إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

إمام الهدى ومصباح الدجى

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إمام الهدى ومصباح الدجى

    اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    جلست اليوم متفكراً في التركة العظيمة التي وهبها الله لنا من عند سيدنا ومولانا الإمام المرتضى صلوات ربِ عليه وسلامه تركة العلوم الفكرية المثقلة بدررها والمجانبة للمواقف التاريخية بالنصرة الخالصة لوجه ربها، تلك المواعظ والحكم والخطب التي كانت كرسالة خالدة باقية لنا حتى فناء الأزل وتذكرة لنا وتذاكراً لنجاتنا من النار، ولما فيها من التعابير الإنسانية الراقية بنواحيها وإمكانياتها لما فيها من فنون الخطابة النادرة في محتواها المثقل بالعلوم الإنسانية والكونية النادرة في وجودها، وهي بحد ذاتها أصبحت من دعائم استمرارية المعنى الحقيقي لتعريف التكوين البشري وكمنهاجاً عظيماً يستعان به في أوقاتٍ قد يحتاج فيها الإنسان إلى قبسٍ من نور يهتدي به في ظلمة الأيام الحالكة، علومٌ شتى ترتشفها قلوبنا حباً لها ويقيناً وكمالاً بها، وسنواً بأباريقها من عسلٍ مصفى ولبنٍ منتقى فكلماتها تذكرةً وتذاكراً بكلمة الله هي العليا.

    لا تقتصر المسألة على إحياء ذكرى هذا المصاب العظيم فقط بل هي بحد ذاتها عودةً لما كان فيها من التضحيات الجسام والمواقف العظام والنصرة التي أبقت لنا هذا الدين شامخاً بسفينة نجاة الإنسانية من نار السموم، تلك التضحيات التي قدمها من أجل أن نصبح على قدرٍ من التمكن الكافي لمعرفة الشرف والالتزام الحقيقي الذي يجعلنا نتكاتف كيدٍ واحدةٍ ناصرةً لكلمة التوحيد العليا، ومن أين نبدأ لننتهي حتى نبدأ ولا نهاية لما نبدأ في ذكره من بدر أم خبير والأحزاب، خبير التي لا نزال تكرر كلماتها على الألسن جمعاء ( خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود)، أم ضربة السيف التي تعادل عمل أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم حتى قيام الساعة، أم ماذا وماذا لنذكر وتستذكر به عظمة هذا الكيان ذو الحنان العميق ومعنى العدل وكلمته كحياة، أم نعود لمنهاج المهتدين والرسالة للمتقربين لخالق الأكوان وصاحب الفرقان العلي الأعلى الأعز الأجل الأكرم ذلك الكتاب الذي أصبح عودة لنا يستقبلنا بحبه الجزيل وكلماته الكافية بمعانيها ومفاهيمها المختلفة، ذلك نهج البلاغة صاحب العلم القديم والمفهوم العميق وصفاء اليقين وخلاصة للدارسين، أم الأبواب الأربعامائة في الدين والدنيا أم من الشقشقية أم الوسيلة أم الديباج وغيرها من الخطب الحسان كأصناف اللؤلؤ والمرجان.

    هذه الشخصية العظيمة التي جعلت للرجال رجولة وكيان وللنساء شرفٌ وأمان يذكرنا بأن للدين عنوان من إمام هدى ومصباح دجى جعل الله في رسالاته لنا معنى لحقيقة النجاة من دهاليز هذا الزمان ومن غدر الشنئان وصواعق الخذلان، هذه الشخصية المفعمة بالحب والمعاني الكاملة في تفاسيرها والواضحة بنواحيها الصادقة بيقينها والعاملة بمعانيها المرتفعة سواريها حتى وصولنا إلى شاطئ الأمان، هذه الروح الطاهرة الزكية التي رفضت الفرقة والتفريق والغدر والتسويف حتى أصبحت كراهيتها عنوان المنافقين ومحبيها في الجنة خالدين، فأصبح ممن اشتد حبه حتى تجاوز وتبعثر بإثم الألوهية لغير الله ومن أحبها حتى كانت نفسه فيها من شدة الرهبة والخشية من الله الأعلى، كهمام رضوان الله عليه بصفات المؤمنين من كيسٍ للفطن الذي بشره في وجهه وحزنه في قلبه وما فيه من صفات المحسنين، فبماذا أبدأ لأنتهي وبماذا أقول ما في نفسي لأكتفي، فكل النيران تحتبس في الصدور وتخر منها العقول إلا نار فقدانك يا أشرف الأشرفين ويا بعظمة ربك الرحيم عظيم، يا باب مدينة العلم خاتم النبيين وسيد المخلوقات أجمعين، من أين أبدأ وقد جعلت للرجال رجولة وللمرأة شرفٌ وصورة، فكيف لا أعود بتاريخ الشرفاء وأهل المنح والعطاء والدعاء والمناجاة، فكيف لا يمر طيفك فوق رأس الأشهاد وتطئطأ لذكراك رؤوس العباد، ويتنحى النور منحسراً خجلاً من نورك الزاهر برهبانية خالق التكوين ومكانة الصادق الأمين، فكيف أنسى من لم يشأ أن يقتل كافراً بكفره تطاول واعتدى وتجرأ وافترى لأن قتلك له في حالته هذه لن يكون لربك العظيم بل لنفسٍ كريم، أم كيف أنسى من كان يقاتل الكفار باكياً متأسفاً على من أتى واعتدى وكفر وقسى لأنه وقود النار الذي لا أيمان له ولا هداية، أي روحٍ فسبحان رب القدسية والقداسة والعظمة وشموخ هذه الرسالة، سبحان رب أيوب الصابر والخضر العالم وموسى الكليم وإبراهيم الخليل والمنادي في بطن الحوت سبحانك لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين، سبحان صاحب القول العظيم في كتابه الكريم إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويأتون الزكاة وهم راكعون، كل هذه الآيات العظام والرحمة كعنوان ويلام المحب على إنسانيته، من ذكرنا بالتجاوز والإحسان والرحمة والغفران، أيلام من رأى من أكفى الكفر وأكتفى بوحدة المسلمين، وصار منهاجاً للمتراحمين وذخراً للمحتاجين وعلماً للمتعلمين ونجدة الملهوفين.

    فزت ورب الكعبة أكتبها باكياً أكتبها ذاكراً عالماً عارفاً صادقاً مستيقناً محتسباً صابراً معترفاً سراً وجهراً بأنك وليي الذي أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكعٌ، فلعن الله قاتلك على ما اجترء من فعله اهتزت لها كل ما خلقه الرب العظيم، وإن كنت عن عيني غائباً فأعلم علم اليقين ذو مكانةً وتمكين بأنه ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتٍ بل أحياءٌ ولكن لا تشعرون، يا حاضراً بجانبي ويا أنسي بعد الله في وحشتي وكائلي في غربتي وغوثي في شدتي ويا عزائي في رزيتي، فإنني يتيم من اليتامى بفقدك وما أعظم رزيتي أن لا تراك عيني فتقر وتهنأ برؤياك.

    أعزي سيدي ومولاي الإمام الحجة صاحب الزمان عجل الله فرجه بفقدان أبينا الأكبر الإمام علي بن أبي طالب عليهم أفضل صلوات والسلام، والأمة الأسلامية بعظيم هذا المصاب.

    وأقتبس لكم من روائع الإمام رسالته الإمام الزكي الحسن بن علي عليهم أفضل الصلوات وأتم السلام، فكلها كتبٌ لنا اتسعت المحبة فيها لتشملنا.

    كتابه إلى ابنه الحسن (عليه السلام):
    من الوالد الفان المقر للزمان المدبر العمر المستسلم للدهر الذام للدنيا الساكن مساكن الموتى الظاعن عنها إليهم غدا إلى المولود المؤمل ما لا يدرك السالك سبيل من قد هلك غرض الأسقام ورهينة الأيام ورمية المصائب وعبد الدنيا وتاجر الغرور وغريم المنايا وأسير الموت وحليف الهموم وقرين الأحزان ونصب الآفات وصريع الشهوات وخليفة الأموات أما بعد فإن فيما تبينت من إدبار الدنيا عني وجموح الدهر علي وإقبال الآخرة إلي ما يزعني عن ذكر من سواي والاهتمام بما ورائي غير أنه حيث تفرد بي دون هموم الناس هم نفسي فصدفني رأيي وصرفني هواي وصرح لي محض أمري فأفضى بي إلى جد لا يكون فيه لعب وصدق لا يشوبه كذب ووجدتك بعضي بل وجدتك كلي حتى كأن شيئا لو أصابك أصابني وكأن الموت لو أتاك أتاني فعناني من أمرك ما يعنيني من أمر نفسي فكتبت إليك كتابي هذا مستظهرا به إن أنا بقيت لك أو فنيت فإني أوصيك بتقوى الله أي بني ولزوم أمره وعمارة قلبك بذكره والاعتصام بحبله وأي سبب أوثق من سبب بينك وبين الله إن أنت أخذت به أحي قلبك بالموعظة وموته بالزهد وقوه باليقين وذلله بالموت وقرره بالفناء وبصره فجائع الدنيا وحذره صولة الدهر وفحش تقلب الليالي والأيام وأعرض عليه أخبار الماضين وذكره بما أصاب من كان قبله وسر في بلادهم وآثارهم وانظر ما فعلوا وأين حلوا وعما انتقلوا فإنك تجدهم انتقلوا عن الأحبة وحلوا دار الغربة وناد في ديارهم أيتها الديار الخالية أين أهلك ثم قف على قبورهم فقل أيتها الأجساد البالية والأعضاء المتفرقة كيف وجدتم الدار التي أنتم بها أي بني وكأنك عن قليل قد صرت كأحدهم فأصلح مثواك ولا تبع آخرتك بدنياك ودع القول فيما لا تعرف والخطاب فيما لا تكلف وأمسك عن طريق إذا خفت ضلاله فإن الكف عن حيرة الضلالة خير من ركوب الأهوال وأمر بالمعروف تكن من أهله وأنكر المنكر بلسانك ويدك وباين من فعله بجهدك وجاهد في الله حق جهاده ولا تأخذك في الله لومة لائم وخض الغمرات إلى الحق حيث كان وتفقه في الدين وعود نفسك التصبر وألجئ نفسك في الأمور كلها إلى إلهك فإنك تلجئها إلى كهف حريز ومانع عزيز وأخلص في المسألة لربك فإن بيده العطاء والحرمان وأكثر الاستخارة وتفهم وصيتي ولا تذهبن عنها صفحا فإن خير القول ما نفع واعلم أنه لا خير في علم لا ينفع ولا ينتفع بعلم حين لا يقال به أي بني إني لما رأيتك قد بلغت سنا ورأيتني أزداد وهنا بادرت بوصيتي إياك خصالا منهن أن يعجل بي أجلي دون أن أفضي إليك بما في نفسي أو أنقص في رأيي كما نقصت في جسمي أو يسبقني إليك بعض غلبات الهوى وفتن الدنيا فتكون كالصعب النفور وإنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شي‏ء قبلته فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبك لتستقبل بجد رأيك من الأمر ما قد كفاك أهل التجارب بغيته وتجربته فتكون قد كفيت مئونة الطلب وعوفيت من علاج التجربة فأتاك من ذلك ما قد كنا نأتيه واستبان لك منه ما ربما أظلم علينا فيه أي بني إني وإن لم أكن عمرت عمر من كان قبلي فقد نظرت في أعمالهم وفكرت في أخبارهم وسرت في آثارهم حتى عدت كأحدهم بل كأني بما انتهى إلي من أمورهم قد عمرت مع أولهم إلى آخرهم فعرفت صفو ذلك من كدره ونفعه من ضره فاستخلصت لك من كل أمر نخيله وتوخيت لك جميله وصرفت عنك مجهوله ورأيت حيث عناني من أمرك ما يعني الوالد الشفيق وأجمعت عليه من أدبك أن يكون ذلك وأنت مقبل بين ذي النقية والنية وأن أبدأك بتعليم كتاب الله وتأويله وشرائع الإسلام وأحكامه وحلاله وحرامه لا أجاوز ذلك بك إلى غيره ثم أشفقت أن يلبسك ما اختلف الناس فيه من أهوائهم مثل الذي لبسهم وكان إحكام ذلك لك على ما كرهت من تنبيهك له أحب إلي من إسلامك إلى أمر لا آمن عليك فيه الهلكة ورجوت أن يوفقك الله فيه لرشدك وأن يهديك لقصدك فعهدت إليك وصيتي هذه واعلم مع ذلك أي بني أن أحب ما أنت آخذ به إلي من وصيتي تقوى الله والاقتصار على ما افترض عليك والأخذ بما مضى عليه الأولون من آبائك والصالحون من أهل ملتك فإنهم لم يدعوا أن ينظروا لأنفسهم كما أنت ناظر وفكروا كما أنت مفكر ثم ردهم آخر ذلك إلى الأخذ بما عرفوا والإمساك عما لم يكلفوا فإن أبت نفسك أن تقبل ذلك دون أن تعلم كما كانوا علموا فليكن طلبك ذلك بتفهم وتعلم لا بتورط الشبهات وعلق الخصومات وابدأ قبل نظرك في ذلك بالاستعانة بإلهك عليه والرغبة إليه في توفيقك وترك كل شائبة أدخلت عليك شبهة وأسلمتك إلى ضلالة وإذا أنت أيقنت أن قد صفا لك قلبك فخشع وتم رأيك فاجتمع وكان همك في ذلك هما واحدا فانظر فيما فسرت لك وإن أنت لم يجتمع لك ما تحب من نفسك من فراغ فكرك ونظرك فاعلم أنك إنما تخبط خبط العشواء وليس طالب الدين من خبط ولا خلط والإمساك عند ذلك أمثل وإن أول ما أبدأ به من ذلك وآخره أني أحمد إليك إلهي وإلهك وإله آبائك الأولين والآخرين ورب من في السماوات والأرضين بما هو أهله وكما هو أهله وكما يحب وينبغي ونسأله أن يصلي عنا على نبينا (صلى الله عليه وآله) وعلى أهل بيته وعلى أنبياء الله ورسله بصلاة جميع من صلى عليه من خلقه وأن يتم نعمه علينا فيما وفقنا له من مسألته بالإجابة لنا فإن بنعمته تتم الصالحات فتفهم أي بني وصيتي واعلم أن مالك الموت هو مالك الحياة وأن الخالق هو المميت وأن المفني هو المعيد وأن المبتلي هو المعافي وأن الدنيا لم تكن لتستقيم إلا على ما خلقها الله تبارك وتعالى عليه من النعماء والابتلاء والجزاء في المعاد أو ما شاء مما لا نعلم فإن أشكل عليك شي‏ء من ذلك فاحمله على جهالتك به فإنك أول ما خلقت خلقت جاهلا ثم علمت وما أكثر ما تجهل من الأمر ويتحير فيه رأيك ويضل فيه بصرك ثم تبصره بعد ذلك فاعتصم بالذي خلقك ورزقك وسواك وليكن له تعمدك وإليه رغبتك ومنه شفقتك واعلم يا بني أن أحدا لم ينبئ عن الله تبارك وتعالى كما أنبأ عنه نبينا (صلى الله عليه وآله) فارض به رائدا وإلى النجاة قائدا فإني لم آلك نصيحة وإنك لم تبلغ في النظر لنفسك وإن اجتهدت مبلغ نظري لك واعلم يا بني أنه لو كان لربك شريك لأتتك رسله ولرأيت آثار ملكه وسلطانه ولعرفت صفته.
    وفعاله ولكنه إله واحد كما وصف نفسه لا يضاده في ذلك أحد ولا يحاجه وأنه خالق كل شي‏ء وأنه أجل من أن يثبت لربوبيته بالإحاطة قلب أو بصر وإذا أنت عرفت ذلك فافعل كما ينبغي لمثلك في صغر خطرك وقلة مقدرتك وعظم حاجتك إليه أن يفعل مثله في طلب طاعته والرهبة له والشفقة من سخطه فإنه لم يأمرك إلا بحسن ولم ينهك إلا عن قبيح أي بني إني قد أنبأتك عن الدنيا وحالها وزوالها وانتقالها بأهلها وأنبأتك عن الآخرة وما أعد لأهلها فيها وضربت لك فيهما الأمثال إنما مثل من أبصر الدنيا كمثل قوم سفر نبا بهم منزل جدب فأموا منزلا خصيبا وجنابا مريعا فاحتملوا وعثاء الطريق وفراق الصديق وخشونة السفر في الطعام والمنام ليأتوا سعة دارهم ومنزل قرارهم فليس يجدون لشي‏ء من ذلك ألما ولا يرون نفقة مغرما ولا شيئا أحب إليهم مما قربهم من منزلهم ومثل من اغتر بها كمثل قوم كانوا بمنزل خصب فنبا بهم إلى منزل جدب فليس شي‏ء اكره إليهم ولا أهول لديهم من مفارقة ما هم فيه إلى ما يهجمون عليه ويصيرون إليه وقرعتك بأنواع الجهالات لئلا تعد نفسك عالما فإن ورد عليك شي‏ء تعرفه أكبرت ذلك فإن العالم من عرف أن ما يعلم فيما لا يعلم قليل فعد نفسه بذلك جاهلا فازداد بما عرف من ذلك في طلب العلم اجتهادا فما يزال للعلم طالبا وفيه راغبا وله مستفيدا ولأهله خاشعا مهتما وللصمت لازما وللخطإ حاذرا ومنه مستحييا وإن ورد عليه ما لا يعرف لم ينكر ذلك لما قرر به نفسه من الجهالة وإن الجاهل من عد نفسه بما جهل من معرفة العلم عالما وبرأيه مكتفيا فما يزال للعلماء مباعدا وعليهم زاريا ولمن خالفه مخطئا ولما لم يعرف من الأمور مضللا فإذا ورد عليه من الأمور ما لم يعرفه أنكره وكذب به وقال بجهالته ما أعرف هذا وما أراه كان وما أظن أن يكون وأنى كان وذلك لثقته برأيه وقلة معرفته بجهالته فما ينفك بما يرى مما يلتبس عليه رأيه مما لا يعرف للجهل مستفيدا وللحق منكرا وفي الجهالة متحيرا وعن طلب العلم مستكبرا أي بني تفهم وصيتي واجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك واكره له ما تكره لنفسك ولا تظلم كما لا تحب أن تظلم وأحسن كما تحب أن يحسن إليك واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك وارض من الناس لك ما ترضى به لهم منك ولا تقل بما لا تعلم بل لا تقل كلما تعلم ولا تقل ما لا تحب أن يقال لك واعلم أن الإعجاب ضد الصواب وآفة الألباب فإذا أنت هديت لقصدك فكن أخشع ما تكون لربك واعلم أن أمامك طريقا ذا مشقة بعيدة وأهوال شديدة وأنه لا غنى بك فيه عن حسن الارتياد وقدر بلاغك من الزاد مع خفة الظهر فلا تحملن على ظهرك فوق بلاغك فيكون ثقلا ووبالا عليك وإذا وجدت من أهل الحاجة من يحمل لك زادك فيوافيك به حيث تحتاج إليه فاغتنمه واغتنم من استقرضك في حال غناك واجعل وقت قضائك في يوم عسرتك واعلم أن أمامك عقبة كئودا لا محالة مهبطا بك على جنة أو على نار المخف.
    فيها أحسن حالا من المثقل فارتد لنفسك قبل نزولك واعلم أن الذي بيده ملكوت خزائن الدنيا والآخرة قد أذن بدعائك وتكفل بإجابتك وأمرك أن تسأله ليعطيك وهو رحيم لم يجعل بينك وبينه ترجمانا ولم يحجبك عنه ولم يلجئك إلى من يشفع إليه لك ولم يمنعك إن أسأت التوبة ولم يعيرك بالإنابة ولم يعاجلك بالنقمة ولم يفضحك حيث تعرضت للفضيحة ولم يناقشك بالجريمة ولم يؤيسك من الرحمة ولم يشدد عليك في التوبة فجعل النزوع عن الذنب حسنة وحسب سيئتك واحدة وحسب حسنتك عشرا وفتح لك باب المتاب والاستئناف فمتى شئت سمع نداءك ونجواك فأفضيت إليه بحاجتك وأنبأته عن ذات نفسك وشكوت إليه همومك واستعنته على أمورك وناجيته بما تستخفي به من الخلق من سرك ثم جعل بيدك مفاتيح خزائنه فألحح في المسألة يفتح لك باب الرحمة بما أذن لك فيه من مسألته فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب خزائنه فألحح ولا يقنطك إن أبطأت عنك الإجابة فإن العطية على قدر المسألة وربما أخرت عنك الإجابة ليكون أطول للمسألة وأجزل للعطية وربما سألت الشي‏ء فلم تؤتاه وأوتيت خيرا منه عاجلا وآجلا أو صرف عنك لما هو خير لك فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته ولتكن مسألتك فيما يعنيك مما يبقى لك جماله أو ينفى عنك وباله والمال لا يبقى لك ولا تبقى له فإنه يوشك أن ترى عاقبة أمرك حسنا أو سيئا أو يعفو العفو الكريم.
    واعلم أنك خلقت للآخرة لا للدنيا وللفناء لا للبقاء وللموت لا للحياة وأنك في منزل قلعة ودار بلغة وطريق إلى الآخرة وأنك طريد الموت الذي لا ينجو منه هاربه ولا بد أنه يدركك يوما فكن منه على حذر أن يدركك على حال سيئة قد كنت تحدث نفسك فيها بالتوبة فيحول بينك وبين ذلك فإذا أنت قد أهلكت نفسك أي بني أكثر ذكر الموت وذكر ما تهجم عليه وتفضي بعد الموت إليه واجعله أمامك حتى يأتيك وقد أخذت منه حذرك ولا يأخذك على غرتك وأكثر ذكر الآخرة وما فيها من النعيم والعذاب الأليم فإن ذلك يزهدك في الدنيا ويصغرها عندك وقد نبأك الله عنها ونعت لك نفسها وكشفت عن مساويها فإياك أن تغتر بما ترى من إخلاد أهلها إليها وتكالبهم عليها وإنما أهلها كلاب عاوية وسباع ضارية يهر بعضها على بعض يأكل عزيزها ذليلها وكبيرها صغيرها قد أضلت أهلها عن قصد السبيل وسلكت بهم طريق العمى وأخذت بأبصارهم عن منهج الصواب فتاهوا في حيرتها وغرقوا في فتنتها واتخذوها ربا فلعبت بهم ولعبوا بها ونسوا ما وراءها فإياك يا بني أن تكون قد شانته كثرة عيوبها نعم معقلة وأخرى مهملة قد أضلت عقولها وركبت مجهولها سروح عاهة بواد وعث ليس لها راع يقيمها رويدا حتى يسفر الظلام كأن قد وردت الظعينة يوشك من أسرع أن يئوب واعلم أن من كانت مطيته الليل والنهار فإنه يسار به وإن كان لا يسير أبى الله إلا خراب الدنيا وعمارة الآخرة أي بني فإن تزهد فيما زهدك الله فيه من الدنيا وتعزف نفسك عنها فهي أهل ذلك وإن كنت غير قابل نصيحتي إياك فيها فاعلم يقينا أنك لن تبلغ أملك ولن تعدو أجلك وأنك في سبيل من كان قبلك فاخفض في الطلب وأجمل في المكتسب فإنه رب طلب قد جر إلى حرب وليس كل طالب بناج وكل مجمل بمحتاج وأكرم نفسك عن كل دنية وإن ساقتك إلى رغبة فإنك لن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضا ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا وما خير خير لا ينال إلا بشر ويسر لا ينال إلا بعسر وإياك أن توجف بك مطايا الطمع فتوردك مناهل الهلكة وإن استطعت أن لا يكون بينك وبين الله ذو نعمة فافعل فإنك مدرك قسمك وآخذ سهمك وإن اليسير من الله تبارك وتعالى أكثر وأعظم من الكثير من خلقه وإن كان كل منه ولو نظرت ولله المثل الأعلى فيما تطلب من الملوك ومن دونهم من السفلة لعرفت أن لك في يسير ما تصيب من الملوك افتخارا وإن عليك في كثير ما تصيب من الدناة عارا فاقتصد في أمرك تحمد مغبة عملك إنك لست بائعا شيئا من دينك وعرضك بثمن والمغبون من غبن نصيبه من الله فخذ من الدنيا ما أتاك واترك ما تولى فإن أنت لم تفعل فأجمل في الطلب وإياك ومقاربة من رهبته على دينك وباعد السلطان ولا تأمن خدع الشيطان وتقول متى أرى ما أنكر نزعت فإنه كذا هلك من كان قبلك من أهل القبلة وقد أيقنوا بالمعاد فلو سمت بعضهم بيع آخرته بالدنيا لم يطب بذلك نفسا ثم قد يتخبله الشيطان بخدعه ومكره حتى يورطه في هلكته بعرض من الدنيا حقير
    وينقله من شر إلى شر حتى يؤيسه من رحمة الله ويدخله في القنوط فيجد الوجه إلى ما خالف الإسلام وأحكامه فإن أبت نفسك إلا حب الدنيا وقرب السلطان فخالفت ما نهيتك عنه بما فيه رشدك فاملك عليك لسانك فإنه لا ثقة للملوك عند الغضب ولا تسأل عن أخبارهم ولا تنطق عند إسرارهم ولا تدخل فيما بينك وبينهم وفي الصمت السلامة من الندامة وتلافيك ما فرط من صمتك أيسر من إدراكك ما فات من منطقك وحفظ ما في الوعاء بشد الوكاء وحفظ ما في يديك أحب إلي من طلب ما في يد غيرك ولا تحدث إلا عن ثقة فتكون كاذبا والكذب ذل وحسن التدبير مع الكفاف أكفى لك من الكثير مع الإسراف وحزن اليأس خير من الطلب إلى الناس والعفة مع الحرفة خير من سرور مع فجور والمرء أحفظ لسره ورب ساع فيما يضره من أكثر أهجر ومن تفكر أبصر ومن خير حظ امرئ قرين صالح فقارن أهل الخير تكن منهم وباين أهل الشر تبن عنهم ولا يغلبن عليك سوء الظن فإنه لا يدع بينك وبين خليل صلحا وقد يقال من الحزم سوء الظن بئس الطعام الحرام وظلم الضعيف أفحش الظلم والفاحشة كاسمها التصبر على المكروه نقص للقلب [يعصم القلب] وإن كان الرفق خرقا كان الخرق رفقا وربما كان الدواء داء والداء دواء وربما نصح غير الناصح وغش المستنصح وإياك والاتكال على المنى فإنها بضائع النوكى وتثبط عن خير الآخرة والدنيا ذك قلبك بالأدب كما تذكى النار بالحطب ولا تكن كحاطب الليل وغثاء السيل وكفر النعمة لؤم وصحبة الجاهل شؤم والعقل حفظ التجارب وخير ما جربت ما وعظك ومن الكرم لين الشيم بادر الفرصة قبل أن تكون غصة من الحزم العزم من سبب الحرمان التواني ليس كل طالب يصيب ولا كل راكب يئوب ومن الفساد إضاعة الزاد ولكل أمر عاقبة رب يسير أنمى من كثير سوف يأتيك ما قدر لك التاجر مخاطر ولا خير في معين مهين لا تبيتن من أمر على غرر من حلم ساد ومن تفهم ازداد ولقاء أهل الخير عمارة القلوب ساهل الدهر ما ذل لك قعوده وإياك أن تجمع بك مطية اللجاج وإن قارفت سيئة فعجل محوها بالتوبة ولا تخن من ائتمنك وإن خانك ولا تذع سره وإن أذاعه ولا تخاطر بشي‏ء رجاء أكثر منه واطلب فإنه يأتيك ما قسم لك خذ بالفضل وأحسن البذل وقل للناس حسنا وأي كلمة حكم جامعة أن تحب للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لها إنك قل ما تسلم ممن تسرعت إليه أن تندم أو تتفضل عليه واعلم أن من الكرم الوفاء بالذمم والدفع عن الحرم والصدود آية المقت وكثرة العلل آية البخل ولبعض إمساكك عن أخيك مع لطف خير من بذل مع جنف ومن التكرم صلة الرحم ومن يرجوك أو يثق بصلتك إذا قطعت قرابتك والتحريم وجه القطيعة احمل نفسك مع أخيك عند صرمه على الصلة وعند صدوده على اللطف والمسألة وعند جموده على البذل وعند تباعده على الدنو وعند شدته على اللين وعند جرمه على الاعتذار حتى كأنك له عبد وكأنه ذو نعمة عليك وإياك أن تضع ذلك في غير موضعه وأن تفعله بغير أهله لا تتخذن عدو صديقك صديقا فتعادي صديقك ولا تعمل بالخديعة فإنها خلق اللئام وامحض أخاك النصيحة حسنة كانت أو قبيحة وساعده على كل حال وزل معه حيث زال ولا تطلبن مجازاة أخيك ولو حثا.
    التراب بفيك وخذ على عدوك بالفضل فإنه أحرى للظفر وتسلم من الناس بحسن الخلق وتجرع الغيظ فإني لم أر جرعة أحلى منها عاقبة ولا ألذ مغبة ولا تصرم أخاك على ارتياب ولا تقطعه دون استعتاب ولن لمن غالظك فإنه يوشك أن يلين لك ما أقبح القطيعة بعد الصلة والجفاء بعد الإخاء والعداوة بعد المودة والخيانة لمن ائتمنك وخلف الظن لمن ارتجاك والغدر بمن استأمن إليك فإن أنت غلبتك قطيعة أخيك فاستبق لها من نفسك بقية يرجع إليها إن بدا ذلك له يوما ما ومن ظن بك خيرا فصدق ظنه ولا تضيعن حق أخيك اتكالا على ما بينك وبينه فإنه ليس لك بأخ من أضعت حقه ولا يكن أهلك أشقى الخلق بك ولا ترغبن فيمن زهد فيك ولا تزهدن فيمن رغب إليك إذا كان للخلطة موضعا ولا يكونن أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته ولا تكونن على الإساءة أقوى منك على الإحسان ولا على البخل أقوى منك على البذل ولا على التقصير أقوى منك على الفضل ولا يكبرن عليك ظلم من ظلمك فإنه إنما يسعى في مضرته ونفعك وليس جزاء من سرك أن تسوءه والرزق رزقان رزق تطلبه ورزق يطلبك فإن لم تأته أتاك واعلم أي بني أن الدهر ذو صروف فلا تكونن ممن تشتد لائمته ويقل عند الناس عذره ما أقبح الخضوع عند الحاجة والجفاء عند الغنى إنما لك من دنياك ما أصلحت به مثواك فأنفق في حق ولا تكن خازنا لغيرك وإن كنت جازعا على ما تفلت من يديك فاجزع على كل ما لم يصل إليك واستدلل على ما لم يكن بما كان فإنما الأمور أشباه ولا تكفرن ذا نعمة فإن كفر النعمة من ألأم الكفر واقبل العذر ولا تكونن ممن لا ينتفع من العظة إلا بما لزمه فإن العاقل ينتفع بالأدب والبهائم لا تتعظ إلا بالضرب اعرف الحق لمن عرفه لك رفيعا كان أو وضيعا واطرح عنك واردات الهموم بعزائم الصبر وحسن اليقين من ترك القصد جار ونعم حظ المرء القناعة ومن شر ما صحب المرء الحسد وفي القنوط التفريط والشح يجلب الملامة والصاحب مناسب والصديق من صدق غيبه والهوى شريك العمى ومن التوفيق الوقوف عند الحيرة ونعم طارد الهم اليقين وعاقبة الكذب الذم وفي الصدق السلامة وعاقبة الكذب شر عاقبة رب بعيد أقرب من قريب وقريب أبعد من بعيد والغريب من لم يكن له حبيب لا يعدمك من حبيب سوء ظن ومن حمى طنى ومن تعدى الحق ضاق مذهبه ومن اقتصر على قدره كان أبقى له نعم الخلق التكرم وألأم اللؤم البغي عند القدرة والحياء سبب إلى كل جميل وأوثق العرى التقوى وأوثق سبب أخذت به سبب بينك وبين الله ومنك من أعتبك والإفراط في الملامة يشب نيران اللجاج وكم من دنف قد نجا وصحيح قد هوى وقد يكون اليأس إدراكا إذا كان الطمع هلاكا وليس كل عورة تظهر ولا كل فريضة تصاب وربما أخطأ البصير قصده وأصاب الأعمى رشده ليس كل من طلب وجد ولا كل من توقى نجا أخر الشر فإنك إذا شئت تعجلته وأحسن إن أحببت أن يحسن إليك واحتمل أخاك على ما فيه ولا تكثر العتاب فإنه يورث الضغينة ويجر إلى البغضة واستعتب من رجوت إعتابه وقطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل ومن الكرم منع الحزم من كابر الزمان عطب ومن ينقم عليه غضب ما أقرب النقمة من أهل البغي وأخلق بمن غدر ألا يوفى له.
    زلة المتوقي أشد زلة وعلة الكذب أقبح علة والفساد يبير الكثير والاقتصاد يثمر اليسير والقلة ذلة وبر الوالدين من كرم الطبيعة والزلل مع العجل ولا خير في لذة تعقب ندما والعاقل من وعظته التجارب والهدى يجلو العمى ولسانك ترجمان عقلك ليس مع الاختلاف ائتلاف من حسن الجوار تفقد الجار لن يهلك من اقتصد ولن يفتقر من زهد بين عن امرئ دخيله رب باحث عن حتفه لا تشترين بثقة رجاء ما كل ما يخشى يضر رب هزل عاد جدا من أمن الزمان خانه ومن تعظم عليه أهانه ومن ترغم عليه أرغمه ومن لجأ إليه أسلمه وليس كل من رمى أصاب إذا تغير السلطان تغير الزمان وخير أهلك من كفاك والمزاح يورث الضغائن وربما أكدى الحريص رأس الدين صحة اليقين وتمام الإخلاص تجنبك المعاصي وخير المقال ما صدقه الفعال والسلامة مع الاستقامة والدعاء مفتاح الرحمة سل عن الرفيق قبل الطريق وعن الجار قبل الدار وكن من الدنيا على قلعة احمل لمن أدل عليك واقبل عذر من اعتذر إليك وخذ العفو من الناس ولا تبلغ إلى أحد مكروهه أطع أخاك وإن عصاك وصله وإن جفاك وعود نفسك السماح وتخير لها من كل خلق أحسنه فإن الخير عادة وإياك أن تذكر من الكلام قذرا أو تكون مضحكا وإن حكيت ذلك عن غيرك وأنصف من نفسك قبل أن ينتصف منك وإياك ومشاورة النساء فإن رأيهن إلى أفن وعزمهن إلى وهن واكفف عليهن من أبصارهن بحجبك إياهن فإن شدة الحجاب خير لك ولهن وليس خروجهن بأشد من إدخالك من لا يوثق به عليهن وإن استطعت أن لا يعرفن غيرك فافعل ولا تملك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها فإن ذلك أنعم لحالها وأرخى لبالها وأدوم لجمالها فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ولا تعد بكرامتها نفسها ولا تطمعها أن تشفع لغيرها فتميل مغضبة عليك معها ولا تطل الخلوة مع النساء فيملنك أو تملهن واستبق من نفسك بقية من إمساكك فإن إمساكك عنهن وهن يرين أنك ذو اقتدار خير من أن يظهرن منك على انتشار وإياك والتغاير في غير موضع غيرة فإن ذلك يدعو الصحيحة منهن إلى السقم ولكن أحكم أمرهن فإن رأيت ذنبا فعاجل النكير على الكبير والصغير وإياك أن تعاقب فتعظم الذنب وتهون العتب وأحسن للمماليك الأدب وأقلل الغضب ولا تكثر العتب في غير ذنب فإذا استحق أحد منهم ذنبا فأحسن العذل فإن العذل مع العفو أشد من الضرب لمن كان له عقل ولا تمسك من لا عقل له وخف القصاص واجعل لكل امرئ منهم عملا تأخذه به فإنه أحرى أن لا يتواكلوا وأكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطير وأصلك الذي إليه تصير وبهم تصول وهم العدة عند الشدة فأكرم كريمهم وعد سقيمهم وأشركهم في أمورهم وتيسر عند معسور لهم واستعن بالله على أمورك فإنه أكفى معين أستودع الله دينك ودنياك وأسأله خير القضاء لك في الدنيا والآخرة والسلام عليك ورحمة الله.

  • #2
    عظم الله اجوركم واجورنا بهذا المصاب الجلل .. واسال الله العلي القدير ان يرزقنا زيارة امير المؤمنين في الدنيا وشفاعته في الاخرة وجواره في اعلى عليين ..كما اشكرك اخي الفاضل على هذا المجهود الطيب .. وتقبل الله طاعتك ..

    اسالكم الدعاء / اختكم نهر

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X