إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

من يعرف من صاحب هالصورة يعلمني ضروري جدا

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من يعرف من صاحب هالصورة يعلمني ضروري جدا

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد واله الطاهرين


    اخواني اخواتي الكرام

    ممكن طلب بسيط


    ابي احد يعلمن من صاحب هالصور


    ضروري ابي اعرف




  • #2
    هذه صورة العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي قدس الله نفسه الزكية

    صاحب كتاب تفسير الميزان...وكتب اخرى

    توفي من قرابة 30 سنة تقريبا(اذا لم تخني الذاكرة)

    وهو مدفون في قم المقدسة بجوار المعصومة سلام الله عليها

    تعليق


    • #3
      شكرا لك اخي الكريم

      ولا حرمنا الله منكم

      تعليق


      • #4
        رحم الله علماءنا الماضيين
        كتاب الميزان تفسير لا يستغني عنه اي عالم أو مثقف في عصرنا هذا
        مسوسوعة مفيدة للغاية

        تعليق


        • #5
          اللهم صل على إمام الزمان وعجل فرجه وسهل مخرجه

          العلامة‌ الطباطبائي‌



          كان‌ العلامة‌ السيد محمد حسين‌ الطباطبائي‌ واحداً من‌ ثلة‌ من‌ المفكرين‌ لاتتجاوز عدد الاصابع‌ نهضت‌ في‌ النصف‌ الثاني‌ من‌ القرن‌ الرابع‌ عشر الهجري‌ بمشروع‌ اعادة‌ بناء العلوم‌ الاسلامية‌، وصياغة‌ الموقف‌ النظري‌ للاسلام‌ حيال‌ مقتضيات‌ العصر. وقد تميزت‌ جهوده‌ في‌ هذا الميدان‌ بالعمق‌ والابتكار والاصالة‌، عمقاً وابتكاراً يعيد للعقل‌ الاسلامي‌ هيبته‌ ودقته‌ في‌ البحث‌ والتحليل‌، التي‌ عرفها هذا العقل‌ علي‌' يد فلاسفة‌ الاسلام‌ الكبار أمثال‌ الفارابي‌ وابن‌ سينا والسهروردي‌ وصدر الدين‌ الشيرازي‌، وأصالةً تنعطف‌ بهذا العقل‌ بصرامة‌ ليلتحم‌ بمعطيات‌ الكتاب‌ والسنة‌، ويتعاضد لديه‌ الوحي‌ والبرهان‌.

          لقد تفرد منهج‌ الطباطبائي‌ في‌ تجديد العلوم‌ الاسلامية‌، خاصة‌ علوم‌ الحكمة‌ والقرا´ن‌ بمداليل‌ قد لانعثر عليها مجتمعة‌ في‌ أعمال‌ من‌ عاصروه‌ من‌ المفكرين‌ الاسلاميين‌، وهي‌ تعبر بتمامها عن‌ سمات‌ توفر عليها انتاج‌ هذا الفيلسوف‌ المسلم‌ وتكاملت‌ متواشجة‌ مع‌ بعضها لتؤلف‌ من‌ ابداع‌ الطباطبائي‌ نموذجاً متميزاً لم‌ يأتلف‌ معاً لدي‌' مفكر غيره‌.

          لكن‌ عدة‌ عوامل‌ تظافرت‌ فحجبت‌ الطباطبائي‌ عنا وعن‌ الكثير من‌ معاصريه‌، يتمثل‌ العامل‌
          الاول‌ منها بـ «حجاب‌ المعاصرة‌» كما يسميه‌ بعض‌ الباحثين‌، فابداع‌ ابن‌ خلدون‌ ظل‌ مجهولاً قروناً عديدة‌، بينما ا´ثاره‌ يتداولها المسلمون‌ من‌ قدون‌ وعي‌ لما تنطوي‌ عليه‌، وهكذا مكث‌ الابداع‌ الفلسفي‌ لصدر الدين‌ الشيرازي‌ راقداً علي‌' أرفف‌ المكتبات‌ مدة‌ تناهز القرنين‌ حتي‌' جاء الفيلسوف‌ ملا علي‌ النوري‌ المتوفي‌ سنة‌ 1246ه فأفصح‌ عن‌ شي‌ء من‌ ابداعه‌ لمدرسي‌ وطلاب‌ علوم‌ الحكمة‌ في‌ الحوزة‌ العلمية‌ باصفهان‌. ويتمثل‌ العامل‌ الثاني‌ باللغة‌ العلمية‌ الدقيقة‌ التي‌ كتب‌ فيها العلامة‌ الطباطبائي‌ مؤلفاته‌ والتي‌ تحاكي‌ البيان‌ المعروف‌ في‌ التراث‌ الفلسفي‌، وهو بيان‌ لم‌ يألفه‌ المتعلم‌ اليوم‌ فضلاً عن‌ عامة‌ القراء، ويتمثل‌ العامل‌ الثالث‌ بمحدودية‌ نشر ا´ثار الطباطبائي‌، وتأخر تعريب‌ أهم‌ اثاره‌ في‌ الفلسفة‌ «أصول‌ الفلسفة‌ والمذهب‌ الواقعي‌» الي‌' اليوم‌،فيما يعتبر الاقصاء الطائفي‌ والعرقي‌ الذي‌ ذهب‌ ضحيته‌ انتاج‌ الطباطبائي‌ و غيره‌ عاملاً مهماً في‌ هذا التناسي‌.

          محطات‌ حياة‌ العلامة‌ الطباطبائي‌

          ولد الطباطبائي‌ في‌ اسرة‌ علمية‌ مشهورة‌ في‌ تبريز سنة‌ 1321ه ، واكتوي‌' بمرارة‌ اليُتم‌ باكراً، ففقد أمه‌ وهو في‌ الخامسة‌ من‌ عمره‌ وبعدها بأربع‌ سنوات‌ فقد أباه‌، وبقي‌ هو وأخوه‌ السيد محمد حسن‌ القاضي‌ الطباطبائي‌ تحت‌ كفالة‌ وصي‌ أبيه‌ الذي‌ كان‌ يرعاهما برفق‌، وامتدت‌ حياته‌ الي‌' سنة‌ 1402ه ، تنقل‌ خلالها في‌ محطات‌ أربع‌ نوجزها كما يلي‌:

          الاولي‌': مرحلة‌ التكوين‌

          تبدأ بولادته‌ وتنتهي‌ بهجرته‌ من‌ تبريز الي‌' النجف‌ الاشرف‌ سنة‌ 1344ه ، وقد اتسمت‌ هذه‌ المرحلة‌ من‌ حياته‌ بمعاناة‌ وألم‌ اليتم‌، حتي‌' انه‌ عندما انخرط‌ في‌ دراسة‌ علم‌ الصرف‌ والنحو لم‌ يجد في‌ نفسه‌ رغبة‌ في‌ مواصلة‌ التحصيل‌ والدراسة‌، وأمضي‌' أربع‌ سنوات‌ من‌ عمره‌ يقرأ من‌ دون‌ أن‌ يفهم‌ ماذا قرأ، أما بعد ذلك‌ فيقول‌: (ولكني‌ انقلبت‌ فجأة‌ بعد أن‌ شملتني‌ العناية‌ الالهية‌، بحيث‌ وجدت‌ نفسي‌ فاهماً مجداً مدفوعاً بنبض‌ داخلي‌ خاص‌ الي‌' تحصيل‌ الكمال‌. فمنذ ذلك‌ الوقت‌ الي‌' اخريات‌ أيام‌ دراستي‌ التي‌ استمرت‌ زهاء سبع‌ عشرة‌ سنة‌ ماكسلت‌ وماتوانيت‌ في‌ طلب‌ العلم‌، حتي‌' نسيت‌ حوادث‌ الدهر وملذات‌ الحياة‌ وتعاستها، وانقطعت‌ عن‌ كل‌ أحد وكل‌ شي‌ء باستثناء أهل‌ العلم‌، مقتصراً في‌ حياتي‌ علي‌' الحد الادني‌' مقتنعاً بالضروريات‌ من‌ لوازم‌ الحياة‌، صارفاً ماتبقي‌' من‌ الوقت‌ في‌ المطالعة‌، ووقفت‌ نفسي‌ للدرس‌ والتعليم‌ وبث‌ معارف‌ الاسلام‌ وتربية‌ الطلاب‌. وطالما قضيت‌ الليل‌ في‌ القراءة‌ حتي‌' شروق‌ الشمس‌ خصوصاً في‌ فصلي‌ الربيع‌ والصيف‌. وحين‌ كان‌ يعترضني‌ اشكال‌ علمي‌ كنت‌ أجهد لمعالجته‌ وحله‌ بكل‌ الوسائل‌ والسبل‌. وكم‌ معضلة‌ حلت‌ لي‌ خلال‌ مطالعاتي‌، وكنت‌ أقرأ درس‌ الغد قبل‌ مجي‌ء يومه‌ فلا تبقي‌' لي‌ مشكلة‌ عندما اواجه‌ الاستاذ).

          الثانية‌: مرحلة‌ النضوج‌ الفلسفي‌ والعلمي‌

          تبدأ هذه‌ المرحلة‌ بهجرته‌ من‌ تبريز الي‌' النجف‌ الاشرف‌ سنة‌ 1344ه ، وتنتهي‌ بعودته‌ من‌ النجف‌ الي‌ تبريز سنة‌ 1354ه وتعتبر هذه‌ المرحلة‌ أخصب‌ مرحلة‌ تكامل‌ فيها البعد الفلسفي‌ والعرفاني‌ والعلمي‌ في‌شخصية‌ الطباطبائي‌، بعد أن‌ احتضنته‌ في‌ الحوزة‌ العلمية‌ في‌ النجف‌ مجموعة‌ من‌ الاساتذة‌ الكبار، والذين‌ نبغ‌ كل‌ واحد منهم‌ في‌ حقل‌ أو أكثر من‌ حقول‌ التراث‌ الاسلامي‌ الغنية‌، فكان‌ الحكيم‌ والفيلسوف‌ السيد حسين‌ البادكوبي‌ (1293ـ1358ه ) استاذه‌ في‌ الفلسفة‌، تتلمذ علي‌' يديه‌ ست‌ سنوات‌، درس‌ فيها «منظومة‌ السبزواري‌» و «الاسفار الاربعة‌» و «المشاعر» لملا صدرا، و «الشفاء» لابن‌ سينا، وكتاب‌ «أثولوجيا» لارسطو، و «التمهيد» لابن‌ تركه‌، و «الاخلاق‌» لابن‌ مسكويه‌.

          وكان‌ لاستاذه‌ البادكوبي‌ أثر عميق‌ في‌ تنمية‌ المنحي‌' العقلي‌ في‌ شخصيته‌ وترسيخ‌ النزعة‌ البرهانية‌ في‌ تفكيره‌، ولذلك‌ وجهه‌ الي‌' دراسة‌ الرياضيات‌ ولم‌ يقتصر علي‌' تدريسه‌ الفلسفة‌ فحسب‌، فاختار له‌ أحد العلماء البارعين‌ في‌ العلوم‌ الرياضية‌ يومئذ في‌ النجف‌ وهو السيدأبو القاسم‌ الخونساري‌ وأمره‌ أن‌ يحضر دروسه‌، فقرأ عليه‌ دورة‌ كاملة‌ في‌ الرياضيات‌ «الحساب‌ الاستدلالي‌، والجبر الاستدلالي‌، والهندسة‌ المسطحة‌ والفضائية‌».

          وساقه‌ التوفيق‌ لان‌ يحظي‌' برعاية‌ خاصة‌ من‌ فيلسوف‌ وأصولي‌ ا´خر وهو الشيخ‌ محمد حسين‌ الاصفهاني‌ (1296ـ1361ه) الذي‌ ظل‌ ملازماً له‌ مدة‌ تناهز العشر سنوات‌، أكمل‌ في‌ ست‌ سنوات‌ منها دورة‌ كاملة‌ في‌ أصول‌ الفقه‌، فيما مكث‌ في‌ درسه‌ الفقهي‌ أربع‌ سنوات‌ وكان‌ الطباطبائي‌ يصف‌ مقدار استفادته‌ من‌ دروس‌ استاذه‌ الاصفهاني‌ قائلاً: (في‌ المدة‌ التي‌ حضرت‌ فيها دروسه‌ استغنيت‌ عن‌ غيره‌). كذلك‌ أفاد من‌ أصولي‌ بارع‌ ا´خر وهو الشيخ‌ محمد حسين‌ النائيني‌، الذي‌ لازمه‌ لثماني‌ سنوات‌ أنهي‌' خلالها دورة‌ كاملة‌ في‌ أصول‌ الفقه‌ مضافاً الي‌' حضوره‌ دروسه‌ الفقهية‌.وانفتح‌ علي‌' غير هؤلاء الاساتذة‌ أيضاً، فحضر فترة‌ محدودة‌ الدروس‌ الفقهية‌ للسيد أبي‌ الحسن‌ الاصفهاني‌، كما وفق‌ لتعلم‌ «كليات‌ علم‌ الرجال‌» عند الحجة‌ الكوهكمري‌ .

          وكان‌ للطباطبائي‌ لقاء مع‌ استاذ ا´خر استلهم‌ من‌ اخلاقه‌ وتعاليمه‌ وارتياضه‌ أعمق‌ تجربة‌ روحية‌ في‌ السير والسلوك‌، مضافاً الي‌' استلهام‌ اسلوب‌ تفسير القرا´ن‌ بالقرا´ن‌ وفقه‌ الحديث‌ من‌ منهجه‌، وهذا الاستاذ هو السيد الميرزا علي‌ القاضي‌ الطباطبائي‌ (1285ـ1366ه). المعروف‌ بأنه‌ (فريد عصره‌ في‌ تهذيب‌ النفس‌، والاخلاق‌، والسير والسلوك‌، وكافة‌ المعارف‌ الالهية‌، والواردات‌ القلبية‌، والمكاشفات‌ الغيبية‌ السبحانية‌ والمشاهدات‌ العينية‌)، وهو تلميذ السيد أحمد الكربلائي‌ الطهراني‌ والاخير تلميذ المولي‌' حسين‌ قلي‌ الهمداني‌ رائد المدرسة‌ السلوكية‌ الحديثة‌ في‌ الحوزة‌ العلمية‌ في‌ النجف‌.

          تعهد السيد علي‌ القاضي‌ تعليم‌ وتربية‌ نخبة‌ من‌ التلامذة‌ في‌ النجف‌، من‌ أبرزهم‌ السيد محمد حسين‌ الطباطبائي‌ وأخوه‌ السيد محمد حسن‌ الهي‌ القاضي‌ الطباطبائي‌، وقد استأثر به‌ هذان‌ الاخوان‌ واستلهما منه‌ منهج‌ السير والسلوك‌، كذلك‌ تعلم‌ السيد محمد حسين‌ الطباطبائي‌ من‌ استاذه‌ السيد القاضي‌ منهجاً جديداً في‌ التفسير وظّفه‌ فيما بعد في‌ تفسيره‌ الميزان‌، كما ينص‌ علي‌' ذلك‌ بقوله‌: (علمني‌ المرحوم‌ القاضي‌ اسلوب‌ تفسير الا´ية‌ بالا´ية‌، وأنا في‌ التفسير أقتفي‌ أثره‌ وأتبع‌ طريقته‌، وقد كان‌ ذا ذهن‌ واسع‌ وواضح‌ في‌ فهم‌ معاني‌ الروايات‌ الواردة‌ عن‌ الائمة‌ المعصومين‌، كذلك‌ تعلمت‌ منه‌ طريقة‌ فهم‌ الاحاديث‌ أي‌ فقه‌ الحديث‌).

          الثالثة‌: مرحلة‌ العمل‌ بالفلاحة‌

          تبدأ هذه‌ المرحلة‌ من‌ حياة‌ العلامة‌ الطباطبائي‌ لمّا اضطر للعودة‌ الي‌' موطنه‌ تبريز من‌ النجف‌ اثر تدهور أحواله‌ الاقتصادية‌ سنة‌ 1354ه ، وانصرافه‌ للعمل‌ فلاحاً في‌ زراعة‌ الارض‌ ومكث‌ في‌ مزاولة‌ هذه‌ المهنة‌ الي‌' سنة‌ 1365ه أي‌ مايزيد علي‌' عشرة‌ أعوام‌ ودراسة‌ هذه‌ الحقبة‌ من‌ حياة‌ هذا الفيلسوف‌ تضي‌ء لنا بعداً ا´خر في‌ شخصية‌ الطباطبائي‌ من‌ النادر أن‌ نعثر عليه‌ في‌ حياة‌ فيلسوف‌ ا´خر في‌ الشرق‌ أو الغرب‌، اذ ربما نعثر علي‌' بعض‌ الفلاسفة‌ الذين‌ اختاروا طريق‌ العزلة‌ وانفردوا في‌ صومعة‌، بعيداً عن‌ صخب‌ الحياة‌ وألفوا التقشف‌ والفاقة‌ مثلما يفعله‌ بعض‌ الصوفية‌ في‌ خانقاهاتهم‌ والرهبان‌ في‌ أديرتهم‌، لكن‌ لم‌ نلتق‌ بفيلسوف‌ عارف‌ فقيه‌ أصولي‌ كالعلامة‌ الطباطبائي‌ ينخرط‌ في‌ مهنة‌ شاقة‌ كالفلاحة‌ وينصرف‌ عن‌ مطالعاته‌ ودروسه‌ ويعيش‌ مع‌ الارض‌، بعيداً عن‌ حاضرته‌ العلمية‌. ان‌ علينا أن‌ نقف‌ وقفة‌ متأنية‌ كيما نتعلم‌ أشياء كثيرة‌ من‌ هذا الموقف‌ المدهش‌ الذي‌ يستعيد تجربة‌ أمير المؤمنين‌ علي‌ بن‌ أبي‌ طالب‌ عليه‌ السلام‌ يوم‌ كان‌ يدير جهاز الخلافة‌ في‌ الكوفة‌ بيد فيما لاتغيب‌ يده‌ الاخري‌' عن‌ الفلاحة‌ والتعاون‌ مع‌ صاحبه‌ ميثم‌ في‌ حانوته‌ لبيع‌ التمر. ان‌ تجربة‌ العلامة‌ الطباطبائي‌ وان‌ كانت‌ خسارة‌ فادحة‌ بالمعايير العلمية‌ كما يحكي‌ لنا هو ذلك‌ (ففي‌ الحقيقة‌ كانت‌ تلك‌ الايام‌ أياماً تعيسة‌ في‌ حياتي‌ لاني‌ بسبب‌ الحاجة‌ الماسة‌ للاعاشة‌ ولامرار شؤون‌ الحياة‌ انشغلت‌ عن‌ التفكر والدراسة‌ والتدريس‌ الا من‌ النزر اليسير واشتغلت‌ بالفلاحة‌ لتأمين‌ معاشي‌). بيد أن‌ هذه‌ التجربة‌ تفصح‌ لنا عن‌ ان‌ (العلامة‌ الطباطبائي‌ وصل‌ من‌ حيث‌ الكمالات‌ الروحية‌ الي‌' حد التجرد البرزخي‌، حتي‌' استطاع‌ ان‌ يشاهد صور عالم‌ الغيب‌، الذي‌ لايمكن‌ للافراد العاديين‌ مشاهدتها)، حسب‌ تعبير تلميذه‌ الشهيد المطهري‌، وهي‌ تجربة‌ لاأحسبها تتكرر في‌ عصرنا الذي‌ أضحي‌' فيه‌ الكثير من‌ المثقفين‌ وطلاب‌ العلوم‌ الاسلامية‌ والمتعالمين‌ غرباء عن‌ مثل‌ هذه‌ التجارب‌ الروحية‌ العميقة‌.

          الرابعة‌: مرحلة‌ تأسيس‌ مدرسة‌ قم‌ القرا´نية‌ والفلسفية‌ والسلوكية‌

          تبدأ هذه‌ المرحلة‌ بهبوط‌ العلامة‌ الطباطبائي‌ في‌ الحوزة‌ العلمية‌ في‌ قم‌ سنة‌ 1365ه وتتواصل‌ الي‌' وفاته‌ في‌ 18 محرم‌ الحرام‌ 1402ه ، وهي‌ مرحلة‌ زاخرة‌ بالعطاء والانتاج‌ الغزير في‌ عدة‌ حقول‌، توزعت‌ علي‌' التدريس‌ والتربية‌ والتأليف‌، ففي‌ حقل‌ التدريس‌ وجد الحوزة‌ العلمية‌ في‌ قم‌ تعاني‌ من‌ فراغ‌ في‌ دراسة‌ التفسير وعلوم‌ القرا´ن‌، فباشر بتدريس‌ تفسير القرا´ن‌ وافتتح‌ بعمله‌ هذا باباً واسعاً للدراسات‌ القرا´نية‌ والتفسير في‌ الحوزة‌ العلمية‌، وأحيا حضور القرا´ن‌ في‌ حلقات‌ الدرس‌ الحوزوي‌ بعد أن‌ ظل‌ مهجوراً مدة‌ ليست‌ قصيرة‌. كذلك‌ لاحظ‌ فراغاً ا´خر في‌ هذه‌ الحاضرة‌ العلمية‌ يتمثل‌ في‌ ندرة‌ الدراسات‌ الفلسفية‌ والعقائدية‌، بينما تتعاظم‌ يوماً بعد ا´خر الدعوة‌ للفلسفة‌ المادية‌ في‌ مختلف‌ أقاليم‌ العالم‌ الاسلامي‌، حتي‌' بلغت‌ اشعاعاتها الحوزات‌ العلمية‌، فشرع‌ في‌ تدريس‌ الفلسفة‌ وتوافد عدد لايستهان‌ به‌ من‌ التلامذة‌ النابهين‌ الي‌' حلقات‌ دروسه‌، ثم‌ أسس‌ بعد فترة‌ ما سنصطلح‌ عليه‌ بـ«حلقة‌ قم‌ الفلسفية‌»، وبموازاة‌ ذلك‌ عني‌' الطباطبائي‌ عناية‌ فائقة‌ بتربية‌ تلامذته‌ وتزكيتهم‌، عبر تجربته‌ الخاصة‌ في‌ الارتياض‌ وما استقاه‌ من‌ قواعد السير والسلوك‌ من‌ استاذه‌ السيد علي‌ القاضي‌ في‌ النجف‌ الاشرف‌ فكان‌ يواظب‌ علي‌' تدريس‌ خاصة‌ تلامذته‌ (رسالة‌ السير والسلوك‌) المنسوبة‌ للسيد بحر العلوم‌، حتي‌' اذا فرغ‌ منها عاد ليستأنف‌ تدريسها من‌ جديد، وقد حرص‌ تلميذه‌ السيد محمد حسين‌ الطهراني‌ علي‌' تقرير هذه‌ الدروس‌ في‌ عام‌ 1368ـ1369ه ، لما تشرف‌ بحضورها، ثم‌ نشرها فيما بعد تحت‌ عنوان‌ (رسالة‌ لب‌ اللباب‌ في‌ سير وسلوك‌ أولي‌ الالباب‌) .

          وحاول‌ العلامة‌ الطباطبائي‌ ان‌ ينخرط‌ في‌ تدريس‌ بحث‌ خارج‌ الفقه‌ والاصول‌ في‌ الفترة‌ الاولي‌' من‌ قدومه‌ الي‌' قم‌، فشرع‌ بتدريس‌ كتاب‌ «الصوم‌» في‌ الفقه‌، مضافاً الي‌' تدريس‌ أصول‌ الفقه‌ أيضاً، ودون‌ نظرياته‌ وا´راءه‌ النقدية‌ الجديدة‌ في‌ «تعليقته‌ علي‌' كفاية‌ الاصول‌» التي‌ نقض‌ فيها المرتكزات‌ العقلية‌ للفكر الاصولي‌ في‌ ضوء مااكتشفه‌ من‌ اختلاف‌ الادراكات‌ الحقيقية‌ والاعتبارية‌. الا ان‌ تدريسه‌ للفقه‌ والاصول‌ لم‌ يدم‌ طويلاً بسبب‌ وفرة‌ الاساتذة‌ في‌ هذين‌ العلمين‌، وندرة‌ الاساتذة‌ في‌ علوم‌ التفسير والحكمة‌ والعقيدة‌، فكثف‌ جهوده‌ العلمية‌ في‌ هذه‌ العلوم‌ خاصة‌ وأنجز في‌ كل‌ واحدة‌ منها ابداعات‌ باهرة‌.

          أما في‌ حقل‌ التأليف‌ فقد انصبت‌ جهوده‌ علي‌' تدوين‌ تفسيره‌ الشهير «الميزان‌ في‌ تفسير القرا´ن‌» والذي‌ تواصل‌ عمله‌ فيه‌ عشرين‌ عاماً انتهت‌ في‌ (ليلة‌ القدر المباركة‌ الثالثة‌ والعشرين‌ من‌ ليالي‌ شهر رمضان‌ من‌ شهور سنة‌ اثنتين‌ وتسعين‌ وثلاثمئة‌ بعد الالف‌ من‌ الهجرة‌) طبقاً لما جاء في‌ خاتمة‌ هذا التفسير. مضافاً الي‌' مااضطلع‌ به‌ من‌ أعمال‌ اخري‌'، كان‌ أبرزها كتاب‌ «أصول‌ الفلسفة‌ والمذهب‌ الواقعي‌» والذي‌ صدر مذيلاً بهوامش‌ و تعليقات‌ توضيحية‌ لتلميذه‌ الشهيد مرتضي‌' المطهري‌ بخمسة‌ أجزاء.

          تبلورت‌ في‌ مجموع‌ أعمال‌ الطباطبائي‌ من‌ مؤلفات‌ ودروس‌ أصول‌ منهجية‌ واضحة‌، جري‌' ضبط‌ و تدوين‌ المسائل‌ الفلسفية‌ في‌ اطارها، ودأب‌ علي‌' تجسيدها كمعايير وأسس‌ لايحيد عنها في‌ بحثه‌ الفلسفي‌، و بوسعنا القول‌ إن‌ النتائج‌ التي‌ انتهي‌' اليها في‌ ا´ثاره‌، تعد ثمرة‌ لتلك‌ الاسس‌ التي‌ تحرك‌ عبرها تفكيره‌ الفلسفي‌، و هذا لايعني‌ وجود الاسس‌ كمعطي‌' ناجز قبل‌ عملية‌ البحث‌، وانما يعني‌ انها كانت‌ تتوالد علي‌' الدوام‌ في‌ فضاء عملية‌ البحث‌، لان‌ الاطار المنهجي‌ يتشكل‌ باستمرار مع‌ تطور عملية‌ البحث‌ وامتدادها افقياً ورأسياً بامتداد الموضوع‌.

          http://www.e-resaneh.com/Arabic/index_ar.htm

          تعليق


          • #6
            الأخ عصر الظهور ..شكرا على الموضوع ...وشكرا ايضا على الموقع الحلو

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            x

            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

            صورة التسجيل تحديث الصورة

            اقرأ في منتديات يا حسين

            تقليص

            لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

            يعمل...
            X