إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

منهج أهل البيت عليهم السلام في معرفة الله سبحانه و تعالى

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • منهج أهل البيت عليهم السلام في معرفة الله سبحانه و تعالى

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرج قائم محمد و آل محمد بحق محمد و آل محمد
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    حقيقة لما كانت الساحات تموج بالحوارات التأريخية، أحببت أن أطرح موضوعاً عقائدياً عرفانياً يشرح طرق مدرسة أهل البيت في معرفة الله سبحانه و تعالى متضمناً نقطة مهمة في مسألة التشبيه والتجسيم و التركيب نتعرض لها إن شاء الله


    إعتمادي إلى جانب المصادر الأم هو كتيب في الإلاهيات للعلامة علي رباني الكلبايكاني.

    سيكون البحث في معرفة الله على أساس النقاط التالية

    • معرفة الله بالله و دلالته على ذاته
    • معرفة الله سبحانه و تعالى على ضوء معرفة النفس
    • معرفة الله سبحانه و تعالى على ضوء منهج الحدوث

    o معرفة الله بالله و دلالته على ذاته

    طبعاً كل هذه النقاط سنحاول أن نشرحها بطريقة مبسطة أبسط من أقوال علماء الكلام و أيضاً تبسيط لكلام العلامة الكلبايكاني.

    جاء في الروايات و الأدعية المأثورة عن أهل البيت سلام الله عليهم أن أكبر دليل على معرفة الله هي بالله، فقد روي الشيخ الكليني –قدس الله سره – في الكافي ج1 ص 85 ط دار الكتب الإسلامية

    ( عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) اعْرِفُوا اللَّهَ بِاللَّهِ وَ الرَّسُولَ بِالرِّسَالَةِ وَ أُولِي الْأَمْرِ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ الْعَدْلِ وَ الْإِحْسَانِ ).

    و يعلق الشيخ الكليني على هذا الحديث بقوله :

    وَ مَعْنَى قَوْلِهِ ( عليه السلام ) اعْرِفُوا اللَّهَ بِاللَّهِ يَعْنِي أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْأَشْخَاصَ وَ الْأَنْوَارَ وَ الْجَوَاهِرَ وَ الْأَعْيَانَ فَالْأَعْيَانُ الْأَبْدَانُ وَ الْجَوَاهِرُ الْأَرْوَاحُ وَ هُوَ جَلَّ وَ عَزَّ لَا يُشْبِهُ جِسْماً وَ لَا رُوحاً وَ لَيْسَ لِأَحَدٍ فِي خَلْقِ الرُّوحِ الْحَسَّاسِ الدَّرَّاكِ أَمْرٌ وَ لَا سَبَبٌ هُوَ الْمُتَفَرِّدُ بِخَلْقِ الْأَرْوَاحِ وَ الْأَجْسَامِ فَإِذَا نَفَى عَنْهُ الشَّبَهَيْنِ شَبَهَ الْأَبْدَانِ وَ شَبَهَ الْأَرْوَاحِ فَقَدْ عَرَفَ اللَّهَ بِاللَّهِ وَ إِذَا شَبَّهَهُ بِالرُّوحِ أَوِ الْبَدَنِ أَوِ النُّورِ فَلَمْ يَعْرِفِ اللَّهَ بِاللَّهِ .

    و طبعاً هذه رواية إلى جانب روايات كثيرة و أدعية مأثورة فيقول الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه في دعائه العظيم دعاء الصباح ( يا مَنْ دَلَّ عَلى ذاتِهِ بِذاتِهِ) و أيضاً في دعاء الإمام زين العابدين الي علمه لأبي حمزة الثمالي (بِكَ عَرَفْتُكَ وَاَنْتَ دَلَلْتَني عَلَيْكَ وَدَعَوْتَني اِلَيْكَ، وَلَوْلا اَنْتَ لَمْ اَدْرِ ما اَنْتَ)

    يعلق الشيخ الصدوق في كتابه التوحيد ص 290 : (الصواب في هذا الباب هو أن يقال: عرفنا الله بالله لانا إن عرفناه بعقولنا فهو عزوجل واهبها، وإن عرفناه عزوجل بأنبيائه ورسله وحججه عليهم السلام فهو عزوجل باعثهم ومرسلهم ومتخذهم حججا، وإن عرفناه بأنفسنا فهو عزوجل محدثها، فبه عرفناه)

    و هناك شرحين على هذا القول أحدها لصدر المتألهين في كتابه شرح أصول الكافي ص 232 و الشرح الثاني للعلامة المجلسي في موسوعته بحار الأنوار ج3 ص 274 و إن شاء الله نذكر الشرحين مع محاولة تبسيط أقوالهم

    يقول صدر المتألهين : (إعلم إن معرفة الله بالله لها وجهان: أحدهما : إدراك ذاته بطريق المشاهدة و صريح العرفان ، و الثاني بطريق التنزيه و التقديس، فإن ما لا سبب له و لا جزء فيه، لا بحسب الخارج بالفعل كالمادة و الصورة، و لا بالقوة كالأجزاء المقدارية للمتصل الواحد و لا بحسب العقل كالجنس و الفصل، لأنه محض حقيقة الوجود و الوجوب، فلا برهان عليه و لا حد له، و إذا لا صفة له و لا شيئ أعرف منه، فلا رسم له، و إذ ليست حقيقة الوجود مهية كلية، فلا صورة لها في العقل حتى يعرف بها في المهيات التي ليست هي عين الوجود، فإذن لا يمكن معرفته تعالى إلا بأحد الوجهين المذكورين:

    فأما االوجه الأول : فغير ممكن لأحد في الدنيا مادام تعلق النفس بهذا البدن الدنيوي الكثيف، و أما قول أمير المؤمنين سلام الله عليه : ما رأيت شيئاً إلا و رأيت الله قبله، فذلك لظهور سلطان الآخرة على ذاته، و لن يتحقق هذا المقام إلا لمثله سلام الله عليه من الصديقين الذين يستشهدون به تعالى على الأشياء لا بالأشياء عليه، كما في قوله عزوجل (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا) الآية إشارة إلى الفريقين.
    فبقي الوجه الثاني و هو أن يستدل أولاً بوجود أشياء على ذاته، ثم يعرف ذاته بنفي المثل و الشبه عنه، لأن ما سواه سواء كان روحاً أو جسماً، جوهراً أو عرضاً مخلوق له، و المخلوق لا يساوي الخالق لا في الذات حتى يكون مثلاً له، و لا في الصفات حتى يكون شبهاً له، و لأن صفاته ذاته، فلو ساواه شيء في الصفة لساواه في الذات، فيلزم أن يكون مثلاً له، فيلزم تعدد الخالق الآله و هو محال، فإذا نفي عنه ما عداه و سلب عنه شبه ما سواه سواء كانت أبداناً أو أرواحاً فعرف أنه منزه عن أن يوصف بشيء غير ذاته أو يصدق عليه معنى غير ذاته. فغاية معرفته أن يعرف بالبرهان أن لا يمكن معرفته بشيء غير نفسه و لا شيء غير نفسه...
    )


    أحب أن أبسط القول ، بين صدر المتألهين في هذه الكلمات الموجزة حقيقة التوحيد و التنزيه، إذ أنه يضع معرفة الله سبحانه جل و علا في كفتين إحداهما أنك تعرف ذات الله تبارك و تعالى عن طريق المشاهدة، أي أنك تنظر إليها، و هذا يخالف قول الباري عزوجل في محكم آياته (لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ) الأنعام 103، و هذا ما يسمى بنفي المخالف يثبت الموالف. و في الطريق الثاني الذي تكلم فيه صدر المتأليهن في معرفة الله عن طريق تنزيهه و تقديسه، و ساق على ذلك أدله عقلية تعضد قوله مثل الذي لا سبب له و لا متجزء أي أحد صمد و ليس بمادة ، و ليس بمحتاج إلى الأجزاء فهو الذي يسمى بواجب الوجود و هو الذي لا حد و لا رسم له ، يقول بما أن واجب الوجود أمر غير معروف على الحقيقة الماهية الكلية فإذاً ينبغي منه إنتفاء الصور له في العقل.

    و أنقل هنا قول العلامة المجلسي في بحار الأنوار ج3 ص 274

    الاول : أن يكون المراد بالمعرف به ما يعرف الشئ به بأنه هوهو فمعنى اعرفوا الله بالله : اعرفوه بأنه هو الله مسلوباعنه جميع ما يعرف به الخلق من الجواهر والاعراض ومشابهته شئ منها ، وهذا هوالذي ذكره الكليني رحمه الله ، وعلى هذا فمعنى قوله : والرسول بالرسالة : معرفة الرسول بأنه ارسل بهذه الشريعة وهذه الاحكام ، وهذا الدين ، وهذا الكتاب ، ومعرفة كل من اولي الامر بأنه الآمر بالمعروف ، والعالم العامل به ، و بالعدل أي لزوم الطريقة الوسطي في كل شئ ، والاحسان أي الشفقة على خلق الله و التفضل عليهم ودفع الظلم عنهم . أو المعنى : اعرفوا الله بالله أي بما يناسب الوهيته من التنزيه والتقديس ، والرسول بما يناسب رسالته من العصمة والفضل والكمال ، واولي الامر بما يناسب درجتهم العالية التي هي الرئاسة العامة للدنيا والدين ، وبما يحكم العقل به من اتصاف صاحب تلك الدرجة القصوى به من العلم والعصمة والفضل والمزية
    على من سواه ، ويحتمل أن يكون الغرض عدم الخوض في معرفته تعالى ورسوله وحججه بالعقول الناقصة فينتهي إلى نسبة ما لايليق به تعالى إليه ، وإلى الغلو في أمر الرسول و الائمة صلوات الله عليهم .
    وعلى هذا يحتمل وجهين :
    الاول أن يكون المراد : اعرفوا الله بعقولكم بمحض أنه خالق إله ، والرسول بأنه رسول أرسله الله إلى الخلق ، واولي الامر بأنه المحتاج إليه لاقامة المعروف والعدل والاحسان ، ثم عولوا في صفاته تعالى وصفات حججه عليهم السلام على ما بينوا ووصفوا لكم من ذلك ولا تخوضوا فيها بعقولكم
    والثاني أن يكون المعنى : اعرفوا الله بما وصف لكم في كتابه وعلى لسان نبيه ، والرسول بما أوضح لكم من وصفه في رسالته إليكم ، والامام بما بين لكم من المعروف والعدل والاحسان كيف اتصف بتلك الاوصاف والاخلاق الحسنة .
    ويحتمل الاخيرين وجها ثالثا ، وهو أن يكون المراد لا تعرفواالرسول بما يخرج به عن الرسالة إلى درجة الالوهيته ، وكذا الامام .
    الثانى : أن يكون المراد بما يعرف به ما يعرف باستعانته من قوى النفس العاقلة و المدركة وما يكون بمنزلتها ويقوم مقامها ، فمعنى اعرفوا الله بالله : اعرفوه بنورالله المشرق على القلوب بالتوسل إليه والتقرب به ، فإن العقول إليه لاتهتدي إليه إلابأنوارفيضه تعالى واعرفواالرسول بتكميله إياكم برسالته ، وبمتابعته فيما يؤدي إليكم من طاعة ربكم فإنها توجب الروابط المعنوية بينكم وبينه ، وعلى قدرذلك يتيسر لكم من معرفته ، وكذا معرفة اولي الامر إنما تحصل بمتابعتهم في المعروف والعدل والاحسان و باستكمال العقل بها . الثالث : أن يكون المراد ما يعرف بها من الادلة والحجج ، فمعنى اعرفوا الله بالله أنه إنما تتأتى معرفته لكم بالتفكر فيماأظهرلكم من آثار صنعه وقدرته وحكمته بتوفيقه وهدايته ، لابما ارسل به الرسول من الآيات والمعجزات فإن معرفتها إنما تحصل بعد معرفته تعالى ، واعرفوا الرسول بالرسالة أي بما ارسل به من المعجزات والدلائل أو بالشريعة المستقيمة التي بعث بها ، فإنها لانطباقهاعلى قانون العدل والحكمة يحكم العقل بحقية من ارسل بها ، واعرفوا اولي الامر بعلمهم بالمعروف ، وإقامة العدل و الاحسان ، وإتيانهم بها على وجهها ، وهذا أقرب الوجوه ، ويؤيده خبر سلمان وكذا خبر ابن حازم ، إذاالظاهر أن المراد به أن وجوده تعالى أظهر الاشياء ، وبه ظهركل شئ ، وقد أظهرالآيات للخلق على وجوده وعلمه وقدرته ، وأظهر المعجزات حتى علم بذلك حقية حججه عليهم السلام ، فالعباد معروفون به ، ولا يحتاج في معرفة وجوده إلى بيان أحد من خلقه . ويمكن أن يقرأ " يعرفون " على بناء المعلوم أيضا .
    وأما ماذكره الصدوق رحمه الله فيرجع إلى أن المعنى أن جميع ما يعرف الله به ينتهي إليه سبحانه . ويرد عليه أنه على هذا تكون معرفة الرسول واولي الامر أيضا بالله فما الفرق بينهما وبين معرفة الله في ذلك ؟ وأيضا لا يلائمه قوله : اعرفوا الله بالله ، إلا أن يقال : الفرق باعتبار أصناف المعرفة ، فالمعرفة بالرسالة صنف من المعرفة بالله ، والمعرفة بالمعروف صنف آخر منها ، ومعرفة الله فيها أصناف لا اختصاص لها بصنف ، والمراد باعرفوا الله بالله : حصلوا معرفة الله التي تحصل بالله ، هكذا حققه بعض الافاضل . ثم إن في كلامه تشويشا وتناقضا ، ولعل مراده أخيرا نفي معرفة صفاته الكمالية حق معرفتها بدون إرسال الرسل ونصب الحجج إلاأن التصديق بوجوده تعالى يتوقف على ذلك وإن كان بعض كلماته يدل عليه .

    o معرفة الله سبحانه و تعالى على ضوء معرفة النفس
    و هنا خمسة نقاط بسيطة نبتدأ بها بحديث منقول عن كتاب الغرر و الدرر للآمدي عن الإمام علي عليه السلام ( من عرف نفسه عرف ربه ) و نذكر هنا أهم خمسة نقاط في شرح هذا الحديث مع أنها قرابة الإثني عشر نقطة:
    1. إن من عرف كونه نفساً واحدة، و أنها لو كانت متعددة لأمكن التعارض و الممانعة و الفساد في البدن، عرف أن الرب لو تعدد لكان ذلك كله، كما قال الباري عزوجل (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا)، و هذا الوجه يرجع إلى معرفة التوحيد في الربوبية ، و يؤيده لفظ الرب في الحديث.

    2. من عرف أنه لا يخفى على النفس أحوال الجسد، علم أنه لا يخفى عن الباري مثقال ذرة في الأرض و لا في السماء، لإمتناع علم المخلوق و جهل الخالق (توضيح: هنا يبين أنه من غير المعقول أن تعلم الروح بأحوال الجسد و لا يخفى عليها من أمر ، و يخفى على الواحد الآحد الخالق أمراً من أمور مخلوقاته، لأنه لا يصح أن يكون الخالق جاهل و المخلوق أي النفس عالمة.) و هذا الوجه يرجع إلى علمه تعالى المحيط بالأشياء

    3. من عرف أن النفس ليست إلى شيئ من الجسد أقرب منها إلى شيئ آخر منه، علم أن نسبة الأشياء كلها إلى قدرة الله تعالى و علمه سواء. بمعنى أنه إذا علم أن النفس هي أقرب أمر إلى الجسد و لا يوجد أقرب منها إتضح أن نسبة كل الكون إلى قدرة الله و علمه على حد سواء.

    4. من عرف أن النفس لا تحس و لا تمش و لا تدرك بالحواس الظاهرة، عرف أن الله و هو خالقها أعلى رتبة منها.

    5. أهم نقطة هنا في هذا الشرح هي أنه من عرف نفسه بصفات النقص عرف ربه بصفات الكمال، لأن النقص هو دال على الحدوث في حين أن الكمال من صفات الأزل و القدم.



    o معرفة الله سبحانه و تعالى على ضوء منهج الحدوث

    لما كانت هذه النقطة من النقاط المهمة و التي شرحها أئمة الهدى شرحاً وافياً ، و ذلك بسبب إعتقاد طائفة بقدم العالم و عدم حدوثه و هذا أمر خاطئ نبينه في البداية ببعض المقتطفات من الأدعية و الروايات الواردة عن أهل بيت العصمة سلام الله عليهم.

    1. يقول الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه في خطبته رقم 152 في نهج البلاغة (الْحَمْدُ للهِِ الدَّالِّ عَلَى وُجُودِهِ بِخَلْقِهِ، وَبِمُحْدَثِ خَلْقِهِ عَلَى أَزَلِيَّته)

    2. و قال سلام الله عليه في الخطبة رقم 185 (الْحَمْدُ لله الَّذِي لاَ تُدْرِكُهُ الشَّوَاهِدُ، وَلاَ تَحْوِيهِ الْمَشَاهِدُ، وَلاَ تَرَاهُ النَّوَاظِرُ، وَلاَ تَحْجُبُهُ السَّوَاتِرُ، الدَّالِّ عَلَى قِدَمِهِ بِحُدُوثِ خَلْقِهِ، وَبِحُدُوثِ خَلْقِهِ عَلَى وجُودِهِ)

    3. و أيضاً روى الشيخ الصدوق في كتابه التوحيد ص 293 باب 42 (عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام، أنه دخل عليه رجل فقال له: يا ابن رسول الله ما الدليل على حدث العالم؟ قال: أنت لم تكن ثم كنت، وقد علمت أنك لم تكون نفسك ولا كونك من هو مثلك)

    فالعقل الصريح أن وجود العلة أقوى من وجود المعلول، كما أن وجودها ليس عين وجود المعلول، فيستحيل أن يكون الشيئ عله لنفسه لإستلزامه الدور في العلية ( أي يكون هو العلة و المعلول و محدث العلة) و كذلك يستحيل أن يكون الشيئ علة لما هو مماثل له في الوجود، لإستلزامه تساوي العلة و المعلول، مع أن العلة أقوى من وجود المعلول.

    4. نذكر هنا مناظرة للإمام الصادق سلام الله عليه مع أبي شاكر الديصاني في مسألة حدوث العالم رواها الشيخ الصدوق في كتابه التوحيد في الباب 42 ص 292

    عن هشام بن الحكم يقول: دخل أبوشاكر الديصاني على أبي عبدالله عليه السلام فقال له: إنك أحد النجوم الزواهر، وكان آباؤك بدورا بواهر، وامهاتك عقيلات عباهر، وعنصرك من أكرم العناصر، وإذا ذكر العلماء فبك تثنى الخناصر فخبرني أيها البحر الخضم الزاخر ما الدليل على حدوث العالم؟ فقال أبوعبدالله عليه السلام: نستدل عليه بأقرب الاشياء قال: وما هو؟ قال: فدعا أبوعبدالله عليه السلام ببيضة فوضعها على راحته، فقال: هذا حصن ملموم داخله غرقئ رقيق لطيف به فضة سائلة وذهبة مائعة ثم تنفلق، عن مثل الطاووس، أدخلها شئ؟ فقال: لا، قال: فهذا الدليل على حدوث العالم، قال: أخبرت فاوجزت، وقلت فأحسنت، وقد علمت أنا لا نقبل إلا ما أدركناه بأبصارنا، أو سمعناه بآذاننا، أو شممناه بمناخرنا أوذقناه بأفواهنا أو لمسناه بأكفنا أو تصور في القلوب بيانا أو استنبطه الرويات إيقانا، قال أبوعبدالله: ذكرت الحواس الخمس وهي لا تنفع شيئا بغير دليل كما لا يقطع الظلمة بغير مصباح.

    إلى هنا نكتفي في مسائل معرفة الله سبحانه و تعالى و المناهج إلى معرفة الله، و من هنا يجب النظر في مسألة مهمة و هي الصفات التي إعتقد البعض أنها حقيقية فإستلزم الأمر وقوعهم في التشبيه و التجسيم و التركيب في ذات الباري عزوجل و نبين هذه المسألة إن شاء الله تعالى

    روى العلامة المجلسي في موسوعة البحارج3 ص 287 عن يونس بن ظبيان قال :
    دخلت على الصادق جعفر بن محمد عليه السلام فقلت : يا ابن رسول الله إني دخلت على مالك وأصحابه فسمعت بعضهم يقول : إن لله وجها كالوجوه وبعضهم يقول : له يدان ! واحتجوا لذلك بقول الله تبارك وتعالى : " بيدي استكبرت " وبعضهم يقول : هو كالشاب من أبناء ثلاثين سنة ! فما عندك في هذا ابن رسول الله ؟ قال : - وكان متكئا فاستوى جالسا -
    وقال : اللهم عفوك عفوك . ثم قال : يا يونس من زعم أن لله وجها كالوجوه فقد أشرك ، ومن زعم أن لله جوارح كجوارح المخلوقين فهو كافر بالله فلا تقبلوا شهادته ولا تأكلوا ذبيحته ، تعالى الله عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين ، فوجه الله أنبياؤه وأولياؤه
    .

    و لكن هناك عوامل طبعاً في أن البعض إنحرف عن الجادة الحقة و هي جادة التنزيه للباري عزوجل، و أهم عاملين للإنحراف هما: الأول منهما الخطأ في تفسير الآيات المتشابهات و التسرع بالأخذ بما يتصف في الذهن في أول النظرة ، و العامل الثاني هو أنس الإنسان و أُلفته بالمادة و الحس ، جعله صفات نفسه مقياساً لصفات خالقه.

    و منهج أهل البيت سلام الله عليهم واضح و من خلاله يتضح الرد على المخالفين لنا في هذه المسألة. قام أهل بيت العصمة سلام الله عليهم بعلاج مرض التشبيه عن الناس بوجهين:

    الأول: هو النهي البالغ عن أخذ القياس و التمثيل طريقاً لمعرفة الله سبحانه و تعالى، و التأكيد على طريق الإثبات على منهج الإعتدال في معرفة الباري عزوجل

    الثاني: التركيز على أن الطريق الصحيح لمعرفة الله سبحانه جل و علا هو الرجوع إلى القرآن الكريم و الأخذ بالآيات المحكمات و رد المتشابهات إلى الراسخون في العلم حتى يأولونها و تصبح محكمة بغيرها

    و نأتي الآن على نماذج من الروايات التي تبين هذه الأمور:



    روى الصدوق في كتابه التوحيد الباب الثاني ص 47 حديث رقم 9

    1. قام رجل إلى الرضا عليه السلام فقال له: ياأبن رسول الله صف لنا ربك فان من قبلنا قد اختلفوا علينا، فقال الرضا عليه السلام: إنه من يصف ربه بالقياس لايزال الدهر في الالتباس، مائلا عن المنهاج ظاعنا في الاعوجاج، ضالا عن السبيل، قائلا غير الجميل، اعرفح بما عرف به نفسه من غير رؤية، وأصفه بما وصف به نفسه من غير صورة، لايدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، معروف بغير تشبيه، ومتدان في بعده لا بنظير، لايمثل بخليقته، ولا يجور في قضيته.

    2. و يقول الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه في خطبته المشهورة خطبة الأشباح رقم 90 في نهج البلاغة و نقتبس منها ( فَأَشْهَدُ أَنَّ مَنْ شَبَّهَكَ بِتَبَايُنِ أَعْضَاءِ خَلْقِكَ، وَتَلاَحُمِ حِقَاقِمَفَاصِلِهِمُ الْـمُحْتَجِبَةِ لِتَدْبِيرِ حِكْمَتِكَ، لَمْ يَعْقِدْ غَيْبَ ضَمِيرِهِ عَلَى مَعْرِفَتِكَ، وَلَمْ يُبَاشِرْ قَلْبَهُ الْيَقِينُ بِأَنَّهُ لاَنِدَّ لَكَ، وَكَأَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ تَبَرُّؤَ التَّابِعِينَ مِنَ المَتبُوعِينَ إِذْ يَقُولُونَ: (تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلاَل مُبِين * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) كَذَبَ الْعَادِلُونَ بِكَ، إِذْ شَبَّهُوكَ بِأَصْنَامِهِمْ وَنَحَلُوكَ حِلْيَةَ الْـمَخْلُوقِينَ بِأَوْهَامِهمْ، وَجَزَّأُوكَ تَجْزِئَةَ الْـمُجَسَّماتِ بِخَوَاطِرِهِمْ، وَقَدَّرُوكَ عَلَى الْخِلْقَةِ الُْمخْتَلِفَةِ الْقُوَى، بِقَرَائِحِ عُقُولِهِمْ. فَأَشْهَدُ أَنَّ مَنْ سَاوَاكَ بِشَيْء مِنْ خَلْقِكِ فَقَدْ عَدَلَ بِكَ، وَالْعَادِلُ كَافِرٌ بِمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ مُحْكَمَاتُ آياتِكَ، وَنَطَقَتْ عَنْهُ شَوَاهِدُ حُجَجِ بَيِّنَاتِكَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ اللهُ الَّذِي لَمْ تَتَنَاهَ فِي الْعُقُولِ، فَتَكُونَ في مَهَبِّ فِكْرِهَا مُكَيَّفاً، وَلاَ فِي رَوِيَّاتِ خَوَاطِرِهَا مَحْدُوداً مُصَرَّفاً- إلى أن قال سلام الله عليه - فَمَا دَلَّكَ الْقُرْآنُ عَلَيْهِ مِنْ صِفَتِهِ فَائْتَمَّ بِهِ وَاسْتَضِىءْ بِنُورِ هِدَايَتِهِ، وَمَا كَلَّفَكَ الشَّيْطَانُ عِلْمَهُ مِمَّا لَيْسَ فِي الْكِتَابِ عَلَيْكَ فَرْضُهُ، وَلاَ فِي سُنَّةِ النَّبِيِّ(صلى الله عليه وآله) وَأَئِمَّةِ الْهُدَى أَثَرُهُ، فَكِلْ عِلْمَهُ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ، فَإِنَّ ذلِكَ مُنْتَهَى حَقِّ اللهِ عَلَيْكَ)3.

    يروي الصدوق عن الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه في كتابه التوحيد ص285 (: سئل أمير المؤمنين عليه السلام بم عرفت ربك؟ فقال: بما عرفني نفسه، قيل: وكيف عرفك نفسه؟ فقال: لاتشبهه صورة، ولايحس بالحواس، ولا يقاس بالناس، قريب في بعده، بعيد في قربه، فوق كل شئ ولا يقال: شئ فوقه، أمام كل شئ ولايقال: له أمام، داخل في الاشياء لا كشئ في شئ داخل، وخارج من الاشياء لا كشئ من شئ خارج، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره، ولكل شئ ومبتدء.)

    و إلى هنا يتضح منهج أهل البيت سلام الله عليهم في بيان المنهج الصحيح في معرفة صفات الله سبحانه و تعالى و نحن نعرف بأن الإمام الأمير سلام الله عليه له في أول خطبة في نهج البلاغة قول هو (أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ، وَكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْديقُ بِهِ، وَكَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ، وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ الاِْخْلاصُ لَهُ، وَكَمَالُ الاِْخْلاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ، لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَة أَنَّها غَيْرُ المَوْصُوفِ، وَشَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوف أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ، فَمَنْ وَصَفَ اللهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ، وَمَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ،وَمَنْ ثَنَّاهُ فَقَد جَزَّأَهُ، وَمَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ، [وَمَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أشَارَ إِلَيْهِ، ]وَمَنْ أشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ، وَمَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ، وَمَنْ قَالَ: «فِيمَ» فَقَدْ ضَمَّنَهُ، وَمَنْ قَالَ: «عَلاَمَ؟» فَقَدْ أَخْلَى مِنُهُ.) فالإمام سلام الله عليه يبين أن الصفات يجب أن تنفى عن الباري عزوجل ، و لكن هنا سؤال مهم يجب أن يطرح، عن أي الصفات يتحدث الإمام سلام الله عليه ؟؟؟ فنقول هذه الصفات التي تستلزم منه الحدية و التشبيه و التركيب كوصفه بالجوارح و الحركة و إلى غيرها من الأمور التي تستلزم حده و تشبيهه و تركيبه.
    صحيح ورد في القرآن الكريم آيات مضمونها هذه الأمور، مثل (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) و قوله عزوجل (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) و لكن هذه الآيات هي من الآيات المتشابهات و ترد إلى المحكمات مثل (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) و أيضاً مثل (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ).
    فمما ضل من أخذ القرآن و تفسيره عن اهله عن الراسخون في العلم ، فهؤلاء هو ترجمان القرآن سلام الله عليهم فهم من يؤخذ عنهم التفسير لأنهم هم النبع الصافي الأصيل لدين خاتم النبيين محمد بن عبدالله صلوات الله و سلامه عليه و آله و هو ورثته في علمه و هم حجج الله على خلقه من بعده، فلماذا تترك العترة الطاهرة،هل أخذ عنهم أفقه من أحفاد النبي صلوات الله و سلامه عليه و آله ؟؟؟ سؤال لن يجيب عليه أحد

    و صلى الله على خير خلقه خاتم النبيين محمد و على آله الطيبين الطاهرين

    تم في 7/11/04 20

  • #2
    اللهم صل على محمد و آل محمد

    تعليق


    • #3
      شكرا اخي سليل الرسالة وبارك الله بك وجعله في ميزان حسناتك

      تعليق


      • #4
        اللهم صل على محمد وآل محمد

        اللهم صل على محمد وآل محمد
        اللهم صل على محمد وآل محمد
        اللهم صل على محمد وآل محمد

        بارك الله فيك مولانا سليل الطهر

        للرفع

        ونتمنى تثبيت الموضوع من قبل مشرفينا المحترمين
        ونتمنى أكثر أن نجد مشاركة من طالبي الحق والحقيقة
        باذن الله تعالى

        تعليق


        • #5
          تم حذف المشاركة لخروجها عن موضوع الحوار و ننذر كاتبها برعاية القوانين

          النبأ العظيم

          تعليق


          • #6
            اللهم صل على محمد وآل محمد.
            بارك الله فيكم سيدنا العزيز, حقيقة الشبكة تحتاج الى مثل هذه المواضيع, وللاسف هذه المواضيع فقيرة في الشبكة بل قد تكون معدومه.
            لذا نتمنى منكم مثل هذه المواضيع في الشبكه.
            مداخله بسيطه سيدنا العزيز او بمعنى اصح سؤال وان كان الجواب موجود في الموضوع.
            ولكن قصدي من السؤال هو ان تتضح الصوره للبعض لكونها مبهمة للبعض على مااعتقد, وقد تجعلهم يقفون حائرين امامها كما وقفت حائرا في فترة من الفترات واتضحت الصورة لي كليا بعد البحث في كلمات اهل البيت عليهم وخصوصا ماذكرتها في هذا الموضوع:
            قلت:
            لما كانت هذه النقطة من النقاط المهمة و التي شرحها أئمة الهدى شرحاً وافياً ، و ذلك بسبب إعتقاد طائفة بقدم العالم و عدم حدوثه
            نبين بداية لماذا اعتقد البعض بقدم العالم ليس قدما زمنيا بل قدما ازليا.
            ورد عن اهل البيت عليهم السلام, وفي القرآن الكريم, من الامور التي نستدل بها على وجود الله هي مخلوقاته.
            فاذا كانت المخلوقات دائما دليل على وجود الله.
            هذا يلزم قدم المخلوقات (العالم) قدما ازليا, لتكون دليلا على وجود الله.
            طبعا مايرد على هذا الاشكال قول امير المؤمنين عليه السلام في دعاء الصباح, وكما ذكره سيدنا في هذا الموضوع (يامن دل على ذاته بذاته)
            لذا نود من سيدنا العزيز بيان بطلان ماقلته بخصوص قدم العالم قدما ازليا.
            لانه لا قديم الا الله, ومن جعل لله قديما فقد اشرك.

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم
              اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرج قائم محمد و آل محمد بحق محمد و آل محمد يا كريم
              السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


              مواليي الأفاضل و ساداتي الكرام طالب الثأر و أشتر مذحج و بوحسن بارك الله فيكم ساداتي الأفاضل

              عزيزي شارفوا إن المسلم من سلم الإنسان من يده و لسانه و النبي الأعظم صلى الله عليه و آله قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق فإقتدي بنبينا الكريم صلى الله عليه و آله في الحوار


              مولاي الفاضل بوحسن إن مسألة قدم العالم قدماً أزلياً هو قول باطل لأن الزمان بما فيه هو يعتبر مكان

              و إذا عرفنا بأن تعريف المكان هو كما يعرفه الفيزيائيون على أنه الحيز الذي تشغله مادة، مهما كانت ماهية هذه المادة. وأما إبن سينا فيعرف المكان في كتابه النجاة ص 100 فيقول: يقال مكان لشيء يكون فيه الجسم فيكون محيطاً به ويقال مكان لشيء يعتمد عليه الجسم فيستقر عليه والمكان الذي يتكلم فيه الطبيعيون هو الأول وهو حاو للمتمكن مفارق له عند الحركة ومساو له

              فهنا وجب علينا القول بحدوث العالم و القول بأن المخلوقات دليل على معرفة الله فليست المخلوقات فقط هي الدالة على وجود الله سبحانه و تعالى و إنما حدوث المخلوقات.

              إن القول بقدم العالم قدماً أزلياً لا زمانياً يعتبر إشراكاً للباري عزوجل في أزليته و سرمديته و هذا باطل لأنه يخدش التوحيد فقد بين الباري عزوجل في كتابه الكريم بقوله {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (1) سورة الإخلاص و بقوله {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (4) سورة الإخلاص و عليه الإستحالة بقول أزلية العالم أو قدمه.


              أخواني الأفاضل أرجو إثراء الموضوع بما تجود به جعبتكم من نقاشات قد تفتح آفاقاً أخرى للنقاش و أشكر مولاي الكريم بوحسن على الإشارة لهذه النقطة

              تعليق


              • #8
                احسنتم واجدتم سيدنا العزيز:
                فليست المخلوقات فقط هي الدالة على وجود الله سبحانه و تعالى و إنما حدوث المخلوقات.
                ونوضح:
                كل علة تخرج من اي كائن كان ليست علة ذاتيه بل لا بد من معلول.

                والمعلول لاينفصل عن العلة,فعندما نرجع اي علة الى معلولها, يكون لدينا احد الامرين:
                1_ اما ان يكون المعلول للعلة الناتجه له معلول ايضا, وهكذا تسلسلا ( والتسلسل ) باطل عقلا.
                2_ او ان يكون للعلة معلول لا معلول له.(وهذا مانريد ان نصل اليه)
                مثال بسيط :
                بداية:
                الوجود لايخلو من ثلاث امور:
                1_ اما واجب الوجود.
                2_ ممكن الوجود.
                3_ ممتنع الوجود.
                عندما نحضر زيت وقطعة قماش وزجاجه وطحين.
                نخلط الطحين بالزيت ونضح الطحين في قطعة القماش ونمسح الزجاجه بقطعة القماش.
                ماذا نلاحظ؟؟؟؟
                نلاحظ ان الزجاجه قد اكتسبت الدسومه, من اين اكتسبتها؟ من قطعة القماش وقطعة القماش من اين اكتسبتها؟من الطحين, والطحين من اين اكتسب الدسومه؟من الزيت,والزيت من اين اكتسب الدسومه؟؟؟؟
                الى هنا نقف لان الزيت دسم بذاته لايكتسب الدسومه من غيره.
                هذا المثال يوضح كيف ان الدسومه انتهت الى الزيت ولامعلول لعلة الدسومه في الزيت.
                نفس الكلام ينطبق على وجود الله فعندما نصل الى الله نسأل من اوجد الله؟؟؟
                فالله واجب الوجود.
                لايحتاج الى معلول لايجاده تعالى الله عن ذلك.
                فالله واجب الوجود لاممكن الوجوداو يمتنع وجوده.
                لا اريد ان ادخل في تفاصيل هذا الموضوع, سأترك الامر لسيدنا الفاضل لبيان هذا الامر.
                لكن مااريد ايصاله هو:
                ان جميع العلل كلها حوادث لم تكن موجوده (اي كانت عدما) ثم اصبحت حوادث بعدما كانت عدما.
                فهذا يعني وجود الانسان اصبح حادثا من بعد ماكان عدم.
                فعلة وجود ممكن الوجود هو دليلنا الى اثبات وجود واجب الوجود (الله سبحانه وتعالى).
                وكل علة هي حادثه بعدما كانت عدما.
                وبهذا يبطل القول بقدم العالم.
                وكانت اجابة السيد في غاية الدقه,وهي كافية للرد على ماطرحته.

                سؤال ثاني سيدنا الفاضل:
                ذكرت لك بأن الوجود لايخلو من ثلاثة اوجه:
                1_ واجب.
                2_ ممكن.
                3_ ممتنع.
                والممكن هو مابين الواجب والممتنع,بهذا يصح لدينا اطلاق لفظ واجب الوجود على بعض الحوادث.
                فهل يصح هذا اللفظ؟؟؟ ولو صح فكيف يتم التفريق بين وجوب وجود الحادث ووجوب وجود الله؟؟؟

                تعليق


                • #9
                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرج قائم محمد و آل محمد بحق محمد و آل محمد
                  السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



                  مولاي الكريم إذا ما عرفنا بأن الواجب الوجود بذاته لا علة له، وإن الممكن الوجود بذاته له علة، وإن الواجب الوجود بذاته واجب الوجود من جميع جهاته، وإن الواجب الوجود لا يمكن أن يكون وجوده مكافئاً لوجود آخر، فيكون كل واحد منهما مساوياً للآخر في وجوب الوجود ويتلازمان. وأن الواجب الوجود لا يجوز ان يجتمع وجوده عن كثرة البتة. وأن الواجب الوجود لا يجوز أن تكون الحقيقة التي له مشتركاً فيها بوجه من الوجوه، حتى يلزم تصحيحنا ذلك أن يكون واجب الوجود غير مضاف، ولا متغير، ولا متكثر، ولا مشارك في وجوده الذي يخصه. أما الواجب الوجود لا علة له، فظاهر. لأنه إن كان لواجب الوجود علة في وجوده، كان وجوده بها. وكل ما وجوده بشيء، فإذا اعتبر بذاته دون غيره لم يجب له وجود، وكل ما إذا اعتبر بذاته دون غيره، ولم يجب له وجود، فليس واجب الوجود بذاته. فبين أنه إن كان لواجب الوجود بذاته علة لم يكن واجب الوجود بذاته، فقد ظهر أن الواجب الوجود لا علة له. وظهر من ذلك أنه لا يجوز أن يكون شيء واجب الوجود بذاته، وواجب الوجود بغيره، لأنه إن كان يجب وجوده بغيره، فلا يجوز أن يوجد دون غيره، وكلما لا يجوز أن يوجد دون غيره، فيستحيل وجوده واجباً بذاته. ولو وجب بذاته، لحصل. ولا تأثير لإيجاب الغير في وجوده الذي يؤثر غيره في وجوده فلا يكون واجباً وجوده في ذاته. و عليه فلا يصح إطلاق لفظة واجب الوجود على ما هو يحتاج إلى علة لوجوده

                  تعليق


                  • #10
                    احسنتم سيدنا العزيز, كلاما جميلا ومقنعا حقيقة لكن انا لي رأي آخر:
                    بأن الشئ لا يوجد الا اذا كان ضروريا, فلولا ضرورته لما كان موجودا.
                    واذا كان وجوده لضروره وجب وجوده.
                    اذا بأمكاننا ان نقول بأن الشئ واجب الوجود بغيره لابذاته.
                    وهذه الضروره التي تحدثنا عنها تسمى ((ضرورة بالغير))
                    فالوجوب بالغير هو القدر المسلم بين المادي وغيره غاية الامر, فالمادي يقول بعدم تناهي هذه الوجابات الغيريه ((وهذا يلزم الدور والتسلسل وهما باطلان)) اما الالهي يقول بتناهي هذه الامور الى واجب الوجود بالذات لا بالغير.

                    على اية حال لا اريد ان اتفرع في هذا الموضوع....



                    نترك لكم سيدنا الفاضل الوقت لاكمال الموضوع,,,
                    وان وجدت اي مداخله فلن نبخل...


                    تعليق


                    • #11
                      اللهم صل على محمد و آل محمد
                      اللهم صل على محمد و آل محمد
                      اللهم صل على محمد و آل محمد

                      كلما قرأت لشيعة علي كلما وجدت نفسي تلميذاً بليداً في مدرستهم

                      أساتذتي الكرام وفقكم الله تعالى و حفظكم و دمتم مدافعين عن الحقيقة
                      و اقبلوني متابعاً لهذا الموضوع


                      ___________________________

                      " صحيح ورد في القرآن الكريم آيات مضمونها هذه الأمور، مثل (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) و قوله عزوجل (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) و لكن هذه الآيات هي من الآيات المتشابهات و ترد إلى المحكمات مثل (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) و أيضاً مثل (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) "



                      الحــــزب ،،،

                      تعليق


                      • #12
                        اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        اللهم صل على محمد وآل محمد

                        السلام عليكم مولاينا الكرام الطيبين

                        قل أعوذ برب الفلق من شر شر ما خلق
                        عين المولى ترعاكم يا شيعة علي

                        وبالنسبة للحديث عن الرأي في واجب الوجود لذاته وواجب الوجود لغيره
                        فأقول أنني حقيقة لست أرى اختلاف في توجه الحقائق لدى مولانا سليل ومولانا بو حسن في تقريرها؟!
                        وإن اختلفت الألفاظ!
                        ومدارس الفلسفة الاسلامية والحكمة العرفانية إختلفت في إطلاق اللفظ لا أكثر
                        والشيخ الرئيس (قدس سره) كان يطلق هذه المسميات الثلاث وربما زاد رابعه!
                        وهي واجب الوجود لذاته وممكن الوجود لذاته وواجب الوجود لغيره.
                        وواجب الوجود لغيره يعني بها ممكن الوجود لذاته.

                        وهو ما يعنيه مولانا بو حسن من ذكره (الضرورة بالغير).
                        وهي معناها أنه لما كان هذا الشئ ممكن الوجود وتوجهت إليه إرادة الواجب ومشيئته لتدخله في صقع الوجود ,
                        فكان هذا التوجه واجباً إذ أنه صادر عن الواجب , فكان وجود الشئ المراد من قبل القيوم الأول يمكن وسمه ظاهراً بأنه صار واجباً للوجود لإرادة الواجب لوجوده.
                        اذ كانت ارادة الواجب واجبة ولا يعوقها عائق وإن تراخت فإنها نافذة.

                        وهذا مثال أنه مثلاً إذا كان لدينا كوب ماء فهو من ذاته ماء ممكن الشرب لم يتم شربه وهو من ذاته لا يقدر أن يتحرك ويلقي بنفسه في جوف أي إنسان حتماً!
                        فهو هنا غير واجب الشرب ولكنه ممكن الشرب أيضا إذ حركه لذلك محرك ما.
                        فإذا افترضنا وجود إنسان عطشان وتحركت إرادته إلى شرب هذا الماء (مع فرض إن إرادته هذه إرادة واجبة يجب نفاذها وأن هذا الشارب عندما يفكر في شئ وينوي عليه فانه لا يتردد فيه ولا يتراجع وانما ما يريده هو الصواب والحق الذي لا محيص عنه ونعيد مرة أخرى مع نفاذ إرادته)
                        فهنا فالماء قد صار حتما عليه وواجباً أن يُشرب!!
                        فكذلك صار واجب الشرب ليس من ذاته ولكن من فعل غيره.

                        كذلك هو وجودنا فهو ممكن الوجود لذاته وواجب الوجود لتوجه المشيئة والارادة الالهيتين إليه
                        وإن انقهرت أنيته في ظلمات الإمكان فقد صبغت وجهته بأنوار الوجوب مذ أشرقت عليه برغبتها وإرادتها ومشيئتها.

                        فهذا بيان حديث مولانا بو حسن (مع الاطالة والثرثرة)

                        وهو لا يتناقض مع حديث السيد الموسوي
                        فان اطلاق التسمية على الممكن الوجود لذاته بأنه واجب الوجود لغير ذاته
                        إنما هو بيان معنى كلمة ممكن الوجود لذاته!
                        وممكن الوجود تعني أنه قد يوجد وقد لا يوجد!!
                        وبما أن المصدر الوحيد للوجود والمنبع الفريد له هو الواجب
                        فمخرج الممكن ومنفذه إلى الوجود لا يكون بغير إرادة الواجب له
                        وكل ما يريد الواجب هو واجب!
                        اذن فهو مُمكن أراده الواجب وشاءه فوُجد ووجب عليه الوجود.
                        أو بمعنى آخر لما رأى الواجب بحكمته أن وجوده ذو ضرورة ٌإقتضت مشيئته عندئذٍ إختياره ليدخل في قصعها ويتردى بردائها.

                        فهو اختلاف في اللفظ لا أكثر!

                        وإن كان قول مولانا السليل يعتنقه بعض العارفين
                        بأن الممكن الوجود لا يمكن ان يكون واجبا
                        بل لا يمكن أن يشم رائحة الوجود قط!!!!
                        وهذا قول صدر المتألهين قدس سره العزيز
                        وهو قول عجيب يعتمد في نظرته على شهود الاشراق الذاتي للذات العظمى على كل شي ونفي ما عداها!
                        وهذا لا نذكره هنا ما دمنا في بيان عقيدتنا في معرفة الله من جهة أفعاله.


                        مولانا الحزب
                        نتابع معكم مولانا

                        وبالنسبة للتشابه نعم سيدي
                        وهناك شئ أردنا أن نشير إليه في قوله تعالى (إلى ربها ناظرة)
                        حيث أنها تتخذ من قبل المذاهب الأخرى التي تؤمن برؤية الله بالعين المجردة كدليل على هذا القول المحال.
                        ونؤخره لفرصة أخرى إن سنحت بفضل الله تعالى وتوفيقه
                        ونبقى متابعين لأسدي أهل البيت في حوراهما

                        دمتم في أمان الله وحفظه وبمهبط من رحماته وبركاته

                        تعليق


                        • #13
                          اللهم صل على محمد آل محمد...
                          مولانا الحزب ما نحنن الى تلاميذكم مولاي.


                          اخي العزيز اشتر احسنت واجدت التوضيح,,, بارك الله فيك.



                          في انتظار سيدنا الفاضل سليل الرساله.



                          نسألكم الدعاء.

                          تعليق


                          • #14
                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرج قائم محمد و آل محمد بحق محمد و آل محمد
                            السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


                            ساداتي الأفاضل و أستاذتي الكرام بارك الله فيكم لإثراء هذا البحث

                            مولاي الكريم بوحسن ، إن مسألة واجب الوجود بغيره فإن وجب ووجوده بغيره صرف عنه لفظ واجب الوجود لما يقتضيه هذا اللفظ من متطلبات لا تتواجد في الممكنات

                            و حتى و لو كان القصد في واجب الوجود لغيره بالمعنى الذي تفضلت به حبيبي الكريم مع حبيب الغالي أشتر مذحج فإن صرف هذا اللفظ على ما غير صاحبه أمر تجاوزي في نظري


                            و أعتذر عن التأخير فنحن في أيام مصيبة و عزاء

                            تعليق


                            • #15
                              اعتقد بأن الاخ شارفو لم يقتنع بمنهج أهل البيت في معرفة الله تعالى لذلك كتب موضوعا بعنوان:

                              دليل عقلي ونقلي بان الله تعالى موجود لا شك في وجوده

                              واليكم الرابط:
                              http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=25958

                              الرجاء قراءة موضوعه
                              المسكين يستدل على وجود الله عن طريق الأيات القرآنية والمعاجز النبوية.

                              سبحان الله وتعالى علوا كثيرا

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X