1 -أخبرنا أبو عمر، قال أخبرنا أحمد، قال حدثنا الحسين بن عبد الرحمن بن محمد الأزدي، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عبد النور بن عبد الله بن المغيرة القرشي، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد، عن ابن عباس، قال بات علي )عليه السلام( ليلة خرج رسول الله )صلى الله عليه و آله( إلى المشركين على فراشه ليعمي
2- أخبرنا جماعة منهم الحسين بن عبيد الله، و أحمد بن عبدون، و أبو طالب بن غرور، و أبو الحسن الصقال، و أبو علي الحسن بن إسماعيل بن أشناس، قالوا حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، قال حدثنا أحمد ابن سفيان بن العباس النحوي، قال حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح، قال حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قاضي الشرقية، قال حدثني إبراهيم بن إسماعيل ابن أبي حبيبة، يعني الأشهلي، عن داود بن الحصين، عن أبي غطفان، عن ابن عباس، قال اجتمع المشركون في دار الندوة ليتشاوروا في أمر رسول الله )صلى الله عليه و آله(، فأتى جبرئيل )عليه السلام( رسول الله )صلى الله عليه و آله( و أخبره الخبر، و أمره أن لا ينام في مضجعه تلك الليلة، فلما أراد رسول الله )صلى الله عليه و آله( المبيت أمر عليا )عليه السلام( أن يبيت في مضجعه تلك الليلة، فبات علي )عليه السلام( و تغشى ببرد أخضر حضرمي كان رسول الله )صلى الله عليه و آله( ينام فيه، و جعل السيف إلى جنبه، فلما اجتمع أولئك النفر من قريش يطوفون و يرصدونه و يريدون قتله، فخرج رسول الله )صلى الله عليه و آله( و هم جلوس علىالباب، عددهم خمسة و عشرون رجلا، فأخذ حفنة من البطحاء ثم جعل يذرها على رءوسهم هو يقرأ »يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ« حتى بلغ »فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ« فقال لهم قائل ما تنظرون قد و الله خبتم و خسرتم، و الله لقد مر بكم و ما منكم رجل إلا و قد جعل على رأسه ترابا. فقالوا و الله ما أبصرناه. قال فأنزل الله )عز و جل( »وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ«.
3- حدثنا جماعة، عن أبي المفضل، قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن صفوان الإمام بأنطاكية، قال حدثنا محفوظ بن بحر، قال حدثنا الهيثم بن جميل، قال حدثنا قيس بن الربيع، عن حكيم بن جبير، عن علي بن الحسين )صلوات الله عليه( في قول الله )عز و جل( »وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ«. قال نزلت في علي )عليه السلام( حين بات على فراش رسول الله )صلى الله عليه و آله(.
4- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن العباس اليزيدي النحوي، قال حدثنا الخليل بن أسد، أبو الأسود النوشجاني، قال حدثنا أبو زيد سعيد بن أوس، يعني الأنصاري النحوي، قال كان أبو عمرو بن العلاء إذا قرأ »وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ« قال كرم الله عليا، فيه نزلت هذه الآية.
5- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، قال حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي، قال حدثنا محمد بن كثير الملائي، عن عوف الأعرابي من أهل البصرة، عن الحسن بن أبي الحسن، عنأنس بن مالك، قال لما توجه رسول الله )صلى الله عليه و آله( إلى الغار و معه أبو بكر، أمر النبي )صلى الله عليه و آله( عليا )عليه السلام( أن ينام على فراشه و يتوشح ببردته، فبات علي )عليه السلام( موطنا نفسه على القتل، و جاءت رجال قريش من بطونها يريدون قتل رسول الله )صلى الله عليه و آله(، فلما أرادوا أن يضعوا عليه أسيافهم لا يشكون أنه محمد )صلى الله عليه و آله(، فقالوا أيقظوه ليجد ألم القتل و يرى السيوف تأخذه، فلما أيقظوه و رأوه عليا )عليه السلام( تركوه و تفرقوا في طلب رسول الله )صلى الله عليه و آله(، فأنزل الله )عز و جل( »وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ«.
6- أخبرنا جماعة، قالوا أخبرنا أبو المفضل، قال حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي، قال حدثنا محمد بن عبيد المحاربي، قال حدثنا أبو يحيى التيمي، عن عبد الله بن جندب بن أبي ثابت، عن أبيه، عن مجاهد، قال فخرت عائشة بأبيها و مكانه مع رسول الله )صلى الله عليه و آله( في الغار، فقال عبد الله بن شداد بن الهاد و أين أنت من علي بن أبي طالب حيث نام في مكانه و هو يرى أنه يقتل فسكتت و لم تحر جوابا.
7- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسن بن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد، قال حدثنا محمد بن علي بن حمزة العلوي، قال حدثني أبي، قال حدثنا الحسين بن زيد، عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، عن جعدة بن هبيرة، عن أبيه، عن أم هانئ بنت أبي طالب، قالت لما أمر الله )تعالى( نبيه )صلى الله عليه و آله( بالهجرة و أنام عليا )عليه السلام( في فراشه و وشحه ببرد له حضرمي، ثم خرج، فإذا وجوه قريش على بابه، فأخذ حفنة من تراب فذرها على رءوسهم، فلم يشعر به أحد منهم، و دخل علي بيتي، فلما أصبح أقبل علي و قال ابشري يا أم هانئ، فهذا جبرئيل )عليه السلام( يخبرني أن الله )عز و جل( قد أنجى عليا من عدوه. قالت و خرج رسول الله )صلى الله عليه و آله( مع جناح الصبح إلى غار ثور، و كان فيه ثلاثا، حتى سكن عنه الطلب، ثم أرسل إلى علي )عليه السلام( و أمره بأمره و أداء أمانته.
8 - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي سنة إحدى و عشرين و ثلاثمائة، قال حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي سنة خمسين و مائتين، قال حدثني الحسن بن حمزة أبو محمد النوفلي، قال حدثني أبي و خالي يعقوب بن الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، عن الزبير بن سعيد الهاشمي، قال حدثنيه أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر )رضي الله عنه( بين القبر و الروضة، عن أبيه و عبيد الله بن أبي رافع جميعا، عن عمار بن ياسر )رضي الله عنه( و أبي رافع مولى النبي )صلى الله عليه و آله(. قال أبو عبيدة و حدثنيه سنان بن أبي سنان أن هند بن هند بن أبي هالة الأسدي حدثه عن أبيه هند بن أبي هالة ربيب رسول الله )صلى الله عليه و آله( و أمه خديجة زوج النبي )صلى الله عليه و آله( و أخته لأمه فاطمة )صلوات الله عليها(. قال أبو عبيدة و كان هؤلاء الثلاثة هند بن هالة و أبو رافع و عمار بن ياسر جميعا يحدثون عن هجرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )صلوات الله عليه( إلى رسول الله )صلى الله عليه و آله( بالمدينة و مبيته قبل ذلك على فراشه. قال و صدر هذا الحديث عن هند بن أبي هالة، و اقتصاصه عن الثلاثة هند و عمار و أبي رافع، و قد دخل حديث بعضهم في بعض، قالوا كان الله )عز و جل( مما يمنع نبيه )صلى الله عليه و آله( بعمه أبي طالب، فما كان يخلص إليه من قومه أمر يسوؤه مدة حياته، فلما مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله )صلى الله عليه و آله( بغيتها و أصابته بعظيم من الأذى حتى تركته لقى، فقال )صلى الله عليه و آله( لأسرع ما وجدنا فقدك يا عم وصلتك رحم، فجزيت خيرا يا عم. ثم ماتت خديجة بعد أبي طالب بشهر فاجتمعبذلك على رسول الله )صلى الله عليه و آله( حزنان حتى عرف ذلك فيه. قال هند ثم انطلق ذوو الطول و الشرف من قريش إلى دار الندوة، ليأتمروا في رسول الله )صلى الله عليه و آله(، و أسروا ذلك بينهم، فقال بعضهم نبني له علما، و ينزل برجا نستودعه فيه، فلا يخلص من الصباة إليه أحد، و لا يزال في رنق من العيش حتى يتضيفه ريب المنون، و صاحب هذه المشورة العاص بن وائل و أمية و أبي ابنا خلف. و قال قائل بئس الرأي ما رأيتم، و لئن صنعتم ذلك ليتنمرن له الحدب الحميم و المولى الحليف، ثم ليأتين المواسم و الأشهر الحرم بالأمن فلينتزعن من أنشوطتكم قولوا قولكم. قال عتبة و شيبة و شركهما أبو سفيان، قالوا فإنا نرى أن نرحل بعيرا صعبا، و نوثق محمدا عليه كتافا و شدا، ثم نقصع البعير بأطراف الرماح، فيوشك أن يقطعه بين الدكادك إربا إربا. فقال صاحب رأيهم إنكم لم تصنعوا بقولكم هذا شيئا، أ رأيتم إن خلص به البعير سالما إلى بعض الأفاريق، فأخذ بقلوبهم بسحره و بيانه و طلاوة لسانه، فصبا القوم إليه، و استجابت القبائل له قبيلة فقبيلة، فليسيرن حينئذ إليكم بالكتائب و المقانب، فلتهلكن كما هلكت إياد و من كان قبلكم قولوا قولكم. فقال له أبو جهل لكن أرى لكم أن تعمدوا إلى قبائلكم العشرة، فتنتدبوا من كل قبيلة رجلا نجدا، ثم تسلحوه حساما عضبا، و تمهل الفتية حتى إذا غسق الليل و غور بيتوا بابن أبي كبيشة بياتا، فيذهب دمه في قبائل قريش جميعا، فلا يستطع بنو هاشم و بنو المطلب مناهضة قبائل قريش في صاحبهم، فيرضون حينئذ بالعقل منهم، فقال صاحب رأيهم أصبت يا أبا الحكم. ثم أقبل عليهم فقال هذا الرأي فلا تعدلوا به رأيا، و أوكئوا في ذلك أفواهكم حتى يستتب أمركم، فخرج القوم عزين، و سبقهم بالوحي بما كان من كيدهم جبرئيل )عليه السلام(، فتلا هذه الآية على رسول الله )صلى الله عليه و آله( »وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ«. فلما أخبره جبرئيل )عليه السلام( بأمر الله في ذلك و وحيه، و ما عزم له من الهجرة، دعا رسول الله )صلى الله عليه و آله( عليا )عليه السلام(، و قال له يا علي، إن الروح هبط علي بهذه الآية آنفا، يخبرني أن قريشا اجتمعوا على المكر بي و قتلي، و أنه أوحى إلي ربي )عز و جل( أن أهجر دار قومي، و أن انطلق إلى غار ثور تحت ليلتي، و أنه أمرني أن آمرك بالمبيت على ضجاعي أو قال مضجعي ليخفى بمبيتك عليه أثري، فما أنت قائل، و ما صانع فقال علي )عليه السلام( أو تسلم بمبيتي هناك يا نبي الله قال نعم، فتبسم علي )عليه السلام( ضاحكا، و أهوى إلى الأرض ساجدا، شكرا بما أنبأه رسول الله )صلى الله عليه و آله( من سلامته، و كان علي )صلوات الله عليه( أول من سجد لله شكرا، و أول من وضع وجهه على الأرض بعد سجدته من هذه الأمة بعد رسول الله )صلى الله عليه و آله(، فلمارفع رأسه قال له امض لما أمرت فداك سمعي و بصري و سويداء قلبي، و مرني بما شئت أكن فيه كمسرتك، واقع منه بحيث مرادك، و إن توفيقي إلا بالله. قال و إن ألقى عليك شبه مني، أو قال شبهي، قال إن بمعنى نعم قال فارقد على فراشي و اشتمل ببردي الحضرمي، ثم إني أخبرك يا علي أن الله )تعالى( يمتحن أولياءه على قدر إيمانهم و منازلهم من دينه، فأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأوصياء ثم الأمثل فالأمثل، و قد امتحنك يا ابن عم و امتحنني فيك بمثل ما امتحن به خليله إبراهيم و الذبيح إسماعيل، فصبرا صبرا، فإن رحمة الله قريب من المحسنين. ثم ضمه النبي )صلى الله عليه و آله( إلى صدره و بكى إليه وجدا به، و بكى علي )عليه السلام( جشعا لفراق رسول الله )صلى الله عليه و آله(. و استتبع رسول الله )صلى الله عليه و آله( أبا بكر بن أبي قحافة و هند بن أبي هالة، فأمرهما أن يقعدا له بمكان ذكره لهما من طريقه إلى الغار، و لبث رسول الله )صلى الله عليه و آله( بمكانه مع علي )عليه السلام( يوصيه و يأمره في ذلك بالصبر حتى صلى العشاءين. ثم خرج رسول الله )صلى الله عليه و آله( في فحمة العشاء الآخرة، و الرصد من قريش قد أطافوا بداره، ينتظرون أن ينتصف الليل و تنام الأعين، فخرج و هو يقرأ هذه الآية »وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ« و أخذ بيده قبضة من تراب، فرمى بها على رءوسهم، فما شعر القوم به حتى تجاوزهم، و مضى حتى أتى إلى هند و أبي بكر فنهضا معه، حتى و صلوا إلى الغار. ثم رجع هند إلى مكة بما أمره به رسول الله )صلى الله عليه و آله(، و دخل رسول الله )صلى الله عليه و آله( و أبو بكر إلى الغار، فلما غلق الليل أبوابه و أسدل أستاره و انقطع الأثر، أقبل القوم على علي )عليه السلام( يقذفونه بالحجارة و الحلم، و لا يشكون أنه رسول الله )صلى الله عليه و آله(، حتى إذا برق الفجر و أشفقوا أن يفضحهم الصبح، هجموا على علي )صلوات الله عليه(، و كانت دور مكة يومئذ سوائب لا أبواب لها، فلما بصر بهم علي )عليه السلام( قد انتضوا السيوف و أقبلوا عليه بها، و كان يقدمهم خالد بن الوليد بن المغيرة، وثب له علي )عليه السلام( فختله و همز يده، فجعل خالد يقمص قماص البكر، و يرغو رغاء الجمل، و يذعر و يصيح، و هم في عرج الدار من خلفه، و شد عليهم علي )عليه السلام( بسيفه يعني سيف خالد فأجفلوا أمامه إجفال النعم إلى ظاهر الدار، فتبصروه فإذا هو علي )عليه السلام(، فقالوا إنك لعلي قال أنا علي. قالوا فإنا لم نردك، فما فعل صاحبك قال لا علم لي به، و قد كان علم يعني عليا )عليه السلام( أن الله )تعالى( قد أنجى نبيه )صلى الله عليه و آله( بما كان أخبره من مضيه إلى الغار و اختبائه فيه، فأذكت قريش عليه العيون، و ركبت في طلبه الصعب و الذلول، و أمهل علي )صلوات الله عليه( حتى إذا أعتم من الليلة القابلة انطلق هو و هند بن أبي هالة حتى دخلا على رسول الله )صلى الله عليه و آله( في الغار، فأمر رسول الله )صلى الله عليه و آله( هندا أن يبتاع له و لصاحبه بعيرين، فقال أبو بكر قد كنت أعددت لي و لك يا نبي الله راحلتين نرتحلهما إلى يثرب. فقال إني لا آخذهما و لا أحدهما إلا بالثمن. قال فهي لك بذلك، فأمر )صلى الله عليه و آله( عليا )عليه السلام( فأقبضه الثمن، ثم أوصاه بحفظ ذمته و أداء أمانته. و كانت قريش تدعو محمدا )صلى الله عليه و آله( في الجاهلية الأمين، و كانت تستودعه و تستحفظه أموالها و أمتعتها، و كذلك من يقدم مكة من العرب في الموسم، و جاءته النبوة و الرسالة و الأمر كذلك، فأمر عليا )عليه السلام( أن يقيم صارخا يهتف بالأبطح غدوة و عشيا ألا من كان له قبل محمد أمانة أو وديعة فليأت فلتؤد إليه أمانته. قال و قال النبي )صلى الله عليه و آله( إنهم لن يصلوا من الآن إليك يا علي بأمر تكرهه حتى تقدم علي، فأد أمانتي على أعين الناس ظاهرا، ثم إني مستخلفك على فاطمة ابنتي و مستخلف ربي عليكما و مستحفظه فيكما، و أمره أن يبتاع رواحل له و للفواطم، و من أزمع للهجرة معه من بني هاشم. قال أبو عبيدة فقلت لعبيد الله يعني ابن أبي رافع أ و كان رسول الله )صلى الله عليه و آله( يجد ما ينفقه هكذا فقال إني سألت أبي عما سألتني، و كان يحدث بهذا الحديث، فقال فأين يذهب بك عن مال خديجة )عليها السلام( و قال إن رسول الله )صلى الله عليه و آله( قال ما نفعني مال قط مثل ما نفعني مال خديجة )عليها السلام(، و كان رسول الله )صلى الله عليه و آله( يفك من مالها الغارم و العاني و يحمل الكل، و يعطي في النائبة، و يرفد فقراء أصحابه إذ كان بمكة، و يحمل من أراد منهم الهجرة، و كانت قريش إذا رحلت عيرها في الرحلتين يعني رحلة الشتاء و الصيف كانت طائفة من العير لخديجة، و كانت أكثر قريش مالا، و كان )صلى الله عليه و آله( ينفق منه ما شاء في حياتها ثم ورثها هو و ولدها بعد مماتها. قال و قال رسول الله )صلى الله عليه و آله( لعلي و هو يوصيه و إذا أبرمت ما أمرتك فكن على أهبة الهجرة إلى الله و رسوله، و سر إلي لقدوم كتابي إليك، و لا تلبث بعده. و انطلق رسول الله )صلى الله عليه و آله( لوجهه يؤم المدينة، و كان مقامه في الغار ثلاثا، و مبيت علي )صلوات الله عليه( على الفراش أول ليلة. قال عبيد الله بن أبي رافع و قد قال علي بن أبي طالب )عليه السلام( شعرا يذكر فيهمبيته على الفراش و مقام رسول الله )صلى الله عليه و آله( في الغار ثلاثا
وقيت بنفسي خير من وطئ الحصا و من طاف بالبيت العتيق و بالحجرمحمد لما خاف أن يمكروا به فوقاه ربي ذو الجلال من المكرو بت أراعيهم متى ينشرونني و قد وطنت نفسي على القتل و الأسرو بات رسول الله في الغار آمنا هناك و في حفظ الإله و في سترأقام ثلاثا ثم زمت قلائص قلائص يفرين الحصا أينما تفري
و لما ورد رسول الله )صلى الله عليه و آله( المدينة، نزل في بني عمرو بن عوف بقباء، فأراده أبو بكر على دخوله المدينة و ألاصه في ذلك، فقال ما أنا بداخلها حتى يقدم ابن عمي و ابنتي، يعني عليا و فاطمة )عليهما السلام(. قال قال أبو اليقظان فحدثنا رسول الله و نحن معه بقباء، عما أرادت قريش من المكر به و مبيت علي )عليه السلام( على فراشه، قال أوحى الله )عز و جل( إلى جبرئيل و ميكائيل )عليهما السلام( أني قد آخيت بينكما و جعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه فأيكما يؤثر أخاه فكلاهما كرها الموت، فأوحى الله إليهما عبدي أ لا كنتما مثل وليي علي بن أبي طالب، آخيت بينه و بين نبيي فآثره بالحياة على نفسه، ثم ظل أو قال رقد على فراشه يفديه بمهجته، اهبطا إلى الأرض كلاكما فاحفظاه من عدوه، فهبط جبرئيل فجلس عند رأسه، و ميكائيل عند رجليه، و جعل جبرئيل يقول بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب و الله )عز و جل( يباهي بك الملائكة قال فأنزل الله )عز و جل( في علي )عليه السلام( »وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ«. قال أبو عبيدة قال أبي و ابن أبي رافع ثم كتب رسول الله )صلى الله عليه و آله( إلى
مبيته على الفراش و مقام رسول الله )صلى الله عليه و آله( في الغار ثلاثا
وقيت بنفسي خير من وطئ الحصا و من طاف بالبيت العتيق و بالحجرمحمد لما خاف أن يمكروا به فوقاه ربي ذو الجلال من المكرو بت أراعيهم متى ينشرونني و قد وطنت نفسي على القتل و الأسرو بات رسول الله في الغار آمنا هناك و في حفظ الإله و في سترأقام ثلاثا ثم زمت قلائص قلائص يفرين الحصا أينما تفري
و لما ورد رسول الله )صلى الله عليه و آله( المدينة، نزل في بني عمرو بن عوف بقباء، فأراده أبو بكر على دخوله المدينة و ألاصه في ذلك، فقال ما أنا بداخلها حتى يقدم ابن عمي و ابنتي، يعني عليا و فاطمة )عليهما السلام(. قال قال أبو اليقظان فحدثنا رسول الله و نحن معه بقباء، عما أرادت قريش من المكر به و مبيت علي )عليه السلام( على فراشه، قال أوحى الله )عز و جل( إلى جبرئيل و ميكائيل )عليهما السلام( أني قد آخيت بينكما و جعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه فأيكما يؤثر أخاه فكلاهما كرها الموت، فأوحى الله إليهما عبدي أ لا كنتما مثل وليي علي بن أبي طالب، آخيت بينه و بين نبيي فآثره بالحياة على نفسه، ثم ظل أو قال رقد على فراشه يفديه بمهجته، اهبطا إلى الأرض كلاكما فاحفظاه من عدوه، فهبط جبرئيل فجلس عند رأسه، و ميكائيل عند رجليه، و جعل جبرئيل يقول بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب و الله )عز و جل( يباهي بك الملائكة قال فأنزل الله )عز و جل( في علي )عليه السلام( »وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ«. قال أبو عبيدة قال أبي و ابن أبي رافع ثم كتب رسول الله )صلى الله عليه و آله( إلى علي بن أبي طالب )عليه السلام( كتابا يأمره فيه بالمسير إليه و قلة التلوم، و كان الرسول إليه أبا واقد الليثي، فلما أتاه كتاب رسول الله )صلى الله عليه و آله( تهيأ للخروج و الهجرة، فآذن من كان معه من ضعفاء المؤمنين، فأمرهم أن يتسللوا و يتخففوا إذا ملأ الليل بطن كل واد إلى ذي طوى، و خرج علي )عليه السلام( بفاطمة بنت رسول الله )صلى الله عليه و آله( و أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، و فاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب و قد قيل هي ضباعة و تبعهم أيمن ابن أم أيمن مولى رسول الله )صلى الله عليه و آله( و أبو واقد رسول رسول الله )صلى الله عليه و آله(، فجعل يسوق بالرواحل فأعنف بهم، فقال علي )صلوات الله عليه( ارفق بالنسوة يا أبا واقد، إنهن من الضعائف. قال إني أخاف أن يدركنا الطالب أو قال الطلب فقال علي )عليه السلام( اربع عليك، فإن رسول الله )صلى الله عليه و آله( قال لي يا علي، إنهم لن يصلوا من الآن إليك بما تكرهه. ثم جعل يعني عليا )عليه السلام( يسوق بهن سوقا رفيقا و هو يرتجز و يقول
ليس إلا الله فارفع ظنكا يكفيك رب الناس ما أهمكا
و سار فلما شارف ضجنان أدركه الطلب، و عددهم سبعة فوارس من قريش مستلئمين، و ثامنهم مولى لحرب بن أمية يدعى جناحا، فأقبل علي )عليه السلام( على أيمن و أبي واقد، و قد تراءى القوم، فقال لهما أنيخا الإبل و اعقلاها، و تقدم حتى أنزل النسوة، و دنا القوم فاستقبلهم )عليه السلام( منتضيا سيفه، فأقبلوا عليه فقالوا أ ظننت أنك يا غدر ناج بالنسوة ارجع لا أبا لك. قال فإن لم أفعل قالوا لترجعن راغما، أو لنرجعن بأكثرك شعرا و أهون بك من هالك، و دنا الفوارس من النسوة و المطايا ليثوروها، فحال علي )عليه السلام( بينهم و بينها، فأهوى له جناح بسيفه، فراغ علي )عليه السلام( عن ضربته و تختله علي )عليه السلام( فضربه على عاتقه، فأسرع السيف مضيا فيه حتى مس كاثبة فرسه، فكان )عليه السلام( يشد على قدمه شد الفرس، أو الفارس على فرسه، فشد عليهم بسيفه و هو يقول
خلوا سبيل الجاهد المجاهد آليت لا أعبد غير الواحد
فتصدع عنه القوم و قالوا له اغن عنا نفسك يا ابن أبي طالب. قال فإني منطلق إلى ابن عمي رسول الله )صلى الله عليه و آله( بيثرب، فمن سره أن أفري لحمه و أريق دمه فليتعقبني أو فليدن مني. ثم أقبل على صاحبيه أيمن و أبي واقد فقال لهما أطلقا مطاياكما. ثم سار ظاهرا قاهرا حتى نزل ضجنان، فتلوم بها قدر يومه و ليلته، و لحق به نفر من المستضعفين من المؤمنين و فيهم أم أيمن مولاة رسول الله )صلى الله عليه و آله(، فظل ليلته تلك هو و الفواطم أمه فاطمة بنت أسد، و فاطمة بنت رسول الله )صلى الله عليه و آله( و فاطمة بنت الزبير طورا يصلون و طورا يذكرون الله قياما و قعودا و على جنوبهم، فلم يزالوا كذلك حتى طلع الفجر فصلى )عليه السلام( بهم صلاة الفجر، ثم سار لوجهه يجوب منزلا بعد منزل لا يفتر عن ذكر الله، و الفواطم كذلك و غيرهم ممن صحبه حتى قدموا المدينة، و قد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم بقوله )تعالى( »الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلى جُنُوبِهِمْ وَ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ« إلى قوله »فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى« الذكر علي، و الأنثى الفواطم المتقدم ذكرهن، و هن فاطمة بنت رسول الله )صلى الله عليه و آله( و فاطمة بنت أسد، و فاطمة بنت الزبير »بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ« يقول علي من فاطمة أو قال الفواطم و هن من علي »فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ أُوذُوا فِي سَبِيلِي وَ قاتَلُوا وَ قُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَ لَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ اللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ«و تلا )صلى الله عليه و آله( »وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ«. قال و قال يا علي، أنت أول هذه الأمة إيمانا بالله و رسوله، و أولهم هجرة إلى الله و رسوله، و آخرهم عهدا برسوله، لا يحبك و الذي نفسي بيده إلا مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان، و لا يبغضك إلا منافق أو كافر.
م=مجلس
ح=حديث
الروايات الثماني على التوالي هي
م9 ح43، م16 ح1و2و3و4و5و6و37
2- أخبرنا جماعة منهم الحسين بن عبيد الله، و أحمد بن عبدون، و أبو طالب بن غرور، و أبو الحسن الصقال، و أبو علي الحسن بن إسماعيل بن أشناس، قالوا حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، قال حدثنا أحمد ابن سفيان بن العباس النحوي، قال حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح، قال حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قاضي الشرقية، قال حدثني إبراهيم بن إسماعيل ابن أبي حبيبة، يعني الأشهلي، عن داود بن الحصين، عن أبي غطفان، عن ابن عباس، قال اجتمع المشركون في دار الندوة ليتشاوروا في أمر رسول الله )صلى الله عليه و آله(، فأتى جبرئيل )عليه السلام( رسول الله )صلى الله عليه و آله( و أخبره الخبر، و أمره أن لا ينام في مضجعه تلك الليلة، فلما أراد رسول الله )صلى الله عليه و آله( المبيت أمر عليا )عليه السلام( أن يبيت في مضجعه تلك الليلة، فبات علي )عليه السلام( و تغشى ببرد أخضر حضرمي كان رسول الله )صلى الله عليه و آله( ينام فيه، و جعل السيف إلى جنبه، فلما اجتمع أولئك النفر من قريش يطوفون و يرصدونه و يريدون قتله، فخرج رسول الله )صلى الله عليه و آله( و هم جلوس علىالباب، عددهم خمسة و عشرون رجلا، فأخذ حفنة من البطحاء ثم جعل يذرها على رءوسهم هو يقرأ »يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ« حتى بلغ »فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ« فقال لهم قائل ما تنظرون قد و الله خبتم و خسرتم، و الله لقد مر بكم و ما منكم رجل إلا و قد جعل على رأسه ترابا. فقالوا و الله ما أبصرناه. قال فأنزل الله )عز و جل( »وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ«.
3- حدثنا جماعة، عن أبي المفضل، قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن صفوان الإمام بأنطاكية، قال حدثنا محفوظ بن بحر، قال حدثنا الهيثم بن جميل، قال حدثنا قيس بن الربيع، عن حكيم بن جبير، عن علي بن الحسين )صلوات الله عليه( في قول الله )عز و جل( »وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ«. قال نزلت في علي )عليه السلام( حين بات على فراش رسول الله )صلى الله عليه و آله(.
4- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن العباس اليزيدي النحوي، قال حدثنا الخليل بن أسد، أبو الأسود النوشجاني، قال حدثنا أبو زيد سعيد بن أوس، يعني الأنصاري النحوي، قال كان أبو عمرو بن العلاء إذا قرأ »وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ« قال كرم الله عليا، فيه نزلت هذه الآية.
5- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، قال حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي، قال حدثنا محمد بن كثير الملائي، عن عوف الأعرابي من أهل البصرة، عن الحسن بن أبي الحسن، عنأنس بن مالك، قال لما توجه رسول الله )صلى الله عليه و آله( إلى الغار و معه أبو بكر، أمر النبي )صلى الله عليه و آله( عليا )عليه السلام( أن ينام على فراشه و يتوشح ببردته، فبات علي )عليه السلام( موطنا نفسه على القتل، و جاءت رجال قريش من بطونها يريدون قتل رسول الله )صلى الله عليه و آله(، فلما أرادوا أن يضعوا عليه أسيافهم لا يشكون أنه محمد )صلى الله عليه و آله(، فقالوا أيقظوه ليجد ألم القتل و يرى السيوف تأخذه، فلما أيقظوه و رأوه عليا )عليه السلام( تركوه و تفرقوا في طلب رسول الله )صلى الله عليه و آله(، فأنزل الله )عز و جل( »وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ«.
6- أخبرنا جماعة، قالوا أخبرنا أبو المفضل، قال حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي، قال حدثنا محمد بن عبيد المحاربي، قال حدثنا أبو يحيى التيمي، عن عبد الله بن جندب بن أبي ثابت، عن أبيه، عن مجاهد، قال فخرت عائشة بأبيها و مكانه مع رسول الله )صلى الله عليه و آله( في الغار، فقال عبد الله بن شداد بن الهاد و أين أنت من علي بن أبي طالب حيث نام في مكانه و هو يرى أنه يقتل فسكتت و لم تحر جوابا.
7- أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسن بن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد، قال حدثنا محمد بن علي بن حمزة العلوي، قال حدثني أبي، قال حدثنا الحسين بن زيد، عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، عن جعدة بن هبيرة، عن أبيه، عن أم هانئ بنت أبي طالب، قالت لما أمر الله )تعالى( نبيه )صلى الله عليه و آله( بالهجرة و أنام عليا )عليه السلام( في فراشه و وشحه ببرد له حضرمي، ثم خرج، فإذا وجوه قريش على بابه، فأخذ حفنة من تراب فذرها على رءوسهم، فلم يشعر به أحد منهم، و دخل علي بيتي، فلما أصبح أقبل علي و قال ابشري يا أم هانئ، فهذا جبرئيل )عليه السلام( يخبرني أن الله )عز و جل( قد أنجى عليا من عدوه. قالت و خرج رسول الله )صلى الله عليه و آله( مع جناح الصبح إلى غار ثور، و كان فيه ثلاثا، حتى سكن عنه الطلب، ثم أرسل إلى علي )عليه السلام( و أمره بأمره و أداء أمانته.
8 - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي سنة إحدى و عشرين و ثلاثمائة، قال حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي سنة خمسين و مائتين، قال حدثني الحسن بن حمزة أبو محمد النوفلي، قال حدثني أبي و خالي يعقوب بن الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، عن الزبير بن سعيد الهاشمي، قال حدثنيه أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر )رضي الله عنه( بين القبر و الروضة، عن أبيه و عبيد الله بن أبي رافع جميعا، عن عمار بن ياسر )رضي الله عنه( و أبي رافع مولى النبي )صلى الله عليه و آله(. قال أبو عبيدة و حدثنيه سنان بن أبي سنان أن هند بن هند بن أبي هالة الأسدي حدثه عن أبيه هند بن أبي هالة ربيب رسول الله )صلى الله عليه و آله( و أمه خديجة زوج النبي )صلى الله عليه و آله( و أخته لأمه فاطمة )صلوات الله عليها(. قال أبو عبيدة و كان هؤلاء الثلاثة هند بن هالة و أبو رافع و عمار بن ياسر جميعا يحدثون عن هجرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )صلوات الله عليه( إلى رسول الله )صلى الله عليه و آله( بالمدينة و مبيته قبل ذلك على فراشه. قال و صدر هذا الحديث عن هند بن أبي هالة، و اقتصاصه عن الثلاثة هند و عمار و أبي رافع، و قد دخل حديث بعضهم في بعض، قالوا كان الله )عز و جل( مما يمنع نبيه )صلى الله عليه و آله( بعمه أبي طالب، فما كان يخلص إليه من قومه أمر يسوؤه مدة حياته، فلما مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله )صلى الله عليه و آله( بغيتها و أصابته بعظيم من الأذى حتى تركته لقى، فقال )صلى الله عليه و آله( لأسرع ما وجدنا فقدك يا عم وصلتك رحم، فجزيت خيرا يا عم. ثم ماتت خديجة بعد أبي طالب بشهر فاجتمعبذلك على رسول الله )صلى الله عليه و آله( حزنان حتى عرف ذلك فيه. قال هند ثم انطلق ذوو الطول و الشرف من قريش إلى دار الندوة، ليأتمروا في رسول الله )صلى الله عليه و آله(، و أسروا ذلك بينهم، فقال بعضهم نبني له علما، و ينزل برجا نستودعه فيه، فلا يخلص من الصباة إليه أحد، و لا يزال في رنق من العيش حتى يتضيفه ريب المنون، و صاحب هذه المشورة العاص بن وائل و أمية و أبي ابنا خلف. و قال قائل بئس الرأي ما رأيتم، و لئن صنعتم ذلك ليتنمرن له الحدب الحميم و المولى الحليف، ثم ليأتين المواسم و الأشهر الحرم بالأمن فلينتزعن من أنشوطتكم قولوا قولكم. قال عتبة و شيبة و شركهما أبو سفيان، قالوا فإنا نرى أن نرحل بعيرا صعبا، و نوثق محمدا عليه كتافا و شدا، ثم نقصع البعير بأطراف الرماح، فيوشك أن يقطعه بين الدكادك إربا إربا. فقال صاحب رأيهم إنكم لم تصنعوا بقولكم هذا شيئا، أ رأيتم إن خلص به البعير سالما إلى بعض الأفاريق، فأخذ بقلوبهم بسحره و بيانه و طلاوة لسانه، فصبا القوم إليه، و استجابت القبائل له قبيلة فقبيلة، فليسيرن حينئذ إليكم بالكتائب و المقانب، فلتهلكن كما هلكت إياد و من كان قبلكم قولوا قولكم. فقال له أبو جهل لكن أرى لكم أن تعمدوا إلى قبائلكم العشرة، فتنتدبوا من كل قبيلة رجلا نجدا، ثم تسلحوه حساما عضبا، و تمهل الفتية حتى إذا غسق الليل و غور بيتوا بابن أبي كبيشة بياتا، فيذهب دمه في قبائل قريش جميعا، فلا يستطع بنو هاشم و بنو المطلب مناهضة قبائل قريش في صاحبهم، فيرضون حينئذ بالعقل منهم، فقال صاحب رأيهم أصبت يا أبا الحكم. ثم أقبل عليهم فقال هذا الرأي فلا تعدلوا به رأيا، و أوكئوا في ذلك أفواهكم حتى يستتب أمركم، فخرج القوم عزين، و سبقهم بالوحي بما كان من كيدهم جبرئيل )عليه السلام(، فتلا هذه الآية على رسول الله )صلى الله عليه و آله( »وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ«. فلما أخبره جبرئيل )عليه السلام( بأمر الله في ذلك و وحيه، و ما عزم له من الهجرة، دعا رسول الله )صلى الله عليه و آله( عليا )عليه السلام(، و قال له يا علي، إن الروح هبط علي بهذه الآية آنفا، يخبرني أن قريشا اجتمعوا على المكر بي و قتلي، و أنه أوحى إلي ربي )عز و جل( أن أهجر دار قومي، و أن انطلق إلى غار ثور تحت ليلتي، و أنه أمرني أن آمرك بالمبيت على ضجاعي أو قال مضجعي ليخفى بمبيتك عليه أثري، فما أنت قائل، و ما صانع فقال علي )عليه السلام( أو تسلم بمبيتي هناك يا نبي الله قال نعم، فتبسم علي )عليه السلام( ضاحكا، و أهوى إلى الأرض ساجدا، شكرا بما أنبأه رسول الله )صلى الله عليه و آله( من سلامته، و كان علي )صلوات الله عليه( أول من سجد لله شكرا، و أول من وضع وجهه على الأرض بعد سجدته من هذه الأمة بعد رسول الله )صلى الله عليه و آله(، فلمارفع رأسه قال له امض لما أمرت فداك سمعي و بصري و سويداء قلبي، و مرني بما شئت أكن فيه كمسرتك، واقع منه بحيث مرادك، و إن توفيقي إلا بالله. قال و إن ألقى عليك شبه مني، أو قال شبهي، قال إن بمعنى نعم قال فارقد على فراشي و اشتمل ببردي الحضرمي، ثم إني أخبرك يا علي أن الله )تعالى( يمتحن أولياءه على قدر إيمانهم و منازلهم من دينه، فأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأوصياء ثم الأمثل فالأمثل، و قد امتحنك يا ابن عم و امتحنني فيك بمثل ما امتحن به خليله إبراهيم و الذبيح إسماعيل، فصبرا صبرا، فإن رحمة الله قريب من المحسنين. ثم ضمه النبي )صلى الله عليه و آله( إلى صدره و بكى إليه وجدا به، و بكى علي )عليه السلام( جشعا لفراق رسول الله )صلى الله عليه و آله(. و استتبع رسول الله )صلى الله عليه و آله( أبا بكر بن أبي قحافة و هند بن أبي هالة، فأمرهما أن يقعدا له بمكان ذكره لهما من طريقه إلى الغار، و لبث رسول الله )صلى الله عليه و آله( بمكانه مع علي )عليه السلام( يوصيه و يأمره في ذلك بالصبر حتى صلى العشاءين. ثم خرج رسول الله )صلى الله عليه و آله( في فحمة العشاء الآخرة، و الرصد من قريش قد أطافوا بداره، ينتظرون أن ينتصف الليل و تنام الأعين، فخرج و هو يقرأ هذه الآية »وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ« و أخذ بيده قبضة من تراب، فرمى بها على رءوسهم، فما شعر القوم به حتى تجاوزهم، و مضى حتى أتى إلى هند و أبي بكر فنهضا معه، حتى و صلوا إلى الغار. ثم رجع هند إلى مكة بما أمره به رسول الله )صلى الله عليه و آله(، و دخل رسول الله )صلى الله عليه و آله( و أبو بكر إلى الغار، فلما غلق الليل أبوابه و أسدل أستاره و انقطع الأثر، أقبل القوم على علي )عليه السلام( يقذفونه بالحجارة و الحلم، و لا يشكون أنه رسول الله )صلى الله عليه و آله(، حتى إذا برق الفجر و أشفقوا أن يفضحهم الصبح، هجموا على علي )صلوات الله عليه(، و كانت دور مكة يومئذ سوائب لا أبواب لها، فلما بصر بهم علي )عليه السلام( قد انتضوا السيوف و أقبلوا عليه بها، و كان يقدمهم خالد بن الوليد بن المغيرة، وثب له علي )عليه السلام( فختله و همز يده، فجعل خالد يقمص قماص البكر، و يرغو رغاء الجمل، و يذعر و يصيح، و هم في عرج الدار من خلفه، و شد عليهم علي )عليه السلام( بسيفه يعني سيف خالد فأجفلوا أمامه إجفال النعم إلى ظاهر الدار، فتبصروه فإذا هو علي )عليه السلام(، فقالوا إنك لعلي قال أنا علي. قالوا فإنا لم نردك، فما فعل صاحبك قال لا علم لي به، و قد كان علم يعني عليا )عليه السلام( أن الله )تعالى( قد أنجى نبيه )صلى الله عليه و آله( بما كان أخبره من مضيه إلى الغار و اختبائه فيه، فأذكت قريش عليه العيون، و ركبت في طلبه الصعب و الذلول، و أمهل علي )صلوات الله عليه( حتى إذا أعتم من الليلة القابلة انطلق هو و هند بن أبي هالة حتى دخلا على رسول الله )صلى الله عليه و آله( في الغار، فأمر رسول الله )صلى الله عليه و آله( هندا أن يبتاع له و لصاحبه بعيرين، فقال أبو بكر قد كنت أعددت لي و لك يا نبي الله راحلتين نرتحلهما إلى يثرب. فقال إني لا آخذهما و لا أحدهما إلا بالثمن. قال فهي لك بذلك، فأمر )صلى الله عليه و آله( عليا )عليه السلام( فأقبضه الثمن، ثم أوصاه بحفظ ذمته و أداء أمانته. و كانت قريش تدعو محمدا )صلى الله عليه و آله( في الجاهلية الأمين، و كانت تستودعه و تستحفظه أموالها و أمتعتها، و كذلك من يقدم مكة من العرب في الموسم، و جاءته النبوة و الرسالة و الأمر كذلك، فأمر عليا )عليه السلام( أن يقيم صارخا يهتف بالأبطح غدوة و عشيا ألا من كان له قبل محمد أمانة أو وديعة فليأت فلتؤد إليه أمانته. قال و قال النبي )صلى الله عليه و آله( إنهم لن يصلوا من الآن إليك يا علي بأمر تكرهه حتى تقدم علي، فأد أمانتي على أعين الناس ظاهرا، ثم إني مستخلفك على فاطمة ابنتي و مستخلف ربي عليكما و مستحفظه فيكما، و أمره أن يبتاع رواحل له و للفواطم، و من أزمع للهجرة معه من بني هاشم. قال أبو عبيدة فقلت لعبيد الله يعني ابن أبي رافع أ و كان رسول الله )صلى الله عليه و آله( يجد ما ينفقه هكذا فقال إني سألت أبي عما سألتني، و كان يحدث بهذا الحديث، فقال فأين يذهب بك عن مال خديجة )عليها السلام( و قال إن رسول الله )صلى الله عليه و آله( قال ما نفعني مال قط مثل ما نفعني مال خديجة )عليها السلام(، و كان رسول الله )صلى الله عليه و آله( يفك من مالها الغارم و العاني و يحمل الكل، و يعطي في النائبة، و يرفد فقراء أصحابه إذ كان بمكة، و يحمل من أراد منهم الهجرة، و كانت قريش إذا رحلت عيرها في الرحلتين يعني رحلة الشتاء و الصيف كانت طائفة من العير لخديجة، و كانت أكثر قريش مالا، و كان )صلى الله عليه و آله( ينفق منه ما شاء في حياتها ثم ورثها هو و ولدها بعد مماتها. قال و قال رسول الله )صلى الله عليه و آله( لعلي و هو يوصيه و إذا أبرمت ما أمرتك فكن على أهبة الهجرة إلى الله و رسوله، و سر إلي لقدوم كتابي إليك، و لا تلبث بعده. و انطلق رسول الله )صلى الله عليه و آله( لوجهه يؤم المدينة، و كان مقامه في الغار ثلاثا، و مبيت علي )صلوات الله عليه( على الفراش أول ليلة. قال عبيد الله بن أبي رافع و قد قال علي بن أبي طالب )عليه السلام( شعرا يذكر فيهمبيته على الفراش و مقام رسول الله )صلى الله عليه و آله( في الغار ثلاثا
وقيت بنفسي خير من وطئ الحصا و من طاف بالبيت العتيق و بالحجرمحمد لما خاف أن يمكروا به فوقاه ربي ذو الجلال من المكرو بت أراعيهم متى ينشرونني و قد وطنت نفسي على القتل و الأسرو بات رسول الله في الغار آمنا هناك و في حفظ الإله و في سترأقام ثلاثا ثم زمت قلائص قلائص يفرين الحصا أينما تفري
و لما ورد رسول الله )صلى الله عليه و آله( المدينة، نزل في بني عمرو بن عوف بقباء، فأراده أبو بكر على دخوله المدينة و ألاصه في ذلك، فقال ما أنا بداخلها حتى يقدم ابن عمي و ابنتي، يعني عليا و فاطمة )عليهما السلام(. قال قال أبو اليقظان فحدثنا رسول الله و نحن معه بقباء، عما أرادت قريش من المكر به و مبيت علي )عليه السلام( على فراشه، قال أوحى الله )عز و جل( إلى جبرئيل و ميكائيل )عليهما السلام( أني قد آخيت بينكما و جعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه فأيكما يؤثر أخاه فكلاهما كرها الموت، فأوحى الله إليهما عبدي أ لا كنتما مثل وليي علي بن أبي طالب، آخيت بينه و بين نبيي فآثره بالحياة على نفسه، ثم ظل أو قال رقد على فراشه يفديه بمهجته، اهبطا إلى الأرض كلاكما فاحفظاه من عدوه، فهبط جبرئيل فجلس عند رأسه، و ميكائيل عند رجليه، و جعل جبرئيل يقول بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب و الله )عز و جل( يباهي بك الملائكة قال فأنزل الله )عز و جل( في علي )عليه السلام( »وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ«. قال أبو عبيدة قال أبي و ابن أبي رافع ثم كتب رسول الله )صلى الله عليه و آله( إلى
مبيته على الفراش و مقام رسول الله )صلى الله عليه و آله( في الغار ثلاثا
وقيت بنفسي خير من وطئ الحصا و من طاف بالبيت العتيق و بالحجرمحمد لما خاف أن يمكروا به فوقاه ربي ذو الجلال من المكرو بت أراعيهم متى ينشرونني و قد وطنت نفسي على القتل و الأسرو بات رسول الله في الغار آمنا هناك و في حفظ الإله و في سترأقام ثلاثا ثم زمت قلائص قلائص يفرين الحصا أينما تفري
و لما ورد رسول الله )صلى الله عليه و آله( المدينة، نزل في بني عمرو بن عوف بقباء، فأراده أبو بكر على دخوله المدينة و ألاصه في ذلك، فقال ما أنا بداخلها حتى يقدم ابن عمي و ابنتي، يعني عليا و فاطمة )عليهما السلام(. قال قال أبو اليقظان فحدثنا رسول الله و نحن معه بقباء، عما أرادت قريش من المكر به و مبيت علي )عليه السلام( على فراشه، قال أوحى الله )عز و جل( إلى جبرئيل و ميكائيل )عليهما السلام( أني قد آخيت بينكما و جعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه فأيكما يؤثر أخاه فكلاهما كرها الموت، فأوحى الله إليهما عبدي أ لا كنتما مثل وليي علي بن أبي طالب، آخيت بينه و بين نبيي فآثره بالحياة على نفسه، ثم ظل أو قال رقد على فراشه يفديه بمهجته، اهبطا إلى الأرض كلاكما فاحفظاه من عدوه، فهبط جبرئيل فجلس عند رأسه، و ميكائيل عند رجليه، و جعل جبرئيل يقول بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب و الله )عز و جل( يباهي بك الملائكة قال فأنزل الله )عز و جل( في علي )عليه السلام( »وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ«. قال أبو عبيدة قال أبي و ابن أبي رافع ثم كتب رسول الله )صلى الله عليه و آله( إلى علي بن أبي طالب )عليه السلام( كتابا يأمره فيه بالمسير إليه و قلة التلوم، و كان الرسول إليه أبا واقد الليثي، فلما أتاه كتاب رسول الله )صلى الله عليه و آله( تهيأ للخروج و الهجرة، فآذن من كان معه من ضعفاء المؤمنين، فأمرهم أن يتسللوا و يتخففوا إذا ملأ الليل بطن كل واد إلى ذي طوى، و خرج علي )عليه السلام( بفاطمة بنت رسول الله )صلى الله عليه و آله( و أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، و فاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب و قد قيل هي ضباعة و تبعهم أيمن ابن أم أيمن مولى رسول الله )صلى الله عليه و آله( و أبو واقد رسول رسول الله )صلى الله عليه و آله(، فجعل يسوق بالرواحل فأعنف بهم، فقال علي )صلوات الله عليه( ارفق بالنسوة يا أبا واقد، إنهن من الضعائف. قال إني أخاف أن يدركنا الطالب أو قال الطلب فقال علي )عليه السلام( اربع عليك، فإن رسول الله )صلى الله عليه و آله( قال لي يا علي، إنهم لن يصلوا من الآن إليك بما تكرهه. ثم جعل يعني عليا )عليه السلام( يسوق بهن سوقا رفيقا و هو يرتجز و يقول
ليس إلا الله فارفع ظنكا يكفيك رب الناس ما أهمكا
و سار فلما شارف ضجنان أدركه الطلب، و عددهم سبعة فوارس من قريش مستلئمين، و ثامنهم مولى لحرب بن أمية يدعى جناحا، فأقبل علي )عليه السلام( على أيمن و أبي واقد، و قد تراءى القوم، فقال لهما أنيخا الإبل و اعقلاها، و تقدم حتى أنزل النسوة، و دنا القوم فاستقبلهم )عليه السلام( منتضيا سيفه، فأقبلوا عليه فقالوا أ ظننت أنك يا غدر ناج بالنسوة ارجع لا أبا لك. قال فإن لم أفعل قالوا لترجعن راغما، أو لنرجعن بأكثرك شعرا و أهون بك من هالك، و دنا الفوارس من النسوة و المطايا ليثوروها، فحال علي )عليه السلام( بينهم و بينها، فأهوى له جناح بسيفه، فراغ علي )عليه السلام( عن ضربته و تختله علي )عليه السلام( فضربه على عاتقه، فأسرع السيف مضيا فيه حتى مس كاثبة فرسه، فكان )عليه السلام( يشد على قدمه شد الفرس، أو الفارس على فرسه، فشد عليهم بسيفه و هو يقول
خلوا سبيل الجاهد المجاهد آليت لا أعبد غير الواحد
فتصدع عنه القوم و قالوا له اغن عنا نفسك يا ابن أبي طالب. قال فإني منطلق إلى ابن عمي رسول الله )صلى الله عليه و آله( بيثرب، فمن سره أن أفري لحمه و أريق دمه فليتعقبني أو فليدن مني. ثم أقبل على صاحبيه أيمن و أبي واقد فقال لهما أطلقا مطاياكما. ثم سار ظاهرا قاهرا حتى نزل ضجنان، فتلوم بها قدر يومه و ليلته، و لحق به نفر من المستضعفين من المؤمنين و فيهم أم أيمن مولاة رسول الله )صلى الله عليه و آله(، فظل ليلته تلك هو و الفواطم أمه فاطمة بنت أسد، و فاطمة بنت رسول الله )صلى الله عليه و آله( و فاطمة بنت الزبير طورا يصلون و طورا يذكرون الله قياما و قعودا و على جنوبهم، فلم يزالوا كذلك حتى طلع الفجر فصلى )عليه السلام( بهم صلاة الفجر، ثم سار لوجهه يجوب منزلا بعد منزل لا يفتر عن ذكر الله، و الفواطم كذلك و غيرهم ممن صحبه حتى قدموا المدينة، و قد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم بقوله )تعالى( »الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلى جُنُوبِهِمْ وَ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ« إلى قوله »فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى« الذكر علي، و الأنثى الفواطم المتقدم ذكرهن، و هن فاطمة بنت رسول الله )صلى الله عليه و آله( و فاطمة بنت أسد، و فاطمة بنت الزبير »بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ« يقول علي من فاطمة أو قال الفواطم و هن من علي »فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ أُوذُوا فِي سَبِيلِي وَ قاتَلُوا وَ قُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَ لَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ اللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ«و تلا )صلى الله عليه و آله( »وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ«. قال و قال يا علي، أنت أول هذه الأمة إيمانا بالله و رسوله، و أولهم هجرة إلى الله و رسوله، و آخرهم عهدا برسوله، لا يحبك و الذي نفسي بيده إلا مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان، و لا يبغضك إلا منافق أو كافر.
م=مجلس
ح=حديث
الروايات الثماني على التوالي هي
م9 ح43، م16 ح1و2و3و4و5و6و37
تعليق