تويت
المتحول الجنسي «ر» لـ الوطن : اذا اصبحت فتاة سأحج وأتزوج وأرتدي الحجاب....
«شاب أم فتاة».. الاستئناف تصدر حكمها اليوم
المتحول الجنسي «ر» لـ الوطن : اذا اصبحت فتاة سأحج وأتزوج وأرتدي الحجاب....
وأجريت عمليات جراحية لإزالة كل معالم الذكورة
كتب عبدالرزاق النجار:
تصدر محكمة الاستئناف اليوم حكمها في قضية المتحول الجنسي «ر» بعدما رفضت محكمة اول درجة دعوى تحويله، وفي لقاء مع «الوطن» اوضح المتحول الجنسي «ر» انه يعيش بجلباب انثوي ويرفض الذكورة مؤكدا انه اذا ايدت محكمة الاستئناف دعواه فانه سيرتدي الحجاب وسيؤدي مناسبك الحج بالاضافة الى انه سيتزوج وقد سبق لاحد الشباب ان طلب يده لكن والدته رفضت!
ويقول: ليس مهما الانجاب وانا افضل فارس احلامي مطلقا واشار الى ان هناك رجالا كثيرين يودون الزواج مني.
وحول بداية ميوله الانثوية يقول «ر» كانت طفولتي مزيجاً من المشاعر الانثوية والذكورية لكنني كنت اتصرف على اساس انني بنت حيث كنت ارتاح للحديث مع البنات واللعب معهن وكن يغرن مني عندما يتحرش بي الشباب الذين اعتقدوا انني فتاة، وعلى اثر ذلك بدأت اهتم بنفسي ولم يكن ذلك يزعج افراد اسرتي حيث كان الوضع طبيعيا لكن في احدى المرات دب خلاف بيني وبين اخي بعدما ضبطني مع شاب كنت احادثه وكبرت هذه الخلافات ووصلت الى حد الضرب وذلك لسوء تصرفاتي التي اعتبرها غير مقبولة حيث اننا في مجتمع محافظ يرفض هذه التصرفات.
وحول الاسباب التي اوصلته الى الشعور بالميول الانثوية قال والدي لم يكن له رأي يذكر في ادارة شؤون المنزل اما والدتي فكانت وما زالت تحبني وتحتضنني لعدة اسباب اولها ما الم بي من مرض منذ الصغر حيث كان المرض خطيرا وكانت والدتي خائفة علي جدا ولم تكن تسمح لاحد بالاقتراب مني او محاولة الحاق الاذى بي لافتا ان هذا الخوف تنامى معي وتحول الى الحرمان بعد ان تركت المنزل واستقررت وحدي وذلك رغبة مني بعدم التسبب لاهلي باية مشاكل الا ان اهلي كانوا يزورونني باستمرار. واوضح المرحلة التي عايشها قبل اتخاذ قرار مغادرة منزل ذوية فقال ان مرحلة الدراسة التي مررت بها كانت مثيرة نوعا ما خاصة في المرحلة الثانوية حيث ذكرت ان هناك عددا كبيرا من زملاء المدرسة كانوا يتحرشون بي ومغازلتي كوني غدوت انثى وهذا التحرش لم يمنع بعض اساتذة المدرسة من القاء كلمات الغزل والاعجاب.
وعن موقفه حين تم طلبه للتجنيد الالزامي انذاك قال ذهبت للمراجعة وحين دخلت على الضابط وخاطبني بصيغة الانثى قائلا: لماذا انت هناك؟ فناولته دفتر التجنيد فقام بتحويلي فورا الى لجنة الاطباء الذين اجمعوا على اعفائي صحيا.
وفي رده على ما اذا تناول اية ادوية او عقاقير لتغيير الجسد ليظهر بمظهر الانثى قال: نعم تناولت الكثير من العقاقير التي قام احد الاطباء الكويتيين المعروفين بصرفها لي وذلك لابراز معالم الانوثة على جسدي وخلال هذه الفترة بدأت اعاني من عدم الاستقرار منها الشعور بالضيق والتفكير الزائد وقلة النوم مما جعلني اخاف كثيرا على مستقبلي حتى راودتني فكرة اجراء العملية الجراحية لازالة العضو التناسلي التي كلفتني خمسة آلاف دينار كويتي الا ان هذا الامر سبقه مراجعات مستمرة لعيادات نفسية ومراجعة استشاريين لوضع حد لما اعاني منه.
☩ وهل هناك ثمة مشاكل نفسية تعرضت لها قبل اجرائك العملية او بعدها؟
- نعم فقد اقدمت على محاولة الانتحار حوالي خمس مرات وكانت احداها حين تناولت ما يعادل زجاجة ماء صحة صغيرة مملوءة بمادة التنظيف «الكلوركس» الا ان هناك من كان يمنعني وهو حبيبي الذي عرفته في مرحلة الثانوية وقد استمرت علاقتي به حوالي عشر سنوات.
☩ هل كان اجراء العملية بدافع النفس ام كان بدافع شعورك بالغيرة من الفتيات؟
- لم اقم باجراء العملية الا بعد اخذ الاستشارات اللازمة وهذا لا يمنع ان اكون غيورة احيانا كأي فتاة تود الخروج مع حبيبها وهذا حال معظم الفتيات.
☩ هل بامكانك الآن وبعد التغيير الذي طرأ عليك مواجهة الناس بشجاعة؟
- لا طبعا انا اخاف المواجهة وانا بصراحة لست مثل المتحول الجنسي «احمد - امل» فهي شجاعة وتحب المواجهة، اما انا فلا استطيع حتى الادلاء باسمي واتضرر اذا عرفني احد فمواجهتي مقتصرة فقط امام القاضي حين رفعت قضية لتغيير جنسي منذ فترة وقد قمت بتقديم اوراقي الى محكمة اول درجة حيث تم رفض الدعوة وها انا الان انتظر حكم الاستئناف اليوم الاحد وعلى ضوء ذلك وبعد ما اكسب القضية استطيع مواجهة الناس.
☩ وماذا عن وضعك بين الزملاء خاصة في مجال العمل؟
- عملي مكتبي اما بالنسبة لزملائي فهم كانوا في بادىء الامر يحسبونني فتاة فاخذتهم الدهشة بعد ان وجدوا اثباتاتي بأني رجل وعليها تفهموا امري وتعاطفوا معي كثيرا كما اني اعمل مع زميلات وليس زملاء كما ان هناك الكثير منهم يبدي اعجابه بي بالرغم من علمه معاناتي حيث ذكر احدهم لي ذات مرة بأني جميلة جدا.
☩ الا تخاف رفض المحكمة للدعوى؟
- كما ذكرت لك انفا اني قمت باستشارة الكثير من الاطباء حول اجرائي هذه العملية وكان اخرها شيخ دين وادارة الفتوى والتشريع الا اني لم احصل على كتاب رسمي باجازة العملية وانا لست نادما لما فعلت وسوف اتقبل ما سوف يقع علي واشار الى انه ينوي ارتداء الحجاب والحج لبيت الله إذا كسبها وهناك نية بالاقدام على الزواج.
☩ على ذكر الزواج هل تقدم أحد لخطبتك؟
- نعم في احدى المرات لحق بي شاب عندما خرجت من الكلية حتى اوصلني الى منزلي ومن ثم جاء مع والدته لخطبتي الا ان والدتي رفضت معلله على اني مخطوبة من اخر.
☩ وكيف تتزوج وانت لا تستطيع الانجاب؟
- ليس بالضرورة الانجاب فهذه ليست مشكلة المهم ان يكون لدي زوج كما ارغب به أن يتفهم وضعي وان يكون مطلقا خاصة وان هناك الكثير من الرجال يودون الزواج من فتاة لا يودون منها الانجاب.
☩ هل روادتك فكرة انشاء جمعية ومنتدى يجمعك وزميلاتك المتحولات جنسيا في محاولة لايصال ما رفضه المجتمع قبل القضاء؟
- لم افكر بذلك اطلاقا خاصة واني لا احبذ الاختلاط وليس نقصانا لهم وإنما لأن وضعي لايسمح كون ليس لي اي علاقات خارجية تجمعني مع الناس قبل ان تجمعني علاقة بهم فأنا ربة منزل واحب ان اقضي وقتي في الطهي.
(التقرير الشرعي)
وجاء في التقرير الشرعي مايلي: حضر المتحول الجنسي الى ادارة الطب الشرعي وقدم بطاقته المدنية على سبيل الاستعراف وكان يرتدي ملابس نسائية عبارة عن بلوزة نسائية وبنطلون صغير نسائي وحذاء نسائي كعب عال.
وبمناظرته وجد انه بمظهر أنثوي متوسط البنية والقامة تصرفاته العامة في التحدث والجلوس تتسم بالسلوك الأنثوي شعر الشارب والذقن غير موجود مع عدم تبين آثار إزالتهما ولاحظنا انه يضع المساحيق والمكياج الانثوي، شعر الحاجبين مشذب بطريقة انثوية، شعر الرأس طويل يبدو طوله وتصفيفه بشكل انثوي.
وبالكشف الطبي الشرعي على المدعي وجدنا الثديين بحجم انثوي كبيرين نوعا ما.
وقد رأينا ارسال المذكور الى مستشفي الصباح لاجراء الفحوصات اللازمة لبيان الكروموزومات الجنسية في خلايا المذكور وتقرير هل كانت انثوية ام ذكرية؟ وكذا تحليل الدم عن الهرمونات لبيان مستواها مع الفحص بالاشعة والسونار لبيان الاعضاء التناسلية الداخلية ونوعها وتحديد قياسات الحوض ومدى اتفاقها مع القياسات الأنثوية والذكرية.
وقد ورد الينا تقرير موقع من رئيس وحدة الغدة الصماء بمستشفى الصباح بتاريخ 18/1/2004 يفيد انه بفحص الهرمونات الخاصة بالمذكور تبين الاتي:
هرمونات الغدة الدرقية والنخامية طبيعية «نفس الحدود للرجل والمرأة».
الهرمونات الانثوية والذكورة والهرمون اللبني في المستوى الطبيعي للمرأة.
كما جاء بتقرير من وزارة الصحة مركز الجينات الطبية اظهر ان الصفات المذكورة XY46 «ذكورية» والتقرير موقع من مدير واستشاري المركز، تقرير من قسم الأشعة التشخيصية بمستشفى الصباح جاء به ما يفيد ان فحص السونار للحوض اظهر ان المثانة البولية سعتها جيدة وجدارها منتظم وتوجد البروستاتا تحت قاعها مع ظل صغير بوسطها يشتبه ان يكون من العلاج الذي تم استعماله.
واشار التقرير الى عدم وجود رحم او المبيضين، كما طلبنا عرض المذكور على لجنة من الاطباء الاختصاصيين بمستشفى الطب النفسي لتوقيع الكشف الطبي عليه واجراء الفحوصات اللازمة لبيان: هل يعاني رغبة قهرية لتغيير جنسه الى أنثى أو أية اضطرابات نفسية اخرى؟ فورد الينا تقرير باسم المذكور من مستشفى الطب النفسي جاء به ما يفيد انه قد تم عرضه بالمستشفى وتمت مراجعة تقرير الطبيب الذي قام بإجراء عملية تغيير جنس وافاد التقرير بالآتي:
1- باستعراض ملف المذكور بالمستشفى تبين انه لم يراجع المستشفى منذ تاريخ فتح الملف 2000 الا بتاريخ 2003 بعد عملية تغيير الجنس التي أجريت له بتاريخ .2002
2- لم يتبين في ملفه او من التقرير المرفق انه قد عرض على طبيب نفسي لاستشارته في موضوع اضطراب الهوية ولم يتلق اي علاج او ارشاد نفسي لفترة زمنية قياسية حسب الاعراف الطبية قبل اجراء العملية.
3- قامت اللجنة بالكشف الطبي النفسي عليه بتاريخ 4/1/2004 بصورة تبين انه يعاني أعراض اضطراب الهوية الجنسية وهو مدرك لطبيعة تعرجاته.
وبناء على ما تقدم فان اللجنة لاتستطيع الجزم لوجود رغبة قهرية للمذكور في تغيير جنسه في الفترة السابقة على العملية لانه لم يتم عرضه عليها قبل اجراء العملية والتقرير بتوقيع وختم كل من د. عادل علي سرور دكتور مغربي م.مغربي - دكتورة سهيلة غلوم - د. صلاح عبيد واعتماد كل من دكتور محمد علي عارف - رئيس قسم الطب النفسي - ود.علي الاربش نائب مدير مستشفى الطب النفسي.
رابعا: حقائق علمية عن اضطراب هوية الجنس:
اضطراب هوية الجنس يضم مجموعة متباينة من الاضطرابات تبدو في مظهرها العام على شكل تفضيل قوي ودائم للجنس المغاير من حيث الوضع والسلوك وهذا الاضطراب يعبر عنه قولا بالتأكيد من الشخص انه يتبع الجنس الاخر كما قد يكون التعبير عمليا.
ويتمثل ذلك اساسا في عدم ارتياح الشخص بجنسه والرغبة في ان يكون جسمه بمواصفات الجنس الاخر وكذا مع الامل في اعتباره فردا من افراد الجنس المغاير ومن المعروف علميا ان هناك فرقا بين الجنس وهو ما يراه الشخص من الناحية العضوية التناسلية والبدنية وبين الهوية الجنسية النفسية وهو الاحساس الشخصي بالجنس ذكرا كان ام انثى.
والنمط الطبيعي ان يكون هناك تطابق بين الجنس والهوية الجنسية النفسية للشخص.
وفي بعض الحالات النادرة تختلف الهوية الجنسية النفسية للشخص عن التركيب الجنسي الجسماني فقد تكون الانثى كاملة المواصفات الجسمية والانثوية الا ان هويتها النفسية لذكر كما قد يكون كامل الذكورة وتكون هويته النفسية لانثى وفي هذه الحالات يلاحظ حدوث اضطرابات شديدة تعرف باضطراب الهوية الجنسية او التحول الجنسي.
كما قد يحدث خلل اخر اثناء التكوين الجنيني بسبب اضطراب في الهرومونات الاولية في مرحلة التكوينات الجنينية الاولى بحيث يتكون جنين يحمل خصيتين الا ان بقية الاعضاء التناسلية تكون في صورة مشوهة بحيث تشابه الاعضاء التناسلية الخارجية للانثى كأن يكون هناك شق سفلي في القضيب بسطحه السفلي مع ضمور بكيس الصفن وقد تكون فتحة مجرى البول بين اسفل القضيب وموضع كيس الصفن كما قد تكون هذه الفتحة في العجان كما قد يحدث ان يولد الجنين يحمل مبيضين الا ان تشوه بقية الاعضاء التناسلية الخارجية لكبر حجم البظر مثلا يؤدي الى اعتبارا هذا الوليد ذكرا.
ويطلق على هذه الحالات التي يحدث فيها تشوه في الاعضاء التناسلية الخارجية حيث لاتتفق تماما مع الغدد التناسلية الداخلية وهذه الحالات يطلق عليها الاسم العلمي خنثى كاذبة.
وبناء على هذه المستجدات العلمية الجديدة في هذا المجال وكذا الامور الطبية المرتبطة بهذه المستجدات استحدث مؤتمر الاضطرابات النفسية الجنسية استحدث الكيان التشخيصي لاضطراب الهوية الجنسية بالاطفال عام 1980 وذلك مع تنامي مساحة مظاهر السلوك الجنسي البشري في التغيرات النفسية.
وفي البالغين تشير نسبة من يعانون حالة اضطراب الهوية الجنسية وذلك في الاحصائيات المتوافرة من المملكة المتحدة وهولندا والسويد واستراليا تشير هذه الاحصائيات الى ان النسبة 1 لكل عشرة الاف ذكر بينما اثنى لكل ثلاثين الف انثى.
وفي مجال التشخيص والعلامات الاكلينيكية لاضطراب الهوية الجنسية فان هناك تطابقا وعلامات توجه الى تشخيص اضطراب الهوية الجنسية وقد اشار المرجع اليدوي التشخيصي والاحصائي للاضطرابات العقلية في طبعته الرابعة DSMIV الى ان المظاهر والعلامات التشخيصية عبارة عن :
أ - اتجاه قوي ودائم في الشخص الى اثبات انه من الجنس الاخر بمعنى ان ذلك ليس مجرد رغبة للحصول على مزايا Cultural Advantage للجنس الاخر ويبدو هذا الاتجاه في الآتي:
1- تكرار ابداء الرغبة والاصرار على انه من الجنس الاخر.
2- في الذكور من الاولاد تفضيل ارتداء ملابس الاناث وفي البنات الاصرار على ارتداء ملابس طبق الاصل من ملابس الذكور.
3- رغبة قوية ودائمة للقيام بدور الجنس الاخر في الافكار والتخيلات التي تثبت انهم من الجنس الاخر.
4- رغبة جامحة للمشاركة في الالعاب وطرق قضاء الوقت التي يمارسها الجنس الاخر.
5- تفضيل قوي لمشاركة الذكور في لعبهم.
وفي المراهقين والبالغين تبدو هذه الاضطرابات باعراض معينة كالرغبة الثابتة في ان يكون من الجنس المغاير والتصرف مثل الجنس المغاير وكذا الرغبة في ان تكون معاملته من الاخرين كالجنس الاخر وكذا الاعتقاد الراجح ان الشخص ذكرا او انثى الاعتقاد بانه يحمل نفس الاحساسات والانفعالات والتصرفات كما في الجنس الاخر.
ب - الضيق الدائم من جنسه او الاحساس بعدم مصداقية دورة وجوده بهذا الجنس.
ويظهر هذا في الاولاد في صورة تأكيد ان القضيب والخصيتين منفرة وانها ستختفي وكذا تأكيد ان يكون احسن حالا لو لم يكن له هذا القضيب كما ان الصبي لايميل الى الالعاب الخشنة ويرفض نمط اللعب والالعاب والنشاطات الذكورية.
وفي البنات تبدو هذه المظاهر في رفض التبول في وضع الجلوس والتأكيد انه لابد ان سينمو لها قضيب واليقين بانه لن ينمو لها ثديان كما انها لن تحيض مع كراهية الملابس الانثوية.
وفي المراهقات والبالغات تبدو هذه المظاهر في الانشغال في التخلص من المظاهر الاولية والثانوية للانوثة كاللجوء الى الهرمونات والجراحة مع اعتقاد الانثى انها ولدت في جنس خطأ.
ج - لا يكون هذا الاضطراب مصحوبا باختلاط جسمي في الجنس.
د - يسبب الاضطراب اكلينيكيا ضيق واضح او تأثير سلبي في النشاط الاجتماعي او العمل وكذا في الحالات الاخرى للنشاط.
وقد جاء في الطبعة المعادة للسجل اليدوي التشخيصي والاحصائي للاضطرابات النفسية الرابطة الاكلينيكية للطب النفسي واشنطن DC لعام 1954 جاء فيه في اسس تشخيص اضطراب الهوية الجنسية.
أ - يرغب الشخص في ان يعيش كفرد من الجنس المغاير يصحب ذلك عادة رغبة في ان يوائم جسمه قدر الامكان جسم الجنس الذي يرغب التحول اليه وذلك عن طريق الجراحة والعلاج الهرموني.
ب - ان يستمر هذا الاضطراب لمدة لا تقل عن سنتين.
ج - ينبغي الا يكون هذا الاضطراب عرض لاضطراب عقلي كالفصام مثلا كما ينبغي الاّ يكون مصحوبا بعيب في الصبغيات Chromosomes.
وقد تعددت النظريات والاراء في سبب حدوث هذا الاضطراب فبعض الاراء تشير الي ان السبب الاساسي لهذا المرض هو تعرض الجنين داخل الرحم في المراحل الاولى للتكوين الجنيني تعرضه لتأثير كميات زائدة من هرمون الانوثة في حالة الحمل بجنين ذكر والعكس في حالة الحمل جنين انثى وهذه الهرمونات تؤثر في الجهاز العصبي والمخ في طور التكوين مما يؤدي الى حدوث اعراض هذا المرض بالرغم من التكوين الجسماني كذكر كامل الاعضاء التناسلية وتستند هذه النظرية الى العديد من نتائج الابحاث في هذا المجال وتعزي بعض النظريات المتعلقة بهذا الموضوع «نظرية تأثير الكرب قبل الولادة» تعزى هذه الحالة الى نقص هرمون الذكورة في فترة الحمل اذ اثبتت بعض التجارب ان تعريض بعض خبراء التجارب الفئران لفترات من الكرب اثناء الحمل ادى الى ولادة ذكور ذوي تصرفات انثوية.
وقد عزا بعض الباحثين حالة الاضطراب الى اسباب جنينية استنادا الى وجود بعض هذه الحالات من توائم البيضة الواحدة Uniovular Twins.
وللنظريات المناعية دور في البحث عن مسببات الاضطرابات الجنسية اذ يرجح بعض الباحثين السبب الى تفاعل مناعي اثناء الحمل استنادا الى وجود حالات الاضطراب في حالات كثيرة فيمن يكون ترتيبهم متأخرا بين الإخوة ويرجع هؤلاء الباحثون ذلك لتسلل مضادات الاجسام لهرمون الذكورة خلال المشيمة الى الجنين الذكر اثناء الحمل مما يؤدي الى نقص نشاط الهرمون بالحمل وبالتالي يحدد الاتجاه الجنسي في الجنين.
وهناك رأي آخر بالنسبة للنظرية المناعية ويخلص في ان مولد المضاد في الجنين يمكن ان يكون احد المولدات الجنينية النوعية المرتبطة بعامل الذكورة Y التي يطلق عليها في مجموعها مولدانتيجن HY وعلى الرغم من عدم وجود ما يساند هذه النظرية الا ان هناك مجموعة من المشاهدات تضع هذه النظرية في الحسبان.
ولنظريات الطب النفسي والتحليل النفسي دور في تعليل حدوث هذه الاضطرابات فمن النظريات ما انتهى اليه كل Erhel Person& Lionel Oresey من ان اضطراب الهوية الجنسية في الذكور يبدأ من حالات القلق الانفصالي الذي يحدث خلال فترة نمو الشخص الانفصالي في تطور الطفل ولا يجد له حلا حيث يلجأ الطفل الى خيالات اصلاحية بالاندماج التكافلي مع والدته وقد يعلل ذلك لجوء الفتى من ذلك لاجراء تغييرات جراحية.
وعن مستقبل حالات اضطراب الهوية الجنسية وانذارتها Prognosis فان من الملاحظ ان اضطراب الهوية الجنسية يبدأ في فترة الطفولة مع السنوات الاولى من الدراسة وذلك بالرغبة الجامحة للطفل في ان يكون من الجنس الاخر مع الكراهية الشديدة لجنسه العضوي ويتميز ذلك في الذكور كما سبق ان اسلفنا بتفضيل مشاركة البنات في التمتع بلعبهم ونشاطاتهم وممارسة العابهم والنأي عن مشاركة الذكور من الاولاد في ذلك وكذا تفضيلهم ملابس البنات عن ملابس الذكور.
واذا ما استمرت الحال مع الطفل حتى بلوغه فترة المراهقة فانهم كثيرا ما يبدون رغبتهم في تحقيق ما يرونه تصحيحا لجنسهم وذلك بممارسة العلاقات المثلية واللجوء الى العلاج الهرموني والجراحي للتخلص مما ينفرون من اعضائهم التناسلية الذكرية واستبدالها باعضاء اخرى انثوية وفي معظم الحالات يكون مسار هذا الاضطراب مزمنا بحيث يؤدي الى مضاعفات ومعوقات تحول دون استمرار الشاب في الدراسة مع غيره من الذكور كما تسبب له العديد من المشاكل المزمنة في العمل وتحول بينه وبين الاندماج الاجتماعي العادي وتدفع به الى العزلة.
وبتفاقم الاعراض والمشاكل والمعوقات التي يعانيها هؤلاء الاشخاص غالبا ما يصاب الشخص بالقلق والاحباط وكثيرا ما يتطور الى الاصابة بالاكتئاب وقد ينتهي بالانتحار.
الرأي: مما تقدم نقر الآتي:
مما جاء بملف الدعوى وما به من مستندات وبعد الاطلاع على الاوراق الطبية الخاصة بالمدعي وتوقيع الكشف الطبي عليه وما انتهت الىه نتائج الفحوصات التي اجريت له ومما جاء بالحقائق العلمية في موضوع اضطراب الهوية الجنسية يتبين ان المذكور من مواليد 1977 ولد ذكرا من الناحية العضوية والوراثية ويتصف حينئذ بالصفات الجينية والتشريحية الذكورية.
ويشير تاريخ المذكور الطبي وما جاء بالاوراق الطبية الى مراجعته مستشفى الطب النفسي حيث اثبت بتقرير المستشفى انه خلال المناظرة الاكلينيكية والتاريخ المرضي تبين معاناته اعراض المرض النفسي مما يطلق عليه اضطراب الهوية الجنسية وقد نوهنا في بند الحقائق العملية بشأن هذا الاضطراب الى ان السمة التشخيصية الاسياسية لهذه الحالات هي الرغبة الجامحة الدائمة للتحول الى الجنس المغاير لجنس المولد وتظهر اعرض هذا الاضطراب اول ما تظهر اثناء الطفولة في سنوات الدراسة الاولى.
وفي البالغين تتسم هذه الحالات بالرفض والنفور من الاعضاء التناسلية الخاصة بجنس المولد مما يدفعهم الى اللجوء للعلاج النفسي والهرموني ومن ثم العلاج الجراحي لإزالة الاعضاء التناسلية الجنسية وصنع اعضاء تناسلية للجنس المغاير كما في حالتنا هذه حيث أجري له تداخل جراحي لتغيير جنسه من ذكر الى انثى تم فيه ازالة الاعضاء التناسلية الذكرية وصنع اعضاء انثوية وتناسلية خارجية تشابه في مظهرها الخارجية للاعضاء الخارجية المميزة للانثى الا ان هذا التداخل الجراحي لا يتعدى الجراحات التجميلية الظاهرية ولا يغير من التكوين التناسلي الداخلي من حيث عدم وجود الاعضاء التناسلية اللازمة للاخصاب والحمل - المبيض والرحم - كما انها لا تغير التكوين الصبغي المميز للخلايا بحيث اظهرت الفحوصات ان جيناته ذكرية XY46 .
كما ادى هذا التدخل الجراحي الى فقد الاعضاء التناسلية الخارجية الذكرية مع بقاءغدة البروستاتا الذكورية والقنوات المنوية.
يجدر في هذا المجال التنويه وردا على سؤال المحكمة بانه من الناحية الطبية الجنسية لا يمكن ان يتحول الذكر مكتمل الذكورة الى انثى تحمل كل مقومات الانثوية.
وخلاصة ما سبق وبخصوص تحديد نوع جنس المستأنف على وجه القطع فان كل ما يمكن قوله ان المدعي ولد ذكرا يحمل الصفات الجينية العضوية للذكور ومازال حتى الآن ذكرا من الوجهة الجينية الصبغية الا انه من الناحية النفسية وبعد العلاج الهرموني والتداخلات الجراحية فقد الصفات الذكورية الخارجية والاحساس الجنسي الرجولي وامكانية الانجاب بينما استحدثت جراحيا وهرمونيا مواصفات انثوية خارجية على مظهره الجسماني مع ميل السلوك الانثوي الا ان هذا المظهر الانثوي فاقد للاعضاء التناسلية الانثوية الداخلية اللازمة لعملية الاخصاب والحمل.
---
© 2001-2004 جريدة الوطن ، حقوق الطبع محفوظة
المتحول الجنسي «ر» لـ الوطن : اذا اصبحت فتاة سأحج وأتزوج وأرتدي الحجاب....
وأجريت عمليات جراحية لإزالة كل معالم الذكورة
كتب عبدالرزاق النجار:
تصدر محكمة الاستئناف اليوم حكمها في قضية المتحول الجنسي «ر» بعدما رفضت محكمة اول درجة دعوى تحويله، وفي لقاء مع «الوطن» اوضح المتحول الجنسي «ر» انه يعيش بجلباب انثوي ويرفض الذكورة مؤكدا انه اذا ايدت محكمة الاستئناف دعواه فانه سيرتدي الحجاب وسيؤدي مناسبك الحج بالاضافة الى انه سيتزوج وقد سبق لاحد الشباب ان طلب يده لكن والدته رفضت!
ويقول: ليس مهما الانجاب وانا افضل فارس احلامي مطلقا واشار الى ان هناك رجالا كثيرين يودون الزواج مني.
وحول بداية ميوله الانثوية يقول «ر» كانت طفولتي مزيجاً من المشاعر الانثوية والذكورية لكنني كنت اتصرف على اساس انني بنت حيث كنت ارتاح للحديث مع البنات واللعب معهن وكن يغرن مني عندما يتحرش بي الشباب الذين اعتقدوا انني فتاة، وعلى اثر ذلك بدأت اهتم بنفسي ولم يكن ذلك يزعج افراد اسرتي حيث كان الوضع طبيعيا لكن في احدى المرات دب خلاف بيني وبين اخي بعدما ضبطني مع شاب كنت احادثه وكبرت هذه الخلافات ووصلت الى حد الضرب وذلك لسوء تصرفاتي التي اعتبرها غير مقبولة حيث اننا في مجتمع محافظ يرفض هذه التصرفات.
وحول الاسباب التي اوصلته الى الشعور بالميول الانثوية قال والدي لم يكن له رأي يذكر في ادارة شؤون المنزل اما والدتي فكانت وما زالت تحبني وتحتضنني لعدة اسباب اولها ما الم بي من مرض منذ الصغر حيث كان المرض خطيرا وكانت والدتي خائفة علي جدا ولم تكن تسمح لاحد بالاقتراب مني او محاولة الحاق الاذى بي لافتا ان هذا الخوف تنامى معي وتحول الى الحرمان بعد ان تركت المنزل واستقررت وحدي وذلك رغبة مني بعدم التسبب لاهلي باية مشاكل الا ان اهلي كانوا يزورونني باستمرار. واوضح المرحلة التي عايشها قبل اتخاذ قرار مغادرة منزل ذوية فقال ان مرحلة الدراسة التي مررت بها كانت مثيرة نوعا ما خاصة في المرحلة الثانوية حيث ذكرت ان هناك عددا كبيرا من زملاء المدرسة كانوا يتحرشون بي ومغازلتي كوني غدوت انثى وهذا التحرش لم يمنع بعض اساتذة المدرسة من القاء كلمات الغزل والاعجاب.
وعن موقفه حين تم طلبه للتجنيد الالزامي انذاك قال ذهبت للمراجعة وحين دخلت على الضابط وخاطبني بصيغة الانثى قائلا: لماذا انت هناك؟ فناولته دفتر التجنيد فقام بتحويلي فورا الى لجنة الاطباء الذين اجمعوا على اعفائي صحيا.
وفي رده على ما اذا تناول اية ادوية او عقاقير لتغيير الجسد ليظهر بمظهر الانثى قال: نعم تناولت الكثير من العقاقير التي قام احد الاطباء الكويتيين المعروفين بصرفها لي وذلك لابراز معالم الانوثة على جسدي وخلال هذه الفترة بدأت اعاني من عدم الاستقرار منها الشعور بالضيق والتفكير الزائد وقلة النوم مما جعلني اخاف كثيرا على مستقبلي حتى راودتني فكرة اجراء العملية الجراحية لازالة العضو التناسلي التي كلفتني خمسة آلاف دينار كويتي الا ان هذا الامر سبقه مراجعات مستمرة لعيادات نفسية ومراجعة استشاريين لوضع حد لما اعاني منه.
☩ وهل هناك ثمة مشاكل نفسية تعرضت لها قبل اجرائك العملية او بعدها؟
- نعم فقد اقدمت على محاولة الانتحار حوالي خمس مرات وكانت احداها حين تناولت ما يعادل زجاجة ماء صحة صغيرة مملوءة بمادة التنظيف «الكلوركس» الا ان هناك من كان يمنعني وهو حبيبي الذي عرفته في مرحلة الثانوية وقد استمرت علاقتي به حوالي عشر سنوات.
☩ هل كان اجراء العملية بدافع النفس ام كان بدافع شعورك بالغيرة من الفتيات؟
- لم اقم باجراء العملية الا بعد اخذ الاستشارات اللازمة وهذا لا يمنع ان اكون غيورة احيانا كأي فتاة تود الخروج مع حبيبها وهذا حال معظم الفتيات.
☩ هل بامكانك الآن وبعد التغيير الذي طرأ عليك مواجهة الناس بشجاعة؟
- لا طبعا انا اخاف المواجهة وانا بصراحة لست مثل المتحول الجنسي «احمد - امل» فهي شجاعة وتحب المواجهة، اما انا فلا استطيع حتى الادلاء باسمي واتضرر اذا عرفني احد فمواجهتي مقتصرة فقط امام القاضي حين رفعت قضية لتغيير جنسي منذ فترة وقد قمت بتقديم اوراقي الى محكمة اول درجة حيث تم رفض الدعوة وها انا الان انتظر حكم الاستئناف اليوم الاحد وعلى ضوء ذلك وبعد ما اكسب القضية استطيع مواجهة الناس.
☩ وماذا عن وضعك بين الزملاء خاصة في مجال العمل؟
- عملي مكتبي اما بالنسبة لزملائي فهم كانوا في بادىء الامر يحسبونني فتاة فاخذتهم الدهشة بعد ان وجدوا اثباتاتي بأني رجل وعليها تفهموا امري وتعاطفوا معي كثيرا كما اني اعمل مع زميلات وليس زملاء كما ان هناك الكثير منهم يبدي اعجابه بي بالرغم من علمه معاناتي حيث ذكر احدهم لي ذات مرة بأني جميلة جدا.
☩ الا تخاف رفض المحكمة للدعوى؟
- كما ذكرت لك انفا اني قمت باستشارة الكثير من الاطباء حول اجرائي هذه العملية وكان اخرها شيخ دين وادارة الفتوى والتشريع الا اني لم احصل على كتاب رسمي باجازة العملية وانا لست نادما لما فعلت وسوف اتقبل ما سوف يقع علي واشار الى انه ينوي ارتداء الحجاب والحج لبيت الله إذا كسبها وهناك نية بالاقدام على الزواج.
☩ على ذكر الزواج هل تقدم أحد لخطبتك؟
- نعم في احدى المرات لحق بي شاب عندما خرجت من الكلية حتى اوصلني الى منزلي ومن ثم جاء مع والدته لخطبتي الا ان والدتي رفضت معلله على اني مخطوبة من اخر.
☩ وكيف تتزوج وانت لا تستطيع الانجاب؟
- ليس بالضرورة الانجاب فهذه ليست مشكلة المهم ان يكون لدي زوج كما ارغب به أن يتفهم وضعي وان يكون مطلقا خاصة وان هناك الكثير من الرجال يودون الزواج من فتاة لا يودون منها الانجاب.
☩ هل روادتك فكرة انشاء جمعية ومنتدى يجمعك وزميلاتك المتحولات جنسيا في محاولة لايصال ما رفضه المجتمع قبل القضاء؟
- لم افكر بذلك اطلاقا خاصة واني لا احبذ الاختلاط وليس نقصانا لهم وإنما لأن وضعي لايسمح كون ليس لي اي علاقات خارجية تجمعني مع الناس قبل ان تجمعني علاقة بهم فأنا ربة منزل واحب ان اقضي وقتي في الطهي.
(التقرير الشرعي)
وجاء في التقرير الشرعي مايلي: حضر المتحول الجنسي الى ادارة الطب الشرعي وقدم بطاقته المدنية على سبيل الاستعراف وكان يرتدي ملابس نسائية عبارة عن بلوزة نسائية وبنطلون صغير نسائي وحذاء نسائي كعب عال.
وبمناظرته وجد انه بمظهر أنثوي متوسط البنية والقامة تصرفاته العامة في التحدث والجلوس تتسم بالسلوك الأنثوي شعر الشارب والذقن غير موجود مع عدم تبين آثار إزالتهما ولاحظنا انه يضع المساحيق والمكياج الانثوي، شعر الحاجبين مشذب بطريقة انثوية، شعر الرأس طويل يبدو طوله وتصفيفه بشكل انثوي.
وبالكشف الطبي الشرعي على المدعي وجدنا الثديين بحجم انثوي كبيرين نوعا ما.
وقد رأينا ارسال المذكور الى مستشفي الصباح لاجراء الفحوصات اللازمة لبيان الكروموزومات الجنسية في خلايا المذكور وتقرير هل كانت انثوية ام ذكرية؟ وكذا تحليل الدم عن الهرمونات لبيان مستواها مع الفحص بالاشعة والسونار لبيان الاعضاء التناسلية الداخلية ونوعها وتحديد قياسات الحوض ومدى اتفاقها مع القياسات الأنثوية والذكرية.
وقد ورد الينا تقرير موقع من رئيس وحدة الغدة الصماء بمستشفى الصباح بتاريخ 18/1/2004 يفيد انه بفحص الهرمونات الخاصة بالمذكور تبين الاتي:
هرمونات الغدة الدرقية والنخامية طبيعية «نفس الحدود للرجل والمرأة».
الهرمونات الانثوية والذكورة والهرمون اللبني في المستوى الطبيعي للمرأة.
كما جاء بتقرير من وزارة الصحة مركز الجينات الطبية اظهر ان الصفات المذكورة XY46 «ذكورية» والتقرير موقع من مدير واستشاري المركز، تقرير من قسم الأشعة التشخيصية بمستشفى الصباح جاء به ما يفيد ان فحص السونار للحوض اظهر ان المثانة البولية سعتها جيدة وجدارها منتظم وتوجد البروستاتا تحت قاعها مع ظل صغير بوسطها يشتبه ان يكون من العلاج الذي تم استعماله.
واشار التقرير الى عدم وجود رحم او المبيضين، كما طلبنا عرض المذكور على لجنة من الاطباء الاختصاصيين بمستشفى الطب النفسي لتوقيع الكشف الطبي عليه واجراء الفحوصات اللازمة لبيان: هل يعاني رغبة قهرية لتغيير جنسه الى أنثى أو أية اضطرابات نفسية اخرى؟ فورد الينا تقرير باسم المذكور من مستشفى الطب النفسي جاء به ما يفيد انه قد تم عرضه بالمستشفى وتمت مراجعة تقرير الطبيب الذي قام بإجراء عملية تغيير جنس وافاد التقرير بالآتي:
1- باستعراض ملف المذكور بالمستشفى تبين انه لم يراجع المستشفى منذ تاريخ فتح الملف 2000 الا بتاريخ 2003 بعد عملية تغيير الجنس التي أجريت له بتاريخ .2002
2- لم يتبين في ملفه او من التقرير المرفق انه قد عرض على طبيب نفسي لاستشارته في موضوع اضطراب الهوية ولم يتلق اي علاج او ارشاد نفسي لفترة زمنية قياسية حسب الاعراف الطبية قبل اجراء العملية.
3- قامت اللجنة بالكشف الطبي النفسي عليه بتاريخ 4/1/2004 بصورة تبين انه يعاني أعراض اضطراب الهوية الجنسية وهو مدرك لطبيعة تعرجاته.
وبناء على ما تقدم فان اللجنة لاتستطيع الجزم لوجود رغبة قهرية للمذكور في تغيير جنسه في الفترة السابقة على العملية لانه لم يتم عرضه عليها قبل اجراء العملية والتقرير بتوقيع وختم كل من د. عادل علي سرور دكتور مغربي م.مغربي - دكتورة سهيلة غلوم - د. صلاح عبيد واعتماد كل من دكتور محمد علي عارف - رئيس قسم الطب النفسي - ود.علي الاربش نائب مدير مستشفى الطب النفسي.
رابعا: حقائق علمية عن اضطراب هوية الجنس:
اضطراب هوية الجنس يضم مجموعة متباينة من الاضطرابات تبدو في مظهرها العام على شكل تفضيل قوي ودائم للجنس المغاير من حيث الوضع والسلوك وهذا الاضطراب يعبر عنه قولا بالتأكيد من الشخص انه يتبع الجنس الاخر كما قد يكون التعبير عمليا.
ويتمثل ذلك اساسا في عدم ارتياح الشخص بجنسه والرغبة في ان يكون جسمه بمواصفات الجنس الاخر وكذا مع الامل في اعتباره فردا من افراد الجنس المغاير ومن المعروف علميا ان هناك فرقا بين الجنس وهو ما يراه الشخص من الناحية العضوية التناسلية والبدنية وبين الهوية الجنسية النفسية وهو الاحساس الشخصي بالجنس ذكرا كان ام انثى.
والنمط الطبيعي ان يكون هناك تطابق بين الجنس والهوية الجنسية النفسية للشخص.
وفي بعض الحالات النادرة تختلف الهوية الجنسية النفسية للشخص عن التركيب الجنسي الجسماني فقد تكون الانثى كاملة المواصفات الجسمية والانثوية الا ان هويتها النفسية لذكر كما قد يكون كامل الذكورة وتكون هويته النفسية لانثى وفي هذه الحالات يلاحظ حدوث اضطرابات شديدة تعرف باضطراب الهوية الجنسية او التحول الجنسي.
كما قد يحدث خلل اخر اثناء التكوين الجنيني بسبب اضطراب في الهرومونات الاولية في مرحلة التكوينات الجنينية الاولى بحيث يتكون جنين يحمل خصيتين الا ان بقية الاعضاء التناسلية تكون في صورة مشوهة بحيث تشابه الاعضاء التناسلية الخارجية للانثى كأن يكون هناك شق سفلي في القضيب بسطحه السفلي مع ضمور بكيس الصفن وقد تكون فتحة مجرى البول بين اسفل القضيب وموضع كيس الصفن كما قد تكون هذه الفتحة في العجان كما قد يحدث ان يولد الجنين يحمل مبيضين الا ان تشوه بقية الاعضاء التناسلية الخارجية لكبر حجم البظر مثلا يؤدي الى اعتبارا هذا الوليد ذكرا.
ويطلق على هذه الحالات التي يحدث فيها تشوه في الاعضاء التناسلية الخارجية حيث لاتتفق تماما مع الغدد التناسلية الداخلية وهذه الحالات يطلق عليها الاسم العلمي خنثى كاذبة.
وبناء على هذه المستجدات العلمية الجديدة في هذا المجال وكذا الامور الطبية المرتبطة بهذه المستجدات استحدث مؤتمر الاضطرابات النفسية الجنسية استحدث الكيان التشخيصي لاضطراب الهوية الجنسية بالاطفال عام 1980 وذلك مع تنامي مساحة مظاهر السلوك الجنسي البشري في التغيرات النفسية.
وفي البالغين تشير نسبة من يعانون حالة اضطراب الهوية الجنسية وذلك في الاحصائيات المتوافرة من المملكة المتحدة وهولندا والسويد واستراليا تشير هذه الاحصائيات الى ان النسبة 1 لكل عشرة الاف ذكر بينما اثنى لكل ثلاثين الف انثى.
وفي مجال التشخيص والعلامات الاكلينيكية لاضطراب الهوية الجنسية فان هناك تطابقا وعلامات توجه الى تشخيص اضطراب الهوية الجنسية وقد اشار المرجع اليدوي التشخيصي والاحصائي للاضطرابات العقلية في طبعته الرابعة DSMIV الى ان المظاهر والعلامات التشخيصية عبارة عن :
أ - اتجاه قوي ودائم في الشخص الى اثبات انه من الجنس الاخر بمعنى ان ذلك ليس مجرد رغبة للحصول على مزايا Cultural Advantage للجنس الاخر ويبدو هذا الاتجاه في الآتي:
1- تكرار ابداء الرغبة والاصرار على انه من الجنس الاخر.
2- في الذكور من الاولاد تفضيل ارتداء ملابس الاناث وفي البنات الاصرار على ارتداء ملابس طبق الاصل من ملابس الذكور.
3- رغبة قوية ودائمة للقيام بدور الجنس الاخر في الافكار والتخيلات التي تثبت انهم من الجنس الاخر.
4- رغبة جامحة للمشاركة في الالعاب وطرق قضاء الوقت التي يمارسها الجنس الاخر.
5- تفضيل قوي لمشاركة الذكور في لعبهم.
وفي المراهقين والبالغين تبدو هذه الاضطرابات باعراض معينة كالرغبة الثابتة في ان يكون من الجنس المغاير والتصرف مثل الجنس المغاير وكذا الرغبة في ان تكون معاملته من الاخرين كالجنس الاخر وكذا الاعتقاد الراجح ان الشخص ذكرا او انثى الاعتقاد بانه يحمل نفس الاحساسات والانفعالات والتصرفات كما في الجنس الاخر.
ب - الضيق الدائم من جنسه او الاحساس بعدم مصداقية دورة وجوده بهذا الجنس.
ويظهر هذا في الاولاد في صورة تأكيد ان القضيب والخصيتين منفرة وانها ستختفي وكذا تأكيد ان يكون احسن حالا لو لم يكن له هذا القضيب كما ان الصبي لايميل الى الالعاب الخشنة ويرفض نمط اللعب والالعاب والنشاطات الذكورية.
وفي البنات تبدو هذه المظاهر في رفض التبول في وضع الجلوس والتأكيد انه لابد ان سينمو لها قضيب واليقين بانه لن ينمو لها ثديان كما انها لن تحيض مع كراهية الملابس الانثوية.
وفي المراهقات والبالغات تبدو هذه المظاهر في الانشغال في التخلص من المظاهر الاولية والثانوية للانوثة كاللجوء الى الهرمونات والجراحة مع اعتقاد الانثى انها ولدت في جنس خطأ.
ج - لا يكون هذا الاضطراب مصحوبا باختلاط جسمي في الجنس.
د - يسبب الاضطراب اكلينيكيا ضيق واضح او تأثير سلبي في النشاط الاجتماعي او العمل وكذا في الحالات الاخرى للنشاط.
وقد جاء في الطبعة المعادة للسجل اليدوي التشخيصي والاحصائي للاضطرابات النفسية الرابطة الاكلينيكية للطب النفسي واشنطن DC لعام 1954 جاء فيه في اسس تشخيص اضطراب الهوية الجنسية.
أ - يرغب الشخص في ان يعيش كفرد من الجنس المغاير يصحب ذلك عادة رغبة في ان يوائم جسمه قدر الامكان جسم الجنس الذي يرغب التحول اليه وذلك عن طريق الجراحة والعلاج الهرموني.
ب - ان يستمر هذا الاضطراب لمدة لا تقل عن سنتين.
ج - ينبغي الا يكون هذا الاضطراب عرض لاضطراب عقلي كالفصام مثلا كما ينبغي الاّ يكون مصحوبا بعيب في الصبغيات Chromosomes.
وقد تعددت النظريات والاراء في سبب حدوث هذا الاضطراب فبعض الاراء تشير الي ان السبب الاساسي لهذا المرض هو تعرض الجنين داخل الرحم في المراحل الاولى للتكوين الجنيني تعرضه لتأثير كميات زائدة من هرمون الانوثة في حالة الحمل بجنين ذكر والعكس في حالة الحمل جنين انثى وهذه الهرمونات تؤثر في الجهاز العصبي والمخ في طور التكوين مما يؤدي الى حدوث اعراض هذا المرض بالرغم من التكوين الجسماني كذكر كامل الاعضاء التناسلية وتستند هذه النظرية الى العديد من نتائج الابحاث في هذا المجال وتعزي بعض النظريات المتعلقة بهذا الموضوع «نظرية تأثير الكرب قبل الولادة» تعزى هذه الحالة الى نقص هرمون الذكورة في فترة الحمل اذ اثبتت بعض التجارب ان تعريض بعض خبراء التجارب الفئران لفترات من الكرب اثناء الحمل ادى الى ولادة ذكور ذوي تصرفات انثوية.
وقد عزا بعض الباحثين حالة الاضطراب الى اسباب جنينية استنادا الى وجود بعض هذه الحالات من توائم البيضة الواحدة Uniovular Twins.
وللنظريات المناعية دور في البحث عن مسببات الاضطرابات الجنسية اذ يرجح بعض الباحثين السبب الى تفاعل مناعي اثناء الحمل استنادا الى وجود حالات الاضطراب في حالات كثيرة فيمن يكون ترتيبهم متأخرا بين الإخوة ويرجع هؤلاء الباحثون ذلك لتسلل مضادات الاجسام لهرمون الذكورة خلال المشيمة الى الجنين الذكر اثناء الحمل مما يؤدي الى نقص نشاط الهرمون بالحمل وبالتالي يحدد الاتجاه الجنسي في الجنين.
وهناك رأي آخر بالنسبة للنظرية المناعية ويخلص في ان مولد المضاد في الجنين يمكن ان يكون احد المولدات الجنينية النوعية المرتبطة بعامل الذكورة Y التي يطلق عليها في مجموعها مولدانتيجن HY وعلى الرغم من عدم وجود ما يساند هذه النظرية الا ان هناك مجموعة من المشاهدات تضع هذه النظرية في الحسبان.
ولنظريات الطب النفسي والتحليل النفسي دور في تعليل حدوث هذه الاضطرابات فمن النظريات ما انتهى اليه كل Erhel Person& Lionel Oresey من ان اضطراب الهوية الجنسية في الذكور يبدأ من حالات القلق الانفصالي الذي يحدث خلال فترة نمو الشخص الانفصالي في تطور الطفل ولا يجد له حلا حيث يلجأ الطفل الى خيالات اصلاحية بالاندماج التكافلي مع والدته وقد يعلل ذلك لجوء الفتى من ذلك لاجراء تغييرات جراحية.
وعن مستقبل حالات اضطراب الهوية الجنسية وانذارتها Prognosis فان من الملاحظ ان اضطراب الهوية الجنسية يبدأ في فترة الطفولة مع السنوات الاولى من الدراسة وذلك بالرغبة الجامحة للطفل في ان يكون من الجنس الاخر مع الكراهية الشديدة لجنسه العضوي ويتميز ذلك في الذكور كما سبق ان اسلفنا بتفضيل مشاركة البنات في التمتع بلعبهم ونشاطاتهم وممارسة العابهم والنأي عن مشاركة الذكور من الاولاد في ذلك وكذا تفضيلهم ملابس البنات عن ملابس الذكور.
واذا ما استمرت الحال مع الطفل حتى بلوغه فترة المراهقة فانهم كثيرا ما يبدون رغبتهم في تحقيق ما يرونه تصحيحا لجنسهم وذلك بممارسة العلاقات المثلية واللجوء الى العلاج الهرموني والجراحي للتخلص مما ينفرون من اعضائهم التناسلية الذكرية واستبدالها باعضاء اخرى انثوية وفي معظم الحالات يكون مسار هذا الاضطراب مزمنا بحيث يؤدي الى مضاعفات ومعوقات تحول دون استمرار الشاب في الدراسة مع غيره من الذكور كما تسبب له العديد من المشاكل المزمنة في العمل وتحول بينه وبين الاندماج الاجتماعي العادي وتدفع به الى العزلة.
وبتفاقم الاعراض والمشاكل والمعوقات التي يعانيها هؤلاء الاشخاص غالبا ما يصاب الشخص بالقلق والاحباط وكثيرا ما يتطور الى الاصابة بالاكتئاب وقد ينتهي بالانتحار.
الرأي: مما تقدم نقر الآتي:
مما جاء بملف الدعوى وما به من مستندات وبعد الاطلاع على الاوراق الطبية الخاصة بالمدعي وتوقيع الكشف الطبي عليه وما انتهت الىه نتائج الفحوصات التي اجريت له ومما جاء بالحقائق العلمية في موضوع اضطراب الهوية الجنسية يتبين ان المذكور من مواليد 1977 ولد ذكرا من الناحية العضوية والوراثية ويتصف حينئذ بالصفات الجينية والتشريحية الذكورية.
ويشير تاريخ المذكور الطبي وما جاء بالاوراق الطبية الى مراجعته مستشفى الطب النفسي حيث اثبت بتقرير المستشفى انه خلال المناظرة الاكلينيكية والتاريخ المرضي تبين معاناته اعراض المرض النفسي مما يطلق عليه اضطراب الهوية الجنسية وقد نوهنا في بند الحقائق العملية بشأن هذا الاضطراب الى ان السمة التشخيصية الاسياسية لهذه الحالات هي الرغبة الجامحة الدائمة للتحول الى الجنس المغاير لجنس المولد وتظهر اعرض هذا الاضطراب اول ما تظهر اثناء الطفولة في سنوات الدراسة الاولى.
وفي البالغين تتسم هذه الحالات بالرفض والنفور من الاعضاء التناسلية الخاصة بجنس المولد مما يدفعهم الى اللجوء للعلاج النفسي والهرموني ومن ثم العلاج الجراحي لإزالة الاعضاء التناسلية الجنسية وصنع اعضاء تناسلية للجنس المغاير كما في حالتنا هذه حيث أجري له تداخل جراحي لتغيير جنسه من ذكر الى انثى تم فيه ازالة الاعضاء التناسلية الذكرية وصنع اعضاء انثوية وتناسلية خارجية تشابه في مظهرها الخارجية للاعضاء الخارجية المميزة للانثى الا ان هذا التداخل الجراحي لا يتعدى الجراحات التجميلية الظاهرية ولا يغير من التكوين التناسلي الداخلي من حيث عدم وجود الاعضاء التناسلية اللازمة للاخصاب والحمل - المبيض والرحم - كما انها لا تغير التكوين الصبغي المميز للخلايا بحيث اظهرت الفحوصات ان جيناته ذكرية XY46 .
كما ادى هذا التدخل الجراحي الى فقد الاعضاء التناسلية الخارجية الذكرية مع بقاءغدة البروستاتا الذكورية والقنوات المنوية.
يجدر في هذا المجال التنويه وردا على سؤال المحكمة بانه من الناحية الطبية الجنسية لا يمكن ان يتحول الذكر مكتمل الذكورة الى انثى تحمل كل مقومات الانثوية.
وخلاصة ما سبق وبخصوص تحديد نوع جنس المستأنف على وجه القطع فان كل ما يمكن قوله ان المدعي ولد ذكرا يحمل الصفات الجينية العضوية للذكور ومازال حتى الآن ذكرا من الوجهة الجينية الصبغية الا انه من الناحية النفسية وبعد العلاج الهرموني والتداخلات الجراحية فقد الصفات الذكورية الخارجية والاحساس الجنسي الرجولي وامكانية الانجاب بينما استحدثت جراحيا وهرمونيا مواصفات انثوية خارجية على مظهره الجسماني مع ميل السلوك الانثوي الا ان هذا المظهر الانثوي فاقد للاعضاء التناسلية الانثوية الداخلية اللازمة لعملية الاخصاب والحمل.
---
© 2001-2004 جريدة الوطن ، حقوق الطبع محفوظة
تعليق