إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

قابض الأرواح معكم من جديد:لأول مرة على الانترنت:صور لقبر قاتل عمر أبي لؤلؤة رحمه الله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السلام عليكم ورحمة الله و بركاته..
    اولا اود ان اتوجه بالشكر للاخت الفاضلة بيعة الغدير و الاخ الفاضل kuwaitty لموقفهم المشرف من مولاتنا الزهراء سلام الله عليها و من المؤمن المجاهد ابو لؤلؤة رضوان الله عليه.

    ثانيا اتوجه للاخ الفاضل منتمي بالقول:
    إن الإيمان بالتعددية والتنوع الديني والثقافي يعني القبول بالآخر كما هو وليس بشروط تحد من حريته في التعبير عن نفسه ومعتقداته.
    وإذا افترضنا أن دولة من الدول الغربية النصرانية التي تقول أنها تحترم مبدأ التعددية طالبت المسلمين الذين يعيشون فيها بحذف آيات معينة من القرآن الكريم فيها هجوم على النصارى فهل يمكننا أن نقبل ذلك باسم التعددية؟ طبعا لا.
    سوف يقولون: يجب أن تحترمونا ولا تقولوا عنا في كتابكم المقدس أننا كفار ومصيرنا العذاب والنار مثل آية: "لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ".
    وآية: " لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ" وغيرها من الآيات.
    ولكننا سنقول لهم: إذا كنتم تؤمنون بالتعددية فيجب أن تقبلوا بنا كما نحن وليس كما تريدون أنتم، كما أن اعتقادنا بأنكم كفار ليس تعديا عليكم أو هجوما ولكنه نقد مع الدليل العلمي.
    ومع ذلك فنحن في الحياة نتعايش بشكل مشترك ونبني بلداننا بشكل مشترك بغض النظر عن عقائدنا المتناقضة.

    ومن بين الفوارق الأساسية بين الشيعة وغيرهم هي النظرة تجاه شخصيات أصحاب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
    فالشيعة لا يعتبرون كل هذه الشخصيات عدولا بل يقولون بعضهم عدول والباقي غير عدول ومنهم الكافر والمنافق والفاسق والمتجبر.
    أما غير الشيعة فيقولون أن كل هؤلاء عدول مع أنهم يطعنون ببعضهم من الشخصيات الإسلامية العظيمة مثل أبي طالب (عليه السلام) عم الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي يقولون عنه أنه كافر والعياذ بالله مع أنه كان بطل الدفاع عن النبي وعن الإسلام والمسلمين وقد شهد بأن دينه هو الإسلام وترحّم عليه الرسول (صلى الله عليه وآله) وسمّى العام الذي مات فيه بعام الحزن.

    وبناء على ذلك فيجب على كلا الطرفين احترام الطرف الآخر في نظرته تجاه هذه الشخصيات وأن لا يسلب منه حق التعبير عن موقفه منها بل يناقش أدلته ويترك الحكم للناس وهم يختارون الطرف المحق الذي يملك الحجة.

    والتعددية لا تعني أن يتم سلب الشيعة حقهم في إبداء مواقفهم من أبي بكر وعمر وعثمان مثلا، كما أنها لا تعني سلب غير الشيعة حقهم في إبداء مواقفهم من أبي طالب عليه السلام وأبي لؤلؤة رضوان الله عليه.

    يجب أن تعتاد كل الأطراف على استيعاب أفكار ومعتقدات بعضها البعض حتى ولو كانت متناقضة تماما وأن تعمل على نزع الحساسية عن طرح هذه الأفكار.

    لقد نجحت الدول الغربية في هذا الشيء فتجد كل طائفة دينية تعبر عن معتقداتها وعن نقدها لرموز وكبار شخصيات الطوائف الأخرى بدون أن يثير هذا الشيء أي حساسية أو مشاكل، والشيء الوحيد الذي لا تسمح به التعددية هو أن تقوم الطوائف بالتحريض على القتل أو العنف.
    وبسبب نجاح الدول الغربية في تطبيق هذا المبدأ فإنها تعيش التقدم لأن هذه الأجواء الحرة التي وفرتها هي التي تساعد الجميع على قبول بعضهم البعض والمشاركة في بناء الوطن مهما كان الاختلاف الديني الذي يصل إلى حد التناقض الكامل.
    فمثلا اليهودي في أميركا رغم أنه يعتقد بأن المسيح (عليه السلام) هو نبي كاذب بل وابن زنا والعياذ بالله ويصرّح بذلك في كتبه الدينية المنشورة وفي أقوال علماء طائفته لكن ذلك لا يثير النصراني الذي يكون زميله في العمل أو الخدمة في الجيش بل كلاهما يشتركان في المواطنة.
    وكذلك النصراني رغم أنه يعتقد بأن اليهود كفار وسيكون مصيرهم النار لأنهم لم يؤمنوا بالمسيح (عليه السلام) ورغم أنه يهاجم كبار رموز اليهود الدينية ويصفهم بالقتلة والمجرمين لأنهم في اعتقاده هم الذين تسببوا في صلب المسيح وقتله لكن ذلك لا يثير اليهودي الذي يكون زميله في الدراسة مثلا، وهكذا.

    فالله تعالى يقول: "لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ".
    ويقول أيضا: "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ".

    أن من أعمق المشاكل الخطيرة هي عدم فهم الآخر وعدم إتاحة الفرصة له للتعبير عن نفسه بحجة أنه يتعدى أو يتعرض لشخصيات مقدسة.
    إن كبت حرية الشخص في التعبير عن معتقداته حتى ولو كانت حساسة يجعله أكثر تطرفا وهذا ما لا نريده.
    كما أن منع الناس من الاستماع لمعتقدات الطوائف كما هي هو الذي يجعلهم يفهمون فهما خاطئا عنها فيتسبب ذلك في زيادة التنافر الاجتماعي ويمكن أن يولّد الحرب الأهلية.
    لذلك أفضل وسيلة للقضاء على الحساسيات الدينية والمذهبية هي السماح لكل طائفة في أن تعبّر عن نفسها ومعتقداتها بكل حرية وأن تنتقد بعضها البعض ثم يتم ترك المجال للناس للحكم.

    ونسأل الله لنا ولكم الهداية والفوز بالجنة بولاية محمد وآل محمد عليهم السلام والبراءة من أعدائهم عليهم اللعنة.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    التعديل الأخير تم بواسطة جواد الحيدري; الساعة 30-01-2007, 03:23 AM.

    تعليق


    • أخي الكريم
      يقول المثل : إعبد الحجر ولكن لا تضربني به
      انا سيدي لا أقف مع طرف ضد طرف بل ويعلم الجميع انني من مؤسسي حركة لنا مكان لتشجيع الوحدة الوطنية
      وانا قد طلبت من الشيعة في المنتدى ومن السنة في أماكن أخرى أن يكونوا معنا في الحركة ولكن يبدوا ان الاقتتال فيما اذا كان علي أحق من عمر تملأ قلوب الجميع
      سيدي الكريم لا نستطيع تطبيق التجربة الأوروبية هنا في شرقنا
      سيدي الغرب قد أعلن العلمانية كنظام سياسي وتوصلوا إلى هذه الدرجة من الوعي ولهذا فلم يعد الدين أمرا من امور المجتمع بل هو امر يربط علاقة الإنسان بربه لذا فتخلصوا من العقدة التي تحكمنا
      أما نحن فالدين ما يزال يسيطر على كل قسم من أقسام حياتنا بشكل رجعي سيء للغاية يعتمد على تقديم صفة القداسة للنص والأخذ به كما هو دون التعديل بما يلائم المجتمع لذا فالدين هنا سيف ذو حدين
      سيدي الكريم
      أنا أعلم وانا استطيع ان اضع نفسي مكان شيعي إذا ما أقدم أحد على لعن أيه الله الإمام علي الخميني أو التعرض لأحد الأئمة المعصومين بكلمة لا تليق بمقامه _رغم أني سني _ وأضع نفسي مكان الشيعي عندما يكفره رجال الوهابية والمتطرفين من أئمة السنة
      ولكن لما لا يضع الشيعي نفسه مكان سني والسني معروف بإحترامه لسيدنا محمد وأله وصبحه أجمعين
      وعمر بن الخطاب من المبشرين بالجنة لدى السنة فلما لا يضع الشيعي نفسه مكان السني فيلتزم بإحترام رجال السنة ؟
      من جديد أؤكد إحترامي لجميع الطوائف والديانات
      ولكن لا بد من حل

      تعليق


      • اخي الفاضل..
        علينا ان نتعلم بان نقبل الآخركما هو و ليس كما نريد..
        و علينا ان نتعلم التعايش السلمي و حرية الراي كما تعلمتها الشعوب الغربية..

        فالله تعالى يقول:"لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ".


        من يملك على ادلة شرعية للعن الائمة عليهم السلام فليتفضل بها لنناقشها نقاشا علميا بعيدا عن التعصب..

        نحن الشيعة نملك ادلة على جواز لعن ابو بكر و عمر و على وجوب التبري منهم و على الطرف الأخر تقبل قناعاتنا لانها علمية و تملك الدليل حتى من كتب السنة..
        نحن لا نسب احد بل نلعن و نتبرأ من ظالمي آل محمد لوجود نص قرآني صريح بذلك..
        جاء في كتب التاريخ والحديث. (انظر الغدير/ج9/ص387 ) وغيره.
        قال إبن أبي الحديد: (والصحيح عندي أنها ماتت (الزهراء عليها السلام) وهي واجدة على أبي بكر وعمر) شرح نهج البلاغة: ج6، ص50 ..
        وفي البخاري، ج8، ص3: (فقال أبوبكر... فهجرته فاطمة فلم تكلّمه حتى ماتت).


        لقد لعن القرآن الحكيم من آذى الله في رسوله، ولعن من آذى رسوله في أهل بيته بقوله سبحانه: «إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعدّ لهم عذاباً مهيناً» سورة الأحزاب، الآية: 57 ومن يلعنه الله لا ينبغي للمؤمن ترك لعنه.



        السنة و الشيعة متففون على فضائل آل محمد و لكن الوهابيين يخلقون الفتن و يكفرون كل من يختلف معهم..

        نحن الشيعة نعتبر دماء و اعراض و املاك اخواننا السنة من المحرمات اللتي لا يجوز ان تمس و ان كنا على خلاف عقائدي معهم فهم يبقون اخوتنا في الدين..
        و كما قال مولى الموحدين علي بن ابي طالب عليه السلام:
        "الانسان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق"..

        تعليق


        • رد

          سيدي الكريم يحق لأي إنسان أن يشكك في الحديث ومع ذلك لن أقول لك سوا وماذا تفيد اللعنات
          لو أن اللعنات تفيد لبقيت ألعن أميركا وإسرائيل من صباحي إلى مسائي عسى الارض تعود ولكن لا فائدة سيدي
          اللعنات على أقوام تحيا هنا في وسطنا _إسرائيل وأميركا _لا تجدي نفعا
          فماذا ستجدي اللعنات على أقوام قد إنقرضت من زمن بعيد _ أبو بكر وعثمان وعمر _
          سيدي وما الذي تجنيه من اللعنات ولما تلعن
          هذه أسس التفكير المنطقي أنا لما ألعن وماذا ستفيدني اللعنات وهل فوائد اللعنات أكثر أم سلبياتها ؟
          أنا أرى أن للعنات سلبية خطيرة جدا وهي التفرقة وبهذا هي تحقق مصالح أميركا في المنطقة وأنا أعلم أن الشيعة أشرف من التعامل مع الإحتلال أو تحقيق طموحاته بعلم او بغير علم
          سيدي أما عن الحوار ما بين الأديان فلما ؟
          هل أنت مستعد لتغيير مذهبك إن أقنعتك
          أنا لا أريد لك تغيير مذهبك وانا أعلم ان الهداية من الله والله هو الهادي الوحيد
          سيدي قد أفتى الإمام الخميني بتحريم النقاش حول الخلافات حول المذاهب
          فلما نبقى في خلاف ونقاش سوف يرجعنا إلى الخلف ألا نستطيع أن نتحدث عن غدٍ
          هل تروق لك فرق الموت في العراق ؟
          هل يروق لك ما يحصل في لبنان اليوم
          هل يروق لك ما حصل في اليمن البارحة ؟
          وكل هذه الخلافات ما بين السنة والشيعة
          علينا أن نحدد موقفا سلبيا من أي خلاف لتمكين المسلمين من إعادة حقوقهم
          ما رأيك عندما تضربنا إميركا ونحن ما زلنا في حرب البسوس ألسنا كمن يقول لأميركا نحن هنا حطمينا ؟
          سيدي على أمل الإصلاح
          مع تحيات منتمي من حركة لنا مكان
          حركة تسعة للوحدة الوطنية

          تعليق


          • اخي الفاضل ..

            يتفق الشيعة و السنة على هذا الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « ستفترق امتي من بعدي الى 73 فرقة كلهم في النار وواحد في الجنة »

            و هذا يعني انه يجب على كل فرقة ان تبحث عن الحقيقة لتعرف اذا كانت هي الفرقة الناجية ام لا و ذلك بالاطلاع على فكر الفرق الاخرى و ما تملكه من دلائل علمية للتاكد اين هي الفرقة الناجية..

            إن نزع أستار الباطل وكشف قتلة أهل البيت على حقيقتهم المروعة ليس محرجا بل مورد افتخار واعتزاز، ومخطئ من يقول أنه كما أننا لا نرضى بأن يتعرضوا لأئمتنا فكذلك يجب أن لا نتعرض لأئمتهم، لأن هذه المقارنة مجحفة وغير عادلة لعدة أسباب من أهمها أننا عندما نوجه نقدنا للخلفاء ومن تلاهم فإن ذلك مبني على حقائق تاريخية موضوعية وليس هو من نسج الخيال، وحين نقول أن فلانا مثلا ظالم فإن لنا الأدلة الكافية على ذلك، وكل منصف ليس أمامه من خيار سوى قبول هذه الأدلة وبالتالي قبول توجيه النقد بعد ثبوت انتفاء قداسة هذه الشخصية، أما الحال مع آل محمد (صلوات الله عليهم) فمختلف جذرا وأساسا، في الصغرى والكبرى، ففضلا عن أن الأمة قد أجمعت على قداستهم وعدم جواز التعرض لهم إطلاقا؛ فإنه ليس هناك في طول التاريخ الإسلامي وعرضه ما يمكن أن يعتبر دليلا يقدح في ذواتهم المقدسة أو يطعن في سيرتهم الطاهرة، فلا يمكن للمنصف والحال هذه أن يقبل بمسهم أو التجرؤ عليهم لأن كل تجرؤ يكون مبنيا على غير الحقيقة وعلى التجني الفاحش، وهذا مرفوض شرعا قبيح عقلا.

            اللعن هو: الدعاء على شخص أواشخاص بالطرد من رحمته

            و موارد اللعن في القران الكريم كثيرة وهذه منها


            «أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون» /البقرة 159
            «إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً» / الاحزاب 57.

            قوله تعالى: «ألا لعنة الله على الظالمين» /هود 18.
            4) قوله تعالى: «لعنة الله على الكاذبين» /آل عمران 61.



            ومن السنة الشريفة روايات كثيرة منها:


            1) قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «لعنة الله على الراشي والمرتشي» مجمع الفائدة 12/49.

            2) قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «من أحدث في المدينة حدثاً أوآری محدثاً فعليه لعنة الله»

            3) قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل فعلية لعنة الله»


            وعند تقصّي حال الامة اليوم، نجد أنها تكوّنت بفعل ذلك الإرث السياسي الذي صنعه مؤتمر السقيفة الأسود، وهو أول مشروع تآمري في تاريخ هذه الأمة لمعاكسة إرادة الرب، وقهر رغبة الشعب. ذلك المشروع الذي أتاح للظالم الفرصة لأن يمارس ظلمه كما يشاء دون أن يلقى محاسبة أو اعتراضا، بل على العكس من ذلك، تجده يلقى ثناء وتمجيدا! فكل ممارسة ظالمة في تلك الحقبة وما تلاها كان لها ما يبررها حتى الآن، وظهرت الأقاويل ذاتها.. وأصبح القتل والإرهاب والإرعاب وهضم الحقوق وانتهاك الحرمات مبرَّرا بمقولة "اجتهد فأخطأ"! ومصطدَما بفرمان "عدالة الصحابة والخلفاء الراشدين"!!

            إننا حريصون على وحدة الصف، غير أننا نطرح في هذا الشأن أطروحة أن تكون الوحدة على قاعدة الإيمان بالتعددية واحترام عقائد الآخر والسماح بالنقاش والجدال العلمي..
            لو اتفقنا على ذلك؛ كان لنا أن نتعاون في المشتركات فتتوحّد المواقف لمواجهة العدو المشترك. وأما بغير هذا، فليست هناك وحدة صف يمكن أن تتحقق على أرض الواقع أبدا.


            إن هذا هو السبيل لمواءمة الاختلافات بين أجنحة البشر وتوحيد الجهود والمواقف في ما يصب في صالح الجميع. ألا ترى الغرب كيف نجح في ذلك؟! ألا تراهم في الغرب يهاجمون بعضهم بعضا على مختلف المستويات عقيديا وفكريا وسياسيا واجتماعيا - دون أن يسبب ذلك أية حرب أهلية؟!

            إن تقديم المصلحة العليا يقتضي البحث أولا في جذور ومسببات ما وصلنا إليه، وهو خذلان الأمة لأهل البيت وتعاليمهم، وتمسّكها بأعدائهم ووفائها لتعاليمهم التي جرّت عليها كل هذه الكوارث والمصائب! فبالله من أين أصبح القتل والدمار والتفجير عملا شرعيا وذا وصمة إسلامية غير ما تعلّمه هؤلاء من أبي بكر وعمر ومعاوية ويزيد والحجّاج ومروان وغيرهم؟!

            إن الأمة إنْ لم تقف وقفة شجاعة تحاسب بها نفسها، وتراجع بها موقفها تجاه قادتها الحقيقيين وأولياء أمورها الشرعيين من آل محمد صلوات الله عليهم؛ فلن ينصلح حالها أبدا. المصلحة العليا تتطلب تنبيه الأمة وإيقاظها من غفلتها هذه، فإن هذه هي سيرة أهل البيت (صلوات الله عليهم) فإنهم حيث لم يقبلوا بالتغاضي عن تنبيه الأمة باستمرار، تعرّضوا إلى القتل والذبح والاضطهاد على مرّ التاريخ، ولو أنهم سلكوا ما يدعو إليه البعض اليوم من ضرورة التغاضي والتنازل؛ لما تعرّضوا إلى كل هذه المصائب. ألا وإن العودة إلى حجج الله على خلقه هو ما سيكفل فقط قهر أية قوة شيطانية، لا غير.

            الوحدة الإسلامية، لا تعني الدعوة إلى تعطيل بحث ومناقشة نقاط الخلاف العقيدي والتركيز فقط على الجوامع والمشتركات، لأن ذلك يحرم الأمة من معرفة الحق كما يحرمها من الوصول إلى بر الأمان والنجاة التي أرادها الله لها باتباع محمد وآله الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين)، والذي نطرحه كصيغة بديلة هو ما نسميه (التعاون التعدّدي) ومضمونه أن على جميع الطوائف التعاون في مواجهة العدو المشترك وفي تنمية البلاد وما أشبه مما يجر النفع على الجميع، مع الإيمان بتعدّديتها واختلافها في عقائدها وثقافاتها، والقبول تاليا بما يرشح عن هذا الاختلاف من مناقشات صريحة لا يجب أن تثير أية حساسية بين الأطراف المختلفة بل أن تبقى ضمن إطار البحث العلمي حتى وإن كان يتصادم مع مسلّمات مذهبية معينة. فينبغي على الجميع تقبّل ذلك نفسيا حتى لا تُحرم الأمة من فرصة النجاة.


            نسأل الله تعالى أن يبصّركم بالحق والطريق الأقوم.

            تعليق


            • مفهوم اللّعن وحكمته في القرآن الكريم والسنّة النبوية


              مقدّمة:
              اُتّهم الشيعة قديماً وحديثاً بسبّ الصحابة ولعنهم، وجرت عليهم بسبب هذه التهمة محن وآلام كثيرة. بعدما حكم عليهم بالكفر.
              الأمر الذي يجعل اللعن والتلاعن بين المسلمين ظاهرة تلفت نظر الكثيرين، وتجعلهم يتساءلون عن حقيقة اللعن من الناحية الشرعية، وحكمته وأبعاده المختلفة.
              والدراسة التي بين يديك ـ عزيزي القارئ ـ محاولة جادة في هذا الاتجاه نحاول من خلالها تسليط الأضواء على مفهوم اللعن، في اللغة، وفي الكتاب والسنّة النبوية، وموقف مدرستي الخلفاء وأهل البيت(عليهم السلام) منه، بغية التوصل إلى النتائج المطلوبة في هذا المضمار، وأهمها تحقيق الحق في اتهام الشيعة بسبّ جميع الصحابة.

              مفهوم اللعن والفرق بينه وبين السبّ والشتم


              في ضوء اللّغة
              قال الراغب الأصفهاني: (اللعن: الطرد والإبعاد على سبيل السخط، وذلك من الله تعالى في الآخرة عقوبة، وفي الدنيا انقطاع من قبول رحمته وتوفيقه، ومن الإنسان دعاء على غيره)(1).
              وقال الطريحي: (اللعن: الطرد من الرحمة... وكانت العرب إذا تمرّد الرجل منهم أبعدوه منهم وطردوه لئلاّ تلحقهم جرائره، فيقال: لعن بني فلان...)(2).
              وقال ابن الأثير في النهاية: (أصل اللعن: الطرد والإبعاد من الله، ومن الخلق السبّ والدعاء)(3). وعلى هذا الجوهري في صحاحه أيضاً(4).

              هذا هو المفهوم اللغوي للّعن، أما السبّ، فقال ابن الأثير: (السبّ: الشتم)(5).
              وكذلك قول الجوهري(6) والطريحي(7)، وابن منظور(8)، وكأنهما ـ أي السب والشتم ـ مترادفان، سوى ما ذكره الأصفهاني في المفردات هو: (أن السبّ: الشتم الوجيع)(9).
              والشتم عند الطريحي هو: (أن تصف الشيء بما هو إزراء ونقص)(10) وعند ابن منظور: (قبيح الكلام وليس فيه قذف)(11).

              وخلاصة الأمر أن اللّعن: إن كان من الله سبحانه فمعناه الطرد من الرحمة، وإن كان من الناس فمعناه الدعاء بالطرد، وبالتالي فهو شيء غير السب والشتم اللّذين يعنيان الكلام القبيح المستخدم في الذم والتنقيص.


              في ضوء القرآن الكريم:
              وكما فرّقت اللغة بين اللعن وبين السب والشتم، فرّق القرآن بينهما أيضاً، حيث نجده قد استخدم مادة (لعن) سبعاً وثلاثين مرة منسوبة إلى الله سبحانه وتعالى، ومرّة واحدة منسوبة إلى الناس، وهذا الاستخدام بحد ذاته يدل على مشروعيته من حيث الأصل، بينما وردت مادة (سبَبَ) مرّة واحدة في سياق النهي وهي قوله تعالى: (ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عدواً)(12).
              وهذا النهي يدل على قبح السب والشتم، ولو كان اللعن مشاركاً لهما في ذلك، لنهى القرآن الكريم عنه، فدلّ عدم نهيه عنه، واستخدامه له، ونسبته إلى الله سبحانه وتعالى سبعاً وثلاثين مرة في القرآن الكريم على أنه من ماهية صحيحة ومطلوبة ومشروعة.


              في ضوء السنّة الشريفة
              وإذا جئنا إلى السنّة النبوية وجدناها تشتمل على عشرات النصوص التي استخدم النبي (صلى الله عليه وآله) فيها اللعن، إزاء أعداء الرسالة من المشركين والمنافقين وأهل الكتاب، وإزاء حالات من المسلمين، يظهر فيها النبي (صلى الله عليه وآله) سخطه الشديد مما يقترفونه من مخالفات، أو تحذيره الشديد لهم من مقاربة الكبائر والموبقات، وقد أورد صاحب موسوعة أطراف الحديث النبوي في مادة (لعن) قريباً من ثلاثمائة عنوان حديث نبوي مصدّر بكلمة اللعن (13)، رغم أنه لم يوفق لجمع كل أحاديث هذا الباب، وفات عليه بعض مما هو مشهور فيه، كلعن النبي (صلى الله عليه وآله) للمتخلف عن جيش أُسامة(14).


              خصائص اللّعن والملعون في الكتاب والسنّة
              وحينما ننظر في آيات اللعن الواردة في القرآن الكريم نجدها على أربعة طوائف: فمنها آيات وجهت اللعن إلى إبليس، مثل قوله تعالى: (وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين)(15)، ومنها آيات وجهت اللعن إلى عموم الكافرين، مثل قوله تعالى: (إن الله لعن الكافرين وأعدّ لهم سعيراً)(16)، ومنها آيات وجهت اللعن إلى أهل الكتاب عامة واليهود خاصة، مثل قوله تعالى: (لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم)(17)، والقسم الرابع منها صبت اللعنة فيه على عناوين سلوكية عامة تشمل المسلمين، مثل عنوان الكاذبين في قوله تعالى: (والخامسة أنّ لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين)(18)، وعنوان الظالمين، في قوله تعالى: (ألا لعنة الله على الظالمين)(19)، وعنوان إيذاء الرسول(صلى الله عليه وآله)، في قوله تعالى: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة)(20) وعنوان رمي المحصنات، في قوله تعالى: (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة)(21). وعنوان القتل، في قوله تعالى: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً)(22)، وعنوان النفاق، في قوله تعالى: (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم)(23) وعنوان الفساد وقطع الرحم، في قوله تعالى: (أن تفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامكم* أُولئك الذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم)(24).
              وكأن القرآن يتسلسل في اللعن من رمز الشر المتمثل بإبليس، إلى الفئات البشرية التي تتجاوب معه وتستجيب لندائه، فيبدأ بالكافرين كحلقة أُولى، ثم بأهل الكتاب كحلقة وسطى، وكلتا الحلقتين تمثلان أعداء الإسلام من الخارج، ثم يتدرج إلى داخل الدائرة الإسلامية فيوجه اللعن إلى أعداء الإسلام من الداخل كالمنافقين، ثم ينتقل منهم إلى آخر حلقة في خط الشر المتمثلة بالظلم والقتل وقذف المحصنات وقطع الرحم، أي إلى الحلقة التي تهدد النظام الاجتماعي بالانهيار.
              وهكذا يتعقب القرآن باللعن خط الشر من حلقاته المعادية للتوحيد والإسلام من الخارج، إلى حلقاته المعادية لهما في الداخل، إلى الحلقات الاجتماعية التي تهدد النظام الاجتماعي الإسلامي بالخطر وتعرقل سيره وحركته على طريق السعادة والفلاح، والذي يلقي نظرة مقارنة بين الكتاب والسُنّة النبوية في هذا المضمار يتراءى له بوضوح أن السنّة النبوية ركّزت وتوسعت في لعن الحلقة الأخيرة، أكثر من سائر الحلقات، والدليل على ذلك أن اللعن على لسان النبي (صلى الله عليه وآله) قد انصبّ على عناوين اجتماعية كلعن الخمر والربا والرشوة، ومانع الصدقة والزكاة... إلخ كما هو واضح من عناوين هذا الباب من الأحاديث النبوية الواردة في المدونات الحديثية(25).


              اللعن ضرورة عقائدية
              اتضح مما سبق أن اللعن، من حيث الأصل مسألة عقائدية ضرورية، يحتاجها المجتمع المسلم، لتكريس وتعميق الأصالة الإسلامية في واقعه، واستخلاص الشوائب من داخله وإبراز الانزجار والتنفر من كل ما يمتّ إلى خط الشرّ والباطل بصلة، كالكفار في الخارج، والمنافقين في الداخل، وعوامل الدمار الاجتماعي التي تساعد حركة الأعداء في الداخل والخارج على بلوغ مقاصدهم الخبيثة، وتعيق حركة المجتمع عن بلوغ أهدافه الإسلامية، وأنّه تعبير عقائدي عن الحاجة إلى تعميق الفاصل النفسي والثقافي والأدبي في حياة الإنسان المسلم، بين الإسلام من جهة، وخط الكفر والنفاق والانحراف الذي يواجهه الإسلام في الداخل والخارج من جهة ثانية.
              واللعن بهذا المعنى والمفهوم بعيد كل البعد عن السبّ، الذي هو مفردة سلوكية مخالفة تماماً لما عليه الأخلاق الإسلامية، وقريب كل القرب في مدلولاته العقائدية من مفهوم الولاء والبراءة من جهة، وفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جهة ثانية، ذلك أن اللعن ينصب على المحاور التي ينبغي عقائدياً على المسلم إعلان براءته منها، كالكفار والمنافقين، وعلى عوامل الانحراف الاجتماعي، والعناوين المرفوضة في السلوك الاجتماعي، التي يجب على المسلم شرعاً مكافحتها، طبقاً لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وبالتالي فهو تعبير أدبي عن فريضتين، عقائدية وشرعية، في آن واحد.
              ولا يُفهم من ذلك أن الإسلام والمجتمع الإسلامي، في مواجهته لخط الكفر والنفاق والانحراف، يعتمد اللعن كوسيلة حاسمة، إنّما الوسيلة الحاسمة في الإسلام هي الدليل والبرهان والمنطق العقلي البرهاني، الذي عبّر عنه القرآن الكريم بصيغ مختلفة، وإذا ما أحصينا استخدامات القرآن الكريم للمواد اللغوية ذات العلاقة بالفكر والعقل والدليل والبرهان والعلم والكتابة وأمثالها وجدناها تزيد على الألفين ومائة وتسعين مرّة، بينما ورد استعمال القرآن الكريم لمادة اللعن ثمان وثلاثين مرّة، فالدليل والبرهان قاعدة العقيدة في الإسلام، وما اللعن إلاّ تعبير أدبي عن الوسيلة الدفاعية الاحترازية الرادعة، التي يلجأ إليها الإنسان المسلم في موارد الإحساس بالخطر، وإنّما يلعن اللاعن بعد وضوح البيّنة وقيام البرهان لديه على الحق، وثبوت عناد وخصومة الطرف المقابل له.
              نعم، ورد النهي عن أن يكون اللعن خُلقاً دائمياً، وسليقة ثابتة يجري عليها المؤمن بنحو مستمر، كقوله (صلى الله عليه وآله): (ليس المؤمن بالسبّاب ولا بالطعّان ولا باللعّان)(26)، وكقوله (صلى الله عليه وآله): (المؤمن لا يكون لعّاناً)(27)
              وواضح أن الذي يقال له لعّان، هو من يجري اللعن على لسانه بنحو مستمر بسبب أو بدون سبب، أما الذي يلعن بالقدر المناسب للمقام، فلا يقال عنه لعّاناً، لأن صيغة فعّال تستخدم لمن تغلب عليه صفة معينة، وأكثر ما تطلق على أصحاب المهن، كالنجّار والقصّاب وغيرهما، ممّن يتّخذ هذه العناوين مهنةً وعملاً، وواضح أن الذي يتولّى ذبح الذبيحة بنحو طارئ في حياته لا يقال له قصّاب، وإنّما يقال هذا العنوان لمن يتولّى هذا العمل بنحو يوميّ مستمر كوظيفة دائمية له، واللعّان من هذا الباب والنهي عنه لا يستلزم النهي عن أصل اللعن، فلا تعارض بينهما أصلاً.

              قال الفيض الكاشاني (رضي الله عنه):
              أمّا حديث (لا تكونوا لعّانين) فلعلّه نهي عن أن يكون السبّ خُلقاً لهم، بسبب المبالغة فيه والإفراط في ارتكابه، بحيث يلعنون كل أحد، كما يدل عليه قوله: (لعّانين) لا أ نّه نهى عن لعن المستحقين، وإلاّ لقال: لا تكونوا لاعنين، فإنّ بينهما فرقاً يعلمه من أحاط بدقائق لسان العرب.
              وأمّا ما روي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) نهى عن لعن أهل الشام، فإن صحّ فلعله (عليه السلام) كان يرجو إسلامهم ورجوعهم إليه، كما هو شأن الرئيس المشفق على الرعية.
              ولذلك قال: (ولكن قولوا اللّهمّ أصلح ذات بيننا) وهذا قريبٌ من قوله تعالى في قصة فرعون: (فقولا له قولاً ليّناً))(28).
              نعم، لقد نهى أمير المؤمنين (عليه السلام) أصحابه عن لعن أهل الشام، وهذا مذكور في نهج البلاغة بعنوان: (ومن كلام له (عليه السلام) وقد سمع قوماً من أصحابه يسبّون أهل الشام أيام حربهم بصفين) وقال ابن أبي الحديد تعليقاً عليه:
              (والذي كرهه (عليه السلام) منهم أنهم كانوا يشتمون أهل الشام ولم يكن يكره منهم لعنهم إياهم والبراءة منهم، لا كما يتوهّمه قوم من الحشوية فيقولون: لا يجوز لعن أحد ممّن عليه اسم الإسلام وينكرون على من يلعن ومنهم من يغالي في ذلك فيقول: لا ألعن الكافر ولا ألعن إبليس وأن الله تعالى لا يقول لأحد يوم القيامة لِمَ لم تلعن؟ وإنّما يقول: لِمَ لَعنت)؟(29). فإن كلامهم هذا خلاف نص الكتاب، لأنه تعالى قال: (إنّ الله لعن الكافرين وأعدّ لهم سعيراً)(30) وقال: (أُولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون)(31). وقال في إبليس: (وان عليك لعنتي إلى يوم الدين)(32) وقال: (ملعونين أينما ثقفوا)(33) وفي الكتاب من ذلك الكثير الواسع.
              وكيف يجوز للمسلم أن ينكر التبرّي ممن يجب التبرّي منه؟ ألم يسمع هؤلاء قول الله تعالى: (قد كانت لكم أُسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا براءٌ منكم وممّا تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً)(34).
              وممّا يدل على أنّ من عليه اسم الإسلام إذا ارتكب الكبيرة يجوز لعنه، بل قد يجب في وقت معين، كما في حالة الملاعنة، قال الله تعالى في قصة اللعان (فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله انه لمن الصادقين* والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين)(35) وقال تعالى في القاذف: (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم)(36).
              فهاتان الآيتان في المكلّفين من أهل القبلة، والآيات قبلهما في الكافرين والمنافقين، ولهذا قنت أمير المؤمنين (عليه السلام) على معاوية وجماعة من أصحابه، ولعنهم في أدبار الصلوات.
              والذي نهى عنه أمير المؤمنين (عليه السلام) ; هو شتم الآباء والأُمهات، ومنهم من كان يطعن في نسب قوم منهم، ومنهم من يذكرهم باللؤم، ومنهم من يعيرهم بالجبن والبخل، وبأنواع الأهاجي التي يتهاجى بها الشعراء، وأساليبها معلومة، فنهاهم (عليه السلام) عن ذلك وقال: (إنّي أكره لكم أن تكونوا سبّابين ولكن الأصوب أن تصفوا لهم أعمالهم وتذكروا حالهم... الخ)(37).
              وبوسعنا الاستدلال بأحاديث ذم اللعّان على ما بيّناه من أنها تشير إلى ما ذكرناه سابقاً من أن الأصل في تعامل الشريعة مع خط الكفر والنفاق والانحراف هو الدليل والبرهان، وإنّما اللعن هو بمثابة الوسيلة الرادعة التي يحتاجها كل كائن حي، وكل نظام اجتماعي للدفاع عن نفسه أدبياً واجتماعياً ضد من يتآمرون عليه في الخارج ويعرقلون مسيرته في الداخل.
              وأغرب الكلام! ما تكلم به الغزالي في هذا الباب، حيث ادّعى أن: (في لعن الأشخاص خطر فليجتنب، ولا خطر في السكوت عن لعن إبليس فضلاً عن غيره). ثم قال:
              (وإنّما أوردنا هذا لتهاون الناس باللعنة وإطلاق اللسان بها، والمؤمن ليس بلعّان فلا ينبغي أن يطلق اللسان باللعنة إلاّ على من مات على الكفر، أو على الأجناس المعروفين بأوصافهم دون الأشخاص المعيّنين، فالاشتغال بذكر الله أولى، فإن لم يكن ففي السكوت سلامة)(38).
              وفي كلامه مواقع للنظر اتّضحت مما سبق، فإن اللعن إذا كان فيه خطر على المجتمع كان على القرآن أن لا يأتي به، وعلى النبي (صلى الله عليه وآله) أن لا يمارسه ويطبقه، وكلام الغزالي هذا فيه نوع من الحزبية المقيتة، فلأجل الدفاع عن يزيد وتحريم لعنه، يلجأ إلى أقوال تنتهي إلى الردّ على الله وعلى الرسول (صلى الله عليه وآله)، من حيث لا يريد. والقرآن الكريم يلعن إبليس ولو لم تكن مصلحة إيمانية في ذلك لما وردت آيتان في لعنه، وأبرز مصلحة نستطيع إدراكها هي تكريس وتعميق حالة الإنزجار والتنفّر في النفوس من رمز الشرّ والباطل والانحراف، بما يساعد على الاستقامة ويجعل خطاً فاصلاً كبيراً بينها وبين الانحراف، ومع ذلك يدّعي الغزالي أن لا خطر في الإمساك عن لعن إبليس فضلاً عمن هو دونه، أليس كلامه هذا ينتهي إلى إلغاء حكمة القرآن؟! أما تهاون الناس في ذلك فهذا أمر آخر مردّه إلى جهل الناس، أو إلى سياسات الحكّام الجائرين الذين أجروا اللعن على أمير المؤمنين (عليه السلام) وشيعته على المنابر، أمثال معاوية ويزيد بن معاوية، والحكام الذين كانوا إذا أرادوا الإيقاع بأتباع أهل البيت (عليهم السلام) اتهموهم بسبّ الشيخين حتّى تسهل عليهم الوقيعة بهم كما سيأتي.
              أمّا تفريقه بين لعن الأجناس ولعن الأشخاص فسيأتي ردّه والكلام فيه.
              وأمّا قوله: بأنّ الاشتغال بذكر الله أولى وأن في السكوت سلامة، فمصادرة على المطلوب، فإنّ اللازم بيان حكم اللعن، فإن كان مطلوباً شرعاً فلا معنى لأن نقول: بأنّ في السكوت عنه سلامة، وإنْ لم يكن مطلوباً فاللازم حينئذ بيان عدم مشروعيته ، فكلامه أشبه بالمواعظ الوجدانية منه بالأحكام الفقهية.


              موقف مدرسة الخلفاء من مسألة اللّعن
              والحقيقة أن المسألة في أصلها ليست محلاًّ للخلاف بين المسلمين، إنّما وقع الخلاف بينهم فيها حينما اصطدم مفهوم اللعن بالمعنى الذي بيّناه مع قاعدة أساسية من قواعد مدرسة الخلفاء، وهي قاعدة عدالة كل من عاصر النبي (صلى الله عليه وآله) وصحبه وهو مؤمن به، ولخطورة هذه القاعدة وتقدمها عندهم على ما سواها، اضطر زعماء هذه المدرسة إلى تأويل كل ما خالفها من المفاهيم والأفكار، وحتّى الوقائع التاريخية البيّنة التي تشهد على بعض الصحابة بالفسق البيِّن، والمخالفات الصريحة التي ثبّتها القرآن الكريم على بعضهم، حاولوا التهرب منها بذرائع لا يوافقهم عليها أحد من العُقلاء، ومن المستبعد أن يكونوا هم أنفسهم مقتنعين بها، إلاّ أنهم لمّا سلكوا هذا الطريق، وسدّوا على أنفسهم سائر الطرق، وجدوا أنفسهم بحاجة إلى التشبث بكل كلمة يتصورون أنها تساعدهم على الخروج من اللوازم الفاسدة المترتبة عليه، رغم أن الأحرى بهم في مثل هذه الحالة، اتخاذ تلك اللوازم الباطلة دليلاً على بطلان تلك القاعدة.
              ومفهوم اللعن من جملة ما عارض هذه القاعدة، فتوقفوا فيه جموداً منهم على تلك القاعدة التي ركبوا من أجل تحصينها وحراستها كل صعب وذلول، فمع أن قسماً كبيراً من صحابة الرسول (صلى الله عليه وآله) قد ارتكب الأعمال التي وجّه القرآن الكريم اللعنة عليها، وأن الرسول (صلى الله عليه وآله) نفسه قد لعن بالعنوان بعض أصحابه، كما لعن بعضهم بالتعيين والتسمية، وأن هذا كله من قطعيات التاريخ التي لا سبيل إلى المناقشة فيها، إلاّ أن مدرسة الخلفاء ـ ورغم ذلك كلّه ـ آمنت:

              1 ـ بأن الصحابة كلّهم عدول.

              2 ـ إن ما وقع من بعضهم خلاف العدالة بالغاً ما بلغ لابد من حمله على وجه من الوجوه المناسبة كالاجتهاد ونحوه.

              3 ـ إن الأخذ بمقتضى هذه المخالفات، وترتيب الأثر الشرعي والعقلي عليها، والامتناع عن حملها على محمل حسن، يؤدي إلى الطعن بمرتكبيها من الصحابة، وفتح باب اللعنة عليهم والتفسيق لهم.

              4 ـ إن الطعن ببعض الصحابة ذنب عظيم، يؤدي إما إلى فسق الطاعن عليهم أو كفره(39).

              وهذه نقاط بعضها مترتب على بعض، وكل واحدة منها أفحش في الخطأ والمغالطة من التي قبلها، وهي تعود جميعاً إلى سقم قاعدتهم الكلية القائلة بعدالة الصحابة، حتّى من ارتكب منهم مخالفات بيّنة قطعية، بل حتّى من شهد القرآن بفسقه!!
              ومن هنا نشأ الخلاف بين المدرستين، مدرسة الخلفاء، ومدرسة أهل البيت (عليهم السلام) في مسألة اللعن، حيث رأت مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) أن الناس في شرع الله سواسية، وأن من يرتكب الأعمال التي وردت في الكتاب والسنّة النبوية مقرونة باللعن والردع، تلحقه هذه النتيجة سواء كان صحابياً أم تابعياً أم من أهل القرون المتأخرة، خاصة وأن القرآن قد ثبّت على بعض الصحابة ذلك، وأدانهم به، وأن السنّة النبوية تضم شواهد عديدة على ذم بعض الصحابة ولعنهم والبراءة منهم، وإليك تفصيل ذلك:

              موقف مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) من مسألة اللّعن
              ولكي نفصّل القول في موقف مدرسة أهل البيت من مسألة اللعن تفصيلاً كافياً لابد لنا من تناولها ضمن المطالب التالية:

              1 ـ الفصل بين اللعن والسبّ
              اتّضح سابقاً أن اللعن ضرورة عقائدية يحتاجها المجتمع العقائدي الإسلامي لتحصين بنيته العقائدية من خصوم الإسلام الداخليين والخارجيين، ومن بعض أنماط السلوك الاجتماعي التي تهدد النظام الاجتماعي الإسلامي، بالخطر.
              بينما السب ظاهرة أخلاقية منبوذة، ومفردة سلوكية مرفوضة، من وجهة نظر القرآن والسنّة النبوية وأئمة أهل البيت (عليهم السلام).

              2 ـ عدم صحّة نظرية عدالة كل الصحابة
              ليس البحث هنا منعقداً لمناقشة نظرية عدالة كل الصحابة، والبحث فيها يتطلب مجالاً واسعاً بحدود كتاب أو عدّة كتب، لكننا بمقدار ارتباط بحثنا بهذه النظرية نجد ضرورة التطرق لها بالقدر المناسب.
              فمن القواعد العقلية المقررة بين العقلاء أن المُدّعى يجب أن يكون بحجم الدليل، فإذا كان أكبر من الدليل أصبح ادعاءاً بلا دليل. وحينما يقاس حجم المدعى ينظر إليه مع كل ما يترتب عليه من اللوازم، ثم تتم المقايسة بينه وبين الدليل المفترض عليه.
              وحينما نأتي إلى نظرية عدالة كل الصحابة نجدها تستلزم لوازم عقلية وشرعية كثيرة وكلّها غير صحيحة منها:

              أ ـ إن الإيمان بعدالة الصحابة يستلزم الإيمان بأن سبب العدالة في الصحابي هو مجرد صحبته للرسول (صلى الله عليه وآله)، وليس عمل الصحابي، فما دام الصحابي قد صحب الرسول (صلى الله عليه وآله) فهو عادل وإن فعل ما فعل من المخالفات.

              ب ـ إن مخالفات الصحابة لابد من حملها على وجوه مناسبة، وكلّما تعسّر الحمل وظهر التكلف ضعفت مصداقية الشريعة، فيما تتبناه من أحكام وتدعو إليه من قيم، فالحمل على أن الصحابة مجتهدون، للمخطئ منهم أجر وللمصيب أجران من شأنه أن يضعّف قيمة الاجتهاد في الشريعة الإسلامية، فأي اجتهاد يسمح للصحابة بالتقاتل فيما بينهم؟ وأي فرق حينئذ بينهم وبين سائر البشر، ممّن يتقاتلون فيما بينهم؟ وهكذا فالحمل على كل وجه شرعي، من شأنه أن يضعّف موقع ذلك الوجه من الشريعة.

              ج ـ إن تعديل الصحابة مناف لصريح القرآن الكريم، الدال على وجود منافقين وفاسقين ومؤذين لله وللرسول (صلى الله عليه وآله) من بين صحابته، كما سيأتي.

              د ـ إن تعديل الصحابة مناف لصريح السنّة النبوية، الدالة على تبرّم النبي (صلى الله عليه وآله) وغضبه على بعض صحابته، كما سيأتي.

              هـ ـ إن تعديل الصحابة مناف لمفهوم اللعن الوارد في القرآن الكريم، بخصوص حالات وردت بعضها في سيرة بعض الصحابة.

              و ـ إن تعديل الصحابة مناف لقوانين الطبيعة البشرية في الميدان الاجتماعي، فالإنسان الذي كان قبل إيمانه بالرسول محارباً له، منغمساً في جاهليته بكل ما فيها من أدران وأوساخ كيف نتعقل الحكم بتعديله بمجرد تلفظه بالشهادتين وصحبته للرسول (صلى الله عليه وآله)؟ لا ننكر أن ذلك أمر ممكن، ولكن بالنسبة إلى أفراد دلّت الشواهد العملية منهم على تحقق العدالة فيهم فعلاً، وليس بالنسبة إلى المجتمع ككل، إذ أنّ الإمكان شيء والتحقق شيء آخر، فنظرية عدالة الصحابة لا تتحدث عن الإمكان، وإنّما تتحدث عن تحقق العدالة في كل الصحابة دون أن تنظر في سلوكهم، بل دون أن تقبل النظر في ذلك، ونستطيع أن نجزم بالقول بأن نظرية عدالة الصحابة تتعارض تعارضاً تاماً مع علوم التاريخ والاجتماع والنفس، التي لا تتقبل إصدار أحكام عامة جازمة بالمدح لطائفة من الناس، ثم تفسر سلوكهم بنحو متلائم مع هذه الأحكام، والشيء الذي تؤكد عليه طبيعة الحياة وهذه العلوم، أن الأحكام بالمدح أو الذم تابعة للأعمال. وليس الأعمال تابعة للأحكام، ولأجل تبعية الأحكام للأعمال، لابد وأن ننظر في عمل كل فرد فرد، ونصدّر بازاء كل واحد منهم ما يستحقه من الحكم بالمدح أو الذم، وقد جرى العقلاء على إصدار حكم عام بالمدح أو الذم على جماعة من الناس، بملاحظة الأعم الأغلب فيها، وقد أمضى القرآن الكريم هذه الطريقة، فأصدر أحكاماً من هذا النوع على بعض الجماعات، والمعروف في مثل هذه الحالات أن حكم الجماعة لا يلحق كل فرد منها، فإذا قيل: الرجال أقوى من النساء، مثل هذا الحكم لا يعني أن كل فرد من الرجال أقوى من كل فرد من النساء، لأن هذا الحكم وأمثاله مبني على ملاحظة الأعم الأغلب وليس مبنياً على الاستقصاء، وإذا ادّعي الاستقصاء فيها كان الادعاء كاذباً لا محالة.
              ونظرية عدالة الصحابة تصر على عدالة كل فرد منهم ولا تقبل بالبناء على الأعم الأغلب، وهذا أوضح وجه لبيان سقمها.
              بعد بيان هذه الملاحظات على نظرية عدالة كل الصحابة من جهة، وملاحظة إصرار مدرسة الخلفاء على هذه النظرية من جهة ثانية، يحق للباحث المنصف أن يتساءل: من أجل أي دليل يجب علينا الإيمان بنظرية تستلزم ارتكاب كل هذه المفارقات واللوازم الباطلة؟ هل بلغ الدليل على هذه النظرية درجة من القوة والوضوح والتأكيد، بحيث أن ارتكاب هذه المفارقات واللوازم الباطلة أهون من الناحية المنطقية من القول بعدالة بعض الصحابة؟ وهل أن القول بعدالة بعض الصحابة لا جميعهم، تترتب عليه مخالفات ومفارقات أعظم من هذه، بحيث نضطر إلى القول بعدالة كل الصحابة؟
              والحقيقة أننا حينما ننظر في ما يوردونه من الأدلة على نظرية عدالة كل الصحابة، نجدها مجموعة من الآيات والأحاديث التي لا تدل على هذا الادعاء، مثل آية: (والسابقون السابقون* أُولئك المقربون)(40) وآية: (محمّد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رُحماء بينهم تراهم...)(41) وآية: (لقد رضي الله عن المؤمنين...)(42).
              وقول النبي (صلى الله عليه وآله): (خير القرون القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)(43).
              وواضح أن غاية ما تدل عليه هذه الأدلّة هو امتداح جيل الصحابة والثناء على ما بذلوه من جهود في نصرة الدين والرسول (صلى الله عليه وآله)، وهو شيء نسلّم به بالوجدان قبل القرآن، فإن صحابة الرسول (صلى الله عليه وآله) ـ بما هم جماعة ـ كانوا يمثلون نواة المجتمع الإسلامي في الأرض، وبداية الانطلاقة الإسلامية في الحياة، وبالتالي فهم بالمقياس الإيماني أفضل من أي جماعة بشرية كانت في ذلك الزمان على وجه الأرض، ولكن هذا شيء والحكم بعدالة كل فرد منهم شيء آخر، وقد قلنا سابقاً أن الحكم على الجماعة لا يسري إلى كل فرد فرد فيها، لأنه بلحاظ الأعم الأغلب، بينما إسراء الحكم إلى كل فرد يتطلب الاستقصاء من جهتين، جهة الأفراد، وجهة أعمال كل فرد طيلة حياته، حتّى يصح لنا أن نقول: إن أفراد هذه الجماعة كلهم عدول، والآيات المذكورة لا دلالة فيها على الاستقصاء لا من هذه الجهة ولا من تلك، بل إن الاستقصاء غير معقول فيها، لأن حياة الصحابة المخاطبين بها لم تتم بعد حتّى نقول: إنها تدل على عدالتهم، فربما ارتكبوا بعد هذا الخطاب أو بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، ما يخالف العدالة، وقد أخبرتنا آيات أُخرى أن الصحابة قد يقع من بعضهم الارتداد، وهو أعظم من منافيات العدالة، وقد وقع ذلك فعلاً. كما سيأتي.
              وحيث يتعذر الاستقصاء نستطيع أن نقول: إن الآيات المذكورة ليست أنها لا تدل على عدالة الصحابة فحسب، بل إن هذه الدلالة ممتنعة في نفسها، فهي سالبة بانتفاء الموضوع، فليس هناك وجهان أحدهما: يدل على عدالة الصحابة، والآخر يدل على امتداحهما فقط فنختار أرجحهما بحسب القرائن والأدلة. وإنما هو وجه واحد في هذه الآيات، وهو دلالة هذه الآيات على امتداح الصحابة بما هم جيل ومجموعة، دون النظر إلى كل فرد فرد منهم، وهذا المعنى مصرّح به في نصوص أئمة أهل البيت وتراثهم الفكري.

              الهوامش:
              1- المفردات: 471.
              2- مجمع البحرين: 6/309 .
              3- النهاية: 4 / 255.
              4- الصحاح: 4/2196 .
              5- النهاية: 4 / 330.
              6- الصحاح: 1 / 144 .
              7- مجمع البحرين: 2/80.
              8- لسان العرب: 1/455 .
              9- المفردات: 225 .
              10- مجمع البحرين: 6/98 .
              11- لسان العرب: 12/318.
              12- الأنعام: 108.
              13- موسوعة أطراف الحديث النبوي / المجلد السادس: 594 ـ 606.
              14- نقله ابن جرير الطبري في أحداث سنة (11 هـ ) من تاريخه وليس فيه قطعاً، والملل والنحل للشهرستاني: 1/23 ط دار المعرفة تحقيق محمد كيلاني، وشرح نهج البلاغة للمعتزلي: 6/52 .
              15- سورة ص: 78.
              16- الأحزاب: 64 .
              17- المائدة: 78.
              18- النور : 7.
              19- هود: 18.
              20- الأحزاب: 57.
              21- النور: 23.
              22- النساء: 93.
              23- التوبة: 68.
              24- محمّد: 22 ـ 23.
              25- راجع موسوعة أطراف الحديث النبوي: 6 / 594 ـ 606 (مادة لعن).
              26- كنز العمال: 1 / 146 ح 720.
              27- المصدر السابق: 3: 615 ح 8178 .
              28- المحجة البيضاء: 5 / 222 ط جماعة المدرسين.
              29- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 11/21 ، 22، الخطبة 199 .
              30- الأحزاب : 64 .
              31- البقرة: 159
              32- سورة ص: 78.
              33- الأحزاب: 61.
              34- الممتحنة : 4 .
              35- النور: 6 ـ7 .
              36- النور: 23.
              37- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 11/22 ـ 23 ح 199 .
              38- إحياء علوم الدين: 3/ 134 ـ 135 ط دار الفكر.
              39- الصواعق المحرقة: 375 ـ 389 ، ط دار الكتب العلمية.
              40- الواقعة : 10 ـ 11 .
              41- الفتح : 29 .
              42- الفتح : 18.
              43- الفتاوى الكبرى: 4/217.



              http://www.14masom.com/aqaeed/etarat/41/41.htm

              تعليق


              • السلام عليكم ورحمة الله

                بارك الله به وسدد خطاه وسدد خطى كل من ينشر هذه الصور
                وأنا اعلم أن كل شيعي يتمنى ان يكون مكانه فيثأر لأهل البيت (ع)
                واتمنى ان يزيد الله من الذين يكتبون مواضيع تفرك خشوم النواصب وترفع ضغطهم وتفقدهم صوابهم
                واتمنى ان يوفقنا الله كي نقوم بهذه الأعمال مباشرة وليس فقط بالمواضيع
                وإنشاء الله تكون في زمن ظهور الإمام الحجة (عج) كي ينتشل الصنمين من قبريهما ويقتلما مجددا بسيفه المبارك
                وشكرا لكاتب هذا الموضوع لأنه جعل الناس يعرفون قاتل ذلك الملعون
                اللهم فإلعن اول ظالم ظلم حق محمد وآخر تابع له على ذلك
                والسلام عليكم ورحمة الله
                التعديل الأخير تم بواسطة فارس حيدر; الساعة 02-02-2007, 09:05 PM.

                تعليق


                • بسم الله الرحمن الرحيم
                  والصلاة والسلام على النبي الكريم أبا الزهراء وآله الطاهرين الطيبين وأصحابه
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  الأخ منتمي
                  جزاك الله خيرا وما تنهج من نهج وحدوي يدعوا إليه ديننا العظيم هذا الدين القيم الذي هو أرقى الأديان السماوية التي بعثت للبشرية دين الرحمة والتسامح والألفة والمحبة بقيادة القائد العظيم أبا الزهراء .
                  الأخ جواد الحيدري
                  قرأت مداخلاتكم والتي من خلالها وما جرى من مداخلات بينكم وبين الأخ (منتمي ) خرجتم بها عن صلب الموضوع و ما جرى من حديث على لسان آية الله تسخيري والمدعو ابو لؤلؤة المجوسي ....
                  الاخ جواد الحيدري ( جعلنا اللهم إن شاء ممن ينهجون نهج حيدر أبا الحسنين والذي هو بالتأكيد جاء وما نهجه عن أبن عمه النبي الكريم خاتم الأنبياء والمرسلين ابا الزهراء )
                  بالرغم من ما ذكرت أعلاه وخروجكم عن الموضوع وما وصل به وما تحدثتم به لا ضير أبدا ووجدت في مداخلاتكم وما تحمل اسلوباً وما كان السبب في مداخلتي هذه والتي من أجلها جاءت وهو ، أطلب منكم فيه إقامة حوار بيني وبينكم إذا شئتم ومظلومية الطاهرة الصديقة أم البنين فاطمة الزهراء البتول سيدة النساء للأولين والآخرين تاج رؤوسنا وقدوتنا وقرة عين الحبيب محمد وحسب ما ذكر في كتب الأخوة الشيعة ومن قبل سيدنا عمر وابي بكر رضوان الله تعالى عليهم وأرضاهم وما تناقلته الكتب وما كان والسبب لهذا السب والشتم واللعن لصحابة رسولنا الكريم رضوان الله تعالى عليهم وأرضاهم والذين هم لا غيرهم من اتبعوه في وقت عسرته وكانوا يدا واحدة وهدفهم واحد ومنهجهم وهمهم واحد وهو ( الإسلام الذي أبتدأ برجل وهو الحبيب أبا الزهراء روحي فداء له وإنتهى بأمة ) كانوا جميعا موحدين متآزرين متكاتفين مكافحين بذلوا كل مالديهم بذلوا الغالي والنفيس ، جاهدوا بأموالهم وانفسهم ضد عدو واحد وهم اعداء الإسلام وأعداء الحبيب ابا الزهراء .
                  الأخ جواد الحيدري (روحي فداء لحيدر الكرار وأصحابه ومن كان السبب في وجودهم وهو أبا الزهراء )
                  ادعوكم من هذا المنبر للحوار والنقاش وإبداء الرأي ، الحوار الهادف الحضاري الذي يقوم على أسس ومبدئيات الحوارات القائمة حوار فيه المقومات الأساسية التي تقوم عليها الحوارات وضمن تعاليم وآداب ديننا الأسلامي العظيم وما جاء به الحبيب أبا القاسم بعيد عن التعصبات المذهبية والتشنجات الطائفية ...
                  الأخ جواد الحيدري
                  ادعوكم للحوار وطلبت هذا ، ومنكم الإجابة
                  اللهم أعزالإسلام والمسلمين في كل مكان
                  اللهم وحد صفوفهم ولم شملهم ضد عدوهم
                  اللهم أرنا الحق حق وأعنا على اتباعه
                  تحياتي لكم
                  وصلي وبارك وسلم اللهم على الصادق الأمين المبعوث رحمة ونور وهداية للعالمين أبا الزهراء محمد وعلى آل محمد الطاهرين الطيبين الأخيار الأكرم منا جميعا وعلى أصحاب الصادق الأمين إلى يوم الدين .

                  تعليق


                  • الاخت سمية يعني تردين مناقشة تثبتن فيها ان عمر هو امير المؤمنين ام تثبتين فيها انه لم يسلب الخلافة ام انه لم يحرق بيت فاطمة ام انه لم يتخلف عن جيش اسامة ام انه لم يشرب الخمرة في خلافته المغتصبة ام على ماذا وهناك الكثير من المعاصي والكفر الذي ارتكبه عمر وابوبكر وعثمان فيا سمية هداك الله اننا متأكدين وواثقين من كل ادلتنا في الصحابة المزعومين لديكم .والله والله والله انهم خالفوا رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام . واللهم يحشرك مع عمر وابو بكر وعثمان وابو سفيان لان من دخل دار ابو سفيان فهو امن

                    تعليق


                    • السلام عليكم
                      اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم يا كريم
                      أولا شكرا لك اخي على الموضوع و الصور و رحمة الله عليك يا ابا لؤلؤة المجوسي
                      ثانيا بالنسبة للسب احنا ما نسب الصحابة لانهم في يوم من الايام كانوا من صحابة النبي صلى الله عليه و آله هذا شي و الشي الثاني ترفعا عن السب حتى لا نعتاد عليه
                      لكن مهما قلتم و مهما جلبتم لنا ايها السنة فانهم كانوا سببا في قتل الزهراء عليها السلام كيف و هي بنت رسول الله حتى لو انهم لم ينفذوا فعلتهم الشنيعة بأيديهم بل بواسطة اناس اخرين كما قال بعض الشيوخ و الله اعلم لكننا نقول اذا كانت الادلة الواردة في اثبات شي حتى لو جاء ما يخالفها فنحن نأخذ بالاكثرية لان كثرتها ترجح الأمر
                      و الوارد ان هم من قاموا بها بايديهم
                      اذا هم من قاموا بقتل الزهراء و كسروا ضلعها و سلبوا سيدي و مولاي علي عليه السلام الخلافة الا تريدنا ان نكرههم سيضل كرههم في قلوبنا مادامت نابضة بحب آل البيت
                      و انا اقول اذا انتوا تشككون في عصمة النبي صلى الله عليه و آله فمن الأولى ان تشككون في صحة قتلهم للزهراء عليها السلام
                      هذا ما لدي لاقوله
                      نسألكم الدعاء
                      تحياتي
                      التعديل الأخير تم بواسطة نورسـيـن; الساعة 06-02-2007, 03:37 AM.

                      تعليق


                      • سلام الله عليك يا ثأر الزهراء وقاهر أبناء الزرقاء (الوهابية المجوس) يا أبي لؤلؤة

                        فأنت في النعيم مهما قالوا عنك

                        تعليق


                        • بسم الله الرحمن الرحيم
                          والصلاة والسلام على رسولنا الكريم حبيب المسلمين أبا الزهراء محمد وعلى آله الطاهرين الطيبين وأصحابه
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          الأخ علاء العماري
                          أولاً
                          بالرغم من ان الرد والإجابة على دعوتي للحوار من المفترض أن تكون للأخ ( جواد الحيدري ) وأنتظر إجابة من الأخ ( جواد الحيدري ) إن رغب في ذلك أم لم يرغب لكن لا ضير أبدا من أن تكون مداخلة ومن قبلي ومداخلتكم ...
                          ثانيا
                          بالتأكيد مداخلتي لكم لن تكون وما تقدمتم ومداخلتكم أسلوبا ومضمونا
                          أما ثالثا
                          كل له حرية الرأي والفكر والمعتقد ولا يحق لأياً كان ومهما كان أن يفرض ما يعتقده على الآخر لكن من حق الجميع التساؤلات وإقامة الحوارات الهادفة البناءة والتي تقوم على ما ذكرت مفصلا في مداخلتي السابقة للأخ (جواد الحيدري ).....
                          الأخ علاء العماري
                          ما قصدت في ما طلبت من حوار ونقاش وتبادل الرأي لم يكن من أجل إثبات وما ذكرتم ومداخلتكم لكن من أجل تساؤلات وشبهات وما حدث بالأمس ومضلومية الطاهرة الصديقة البتول أم البنين سيدة نساء العالمين للأولين والآخرين البتول قرة عين الحبيب ومقارنته مع الواقع الإسلامي وفي تلك الحقبة الزمنية كذلك ما ينطبق على المضلومية للطاهرة الصديقة ينطبق على الخلافة لسيدنا وإمامنا علي أبا الحسنين كرم الله وجهه ورضي الله عنه وأرضاه ومن حيث التساؤلات وليس إثبات شيء وما ذكرتم .
                          أكتفي بهذا القدر وأنتظر الرد من الأخ ( جواد الحيدري )
                          الأخ علاء العماري
                          تحياتي لكم
                          اللهم أعزنا بالإسلام وأعزالإسلام بنا
                          اللهم وحد صفوف المسلمين ولم شملهم كما كانوا
                          اللهم أعز الإسلام والمسلمين في كل مكان
                          اللهم إجعلنا ممن ينهجون نهج الأطهار آل بيت الحبيب المختار (ارواحنا فداء لهم )
                          وصلي وبارك وسلم اللهم على النبي الكريم الصادق الأمين المبعوث رحمة ونور وهداية للعالمين البشير النذير
                          أبا الزهراء محمد وعلى آل محمد الطاهرين الطيبين الأخيار الأكرم منا جميعا وعلى أصحاب الصادق الأمين إلى يوم الدين .

                          تعليق


                          • الاخت الفاضلة سمية ..
                            اتشرف بالحوارمعكم و في خدمتكم متى تشاؤون..

                            تعليق


                            • السلام عليكم
                              ألهم العن أول ظالم لحق محمد وال محمد وأخر تابع على ذالك
                              وبارك الله بكم يا موالين
                              وعجل في ظهور صاحب العصر والزمان
                              والسلام على أبو لؤلؤه قاتل أخبث المخلوقات
                              والسلام

                              تعليق


                              • سلام الله عليك يا ابو لؤلؤة

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X