تعالوا يا إخواني الأعزاء، لنتذكر كيف كنا ننتظر شهر رمضان، ونحسب أيامه قبل حلوله بأسابيع وأيام... ننتظره لنستقبله ونسعد فيه... فإذا به يصل إلينا ونحن نحتار، هل اليوم هو اليوم الأول من الشهر المبارك، أم هو يوم الشك، فيمضي اليوم الأول والثاني... وبسرعة لا نشعر بها تمر الأيام الأخرى...
نعم، لقد انقضى حوالي نصف شهر رمضان، هكذا بسرعة، وبكل بساطة، كما تنقضي أيام العمر، للواحد منا، سريعة ومن دون أن نشعر...
وهكذا نتفاجأ بانتهاء العمر مع أن أمسه كان قريبا منا... فلنتذكر جميعا، لنتأمل جميعا في ماضينا.. .كيف انقضى وكيف ذهب... ذهبت أيام اللذات وبقيت التبعات ترافقنا إلى قبورنا
يا بن العشرين، تذكر معي عندما كنت في المدرسة قبل أربع أو خمس سنوات... تذكر أيام الامتحانات والنتائج، والساعات الطويلة التي كنت تقضيها في الصف بين الرفاق... وتذكر الأحداث التي كانت تمر عليكم، وتترك آثارها في حياتكم... ها هي قد مضت بسرعة وكأنها يوم أمس ! ...
يا بن الثلاثين، تذكر منذ عدة سنوات، عندما دخلت إلى الجامعة لأول مرة، وكم كان لهذا اليوم تأثير في حياتك... وتذكر اليوم الذي استلمت فيه عملا، وكم كنت سعيدا، وكيف تعرفت على الأجواء الجديدة والزملاء الجدد... وكم كنت مستصعبا حياتك الجديدة... ومرت الأيام بسرعة وكأنها حصلت منذ يوم أو يومين !...
يا بن الأربعين، هل تسمح أن نعود إلى سنوات خلت، سوية، لنعاود ذكرياتك الأولى عندما خطبت وتزوجت، وما لهذه الأيام من أجواء خاصة، لها طعمها المميز، الذي لا ينسى... وعندما دخلت بيت الزوجية، وجاءك طفلك الأول ثم الثاني... ومضت الأشهر والسنون... انظر الآن من حولك...لترى أولادك قد شارفوا على سن التكليف، وأخذوا ينازعونك في آرائهم، ويزاحمونك في سلطانك... وتجهد نفسك وتكابد لراحتهم وسعادتهم... ألا تتساءل يا أخي، كيف مضت هذه السنون؟؟
كيف انقضت هذه السنوات ؟!... وكأنها ساعة مرت بسرعة على غفلة منا...ولم يبق أكثر مما مضى ؟!؟
أيها المتسحرون الكرام، هكذا انقضى نصف شهر رمضان، من دون أن نشعر بذلك وهكذا فرطنا به، وهكذا ضيعنا قسما كبيرا منه، مع أننا كنا ننتظره حاسبين ذلك بالأيام والساعات... وفي هذا موعظة لنا، لسرعة انقضاء العمر من دون مهلة أو تحذير، فإن الزمن لا يتوقف، وإن اليوم يمر لتتبعه الليلة، والليلة تمر ليتبعها النهار... ولا يمهل أحدهما الآخر.
ذكر في إرشاد القلوب: أن رجلا صالحا سأل أحد العلماء قائلا له: أوصني، فقال: أوصيك بشيء واحد: اعلم أن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل أنت فيهما
وفي هذا القول عبرة عظيمة لأهل البصيرة والفلاح
وروي عن علي عليه السلام: "إن لله ملكا ينادي في كل يوم، لِِدوا للموت، واجمعوا للفناء، وابنوا للخراب"
فلنتعظ بنداء هذا الملك، الذي يعد كل شيء بالزوال والفناء والرحيل، من إنسان وجماد، ومن بينهم نحن الذين نقرا هذا الكلام
اللهم صل على محمد وآل محمد، وارحمني إذا اشتد الأنين، وحُظِر علي العمل، وانقطع مني الأمل، وأفضيت إلى المنون، وبكت علي العيون، وودعني الأهل والأحباب، وحُثي علي التراب، ونُسِي اسمي، وبلي جسمي، وانطمس ذكري، وهُجر قبري، فلم يزرني زائر، ولم يذكرني ذاكر
اللهم واجعل القرآن أنيس قلوبنا، يا أرحم الراحمين
نعم، لقد انقضى حوالي نصف شهر رمضان، هكذا بسرعة، وبكل بساطة، كما تنقضي أيام العمر، للواحد منا، سريعة ومن دون أن نشعر...
وهكذا نتفاجأ بانتهاء العمر مع أن أمسه كان قريبا منا... فلنتذكر جميعا، لنتأمل جميعا في ماضينا.. .كيف انقضى وكيف ذهب... ذهبت أيام اللذات وبقيت التبعات ترافقنا إلى قبورنا
يا بن العشرين، تذكر معي عندما كنت في المدرسة قبل أربع أو خمس سنوات... تذكر أيام الامتحانات والنتائج، والساعات الطويلة التي كنت تقضيها في الصف بين الرفاق... وتذكر الأحداث التي كانت تمر عليكم، وتترك آثارها في حياتكم... ها هي قد مضت بسرعة وكأنها يوم أمس ! ...
يا بن الثلاثين، تذكر منذ عدة سنوات، عندما دخلت إلى الجامعة لأول مرة، وكم كان لهذا اليوم تأثير في حياتك... وتذكر اليوم الذي استلمت فيه عملا، وكم كنت سعيدا، وكيف تعرفت على الأجواء الجديدة والزملاء الجدد... وكم كنت مستصعبا حياتك الجديدة... ومرت الأيام بسرعة وكأنها حصلت منذ يوم أو يومين !...
يا بن الأربعين، هل تسمح أن نعود إلى سنوات خلت، سوية، لنعاود ذكرياتك الأولى عندما خطبت وتزوجت، وما لهذه الأيام من أجواء خاصة، لها طعمها المميز، الذي لا ينسى... وعندما دخلت بيت الزوجية، وجاءك طفلك الأول ثم الثاني... ومضت الأشهر والسنون... انظر الآن من حولك...لترى أولادك قد شارفوا على سن التكليف، وأخذوا ينازعونك في آرائهم، ويزاحمونك في سلطانك... وتجهد نفسك وتكابد لراحتهم وسعادتهم... ألا تتساءل يا أخي، كيف مضت هذه السنون؟؟
كيف انقضت هذه السنوات ؟!... وكأنها ساعة مرت بسرعة على غفلة منا...ولم يبق أكثر مما مضى ؟!؟
أيها المتسحرون الكرام، هكذا انقضى نصف شهر رمضان، من دون أن نشعر بذلك وهكذا فرطنا به، وهكذا ضيعنا قسما كبيرا منه، مع أننا كنا ننتظره حاسبين ذلك بالأيام والساعات... وفي هذا موعظة لنا، لسرعة انقضاء العمر من دون مهلة أو تحذير، فإن الزمن لا يتوقف، وإن اليوم يمر لتتبعه الليلة، والليلة تمر ليتبعها النهار... ولا يمهل أحدهما الآخر.
ذكر في إرشاد القلوب: أن رجلا صالحا سأل أحد العلماء قائلا له: أوصني، فقال: أوصيك بشيء واحد: اعلم أن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل أنت فيهما
وفي هذا القول عبرة عظيمة لأهل البصيرة والفلاح
وروي عن علي عليه السلام: "إن لله ملكا ينادي في كل يوم، لِِدوا للموت، واجمعوا للفناء، وابنوا للخراب"
فلنتعظ بنداء هذا الملك، الذي يعد كل شيء بالزوال والفناء والرحيل، من إنسان وجماد، ومن بينهم نحن الذين نقرا هذا الكلام
اللهم صل على محمد وآل محمد، وارحمني إذا اشتد الأنين، وحُظِر علي العمل، وانقطع مني الأمل، وأفضيت إلى المنون، وبكت علي العيون، وودعني الأهل والأحباب، وحُثي علي التراب، ونُسِي اسمي، وبلي جسمي، وانطمس ذكري، وهُجر قبري، فلم يزرني زائر، ولم يذكرني ذاكر
اللهم واجعل القرآن أنيس قلوبنا، يا أرحم الراحمين
تعليق