بسم اللهِ الرحمنِ الرحيم
الحَمْدُ وَالشُّـكْرُ للهِ رَبِّ العالمين على كُلِّ حال
اللهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَفَرَجَنا بِهِمْ وَالْعَنْ أعداءهُمْ
الكرام الأفاضل رعاكم الله وأسعدكم
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وألطافه
وبعد
*راعِيَةُ الإسلام الكُبرى*
*****
هَلْ مِنْ مُعينٍ ليْ على أشجانيْ ** كَيما نُواسيْ خِيْرَةَ النِّسْوانِ
يالَلأَحِبَّةِ أَيْنَ عَهْدُ وِدادِكُمْ ** فَلَقَدْ غَرِقْتُ بِلُجَّةِ الأحزانِ
هاجَتْ وَماجَتْ لَوْعَتيْ حَتّى غَدَتْ ** رُوْحيْ تَحِنُّ لِهَجْعَةِ الأَكْفانِ
ماذا أَقُولُ وَقَدْ قَضَتْ مَحْزُونةً ** أُمُّ البَتُولِ بِحُرْقَةِ الوَلْهانِ
هَدَأَتْ على فَرْشِ المَنُونِ مِنَ الأسى ** وَالطَّرْفُ مَشْبُوحٌ إلى الخِلاّنِ
*****
لَمْ تُغْضِ عَنْ زَهْرائِها وَحَبيبِها ** لكِنّها رَضِيَتْ عَنْ الرحمنِ
قد أَسْلَمَتْ للرُوحِ صابِرَةً وَقَد ** عانَتْ مِنَ الأَحقادِ وَالشَّنَآنِ
قد ناصَرَتْ لِنَبِيِّها حَتّى غَدَتْ ** نِعْمَ النَّصِيرِ لِشِرْعَةِ الدَّيّانِ
أَمْوالُها شادَتْ فِخاراً راسِيَاً ** مِثْلَ الجِبالِ الشُّمِّ في القِيعانِ
أَفْضالُها ذاعَتْ وَشاعَتْ كُلَّما ** ذُكِرَتْ مآثِرُ قادَةِ الإيْمانِ
*****
وَغَدَتْ خَديجةُ أُمَّنا أَكْرِمْ بِها ** مِنْ بَرَّةٍ ما شُوبِهَتْ بِحَنانِ
فَهِيَ الكَريمَةُ وَالشُّهُوْدُ بِفَضْلِها ** حَتّى الأقاصيْ بَعْدَ قَوْلِ الدّانِ
قَصَدَتْ رَسُولَ اللهِ حُبَّاً بِالهُدى ** وَتَحَمَّلَتْ ماكانَ مِنْ هِجْرانِ
وَقَدْ اسْتَعاضَتْ بالنَّبيِّ عَنِ المَلا ** هُوَ أَهْلُها وَالإِلْفُ إِلْفٌ حانيْ
هذيْ هِيَ الكُبْرى تَعالَتْ في الثَّنا ** وَمَكانُها فيْ الخُلْدِ خَيْرَ مَكانِ
*****
بَيْتٌ مِنَ القَصَبِ اللطيفِ مَحِلُّها ** قَصَبٌ مِنَ الياقُوتِ وَالعِقْيانِ(1)
ياشِعْبَ مَكَّةَ هَلْ بَكِيْتَ لِفَقْدِها ** كَمْ أتْحَفَتْ بِالفَضْلِ فِيْكَ العانيْ(2)
إنِّيْ لأَذْكُرُها على أَوْصافِها ** فَأَتِيْهُ في وَصْفٍ وَلُطْفِ مَعانِ
وَأَقُولُ ياعَيْنُ اسْعِدِيْنا بالبُكا ** لاتَبْخَليْ ياعَيْنُ بِالهِمْلانِ
فَلَقَدْ قَضَتْ أُمُّ البَتُولِ بِشَجْوِها ** بِالقَهْرِ تُشْبِهُ ذابِلَ الرَّيْحانِ
*****
إنَّ القَوافيْ نازَعَتْنيْ نَوْحَها ** كُلٌّ تُرِيْدُ كِتابَةً بِمَكانِ
أَدَبُ الحديثِ اليومَ يَنْدِبُ حظَّه ** في فَقْدِ مَنْ حازَتْ لَطِيْفَ بَيانِ(3)
وَمُحَمَّدٌ فَقَدَ النَّصيرَ بِفَقْدِها ** وَغَدا المُهاجِرَ بَعْدُ في البُلدانِ
وَالبِضْعَةُ الزَّهراءُ تَنْدِبُ فَقْدَها ** وَلِفَقْدِها الأضلاعُ صِرْنَ حَوانيْ
وَاسْتَرْجَعَتْ أُمُّ الحُسينْ وَرَدَّدَتْ ** كُلُّ الذي فَوقَ البسيطةِ فانِ
*****
صَباح الأحـد الساعة 8:35
9/رمضان المُبارَك/1425هج
23/تشرين أول /2004م
خادم السيدة خديجة(عليها وآلها الصلاة والسلام) ومُحبّيها
علي الحمداني
*
الحَمْدُ وَالشُّـكْرُ للهِ رَبِّ العالمين على كُلِّ حال
اللهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَفَرَجَنا بِهِمْ وَالْعَنْ أعداءهُمْ
الكرام الأفاضل رعاكم الله وأسعدكم
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وألطافه
وبعد
*راعِيَةُ الإسلام الكُبرى*
*****
هَلْ مِنْ مُعينٍ ليْ على أشجانيْ ** كَيما نُواسيْ خِيْرَةَ النِّسْوانِ
يالَلأَحِبَّةِ أَيْنَ عَهْدُ وِدادِكُمْ ** فَلَقَدْ غَرِقْتُ بِلُجَّةِ الأحزانِ
هاجَتْ وَماجَتْ لَوْعَتيْ حَتّى غَدَتْ ** رُوْحيْ تَحِنُّ لِهَجْعَةِ الأَكْفانِ
ماذا أَقُولُ وَقَدْ قَضَتْ مَحْزُونةً ** أُمُّ البَتُولِ بِحُرْقَةِ الوَلْهانِ
هَدَأَتْ على فَرْشِ المَنُونِ مِنَ الأسى ** وَالطَّرْفُ مَشْبُوحٌ إلى الخِلاّنِ
*****
لَمْ تُغْضِ عَنْ زَهْرائِها وَحَبيبِها ** لكِنّها رَضِيَتْ عَنْ الرحمنِ
قد أَسْلَمَتْ للرُوحِ صابِرَةً وَقَد ** عانَتْ مِنَ الأَحقادِ وَالشَّنَآنِ
قد ناصَرَتْ لِنَبِيِّها حَتّى غَدَتْ ** نِعْمَ النَّصِيرِ لِشِرْعَةِ الدَّيّانِ
أَمْوالُها شادَتْ فِخاراً راسِيَاً ** مِثْلَ الجِبالِ الشُّمِّ في القِيعانِ
أَفْضالُها ذاعَتْ وَشاعَتْ كُلَّما ** ذُكِرَتْ مآثِرُ قادَةِ الإيْمانِ
*****
وَغَدَتْ خَديجةُ أُمَّنا أَكْرِمْ بِها ** مِنْ بَرَّةٍ ما شُوبِهَتْ بِحَنانِ
فَهِيَ الكَريمَةُ وَالشُّهُوْدُ بِفَضْلِها ** حَتّى الأقاصيْ بَعْدَ قَوْلِ الدّانِ
قَصَدَتْ رَسُولَ اللهِ حُبَّاً بِالهُدى ** وَتَحَمَّلَتْ ماكانَ مِنْ هِجْرانِ
وَقَدْ اسْتَعاضَتْ بالنَّبيِّ عَنِ المَلا ** هُوَ أَهْلُها وَالإِلْفُ إِلْفٌ حانيْ
هذيْ هِيَ الكُبْرى تَعالَتْ في الثَّنا ** وَمَكانُها فيْ الخُلْدِ خَيْرَ مَكانِ
*****
بَيْتٌ مِنَ القَصَبِ اللطيفِ مَحِلُّها ** قَصَبٌ مِنَ الياقُوتِ وَالعِقْيانِ(1)
ياشِعْبَ مَكَّةَ هَلْ بَكِيْتَ لِفَقْدِها ** كَمْ أتْحَفَتْ بِالفَضْلِ فِيْكَ العانيْ(2)
إنِّيْ لأَذْكُرُها على أَوْصافِها ** فَأَتِيْهُ في وَصْفٍ وَلُطْفِ مَعانِ
وَأَقُولُ ياعَيْنُ اسْعِدِيْنا بالبُكا ** لاتَبْخَليْ ياعَيْنُ بِالهِمْلانِ
فَلَقَدْ قَضَتْ أُمُّ البَتُولِ بِشَجْوِها ** بِالقَهْرِ تُشْبِهُ ذابِلَ الرَّيْحانِ
*****
إنَّ القَوافيْ نازَعَتْنيْ نَوْحَها ** كُلٌّ تُرِيْدُ كِتابَةً بِمَكانِ
أَدَبُ الحديثِ اليومَ يَنْدِبُ حظَّه ** في فَقْدِ مَنْ حازَتْ لَطِيْفَ بَيانِ(3)
وَمُحَمَّدٌ فَقَدَ النَّصيرَ بِفَقْدِها ** وَغَدا المُهاجِرَ بَعْدُ في البُلدانِ
وَالبِضْعَةُ الزَّهراءُ تَنْدِبُ فَقْدَها ** وَلِفَقْدِها الأضلاعُ صِرْنَ حَوانيْ
وَاسْتَرْجَعَتْ أُمُّ الحُسينْ وَرَدَّدَتْ ** كُلُّ الذي فَوقَ البسيطةِ فانِ
*****
صَباح الأحـد الساعة 8:35
9/رمضان المُبارَك/1425هج
23/تشرين أول /2004م
خادم السيدة خديجة(عليها وآلها الصلاة والسلام) ومُحبّيها
علي الحمداني
الهامش/
(1)العِقيان : الذهب الخالص
(2) العاني : الأسـير _ إشارةً إلى المُحتَجَزين في شِعْبِ أبي طالب عليه وآله الصلاة والسلام
(3) حازت لطيف بيان : عندما تقدّم النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لخطبتها ألقى أباطالب (عليه وآله أفضل الصلاة والسلام) الخطبة المتعارَف عليها وانتظر الردَّ من قبيلة (زُهْرَة) أهل السيدة خديجة(عليها وآلها أفضل الصلاة والسلام) فكان الأكثر عِلماً وثقافة في بني زُهرة هو (وَرَقَة بن نَوْفَل) فصار (يُتأتِئْ) هكذا (تْأْ تْأ...إلخ) ولم يتمكّن من النُطق فقالت من وراء السِّتار (ياعمُّ أنا أَولى بأمرِ نفسي واشهدوا أني قَبِلْتُ بِمحمّدٍ زَوجاً وجَعلتُ المَهرَ مِنْ ماليَ الخاص) هذا جانب من لطيف بيانها و فصاحتها وقوة شخصيّتها لاسيما إذا أخذنا بنظر الإعتبار سحق وهدر كل حقوق المرأة في ذلك العصر فتأَمّلْ ! .
(1)العِقيان : الذهب الخالص
(2) العاني : الأسـير _ إشارةً إلى المُحتَجَزين في شِعْبِ أبي طالب عليه وآله الصلاة والسلام
(3) حازت لطيف بيان : عندما تقدّم النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لخطبتها ألقى أباطالب (عليه وآله أفضل الصلاة والسلام) الخطبة المتعارَف عليها وانتظر الردَّ من قبيلة (زُهْرَة) أهل السيدة خديجة(عليها وآلها أفضل الصلاة والسلام) فكان الأكثر عِلماً وثقافة في بني زُهرة هو (وَرَقَة بن نَوْفَل) فصار (يُتأتِئْ) هكذا (تْأْ تْأ...إلخ) ولم يتمكّن من النُطق فقالت من وراء السِّتار (ياعمُّ أنا أَولى بأمرِ نفسي واشهدوا أني قَبِلْتُ بِمحمّدٍ زَوجاً وجَعلتُ المَهرَ مِنْ ماليَ الخاص) هذا جانب من لطيف بيانها و فصاحتها وقوة شخصيّتها لاسيما إذا أخذنا بنظر الإعتبار سحق وهدر كل حقوق المرأة في ذلك العصر فتأَمّلْ ! .
*
تعليق