بسم اللهِ الرحمنِ الرحيم
الحَمْدُ وَالشُّـكْرُ للهِ رَبِّ العالمين على كُلِّ حال
اللهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَفَرَجَنا بِهِمْ وَالْعَنْ أعداءهُمْ
الكرام الأفاضل رعاكم الله وأسعدكم
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وألطافه
وبعـد
*ندبة للأمير علي بن أبي طالب ص*
*****
أَلا مَنْ مُسْعِديْ بِبُكا أَميريْ ** فَأُبْديْ ما تَلْجْلَجَ في ضَميريْ
زَقا صَوْتُ المَنايا بِالرَّزايا ** فَأَضْحَى الكَوْنُ يَدْعُو لِلْنَفيرِ
تَلَمْلَمَتِ النُّجومُ بِحالِ حُزْنٍ ** لِتَنْعَى مَنْ رَعاها في المَسْيْرِ
وَشَهْرُ الصَّوْمِ أْمسى مُسْتَباحاً ** لِما فِيْهِ اسْتُبِيْحَ مِنَ الأَميرِ
وَأسْحارُ اللياليْ مُظْلِماتٌ ** لِفَقْدِ سِراجِها البِدْرِ المُنِيرِ
*****
وَشَمْسُ الصُبْحِ جَلاّها عَزاها ** تَدُورُ كَثاكِلٍ بِابْنٍ كَبيرِ
وَزَمْزَمُ ماؤها قد غاضَ غَيْظَاً ** لِما قَدْ رَجَّ يُنْبُوعَ النَّميرِ
وَمِحرابُ الصَّلاةِ غَدا كَئيباً ** لِبَكّاءِ المَحارِيْبِ الشَّهيرِ
وَمَيْدانُ الوَغى أَمْسى يَبابَاً ** إذْ الضَحّاكُ في كَنَفِ السَّريرِ
وَأَيْتامُ العِراقِ اليَوْمَ عاشُوا ** لِحالِ اليُتْمِ في فَقْدِ المُجيرِ
*****
أَبا حَسَنٍ فَما يُجْديْ بُكانا ** أَيُرْجِعُ دَمْعُنا مَنْ في القُبُورِ؟
أَبا حَسَنٍ فَدُوْنَكَ لاحَيِيْنا ** فَما مَعْنَىَ الحَياةَ بِلاَ سُرُورِ
أَبا حَسَنٍ لِعَطْفِكَ قد عَطَشْنا ** وَأنْتِ لِرِيِّنا نَعِمَ الغَديرِ
أَبا حَسَنٍ بٍساحِكَ قد أَنْخَنا ** رِكابَ الهَمِّ يا يُسْرَ العَسيرِ
أَبا حَسَنٍ فهذا القَلْبُ داميْ ** فَفَقْدُكَ قد تعالى عَنْ نَظيرِ
*****
فَلَنْ أَسْلو وَإنْ طالَتْ حَياتيْ ** أَميرَ المُؤمنينَ أَخا البَشير
وَأَبْكيهِ إماماً غِيْلَ ظُلْماً ** وَأَنْدِبُهُ أَبَاً حُرَّ الضَّميرِ
سَأَبْقى ما حَيِيْتُ الدَّهْرَ دَأْبيْ ** أَبْثُّ الوَجْدَ بِالدَّمْعِ الغَزيرِ
فَغُصَّةُ نَكبتيْ فِيْكُمْ سَتبقى ** تَرَدَّدُ في لَهاتيْ كَالسَّعيرِ
فَلا سُكْنَىَ العِراق تَبُلُّ شَوْقيْ ** وَ لا في غُرْبَتيْ يَهْدا زَفِيريْ
*****
فَهَلْ مِنْ ساعَةٍ يَهْنا فُؤاديْ ** بِلَثْمِ القَبْرِ أَوْ شَمِّ العَبيرِ
عَسى رُوحيْ على شاطِيْكَ تَرْسُو ** على دَسْتِ النِياحَةِ في الهَجيرِ
عَسى تَرضى أَبا الحسَنينِ عَنّيْ ** فَرَبّيْ شاهِدٌ ما في الضَّميرِ
فَفِيْكُمْ صَرْخَتيْ وَلَكُمْ وِداديْ ** وَأَنْتُمْ مَوْئِليْ عِنَدَ المَصيرِ
وَماخابَ الذيْ والى عَلِيَّاً ** وَلِيُّ اللهِ غَوْثُ المُسْتَجيرِ
*****
مساء الإثنين الساعة 5:02
في 17/رمضان المُبارك/1425هج
1/تشرين ثان/2004م
خادم الأميرعلي بن أبي طالب(عليه وآله الصلاة والسلام) وأبنائه ومُحبّـيهم أجمعين
علي الحمداني
تعليق