الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية
للعالم العلامة النحرير الفهامة الشيخ سليمان بن عبدالوهاب ( صفحة 14)
فصل
إذا فهمتم ما تقدم فإنكم تكفرون من شهد أن لا إله إلا الله و حده و أن محمداً عبده و رسوله و أقام الصلاة و آتى الزكاة و صام رمضان و حج البيت مؤمناً بالله و ملائكته و رسله ملتزماً لجميع شعائر الإسلام ، و تجعلونهم كفاراً و بلادهم بلاد حرب فنحن نسألكم مَنْ إمامكم في ذلك و ممن أخذتم هذا المذهب عنه ؟!!؟!!
فإن كفَرناهم لأنهم مشركون بالله ، و الذي منهم ما أشرك بالله لم يكفِرْ مَنْ أشرك بالله لأنه سبحانه قال ( إِن الله لا يغفرُ أن يُشرَكَ به )(1) و ما في معناها من الآيات و إن أهل العلم قد عدوا في المكفرات مَنْ أشرك بالله ، قلنا هذه الآيات حق و كلام أهل العلم حق ،
و لكن أهل العلم قالوا في تفسير مَنْ أشرك بالله : أي ادعى أن لله شريكا ، كقول المشركين ( هؤلاء شركاؤنا )(2) ، و قوله تعالى ( و ما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكـم شركاء )(3) ، ( و إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون )(4) ، ( أجَعَلَ الآلهة إلهاً واحداً )(5) ... إلى غير ذلك مما ذكره الله في كتابه و رسوله و أهل العلم ، لكن هذه التفاصيل التي تفصلون مِن فعل كذا فهو مشرك و تخرِجونه من الإسلام .....
هوامش الصفحة:
هامش _____________________________
1 - سورة النساء الآية 116
2 - سورة النحل الآية 86
3 - سورة الأنعام الآية 49
4 - سورة الصافات الآية 35
5 - سورة ص الآية 5
نتابع..
من أين لكم هذا التفصيل ؟! استنبطتم ذلك بمفاهيمكم ؟!! .. فقد تقدم لكم إجماع الأمة أنه لا يجوز لمثلكم الاستنباط . مع أنه لا يجوز للمقلد أن يكفرَ إن لم تُجْمِع الأمةُ على قول متبوعه ... فبينوا لنا من أين أخذتم مذهبكم هذا ؟؟؟!! و لكم علينا عهد الله و ميثلقه إن بيَنتم لنا حقاً يجب المصير إليه لَنَتَبَع الحق إن شاء الله ،
فإن كان المراد مفاهيمكم .. فقد تقدم أنه لا يجوز لنا و لا لمن يؤمن بالله و اليوم الآخر الأخذ بها ، و لا نكفر من معه الإسلام الذي أجمعت الأمة على ما أتى به فهو مسلم .
فأما الشرك ففيه أكبر و أصغر ، فيه كبير و أكبر ، و فيه ما يخرِج من الإسلام ، و هذا كله باقي لا
و تفاصيل ما يخرج مما لا يخرج يحتاج إلى تبيين أئمة أهل الإسلام الذين اجتمعت فيهم شروط الاجتهاد ، فإن أجمعوا على أمرٍ لم يسعْ أحدٌ الخروج عنه ، و إن اختلفوا فالأمر واسعْ . فإن كان عندكم عن أهل العلم بيان واضح فبينوا لنا .. و سمعاً و طاعة ،و إلا فالواجب علينا و عليكم الأخذ بالأصل المُجْمَع عليه و اتباع سبيل المؤمنين . أنتم تحتجون أيضاً بقوله عز و جل ( لئن أشركت ليحبطنَ عملك )(1) .
و بقوله عز و جل في حق الأنياء : ( و لو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون )(2) , و بقوله تعالى : ( و لا يأمركم أن تتخذوا الملائكة و النبيين أرباباً )(3) ...
هوامش الصفحة:
هامش____________________________
1 - سورة الزمر الآية 65
2 - سورة الأنعام الآية 88
3 - سورة آل عمران الآية 80
نتابع..
فنقول : نعم ، كل هذا حق يجب الإيمان به ، و لكن مِن أين لكم ان المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً عبده و رسوله إذا دعى غائباً أو ميتاً أو نذر له أو ذبح لغير الله أو تمسَحَ بقبرٍ أو أخذ من ترابه أن هذا هو الشرك الأكبر الذي مَنْ فَعَلَ حبط عمله و حلَ ماله و دمه ، و أنه الذي أراد الله سبحانه من هذه الآية و غيرها في القرآن .
فان قلتم فهمنا ذلك من الكتاب و السنة قلنا: لا عبرة بمفهومكم و لا يجوز لكم و لا لمسلم الأخذ بمفهومكم ، فإن الأمة مجمعة كما تقدم ان الاستنباط مرتبة أهل الاجتهاد المطلق .
و مع هذا لو اجتمعت شروط الاجتهاد في رجلٍ ، لم يجبْ على أحدٍ الأخذ بقوله دون نظر .
قال الشيخ تقي الدين : ( من أوجب تقليد الإمام بعينه دون نظرٍ فإنه يستتاب ، فإن تاب أو قتل ) .
و إن قلتم : أخذنا ذلك من كلام بعض أهل العلم ، كابن تيمية و ابن القيم لأنهم سموا ذلك شركاً ...
قلنا هذا حق و نوافيكم على تقليد الشيخين أن هذا شرك ، و لكم هم لم يقولوا كما قلتم إن هذا شرك أكبر يخرِجُ من الإسلام و تجري على كل بلد هذا فيها أحكام أهل الرده ، بل من لم يكفرهم عندكم فهو كافر تجري عليه أحكام أهل الرده ، و لكنهم رحمهم الله ذكروا أن هذا شرك ، و شددوا فيه و نهوا عنه ، و لكن ما قالوا كما قلتم و لا عِشْرَ مِعشاره ،
و لكنكم أخذتم من قولهم ما جازَ لكم دون غيره بل في كلامهم رحمهم الله ما يدل على أن هذه الأفاعيل شرك أصغر .
على تقدير ان في بعض أفراده ما هو شرك أكبر على حسب حال قائله و نيته ، فهم ذكروا في بعض مواضع من كلامهم ان هذه لا يكفر حتى تقوم عليه الحجة الذي يكفُرُ تاركها كما يأتي في كلامهم إن شاء الله مفصلاً .
و لكن المطلوب منكم هو الرجوع إلى كلام أهل العلم و الوقوف عند الحدود التي حدُوا . فإن أهل العلم ذكروا في كلِ مذهبٍ من الذاهب الأقوال و الأفعالَ التي يمون بها المسلم مرتَداً ...
لم يقولوا من نذر لغير الله فهو مرتد ....
و لم يقولوا من طلب مِن غير الله فهو مرتد ....
و لم يقولوا مَن ذبح لغير الله مرتد ....
و لم يقولوا مَن تمسَحَ بالقبور و أخذ من ترابها فهو مرتد كما قلتم أنتم .
فإن كان عندكم شيء فبينوه ، فإنه لا يجوز كتم العلم و لكنكم أخذتم هذا بمفاهيمكم و فارقتم الإجماع و كفرتُم أمة محمد (ص) كلهم حيث قلتم من فعل هذه الأفاعيل فهو كافر ، و مَنْ لم يكفرْه فهو كافر .
معلوم عند الخاص و العام ان هذه الأمور ملأت بلاد المسلمين ، و عند أهل العلم منهم أنها ملأت بلاد المسلمين مِن أكثر من سبعمائة عام ، و إن من لم يفعل هذه الأفاعيل مِن أهل العلم لم يكفروا أهل هذه الأفاعيل و لم يجروا عليهم أحكام المرتدين ، بل أجروا عليهم أحكام المسلمين بخلاف قولكم حيث أجريتم الكفر و الردة على أمصار المسلمين و غيرها من بلاد المسلمين ، و جعلتم بلادهم بلاد حرب حتى الحرمينالشريفين اللذَيْن أخبر النبي (ص) في الأحاديث الصحيحة (1) الصريحة أنها لا يزالان بلاد الإسلام و أنها لا تعبد فيهما الأصنام ، و حتى أن الدجال في آخر الزمان يطأ البلاد كلها إلا الحرمين (2) كما تقف على ذلك إن شاء الله في هذه الرسالة .
فكل هذه البلاد عندكم بلاد حرب ، كفار أهلُها لأنهم عبدوا الأصنام على قولكم ، و كلهم عندكم مشركون كشركاً مخرِجاً عن الملة .. فإنا لله و إنا إليه راجعون .. فو الله إن هذا عين المحادَة(3) لله و لرسوله و لعلماء المسلمين قاطبة ،
هوامش الصفحة:
هامش_______________________________
1 - قال رسول الله (ص) ( إن مكة حرمها الله و لم يحرمها الناس ، و لا يحل لإمرئ يؤمن بالله و اليوم الآخر أن يسفك فيها دماً أو يعضد بها شجرة ) .
أخرجه البخاري / 104 و مسلم / 1365 / و النسائي / 2876 / و أحمد / 15938 - 15942 - 26619 - 26623 / عن أبي شريح خويلد بن عمرو الخزاعي الكعبي .
و قال (ص) : أي يوم أعظم حرمة ؟ قالوا : يومنا هذا ، قال فأي شهر أعظم حرمة ، قالوا : شهرنا هذا ، قال فأي بلد أعظم حرمة قالوا : بلدنا هذا ، قال فإن دمائكم و أموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا .
أخرجه أحمد / 1356 / عن جابر بن عبدالله .
و اطلَع لرسول الله (ص) أحدٌ فقال : هذا جبل يحبنا و نحبه ، اللهم إن ابراهيم حرم مكة و أنا أحرم ما بين لابتيها
( و اللابة هي الأرض فيها حجارة سوداء و تعرف بالحرة ) .
أخرجه البخاري / 3367 / و مسلم / 1365 / و الترمذي / 3922 / عن أنس بن مالك .
2 - قال (ص) ( ليس من بلدٍ إلا سيطؤه الدجال إلا مكة و المدينة ليس له من نقابها نقب ( أي طريق أو مدخل )
أخرجه البخاري / 1881 / و مسلم / 2943 / و الترمذي / 2242 / و أحمد / 11835 - 12676 - 12732 - 12980 / عن أنس بن مالك .
و قال (ص) ( إن طيبة المدينة .. إن الله حرم حرمي على الدجال أن يدخلها )
أخرجه أحمد / 27831 / عن عائشة .
3 - حاد أي غاضب و عادي ، و في الآية ( إن الذين يحادون الله و رسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم )
سورة المجادلة الآية 5
للعالم العلامة النحرير الفهامة الشيخ سليمان بن عبدالوهاب ( صفحة 14)
فصل
إذا فهمتم ما تقدم فإنكم تكفرون من شهد أن لا إله إلا الله و حده و أن محمداً عبده و رسوله و أقام الصلاة و آتى الزكاة و صام رمضان و حج البيت مؤمناً بالله و ملائكته و رسله ملتزماً لجميع شعائر الإسلام ، و تجعلونهم كفاراً و بلادهم بلاد حرب فنحن نسألكم مَنْ إمامكم في ذلك و ممن أخذتم هذا المذهب عنه ؟!!؟!!
فإن كفَرناهم لأنهم مشركون بالله ، و الذي منهم ما أشرك بالله لم يكفِرْ مَنْ أشرك بالله لأنه سبحانه قال ( إِن الله لا يغفرُ أن يُشرَكَ به )(1) و ما في معناها من الآيات و إن أهل العلم قد عدوا في المكفرات مَنْ أشرك بالله ، قلنا هذه الآيات حق و كلام أهل العلم حق ،
و لكن أهل العلم قالوا في تفسير مَنْ أشرك بالله : أي ادعى أن لله شريكا ، كقول المشركين ( هؤلاء شركاؤنا )(2) ، و قوله تعالى ( و ما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكـم شركاء )(3) ، ( و إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون )(4) ، ( أجَعَلَ الآلهة إلهاً واحداً )(5) ... إلى غير ذلك مما ذكره الله في كتابه و رسوله و أهل العلم ، لكن هذه التفاصيل التي تفصلون مِن فعل كذا فهو مشرك و تخرِجونه من الإسلام .....
هوامش الصفحة:
هامش _____________________________
1 - سورة النساء الآية 116
2 - سورة النحل الآية 86
3 - سورة الأنعام الآية 49
4 - سورة الصافات الآية 35
5 - سورة ص الآية 5
نتابع..
من أين لكم هذا التفصيل ؟! استنبطتم ذلك بمفاهيمكم ؟!! .. فقد تقدم لكم إجماع الأمة أنه لا يجوز لمثلكم الاستنباط . مع أنه لا يجوز للمقلد أن يكفرَ إن لم تُجْمِع الأمةُ على قول متبوعه ... فبينوا لنا من أين أخذتم مذهبكم هذا ؟؟؟!! و لكم علينا عهد الله و ميثلقه إن بيَنتم لنا حقاً يجب المصير إليه لَنَتَبَع الحق إن شاء الله ،
فإن كان المراد مفاهيمكم .. فقد تقدم أنه لا يجوز لنا و لا لمن يؤمن بالله و اليوم الآخر الأخذ بها ، و لا نكفر من معه الإسلام الذي أجمعت الأمة على ما أتى به فهو مسلم .
فأما الشرك ففيه أكبر و أصغر ، فيه كبير و أكبر ، و فيه ما يخرِج من الإسلام ، و هذا كله باقي لا
و تفاصيل ما يخرج مما لا يخرج يحتاج إلى تبيين أئمة أهل الإسلام الذين اجتمعت فيهم شروط الاجتهاد ، فإن أجمعوا على أمرٍ لم يسعْ أحدٌ الخروج عنه ، و إن اختلفوا فالأمر واسعْ . فإن كان عندكم عن أهل العلم بيان واضح فبينوا لنا .. و سمعاً و طاعة ،و إلا فالواجب علينا و عليكم الأخذ بالأصل المُجْمَع عليه و اتباع سبيل المؤمنين . أنتم تحتجون أيضاً بقوله عز و جل ( لئن أشركت ليحبطنَ عملك )(1) .
و بقوله عز و جل في حق الأنياء : ( و لو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون )(2) , و بقوله تعالى : ( و لا يأمركم أن تتخذوا الملائكة و النبيين أرباباً )(3) ...
هوامش الصفحة:
هامش____________________________
1 - سورة الزمر الآية 65
2 - سورة الأنعام الآية 88
3 - سورة آل عمران الآية 80
نتابع..
فنقول : نعم ، كل هذا حق يجب الإيمان به ، و لكن مِن أين لكم ان المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً عبده و رسوله إذا دعى غائباً أو ميتاً أو نذر له أو ذبح لغير الله أو تمسَحَ بقبرٍ أو أخذ من ترابه أن هذا هو الشرك الأكبر الذي مَنْ فَعَلَ حبط عمله و حلَ ماله و دمه ، و أنه الذي أراد الله سبحانه من هذه الآية و غيرها في القرآن .
فان قلتم فهمنا ذلك من الكتاب و السنة قلنا: لا عبرة بمفهومكم و لا يجوز لكم و لا لمسلم الأخذ بمفهومكم ، فإن الأمة مجمعة كما تقدم ان الاستنباط مرتبة أهل الاجتهاد المطلق .
و مع هذا لو اجتمعت شروط الاجتهاد في رجلٍ ، لم يجبْ على أحدٍ الأخذ بقوله دون نظر .
قال الشيخ تقي الدين : ( من أوجب تقليد الإمام بعينه دون نظرٍ فإنه يستتاب ، فإن تاب أو قتل ) .
و إن قلتم : أخذنا ذلك من كلام بعض أهل العلم ، كابن تيمية و ابن القيم لأنهم سموا ذلك شركاً ...
قلنا هذا حق و نوافيكم على تقليد الشيخين أن هذا شرك ، و لكم هم لم يقولوا كما قلتم إن هذا شرك أكبر يخرِجُ من الإسلام و تجري على كل بلد هذا فيها أحكام أهل الرده ، بل من لم يكفرهم عندكم فهو كافر تجري عليه أحكام أهل الرده ، و لكنهم رحمهم الله ذكروا أن هذا شرك ، و شددوا فيه و نهوا عنه ، و لكن ما قالوا كما قلتم و لا عِشْرَ مِعشاره ،
و لكنكم أخذتم من قولهم ما جازَ لكم دون غيره بل في كلامهم رحمهم الله ما يدل على أن هذه الأفاعيل شرك أصغر .
على تقدير ان في بعض أفراده ما هو شرك أكبر على حسب حال قائله و نيته ، فهم ذكروا في بعض مواضع من كلامهم ان هذه لا يكفر حتى تقوم عليه الحجة الذي يكفُرُ تاركها كما يأتي في كلامهم إن شاء الله مفصلاً .
و لكن المطلوب منكم هو الرجوع إلى كلام أهل العلم و الوقوف عند الحدود التي حدُوا . فإن أهل العلم ذكروا في كلِ مذهبٍ من الذاهب الأقوال و الأفعالَ التي يمون بها المسلم مرتَداً ...
لم يقولوا من نذر لغير الله فهو مرتد ....
و لم يقولوا من طلب مِن غير الله فهو مرتد ....
و لم يقولوا مَن ذبح لغير الله مرتد ....
و لم يقولوا مَن تمسَحَ بالقبور و أخذ من ترابها فهو مرتد كما قلتم أنتم .
فإن كان عندكم شيء فبينوه ، فإنه لا يجوز كتم العلم و لكنكم أخذتم هذا بمفاهيمكم و فارقتم الإجماع و كفرتُم أمة محمد (ص) كلهم حيث قلتم من فعل هذه الأفاعيل فهو كافر ، و مَنْ لم يكفرْه فهو كافر .
معلوم عند الخاص و العام ان هذه الأمور ملأت بلاد المسلمين ، و عند أهل العلم منهم أنها ملأت بلاد المسلمين مِن أكثر من سبعمائة عام ، و إن من لم يفعل هذه الأفاعيل مِن أهل العلم لم يكفروا أهل هذه الأفاعيل و لم يجروا عليهم أحكام المرتدين ، بل أجروا عليهم أحكام المسلمين بخلاف قولكم حيث أجريتم الكفر و الردة على أمصار المسلمين و غيرها من بلاد المسلمين ، و جعلتم بلادهم بلاد حرب حتى الحرمينالشريفين اللذَيْن أخبر النبي (ص) في الأحاديث الصحيحة (1) الصريحة أنها لا يزالان بلاد الإسلام و أنها لا تعبد فيهما الأصنام ، و حتى أن الدجال في آخر الزمان يطأ البلاد كلها إلا الحرمين (2) كما تقف على ذلك إن شاء الله في هذه الرسالة .
فكل هذه البلاد عندكم بلاد حرب ، كفار أهلُها لأنهم عبدوا الأصنام على قولكم ، و كلهم عندكم مشركون كشركاً مخرِجاً عن الملة .. فإنا لله و إنا إليه راجعون .. فو الله إن هذا عين المحادَة(3) لله و لرسوله و لعلماء المسلمين قاطبة ،
هوامش الصفحة:
هامش_______________________________
1 - قال رسول الله (ص) ( إن مكة حرمها الله و لم يحرمها الناس ، و لا يحل لإمرئ يؤمن بالله و اليوم الآخر أن يسفك فيها دماً أو يعضد بها شجرة ) .
أخرجه البخاري / 104 و مسلم / 1365 / و النسائي / 2876 / و أحمد / 15938 - 15942 - 26619 - 26623 / عن أبي شريح خويلد بن عمرو الخزاعي الكعبي .
و قال (ص) : أي يوم أعظم حرمة ؟ قالوا : يومنا هذا ، قال فأي شهر أعظم حرمة ، قالوا : شهرنا هذا ، قال فأي بلد أعظم حرمة قالوا : بلدنا هذا ، قال فإن دمائكم و أموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا .
أخرجه أحمد / 1356 / عن جابر بن عبدالله .
و اطلَع لرسول الله (ص) أحدٌ فقال : هذا جبل يحبنا و نحبه ، اللهم إن ابراهيم حرم مكة و أنا أحرم ما بين لابتيها
( و اللابة هي الأرض فيها حجارة سوداء و تعرف بالحرة ) .
أخرجه البخاري / 3367 / و مسلم / 1365 / و الترمذي / 3922 / عن أنس بن مالك .
2 - قال (ص) ( ليس من بلدٍ إلا سيطؤه الدجال إلا مكة و المدينة ليس له من نقابها نقب ( أي طريق أو مدخل )
أخرجه البخاري / 1881 / و مسلم / 2943 / و الترمذي / 2242 / و أحمد / 11835 - 12676 - 12732 - 12980 / عن أنس بن مالك .
و قال (ص) ( إن طيبة المدينة .. إن الله حرم حرمي على الدجال أن يدخلها )
أخرجه أحمد / 27831 / عن عائشة .
3 - حاد أي غاضب و عادي ، و في الآية ( إن الذين يحادون الله و رسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم )
سورة المجادلة الآية 5
تعليق