إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

التربية الصالحة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التربية الصالحة

    محمد جواد كاظم

    التربية الصالحة
    من الآلام التي يعيشها مجتمعنا امتلاء دار الرعاية للمسنين التي اوجدتها الدولة لايواء المقطوعين، الا ان قساوة قلب الابناء ونكرانهم لدور ابائهم وامهاتهم في انهم الاصل في وجودهم على هذه الارض ورعايتهم في طفولتهم، والاهم من هذا وذاك جهلهم بمصير عقوق الوالدين والعقاب الذي ينتظره في الدنيا قبل الاخرة. يقول المولى سبحانه وتعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) والانسان بلا شك سوف يلاقي جزاء عمله مهما كان هذا العمل صغيرا او كبيرا.. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره، وهذا هو العدل.
    وحالة ايداع الاب او الام في دار الرعاية مع كثرتها الا اننا نجد ان هناك نماذج رائعة ومشرفة في مجتمعنا الكويتي، حيث نجد تفاني الابناء في رعاية والدهم المقعد او والدتهم المريضة. قبل مدة انتقل الى رحمة الله تعالى العم الحاج عبدالرضا عبدالنبي سفر، هذا العم الذي كان وما زال مضربا لمثل الانسان المؤمن بربه الذي يراقب الله في سره علانيته، وما اروع الكلمة التي نعتها به الوالد الحاج كاظم في زيارته للعم في مستشفى مبارك في ايامه الاخيرة حين قال عنه: انه رجل قضى عمره كله في طاعة الله. من زاره في ايامه الاخيرة وهو يعيش حالة اللاوعي بناء على تقرير الاطباء يسمعه يردد يا لطيف.. يا ارحم الراحمين، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، نعم كان قلبه ينبض بحب الله ولسانه يردد تلك الكلمات التي احوج ما يكون الانسان اليها في حياته كلها وبالذات في تلك اللحظات التي يودع فيها الدنيا ليدخل عالم الآخرة، في دعاء كميل «واجعل لساني بذكرك لهجا وقلبي بحبك متيما».
    لقد عانى العم ـ رحمه الله ـ في السنوات الاخيرة من مرض شديد اجريت له عملية جراحية في لندن الا ان حالته الصحية لم تتحسن وبدأ صحته بالانتكاسة شيئا فشيئا وازدادت سوءا في الاشهر الاخيرة وادخل مستشفى مبارك اكثر من مرة، وفي الايام الاخيرة دخل في عالم اللاوعي لينتقل بعدها الى رحمة الله. في تلك الفترة الحرجة كان العم يجني ثمار تربيته الطيبة لابنائه، الذين تعاهدوا لرعايته ووقفوا بجانبه في محنته، رافقوه في رحلة علاجه وتناوبوا بالمبيت عنده في المستشفى لم يتركوه لحظة مع ان فيهم الطيار والمهندس، الا ان الواجب الاكبر كان عندهم هو هذا الاب الذي تعب وشقى من اجلهم، وفعلا كانوا رجالا وكانت وراءهم اختهم وامهم الحاجة ام عبدالنبي التي بلا شك كان قلبها مرتاحا وهي تشاهد مثل تلك المواقف لهؤلاء الابناء البررة، في الوقت الذي تسمع ان فلانا اودع اباه او امه دار الرعاية ليرضي شهوته او زوجته.
    اعتقد ان مجتمعنا بحاجة الى أمثلة من هذا النوع في تربية الابناء وفي بر الابناء لابائهم، فكثيرا ما يكون الاباء سببا في عقوق الابناء لهم، وكثيرا ما تكون الشهادة الدراسية او الزوجة او المادة سببا في تخلص الابناء من ابائهم، وهذه كلها منافية للانسانية والاخلاق ومعارضة للقيم والعادات الكويتية وخارجة عن مفاهيم الاسلام.
    رحم الله المربي العم الحاج ابو عبدالنبي واسكنه فسيح جناته ورزق اهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان، (إنا لله وإنا إليه راجعون).

    ---
    © 2001-2004 جريدة الوطن ، حقوق الطبع محفوظة

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X