برضاك يا رسول الله، فقال له رسول الله (ص): قل لا اله الا الله، قال: فقالها فقال النبي (ص): ما ترى؟ فقال: ارى رجلا اسود قبيح المنظر، وسخ الثياب منتن الريح، قد وليني الساعة، فأخذ بكظمي، فقال له النبي (ص) قل: يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير، اقبل مني اليسير، واعف عني الكثير انك أنت الغفور الرحيم. فقالها الشاب، فقال له النبي (ص) انظر ما ترى؟ قال: ارى رجلا ابيض اللون، حسن الوجه، طيب الريح، حسن الثياب قد وليني، وارى الأسود قد تولى عني، قال: اعد، فأعاد قال: ما ترى؟ قال: لست ارى الأسود، وارى الأبيض قد وليني
وقال الأمام زين العابدين عليه السلام لأبي حمزة الثمالي فيما القى عليه من دروس اسلامية في الحقوق:
واما حق امك ان تعلم انها حملتك، حيث لا يحتمل احدا حدا واعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي احدا حدا، ووقتك بجميع جوارحها، ولن تبال ان تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتظلك وتضحى، وتهجر النوم لأجلك ووقتك الحر والبرد لتكون لها، وانك لا تطيق شكرها الا بعون الله وتوفيقه
وروى الكليني طاب ثراه باسناده عن زكريا بن ابراهيم قال كنت نصرانيا فأسلمت وحججت فدخلت على ابي عبد الله (ع) فقلت ان ابي وامي على النصرانية واهل بيتي، وامي مكفوفة البصر فأكون معهم، وآكل في آنيتهم؟ فقال: يأكلون لحم الخنزير؟
فقلت: لا، ولا يمسونه، فقال: لا بأس.
فانظر إلى امك فبرها، فاذا ماتت فلا تكلها إلى غيرك، كن أنت الذي تقوم بشأنها.. فلما قدمت الكوفة الطفت لأمي وكنت اطعمها وافلي ثوبها ورأسها واخدمها، فقالت لي ما كنت تصنع بي هذا وأنت على ديني، فما الذي ارى منك؟ منذها جرت فدخلت في الحنيفية، فقلت: رجل من ولد نبينا امرني بهذا، فقالت: هذا الرجل هو نبي، فقلت لا، ولكنه ابن نبي، فقالت: يا بني هذه وصايا الأنبياء، فقلت يا امه انه ليس يكون بعد نبينا نبي، ولكنه ابنه، فقالت: يا بني دينك خير دين، اعرضه علي فعرضته عليها فدخلت في الإسلام، وعلمتها فصلت الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة، ثم عرض لها عارض في الليل، فقالت: يا بني اعد علي ما علمتني، فاعدته عليها، فأقرّت به وماتت، فلما اصبحت كان المسلمون الذين غسلّوها، وكنت انا الذي صليت عليها ونزلت في قبرها
وعن الامام الباقر عليه السلام انه قال: كان في بني اسرائيل عابد يقال له جريح وكان يتعبد في صومعة، فجائته امه وهو يصلي فدعته فلم يجبها، فانصرفت ثم اتته ودعته فلم يلتفت اليها فانصرفت ثم اتته ودعته فلم يجبها ولم يكلمها فانصرفت وهي تقول: اسئل اله بني اسرائيل ان يخذلك، فلما كان من الغد جائت فاجرة وقعدت عند صومعته قد اخذها الطلق، فادعت ان الولد من جريح، ففشا في بني اسرائيل ان من كان يلوم الناس على الزنا قد زنا، وامر الملك بصلبه، فأقبلت امه اليه فلطم وجهها، فقال لها: اسكتي، انما هذا لدعوتك، فقال الناس لما سمعوا ذلك منه: وكيف لنا بذلك قال: هاتوا الصبي، فجاؤا به، فأخذه فقال: من ابوك؟ فقال: فلان الراعي لبني فلان، فأكذب الله الذين قالوا ما قالوا في جريح فحلف جريح ان لا يفارق امّه ويخدمها
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو كان جريح فقيها لعلم ان اجابة امه افضل من صلوته
(وأنتم ايها الأولاد)
ـــــــــــــــــــ
فللأسلام دين العلم والفضيلة، والسعادة والكرامة فيكم عناية وايّة عناية، فقد اوصى فيكم وصايا اكيدة بالغة، وفرض لكم على ابيكم حقوقا اوجب عليه مراعاتها، والزمه بالقيام بها، منها تعلمون مدى عناية الإسلام بكم، ومنتهى شفقته عليكم، منذ نعومة اضفاركم، قال الله تعالى (يوصيكم الله في اولادكم) وقال (ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطئا كبيرا)
وجاء في وصية النبي صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام يا علي حق الولد على والده ان يحسن اسمه وادبه، ويضعه موضعا صالحا وقال صلى الله عليه وآله: اكرموا اولادكم، واحسنوا آدابهم، يغفر لكم وقال (ص) لأن يؤدب احدكم ولده خير له من ان يتصدق بنصف صاع كل يوم
وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله ما حق ابني هذا؟ قال: تحسن اسمه وادبه، وضعه موضعا حسنا
وفي كتاب التعريف للكراجكي قال النبي صلى الله عليه وآله: ما نحل والد ولده افضل من ادب حسن يفيده اياه، وجهل قبيح يردعه عنه وينهاه وجاء عنه صلى الله عليه وآله انه قال: ادبوا اولادكم على ثلاث خصال، حب نبيكم، وحب اهل بيته، وقرائة القرآن، فان حملة القرآن في ظل من لا ظل الا ظله.
وعنه صلى الله عليه وآله: ادب صغار اهل بيتك بلسانك على الصلوة والطهور، فاذا بلغوا عشرا فاضرب ولا تجاوز ثلاثا.
وقال النبي صلى الله عليه وآله: اعدلوا بين اولادكم كما تحبون ان يعدلوا بينكم في البر واللطف
وقال الصادق عليه السلام: نظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى رجل له ابنان فقبل احدهما وترك الآخر، فقال له النبي (ص): فهلا واسيت بينهما وقال صلى الله عليه وآله: سموا اولادكم بأسماء الأنبياء ولا بد من الأمر بتسمية الأبناء بأسماء الأنبياء اكمل خلق الله وافضلهم من سر وان لم تدركه عقولنا، ولعل للمشاركة لهم في الأسماء اثر يدعو إلى الأكتساب من معنوياتهم والتخلق باخلاقهم الكريمة، او غير ذلك.
وقال صلى الله عليه وآله: من حق الولد على والده ثلاثة، يحسن اسمه، ويعلمه الكتابة، ويزوجه اذا بلغ
وقال صلى الله عليه وآله: حق الولد على والده اذا كان ذكرا ان يستفره امه ويستحسن اسمه، ويعلمه كتاب الله ويطهره ويعلمه السباحة
وقال صلى الله عليه وآله: قبلوا اولادكم، فان لكم بكل قبلة درجة في الجنة، ما بين كل درجتين مسيرة خمسمأة عام.. وقال (ص): من قبل ولده كتب الله له حسنة، ومن فرحه فرحه الله يوم القيامة، ومن علمه القرآن دعي بالأبوين فكسيا حلتين تضيء من نورهما وجوه اهل الجنة
وروى الكليني طاب ثراه في كتاب الكافي باسناده إلى امير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: علموا اولادكم السباحة والرماية
وفيه أيضاً عن الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: طهروا اولادكم (اي اختنوهم) يوم السابع فانه اطيب واطهر واسرع لنبات اللحم، وان الأرض تنجس من بول الأغلف اربعين صباحا
وقال صلى الله عليه وآله: لا تضربوا اطفالكم على بكائهم فان بكائهم اربعة اشهر شهادة ان لا اله الا الله، واربعة اشهر الصلوة على النبي (ص)، واربعة اشهر الدعاء لوالديه
وقال صلى الله عليه وآله: الولد سيد سبع سنين، وعبد سبع سنين ووزير سبع سنين، فان رضيت خلائقه لأحدى وعشرين والا فاضرب على جنبه فقد اعذرت إلى الله تعالى
وفي الفقيه قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يلزم الوالدين من العقوق لولدهما ما يلزم الولد لهما من عقوقهما
وعن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رحم الله من اعان ولده على بره، قال: قلت كيف يعين على بره؟ قال يقبل ميسوره، ويتجاوز عن معسوره، ولا يرهقه، ولا يخرق به.
هذا ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله خاصة فيكم ايها الأولاد من احاديث وهي كما ترون تنبئى عن مدى عنايته صلى الله عليه وآله البالغة بكم، وعلى غرار ما ورد عنه ورد عن الأئمة (ع) المعصومين من عترته،
قال امير المؤمنين عليه السلام: وحق الولد على الوالد ان يحسن اسمه، ويحسن ادبه، ويعلمه القرآن
وروى الصدوق قدس سره في الخصال في حديث الأربعمائة قال امير المؤمنين عليه السلام علموا صبيانكم ما ينفعهم الله به، لا يغلب عليهم المرجئة وفي نسخة اخرى: علموا صبيانكم من علمنا ما ينفعهم الله به لا تغلب عليهم المرجئة برأيها
وقال عليه السلام: من قبل ولده كان له حسنة
وقال الأمام زين العابدين عليه السلام لأبي حمزة الثمالي فيما القى عليه من دروس اسلامية في الحقوق واما حق ولدك فان تعلم انه منك ومضاف اليك في عاجل الدنيا بخيره وشره، وانك مسئول عما وليته به من حسن الأدب والدلالة على ربّه عزّ وجلّ، والمعونة له على طاعته، فاعمل في امره عمل من يعلم انه مثاب على الأحسان اليه، ومعاقب على الأسائة اليه
روى الصدوق طاب ثراه باسناده عن عبد الله بن فضالة عن ابي عبد الله عليه السلام او ابي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: اذا بلغ الغلام ثلاث سنين يقال له سبع مرات قل: لا اله الا الله، ثم يترك حتى يتم له ثلاث سنين وسبعة اشهر وعشرون يوما، فيقال له قل محمد رسول الله صلى الله عليه وآله سبع مرات، ويترك حتى يتم له اربع سنين ثم يقال له سبع مرات قل صلى الله على محمد وآله، ثم يترك حتى تتم خمس سنين ثم يقال له: ايهما يمينك؟ وايهما شمالك؟ فاذا عرف ذلك حول وجهه إلى القبلة ويقال له: اسجد، ثم يترك حتى يتم له ست سنين، فاذا تمت له ست سنين صلى وعلم الركوع والسجود حتى تتم له سبع سنين، فاذا تمت له سبع سنين قيل له اغسل وجهك وكفيك، فاذا غسلهما قيل له: صل، ثم يترك حتى يتم تسع سنين فاذا تمت له علم الوضوء وضرب عليه، وامر بالصلوة، وضرب عليها، فاذا تعلم الوضوء والصلوة غفر الله لوالديه انشاء الله تعالى
وفي الكافي باسناده عن ابي عبد الله عليه السلام قال: الغلام يلعب سبع سنين، ويتعلم الكتاب سبع سنين، ويتعلم الحلال والحرام سبع سنين
وفي الفقيه قال الصادق عليه السلام: دع ابنك يلعب سبع سنين، ويؤدب سبع سنين، والزمه نفسك سبع سنين، فان افلح والا فانه ممن لا خير فيه
وفي الكافي قال ابو عبد الله عليه السلام: ان خير ما ورث الآباء لأبنائهم الأدب، لا المال، فان المال يذهب والأدب يبقى
وروى الكليني في الكافي باسناده عن ابي عبد الله عليه السلام قال بادروا اولادكم بالحديث قبل ان يسبقكم اليهم المرجئة
وقال عليه السلام: بر الرجل بولده بره بوالديه يعني (ع) ان لم يكن للرجل والدان فان بره بولده يكون بمنزلة بره بهما في الأجر لو كانا حيين، او ان بره بولده واجب كبره بوالديه.
وفي الكافي عن ابي عبد الله عليه السلام قال له رجل من الأنصار: من ابر؟ قال: والديك، قال: قد مضيا، قال : بر ولدك وفيه عنه عليه السلام ان الله ليرحم العبد لشدة حبه لولده
وعن موسى بن بكير عن ابي الحسن عليه السلام قال: اول ما يبر الرجل ولده ان يسميه باسم حسن، فليحسن احدكم اسم ولده
واياك ايها الولد ان تجترى على ابيك في صغرك فان جرأتك عليه في صغرك تدعوك إلى عقوقه في كبرك، كما ورد في الحديث وقد علمت ان العقوق من الكبائر، وان العاق لا يشم رائحة الجنة.
واعلم انه لا يمين للولد مع والده، كذا ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وان الوالد يجبر على النفقة على اولاده ورد ذلك عن الأمام الصادق عليه السلام
(وأنتن ايتها البنات)
ــــــــــــــــــــ
فلنبي الإسلام صلى الله عليه وآله وأئمة الرحمة عليهم السلام من عترته فيكن عناية بالغة، ولهم عليكن عطف كبير،.
فقد راعوا ضعفكن، ورقة عواطفكن إلى حد بعيد، فحثوا على اكرامكن ببالغ الحث، وعلى العناية بكن كثيرا، ونوهوا بفضلكن مرارا، كل ذلك عطفا لقلوب آبائكن عليكن، خلافا لما كان عليه ابناء الجاهلية الجهلاء، الذين كانوا يرون وجودكن عارا عليهم وشنارا، فكانوا يدفنونكن وأنت ن احياء، قال الله تعالى وهو يحكي عنهم سيرتهم هذه السيئة (واذا بشر احدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به ايمسكه على هون ام يدسه في التراب آلا ساء ما يحكمون) وقال تعالى: واذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله. خير اولادكم البنات وقال أيضاً: من يمن المرأة ان يكون بكرها جارية يعني اول ولدها.
روى الصدوق قدس سره مسندا إلى النبي (ص) انه قال: من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج وليبدأ بالأناث قبل الذكور فانه من فرح ابنته فكأنما اعتق رقبة من ولد اسماعيل
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: نعم الولد البنات المخدرات، من كانت عنده واحدة جعلها الله سترا له من النار ومن كانت عنده اثنتان ادخله الله بهما الجنة، وان كن ثلاثا او مثلهن من الأخوات وضع عنه الجهاد والصدقة
وقال (ص): من عال ثلاث بنات او ثلاث اخوات وجبت له الجنة.
فقيل: يا رسول الله واثنتين؟ قال: واثنتين، قيل: يا رسول الله وواحدة؟ قال: وواحدة
وعن السكوني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نعم الولد البنات ملطفات، مجهزات، مونسات، مباركات، مفليات
وفي القوي عن سليمان الجعفري عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله تبارك وتعالى على الأناث ارق منه على الذكور وما من رجل يدخل فرحة على امرأة بينه وبينها حرمة الا فرحه الله تعالى يوم القيامة
وعنه صلى الله عليه وآله: من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن اليهن كن له سترا من النار
وقال صلى الله عليه وآله حق الولد على والده (إلى ان قال) وان كانت انثى ان يستفره امها (اي يكرمها) ويستحسن اسمها ويعلمها سورة النور، ولا يعلمها سورة يوسف، ولا ينزلها الغرف ويعجل سراحها إلى بيت زوجها
امر صلى الله عليه وآله بتعليمها سورة النور لأن فيها بيان حد الزنا، وفي ذلك ردع لها عنه وتهديد.
ونهى عن تعليمها سورة يوسف لما في هذه السورة من الحيل والمكائد التي يجب ان لا تتعلمها كي لا تستعملها يوما ما.
ونهى عن انزالها الغرف لما فيه من اشرافها على الرجال واطلاعها عليهم وقد يحدث بذلك ما لا يحمد عقباه.
وامر بتعجيل سراحها إلى بيت زوجها لما فيه من فوائد جمة اهمها الحفاظ على صيانتها وشرفها، فان العزوبة قد تؤدي بها إلى ما يتنافي وكرامتها، والزواج صيانة لها من الفساد، وامن من الفضيحة والعار.
فانظر ايها الإنسان الواعي إلى مدى عناية الإسلام بالمرأة واهتمامه بشأنها.
وقال صلى الله عليه وآله: من سعادة الرجل ان لا تحيض ابنته في بيته وفي هذا حض وتأكيد منه صلى الله عليه وآله على التعجيل في تسريحها إلى بيت زوجها الذي يضمن لها صيانتها ويحفظ لها شرفها وكرامتها.
وفي القوي كالصحيح عن السكوني عن ابي عبد الله عليه السلام، قال: دخلت يوما على ابي عبد الله عليه السلام وانا مغموم مكروب فقال لي: يا سكوني ما غمك؟ فقلت ولدت لي ابنة، فقال لي: يا سكوني على الأرض ثقلها، وعلى الله رزقها، تعيش في غير اجلك، وتأكل من غير رزقك، فسرى والله عني.
وفي القوي عن ابي عبد الله عليه السلام قال: البنون نعيم، والبنات حسنات، والله يسئل عن النعيم، ويثيب على الحسنات
وفي لفظ آخر عنه عليه السلام برواية الصدوق طاب ثراه البنات حسنات، والبنون نعمة، والحسنات يثاب عليها، والنعمة يسئل عنها
وروى الكليني في القوي كالصحيح عن محمد الواسطي عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان ابراهيم عليه السلام سئل ربه ان يرزقه ابنة تبكيه وتندبه بعد موته
واعلم أنت يا ابا البنات ان لبناتك فيما يخص تزويجهن حقا عليك يجب ان تراعيه لهن، فلا تزوجهن من فاسق، ولا من سيء خلق وان كان لك حميما، قال رسول الله صلى الله عليه وآله من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمه والفاسق لا كرامة له في الإسلام لخروجه بمعصيته لله عن طاعته تعالى، فلا يليق بالمؤمن ان يزوج كريمته منه، وقوله صلى الله عليه وآله: فقد قطع رحمه، تهديد بالغ في النهي عن تزويجها منه، فان قطع الرحم حرام، وتزويج الفاسق بمثابته.
وفي كتاب تهذيب الأحكام: جاء رجل إلى الحسن عليه السلام يستشيره في تزويج ابنته، فقال: زوجها من رجل تقي، فانه ان احبّها اكرمها، وان ابغضها لم يظلمها والفاسق لا يؤتمن عليه من الظلم لها.
ومن نوادر الحكمة عن الحسين بن بشار قال: كتبت إلى ابي الحسن عليه السلام: ان لي قرابة قد خطب الي وفي خلقه سوء، قال: لا تزوجه، ان كنا سيء الخلق. فالإمام عليه السلام ينهى ابن بشار عن تزويج ابنته من سيء الخلق لئلا تتكدر عليها حياتها الزوجية، فتشقى بهذا الزواج، فتظل وهي تكابد غصصا وآلاما ما دامت تحت سلطته.
ومما تقدم عرفت مبلغ عناية الإسلام بالمرأة ايها القارئ الكريم.
واعلمن ايتها البنات ان الله سبحانه فرض لكن حقا لا زما في ميراث ابويكن، كما وضع عنكن المهر والنفقة على الزوج فقال عز من قائل (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون، وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه او كثر نصيبا مفروضا)
غير انه سبحانه وفر نصيب اخوتكن عليكن، فجعل نصيب الواحد منهم ضعف نصيب الواحدة منكن، فقال تعالى (يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين) وذلك لعلل، منها ان عليه المهر اذا تزوج، وعليه نفقة زوجته ما دامت في طاعته، عليه الجهاد لأن الله سبحانه فرضه على الرجال دون النساء، قال الأمام الحسين عليه السلام: وضع الله الجهاد عن النساء وقال الإمامان الصادق، والعسكري عليهما السلام: ان المرأة ليس عليها جهاد
والمجاهد يحتاج إلى شراء اسلحة وعتاد، والمراة لا تحتاج شيئا من ذلك، لذلك وفر نصيبه، فلا تضيق صدوركن بهذا التفضيل المعقول ايتها البنات.
اما اذا لم يكن معكن اخ، وكنتن جميعا اناثى، فنصيبكن من الميراث على حد سواء.
(وأنت ايها الأخ)
ـــــــــــــــــ
فقد امر الإسلام اخاك بنصرك على عدوك، لأنك عضده وساعده وبالنصيحة لك في امرك، فاصلكما واحد، ابوك ابوه، فلا فضل له عليك، ولا لك عليه الا بتقوى الله، وهي المقياس العام الذي يقاس به الناس اجمعون، في عقائدهم واعمالهم، وبها يتفاضلون في الدنيا والآخرة قال الله تعالى (ان اكرمكم عند الله اتقاكم
قال الأمام زين العابدين عليه السلام لأبي حمزة الثمالي فيما القى عليه من دروس اسلامية في الحقوق:
واما حق اخيك فان تعلم انه يدك وعزك، وقوتك، فلا تتخذه سلاحا على معصية الله، ولا عدة للظلم، لخلق الله، ولا تدع نصرته على عدوه والنصيحة له، فان اطاع الله والا فليكن اكرم عليك منه، ولا قوة الا بالله
وقال الأمام الرضا عليه السلام: الأخ الأكبر بمنزلة الأب هنا احلك الأمام عليه السلام من اخوتك محل ابيك منهم مراعاة لكبرسنك، فرفع بذلك قدرك، فاعظم عليهم حقك، فلزمهم من احترامك وطاعتك واكرامك ما لزمهم بالنسبة إلى ابيهم.
واعلم ايها الأخ ان الله سبحانه فرض لك في ميراث ابويك ما فرضه لأخيك على حد سواء، فاذا مات احدهما وورثته أنت واخوك فالتركة تقسم بينكما نصفين، من بعد وصية يوصي بها او دين كان عليه، وان كنتم ثلاثة ذكور قسمت التركة بينكم اثلاثا كذلك وهكذا.
اما اذا ورثته أنت واختك فحسب فان نصيبك هنا من التركة يكون ضعف ما لأختك منها، فتقسم التركة بينكما اثلاثا، تأخذ أنت منها ثلثين، وتأخذ اختك الثلث الباقي، قال الله تعالى: (يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين
(وأنت ايها الزوج)
ــــــــــــــــــ
فقد رفع الإسلام قدرك، فعظم على زوجتك حقك، وبكمال العقل عليها فضلك، وزادك عليها قوة في التفكير، وسدادا في التدبير وبسطة في الجسم، وجعلك قيما عليها، ومدبرا لشؤنها، ومسؤولاً عنها، وقد امرها بطاعتك، وهددها على مخالفتك، واوعدها النار على معصيتك، والخروج عن طاعتك، وجعل امر طلاقها بيدك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الطلاق بيد من اخذ بالساق
وقال صلى الله عليه وآله: لو كنت آمر احدا ان يسجد لأحد لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها
وروى الصدوق طاب ثراه في الفقيه باسناده عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام قال: جائت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت: يا رسول الله ما حق الزوج على المرأة؟
فقال لها ان تطيعه، ولا تعصيه، ولا تتصدق من بيتها بشيء الا بأذنه، ولا تصوم تطوعا الا باذنه، ولا تمنعه نفسها وان كانت على ظهر قتب ولا تخرج من بيتها الا باذنه، فان خرجت بغير اذنه لعنتها ملائكة السماء، وملائكة الأرض، وملائكة الغضب، وملائكة الرحمة حتى ترجع إلى بيتها.
وقال صلى الله عليه وآله: أيما امرأة خدمت زوجها سبعة ايام اغلق عنها سبعة ابواب النار، وفتح لها ثمانية ابواب الجنة تدخل من ايها شائت
وقال صلى الله عليه وآله: ما من امرأة تسقي زوجها شربة ماء الا كان خيرا لها من عبادة سنة، صيام نهارها وقيام ليلها، وبنى الله لها بكل شربة تسقي زوجها مدينة في الجنة وغفر لها ستين خطيئة وقال صلى الله عليه وآله: ثلاث من النساء يرفع عنهن عذاب القبر، ويكون محشرهن مع فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله امرأة صبرت على غيرة زوجها، وامرأة صبرت على سوء خلق زوجها وامرأة وهبت صداقها لزوجها، يعطي الله لكل واحدة منهن ثواب الف شهيد، ويكتب لكل واحدة منهن عبادة سنة
وقال صلى الله عليه وآله: ومن صبرت على سوء خلق زوجها اعطاها الله مثل ثواب آسية بنت مزاحم
وقال (ص): لو ان امرأة وضعت احدى ثدييها طبيخة والآخر مشوية ما ادت حق زوجها، ولو انها عصت مع ذلك زوجها طرفة عين القيت في الدرك الأسفل من النار، الا ان تتوب وترجع
وعن الصادق عليه السلام قال: ان امرأة اتت رسول الله صلى الله عليه وآله لحاجة، فقال لها: لعلك من المسوفات، فقالت يا رسول الله وما المسوفات؟ فقال: المرأة يدعوها زوجها لبعض الحاجة فلا تزال تسوفه حتى تنقضي حاجة زوجها فينام فتلك لا تزال الملائكة تلعنها حتى يستيقظ زوجها
وزوج رسول الله صلى الله عليه وآله امرأة من رجل فرأت منه بعض ما كرهت فشكت ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال لعلك تريدين ان تختلعي فتكوني عند الله انتن من جيفة حمار
وعن امير المؤمنين عليه السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أيما امرأة هجرت زوجها وهي ظالمة حشرت يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون في الدرك الأسفل من النار الا ان تتوب وترجع
وقال صلى الله عليه وآله في وصيته لأمير المؤمنين عليه السلام: ولا يمين لأمرأة مع زوجها
وقال صلى الله عليه وآله: يا فاطمة والذي بعثني بالحق نبيا وبشيرا ونذيرا انه متى مت وزوجك غير راض عنك ما صليت عليك
هذا بعض ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله في التنويه بعظيم حقك، والاعلان بجزيل فضلك على زوجتك ايها الزوج.
واما ما جاء من عترته والأئمة المعصومين من آله عليهم السلام فقد قال امير المؤمنين عليه السلام: جهاد المرأة حسن التبعل
وعن ابي جعفر عليه السلام انه قال في حديث له: وجهاد المرأة ان تصبر من اذى زوجها وغيرته
وروى الصدوق في الفقيه عن الصادق عليه السلام قال: ايما المرأة باتت وزوجها عليها ساخط في حق لم تتقبل منها صلوة حتى يرضى عنها وروي عنه عليه السلام أيضاً انه قال: ايما امرأة قالت لزوجها ما رأيت منك خيرا قط، او من وجهك خيرا فقد حبط عملها وقال عليه السلام: ايما امرأة وضعت ثوبها في غير منزل زوجها بغير اذنه لم تزل في لعنة الله إلى ان ترجع إلى بيتها وقال (ع): وايما امرأة تطيبت لغير زوجها لم تقبل منها صلوة حتى تغتسل من طيبها كغسلها من جنابتها
وروى في الكافي باسناده عن الصادق عليه السلام قال: ثلاثة لا يقبل الله لهم عمل، وعد منها: وامرأة زوجها عليها ساخط
وسئل الصادق عليه السلام عن حق الزوج على المرأة؟ قال: ان تجيبه إلى حاجته وان كانت على ظهر قتب، ولا تعطي شيئا الا باذنه ولا تبيت ليلة وهو ظالما لها؟ قال نعم
وقال صلى الله عليه وآله: خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي
وقال (ص): من اضر بأمرأة حتى تفتدي منه نفسها لم يرض الله له بعقوبة دون النار، لأن الله يغضب للمرأة كما يغضب لليتيم
وروى الكليني طاب ثراه في الكافي أيضاً باسناده عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: انما المرأة لعبة من اتخذها فلا يضيعها وفي مكارم الأخلاق: فليصنها، بدل فلا يضيعها.
وقال (ص): حصّنوا نسائكم بقرائة سورة النور وعنه صلى الله عليه وآله اني اتعجب ممن يضرب امرأته وهو بالضرب اولى منها، لا تضربوا نسائكم بالخشب فان فيه القصاص، ولكن اضربوهن بالجوع والعرى، حتى تربحوا في الدنيا والآخرة
وقال صلى الله عليه وآله: من كانت عنده امرأتان فلم يعدل بينهما القسم من نفسه وماله جاء يوم القيامة مغلولا ابدا شفته، حتى يدخل النار
وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ان لي زوجة اذا دخلت تلقتني، واذا خرجت شيعتني، واذا رأتني مهموما قالت: ما يهمك؟ ان كنت تهتم لرزقك فقد تكفل به غيرك، وان كنت تهتم بأمر آخرتك فزادك الله هما.
فقال رسول الله (ص): بشرها بالجنة، وقل لها: انك عاملة من عمال الله ولك في كل يوم اجر سبعين شهيدا
وعنه صلى الله عليه وآله انه قال: ثلاثة من الجفاء، وعد منها مواقعة الرجل اهله قبل الملاعبة
وروى الصدوق طاب ثراه باسناده إلى عبد الله بن عباس ان النبي صلى الله عليه وآله خطب بالمدينة آخر خطبة جاء فيها ومن ظلم امرأة مهرها فهو عند الله زان، ويقول الله له يوم القيامة: عبدي زوجتك امتي على عهدي، فلم تف لي بالعهد، فيتولى الله طلب حقها فيستوجب حسناته كلها فلا يفي بحقها فيؤمر به إلى النار
وفي جامع الأخبار عن علي عليه السلام قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وفاطمة جالسة عند القدر، وانا انقي العدس قال: يا ابا الحسن، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: اسمع مني وما اقول الا من امر ربي، ما من رجل يعين امرأته في بيتها الا كان له بكل شعرة على بدنه عبادة سنة صيام نهارها، وقيام ليلها واعطاه الله تعالى من الثواب مثل ما اعطاه الصابرين.
وكان آخر ما تكلم به رسول الله ان قال: اوصيكم بالضعيفين نسائكم، وما ملكت ايمانكم
رأيت ايتها الزوجة مدى عناية صاحب الرسالة الإسلامية صلى الله عليه وآله وسلم بك، ورعايته البالغة لحقك، ووصاياه الأكيدة فيك
ثم استمعي إلى اقوال عترته والأئمة الهداة من بعده ما يقولون فيك، فهذا امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام يقول في وصيته لولده محمد: فدارها على كل حال، واحسن المصاحبة لها ليصفو عيشك
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ألا اخبركم بخير نسائكم؟ قالوا بلى، قال: ان خير نسائكم الولود، الودود، الستيرة، العفيفة العزيزة في اهلها، الذليلة مع بعلها، المتبرجة مع زوجها، الحصان عن غيره التي تسمع قوله، وتطيع امره، واذا خلا بها بذلت له ما اراد منها ولم تتبذل له تبذل الرجل
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: الا اخبركم بشر نسائكم؟ قالوا بلى، يا رسول الله (اخبرنا) قال: من شر نسائكم الذليلة في اهلها العزيزة مع بعلها، العقيم، الحقود، التي لا تتورع عن قبيح، المتبرجة اذا غاب عنها زوجها، الحصان معه اذا حضر، التي لا تسمع قوله ولا تطيع امره، فاذا خلا بها تمنعت تمنع الصعبة عند ركوبها، ولا تقبل له عذرا، ولا تغفر له ذنبا
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ايما امرأة اعانت زوجها على الحج والجهاد، او طلب العلم، اعطاها الله من الثواب ما يعطي امرأة ايوب
ورود عن الصادق عليه السلام انه قال: خير نسائكم التي ان غضبت او اغتضبت قالت لزوجها يدي في يدك لا اكتحل بغمض حتى ترضى عنيّ وقال عليه السلام: ما استفاد امرؤ فائدة بعد الإسلام افضل من زوجة مسلمة تسره اذا نظر اليها، وتطيعه اذا امرها، وتحفظه اذا غاب عنها في نفسها وماله
هذا وقد مضت تحت عنوان (وأنت ايها الزوج) احاديث تخصك أيضاً فعليك بمراجعتها، فالعمل بها لتضمني سعادتك في الدنيا والآخرة، وقد رأيت مبلغ عناية قادة الإسلام عليهم السلام بك؟
ومدى رعايتهم ووصايتهم فيك، فحياه الله من دين ضامن لسعادة الإنسان في داريه.
واعلمي أيضاً ان الله سبحانه وتعالى فرض لك في ميراث زوجك ربع ما ترك من بعد وفاته ان لم يكن له ولد، فان كان له ولد فلك ثمن ما ترك، واذا كانت معك ضرة واحدة او اكثر يكون الربع او الثمن بينكن جميعا بالسوية، قال الله تعالى: (ولهن الربع مما تركتم ان لم يكن لكم ولد، فان كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم، من بعد وصية توصون بها اودين
اخــــــوكم
مدينة الاحزان