عجبي
يا حيف على تلفزيون الكويت
عادل عباس الخضاري
لا يختلف اثنان على ان شهر رمضان المبارك هو من أفضل عند الله تعالى كما لا يختلف اثنان على ان شهر رمضان المبارك هو شهر الرحمة وشهر الكرم وشهر التوبة ولعل تسميته برمضان آتية من الزمان وهو شدة الحر وقيل في سبب هذه التسمية انه في شهر رمضان يحرق الله ذنوب عباده الصائمين حرقا، وعند قدوم هذا الشهر الفضيل فان كثيرا من الامور تتغير فمن كان له بعض السلبيات في شتى المجالات يحاول في هذا الشهر ان يصلح منها ويكثر من الايجابيات لهيبة هذا الشهر ولانه يختلف عن غيره من الشهور، طبعا انا في هذا الصدد لست في مجال تناول فضل هذا الشهر بالشرح والتحليل فهناك الكثيرين ممن تناول هذا الجانب من هم افضل مني في هذا المجال، ولكن الذي أعيشه في هذه الخصوصية والذي جعلني أتناول هذا الموضوع بعد طول غياب عن الكتابة هو ما لمسنه من انحدار الاعلام العربي ومشاركته بالحرب على القيم والاخلاق والفضائل في هذا الشهر الفضيل، لقد تابعنا ونتابع منذ سنوات مضت كيف ان الاعلام العربي الخامل والنائم ينشط فقط في شهر رمضان بالذات وذلك بعرض مسلسلات تافهة وافلام ساقطة وعرض فوازير عبارة عن هز الوسط والتسكع والتميع، فاذا كنا بالماضي قد انتقدنا هذه الفوازير ذلك لانها ليست فوازير بل هي عبارة عن حلقات لتعليم الرقص والمجموعة فاننا اليوم امام خطر اكبر هو المسلسلات الرمضانية التي لا حصر لها تعرض تباعا لا يفرق بين المسلسل وآخر الا مسلسل، فهذا الكم الكبير من المسلسلات العربية تحت مسميات مختلفة لم تعرض بالمصادفة بل عن تخطيط ودراسة لضرب القيم والاخلاق في المجتمعات المحافظة عن عمد وقصد، والا فما تفسير عرض سبع مسلسلات عربية متتالية على احدى الفضائيات، وما تفسير قيام هذه الفضائية بوضع اعلانات كبيرة مدفوعة الاجر في الصحف اليومية للتذكير بهذه المسلسلات يوميا ولو اقتصر الامر على هذه الفضائية لكان الامر اهون ولكن الامر تعدى ذلك بكثير الى تسابق وتسارع وتطاحن الفضائيات العربية وللاسف الشديد على عرض مسلسلات متتالية في شهر رمضان المبارك بالذات والذي يفترض فيه ان يتوجه العبد الى ربه ويكثر من الاستغفار والتوبة وقراءة القرآن الكريم أليس في هذا الشهر ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فلم يعد امام الناس متسع من الوقت للتقرب الى الله تعالى ولم يعد امامهم متسع من الوقت للاستغفار والتوبة لان المسلسلات تتوالى والمسلسلات اولى بالاتباع، بل لم يعد هناك الوقت الكافي لربات البيوت للتوجه الى المطبخ وتركن الامر للخادمات للقيام بذلك وتحضير موائد رمضان لانهن مشغولات ومنهمكات بمتابعة المسلسلات والدموع تتساقط من اعينهن، المعروف ان في شهر رمضان المبارك تكبل فيه الشياطين - أعني شياطين الجن - وتغلق فيه أبواب جهنم وتفتح فيه أبواب الجن وأبواب الرحمة والرضوان ولكن يبدو ان هناك شياطين الانس الذين يريدون ان يفتحوا ابواب جنهم الموصدة وفك قيد الشياطين المكبلة بعرض المسلسلات والافلام الساقطة والماجنة، ولعلني لا ابالغ ان قلت ان شياطين الجن تستحي من فعل شياطين الانس في القنوات الفضائية وانها هجمة منظمة ومدارة باحكام لضرب القيم والاخلاق في مجتمعاتنا الاسلامية والمسؤولون غارقون في سبات عميق غارقون في الخصومة السياسية غارقون في تفريخ اللجان وفرض العمل وغارقون في المهمات الرسمية.
فاذا كنا لا نملك الحق والرقابة على الفضائية العربية الكثيرة التي تتكاثر كالارانب يوما بعد يوم فليس اقل من ضبط فضائياتنا الكويتية وليس اقل من ضبط الفضائيات التابعة لتلفزيون الكويت.
هناك مسلسلات سابقة وتافهة تعرض على الفضائيات ومنها مسلسل يتناول الجانب السيىء من المجتمع الكويتي وهو جانب محدود جدا فالمجتمع الكويتي معروف بتمسكه بالقيم والاخلاق ففي مسلسل - دنيا القوى على سبيل المثال - يتناول احداثا تدور في احد الشاليهات من رقص وفجور ومجون، أهذا هو حال الشاليهات عندنا، فاذا كانت هناك شاليهات محدودة جدا تمارس هذه الافعال فما بال الشاليهات الكثيرة والمتناثرة هنا وهناك والتي تقطنها عوائل محترمة جدا فما معنى اصرار القائمين على هذا المسلسل من عرض هذه المشاهد المشينة في شهر فضيل وما مغزى ذلك وهل يجوز ان نعطي المشاهد العربي فكرة خاطئة عن مجتمعنا، ولعلني اذكر القارىء الكريم عندما كانت بعض الافلام المصرية القديمة تتناول بعض السلبيات في المجتمع المصري آنذاك اعتقد الكثيرون ان المجتمع المصري هو مجتمع فاسق وماجن وكله راقصات، ولكن في الواقع كان كل من يسافر الى مصر يفاجأ بأنه لا يرى ما كان يراه في الافلام المصرية فلا يرى الا اناسا كراما وعائلات كريمة جدا بل انه لا يرى الراقصات والماجنات الا في شارع الهرم في الكباريهات وفي شارع محمد علي في المسارح.
واما بخصوص مسلسل قرقيعان الذي اثيرت حوله زوبعة بسبب تكلفته المالية الباهظة التي بلغت ما يقارب ربع مليون دينار كويتي فهل يستحق هكذا مسلسل ان تصرف عليه هذه المبالغ الطائلة فهو مسلسل لا يقدم الا اعمالا معادة كثيرا في صور شتى واذا اصر تلفزيوننا العزيز الفاضل على عرضه فلا بأس من عرضه في الساعة الرابعة فجرا في شهر شوال، ويجمع ماتقدم فانني ادعو وزير الاعلام ان يتحمل مسؤولياته بمنع عرض بعض المسلسلات المخجلة التي يعرضها التلفزيون حاليا فان فعل فله اجر عظيم وثواب كبير وان لم يفعل فليتحمل وزر هؤلاء والله في كل قصد.
---
© 2001-2004 جريدة الوطن ، حقوق الطبع محفوظة
يا حيف على تلفزيون الكويت
عادل عباس الخضاري
لا يختلف اثنان على ان شهر رمضان المبارك هو من أفضل عند الله تعالى كما لا يختلف اثنان على ان شهر رمضان المبارك هو شهر الرحمة وشهر الكرم وشهر التوبة ولعل تسميته برمضان آتية من الزمان وهو شدة الحر وقيل في سبب هذه التسمية انه في شهر رمضان يحرق الله ذنوب عباده الصائمين حرقا، وعند قدوم هذا الشهر الفضيل فان كثيرا من الامور تتغير فمن كان له بعض السلبيات في شتى المجالات يحاول في هذا الشهر ان يصلح منها ويكثر من الايجابيات لهيبة هذا الشهر ولانه يختلف عن غيره من الشهور، طبعا انا في هذا الصدد لست في مجال تناول فضل هذا الشهر بالشرح والتحليل فهناك الكثيرين ممن تناول هذا الجانب من هم افضل مني في هذا المجال، ولكن الذي أعيشه في هذه الخصوصية والذي جعلني أتناول هذا الموضوع بعد طول غياب عن الكتابة هو ما لمسنه من انحدار الاعلام العربي ومشاركته بالحرب على القيم والاخلاق والفضائل في هذا الشهر الفضيل، لقد تابعنا ونتابع منذ سنوات مضت كيف ان الاعلام العربي الخامل والنائم ينشط فقط في شهر رمضان بالذات وذلك بعرض مسلسلات تافهة وافلام ساقطة وعرض فوازير عبارة عن هز الوسط والتسكع والتميع، فاذا كنا بالماضي قد انتقدنا هذه الفوازير ذلك لانها ليست فوازير بل هي عبارة عن حلقات لتعليم الرقص والمجموعة فاننا اليوم امام خطر اكبر هو المسلسلات الرمضانية التي لا حصر لها تعرض تباعا لا يفرق بين المسلسل وآخر الا مسلسل، فهذا الكم الكبير من المسلسلات العربية تحت مسميات مختلفة لم تعرض بالمصادفة بل عن تخطيط ودراسة لضرب القيم والاخلاق في المجتمعات المحافظة عن عمد وقصد، والا فما تفسير عرض سبع مسلسلات عربية متتالية على احدى الفضائيات، وما تفسير قيام هذه الفضائية بوضع اعلانات كبيرة مدفوعة الاجر في الصحف اليومية للتذكير بهذه المسلسلات يوميا ولو اقتصر الامر على هذه الفضائية لكان الامر اهون ولكن الامر تعدى ذلك بكثير الى تسابق وتسارع وتطاحن الفضائيات العربية وللاسف الشديد على عرض مسلسلات متتالية في شهر رمضان المبارك بالذات والذي يفترض فيه ان يتوجه العبد الى ربه ويكثر من الاستغفار والتوبة وقراءة القرآن الكريم أليس في هذا الشهر ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فلم يعد امام الناس متسع من الوقت للتقرب الى الله تعالى ولم يعد امامهم متسع من الوقت للاستغفار والتوبة لان المسلسلات تتوالى والمسلسلات اولى بالاتباع، بل لم يعد هناك الوقت الكافي لربات البيوت للتوجه الى المطبخ وتركن الامر للخادمات للقيام بذلك وتحضير موائد رمضان لانهن مشغولات ومنهمكات بمتابعة المسلسلات والدموع تتساقط من اعينهن، المعروف ان في شهر رمضان المبارك تكبل فيه الشياطين - أعني شياطين الجن - وتغلق فيه أبواب جهنم وتفتح فيه أبواب الجن وأبواب الرحمة والرضوان ولكن يبدو ان هناك شياطين الانس الذين يريدون ان يفتحوا ابواب جنهم الموصدة وفك قيد الشياطين المكبلة بعرض المسلسلات والافلام الساقطة والماجنة، ولعلني لا ابالغ ان قلت ان شياطين الجن تستحي من فعل شياطين الانس في القنوات الفضائية وانها هجمة منظمة ومدارة باحكام لضرب القيم والاخلاق في مجتمعاتنا الاسلامية والمسؤولون غارقون في سبات عميق غارقون في الخصومة السياسية غارقون في تفريخ اللجان وفرض العمل وغارقون في المهمات الرسمية.
فاذا كنا لا نملك الحق والرقابة على الفضائية العربية الكثيرة التي تتكاثر كالارانب يوما بعد يوم فليس اقل من ضبط فضائياتنا الكويتية وليس اقل من ضبط الفضائيات التابعة لتلفزيون الكويت.
هناك مسلسلات سابقة وتافهة تعرض على الفضائيات ومنها مسلسل يتناول الجانب السيىء من المجتمع الكويتي وهو جانب محدود جدا فالمجتمع الكويتي معروف بتمسكه بالقيم والاخلاق ففي مسلسل - دنيا القوى على سبيل المثال - يتناول احداثا تدور في احد الشاليهات من رقص وفجور ومجون، أهذا هو حال الشاليهات عندنا، فاذا كانت هناك شاليهات محدودة جدا تمارس هذه الافعال فما بال الشاليهات الكثيرة والمتناثرة هنا وهناك والتي تقطنها عوائل محترمة جدا فما معنى اصرار القائمين على هذا المسلسل من عرض هذه المشاهد المشينة في شهر فضيل وما مغزى ذلك وهل يجوز ان نعطي المشاهد العربي فكرة خاطئة عن مجتمعنا، ولعلني اذكر القارىء الكريم عندما كانت بعض الافلام المصرية القديمة تتناول بعض السلبيات في المجتمع المصري آنذاك اعتقد الكثيرون ان المجتمع المصري هو مجتمع فاسق وماجن وكله راقصات، ولكن في الواقع كان كل من يسافر الى مصر يفاجأ بأنه لا يرى ما كان يراه في الافلام المصرية فلا يرى الا اناسا كراما وعائلات كريمة جدا بل انه لا يرى الراقصات والماجنات الا في شارع الهرم في الكباريهات وفي شارع محمد علي في المسارح.
واما بخصوص مسلسل قرقيعان الذي اثيرت حوله زوبعة بسبب تكلفته المالية الباهظة التي بلغت ما يقارب ربع مليون دينار كويتي فهل يستحق هكذا مسلسل ان تصرف عليه هذه المبالغ الطائلة فهو مسلسل لا يقدم الا اعمالا معادة كثيرا في صور شتى واذا اصر تلفزيوننا العزيز الفاضل على عرضه فلا بأس من عرضه في الساعة الرابعة فجرا في شهر شوال، ويجمع ماتقدم فانني ادعو وزير الاعلام ان يتحمل مسؤولياته بمنع عرض بعض المسلسلات المخجلة التي يعرضها التلفزيون حاليا فان فعل فله اجر عظيم وثواب كبير وان لم يفعل فليتحمل وزر هؤلاء والله في كل قصد.
---
© 2001-2004 جريدة الوطن ، حقوق الطبع محفوظة
تعليق