أصل الانسان هذا هو الموضوع الحيوي لبحثنا هذا ؟. وقبل الدخول في مناقشة الموضوع نحن بحاجة الى مقدمة نتناول فيها الاوليات التي انتجت الموضوع برمته من قبيل :
متى ولماذا طرح موضوع الانسان هذا واصله التكويني ؟. وما هي الجهة المختصة التي من حقها البت في موضوعة الانسان الاول هل هي العقلية الدينية الراشدة ام هي العقلية الفلسفية المستنيرة ام هي العقلية التجريبية المؤمنة ؟. ومن بعد ذالك كيف ولماذا جيّرت موضوعة ( اصل الانسان ) للمنافع السياسية التي حولتها من موضوعة البحث العلمي الى المكاسب السياسية الرخيصة ؟.....الخ . هذه الاسئلة وغيرها ينبغي ان تبحث كمقدمة لموضوعة (أصل الانسان ) ومنشأه التكويني ؟.
ودعونا نتناول الموضوع من خلال نقط مرتبة نجيب فيها على الاسئلة الانفة الذكر .
................
اولا : متى نشأة موضوعة اصل الانسان ؟
أ - لاريب ان موضوعة النشأة الانسانية موضوعة عاصرت الانسان منذ انشاءه للحضارة وادراكه لمسألة التعقل وكان للدين بصورة عامة النصيب الاوفر حظا في تناول مسألة (أصل الانسان)ومبدأه باعتبار ان الدين والمقدس لم ينفصل مطلقا عن مسيرة الانسان العاقل بل وكان هو الحاضن الطبيعي او ( اليفعات ) الاولية كما اسماها ( توينبي ) لمنشأ كل حضارة وتحرك لبني الانسان العاقل على مدى التاريخ ، وكذالك ايضا كان الدين والمقدس يرى ان عملية (خلق) الانسان هذا عملية واعية من لدن خالق او الاه يمتلك قدرة الايجاد وعلى هذا الاساس مارس الدين والمقدس وظيفة شرح فكرة وجود
الانسان ومنشأه على مدار الاف من السنين الطويلة نسبيا وكذالك كاستاذ مارس تعليم فكرة اصل الانسان وجذره التكويني في هذه الارض ؟.
ب - احتكر الدين والمقدس موضوعة شرح فكرة جذر الانساني التكويني حتى عهد قريب من التحضر الانساني ومن ثم ليبرز مورد اخر على ساحة الفعل الانساني الا وهو العقل البشري ليصبح بعد النضوج او مايسمى عصر الفلسفة والحكمة لاعب اخر في عملية التفكير بجذر الانسان التكويني ليتسائل هذا العقل الناضج او ليبحث مع الدين والمقدس مرة وضد الدين والمقدس اخرى عن ( اصل العالم ) واصل الانسان من ثم وجذره التكويني ليحاول ان يجد رؤية اونظرية اخرى حول الموضوع ولكن بعد المحاولة المريرة للعقل الفلسفي وبما ان المبادئ الاولية لعقل الانسان ترغمه على الخضوع لمبدأ السببية والعلة والمعلول سلّم العقل الفلسفي بعد التمرد والانكار والسفسطة الى ان جذر العالم والانسان ينبغي ان يرجع الى علة اولى وسبب قادر على ايجاد هذا الانسان في الحياة ليمسي العقل الفلسفي مناصرا لرؤية الدين والمقدس في رؤيته للانسان وجذره التكويني ؟. وعليه كان العقل الفلسفي هو ثاني المقرين بان للانسان جذر مقدس ساهم في ايجاده واخراجه لهذه الحياة او على حد تعبير العقل الفلسفي نفسه فان للانسان جذر وعلة واعية وهبته الوجود الممكن الذي اخرجه من حيز العدم الى الوجود .
ج - لم يكن العقل التجريبي بعد مرحلة العقل الديني والفلسفي ان يخطو خطوات سريعة للنضوج والتكامل حتى عهد قريب ولكنه ( العقل التجريبي ) وفجأة اقتحم ميدان الصراع في مسالة (أصل الانسان)وجذره التكويني وفي الماضي لم يكن العقل التجريبي يعير كبير اهتمام لموضوعة هذا الاصل بل ويعتبر ان هذه الموضوعة ليست من اختصاصه العلمي لحركة العقل التجريبي ولكن بعد مراحل من النضج البطيئة واستفادته القصوى من مبادئ العقل الفلسفي بدأت حركة التجريب بالتدرج ليمارس او يوسع من بحثه التجريبي والعلمي في اطار اوسع لينتقل الى ميادين اخرى ومن ثم لجذر الانسان واصله التكويني بصورة عامة ليصوغ نظريته حول الموضوع وليطرح فرضية اصل الانسان للتجربة والملاحظة على يد العالم الطبيعي الانجليزي المنشأ ( تشارلس دروين ) 1809- 1882 م ولكن مع ذالك بقي العقل التجريبي محترما لانجازات العقل الديني والفلسفي على اعتبار ان النتائج التجريبية لاتتعارض مع النتائج الدينية او الفلسفية في اصل الانسان وجذره التكويني العائد الى خالق الانسان او العلة الاولى وواجب الوجود ؟.
د - اما المرحلة اللاحقة لهذه المراحل الثلاثة السابقة برز العقل السياسي اللقيط في حقيقته والمتطفل على كل العقول المذكورة انفا ليقفز من مرحلة التعقل السياسي وادارة المجتمع الى التدخل فيما لايعنيه ولاهو داخل في اطار اختصاصه الفكري ليقتحم مسائل العقيدة ومواضيع العقل الفلسفي وابحاث العقل التجريبي ليجيّر كل هذا الكم الهائل من العقول النيرة لمطامعه السياسية الهابطة ليتحدث اخيرا حول (اصل الانسان) وجذره التكويني وليصادر كل الدوافع النبيلة والفكرية التي تناولت هذه الموضوعة ؟. مع العلم ان هذه الموضوعات الراقية لاتمت له باي صلة تذكر ولكن وبما ان اهداف العقل السياسي مغايرة تماما لاهداف العقل الديني او الفلسفي او التجريبي بتناول موضوعة الانسان واصله التكويني فكان له ان يقتحم اي مجال فكري يؤّمن له الكسب السياسي وليصبغ نفسه زورا باسم ( العلمية والتطورية والتجريبية )....الخ. والحقيقة انها لكارثة تاريخية وانسانية ان يسمح لهذا اللقيط (العقل السياسي)ليقتحم كل هذه المجالات الفكرية والعلمية الراقية وليغتصب مواقعها واصول منهجيتها الفكرية وخصوصا مايتعلق بموضوعة اصل الانسان هذه والتي هي اكبر من حجم العقل السياسي المتخلف بطبعه والمتميز بالغباء المزمن ؟.
....................................
ثانيا : من هم العقل المختص بتناول موضوعة (أصل الانسان) ؟.
أ - العقيدة الدينية الراشدة ...( القرءان نموذجا) .تمتلك العقلية الدينية الراشدة رصيدا تاريخيا وعقليا محترما في مسألة (اصل الانسان) لاسيما ان اخذنا بنظر الاعتبار ان هذه العقلية الراشدة قد امتلكت ايضا عمقا فلسفيا وتجريبيا يحترم ما جاء بهذه العقيدة الدينية الراشدة ؟.والحقيقة ان الاشكالية العميقة والازمة التي ظهرت مؤخرا في التاريخ الاوربي الوسيط بين العقل الفلسفي والتجريبي من جهة وبين العقل الديني المتحجر من جهة اخرى له مبرراته الواقعية التي ينبغي ان تدرس جيدا . فهناك فرق في المفهوم الفكري بين ان تكون العقلية الدينية منبنية على ( العقيدة ) باعتبارها عقد حر بين الانسان وربه من جهة وبين الانسان والله واخيه الانسان الاخر من جهة اخرى وبين ان تكون العقلية الدينية منبنية على ( العقيدة) باعتبارها عقدة وتقييد وربط متحجر بين الانسان وخالقه واخيه الانسان ؟. وهذه العقلية الثانية الغير راشدة هي من اسهم في خلق النزاع والصراع بين العقلية الدينية وبين العقلية الفلسفية والتجريبية في تاريخ اوربا الوسيط وهي كذالك التي حولت مفهوم الدين الراقي والمنفتح الافاق الى مفهوم التوحش والانغلاق والطرد للعقلية الفلسفية والتجريبية ؟.
اما العقلية الدينية الراشدة (الاولى) فمنطلقها العقيدة التي تحترم العقل الفلسفي بشدة بل وتبني اساسها العقدي على منجزات الايمان العقلي الناضج وليس على الايمان الابوي التقليدي ؟. وكذالك نجد ان العقيدة الدينية الراشدة ( القرءان نموذجا)لم تذكر بكل اطروحتها الفكرية نقدا للعقل الفلسفي او تغييبه او اعتباره شيطان ينبغي حرقه او قتله ونلحظ هذه اللمسة من خلال ما استخدمته العقلية الدينية الراشدة من اشادة كبيرة بالعقل الفلسفي المفكر بل واكثر من ذالك ترى الاطروحة الراشدة وجوب الرجوع الى العقل المفكر في عملية صنع الاحكام العقيدية ( كذالك يبين الله لكم اياته لعلكم تعقلون .. لقوم يعقلون .. لعلكم تتفكرون .. افلايتفكرون .. ان في ذالك لاية لقوم يتفكرون ..) .
وكذا يقال بالنسبة لاحترام العقلية الدينية الراشدة لعقلية العلم التجريبي ايضا فهي على توافق تام مع منجزات العلم التجريبي بل واعتبارها احد منافذ الايمان والتوصل الى الله الحكيم ...الخ .
وعليه فهنا تشكل العقلية الدينية الراشدة رصيدا داعما للعقلية الفلسفية والتجريبية وليس عقبة في طريق العقليتين او حربا على منجزاتهما العلمية كما ان العقل الفلسفي والتجريبي ايضا هو رصيد لدعم هذه العقلية الدينية الراشدة وليس العكس ؟. ومن هذا المنطلق المنفتح الافاق طرحت العقلية الدينية الراشدة رؤيتها حول موضوعة ( اصل الانسان ) لتقرر : ان اصل الانسان وجذره التكويني ومهما اختلفت الطرق يعود الى خالق عظيم ابتدع خلق الاشياء ابتداءا من لاشيئ وان هذه العملية الخلقية العظيمة من مختصات الالاه القادر الذي تمتد بعيدا عن ادراكات العقل الفلسفي او التجريبي المحدودة الافق ( مااشهدتهم خلق السموات والارض ولاخلق انفسهم وماكنت متخذ المضلين عضدا ) 51/ الكهف .
ب - العقلية الفلسفية المستنيرة (ارسطو نموذجا) .كان ولم يزل مايشغل العقل الفلسفي هو ليس (اصل الانسان)التكويني بقدر ماتشغل موضوعة العالم والوجود بشكل كلي حركة الذهن الفلسفي ، فالعقل الفلسفي يبحث موضوعة ( اصل العالم والوجود)كمحور يغطي كل المسائل الفرعية ومنها (اصل الانسان)او بمعنى اخر : ان العقلية الفلسفية لاتناقش الفرعيات الكامنة تحت غطاء الكليات الفلسفية فلاتهتم كثيرا لموضوعة هل ان اصل الانسان قرد او نبات او ادم ؟. باعتبار ان الموضوع الفلسفي سيبقى قائما في السبب والعلة التي اوجدت هذا القرد او النبات او ادم ؟. وعليه فافتعال ازمة عقلية ليست لها مبرر لاسيما ان موضوعة التطور لاتلغي موضوعة الاصل ان طالت او قصرت سلسلتها التاريخية فالمركز هو المركز في اصل الانسان ورجوعه الى سبب اوجده ؟. كذالك مايشغل العقل الفلسفي هو العلة الكبرى والمطلقة الغير محتاجة الى علة اكبر تهب لها الوجود وكذا يقال بالنسبة لكل متغير ومتطور وحاجته او افتقاره لعلة الايجاد وسبب التغير ؟. وبالنتيجة ترى العقلية الفلسفية ان كل موجود في هذا العالم المتغير هو راجع الى علة وجوده التي تعتبر اصل منشاه ومنطلقه الاول المسماة ( العقل الفعال ) عند ارسطو و(الروح العاقل ) عند افلاطون و( الله )عند القرءان ؟.
نعم ربما تختلف العقلية الفلسفية مع العقلية العقائدية الرشيدة في بعض الرؤى التصورية الا انها تلتقي بالاصول العامة للعقل العقائدي والفلسفي معا .
ج _ العقلية التجريبية المؤمنة (درون نموذجا).
من هو دارون؟ وماهو واقعه الذي عاش فيه وماهي نظريته في كتابه (اصل الانواع)؟. وهل هو ملحد مادي ام عالم طبيعي يقرأالعالم بعيون تجريبية بعيدة عن عقلية العقيدة والسلطة ؟.لنتلمس معاناة دارون الاجتماعية والنفسية من قوله هذا(أفضل ان اكون منحدرامن القرد- وهوبالفعل يشبه شكل القرد - الذي يخاطر بحياته لينقذ حارسه على ان اكون منحدرا من الانسان (المتوحش) الذي يلذ بتعذيب عدوه ويقتل اولاده دون ان يشعر بوخز الضمير ويعامل نسائه معاملة الرقيق وهو نفسه مسترق لأشنع الخرافات )؟.نعم هذا هو درون الاخلاقي ولكن ماذا عنه ثائرا متمردا ؟. دعه يقول ان الحياة لغز من الالغاز وان مافي العالم من ألم يعدل بنا عن القول بعناية الهية )؟.وماذا عنه مفكرا ان المسألة خارجة عن نطاق العقل ولكن بوسع الانسان ان يؤدي واجبه )؟.
هل كفر دارون عندما قال ان الحياة صراع في سبيل البقاء ). هل ارتد عندما فكر بان التطور لايستثني الانسان كموجود طبيعي )؟. وهل ألحد عندما قرر ان الانسان متطور ناضج من اعلى سلالة حيوانية وهو القرد الا انه ميزته الوحيدة انه مخلوق اخلاقي )؟.طبعا نعم امام العقلية الديتية الكنسية المتحجرة قد كفر درون اكثر من مرة ؟. مرة لانه فكر ومرة لانه شعر بالام المعذبين ومرة لانه حاول تطوير رؤى الانسان حول وجود العالم الكنسي المتحجر ومرة لانه تمرد على ادم الكنيسة المتوحش ؟....الخ .
وعليه فحق للعقلية الدينية المتحجرة ان تقيم تحالفا مع العقلية السياسية الدنيئة لقتل الفكر وحرق المحرومين وجلد المفكر وتكفير العاقل لسبب بسيط هو ان كل هذه العناوين ( الفكر والعقل والعلم ) ناقوس خطر على كل عقلية دينية غير صالحة للحياة ؟.
نعم ماهي الاشكالية الحقيقية بالنسبة للعقلية الدينية ان كان والدنا أدم متطور من نوع ادنى منه في الانسانية اوكان خلقا انشائيا من تراب بيد الخالق سبحانه وتعالى ؟. اليس القرد اكثر نضجا من التراب الجامد ؟. وليت شعري هل من مخلوق كان حاضرا عندما خلق الله ادم او انتخبه من سلالة معينه ( ما اشهدتهم خلق السموات والارض ولا خلق انفسهم ..) حتى يجزم بكيفية الخلق او الانتخاب هذه ؟. ولكن من جانب اخر الاتخجل العقلية التجريبية ان تضع ( نظريات واحتمالات وفرضيات )قابلة للتلاعب العقلي والمنهجي ؟. واين المنهجية التجريبية الصارمة في مسالة (اصل الانسان) ؟. وهل يكفي ان ( نلاحظ) التشابه القائم بين الانسان والحيوان لنجزم بنظرية ( تسلسل الانسان والانتخاب الطبيعي )؟.
نخلص : انه لااشكالية حقيقية بالنسبة للعقلية الدينية الرشيدة او الفلسفية المستنيرة من موضوعة العقلية التجريبية في (اصل الانسان )ولكن هناك مناقشة حول اليات المنهج التجريبي واقحام ( الفرض والاحتمال والنظرية)واعتبارها نتيجة مطلقة او حق مقدس او حقيقة ثابتة لاينبغي الشك فيها او الطعن بمقرراتها وهذا كل مافي الامر ؟.
د - العقلية السياسية المستغلة ( ماركس نموذجا)من كل ماتقدم لعبت العقلية السياسية المريضة لعبتها بخلط الاوراق ومناهضة عقلية الكنيسة المتحجرة ؟. والحقيقة ان لهذه العقلية السياسية جرائم كبرى لاتغتفر بحق كل ماهو جميل في حياة الانسان بدْءا باستغفال العقل البشري وانتهاءا بافساد كل ماهو راق ورائع في الحياة ؟. فكل الانجازات الانسانية الرائعة لبني البشر تبدأ من العقل العقائدي الرشيد والفلسفي المستنير والتجريبي المؤمن لتنتهي تشويها وتدميرا على يد العقل السياسي الفاسد ؟. فمن نضال قادة الدين وانبياء الله المرسلين ضد الظلم والاستغلال الى احضان المتخلفين من الماديين السياسيين في ( دكتاتورية البروليتاريا )وتشوية النضال الديني واعتباره مخدر لمناصرة الظلمة واستغلال الفقراء ؟. ومن تالقات العقل الفلسفي المستني ( هيجل )الى نوبات الصرع المادي ( لماركس )وحتمياته المخجلة وتحطيم المفهوم الراقي ( لجدلية) هيجل ؟. ومن محاولات العقل التجريبي الساعية لخدمة الانسان والعلم والحقيقة الى سياسة الدجل في الاشتراكية العلمية والتقدمية والتطورية ؟.
كل هذا قامت به العقلية السياسية في الاستغلال الفاضح لمنجزات العقول الثلاثة للكسب السياسي فحسب لاغير بل واكثر من ذالك تدخلت في موضوعة ( اصل الانسان ) لتقرر اصلا جديدا لقيطا كوجودها الا وهو ( مادية اصل الانسان ) ؟. وماهو هذا المادي سؤال يطرحه العقائدي والفلسفي والتجريبي ؟. الجواب انه اللاشيئ ؟.ان العقل السياسي ليس محاورا بطبيعته الفكرية المتخلفة لكنه مقتنص فرص سياسية ذكية ومساكين اؤلئك الذي يقتنصهم العقل السياسي في طريقه ليستثمر ماسيهم الاجتماعية المحزنة ؟.فالخلاص من سلطة الكنيسة المتحجرة شعار يستهوي الكثير من بني الانسان ولم لايطرح الالحاد كخطوة اولى ؟.وتوفير الخبز والسلطة للمستضعفين نغم عذب ولم لايطرح فائض القيمة كمدخل للوصول الى السلطة ؟.وراية التقدمية
العلمية التطورية تجذب كل مفكر عاقل ومثقف معذب فلم لايطرح الخلاص من الرجعية والتخلف لنسم به كل معارض سياسي يعترض الوصول الى الهدف؟.
........................
ثالثا: اصل الانسان في القرءان ؟. ماهي قصة اصل الانسان في القرءان ؟. قصة واضحة مخلوق خلقه الله لغاية وهدف وانتخبه خليفة واكرمه على باقي خلقه وهو مسؤول امام خالقه عندما يغادر الحياة الكادحة الى حياة الاستقرار وهذه هي كل العبارة ؟.وكيف كان خلق هذا الانسان المعقد او وجوده ؟. وهل حقا اته خلق دفعة واحدة من تراب اسن ام حقا ماقاله درون من ان اصل هذا الانسان متطور من قرد في اعلى سلم الحيوانات ؟.انه لسؤال جيد ولكنه غير ناضج بمافيه الكفاية من الذكاء كي يعود بمنعة اجتماعية او فردية على عالم الانسان ؟. ولنتسائل : هل المستهدف من نظرية الارتقاء والنشوء الانساني هو اثبات قانون التطور الكوني ام اثبات ان الانسان كان قردا فحسب ؟. ان كان الاول فجيد ومفيد وان كان الثاني فلافائدة ترجى منه فان كان الانسان متطورا من تراب او قرد فماهو الفرق التاريخي او الفكري الخطير الذي يترتب على هذه الفكرة ؟. وماهي فائدتنا العلمية اذا ادركنا معنى ان الانسان متطور من قرد او من تراب ؟. اللهم ربي الا عنوان التواضع للانسان وتذكيره باصله البسيط ؟. او ربما المقصود هو ان لااصل للانسان بتاتا يتصل بالسماء او بخالق غيبي ؟. ومع العلم ان واضع النظرية لايذهب هذا المذهب ولكن مع ذالك ان كان الهدف من وضع نظرية درون هي نفي وجود الخالق فلا مبرر لهذه الخطوة الطويلة فلنقل الانسان بدون اصل ولماذا اسمينا النظرية برمتها ( اصل الانسان ) النشارك الله في موجد اخر للانسان يزاحمه في خالقيته مثلا ؟. فلو كان الامر كذالك فنرجو البحث عن اصل اكثر احتراما من القرد كالحصان مثلا ؟. كل هذه التساؤلات ان كان المقصود اثبات القرد على حساب قانون التطور الكوني اما ان كان الهدف من وضع نظرية درون هو تاكيد قانون التطور واعتبار موضوعة الفرد كشاهد اثبات فوالله انه لهدف عظيم ومرحب به كثيرا ؟.اذا نفهم من نظرية الارتقاء والنشوء واصل الانسان انها نظرية تستهدف القول ان هناك قانون يحكم الكون والحياة والانسات اسمه قانون التطور وهذا عظيم وقانون لايجادل حوله الا مخلوط بعقله ولكن المجادلة مقبولة حول التفاصيل والجزئيات
الصغيرة كان يقال ان هناك اصل اخر تطور منه الانسان او ليس هناك مايجزم ان الانسان تطور من قرد ولماذا لايكون من تراب او نبات مثلا او اي حيوان اخر غير القرد الرويني وهذا مقبول قطعا ؟.نعم ماذا يقول العقل الديني الراشد حول موضوعة التطور بصورة عامة بعيدا عن التفاصيل التي ذكرت ؟.
الحقيقة ان القرءان الكريم لايعير اهتماما كبيرا للتفاصيل المذكورة كان يكون الانسان اصله متطور عن قرد او تراب لكنه يحترم بشدة قانون التطور باعتباره اساس الكون والحياة من جهة وباعتباره اكبر دليل عقائدي وفلسفي وعلمي على على وجود الخالق سبحانه وتعالى ، فالتطور هو عنوان مرادف في الاطروحة الاسلامية لعنوان الحدوث والتغير الذي هما صفتا المخلوق في هذا العالم المتغير والذي بدوره يحتاج الى مغير ومحدث وعلة لاتتغير او تتطور او يحدث بها الانفعال والتاثر ؟. وعليه ترى الاطروحة الاسلامية ان قانون التطور قانون شامل لايستثنى منه الانسان ايضا في
مسيرته المادية والفكرية والنفسية لذالك جاء في التراث الديني الكثير مما يقال بشان تطور الاجساد والاعمار والافكار والتجارب والطبيعة ...الخ . ولكن مع ذالك كيف نظر القرءان لموضوعة اصل الانسان وجذره التكويني هل نظر للموضوعة على اساس ان الانسان خلق دفعة واحدة لهذا الوجود بدون مراحل زمنية متطورة واسماه ادم والانسانية اليوم ترجع لاصل والدنا ادم ؟. ام نظر القرءان لاصل الانسان حسب قانون التطور الذي اشار اليه درون لنكون في النهاية ابناءا لذاك القرد المحظوظ ؟.نعم اشار القرءان كثيرا الى موضوعة ( اصل الانسان ) ولكن الملفت للنظر ان القرءان الكريم يرجع الانسان كله بمافيهم ادم هذا الى اصل التراب ولم يرجع الانسانية في اصلها لادم ؟. ولعله اختصارا لمسافة الزمن الطويلة اوغير ذالك اراد القران ان
يثبت المنشا الحقيقي للانسان بدون ذكر لمراحل التطور البشري هذا ولذالك جاء التصريح واضحا ( ومن اياته ان خلقكم من تراب ثم اذا انتم تنتشرون)؟.نعم هناك مايوحي الى ان اصل الانسانية يعود الى نفس واحدة والتي خلق منها زوجها ولكن الموضوع يبدئ من هذه النفس الواحدة ايضا هل هي متطورة على مراحل زمنية ام انها خلقت دفعة واحدة ؟.ويبدو ان اللغز تبدأ اول حلقاته من قوله سبحانه واذ قال ربك للملائكة اني جاعل
في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ) 30/ البقرة .والحقيقة ان علماء التفسير ومفكري الاطروحة الاسلامية ناقشوا خمس نقاط مهمة في هذا النص المقدس ولكن مايتصل بموضوعنا هو نقطتان : الاولى ( اني جاعل ). والثانية في الارض خليفة ).فقد اعتبر اهل التحقيقي ان ( جاعل)هذه تاتي على ثلاث صيغ : الاولى بمعنى ( صار وطفق ) وهذا لايستدعي مفعولا كقولك : جعل زيد يقول . الثانية بمعنى ( اوجد )فيتعدى الى مفعول واحد . والثالثة وهذه صاحبتنا تاتي بمعنى (التحويل او التصيير او ايجاد شيئ من شيئ اخر وتكوينه منه ) وهو الفعل الذي ينصب مفعولين الاول يسمى مفعول اول والثاني يسمى مفعول ثاني كقوله سبحانه ( اني جاعل في الارض خليفة ) اي مصير او ناقل او موجد خليفة من جنس اخر ومصيره كذالك ؟. انتهى والحقيقة ان المفهوم العام لصدر الاية المباركة يشير الى عملية ( تطوير وتحويل )لموضعة الخلافة ولايشير مطلقا الى عملية انشاء جديدة من لاشيئ وكانما المصداق لمفهوم الاية يشير الى : ان هناك خلق لم يكن من شانهم القيام بمهام الانسان الخليفة قبل ادم القرءاني هذا ومن ثم جاءت المشيئة الالهية لهذا الخلق بتطويره او تحويلة او تصييره خليفة في الارض ؟. هذا وعليه فقوله سبحانه ( انيجاعل في الارض خليفة ) دلالة واضحة الى كون الخليفة الاول والدنا ادم مر بمرحلة انتقالية وتحويلية من خلال جنسه العام البشر غير العاقلين او غير المؤهلين لمشروع الخلافة او من خلال شخصه الفردي الى ان يتاهل لموضوعة الاستخلاف العاقلة للارض مما يعني ابتداءمسيرة جديدة لانسان عاقل ومدرك لمعنى وجوده كخليفة ؟.
ثانيا : اشار النص القرءاني المقدس الى ان الارض كانت موجودة قبل تاهيل الانسان لمسؤولية الخلافة فيها حيث قال اني جاعل في الارض خليفة ) واذا اخذنا بنظر الاعتبار ان مصطلخ ( الاستخلاف ) ياتي لتعاقب جنس بعد اخر خلصنا الى ان استخلاف ادم العاقل هذا كان على حساب نمط معين من الخلق لم يكن صالحا لعملية الاستخلاف هذه كما نخلص الى ان دورة ادم القرءاني اتت بعد دورة او دورات سبقتها في شغل الارض البشرية بالحركة الخلقية المتعاقبة على الارض ، وسبحان من خالق عظيم ( كل يوم هو في شان ) ( وربك يخلق مايشاء ويختار ) (اولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم
يعيده ) ( قل سيروا في الارض فانظروا كيف بدأ الخلق ) .............؟.