بسم الله الرحمن الرحيم

يعلم الجميع قصة رضاع الكبير التي تحدثت عنها عائشة منفردة من بين كل زوجات النبي صلوات الله عليه وآله، والتي تشير إليه في الحديث التالي الذي يرويه مسلم في صحيحه... قال:

‏ ‏و حدثنا ‏ ‏إسحق بن إبراهيم الحنظلي ‏ ‏ومحمد بن أبي عمر ‏ ‏جميعا ‏ ‏عن ‏ ‏الثقفي ‏ ‏قال ‏ ‏ابن أبي عمر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الوهاب الثقفي ‏ ‏عن ‏ ‏أيوب ‏ ‏عن ‏ ‏ابن أبي مليكة ‏ ‏عن ‏ ‏القاسم ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏
‏أن ‏ ‏سالما ‏ ‏مولى ‏ ‏أبي حذيفة ‏ ‏كان مع ‏ ‏أبي حذيفة ‏ ‏وأهله في بيتهم فأتت تعني ابنة ‏ ‏سهيل ‏ ‏النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقالت إن ‏ ‏سالما ‏ ‏قد بلغ ما يبلغ الرجال وعقل ما عقلوا وإنه يدخل علينا وإني أظن أن في نفس ‏ ‏أبي حذيفة ‏ ‏من ذلك شيئا فقال لها النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أرضعيه تحرمي عليه ويذهب الذي في نفس ‏ ‏أبي حذيفة ‏ ‏فرجعت فقالت إني قد أرضعته فذهب الذي في نفس ‏ ‏أبي حذيفة

http://hadith.al-islam.com/Display/D...hLevel=Allword


‏و حدثنا ‏ ‏إسحق بن إبراهيم ‏ ‏ومحمد بن رافع ‏ ‏واللفظ ‏ ‏لابن رافع ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏عبد الرزاق ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏ابن جريج ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏ابن أبي مليكة ‏ ‏أن ‏ ‏القاسم بن محمد بن أبي بكر ‏ ‏أخبره أن ‏ ‏عائشة ‏ ‏أخبرته ‏
‏أن ‏ ‏سهلة بنت سهيل بن عمرو ‏ ‏جاءت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقالت يا رسول الله إن ‏ ‏سالما ‏ ‏لسالم ‏ ‏مولى ‏ ‏أبي حذيفة ‏ ‏معنا في بيتنا وقد بلغ ما يبلغ الرجال وعلم ما يعلم الرجال قال ‏ ‏أرضعيه تحرمي عليه قال فمكثت سنة أو قريبا منها لا أحدث به وهبته ثم لقيت ‏ ‏القاسم ‏ ‏فقلت له لقد حدثتني حديثا ما حدثته بعد قال فما هو فأخبرته قال فحدثه عني أن ‏ ‏عائشة ‏ ‏أخبرتنيه

http://hadith.al-islam.com/Display/D...hLevel=Allword

واعتقد أن الموضوع قد تم تناوله من جنبات عدة، وتم البحث فيه سنيا وشيعيا من وجهات متعددة، ولكن ما فاجأني أن أحدا لم يبحث في موضوع مصداقية القصة العائشية، فطفقت أقلب المجلدات والكتب وأنا احاول أن اعثر على كل ما من شأنه أن يكون له دخالة في الموضوع، فحصلت بين يدي معطيات في غاية الأهمية وهي تكشف لنا أكذوبة عائشية جديدة ولكن من الطراز الثقيل...

ودعونا نتسلسل في الموضوع لنصل إلى نتائجه:

وفق حديث مسلم أعلاه والمتوافق مع ما حدث به النسائي وأحمد يشار هنا إلى حدود عمر سالم مولى ابي حذيفة، فهو قد بلغ ما يبلغ الرجال وبدأ يعلم ما يعلم الرجال، وفي روايات أخرى: أدرك ما يدرك الرجال، وفي أخرى نبت على عارضيه الشعر، أي ان لحيته بدأت تظهر، وكلها تشير إلى أن عمر سالم كان في مطلع شبابه، وأنه حينما وصل هذه المرحلة بدأت الغيرة تأخذ بقلب أبي حذيفة التي لاحظت زوجته تغيرا في وجهه كل ما دخل سالم عليها الدار، ولخصوصيات الجزيرة فإن بلوغه هذا العمر يفترض أن يكون في حدود الرابعة عشر من عمره وحتى السادسة عشرة من عمره.

ورغم أن ابن حجر العسقلاني في فتح الباري يشير إلى أن القصة حصلت في أوائل الهجرة {فتح الباري 9: 122} إلا إنه عاد ونفى ذلك وقال: إن أصل قصة سالم ما كان وقع من التبني الذي ادى إلى اختلاط سالم بسهلة، فلما نزل الاحتجاب ومنعوا من التبني شق ذلك على سهلة {فتح الباري 9: 122}.

وقريب من ذلك يشير إليه عبد الرزاق في مصنفه إذ يروي: فلما أنزل الله عز وجل ذلك ما أنزل[ادعوهم لآبائهم] الآية رد كل واحد من أؤلئك إلى أبيه فإن لم يعلم ابوه رد إلى مواليه, فجاءت سهلة بنت سهيل وهي امرأة أبي حذيفة.. الخبر {المصنف 7: 459}.

ومعلوم إن الآية الكريمة هي في سورة الأحزاب التي نزلت كما يشير الزركشي في البرهان بعد سورة البقرة والانفال وآل عمران {البرهان في علوم القرآن 1: 251} مما يعني إن القصة حصلت في السنة الخامسة للهجرة. مما يعني ان سالما كان آنذاك بعمر مراهقة الحلم.

فإذا قرأنا إجماع المحدثين والمؤرخين على أن سالما هاجر قبل رسول الله صلوات الله عليه وآله وأنه كان يؤم الصحابة بما فيهم عمر في مسجد قبا قبل أن يصل الرسول المدينة... {انظر ترجمته في الاصابة في تمييز الصحابة 2: 8 وأسد الغابة في معرفة الصحابة 2: 155والاستيعاب في معرفة الاصحاب 2: 70}

مما يعني انه كان يؤمهم وهو بعمر العاشرة في أكثر الحالات تسامحا، وهذا ما يفرض أنه اسلم قبل ذلك، مما يعني أن إسلامه كان بحدود الثامنة أو دون ذلك.

فهل في حكم القوم أن الصبي الذي لم يميز يمكن له أن يؤم الصحابة الكبار وفيهم مثل عمر؟؟؟؟؟

ويفترض ان عائشة في وقت الخبر كان لها من العمر 12 سنة فقط او دون ذلك بقليل لأن الرسول صلوات الله عليه وآله إنما بنى بها بعد بدر وهي في عمر التاسعة، اي ما يقرب من آخر السنة الثانية للهجرة لأن بدر إنما كانت في السابع عشر من رمضان.

والتساؤل هنا بعد فضيحة العمر التي أشرنا إليها: أين موضع زوجات الرسول الأخريات من هذه القضية.

مع إجماع المؤرخين والمحدثين أنهن رفضن حكم عائشة في هذه القضية، مع تصريح لم تتضح هويته هل ينسب لهن أم ينسبه الراوي لهن، بأن ذلك كان رخصة لسالم فقط، بينما كانت تصر عائشة بأن هذا الحكم كان عاما والدليل أنها كانت تدخل على أختيها اسماء وأم كلثوم من تحب ان يراها من الرجال لكي يرضعنهم {أف لكم وما تعبدون} حتى إذا ما أتممن الرضاعة كن يدخلن على عائشة وهي بلا حجاب لأنها غدت أختا لهم!!!!!!!!.

أقول: بعيدا عن أصل ما كانت نساء النبي صلوات الله عليه وآله يعتقدن في هذا الرضاع هل هو رخصة خاصة لسهلة فقط، أو ان الراوي نسب لهن هذا الاعتقاد.

فالكلام يبقى في التعميم الذي اصدرته عائشة،

هل كانت تعلم به واخفته على نساء النبي أم احتفظت به سرا ولم تكشفه لأمهات المؤمنين كي لا يسألن الرسول صلوات الله عليه وآله فهو حكم يمسهن بشكل مباشر.

أم انه كان معلنا وقصرن في سؤال الرسول صلوات اله عليه وآله.

أم أن الرسول أعلن عن موقفه هذا وهن أخفينه؟

أسئلة كثيرة لا تجد لها جوابا منطقيا على الاطلاق.

يبقى أن أشير إلى أن سالما قد قتل في معركة اليمامة اي في السنة الثانية عشرة للهجرة وكان له من العمر كما نفترض في هذه القصة ما يقرب من الواحد والعشرين إلى الثلاثة والعشرين، ويفترض عندئذ أن ميراثه يوزع على ذويه وحيث ان الرجل كان من بلاد فارس كما يجمع المؤرخون ، وأن ثبيتة التي يدعون بانها كانت قد استرقته قبل ذلك قد اعتقته سائبة، مما يعني أن ارثه سيكون لزوجته التي يقولون بأنها فاطمة بنت الوليد بن عتبة، وأخوته من الرضاعة كمحمد بن ابي حذيفة ونظرائه.. فضلا عن أمه من الرضاعة سهلة بنت سهيل بن عمرو.

فماذا فعلوا بإرثه؟

العجيب أن المؤرخين وإن اختلفوا في كيفية توزيع ارثه إلا أنهم اجمعوا بأن إرثه هذا لم يصل إلى سهلة أو إلى أي من أولاد وبنات أبي حذيفة.

قال ابن الأثير في أسد الغابة: لما قتل أرسل عمر بميراثه إلى معتقته بثينة بنت يعار فلم تقبله وقالت إنما اعتقته سائبة فجعل عمر ميراثه في بيت المال!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! {أسد الغابة 2: 156}.

ونقل ابن حجر العسقلاني نفس كلام عمر وأضاف: وذكر ابن سعد ان عمرا اعطى ميراثه لأمه!!!! (كانت في بلاد فارس فمن جاء بها) فقال: كليه. {الاصابة 2: 8}

وكل هذه الروايات عليها اشكالات كبرى، لأن عمر لم يكن له سلطة الخلافة آنذاك فصاحبه لم يسمم بعد فما دخله في توزيع ارث سالم!!!!!!!!

ولو انه عنى بكلمة أمه سهله، فلماذا خصها دون اخوته من الرضاعة؟؟؟؟؟؟

ولذلك روى عبد الرزاق في مصنفه: استشهد سالم مولى أبي حذيفة قال: فاعطى أبو بكر ابنته النصف، وأعطى النصف الثاني في سبيل الله. {المصنف 7: 243}

ومن حقنا ان نتساءل لماذا سلم ابن ابي قحافة نصف المال لابنته ونصفه لبيت المال، فلو كانت ابنته موجودة فلها اكثر من هذا المال.

ولماذا لم تعط زوجته فاطمة التي يقولون بأنه أبا حذيفة زوجها ابنة اخيه، ومن المعلوم أنها لم تمت قبله فهي ضلت لزمن معاوية وقصة نشازها من عقيل ابن ابي طالب معروفة.

وما نلاحظه وفق كل المعطيات ان هذه القصة قصة الرضاع كانت قد حصلت بعد موت أبي بكر، ولو كانت قبله للمسناها في مسألة الإرث، بل وحصلت بعد زمن عمر لكثرة محبته لسالم ولو كان ثمة شيء في ذلك لوجدناه ينطلق على لسان عمر.

أما ما حاول الجصاص وغير واحد من الفقهاء ان يهربوا منه بما يشير إليه قوله: لعل هذه كانت رخصة من رسول الله لسالم وحده، {أحكام القرآن 1: 496} فلو صدق تعليله لكذبت عائشة إذن، لأنها كانت لا تلتزم بهذا التخصيص، وثديي أخواتها شاهد على ان أفواه الرجال ممن كانت تحب أن تراهم قد امتصت منه حتى روت.

ولو صدقت لكذبت أمهات المؤمنين جميعا لأنهن ابين ذلك...

فمن ترون بطل القصة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وما ترون القصة هل هي صادقة أم كاذبة يا أهل الانصاف.

ما أعني بالقصة ليست قصة رضاع الكبير العائشية فهذه القصة توضحها اثداء أسماء بنت ابي بكر واختها أم كلثوم

ولكن ايراد اسم سالم وسهلة...

العجيب أن الرواية مصادرها البيت العائشي فقط.


ألا لعنة الله على من كذب على رسول الله
ألا لعنة الله على من كذب على رسول الله
ألا لعنة الله على من كذب على رسول الله
ألا لعنة الله على من كذب على رسول الله

بوركتم مولانا

ننتظر من يفسر لنا الاشكال.

اين شارفو ومحب والمسترشد والنسر وغيرهم

لا أرى أي تعليق من القوم هل يستحون من الرد؟

.......................... يا قريب الفرج هل من مجيب يا قوم؟

كالعادة هرب القوم لانعدام الحجة لديهم،جزاك الله خيراً أخونا النجفي

ماذا ننتفع من هذا البحث ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاخ العزيز " نجفي "

تحية اسلامية شيعية طيبة في هذا الشهر الطيب الكريم


كتابتكم لهذا الموضوع بهذه الكيفية الجيدة ، لايدل على انكم ((سهل)) في الكتابة والتحقيق والاستدلال والوصول الى النتائج .


اخي

سؤالي لكم ، عزيزي ، ما ننتفع نحن المسلمين ، ونحن الشيعة ، ونحن العراقيين النجفيين من طرح موضوع " مهم ولكن تأريخي " كهذا ؟


هل يحق لي ان اطلب منكم ان تستغل هذه الطاقة الجيدة في امور قد ترونها انتم انها اكثر ضرورة في حياتنا اليومية ؟


ارجو التفضل بالاجابة ، بدون ان يكون السؤال موضع استفزاز



اخوك .. نجفي ايضا

ابو ازهر

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله

أخي الفاضل

في مسائل التحقيق العلمي وطلب الحقيقة لا يوجد هناك شيء اسمه لا يفيدنا، ومثل هذه الأمور تتعدى المناطق لأنه تهم الدين.

وحيث ان مسألة رضاع الكبير تنطوي على أكثر من قضية

منها ما مقدار صدق عائشة؟
منها ما مقدار امانة من روى عنها تجاه السنة النبوية؟
منها طبيعة ما يترتب عليها من مسائل شرعية وفقهية باعتبار ان من يعتقد بها لا زال يمارس عملية رضاع الكبير.
ومنها ما يكشف طبيعة الفارق بين مذهب اهل البيت ع وبين المذاهب التي افترت على رسول الله ص.
ومنها ما يتعلق بمدى الخيانة الحاصلة لرسول الله (ص) وحجم الكذب عليه.

أما ماذا تنفعنا كعراقيين ونجفيين؟

فيا عزيزي مع افتخاري في كوني انتسب لمدينة أمير المؤمنين ع ابا عن جد، ولكن حين جئت إلى المنتدى إنما جئت بهويتي الأصلية: شيعي رافضي إمامي اثنى عشري مرجعي.. والمسألة كما رأيت
بوركت أخي الفاضل

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كم ننتظر يا سلفية؟

إلى متى ننتظر؟

للرفع عسى ان يستفيد القارئ