إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية( الجزء الثاني)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية( الجزء الثاني)

    الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية
    للعالم العلامة النحرير الفهامة الشيخ سليمان بن عبدالوهاب ( صفحة 14)

    فصل

    إذا فهمتم ما تقدم فإنكم تكفرون من شهد أن لا إله إلا الله و حده و أن محمداً عبده و رسوله و أقام الصلاة و آتى الزكاة و صام رمضان و حج البيت مؤمناً بالله و ملائكته و رسله ملتزماً لجميع شعائر الإسلام ، و تجعلونهم كفاراً و بلادهم بلاد حرب فنحن نسألكم مَنْ إمامكم في ذلك و ممن أخذتم هذا المذهب عنه ؟!!؟!!
    فإن كفَرناهم لأنهم مشركون بالله ، و الذي منهم ما أشرك بالله لم يكفِرْ مَنْ أشرك بالله لأنه سبحانه قال ( إِن الله لا يغفرُ أن يُشرَكَ به )(1) و ما في معناها من الآيات و إن أهل العلم قد عدوا في المكفرات مَنْ أشرك بالله ، قلنا هذه الآيات حق و كلام أهل العلم حق ،


    و لكن أهل العلم قالوا في تفسير مَنْ أشرك بالله : أي ادعى أن لله شريكا ، كقول المشركين ( هؤلاء شركاؤنا )(2) ، و قوله تعالى ( و ما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكـم شركاء )(3) ، ( و إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون )(4) ، ( أجَعَلَ الآلهة إلهاً واحداً )(5) ... إلى غير ذلك مما ذكره الله في كتابه و رسوله و أهل العلم ، لكن هذه التفاصيل التي تفصلون مِن فعل كذا فهو مشرك و تخرِجونه من الإسلام .....

    هوامش الصفحة:
    هامش _____________________________

    1 - سورة النساء الآية 116
    2 - سورة النحل الآية 86
    3 - سورة الأنعام الآية 49
    4 - سورة الصافات الآية 35
    5 - سورة ص الآية 5
    نتابع..
    من أين لكم هذا التفصيل ؟! استنبطتم ذلك بمفاهيمكم ؟!! .. فقد تقدم لكم إجماع الأمة أنه لا يجوز لمثلكم الاستنباط . مع أنه لا يجوز للمقلد أن يكفرَ إن لم تُجْمِع الأمةُ على قول متبوعه ... فبينوا لنا من أين أخذتم مذهبكم هذا ؟؟؟!! و لكم علينا عهد الله و ميثلقه إن بيَنتم لنا حقاً يجب المصير إليه لَنَتَبَع الحق إن شاء الله ،


    فإن كان المراد مفاهيمكم .. فقد تقدم أنه لا يجوز لنا و لا لمن يؤمن بالله و اليوم الآخر الأخذ بها ، و لا نكفر من معه الإسلام الذي أجمعت الأمة على ما أتى به فهو مسلم .


    فأما الشرك ففيه أكبر و أصغر ، فيه كبير و أكبر ، و فيه ما يخرِج من الإسلام ، و هذا كله باقي لا


    و تفاصيل ما يخرج مما لا يخرج يحتاج إلى تبيين أئمة أهل الإسلام الذين اجتمعت فيهم شروط الاجتهاد ، فإن أجمعوا على أمرٍ لم يسعْ أحدٌ الخروج عنه ، و إن اختلفوا فالأمر واسعْ . فإن كان عندكم عن أهل العلم بيان واضح فبينوا لنا .. و سمعاً و طاعة ،و إلا فالواجب علينا و عليكم الأخذ بالأصل المُجْمَع عليه و اتباع سبيل المؤمنين . أنتم تحتجون أيضاً بقوله عز و جل ( لئن أشركت ليحبطنَ عملك )(1) .
    و بقوله عز و جل في حق الأنياء : ( و لو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون )(2) , و بقوله تعالى : ( و لا يأمركم أن تتخذوا الملائكة و النبيين أرباباً )(3) ...

    هوامش الصفحة:
    هامش____________________________
    1 - سورة الزمر الآية 65
    2 - سورة الأنعام الآية 88
    3 - سورة آل عمران الآية 80
    نتابع..
    فنقول : نعم ، كل هذا حق يجب الإيمان به ، و لكن مِن أين لكم ان المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً عبده و رسوله إذا دعى غائباً أو ميتاً أو نذر له أو ذبح لغير الله أو تمسَحَ بقبرٍ أو أخذ من ترابه أن هذا هو الشرك الأكبر الذي مَنْ فَعَلَ حبط عمله و حلَ ماله و دمه ، و أنه الذي أراد الله سبحانه من هذه الآية و غيرها في القرآن .



    فان قلتم فهمنا ذلك من الكتاب و السنة قلنا: لا عبرة بمفهومكم و لا يجوز لكم و لا لمسلم الأخذ بمفهومكم ، فإن الأمة مجمعة كما تقدم ان الاستنباط مرتبة أهل الاجتهاد المطلق .



    و مع هذا لو اجتمعت شروط الاجتهاد في رجلٍ ، لم يجبْ على أحدٍ الأخذ بقوله دون نظر .

    قال الشيخ تقي الدين : ( من أوجب تقليد الإمام بعينه دون نظرٍ فإنه يستتاب ، فإن تاب أو قتل ) .

    و إن قلتم : أخذنا ذلك من كلام بعض أهل العلم ، كابن تيمية و ابن القيم لأنهم سموا ذلك شركاً ...



    قلنا هذا حق و نوافيكم على تقليد الشيخين أن هذا شرك ، و لكم هم لم يقولوا كما قلتم إن هذا شرك أكبر يخرِجُ من الإسلام و تجري على كل بلد هذا فيها أحكام أهل الرده ، بل من لم يكفرهم عندكم فهو كافر تجري عليه أحكام أهل الرده ، و لكنهم رحمهم الله ذكروا أن هذا شرك ، و شددوا فيه و نهوا عنه ، و لكن ما قالوا كما قلتم و لا عِشْرَ مِعشاره ،
    و لكنكم أخذتم من قولهم ما جازَ لكم دون غيره بل في كلامهم رحمهم الله ما يدل على أن هذه الأفاعيل شرك أصغر .
    على تقدير ان في بعض أفراده ما هو شرك أكبر على حسب حال قائله و نيته ، فهم ذكروا في بعض مواضع من كلامهم ان هذه لا يكفر حتى تقوم عليه الحجة الذي يكفُرُ تاركها كما يأتي في كلامهم إن شاء الله مفصلاً .



    و لكن المطلوب منكم هو الرجوع إلى كلام أهل العلم و الوقوف عند الحدود التي حدُوا . فإن أهل العلم ذكروا في كلِ مذهبٍ من الذاهب الأقوال و الأفعالَ التي يمون بها المسلم مرتَداً ...

    لم يقولوا من نذر لغير الله فهو مرتد ....
    و لم يقولوا من طلب مِن غير الله فهو مرتد ....
    و لم يقولوا مَن ذبح لغير الله مرتد ....
    و لم يقولوا مَن تمسَحَ بالقبور و أخذ من ترابها فهو مرتد كما قلتم أنتم .


    فإن كان عندكم شيء فبينوه ، فإنه لا يجوز كتم العلم و لكنكم أخذتم هذا بمفاهيمكم و فارقتم الإجماع و كفرتُم أمة محمد (ص) كلهم حيث قلتم من فعل هذه الأفاعيل فهو كافر ، و مَنْ لم يكفرْه فهو كافر .
    معلوم عند الخاص و العام ان هذه الأمور ملأت بلاد المسلمين ، و عند أهل العلم منهم أنها ملأت بلاد المسلمين مِن أكثر من سبعمائة عام ، و إن من لم يفعل هذه الأفاعيل مِن أهل العلم لم يكفروا أهل هذه الأفاعيل و لم يجروا عليهم أحكام المرتدين ، بل أجروا عليهم أحكام المسلمين بخلاف قولكم حيث أجريتم الكفر و الردة على أمصار المسلمين و غيرها من بلاد المسلمين ، و جعلتم بلادهم بلاد حرب حتى الحرمينالشريفين اللذَيْن أخبر النبي (ص) في الأحاديث الصحيحة (1) الصريحة أنها لا يزالان بلاد الإسلام و أنها لا تعبد فيهما الأصنام ، و حتى أن الدجال في آخر الزمان يطأ البلاد كلها إلا الحرمين (2) كما تقف على ذلك إن شاء الله في هذه الرسالة .



    فكل هذه البلاد عندكم بلاد حرب ، كفار أهلُها لأنهم عبدوا الأصنام على قولكم ، و كلهم عندكم مشركون كشركاً مخرِجاً عن الملة .. فإنا لله و إنا إليه راجعون .. فو الله إن هذا عين المحادَة(3) لله و لرسوله و لعلماء المسلمين قاطبة ،


    هوامش الصفحة:
    هامش_______________________________
    1 - قال رسول الله (ص) ( إن مكة حرمها الله و لم يحرمها الناس ، و لا يحل لإمرئ يؤمن بالله و اليوم الآخر أن يسفك فيها دماً أو يعضد بها شجرة ) .
    أخرجه البخاري / 104 و مسلم / 1365 / و النسائي / 2876 / و أحمد / 15938 - 15942 - 26619 - 26623 / عن أبي شريح خويلد بن عمرو الخزاعي الكعبي .


    و قال (ص) : أي يوم أعظم حرمة ؟ قالوا : يومنا هذا ، قال فأي شهر أعظم حرمة ، قالوا : شهرنا هذا ، قال فأي بلد أعظم حرمة قالوا : بلدنا هذا ، قال فإن دمائكم و أموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا .
    أخرجه أحمد / 1356 / عن جابر بن عبدالله .


    و اطلَع لرسول الله (ص) أحدٌ فقال : هذا جبل يحبنا و نحبه ، اللهم إن ابراهيم حرم مكة و أنا أحرم ما بين لابتيها
    ( و اللابة هي الأرض فيها حجارة سوداء و تعرف بالحرة ) .
    أخرجه البخاري / 3367 / و مسلم / 1365 / و الترمذي / 3922 / عن أنس بن مالك .



    2 - قال (ص) ( ليس من بلدٍ إلا سيطؤه الدجال إلا مكة و المدينة ليس له من نقابها نقب ( أي طريق أو مدخل )
    أخرجه البخاري / 1881 / و مسلم / 2943 / و الترمذي / 2242 / و أحمد / 11835 - 12676 - 12732 - 12980 / عن أنس بن مالك .
    و قال (ص) ( إن طيبة المدينة .. إن الله حرم حرمي على الدجال أن يدخلها )
    أخرجه أحمد / 27831 / عن عائشة .



    3 - حاد أي غاضب و عادي ، و في الآية ( إن الذين يحادون الله و رسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم )
    سورة المجادلة الآية 5

  • #2
    نتابع لما سبق..
    فأعظم من رأينا مشدِداً في هذه الأمور التي تكفرون بها الأمة النذور و ما معها ابن تيمية و ابن القيم ، و هما رحمهما الله قد صرَحا في كلامهما نصريحاً واضحاً إن هذا ليس من الشرك الذي ينقُلُ عن الملة ، بل قد صرحوا في كلامهم أن من الشرك ما هو أكبر من هذا بكثير كثير ، و إنَ مِن هذه الأمة مِنْ هذه الأمة مَنْ فعله و عاند فيه ، و مع هذا لم يكفِره كما يأتي كلامهم في ذلك إن شاء الله تعالى .


    فأما النذر فنذكر كلام الشيخ تقي الدين فيه و ابن القيم و هما من أعظم من شدَد و سماه شركاً فنقول :
    قال الشيخ تقي الدين : ( النذر للقبور و أهل القبور - كالنذر لابراهيم الخليل عليه السلام أو الشيخ فلان - نذر معصيةٍ لا يجوز الوفاء به ، و إن تصدًق بما نذر من ذلك على مَنْ يستحقه من الفقراء أو الصالحين كان خيراً له عند الله و أنفع ) .



    فلو كان الناذر كافراً عنده لم يأمُرْه بالصدقة ، لأن الصدقة لا تُقْبَلُ من الكافر ، بل يأمره بتجديد إسلامه ، و يقول له : خرجت من الإسلام بالنذر لغير الله .



    قال الشيخ أيضاً : ( مَنْ نذر إسراج بئرٍ أو بقبرٍ أو جبلٍ أو شجرةٍ أو نذرٍ له أو لسكانه لم يَجُزْ و لا يجوز الوفاء به ، و يصرف في المصالح ما لم يعرف ربه (1) )

    فلو كان الناذر كافراً لم يأمرْه بردِ نذره إليه ، بل أمر بقتله .

    و قال الشيخ أيضاً : ( من نذر قنديلَ نقد للنبي (ص) صُرِفَ لجيران النبي (ص) )



    فانظر كلامه هذا و تأمله ، هل كفر فاعل هذا ، أو كفر مَنْ لم يكفرْه ، أو عد هذا من المكفرات هو أو غيره من أهل العلم كما قلتم أنتم و خرقتم الإجماع ؟ قد ذكر ابن مفلح في الفروع عن شيخه الشيخ تقي الدين ابن تيمية : ( و النذر لغير الله ، كنذره لشيخ معيَن للاستغاثة و قضاء الحاجة منه كحلفه بغي ) .

    و قال غيره هو نذر معصية .

    فانظر إلى هذا الشرط المذكور ، أي نذر له لأجل الاستغاثة به ، بل جعله الشيخ كحلف بغير الله ، و غيره من أهل العلم جعله نذر معصية .. هل قالوا مثل ما قلتم : مَن فعل هذا فهو كافر ؟ و من لم يكفره فهو كافر ؟ عياذاً بك اللهم من قول الزور !! .


    كذلك ابن القيم ذكر النذر لغير الله في فصل الشرك الأصغر من المدارج (1) و استدل به بالحديث الذي رواه أحمد عن النبي (ص) ( النذر حلفه )(2) ، و ذكر غيره من جميع من تسمونه شركا و تكفرون به فعل الشرك الأصغر .



    و أما الذبح لغير الله فقد ذكره في المحرمات و لم يذكره في المكفرات ، إلا إن ذُبح للأصنام أو لما عُبِد من دون الله كالشمس و الكواكب ، و عدَه الشيخ تقي الدين في المحرمات الملعون صاحبها ، كمن غيَر منار الأرض أو من ضارَ مسلماً . كما يأتي في كلامه إن شاء الله تعالى . و كذلك أهل العلم ذكروا ذلك مما أهِلَ به لغير الله ، و نهوا عن أكله و لم يكفروا صاحبه .



    و قال الشيخ تقي الدين : ( كما يفعله الجاهلون بمكة شرَفها الله تعالى و غيرها من بلاد المسلمين من الذبح للجن و لذلك نهى النبي (ص) عن ذبائح الجن (3) ) .

    هوامش الصفحة:
    - إشارة إلى كتاب ( مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد و إياك نستعين ) .

    2 - الحديث لم أقف عليه بهذا اللفظ و لكن ورد عن النبي (ص) أنه قال ( كفارة النذر كفارة اليمين )
    أخرجه مسلم / 1645 / و الترمذي / 1582 / و النسائي / 3832 / و أبو داود / 3323 /
    و أحمد / 1680 - 16868 - 16874 - 16889 - 16970 / عن عقبه بن عامر .

    3 - أخرجه البيهقي في السنن عن الزهراوي و سلاً





    لم يقل الشيخ من فعل هذا فهو كافر ، بل مَنْ لم يكفرْه فهو كافر كما قلتم أنتم .

    و أما السؤال من غير الله قفد فصله الشيخ تقي الدين رحمه الله : ( و إن كان السائل يسأل مِن المسؤول مثل غفران الذنوب و إدخال الجنة و النجاة من النار و إنزال المطر و إنبات الشجر و أمثال ذلك مما هو من خصائص الربوبية فهذا شرك و ضلال يستتاب صاحبه ، فإن تاب و إلا قُتِل ...

    و لكن الشخص المعين الذي فعل ذلك لا يكفر حتى تقومَ عليه الحجة الذي يكفر تاركها كما يأتي في ذلك إن شاء الله .


    فإن قلت : ذكر عنه في الإقاع أنه قال : ( من جعل بينه و بين الله وسائط يدعوهم و يسألهم و يتوكل عليهم كَفَرَ إجماعا ) .


    قلت : هذا حق ، و لكن البلاء من عدم فهم كلام أهل العلم . لو تأمَلتم العبارة تأملا تاما لعرفتهم أنكم تأوَلْتم العبارة على غير تأويلها ، و لكن هذا من العجب ، تتركون كلامه الواضح ، و تذهبون إلى عبارة مجمَلة تستنبطون منها ضد كلام أهل العلم ،و تزعمون أن كلامكم و مفهومكم إجماع ؟! هل سبقكم إلى مفهومكم من هذا العبارة أحد ؟؟!!. يا سبحان الله أما تخشون الله !! . و لكن انظر إلى لفظ العبارة و هو قوله : ( يدعوهم و يتوكل عليهم و يسألهم ) كيف جاء بواو العطف و قرنَ بين الدعاء و التوكل و السؤال .

    فإن الدعاء في لغة العرب هو العبارة المطلقة ، و التوكل عمل القلب ، و السؤال هو الطلب الذي تسمونه الآن الدعاء ، و هو في هذه العبارة لم يقل ( أو سألهم ) بل جمع بين الدعاء و التوكل و السؤال و الآن أنتم تكفرون بالسؤال وحده ،

    فأين أنتم و مفهومكم من هذه العبارة مع أنه رحمه الله بيَن هذه العبارة و أصلها في مواضع من كلامه . و كذلك ابن القيم بين أصلها ، قال الشيخ : ( من الصائِبةِ(1) المشركين ممن يُظْهِرُ الإسلام و يعظر الكواكب ، و يزعم أنه يخاطبها بحوائجه ، و يسجد لها و ينحر و يدعو .


    صنف بعض المنتسبين إلى الإسلام في مذهب المشركين من الصائبة و المشركين البراهمة كناباً في عبادة الكواكب ، و هي من السحر الذي عليه الكنعانيون الذين ملوكهم النماردة الذي بعث الخليل صلوات الله عليه بالحنيفة ملة ابراهيم و إخلاص الدين لله إلى هؤلاء ،


    و قال ابن القيم في مثل هؤلاء : ( يقرون أن للعالَمِ صانعاً فاضلاً حكيماً مقدساً عن العيوب و النقائص ، و لكن لا سبيل لنا إلى الوجهة إلى جلاله إلا بالوسائط .

    فالواجب علينا أن نتقرب إليه بالتوسطات الروحانيات القريبة منه ، فنحن نتقرب بهم إليه ، فهم أربابنا و آلهتنا و شفهائنا عند رب الأرباب و إله الآلهة .

    فما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زُلْفى ، فحينئذٍ نسأل حاجاتِنا منهم و نعرض أحوالنا عليهم و نصبو(1) في جميع أمورنا إليهم ، فيشفعون إلى إلهنا و إلههم و ذلك لا يحصل إلا من جهة الاستمداد بالروحانيات و ذلك بالتضرع و الابتهال من الصلوات و الزكاة و الذبائح و القرابين و البخورات ،

    هؤلاء بالأصْلَيْن اللذَين جاءت بهما جميع الرسل :
    أحدهما : عبادة الله و حده لا شريك له ، و الكفر بما يعد من دونه من إله .
    و الثاني : الإيمان برسله و بما جاؤوا به من عند الله تصديقاً و إقراراً و انقياداً .



    فانظر إلى الوسائط المذكورة في العبادة كيف يحملونها على غير محملها .
    و لكن ليس هذا بعجب حملكم كلام الله و كلام رسوله و كلام أئمة الإسلام عللا غير المحمل الصحيح مع خرقكم الإجماع .


    و أعجب من هذا أنكم تستدلون بهذه العبارة على خلاف كلام من ذكرها و من نقلها ، ترون بها صريح كلامهم في عين المسألة .
    هل عملكم هذا إلا اتباع المتشابهه و ترك المحكم أنقذنا الله و إياكم من متابعة الأهواء ..
    مهمة: قال الشيخ سليمان( و أما التبرك و التمسح بالقبور و أخذ التراب منها و الطواف بها فقد ذكره أهل العلم فبعضهم عَده في المكروهات ، و بعضهم عَده في المحرومات و لم ينطق واحد منهم بأن فاعل ذلك مرتد كما قلتم أنتم ، بل تكفرون من لم يكفرْ فاعل ذلك . فالمسألة مذكورة في كتاب الجنائز في فصل الدفن و زيارة الميت .

    فإن أردت الوقوف على ما ذكرت لك فطالع الفروع(1)( - إشارة إلى كتاب ( الفروع من الكافي ) لمؤلفه أبي جعفر الكلبي الرازي ..)
    و الإقناع وغيرهما من كتب الفقه . فإن قَدَحتُم فيمن صنف هذه الكتب فليس ذلك منكم بكثير ، و لكن ليكن معلوماً عندكم أن هؤلاء لم يحكموا مذهب أنفسهم ، و إنما حكموا مذهب أحمد بن حنبل و أحزابه من أئمة الهدى الذي أجمعت الأمة على هدايتهم و درايتهم ، فإن أييتم إلا العناد وادَعيتم المراتب العلية و الأخذ من الأدلة من غير تقليد أئمة الهدى فقد تقدم ان
    هذا خرق للإجماع .
    تحياتي..

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X