بسم الله الرحمن الرحيم
ساعات تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية .. بين بوش وكيري .. تساؤلات تدور حول ما الذي قد تحمله هذه الانتخابات من جديد للوحة السياسية الأمريكية تجاه المنطقة والعالم .. وخصوصا تجاه مستقبل العراق وفلسطين.
لهذا ارتأيت أن أطلعكم على رأي الكاتب (عمار تقي) في مقالته المنشورة بجريدة الرأي العام الكويتية بتاريخ 21/10 حول هذا الموضوع الحساس.
"ما هو الفرق بين "البيبسي" و "الكولا"؟!
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المزمع عقدها في نوفمبر المقبل و مع احتدام المنافسة الشديدة بين الرئيس الحالي جورج بوش و السيناتور جون كيري, يبقى السؤال حاضرا في ذهن المواطن العربي و في عموم منطقة الشرق الأوسط: هل السيناتور الديمقراطي أفضل من الرئيس الجمهوري؟
قد تبدو الإجابة على هذا السؤال للوهلة الأولى ب "نعم", خصوصا بعدما توصل الشارع العربي و الإسلامي إلى قناعة تامة بأن الإدارة الأميركية الحالية هي من أسوأ الإدارات الأميركية في تعاطيها مع قضايا الشرق الأوسط, لذا نرى الكثيرين في العالمين العربي و الإسلامي ممن اكتووا بنار الإدارة الحالية يروجون لمقولة أن "كيري أفضل لنا من بوش", فهل هذا صحيح؟ ماذا يا ترى لو اتضح أن كيري في حال فوزه في الانتخابات المقبلة بأنه لن يقل سوء عن سلفه؟ بمعنى آخر, ماذا لو اكتشف المواطن العربي بأن كيري و بوش ما هما إلا وجهين لعملة واحدة؟! لنسلط الضوء قليلا على بعض تصريحات و مواقف السيناتور كيري المتعلقة بأهم قضايا الشرق الأوسط لنرى هل فعلا جون كيري أفضل لقضايانا؟
العراق
خلال الفترة الماضية طرح السيناتور كيري في وسائل الإعلام الأميركية المختلفة ثلاثة أسئلة على منافسه بوش تتعلق بالملف العراقي, و هي: ما هو السبب الذي دفع بوش للحرب من دون خطة لكسب السلام؟ لماذا ظلل أميركا بشأن الطريقة التي سيخوض بها الحرب؟ و لماذا لم يجلب دولا أخرى إلى العراق لتدعم الولايات المتحدة؟
يتضح لنا من خلال التمعن في الأسئلة السابقة بأن ليس هناك ثمة اختلاف حقيقي و جوهري على الإطلاق بين مواقف كيري و بوش, فالسيناتور الديمقراطي لا يعارض أصل مبدأ الحرب على العراق حتى بعدما تبين له عدم صحة المعلومات الإٍستخباراتية حول امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل, إنما كيري في حقيقة الأمر يعارض سياسة بوش (الإسلوب) في الحرب على العراق. و مما يدحض مقولة أن كيري أفضل لقضايانا العربية هو ما ذكرته صحيفة "الجارديان البريطانية"(9/7/2004) من أن "كيري سيبقي القوات الأميركية في العراق فترة أطول عما كان يعتزم بوش"! و ليس هذا فحسب بل أن كيري قد أعلن مؤخرا بأنه سيرسل 40 ألف جندي أميركيي إضافي إلى قواته المسلحة في العراق في حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة!
إسرائيل و القضية الفلسطينية
لقد زايد المرشح الديمقراطي على مواقف غريمه الجمهوري من إسرائيل حينما أعلن في أكثر من مناسبة عن تأييده المطلق للسياج الأمني الذي تبنيه الدولة العبرية, لا بل قام بانتقاد محكمة العدل الدولية التي صوتت ضد الجدار و قام باتهامها بالانحياز للفلسطينيين! و قد نشرت صحيفة "هـآرتس" العبرية تصريحات لكيري أكد فيها على ما يلي: تأييد كامل لخطة شارون الأحادية الجانب للانفصال عن قطاع غزة, رفض التفاوض مطلقا مع عرفات, معارضة أي محاولة لتقليص حجم المساعدات الأميركية لإسرائيل, دعم كامل لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس, الحفاظ على التفوق العسكري لإسرائيل, و أخيرا الدعم الكامل لما بات يعرف ب "وعد بوش" و المتعلق بعدم السماح للاجئين الفلسطينيين بحق العودة و الاعتراف بالمستوطنات الكبرى في الضفة الغربية على أنها جزء من إسرائيل.
من جانب آخر, فقد طمأن كيري الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة بأن "قضية إسرائيل هي قضية أميركا" بعدما قام بسرد سلسلة طويلة من القرارات التي صوت فيها لصالح الدولة العبرية في مجلس الشيوخ منذ انتخابه قبل 19 عاما. و قد أكد كيري(الذي كشفت الصحافة الأميركية قبل نحو عام بأن جده كان يهوديا "فريدريك كوهين", و أن أخاه "كامرون" أحد أهم النشطاء السياسيين في الوسط اليهودي الأميركي) بأنه "لن يمارس أي ضغوطات على الدولة اليهودية تهدد العلاقة الخاصة التي تربط الولايات المتحدة بإسرائيل, و أنه لن يمارس ضغطا عليها لتقديم تنازلات يمكن أن تهدد أمنها في حال فوزه بالرئاسة الأميركية"(النيويورك تايمز29/8/2004).
و ليس هذا فحسب, فقد نشرت مجلة "فور وارد" الأميركية مقابلة مع السيناتور الديمقراطي بتاريخ 28/8/2004 ذكر فيها كيري أن "إسرائيل و الولايات المتحدة في خندق واحد و أنه لا يمكن أن تعيشا بأمان طالما العراق ملجأ للإرهاب, و نحن لسنا في أمان طالما بقيت إسرائيل الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط ضحية لحملة إرهابية لا تعرف الهوادة". و ذكر أيضا بأن "التزامي بدولة يهودية آمنة لن يتزعزع, و على مدى 19 سنة حافظت على هذا العهد في مجلس الشيوخ الأميركي من خلال تصويتي على المساعدات الاقتصادية لإسرائيل و الأمن العسكري لها و على مكان السفارة الأميركية". و كما ذكرنا سابقا, فقد زايد كيري (ذو الأصول اليهودية) على منافسه في تقديم كل أشكال الدعم للدولة العبرية عندما ذهب أبعد من بوش بعدما صرح عن نيته إنشاء قسما خاصا في وزارة الخارجية الأميركية لمكافحة العداء للسامية و اتخاذ الإجراءات لمواجهتها, و أنه سيشن حملة قوية لمواجهة العداء للسامية في الدول العربية و الإسلامية و الدعايات المعادية لإسرائيل في حال انتخابه رئيسا.(المصدر السابق)
أوبك و السعودية
يبدو أن موضوع العلاقة الأميركية بمنظمة أوبك ستشهد تطورات غير مسبوقة في حال فوز كيري بالانتخابات المقبلة! فقد انتقد السيناتور الديمقراطي منافسه الجمهوري بالتخاذل و الكذب و عدم الوفاء بالوعد الذي قطعه بوش قبل أربع سنوات بأنه سيقوم على لي ذراع المنظمة لضمان زيادة الإنتاج لصالح الولايات المتحدة, إلا أن بوش قد فشل في ذلك! فقد أكد كيري من أنه سيمارس ضغوطات كبيرة و غير مسبوقة على منظمة أوبك لتوفر المزيد من النفط إلى الولايات المتحدة.
أما فيما يخص السعودية, فقد شن السيناتور الديمقراطي حملة شعواء ضد المملكة السعودية و ضد سياسة بوش التي يصفها بالمتخاذلة في التعامل مع المملكة الذي يتهمها كيري بأنها تدعم التطرف الإسلامي و الإرهاب, فقد أكد كيري و الذي يعتبر أكثر تشددا من بوش في التعامل مع ما بات يطلق عليه "الخطر الإٍسلامي", بأنه سيعيد النظر كليا بالعلاقة الأميركية مع السعودية بالشكل الذي يحافظ على مصالحنا و مصالح إسرائيل!
الآن و بعد أن أمعنا النظر في (بعض) مواقف السيناتور الديمقراطي جون كيري فيما يخص قضايانا و منطقتنا, هل لا زال كيري أفضل من بوش أم أن كلاهما وجهين لعملة واحدة كما ذكر المرشح الأميركي المستقل "رالف نادر" من أن الفرق بين كيري و بوش هو الفرق بين "البيبسي" و "الكولا", بمعنى آخر و بشكل مختصر: لا يوجد فرق حقيقي بين الاثنين!!
21/10/2004
ساعات تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية .. بين بوش وكيري .. تساؤلات تدور حول ما الذي قد تحمله هذه الانتخابات من جديد للوحة السياسية الأمريكية تجاه المنطقة والعالم .. وخصوصا تجاه مستقبل العراق وفلسطين.
لهذا ارتأيت أن أطلعكم على رأي الكاتب (عمار تقي) في مقالته المنشورة بجريدة الرأي العام الكويتية بتاريخ 21/10 حول هذا الموضوع الحساس.
"ما هو الفرق بين "البيبسي" و "الكولا"؟!
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المزمع عقدها في نوفمبر المقبل و مع احتدام المنافسة الشديدة بين الرئيس الحالي جورج بوش و السيناتور جون كيري, يبقى السؤال حاضرا في ذهن المواطن العربي و في عموم منطقة الشرق الأوسط: هل السيناتور الديمقراطي أفضل من الرئيس الجمهوري؟
قد تبدو الإجابة على هذا السؤال للوهلة الأولى ب "نعم", خصوصا بعدما توصل الشارع العربي و الإسلامي إلى قناعة تامة بأن الإدارة الأميركية الحالية هي من أسوأ الإدارات الأميركية في تعاطيها مع قضايا الشرق الأوسط, لذا نرى الكثيرين في العالمين العربي و الإسلامي ممن اكتووا بنار الإدارة الحالية يروجون لمقولة أن "كيري أفضل لنا من بوش", فهل هذا صحيح؟ ماذا يا ترى لو اتضح أن كيري في حال فوزه في الانتخابات المقبلة بأنه لن يقل سوء عن سلفه؟ بمعنى آخر, ماذا لو اكتشف المواطن العربي بأن كيري و بوش ما هما إلا وجهين لعملة واحدة؟! لنسلط الضوء قليلا على بعض تصريحات و مواقف السيناتور كيري المتعلقة بأهم قضايا الشرق الأوسط لنرى هل فعلا جون كيري أفضل لقضايانا؟
العراق
خلال الفترة الماضية طرح السيناتور كيري في وسائل الإعلام الأميركية المختلفة ثلاثة أسئلة على منافسه بوش تتعلق بالملف العراقي, و هي: ما هو السبب الذي دفع بوش للحرب من دون خطة لكسب السلام؟ لماذا ظلل أميركا بشأن الطريقة التي سيخوض بها الحرب؟ و لماذا لم يجلب دولا أخرى إلى العراق لتدعم الولايات المتحدة؟
يتضح لنا من خلال التمعن في الأسئلة السابقة بأن ليس هناك ثمة اختلاف حقيقي و جوهري على الإطلاق بين مواقف كيري و بوش, فالسيناتور الديمقراطي لا يعارض أصل مبدأ الحرب على العراق حتى بعدما تبين له عدم صحة المعلومات الإٍستخباراتية حول امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل, إنما كيري في حقيقة الأمر يعارض سياسة بوش (الإسلوب) في الحرب على العراق. و مما يدحض مقولة أن كيري أفضل لقضايانا العربية هو ما ذكرته صحيفة "الجارديان البريطانية"(9/7/2004) من أن "كيري سيبقي القوات الأميركية في العراق فترة أطول عما كان يعتزم بوش"! و ليس هذا فحسب بل أن كيري قد أعلن مؤخرا بأنه سيرسل 40 ألف جندي أميركيي إضافي إلى قواته المسلحة في العراق في حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة!
إسرائيل و القضية الفلسطينية
لقد زايد المرشح الديمقراطي على مواقف غريمه الجمهوري من إسرائيل حينما أعلن في أكثر من مناسبة عن تأييده المطلق للسياج الأمني الذي تبنيه الدولة العبرية, لا بل قام بانتقاد محكمة العدل الدولية التي صوتت ضد الجدار و قام باتهامها بالانحياز للفلسطينيين! و قد نشرت صحيفة "هـآرتس" العبرية تصريحات لكيري أكد فيها على ما يلي: تأييد كامل لخطة شارون الأحادية الجانب للانفصال عن قطاع غزة, رفض التفاوض مطلقا مع عرفات, معارضة أي محاولة لتقليص حجم المساعدات الأميركية لإسرائيل, دعم كامل لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس, الحفاظ على التفوق العسكري لإسرائيل, و أخيرا الدعم الكامل لما بات يعرف ب "وعد بوش" و المتعلق بعدم السماح للاجئين الفلسطينيين بحق العودة و الاعتراف بالمستوطنات الكبرى في الضفة الغربية على أنها جزء من إسرائيل.
من جانب آخر, فقد طمأن كيري الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة بأن "قضية إسرائيل هي قضية أميركا" بعدما قام بسرد سلسلة طويلة من القرارات التي صوت فيها لصالح الدولة العبرية في مجلس الشيوخ منذ انتخابه قبل 19 عاما. و قد أكد كيري(الذي كشفت الصحافة الأميركية قبل نحو عام بأن جده كان يهوديا "فريدريك كوهين", و أن أخاه "كامرون" أحد أهم النشطاء السياسيين في الوسط اليهودي الأميركي) بأنه "لن يمارس أي ضغوطات على الدولة اليهودية تهدد العلاقة الخاصة التي تربط الولايات المتحدة بإسرائيل, و أنه لن يمارس ضغطا عليها لتقديم تنازلات يمكن أن تهدد أمنها في حال فوزه بالرئاسة الأميركية"(النيويورك تايمز29/8/2004).
و ليس هذا فحسب, فقد نشرت مجلة "فور وارد" الأميركية مقابلة مع السيناتور الديمقراطي بتاريخ 28/8/2004 ذكر فيها كيري أن "إسرائيل و الولايات المتحدة في خندق واحد و أنه لا يمكن أن تعيشا بأمان طالما العراق ملجأ للإرهاب, و نحن لسنا في أمان طالما بقيت إسرائيل الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط ضحية لحملة إرهابية لا تعرف الهوادة". و ذكر أيضا بأن "التزامي بدولة يهودية آمنة لن يتزعزع, و على مدى 19 سنة حافظت على هذا العهد في مجلس الشيوخ الأميركي من خلال تصويتي على المساعدات الاقتصادية لإسرائيل و الأمن العسكري لها و على مكان السفارة الأميركية". و كما ذكرنا سابقا, فقد زايد كيري (ذو الأصول اليهودية) على منافسه في تقديم كل أشكال الدعم للدولة العبرية عندما ذهب أبعد من بوش بعدما صرح عن نيته إنشاء قسما خاصا في وزارة الخارجية الأميركية لمكافحة العداء للسامية و اتخاذ الإجراءات لمواجهتها, و أنه سيشن حملة قوية لمواجهة العداء للسامية في الدول العربية و الإسلامية و الدعايات المعادية لإسرائيل في حال انتخابه رئيسا.(المصدر السابق)
أوبك و السعودية
يبدو أن موضوع العلاقة الأميركية بمنظمة أوبك ستشهد تطورات غير مسبوقة في حال فوز كيري بالانتخابات المقبلة! فقد انتقد السيناتور الديمقراطي منافسه الجمهوري بالتخاذل و الكذب و عدم الوفاء بالوعد الذي قطعه بوش قبل أربع سنوات بأنه سيقوم على لي ذراع المنظمة لضمان زيادة الإنتاج لصالح الولايات المتحدة, إلا أن بوش قد فشل في ذلك! فقد أكد كيري من أنه سيمارس ضغوطات كبيرة و غير مسبوقة على منظمة أوبك لتوفر المزيد من النفط إلى الولايات المتحدة.
أما فيما يخص السعودية, فقد شن السيناتور الديمقراطي حملة شعواء ضد المملكة السعودية و ضد سياسة بوش التي يصفها بالمتخاذلة في التعامل مع المملكة الذي يتهمها كيري بأنها تدعم التطرف الإسلامي و الإرهاب, فقد أكد كيري و الذي يعتبر أكثر تشددا من بوش في التعامل مع ما بات يطلق عليه "الخطر الإٍسلامي", بأنه سيعيد النظر كليا بالعلاقة الأميركية مع السعودية بالشكل الذي يحافظ على مصالحنا و مصالح إسرائيل!
الآن و بعد أن أمعنا النظر في (بعض) مواقف السيناتور الديمقراطي جون كيري فيما يخص قضايانا و منطقتنا, هل لا زال كيري أفضل من بوش أم أن كلاهما وجهين لعملة واحدة كما ذكر المرشح الأميركي المستقل "رالف نادر" من أن الفرق بين كيري و بوش هو الفرق بين "البيبسي" و "الكولا", بمعنى آخر و بشكل مختصر: لا يوجد فرق حقيقي بين الاثنين!!
21/10/2004
تعليق