السلام عليكم ورحمة الله و بركاته..
اولا اود ان اتوجه بالشكر للاخت الفاضلة بيعة الغدير و الاخ الفاضل kuwaitty لموقفهم المشرف من مولاتنا الزهراء سلام الله عليها و من المؤمن المجاهد ابو لؤلؤة رضوان الله عليه.
ثانيا اتوجه للاخ الفاضل منتمي بالقول:
إن الإيمان بالتعددية والتنوع الديني والثقافي يعني القبول بالآخر كما هو وليس بشروط تحد من حريته في التعبير عن نفسه ومعتقداته.
وإذا افترضنا أن دولة من الدول الغربية النصرانية التي تقول أنها تحترم مبدأ التعددية طالبت المسلمين الذين يعيشون فيها بحذف آيات معينة من القرآن الكريم فيها هجوم على النصارى فهل يمكننا أن نقبل ذلك باسم التعددية؟ طبعا لا.
سوف يقولون: يجب أن تحترمونا ولا تقولوا عنا في كتابكم المقدس أننا كفار ومصيرنا العذاب والنار مثل آية: "لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ".
وآية: " لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ" وغيرها من الآيات.
ولكننا سنقول لهم: إذا كنتم تؤمنون بالتعددية فيجب أن تقبلوا بنا كما نحن وليس كما تريدون أنتم، كما أن اعتقادنا بأنكم كفار ليس تعديا عليكم أو هجوما ولكنه نقد مع الدليل العلمي.
ومع ذلك فنحن في الحياة نتعايش بشكل مشترك ونبني بلداننا بشكل مشترك بغض النظر عن عقائدنا المتناقضة.
ومن بين الفوارق الأساسية بين الشيعة وغيرهم هي النظرة تجاه شخصيات أصحاب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
فالشيعة لا يعتبرون كل هذه الشخصيات عدولا بل يقولون بعضهم عدول والباقي غير عدول ومنهم الكافر والمنافق والفاسق والمتجبر.
أما غير الشيعة فيقولون أن كل هؤلاء عدول مع أنهم يطعنون ببعضهم من الشخصيات الإسلامية العظيمة مثل أبي طالب (عليه السلام) عم الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي يقولون عنه أنه كافر والعياذ بالله مع أنه كان بطل الدفاع عن النبي وعن الإسلام والمسلمين وقد شهد بأن دينه هو الإسلام وترحّم عليه الرسول (صلى الله عليه وآله) وسمّى العام الذي مات فيه بعام الحزن.
وبناء على ذلك فيجب على كلا الطرفين احترام الطرف الآخر في نظرته تجاه هذه الشخصيات وأن لا يسلب منه حق التعبير عن موقفه منها بل يناقش أدلته ويترك الحكم للناس وهم يختارون الطرف المحق الذي يملك الحجة.
والتعددية لا تعني أن يتم سلب الشيعة حقهم في إبداء مواقفهم من أبي بكر وعمر وعثمان مثلا، كما أنها لا تعني سلب غير الشيعة حقهم في إبداء مواقفهم من أبي طالب عليه السلام وأبي لؤلؤة رضوان الله عليه.
يجب أن تعتاد كل الأطراف على استيعاب أفكار ومعتقدات بعضها البعض حتى ولو كانت متناقضة تماما وأن تعمل على نزع الحساسية عن طرح هذه الأفكار.
لقد نجحت الدول الغربية في هذا الشيء فتجد كل طائفة دينية تعبر عن معتقداتها وعن نقدها لرموز وكبار شخصيات الطوائف الأخرى بدون أن يثير هذا الشيء أي حساسية أو مشاكل، والشيء الوحيد الذي لا تسمح به التعددية هو أن تقوم الطوائف بالتحريض على القتل أو العنف.
وبسبب نجاح الدول الغربية في تطبيق هذا المبدأ فإنها تعيش التقدم لأن هذه الأجواء الحرة التي وفرتها هي التي تساعد الجميع على قبول بعضهم البعض والمشاركة في بناء الوطن مهما كان الاختلاف الديني الذي يصل إلى حد التناقض الكامل.
فمثلا اليهودي في أميركا رغم أنه يعتقد بأن المسيح (عليه السلام) هو نبي كاذب بل وابن زنا والعياذ بالله ويصرّح بذلك في كتبه الدينية المنشورة وفي أقوال علماء طائفته لكن ذلك لا يثير النصراني الذي يكون زميله في العمل أو الخدمة في الجيش بل كلاهما يشتركان في المواطنة.
وكذلك النصراني رغم أنه يعتقد بأن اليهود كفار وسيكون مصيرهم النار لأنهم لم يؤمنوا بالمسيح (عليه السلام) ورغم أنه يهاجم كبار رموز اليهود الدينية ويصفهم بالقتلة والمجرمين لأنهم في اعتقاده هم الذين تسببوا في صلب المسيح وقتله لكن ذلك لا يثير اليهودي الذي يكون زميله في الدراسة مثلا، وهكذا.
فالله تعالى يقول: "لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ".
ويقول أيضا: "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ".
أن من أعمق المشاكل الخطيرة هي عدم فهم الآخر وعدم إتاحة الفرصة له للتعبير عن نفسه بحجة أنه يتعدى أو يتعرض لشخصيات مقدسة.
إن كبت حرية الشخص في التعبير عن معتقداته حتى ولو كانت حساسة يجعله أكثر تطرفا وهذا ما لا نريده.
كما أن منع الناس من الاستماع لمعتقدات الطوائف كما هي هو الذي يجعلهم يفهمون فهما خاطئا عنها فيتسبب ذلك في زيادة التنافر الاجتماعي ويمكن أن يولّد الحرب الأهلية.
لذلك أفضل وسيلة للقضاء على الحساسيات الدينية والمذهبية هي السماح لكل طائفة في أن تعبّر عن نفسها ومعتقداتها بكل حرية وأن تنتقد بعضها البعض ثم يتم ترك المجال للناس للحكم.
ونسأل الله لنا ولكم الهداية والفوز بالجنة بولاية محمد وآل محمد عليهم السلام والبراءة من أعدائهم عليهم اللعنة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اولا اود ان اتوجه بالشكر للاخت الفاضلة بيعة الغدير و الاخ الفاضل kuwaitty لموقفهم المشرف من مولاتنا الزهراء سلام الله عليها و من المؤمن المجاهد ابو لؤلؤة رضوان الله عليه.
ثانيا اتوجه للاخ الفاضل منتمي بالقول:
إن الإيمان بالتعددية والتنوع الديني والثقافي يعني القبول بالآخر كما هو وليس بشروط تحد من حريته في التعبير عن نفسه ومعتقداته.
وإذا افترضنا أن دولة من الدول الغربية النصرانية التي تقول أنها تحترم مبدأ التعددية طالبت المسلمين الذين يعيشون فيها بحذف آيات معينة من القرآن الكريم فيها هجوم على النصارى فهل يمكننا أن نقبل ذلك باسم التعددية؟ طبعا لا.
سوف يقولون: يجب أن تحترمونا ولا تقولوا عنا في كتابكم المقدس أننا كفار ومصيرنا العذاب والنار مثل آية: "لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ".
وآية: " لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ" وغيرها من الآيات.
ولكننا سنقول لهم: إذا كنتم تؤمنون بالتعددية فيجب أن تقبلوا بنا كما نحن وليس كما تريدون أنتم، كما أن اعتقادنا بأنكم كفار ليس تعديا عليكم أو هجوما ولكنه نقد مع الدليل العلمي.
ومع ذلك فنحن في الحياة نتعايش بشكل مشترك ونبني بلداننا بشكل مشترك بغض النظر عن عقائدنا المتناقضة.
ومن بين الفوارق الأساسية بين الشيعة وغيرهم هي النظرة تجاه شخصيات أصحاب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
فالشيعة لا يعتبرون كل هذه الشخصيات عدولا بل يقولون بعضهم عدول والباقي غير عدول ومنهم الكافر والمنافق والفاسق والمتجبر.
أما غير الشيعة فيقولون أن كل هؤلاء عدول مع أنهم يطعنون ببعضهم من الشخصيات الإسلامية العظيمة مثل أبي طالب (عليه السلام) عم الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي يقولون عنه أنه كافر والعياذ بالله مع أنه كان بطل الدفاع عن النبي وعن الإسلام والمسلمين وقد شهد بأن دينه هو الإسلام وترحّم عليه الرسول (صلى الله عليه وآله) وسمّى العام الذي مات فيه بعام الحزن.
وبناء على ذلك فيجب على كلا الطرفين احترام الطرف الآخر في نظرته تجاه هذه الشخصيات وأن لا يسلب منه حق التعبير عن موقفه منها بل يناقش أدلته ويترك الحكم للناس وهم يختارون الطرف المحق الذي يملك الحجة.
والتعددية لا تعني أن يتم سلب الشيعة حقهم في إبداء مواقفهم من أبي بكر وعمر وعثمان مثلا، كما أنها لا تعني سلب غير الشيعة حقهم في إبداء مواقفهم من أبي طالب عليه السلام وأبي لؤلؤة رضوان الله عليه.
يجب أن تعتاد كل الأطراف على استيعاب أفكار ومعتقدات بعضها البعض حتى ولو كانت متناقضة تماما وأن تعمل على نزع الحساسية عن طرح هذه الأفكار.
لقد نجحت الدول الغربية في هذا الشيء فتجد كل طائفة دينية تعبر عن معتقداتها وعن نقدها لرموز وكبار شخصيات الطوائف الأخرى بدون أن يثير هذا الشيء أي حساسية أو مشاكل، والشيء الوحيد الذي لا تسمح به التعددية هو أن تقوم الطوائف بالتحريض على القتل أو العنف.
وبسبب نجاح الدول الغربية في تطبيق هذا المبدأ فإنها تعيش التقدم لأن هذه الأجواء الحرة التي وفرتها هي التي تساعد الجميع على قبول بعضهم البعض والمشاركة في بناء الوطن مهما كان الاختلاف الديني الذي يصل إلى حد التناقض الكامل.
فمثلا اليهودي في أميركا رغم أنه يعتقد بأن المسيح (عليه السلام) هو نبي كاذب بل وابن زنا والعياذ بالله ويصرّح بذلك في كتبه الدينية المنشورة وفي أقوال علماء طائفته لكن ذلك لا يثير النصراني الذي يكون زميله في العمل أو الخدمة في الجيش بل كلاهما يشتركان في المواطنة.
وكذلك النصراني رغم أنه يعتقد بأن اليهود كفار وسيكون مصيرهم النار لأنهم لم يؤمنوا بالمسيح (عليه السلام) ورغم أنه يهاجم كبار رموز اليهود الدينية ويصفهم بالقتلة والمجرمين لأنهم في اعتقاده هم الذين تسببوا في صلب المسيح وقتله لكن ذلك لا يثير اليهودي الذي يكون زميله في الدراسة مثلا، وهكذا.
فالله تعالى يقول: "لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ".
ويقول أيضا: "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ".
أن من أعمق المشاكل الخطيرة هي عدم فهم الآخر وعدم إتاحة الفرصة له للتعبير عن نفسه بحجة أنه يتعدى أو يتعرض لشخصيات مقدسة.
إن كبت حرية الشخص في التعبير عن معتقداته حتى ولو كانت حساسة يجعله أكثر تطرفا وهذا ما لا نريده.
كما أن منع الناس من الاستماع لمعتقدات الطوائف كما هي هو الذي يجعلهم يفهمون فهما خاطئا عنها فيتسبب ذلك في زيادة التنافر الاجتماعي ويمكن أن يولّد الحرب الأهلية.
لذلك أفضل وسيلة للقضاء على الحساسيات الدينية والمذهبية هي السماح لكل طائفة في أن تعبّر عن نفسها ومعتقداتها بكل حرية وأن تنتقد بعضها البعض ثم يتم ترك المجال للناس للحكم.
ونسأل الله لنا ولكم الهداية والفوز بالجنة بولاية محمد وآل محمد عليهم السلام والبراءة من أعدائهم عليهم اللعنة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعليق