الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية
للعالم العلامة النحرير الفهامة الشيخ سليمان بن عبدالوهاب ( صفحة 24 )
على تقدير هذه الأمور التي تزعمون أنها كفر - أعني النذر و ما معه - فهنا أصل آخر ما أصول أهل السنة محمعون عليه كما ذكره الشيخ تقي الدين و ابن القيم عنهم ، و هو أن الجاهل و المخطئ من هذه الأمة و لو عمل من الكفر و الشرك ما يكون صاحبه مشركاً أو كافراً أنه يعذر بالجهل و الخطأ حتى تتبين له الحاجة التى يكفر تاركها بيناً واضحاً لا يلتبس على مثله أو ينكر ما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام مما أجمعوا عليه إجماعاً جلياً قطعياً يعرفه كلٌ من المسلمين من غير نظرٍ و تأملٍ ، كما يأتي إن شاء الله تعالى ، و لم يخالفْ في ذلك إلا أهل البدع .
فإن قلت قال الله عز و جل ( من كفر بالله إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان و لكن شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله و لهم عذاب عظيم )(1) ، الآية نزلت في المسلمين تكلموا بالكفر مكرَهين عليه .. هذا حق ، و هي حجة عليكم لا لكم . فإن الذين تكلموا به هو سب رسول الله (ص) و التبري من دينه ،
و هذا كفر إجماعاً يعرفه كل مسلم ، و مع هذا فإن الله عز و جل عذَرَ مَنْ تكلم بهذا الكفر مكرهاً و لم يؤاخذْه ، و لكن الله سبحانه و تعالى كفَر مَنْ شرح بهذا الكفر صدراً ، و هو من عَرَفَهُ و رَضِيَهُ و احتاره على الإيمان غيرَ جاهلٍ به . و هذا الكفر في الآية مما أجمع عليه المسلمون و نقلوه في كتبهم كل من عد المكفرات ذكره
هامش______________________________________
1 - سورة النحل الآية 16
الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية
للعالم العلامة النحرير الفهامة الشيخ سليمان بن عبدالوهاب ( صفحة 25 )
و أما هذه الأمر التي تكفرون بها المسلمين فلم يسبقْكم إلى تكفير بها أحد من أهل العلم و لا عدُوها في المكفرات ، بل ذكرها من ذكرها منهم في أنواع الشرك ، و بعضهم ذكرها في المحرمات ، و لم يقلْ أحد منهم أن من فعله فهو كافر مرتد ، و لا احتجَ عليه بهذه الآية كما احتججتم ..
و لكن ليس هذا بأعجب من استدلالكم بآيات نزلت في الذين : ( إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون . و يقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون )(1) ، و الذين يقال لهم ( أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرىَ )(2) ،
و الذين يقولون ( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارةً من السماء )(3) ،
و الذين يقولون ( أجعل الآلهة إها واحداً )(4) ...
و مع هذا تستدلون بهذه الآيات و تنزلونها على الذين يشهدون أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله ، و يقولون ما لله من شريك ، و يقولون ما أحد يستحق أن يعبد مع الله .
فالذي يستدلُ بهذه الآيات على من شهد له رسول الله (ص) و أجمع المسلمون على إسلامه ما هو بعجيب لو استدل بالآية على مذهبه .
الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية
للعالم العلامة النحرير الفهامة الشيخ سليمان بن عبدالوهاب ( صفحة 26 )
فإن كنتم صادقين ، فاذكروا لنا من استدل بهذه الآية على كفر من كفرْتموه بخصوص الأفعال و الأقوال التي تقولون أنها كفر .
و لكن و الله ما لكم مَثَلٌ إلا عبدالملك بن مروان لما قال لابنه : ( ادع الناس إلى طاعتك ، فمن قال عنك برأسه فقل بالسيف على رأسه هكذا ) يعني اقطعه .. فإنا لله و إنا إليه راجعون .
الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية
للعالم العلامة النحرير الفهامة الشيخ سليمان بن عبدالوهاب ( صفحة 27 )
فصل
و ها هنا أصل آخر ، و هو أن المسلم قد يجتمع فيه المادتان : الكفر و الإسلام ، و الكفر النفاق ، و الشرك و الإيمان (1) .. و إنها تجتمع فيه المادتان و لا يكفر كفراً ينقل عن الملة كما هو مذهب أهل السنة و الجماعة كما يأتي تفصيله و بيانه إن شاء الله ، و لم يخالفْ في ذلك إلا أهل البدع .
هامش_________________________________
1 - يقول النبي (ص) : ( إن الشيطان لمة بابن آدم و للملك لمة ، فأما لمة الشيطان فإعاد بالشر و تكذيب الحق ، و أما لمة الملك فإعاد بالخير و تصديق الحق ..)
أخرجه الترمذي / 2988 / عن عبدالله بن مسعود
و قال (ص) ( لا يزني الزاني حين يزني و هم مؤمن و لا يشرب الخمر حين يشرب و هو مؤمن ، و لا يسرق حين يسرق و هو مؤمن ، و لا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها و هم مؤمن ) .
أخرجه البخاري / 2475 - 5578 - 6772 / و مسلم /57 / و الترمذي / 2625 / و النسائي / 4870 - 4871 - 4872 - 5659 - 5660 / و أبو داود / 4689 / و ابن ماجه / 3936 / و أحمد / 7276 - 27419 - 8781 / و الدرامي / 2106 / عن أب هريرة .
و قال (ص) : ( إذا زنى رجل خرج منه الإيمان كان عليه كالظلة ، فإذا انقطع رجع إليه الإيمان )
أخرجه أبو داود / 4690 / و الترمذي / 3653 / و الحاكم / 22 : 1 / عن أبي هريرة .
الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية
للعالم العلامة النحرير الفهامة الشيخ سليمان بن عبدالوهاب ( صفحة 28 )
فصل
اعلم أن أول فرقة فارقت الجماعة الخوارج الذي خرجوا في زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، و ذكرهم رسول الله (ص) و أمر بقتلهم و قتالهم و قال : ( يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، أينما لقيتموهم فاقتلوهم )(1) .
هامش_________________________________
1 - الحديث له عدة روايات نذكر بعضها : فعن أبي سعيد الخدري قال : ( بينما كان رسول الله (ص) يقسم قسماً ، فأتاه ذو
الخويصرة / و هو رجل من بني تميم ، فقال : يا رسول الله اعدل فقال : ويلك و من يعدل إذا لم أعدل . قد خبت و خسرت إن لم أكن
أعدل فقال عمر : يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه فقال : دعه ، فإن له أصحاب يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم و صيامه
مع صيامهم ، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ( و الترقوه هو العظم بين أعلى الصدر و العانق ) يمرقون ( أي ) يخرجون من الدين
كما يمرق السهم من الرمية ينظرمن نصله ( أي رأس سهمه ) فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافة ( هو ما يلف على مدخل
النصل في السهم ) فما يوجد فيه شيئ ثم ينظر إلى تضيِه ( وهو قِدحه ) فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى قذذه ( أي ريش السهم ) فلا
يوجد فيه شيء .. قد سبق الفرث و الدم . آيتهم رجل أسود احى عضديه مثل ثدي المرآة أو مثل البضعة ( أي قطعة لحم ) تدردر
( أي تضطرب و تتحرك ) و يخرجون على حين فرقة من الناس .
أخرجه البخاري / 3344 - 3610 - 5058 - 6931 - 6933 / و مسلم / 1064 / و النسائي / 2578 - 4101 / و أبو داود / 4764 - 4765 / و ابن ماجه / 169 / و أحمد /10625 - 10734 - 10898 - 11096 - 1143 - 11185 - 11220 - 11227 - 11254 - 11298 / و مالك / 477 /
و عن علي قال : سمعت رسول الله (ص) يقول يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام ، يقول مِن خير قول البرية ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فإن قتلهم أجر من قتلهم يوم القيامة .
أخرجه البخاري / 3611 - 5057 - 6930 / و مسلم / 1066 / و النسائي / 4102 / و أبو داود / 4767 - 1468 / و أحمد / 674 - 708 - 1089 - 1305 - 1348 / عن علي بن أبي طالب .
و أخرجه مسلم / 1063 / و ابن ماجه / 172 / و أحمد / 14390 - 14406 / عن جابر بن عبد الله .
و أخرجه الترمذي / 1288 / و ابن ماجه / 168 / و أحمد / 3821 / عن عبد الله بن مسعود .
و أخرجه النسائي / 4103 / و أحمد / 19284 - 19307 / عن برزه الأسلمي .
و أخرجه ابن ماجه / 170 / و أحمد / 21021 / عن أبي ذر الغفاري .
و أخرجه أحمد / 12204 - 12475 / عن أنس بن مالك .
و أرجه البخاري / 6934 / و أحمد 15547 / عن سهل بن حنيف .
الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية
للعالم العلامة النحرير الفهامة الشيخ سليمان بن عبدالوهاب ( صفحة 29 )
و قال فيهم : ( إنهم كلابُ أهل النار )(1) .
و قال : ( إنهم يقتلون أهل الإسلام )(2) .
و قال : ( شرُ قتلى تحت أديم السماء )(3) .
و قال : ( يقرؤون القرآن ، يحسبونه لهم و هو عليهم )(4) .
إلى غير ذلك مما صح عن رسول الله (ص) فيهم .
و هؤلاء خرجوا في زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه و كَفروا علياً و عثمان و معاوية و من معهم ، و استحلوا دماء المسلمين و أموالهم ، و جعلوا بلاد المسلمين بلاد حرب و بلادهم بلاد الإيمان ، و يزعمون أنهم أهل القرآن و لا يقبلون من السنة إلا ما وافق مذهبهم ، و مَن خالفهم و خرج عن ديارهم فهو كافر ، و يزعمون أن علياً و الصحابه رضي الله عنهم أشركوا بالله و لم يعملو بما في القرآن ، بل هم - على زَعْمهم - الذين عملوا به .
و يستدلون لمذهبهم بمتشابه القرآن ، و يُنْزِلون الآيات التي نزلت في المشركين المكذبين في أهل الإسلام ، و في أكابر الصحابة عندهم ، و يدعوهم إلى الحق و إلى المناظرة ، و ناظَرَهُم ابن عباس رضي الله عنهما . و رجع منهم إلى الحق أربعة آلاف ..
هامش_______________________________
1 - أخرجه ابن ماحه / 176 / و الترمذي / 3000 / عن أبي أمامة .
2 - جزء من الحديث الذي سبق تخريجه في الحاشية / 1 / من الصفحة السابقة و هذا اللفظ أخرجه البخاري / 7422/ و مسلم / 1064 / و النسائي / 2578 - 4101 / و أبو داود / 4764 / و أحمد / 11254 - 11298 / عن أبي سعيد الخدري .
3 - جزء من الحديث النبوي ورد في الحاشية / 1 / من هذه الصفحة و نص الحديث : ( شر قتلى قتِلوا تحت أديم السماء و خير قتيل من قتلوا كلاب أهل النار . قد كان هؤلاء مسلمين فصاروا كفاراً )
أخرجه ابن ماجه / 176 / و الترمذي / 3000 / عن أبي أمامة .
4 - لم أقف على تخريجه
للعالم العلامة النحرير الفهامة الشيخ سليمان بن عبدالوهاب ( صفحة 24 )
على تقدير هذه الأمور التي تزعمون أنها كفر - أعني النذر و ما معه - فهنا أصل آخر ما أصول أهل السنة محمعون عليه كما ذكره الشيخ تقي الدين و ابن القيم عنهم ، و هو أن الجاهل و المخطئ من هذه الأمة و لو عمل من الكفر و الشرك ما يكون صاحبه مشركاً أو كافراً أنه يعذر بالجهل و الخطأ حتى تتبين له الحاجة التى يكفر تاركها بيناً واضحاً لا يلتبس على مثله أو ينكر ما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام مما أجمعوا عليه إجماعاً جلياً قطعياً يعرفه كلٌ من المسلمين من غير نظرٍ و تأملٍ ، كما يأتي إن شاء الله تعالى ، و لم يخالفْ في ذلك إلا أهل البدع .
فإن قلت قال الله عز و جل ( من كفر بالله إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان و لكن شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله و لهم عذاب عظيم )(1) ، الآية نزلت في المسلمين تكلموا بالكفر مكرَهين عليه .. هذا حق ، و هي حجة عليكم لا لكم . فإن الذين تكلموا به هو سب رسول الله (ص) و التبري من دينه ،
و هذا كفر إجماعاً يعرفه كل مسلم ، و مع هذا فإن الله عز و جل عذَرَ مَنْ تكلم بهذا الكفر مكرهاً و لم يؤاخذْه ، و لكن الله سبحانه و تعالى كفَر مَنْ شرح بهذا الكفر صدراً ، و هو من عَرَفَهُ و رَضِيَهُ و احتاره على الإيمان غيرَ جاهلٍ به . و هذا الكفر في الآية مما أجمع عليه المسلمون و نقلوه في كتبهم كل من عد المكفرات ذكره
هامش______________________________________
1 - سورة النحل الآية 16
الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية
للعالم العلامة النحرير الفهامة الشيخ سليمان بن عبدالوهاب ( صفحة 25 )
و أما هذه الأمر التي تكفرون بها المسلمين فلم يسبقْكم إلى تكفير بها أحد من أهل العلم و لا عدُوها في المكفرات ، بل ذكرها من ذكرها منهم في أنواع الشرك ، و بعضهم ذكرها في المحرمات ، و لم يقلْ أحد منهم أن من فعله فهو كافر مرتد ، و لا احتجَ عليه بهذه الآية كما احتججتم ..
و لكن ليس هذا بأعجب من استدلالكم بآيات نزلت في الذين : ( إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون . و يقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون )(1) ، و الذين يقال لهم ( أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرىَ )(2) ،
و الذين يقولون ( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارةً من السماء )(3) ،
و الذين يقولون ( أجعل الآلهة إها واحداً )(4) ...
و مع هذا تستدلون بهذه الآيات و تنزلونها على الذين يشهدون أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله ، و يقولون ما لله من شريك ، و يقولون ما أحد يستحق أن يعبد مع الله .
فالذي يستدلُ بهذه الآيات على من شهد له رسول الله (ص) و أجمع المسلمون على إسلامه ما هو بعجيب لو استدل بالآية على مذهبه .
الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية
للعالم العلامة النحرير الفهامة الشيخ سليمان بن عبدالوهاب ( صفحة 26 )
فإن كنتم صادقين ، فاذكروا لنا من استدل بهذه الآية على كفر من كفرْتموه بخصوص الأفعال و الأقوال التي تقولون أنها كفر .
و لكن و الله ما لكم مَثَلٌ إلا عبدالملك بن مروان لما قال لابنه : ( ادع الناس إلى طاعتك ، فمن قال عنك برأسه فقل بالسيف على رأسه هكذا ) يعني اقطعه .. فإنا لله و إنا إليه راجعون .
الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية
للعالم العلامة النحرير الفهامة الشيخ سليمان بن عبدالوهاب ( صفحة 27 )
فصل
و ها هنا أصل آخر ، و هو أن المسلم قد يجتمع فيه المادتان : الكفر و الإسلام ، و الكفر النفاق ، و الشرك و الإيمان (1) .. و إنها تجتمع فيه المادتان و لا يكفر كفراً ينقل عن الملة كما هو مذهب أهل السنة و الجماعة كما يأتي تفصيله و بيانه إن شاء الله ، و لم يخالفْ في ذلك إلا أهل البدع .
هامش_________________________________
1 - يقول النبي (ص) : ( إن الشيطان لمة بابن آدم و للملك لمة ، فأما لمة الشيطان فإعاد بالشر و تكذيب الحق ، و أما لمة الملك فإعاد بالخير و تصديق الحق ..)
أخرجه الترمذي / 2988 / عن عبدالله بن مسعود
و قال (ص) ( لا يزني الزاني حين يزني و هم مؤمن و لا يشرب الخمر حين يشرب و هو مؤمن ، و لا يسرق حين يسرق و هو مؤمن ، و لا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها و هم مؤمن ) .
أخرجه البخاري / 2475 - 5578 - 6772 / و مسلم /57 / و الترمذي / 2625 / و النسائي / 4870 - 4871 - 4872 - 5659 - 5660 / و أبو داود / 4689 / و ابن ماجه / 3936 / و أحمد / 7276 - 27419 - 8781 / و الدرامي / 2106 / عن أب هريرة .
و قال (ص) : ( إذا زنى رجل خرج منه الإيمان كان عليه كالظلة ، فإذا انقطع رجع إليه الإيمان )
أخرجه أبو داود / 4690 / و الترمذي / 3653 / و الحاكم / 22 : 1 / عن أبي هريرة .
الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية
للعالم العلامة النحرير الفهامة الشيخ سليمان بن عبدالوهاب ( صفحة 28 )
فصل
اعلم أن أول فرقة فارقت الجماعة الخوارج الذي خرجوا في زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، و ذكرهم رسول الله (ص) و أمر بقتلهم و قتالهم و قال : ( يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، أينما لقيتموهم فاقتلوهم )(1) .
هامش_________________________________
1 - الحديث له عدة روايات نذكر بعضها : فعن أبي سعيد الخدري قال : ( بينما كان رسول الله (ص) يقسم قسماً ، فأتاه ذو
الخويصرة / و هو رجل من بني تميم ، فقال : يا رسول الله اعدل فقال : ويلك و من يعدل إذا لم أعدل . قد خبت و خسرت إن لم أكن
أعدل فقال عمر : يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه فقال : دعه ، فإن له أصحاب يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم و صيامه
مع صيامهم ، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ( و الترقوه هو العظم بين أعلى الصدر و العانق ) يمرقون ( أي ) يخرجون من الدين
كما يمرق السهم من الرمية ينظرمن نصله ( أي رأس سهمه ) فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافة ( هو ما يلف على مدخل
النصل في السهم ) فما يوجد فيه شيئ ثم ينظر إلى تضيِه ( وهو قِدحه ) فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى قذذه ( أي ريش السهم ) فلا
يوجد فيه شيء .. قد سبق الفرث و الدم . آيتهم رجل أسود احى عضديه مثل ثدي المرآة أو مثل البضعة ( أي قطعة لحم ) تدردر
( أي تضطرب و تتحرك ) و يخرجون على حين فرقة من الناس .
أخرجه البخاري / 3344 - 3610 - 5058 - 6931 - 6933 / و مسلم / 1064 / و النسائي / 2578 - 4101 / و أبو داود / 4764 - 4765 / و ابن ماجه / 169 / و أحمد /10625 - 10734 - 10898 - 11096 - 1143 - 11185 - 11220 - 11227 - 11254 - 11298 / و مالك / 477 /
و عن علي قال : سمعت رسول الله (ص) يقول يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام ، يقول مِن خير قول البرية ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فإن قتلهم أجر من قتلهم يوم القيامة .
أخرجه البخاري / 3611 - 5057 - 6930 / و مسلم / 1066 / و النسائي / 4102 / و أبو داود / 4767 - 1468 / و أحمد / 674 - 708 - 1089 - 1305 - 1348 / عن علي بن أبي طالب .
و أخرجه مسلم / 1063 / و ابن ماجه / 172 / و أحمد / 14390 - 14406 / عن جابر بن عبد الله .
و أخرجه الترمذي / 1288 / و ابن ماجه / 168 / و أحمد / 3821 / عن عبد الله بن مسعود .
و أخرجه النسائي / 4103 / و أحمد / 19284 - 19307 / عن برزه الأسلمي .
و أخرجه ابن ماجه / 170 / و أحمد / 21021 / عن أبي ذر الغفاري .
و أخرجه أحمد / 12204 - 12475 / عن أنس بن مالك .
و أرجه البخاري / 6934 / و أحمد 15547 / عن سهل بن حنيف .
الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية
للعالم العلامة النحرير الفهامة الشيخ سليمان بن عبدالوهاب ( صفحة 29 )
و قال فيهم : ( إنهم كلابُ أهل النار )(1) .
و قال : ( إنهم يقتلون أهل الإسلام )(2) .
و قال : ( شرُ قتلى تحت أديم السماء )(3) .
و قال : ( يقرؤون القرآن ، يحسبونه لهم و هو عليهم )(4) .
إلى غير ذلك مما صح عن رسول الله (ص) فيهم .
و هؤلاء خرجوا في زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه و كَفروا علياً و عثمان و معاوية و من معهم ، و استحلوا دماء المسلمين و أموالهم ، و جعلوا بلاد المسلمين بلاد حرب و بلادهم بلاد الإيمان ، و يزعمون أنهم أهل القرآن و لا يقبلون من السنة إلا ما وافق مذهبهم ، و مَن خالفهم و خرج عن ديارهم فهو كافر ، و يزعمون أن علياً و الصحابه رضي الله عنهم أشركوا بالله و لم يعملو بما في القرآن ، بل هم - على زَعْمهم - الذين عملوا به .
و يستدلون لمذهبهم بمتشابه القرآن ، و يُنْزِلون الآيات التي نزلت في المشركين المكذبين في أهل الإسلام ، و في أكابر الصحابة عندهم ، و يدعوهم إلى الحق و إلى المناظرة ، و ناظَرَهُم ابن عباس رضي الله عنهما . و رجع منهم إلى الحق أربعة آلاف ..
هامش_______________________________
1 - أخرجه ابن ماحه / 176 / و الترمذي / 3000 / عن أبي أمامة .
2 - جزء من الحديث الذي سبق تخريجه في الحاشية / 1 / من الصفحة السابقة و هذا اللفظ أخرجه البخاري / 7422/ و مسلم / 1064 / و النسائي / 2578 - 4101 / و أبو داود / 4764 / و أحمد / 11254 - 11298 / عن أبي سعيد الخدري .
3 - جزء من الحديث النبوي ورد في الحاشية / 1 / من هذه الصفحة و نص الحديث : ( شر قتلى قتِلوا تحت أديم السماء و خير قتيل من قتلوا كلاب أهل النار . قد كان هؤلاء مسلمين فصاروا كفاراً )
أخرجه ابن ماجه / 176 / و الترمذي / 3000 / عن أبي أمامة .
4 - لم أقف على تخريجه
تعليق