بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد
واللعن على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
ابن تيمية والإمام علي عليه السلام
السيد علي الميلاني
سلسلة الندوات العقائدية
ابن تيمية وإمامة علي عليه السلام
السيد علي الحسيني الميلاني
مركز الأبحاث العقائدية
الطبعة الأولى - سنة 1421 ه
موقع للنشر على الإنترنت
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المركز :
لا يخفى أننا لا زلنا بحاجة إلى تكريس الجهود ومضاعفتها نحو الفهم الصحيح والإفهام المناسب لعقائدنا الحقة ومفاهيمنا الرفيعة ، مما يستدعي الالتزام الجاد بالبرامج والمناهج العلمية التي توجد حالة من المفاعلة الدائمة بين الأمة وقيمها الحقة ، بشكل يتناسب مع لغة العصر والتطور التقني الحديث . وانطلاقا من ذلك فقد بادر مركز الأبحاث العقائدية التابع لمكتب سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني - مد ظله - إلى اتخاذ منهج ينتظم على عدة محاور بهدف طرح الفكر الإسلامي الشيعي على أوسع نطاق ممكن . ومن هذه المحاور :
عقد الندوات العقائدية المختصة ، باستضافة نخبة من أساتذة الحوزة العلمية ومفكريها المرموقين ، التي تقوم نوعا على الموضوعات الهامة ، حيث يجري تناولها بالعرض والنقد والتحليل وطرح الرأي الشيعي المختار فيها ، ثم يخضع ذلك الموضوع - بطبيعة الحال - للحوار المفتوح والمناقشات الحرة غرض الحصول على أفضل النتائج .
ولأجل تعميم الفائدة فقد أخذت هذه الندوات طريقها إلى شبكة الإنترنت العالمية صوتا وكتابة . كما يجري تكثيرها عبر التسجيل الصوتي والمرئي وتوزيعها على المراكز والمؤسسات العلمية والشخصيات الثقافية في شتى أرجاء العالم . وأخيرا ، فإن الخطوة الثالثة تكمن في طبعها ونشرها على شكل كراريس تحت عنوان سلسلة الندوات العقائدية بعد إجراء مجموعة من الخطوات التحقيقية والفنية اللازمة عليها . وهذا الكراس الماثل بين يدي القارئ الكريم واحد من السلسلة المشار إليها . سائلينه سبحانه وتعالى أن يناله بأحسن قبوله .
مركز الأبحاث العقائدية فارس الحسون
-----------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين .
بحثنا حول عقائد ابن تيمية ومواقفه من الشيعة الإمامية وأئمتهم وعقائدهم .
حول ابن تيمية وعقائده وأفكاره كتب ألفها علماء وكتاب من الشيعة والسنة ، منذ قديم الأيام ، وإذا أردنا أن نتكلم عما في كتبه وعما في كتب القوم حول هذا الرجل ، فلا بد وأن يكون بحثنا في ثلاثة فصول :
الفصل الأول : في عقائده .
الفصل الثاني : في علمه وحدود معلوماته .
والفصل الثالث : في عدالة هذا الرجل .
ولا بد في كل شخصية يراد الاستفادة منها ، ويراد الاقتداء بها، وأخذ معالم الدين ومعارف الشريعة من تلك الشخصية، لا بد وأن تتوفر فيها هذه الجهات الثلاث :
· أن لا يكون منحرفا في عقائده .
· وأن يكون عالما حقا.
· وأن يكون عادلا في سلوكه ،·
أي في أقواله وأفعاله وكتاباته وأحكامه وإلى آخره.
فالمنحرف فكريا لا يصلح لأن يكون هاديا . والجاهل لا يصلح لأن يكون إماما . والفاسق لا يصلح لأن يقبل كلامه ويرتب الأثر على أقواله . والبحث حول هذه الشخصية من هذه الجهات كلها ، يستغرق وقتا كثيرا ، وقد خصصت ليلة واحدة فقط للبحث عن ابن تيمية ، فرأيت من الأنسب والأرجح أن أتعرض لما في كتابه منهاج السنة من التعريض بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأكتفي بهذا المقدار ، لأن كتابه منهاج السنة مشحون بالتعريض والتعرض لأمير المؤمنين ، وللزهراء البتول ، وللأئمة الأطهار ، وللمهدي عجل الله فرجه ، ولشيعتهم وأنصارهم ، بصورة مفصلة ، وحتى أنه في كتاب منهاج السنة يدافع بكثرة وبشدة عن بني أمية ، وعن أعداء أمير المؤمنين بصورة عامة، وحتى أنه يدافع عن ابن ملجم المرادي أشقى الآخرين ، ويسب شيعة أهل البيت سبا فظيعا.
بغض ابن تيمية لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأبدأ بحثي بكلمة لابن حجر العسقلاني الحافظ بترجمته من كتاب الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ، حيث يذكر قضايا مفصلة بترجمة ابن تيمية وحوادث كلها قابلة للذكر ، إلا أني أكتفي بنقل ما يلي:
يقول الحافظ : وقال ابن تيمية في حق علي : أخطأ في سبعة عشر شيئا ، ثم خالف فيها نص الكتاب . . . .
ويقول الحافظ ابن حجر : وافترق الناس فيه - أي في ابن تيمية - شيعا ، فمنهم من نسبه إلى التجسيم ، لما ذكر في العقيدة الحموية والواسطية وغيرهما من ذلك كقوله : إن اليد والقدم والساق والوجه صفات حقيقية لله ، وأنه مستو على العرش بذاته . . . .
إلى أن يقول : ومنهم من ينسبه إلى الزندقة ، لقوله : النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لا يستغاث به ، وأن في ذلك تنقيصا ومنعا من تعظيم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) . . . .
إلى أن يقول : ومنهم من ينسبه إلى النفاق ، لقوله في علي ما تقدم - أي قضية أنه أخطأ في سبعة عشر شيئا - ولقوله : إنه - أي علي - كان مخذولا حيثما توجه ، وأنه حاول الخلافة مرارا فلم ينلها ، وإنما قاتل للرئاسة لا للديانة ، ولقوله: إنه كان يحب الرئاسة ، ولقوله : أسلم أبو بكر شيخا يدري ما يقول ، وعلي أسلم صبيا ، والصبي لا يصح إسلامه ، وبكلامه في قصة خطبة بنت أبي جهل ، وأن عليا مات وما نسيها . فإنه شنع في ذلك ، فألزموه بالنفاق ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ولا يبغضك إلا منافق . إلى هنا القدر الذي نحتاج إليه من عبارة الحافظ ابن حجر بترجمة ابن تيمية في الدرر الكامنة ( الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة 1 / 154 - 155 ) .
والآن أذكر لكم الشواهد التفصيلية لما نسب ابن تيمية إليه من النفاق . إنه يناقش في إسلام أمير المؤمنين ، وفي جهاده بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، إلى أن يقول في موضع من كلامه ، أقرأ لكم هذا المقطع وأنتقل إلى بحث آخر ، يقول : قبل أن يبعث الله محمدا ( صلى الله عليه وسلم ) لم يكن أحد مؤمنا من قريش [ لاحظوا بدقة كلمات هذا الرجل ] لا رجل ، ولا صبي ، ولا امرأة ، ولا الثلاثة ، ولا علي . وإذا قيل عن الرجال : إنهم كانوا يعبدون الأصنام ، فالصبيان كذلك : علي وغيره . [ فعلي كان يعبد الصنم في صغره ! ! ] وإن قيل : كفر الصبي ليس مثل كفر البالغ . قيل : ولا إيمان الصبي مثل إيمان البالغ . فأولئك يثبت لهم حكم الإيمان والكفر وهم بالغون ، وعلي يثبت له حكم الكفر والإيمان وهو دون البلوغ ، والصبي المولود بين أبوين كافرين يجري عليه حكم الكفر في الدنيا باتفاق المسلمين ( منهاج السنة 8 / 285 ) .
أكتفي بهذا المقدار من عباراته في هذه المسألة .
ويقول : إن الرافضة تعجز عن إثبات إيمان علي وعدالته . . .
فإن احتجوا بما تواتر من إسلامه وهجرته وجهاده ، فقد تواتر إسلام معاوية ويزيد وخلفاء بني أمية وبني العباس ، وصلاتهم وصيامهم وجهادهم ( منهاج السنة 2 / 62 ) .
ويقول في موضع آخر : لم يعرف أن عليا كان يبغضه الكفار والمنافقون ( منهاج السنة 7 / 461 ) .
ويقول : كل ما جاء في مواقفه في الغزوات كل ذلك كذب . إلى أن يقول مخاطبا العلامة الحلي ( رحمه الله ) يقول : قد ذكر في هذه من الأكاذيب العظام التي لا تنفق إلا على من لم يعرف الإسلام ، وكأنه يخاطب بهذه الخرافات من لا يعرف ما جرى في الغزوات ( منهاج السنة 8 / 97 ) .
بالنسبة إلى علوم أمير المؤمنين ومعارفه ، يناقش في جل ما ورد في هذا الباب ، في نزول قوله تعالى : ( وتعيها أذن واعية ) ( الحاقة : 12 )
يقول : إنه حديث موضوع باتفاق أهل العلم ( منهاج السنة 7 / 522 ) .
مع أن هذا الحديث موجود في : 1 - تفسير الطبري .2 - مسند البزار . 3 - مسند سعيد بن منصور . 4 - تفسير ابن أبي حاتم . 5 - تفسير ابن المنذر . 6 - تفسير ابن مردويه . 7 - تفسير الفخر الرازي . 8 تفسير الزمخشري . 9 - تفسير الواحدي . 10 - تفسير السيوطي .
ورواه من المحدثين : 1 - أبو نعيم . 2 - الضياء المقدسي . 3 - ابن عساكر . 4 - الهيثمي ، في مجمع الزوائد . أكتفي بهذا المقدار ( الآية في سورة الرعد ، فلاحظ التفاسير ، ومجمع الزوائد 1 / 131 ، وحلية الأولياء 1 / 67 ) .
حديث : أنا مدينة العلم وعلي بابها يقول فيه :
وحديث أنا مدينة العلم وعلي بابها أضعف وأوهى ، ولهذا إنما يعد في الموضوعات ( منهاج السنة 7 / 515 ) .
مع أن هذا الحديث من رواته : 1 - يحيى بن معين . 2 - أحمد بن حنبل . 3 - الترمذي . 4 - البزار . 5 - ابن جرير الطبري . 6 - الطبراني . 7 - أبو الشيخ . 8 - ابن بطة . 9 - الحاكم . 10 - ابن مردويه . 11 - أبو نعيم . 12 - أبو مظفر السمعاني . 13 - البيهقي . 14 - ابن الأثير .15 - النووي . 16 - العلائي . 17 - المزي . 18 - ابن حجر العسقلاني . 19 - السخاوي . 20 - السيوطي . 21 - السمهودي . 22 - ابن حجر المكي . 23 - القاري . 24 - المناوي . 25 - الزرقاني .
وقد صححه غير واحد من هؤلاء الأئمة .
وحول حديث أقضاكم علي ، يقول : فهذا الحديث لم يثبت ، وليس له إسناد تقوم به الحجة . . .
لم يروه أحد في السنن المشهورة ، ولا المساند المعروفة ، لا بإسناد صحيح ولا ضعيف ، وإنما يروى من طريق من هو معروف بالكذب ( منهاج السنة 7 / 512 ) .
هذا الحديث موجود في : صحيح البخاري في كتاب التفسير باب قوله تعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها ) ( البقرة : 106 ) كذا في الدر المنثور وعن النسائي أيضا ، وابن الأنباري ، ودلائل النبوة للبيهقي ، وهو في الطبقات لابن سعد ، وفي المسند لأحمد بن حنبل ، وبترجمته ( عليه السلام ) من سنن ابن ماجة ، وفي المستدرك على الصحيحين وقد صححه ، وفي الإستيعاب ، وأسد الغابة ، وحلية الأولياء ، وفي الرياض النضرة ، وغيرها من الكتب ( الطبقات الكبرى ج 2 ق 2 ص 102 ) .
يقول : وقوله : ابن عباس تلميذ علي كلام باطل ( منهاج السنة 7 / 536 ) .
ويقول المناوي في فيض القدير بشرح حديث علي مع القرآن والقرآن مع علي ، يقول : ولذا كان أعلم الناس بتفسيره. إلى أن قال : حتى قال ابن عباس : ما أخذت من تفسيره فعن علي ( فيض القدير في شرح الجامع الصغير 4 / 357 ).
وأما قوله : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : أقضاكم علي والقضاء يستلزم العلم والدين ، فهذا الحديث لم يثبت ، وليس له إسناد تقوم به الحجة ، وقوله : أعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل أقوى إسنادا منه ، والعلم بالحلال والحرام ينتظم القضاء أعظم مما ينتظم للحلال والحرام ( منهاج السنة 7 / 512 - 513 ) .
يقول : والمعروف أن عليا أخذ العلم عن أبي بكر ( منهاج السنة 5 / 513 ) .
يقول : له - أي لأمير المؤمنين - فتاوى كثيرة تخالف النصوص ( منهاج السنة 7 / 502 ) .
كانت العبارة هناك سبعة عشر موضعا ، وعبارة ابن تيمية هنا : له فتاوى كثيرة تخالف النصوص من الكتاب والسنة.
يقول : وقد جمع الشافعي ومحمد بن نصر المروزي كتابا كبيرا فيما لم يأخذ به المسلمون من قول علي ، لكون قول غيره من الصحابة اتبع للكتاب والسنة ( منهاج السنة 8 / 281 ) . .
والحال أن هذا الكتاب الذي ألفه المروزي هو في المسائل التي خالف فيها أبو حنيفة علي بن أبي طالب في فتاواه ، فموضوع هذا الكتاب - كتاب المروزي - الفتاوى التي خالف فيها أبو حنيفة علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود . لاحظوا ، كم فرق بين أصل القضية وما يدعيه ابن تيمية ! !
يقول : وعثمان جمع القرآن كله بلا ريب ، وكان أحيانا يقرؤه في ركعة ، وعلي قد اختلف فيه هل حفظ القرآن كله أم لا ؟ ( منهاج السنة 8 / 229 ) .
ويقول : فإن قال الذاب عن علي : هؤلاء الذين قاتلهم علي كانوا بغاة ، فقد ثبت في الصحيح : إن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال لعمار بن ياسر ( رضي الله عنه ) : تقتلك الفئة الباغية ، وهم قتلوا عمارا ، فههنا للناس أقوال : منهم من قدح في حديث عمار ، ومنهم من تأوله على أن الباغي الطالب ، وهو تأويل ضعيف ، وأما السلف والأئمة فيقول أكثرهم كأبي حنيفة ومالك وأحمد وغيرهم : لم يوجد شرط قتال الطائفة الباغية ( منهاج السنة 4 / 390 ) .
ففي قتال علي مع الناكثين والقاسطين والمارقين يقول : إن أبا حنيفة ومالكا وأحمد وغيرهم كانوا يقولون بأن شرط البغاة لم يكن حاصلا في هؤلاء حتى يحاربهم علي ( عليه السلام ) .
يقول : جميع مدائن الإسلام بلغهم العلم عن الرسول من غير علي ( منهاج السنة 7 / 516 ) .
فإذن ، لم يكن لعلي دور في نشر التعاليم الإسلامية والأحكام الشرعية والحقائق الدينية أبدا ! !
تكذيب ابن تيمية فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام )
وأما في فضائله ومناقبه في القرآن الكريم ، قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله ) ( المائدة : 55 ) إلى آخر الآية
يقول : وقد وضع بعض الكذابين حديثا مفترى أن هذه الآية نزلت في علي لما تصدق بخاتمه في الصلاة ، وهذا كذب بإجماع أهل العلم بالنقل ، وكذبه بين من وجوه كثيرة ( منهاج السنة 2 / 30 ) .
وهذا الحديث الذي يكذبه ابن تيمية ، قد رواه عن ابن عباس : 1 - عبد الرزاق . 2 - عبد بن حميد . 3 - ابن جرير الطبري. 4 - أبو الشيخ . 5 - ابن مردويه . ورواه عن سلمة بن كهيل : 1 - ابن أبي حاتم . 2 - أبو الشيخ . 3 - ابن عساكر . ومن رواة هذا الخبر : 1 - الطبراني . 2 - الثعلبي . 3 - الواحدي . 4 - الخطيب البغدادي . 5 - ابن الجوزي . 6 - المحب الطبري . 7 - الهيثمي . 8 - المتقي الهندي . وأيضا : تجدون هذا الخبر في تفاسير : الفخر الرازي ، والبغوي ، والنسفي ، والقرطبي ، والبيضاوي ، وأبي السعود العمادي ، والشوكاني .
ويقول الآلوسي الحنفي بتفسير الآية : غالب الأخباريين على أن هذه الآية نزلت في علي كرم الله وجهه . وأضاف الآلوسي : إن حسانا أنشد في ذلك أبياتا ، فذكر الآلوسي تلك الأبيات ( روح المعاني في تفسير القرآن 6 / 167 ) .
قوله تعالى : ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية ) ( البقرة 274 )
يقول حول نزولها في علي ( عليه السلام ) : إن هذا كذب ليس بثابت ( منهاج السنة 7 / 228 ) .
مع أن من رواة نزول هذه الآية في علي :
1- د الرزاق بن همام الصنعاني . 2 - عبد بن حميد . 3 - ابن جرير . 4 - ابن المنذر . 5 - ابن أبي حاتم . 6 - الطبراني . 7 - ابن عساكر . 8 - الواحدي . 9 - أبو نعيم . 10 - الفخر الرازي . 11 - الزمخشري . 12 - محب الدين الطبري . 13 - ابن الأثير . 14 - السيوطي . 15 - ابن حجر المكي .
مع ذلك يقول : إن هذا كذب ليس بثابت ، لكن هذه التفاسير الباطلة يقول مثلها كثير من الجهال .
قوله تعالى : ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) ( الرعد : 7 )
يقول حول نزولها في علي ( عليه السلام ) : إن هذا كذب موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث ( منهاج السنة 7 / 139 ) .
مع أن من رواة نزول الآية في علي : 1 - عبد الله بن أحمد بن حنبل .2 - الطبري . 3 - الحاكم . 4 - ابن أبي حاتم . 5 - الضياء المقدسي . 6 - الطبراني . 7 - ابن مردويه . 8 - أبو نعيم . 9 - ابن عساكر . 10 - ابن النجار . 11 - الديلمي . 12 - الهيثمي . 13 - السيوطي . 14 - المتقي الهندي .
ويقول الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد . ويقول الهيثمي في مجمع الزوائد بعد أن يروي هذا الحديث يقول : رجال السند ثقات . والضياء المقدسي أخرج هذا الحديث في كتابه المختارة الملتزم فيه بالصحة ( الآية في سورة الرعد ، فراجع الطبري والدر المنثور وغيرهما بتفسيرها ، والمستدرك 3 / 129 ، ومجمع الزوائد 7 / 41 ) .
وحول حديث : علي مع الحق والحق مع علي
يقول : من أعظم الكلام كذبا وجهلا ، فإن هذا الحديث لم يروه أحد عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، لا بإسناد صحيح ولا ضعيف ، فكيف يقال : إنهم جميعا رووا هذا الحديث ؟ وهل يكون أكذب ممن يروي عن الصحابة والعلماء أنهم رووا حديثا ، والحديث لا يعرف عن واحد منهم أصلا ، بل هذا من أظهر الكذب (منهاج السنة 4 / 238) .
والحال أن من رواة هذا الحديث من الصحابة :
أولا : أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أخرج الحديث عنه الترمذي في صحيحه ، والحاكم في المستدرك .
ثانيا : سيدتنا أم سلمة ، أخرج الحديث عنها الطبراني ، وأبو بشر الدولابي ، والخطيب البغدادي ، وابن عساكر .
ثالثا : سعد بن أبي وقاص ، أخرج الحديث عنه البزار ، وقد قال الهيثمي بعد أن روى الحديث هذا : فيه سعد بن شعيب ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح .
رابعا : أبو سعيد الخدري ، رواه عنه الحافظ أبو يعلى ، وقد روى عنه الهيثمي هذا الحديث في مجمع الزوائد وقال : رواه أبو يعلى ورجاله ثقات .
خامسا : عائشة ، فإنها روت هذا الحديث ، والحديث موجود في الإمامة والسياسة لابن قتيبة.
سادسا : صحابي آخر روى هذا الحديث ، أخرجه الطبراني في الكبير . قال المتقي : تكون بين الناس فرقة واختلاف فيكون هذا وأصحابه على الحق - يعني عليا - هذا في كنز العمال ( كنز العمال 11 / 621 ، الترمذي ، المستدرك 3 / 125 ، مجمع الزوائد 9 / 134 ، ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق 3 / 118 ) .
فهؤلاء الصحابة ، وهؤلاء كبار العلماء والمحدثين ، الذين يروون هذا الحديث بأسانيدهم عن أولئك الصحابة .
وفي حديث المؤاخاة يقول : أما حديث المؤاخاة فباطل موضوع . . .
إن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لم يؤاخ عليا ولا غيره ، وحديث المؤاخاة لعلي ، وحديث مؤاخاة أبي بكر لعمر ، من الأكاذيب . . . .
إن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لم يؤاخ عليا ولا غيره ، بل كل ما روي في هذا فهو كذب . . .
إن أحاديث المؤاخاة بين المهاجرين بعضهم من بعض والأنصار بعضهم من بعض كلها كذب ، والنبي ( صلى الله عليه وسلم ) لم يؤاخ عليا . . .
إن أحاديث المؤاخاة لعلي كلها موضوعة . وهذه نصوص في أجزاء متعددة في كتابه ، لاحظوا من الجزء الرابع إلى الجزء السابع في الطبعة الجديدة ذات الأجزاء التسعة ، يكذب هذا الحديث في مواضع عديدة ( منهاج السنة 4 / 32 ، 5 / 71 ، 7 / 117 ، 279 ) .
والحال أنك تجد حديث المؤاخاة في : الترمذي ( 5 / 595 ) ، الطبقات لابن سعد ( 2 / 60 ) ، المستدرك ( 3 / 16 ) ، مصابيح السنة ( 4 / 173 ) ، الإستيعاب ( 3 / 1089 ) ، البداية والنهاية ( 7 / 371 ) ، الرياض النضرة ( 3 / 111 ) ، مشكاة المصابيح ( 3 / 356 ) ، الصواعق المحرقة ( 122 ) ، تاريخ الخلفاء ( 159 ) . هذه بعض المصادر .
والرواة من الصحابة لهذا الخبر هم : 1 - علي ( عليه السلام ) .2 - عبد الله بن عباس . 3 - أبو ذر . 4 - جابر . 5 - عمر بن الخطاب . 6 - أنس بن مالك . 7 - عبد الله بن عمر . 8 - زيد بن أرقم وغيرهم .
وتجدون هذا الحديث أيضا في : مناقب أحمد ( ح 141 ) ، وفي ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق ( برقم 148 ) ، وفي كنز العمال ( 13 / 106 ) .
وأيضا تجدون هذا الخبر في كتب السير والتواريخ ، راجعوا : سيرة ابن هشام ( 2 / 109 ) ، السيرة النبوية لابن حبان ( 149) ، عيون الأثر لابن سيد الناس ( 1 / 264 ) ، الحلبية ( 2 / 23 ) ، وفي هامشها سيرة زيني دحلان ( 1 / 322 ) .
والعجيب أن غير واحد من أعلام القوم يردون على ابن تيمية في هذه المسألة بالخصوص :
يقول الحافظ ابن حجر - بعد ذكر الخبر عن الواقدي وابن سعد وابن إسحاق وابن عبد البر والسهيلي وابن كثير وغيرهم - :
وأنكر ابن تيمية في كتاب الرد على ابن المطهر الرافضي - أي كتاب منهاج السنة - أنكر المؤاخاة بين المهاجرين ، وخصوصا مؤاخاة النبي لعلي ، قال : لأن المؤاخاة شرعت لإرفاق بعضهم بعضا ، ولتأليف قلوب بعضهم على بعض، فلا معنى لمؤاخاة النبي لأحد منهم ، ولا لمؤاخاة مهاجري لمهاجري ، وهذا رد للنص بالقياس وإغفال عن حكمة المؤاخاة .
يقول الحافظ : وأخرجه الضياء في المختارة من المعجم الكبير للطبراني ، وابن تيمية يصرح بأن أحاديث المختارة أصح وأقوى من أحاديث المستدرك للحاكم النيسابوري ( فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7 / 217 ) .
وقال الزرقاني المالكي في شرح المواهب اللدنية ، تحت عنوان ذكر المؤاخاة بين الصحابة : وكانت كما قال ابن عبد البر وغيره مرتين ، الأولى بمكة قبل الهجرة بين المهاجرين بعضهم بعضا على الحق والمواساة ، فآخى بين أبي بكر وعمر ، وهكذا بين كل اثنين منهم ، إلى أن بقي علي ، فقال : آخيت بين أصحابك فمن أخي ؟ قال : أنا أخوك . وجاءت أحاديث كثيرة في مؤاخاة النبي لعلي ، وقد روى الترمذي وحسنه ، والحاكم وصححه ، عن ابن عمر أنه ( صلى الله عليه وسلم ) قال لعلي : أما ترضى أن أكون أخاك ؟ قال : بلى ، قال : أنت أخي في الدنيا والآخرة .
يقول الزرقاني : وأنكر ابن تيمية هذه المؤاخاة بين المهاجرين ، خصوصا بين المصطفى وعلي ، وزعم أن ذلك من الأكاذيب ، ورده الحافظ - أي ابن حجر العسقلاني - بأنه رد للنص بالقياس ( شرح المواهب اللدنية 1 / 273 ) .
ويقول ابن تيمية حول حديث التشبيه ، هذا الحديث الذي بحثنا عنه قريبا ، يقول : هذا الحديث كذب موضوع على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بلا ريب عند أهل العلم بالحديث ( منهاج السنة 5 / 510 ) .
مع أن هذا الحديث من رواته : 1 - عبد الرزاق الصنعاني . 2 - أحمد بن حنبل . 3 - أبو حاتم . 4 - محمد بن إدريس الرازي . 5 - الحاكم النيسابوري . 6 - أبو بكر البيهقي . 7 - ابن مردويه . 8 - أبو نعيم . ومن أصح أسانيده وأجودها رواية عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله وقد قرأنا هذا النص سابقا .
يقول ابن تيمية : حول حديث وهو ولي كل مؤمن بعدي ، يقول : كذب على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( منهاج السنة 7 / 391 )
والحال أن هذا الحديث من رواته من الصحابة : 1 - أمير المؤمنين . 2 - الإمام الحسن المجتبى . 3 - أبو ذر الغفاري. 4 - عبد الله بن عباس . 5 - أبو سعيد الخدري . 6 - البراء بن عازب . 7 - أبو ليلى الأنصاري . 8 - عمران بن الحصين . 9 - بريدة بن الحصيب . 10 - عبد الله بن عمر . 11 - عمرو بن العاص . 12 وهب بن حمزة . ورواه من الأئمة الحفاظ : 1 - أبو داود الطيالسي . 2 - ابن أبي شيبة . 3 - أحمد بن حنبل . 4 - الترمذي . 5 - النسائي . 6 - أبو يعلى الموصلي . 7 - ابن جرير الطبري . 8 - الطبراني . 9 - الحاكم . 10 - ابن مردويه . 11 - أبو نعيم . 12 - ابن عبد البر . 13 - ابن الأثير . 14 - الضياء . 15 - ابن حجر . 16 - جلال الدين السيوطي .
يقول ابن عبد البر : هذا إسناد لا مطعن فيه لأحد ، لصحته وثقة رجاله . وصححه ابن أبي شيبة ، وصححه أيضا السيوطي ، وصححه ابن جرير الطبري ، وأخرجه أحمد في المسند بسند صحيح ( مسند أحمد 4 / 437 ) .
وأيضا أخرجه الترمذي وحسنه ، والنسائي في الخصائص بسند صحيح ، وابن حبان في صحيحه ، وأخرجه الحاكم وصححه على شرط مسلم .
وقال الحافظ ابن حجر بترجمة أمير المؤمنين من الإصابة قال : أخرجه الترمذي بإسناد قوي عن عمران بن حصين حديث الله م وال من والاه وعاد من عاداه
يقول : كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث ( منهاج السنة 7 / 55 ) .
مع أن هذا الحديث أخرجه : 1 - أحمد بأسانيد صحيحة . 2 - ابن أبي شيبة . 3 - ابن راهويه . 4 - ابن جرير . 5 - سعيد بن منصور . 6 - الطبراني . 7 - أبو نعيم . 8 - الحاكم . 9 - الخطيب . 10 - وأخرجه النسائي بسند صحيح . 11 - البزار بأسانيد صحيحة . 12 - أبو يعلى بسندين صحيحين . 13 - أخرجه ابن حبان في صحيحه . 14 - وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال : رجال إسناده ثقات .
حديث يوم الدار في قضية ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) ( الشعراء : 214)
يقول : هذا الحديث كذب عند أهل المعرفة بالحديث ، فما من عالم يعرف الحديث إلا وهو يعلم أنه كذب موضوع (منهاج السنة 7 / 302)
وإذا كان كذلك ، فحينئذ جميع من روى هذا الحديث من علمائهم يعلم بأنه كذب موضوع ، مع ذلك رواه في كتابه ، أو إن هؤلاء الرواة ليسوا بعلماء أصلا ! !
من رواته أحمد في المسند ، ومن رواته علماء كثيرون . يقول الهيثمي بعد روايته ( مجمع الزوائد 8 / 302 ) :
ورجال أحمد وأحد إسنادي البزار رجال الصحيح غير شريك وهو ثقة .
وأخرجه أيضا : 1 - ابن إسحاق . 2 - الطبري . 3 - الطحاوي . 4 - ابن أبي حاتم . 5 - ابن مردويه . 6 - أبو نعيم الإصفهاني . 7 - الضياء المقدسي . 8 - المتقي الهندي . والسيوطي يرويه عن جماعة ، والبيهقي يرويه في دلائل النبوة ، وأبو نعيم أيضا في دلائل النبوة ، يروون النص الكامل لهذا الخبر وينصون على صحته في غير واحد من الكتب كما قرأنا .
وأيضا ينص على صحته الشهاب الخفاجي في شرح الشفاء للقاضي عياض وغيره من كبار علمائهم . حديث : هذا فاروق أمتي ، وكذا ما روي عن غير واحد من الصحابة أنهم كانوا يقولون : ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغضهم عليا،
يقول : أما هذان الحديثان فلا يستريب أهل المعرفة بالحديث أنهما حديثان موضوعان مكذوبان على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، ولم يرو واحد منهما في شئ من كتب العلم المعتمدة ، ولا لواحد منهما إسناد معروف ( منهاج السنة 4 / 286 - 290 )
عجيب ! !
إنه يقول : ونحن نقنع في هذا الباب بأن يروى الحديث بإسناد معروفين بالصدق من أي طائفة كانوا . يعني حتى من الشيعة يقبل ، ثم يقول : كل من الحديثين يعلم بالدليل أنه كذب ، لا تجوز نسبته إلى النبي .
أما حديث : هذا فاروق أمتي ،
فمن رواته من الصحابة : 1 - سلمان الفارسي . 2 - ابن عباس . 3 - أبو ذر . 4 - حذيفة . 5 - أبو ليلى . من رواته من أئمة الحديث وحفاظه : 1 - الطبراني . 2 - البزار . 3 - البيهقي . 4 - أبو نعيم . 5 - ابن عبد البر .6 - ابن عساكر . 7 - ابن الأثير . 8 - ابن حجر . 9 - المحب الطبري . 10 - المناوي . 11 - المتقي الهندي . وغيرهم . يقول : ليسا في الكتب المعتمدة ، والحديث موجود في : مسند البزار ، في معجم الطبراني ، في تاريخ دمشق ، في الإستيعاب ، وأسد الغابة ، والإصابة ، ومجمع الزوائد ، وكنز العمال ، في فيض القدير ، والرياض النضرة ، وذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ( المعجم الكبير 6 / 269 ، كنز العمال 11 / 616 ، فيض القدير 4 / 358 ) .
ومن أسانيده الصحيحة ما أخرجه الطبراني في الكبير ، وقد ذكرت بعض أسانيده الصحيحة .
أما قول بعض الصحابة: ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغضهم عليا ، فهذا مروي : 1 - عن أبي ذر . 2 - عن عبد الله بن مسعود . 3 - عن عبد الله بن عباس . 4 - عن جابر بن عبد الله الأنصاري . 5 - وعن أبي سعيد الخدري . 6 - وعن أنس بن مالك . 7 - وعن عبد الله بن عمر .
ومن رواة هذه الأخبار : 1 - أحمد بن حنبل . 2 - الترمذي . 3 - البزار . 4- الطبراني . 5 - الحاكم . 6 - الخطيب البغدادي . 7 - أبو نعيم الإصفهاني . 8 - ابن عساكر . 9 - ابن عبد البر . 10 - ابن الأثير . 11 - النووي . 12 - الهيثمي . 13 - المحب الطبري . 14 - الذهبي . 15 - السيوطي . 16 - ابن حجر المكي . 17 - المتقي الهندي . 18 - الآلوسي ، في تفسيره ( مناقب علي من كتاب فضائل الصحابة برقم 979 ، صحيح الترمذي 5 / 593 ، المستدرك 3 / 129 ، الإستيعاب 3 / 1110 ) .
ومن أسانيده الصحيحة أيضا ما ذكرته هنا ، ومن جملتها ما أخرجه أحمد في مسنده : حدثنا أسود بن عامر ، حدثنا إسرائيل ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد الخدري : وكنا نعرف منافقي الأنصار ببغضهم عليا . في مناقب الصحابة لأحمد بن حنبل رقم 979 .
وقال محققه : إسناده صحيح . وهذا الكتاب مطبوع أخيرا في الحجاز ، من منشورات جامعة أم القرى في مكة المكرمة ، والمحقق منهم .
حديث مثل أهل بيتي كسفينة نوح ، يقول : وأما قوله : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح فهذا لا يعرف له إسناد ، لا صحيح ولا هو في شئ من كتب الحديث التي يعتمد عليها ، فإن كان قد رواه مثل من يروي أمثاله من حطاب الليل الذين يروون الموضوعات ، فهذا مما يزيده وهنا ( منهاج السنة 7 / 395 ) .
والحال أن من رواة الحديث من الصحابة : 1 - أمير المؤمنين . 2 - أبو ذر . 3 - عبد الله بن عباس . 4 - أبو سعيد الخدري . 5 - أبو الطفيل . 6 - أنس بن مالك . 7 - عبد الله بن الزبير . 8 - سلمة بن الأكوع .
ومن رواته في الكتب المعتبرة : 1 - أحمد بن حنبل . 2 - البزار . 3 - أبو يعلى . 4 - ابن جرير الطبري . 5 - النسائي . 6 - الطبراني . 7 - الدارقطني . 8 - الحاكم . 9 - ابن مردويه . 10 - أبو نعيم الإصفهاني . 11 - الخطيب البغدادي . 12 - أبو المظفر السمعاني . 13 - المجد ابن الأثير . 14 - المحب الطبري . 15 - الذهبي . 16 - ابن حجر العسقلاني . 17 - السخاوي . 18 - السيوطي . 19 - ابن حجر المكي . 20 - المتقي . 21 - القاري . 22 - المناوي . وغيرهم .
فإن كان هؤلاء من حطاب الليل ، فأهلا وسهلا ، ما عندنا أي مانع ، ما عندنا أي مضايقة من قبول هذه الدعوى ، وأهلا وسهلا ، وهو نعم المطلوب . وهذا الحديث أخرجه الحاكم وصححه على شرط مسلم ، وأخرجه الخطيب في المشكاة ، وهو ملتزم في هذا الكتاب تبعا لمصابيح السنة بأن لا يخرج الموضوعات ، وإنما الصحاح والحسان فقط . وله أسانيد صحيحة أيضا غير هذه ( المعجم الصغير 2 / 22 ، مشكاة المصابيح 3 / 1742 ، المستدرك 2 / 343 ، مجمع الزوائد 9 / 168 ، تاريخ بغداد 12 / 91 ، المطالب العالية 4 / 75 ، فيض القدير 2 / 519 ، 5 / 517 ، كنز العمال 13 / 82 ، 85 ) .
وحول حديث الطير ، يقول : إن حديث الطير من المكذوبات الموضوعات عند أهل العلم والمعرفة . . . ( منهاج السنة 7 / 371 ) .
لكن هذا الحديث - على ما عثرنا عليه نحن - رواه عن رسول الله من الصحابة : 1 - علي ( عليه السلام ) ، وهو عند الحاكم . 2 - عبد الله بن عباس ، وهو عند جماعة منهم ابن سعد . 3 - أبو سعيد الخدري ، رواه الحاكم أيضا . 4 - سفينة ، حديثه عند الحاكم ، وعند أحمد بن حنبل . 5 - أبو الطفيل ، حديثه عنه الحاكم . 6 - أنس بن مالك ، حديثه عند الترمذي والبزار والنسائي والحاكم والبيهقي وابن حجر . 7 - سعد بن أبي وقاص ، حديثه عند أبي نعيم الإصفهاني . 8 - عمرو بن العاص ، وحديثه موجود في كتاب له إلى معاوية ، يرويه الخوارزمي في المناقب . 9 - يعلى بن مرة ، روى هذا الحديث عنه جماعة منهم أبو عبد الله الكنجي . 10 - جابر بن عبد الله الأنصاري ، حديثه عند ابن عساكر. 11 - أبو رافع ، حديثه عند ابن كثير . 12 - حبشي بن جنادة ، حديثه عند ابن كثير أيضا .
ومن رواة هذا الحديث من الأئمة : 1 - أبو حنيفة ، إما الحنفية . 2 - أحمد بن حنبل . 3 - أبو حاتم الرازي . 4 - الترمذي . 5 - البزار . 6 - النسائي . 7 - أبو يعلى . 8 - محمد بن جرير الطبري . 9 - الطبراني . 10 - الدارقطني . 11 - ابن بطة العكبري . ( 50 ) 12 - الحاكم . 13 - ابن مردويه . 14 - البيهقي . 15 - ابن عبد البر . / صفحة 47 / 16 - الخطيب . 17 - أبو المظفر السمعاني . 18 - البغوي . 19 - ابن عساكر . 20 - ابن الأثير . 21 - المزي . 22 - الذهبي . 23 - ابن حجر العسقلاني . 24 - السيوطي . وغيرهم .
وقد أفرد بعضهم لجمع طرق هذا الحديث كتبا خاصة ، منهم : 1 - ابن جرير الطبري . 2 - ابن عقدة . 3 - ابن مردويه . 4 - أبو نعيم . 5 - أبو طاهر بن حمدان . 6- الذهبي ،
يقول : لي جزء في جمع طرقه ، وهذا تصريح الذهبي نفسه في كتاب تذكرة الحفاظ وغيره من كتبه .
وقد نص غير واحد من العلماء على صحة بعض أسانيده ، منهم : الحافظ ابن كثير ، ينص في تاريخه على صحة بعض أسانيد هذا الحديث ، وجودة بعض طرقه ، ولا أريد أن أطيل عليكم ، وإلا لذكرت لكم كل ذلك ( المعجم الكبير 7 / 82 ، المستدرك على الصحيحين 3 / 130 ، البداية والنهاية 7 / 352 ، مجمع الزوائد 9 / 125 )
بحث ابن تيمية في خلافة أمير المؤمنين ( عليه السلام )
وتصل النوبة إلى بحث ابن تيمية في خلافة أمير المؤمنين ، وهل يرضى ابن تيمية بخلافة علي باعتبار أنه خليفة رابع أو لا يرضى ؟ وهل يرتضيه بأن يكون من الخلفاء الراشدين أو لا ؟ أول شئ يكرره ابن تيمية في كتابه منهاج السنة عدم ثبوت خلافة أمير المؤمنين ، يقول : اضطرب الناس في خلافة علي على أقوال :
فقالت طائفة : إنه إمام وإن معاوية إمام . . . ،
وقالت طائفة : لم يكن في ذلك الزمان إمام عام ، بل كان زمان فتنة . . . ،
وقالت طائفة ثالثة : بل علي هو الإمام ، وهو مصيب في قتاله لمن قاتله ، وكذلك من قاتله من الصحابة كطلحة والزبير كلهم مجتهدون مصيبون . . . ،
وطائفة رابعة تجعل عليا هو الإمام ، وكان مجتهدا مصيبا في القتال ، ومن قاتله كانوا مجتهدين مخطئين . . . ،
وطائفة خامسة تقول : إن عليا مع كونه كان خليفة وهو أقرب إلى الحق من معاوية فكان ترك القتال أولى ( منهاج السنة 1 / 537 - 539 ) .
خمس طوائف ولم يذكر قولا سادسا . يقول : وأما علي فكثير من السابقين الأولين لم يتبعوه ولم يبايعوه ، وكثير من الصحابة والتابعين قاتلوه ( منهاج السنة 8 / 234 ) .
ويقول : ونحن نعلم أن عليا لما تولى ، كان كثير من الناس يختار ولاية معاوية وولاية غيرهما ( منهاج السنة 4 / 89 ) .
ومن جوز خليفتين في وقت يقول : كلاهما خلافة نبوة . . .
وإن قيل : إن خلافة علي ثبتت بمبايعة أهل الشوكة ، كما ثبتت خلافة من كان قبله بذلك ، أو ردوا على ذلك أن طلحة بايعه مكرها ، والذين بايعوه قاتلوه ، فلم تتفق أهل الشوكة على طاعته.
وأيضا فإنما تجب مبايعته كمبايعة من قبله إذا سار سيرة من قبله ( منهاج السنة 4 / 465 ) .
وإن لم يسر سيرة من قبله فلم يبايعه أحد على ذلك .
ويقول : وأما علي فكثير من السابقين الأولين لم يتبعوه ولم يبايعوه ، وكثير من الصحابة والتابعين قاتلوه ( منهاج السنة 8 / 234 ) .
فإذا نسب إلى الشيعة أنهم يبغضون الصحابة إذن يبغضون كثيرا من الصحابة والتابعين الذين قاتلوا عليا .
أقول : نعم نبغضهم ويبغضهم كل مسلم .
قال في الجواب عن حديث من ناصب عليا الخلافة فهو كافر ، قال : إن هذه الأحاديث تقدح في علي ، وتوجب أنه كان مكذبا لله ورسوله ، فيلزم من صحتها كفر الصحابة كلهم هو وغيره ، أما الذين ناصبوه الخلافة فإنهم في هذا الحديث المفترى كفار ، وأما علي فإنه لم يعمل بموجب هذه النصوص .
قال : وأما علي فكثير من السابقين الأولين لم يتبعوه ولم يبايعوه ، وكثير من الصحابة والتابعين قاتلوه ( منهاج السنة 8 / 234 ) .
لاحظوا نص العبارة : ونصف الأمة أو أقل أو أكثر لم يبايعوه ، بل كثير منهم قاتلوه وقاتلهم ، وكثير منهم لم يقاتلوه ولم يقاتلوا معه ( منهاج السنة 4 / 105 ) .
إذن ، نصف الأمة كانوا مخالفين لعلي ، ونحن نقول : ارتدت الأمة بعد رسول الله باعتراف ابن تيمية ، ارتدت عن ولاية أمير المؤمنين إن كان كلامه حقا .
ثم يقول - ولاحظوا عباراته ، كلمات حتى سماعها يحز في النفس ، فكيف قراءتها والنظر فيها والتأمل فيها –
يقول : لكن نصف رعيته يطعنون في عدله ، فالخوارج يكفرونه ، وغير الخوارج من أهل بيته وغير أهل بيته يقولون : إنه لم ينصفهم ، وشيعة عثمان يقولون : إنه ممن ظلم عثمان . وبالجملة ، لم يظهر لعلي من العدل ، مع كثرة الرعية وانتشارها ، ما ظهر لعمر ، ولا قريب منه ( منهاج السنة 6 / 18 ) .
لاحظوا العبارات : وأما تخلف من تخلف عن مبايعته ، فعذرهم في ذلك أظهر من عذر سعد بن عبادة وغيره لما تخلفوا عن بيعة أبي بكر ( منهاج السنة 4 / 388 )
ثم يصعد أكثر من هذا ويقول : وروي عن الشافعي وغيرهم أنهم قالوا : الخلفاء ثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان ( منهاج السنة 4 / 404 ) .
لاحظوا نص العبارة : والخلفاء الثلاثة فتحوا الأمصار ، وأظهروا الدين في مشارق الأرض ومغاربها ، ولم يكن معهم رافضي ، بل بنو أمية بعدهم ، مع انحراف كثير منهم عن علي وسب بعضهم له ، غلبوا على مدائن الإسلام كلها من مشارق الأرض إلى مغربها ، وكان الإسلام في زمنهم أعز منه فيما بعد ذلك بكثير . . .
وأظهروا الإسلام فيها وأقاموه . . .
ويقال : إن فيهم من كان يسكت عن علي ، فلا يربع به في الخلافة ، لأن الأمة لم تجتمع عليه . . .
وقد صنف بعض علماء الغرب كتابا كبيرا في الفتوح ، فذكر فتوح النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، وفتوح الخلفاء بعده أبي بكر وعمر وعثمان ، ولم يذكر عليا مع حبه له وموالاته له ، لأنه لم يكن في زمنه فتوح ( منهاج السنة 6 / 419 – 420)
وكان بالأندلس كثير من بني أمية . . .
يقولون : لم يكن خليفة ، وإنما الخليفة من اجتمع الناس عليه ، ولم يجتمعوا على علي . وكان من هؤلاء من يربع بمعاوية في خطبة الجمعة ، فيذكر الثلاثة ويربع بمعاوية ولا يذكر عليا . . . ( منهاج السنة 4 / 401 - 402 ) .
إلى أن يقول : فلم يظهر في خلافته دين الإسلام ، بل وقعت الفتنة بين أهله ، وطمع فيهم عدوهم من الكفار والنصارى والمجوس ( منهاج السنة 4 / 117 ) .
قال : وأما علي فلم يتفق المسلمون على مبايعته ، بل وقعت الفتنة في تلك المدة ، وكان السيف في تلك المدة مكفوفا عن الكفار مسلولا على أهل الإسلام ( منهاج السنة 4 / 161 ) .
وهذا كان حجة من كان يربع بذكر معاوية ولا يذكر عليا ( منهاج السنة 4 / 162 ) .
ولم يكن في خلافة علي للمؤمنين الرحمة التي كانت في زمن عمر وعثمان ، بل كانوا يقتتلون ويتلاعنون ، ولم يكن لهم على الكفار سيف ، بل الكفار كانوا قد طمعوا فيهم ، وأخذوا منهم أموالا وبلادا ( منهاج السنة 4 / 485 ) .
فإذا لم يوجد من يدعي الإمامية فيه أنه معصوم وحصل له سلطان بمبايعة ذي الشوكة إلا علي وحده ، وكان مصلحة المكلفين واللطف الذي حصل لهم في دينهم ودنياهم في ذلك الزمان أقل منه في زمن الخلفاء الثلاثة ، وعلم بالضرورة أن ما يدعونه من اللطف والمصلحة الحاصلة بالأئمة المعصومين باطل قطعا ( منهاج السنة 3 / 379 ) .
يقول : ومن ظن أن هؤلاء الاثني عشر هم الذين تعتقد الروافض إمامتهم ، فهو في غاية الجهل ، فإن هؤلاء ليس فيهم من كان له سيف إلا علي بن أبي طالب ، ومع هذا فلم يتمكن في خلافته من غزو الكفار ، ولا فتح مدينة ولا قتل كافرا، بل كان المسلمون قد اشتغل بعضهم بقتال بعض ، حتى طمع فيهم الكفار بالشرق والشام ، من المشركين وأهل الكتاب ، حتى يقال إنهم أخذوا بعض بلاد المسلمين ، وإن بعض الكفار كان يحمل إليه كلام حتى يكف عن المسلمين ، فأي عز للإسلام في هذا - أي في حكومة علي . . .
وأيضا فالإسلام عند الإمامية هو ما هم عليه ، وهم أذل فرق الأمة ، فليس في أهل الأهواء أذل من الرافضة ( منهاج السنة 8 / 241 - 242 ) .
ثم يقول العبارة التي نقلها ابن حجر ، وقرأناها في كتاب الدرر الكامنة ،
يقول : فإن عليا قاتل على الولاية ، وقتل بسبب ذلك خلق كثير ، ولم يحصل في ولايته لا قتال للكفار ولا فتح لبلادهم، ولا كان المسلمون في زيادة خير ( منهاج السنة 6 / 191 ) .
فما زاد الأمر إلا شدة ، وجانبه إلا ضعفا ، وجانب من حاربه إلا قوة والأمة إلا افتراقا ( منهاج السنة 7 / 452 ) .
ثم يقول : ولهذا جعل طائفة من الناس خلافة علي من هذا الباب ، وقالوا : لم تثبت بنص ولا إجماع ( منهاج السنة 8 / 243 ) .
ثم يقول : لأن النص والإجماع المثبتين لخلافة أبي بكر ليس في خلافة علي مثلها ، فإنه ليس في الصحيحين ما يدل على خلافته ، وإنما روى ذلك أهل السنن ، وقد طعن بعض أهل الحديث في حديث سفينة ( منهاج السنة 4 / 388 ) .
فعلى هذا لا يبقى حينئذ دليل على إمامة علي مطلقا حتى في المرتبة الرابعة .
ويقول : وأحمد بن حنبل ، مع أنه أعلم أهل زمانه بالحديث ، احتج على إمامة علي بالحديث الذي في السنن : تكون خلافة النبوة ثلاثين سنة ، ثم تصير ملكا وبعض الناس ضعف هذا الحديث ، لكن أحمد وغيره يثبتونه ( منهاج السنة 7 / 50 ) .
يقول : وعلي يقاتل ليطاع ويتصرف في النفوس والأموال ، فكيف يجعل هذا قتالا على الدين ( منهاج السنة 8 / 329 ) .
نص العبارة بلا زيادة ونقيصة . حتى أنه يجعل عليا مصداقا لقوله تعالى : ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) ( القصص : 83 ) .
ثم يقول : فمن أراد العلو في الأرض والفساد لم يكن من أهل السعادة في الآخرة ( منهاج السنة 4 / 500 ) .
وعلي إنما قاتل لأن يكون له العلو في الأرض ، إنه إنما : قاتل ليطاع هو ( منهاج السنة 4 / 500 ) .
ثم يقول : والذين قاتلوا من الصحابة لم يأت أحد منهم بحجة توجب القتال ، لا من كتاب ولا من سنة ، بل أقروا بأن قتالهم كان رأيا رأوه ، كما أخبر بذلك علي ( رضي الله عنه ) عن نفسه ( منهاج السنة 1 / 526 ) .
وأما قتال الجمل وصفين ، فقد ذكر علي ( رضي الله عنه ) أنه لم يكن معه نص من النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، وإنما كان رأيا ، وأكثر الصحابة لم يوافقوه على هذا القتال ( منهاج السنة 6 / 333 ) .
أن القتال كان قتال فتنة بتأويل ، لم يكن من الجهاد الواجب ولا المستحب ( منهاج السنة 7 / 57 ) .
وقتل خلقا كثيرا من المسلمين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويصومون ويصلون ( منهاج السنة 6 / 356 ) .
وقال طاعنا في الإمام وهو يقصد الدفاع عن عثمان - حيث يقولون من جملة ما نقموا عليه إنه كان يتصرف في بيت المال هو وبنو أمية - : وأين أخذ المال وارتفاع بعض الرجال ، من قتال الرجال الذين قتلوا بصفين ولم يكن في ذلك عز ولا ظفر ؟ . . .
حرب صفين التي لم يحصل بها إلا زيادة الشر وتضاعفه لم يحصل بها من المصلحة شئ ( منهاج السنة 8 / 143 ) .
ولهذا كان أئمة السنة كمالك وأحمد وغيرهما يقولون : إن قتاله للخوارج مأمور به ، وأما قتال الجمل وصفين فهو قتال فتنة . ولهذا كان علماء الأمصار على أن القتال كان قتال فتنة وكان من قعد عنه أفضل ممن قاتل فيه ( منهاج السنة 8 / 233 )
وعلي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ندم على أمور فعلها من القتال وغيره . . . (منهاج السنة 6 / 209)
وكان يقول ليالي صفين : لله در مقام قامه عبد الله بن عمر وسعد بن مالك ، إن كان برا إن أجره لعظيم ، وإن كان إثما إن خطره ليسير ( منهاج السنة 6 / 209 ) .
والحال أن عبد الله بن عمر وسعد بن مالك يعني سعد بن أبي وقاص كلاهما قد ندما على عدم بيعتهما مع علي وتخلفهما عن القتال معه في حروبه ، والنصوص بذلك موجودة في المصادر . يضيف إن عليا كان يقول لابنه الحسن ( عليه السلام ) في ليالي صفين : يا حسن يا حسن ما ظن أبوك أن الأمر يبلغ إلى هذا ، ود أبوك لو مات قبل هذا بعشرين سنة ( منهاج السنة 6 / 209 ) .
الأحاديث الصحيحة المتقنة في الكتب المعتبرة يكذبها ويطالب فيها بسند صحيح ، ثم يذكر مثل هذا ولا يذكر له أي سند ، وأي مصدر ، وغير معلوم من قال هذا ؟ ويرسله إرسال المسلمات ، يا حسن يا حسن ما ظن أبوك أن الأمر يبلغ إلى هذا ، ود أبوك لو مات قبل هذا بعشرين سنة ! !
يقول : ولما رجع من صفين تغير كلامه . . .
وتواترت الآثار بكراهته الأحوال في آخر الأمر ( منهاج السنة 6 / 209 ) .
وكان علي أحيانا يظهر فيه الندم والكراهة للقتال ، مما يبين أنه لم يكن عنده فيه شئ من الأدلة الشرعية ( منهاج السنة 8 / 526 ) .
ومما يبين أن عليا لم يكن يعلم المستقبل ، إنه ندم على أشياء مما فعلها . . .
وكان يقول ليالي صفين : يا حسن يا حسن ، ما ظن أبوك أن الأمر يبلغ هذا ، لله در مقام قامه سعد بن مالك وعبد الله بن عمر . . . ( منهاج السنة 8 / 145 ) .
هذا كرره مرة أخرى ، وقال بعد ذلك : هذا رواه المصنفون ( منهاج السنة 8 / 145 ) .
ومن المصنفون ؟ غير معلوم . يقول : وتواتر عنه أنه كان يتضجر ويتململ من اختلاف رعيته عليه ، وأنه ما كان يظن أن الأمر يبلغ ما بلغ ، وكان الحسن رأيه ترك القتال ، وقد جاء النص الصحيح بتصويب الحسن . . .
وسائر الأحاديث الصحيحة تدل على أن القعود عن القتال والإمساك عن الفتنة كان أحب إلى الله ورسوله ( منهاج السنة 8 / 145 ) .
يقول : وأما حديث أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، فهذا كذب . لا بد وأن يكذبه لأنه يصر على أن عليا لم يكن عنده دليل شرعي على قتاله ، فلا بد وأن يكون هذا الحديث كذبا .
نص العبارة : لم يرو علي ( رضي الله عنه ) في قتال الجمل وصفين شيئا . . .
وأما قتال الجمل وصفين فلم يرو أحد منهم فيه نصا إلا القاعدون ، فإنهم رووا الأحاديث في ترك القتال في الفتنة ، وأما الحديث الذي يروى أنه أمر بقتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، فهو حديث موضوع على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ( منهاج السنة 6 / 112 ) .
وهذا الحديث يرويه من الصحابة : 1 - أبو أيوب الأنصاري . 2 - أمير المؤمنين . 3 - عبد الله بن مسعود . 4 - أبو سعيد الخدري . 5 - عمار بن ياسر . وغيرهم . ومن الحفاظ : 1 - الطبري . 2 - البزار . 3 - أبو يعلى. 4- ابن مردويه . 5 - أبو القاسم الطبراني . 6 - الحاكم النيسابوري . 7 - الخطيب البغدادي . 8 - ابن عساكر . 9 - ابن الأثير . 10 - الجلال السيوطي . 11 - ابن كثير . 12 - المحب الطبري . 13 - أبو بكر الهيثمي . 14 - والمتقي الهندي .
ومن أسانيده الصحيحة ما رواه البزار والطبراني في الأوسط ، وترون النص على صحته في مجمع الزوائد يقول بعد روايته : وأحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح ، غير الربيع بن سعيد ووثقه ابن حبان ، وله أسانيد أخرى صحيحة .
افتراء ابن تيمية على أمير المؤمنين ( عليه السلام )
وأما الأشياء التي نسبها إلى أمير المؤمنين ، والأكاذيب التي هي في الحقيقة كذب عليه ، في كلماته كثيرة ، منها : إن عليا كان يقول مرارا : إن أبا بكر وعمر أفضل مني ، وكان يفضلهما على نفسه . يقول : حتى قال : لا يبلغني عن أحد أنه فضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته جلد المفتري ( منهاج السنة 7 / 511 ) .
هذا الشئ الذي نقله لم يذكر له مصدرا عن أمير المؤمنين ، وأمير المؤمنين لم نسمع أنه جلد أحدا من الصحابة لأنه فضله على الشيخين ، مع أن كثيرين من الصحابة كانوا في نفس الوقت وفي حياة أمير المؤمنين يفضلون عليا على الشيخين بمسمع منه ومرأى .
إن ابن حزم في الفصل ( الفصل في الملل والنحل 4 / 181 ) ، وكذا ابن عبد البر في الإستيعاب ( الإستيعاب في معرفة الأصحاب 3 / 1090 ) بترجمة أمير المؤمنين ، هذان الحافظان الكبيران يذكران أسماء عدة كبيرة من الصحابة كانوا يقولون بأفضلية علي من الشيخين ، ولم نسمع أن عليا جلد واحدا منهم . وأما هذا الخبر ، فقد كفانا الدكتور محمد رشاد سالم - الذي حقق منهاج السنة في طبعته الجديدة - مؤنة تحقيقه حيث قال : بأنه ضعيف ( منهاج السنة 7 / 511 ، الهامش ) .
وكذب على علي وفاطمة الزهراء فزعم أنه روي : كما في الصحيح عن علي ( رضي الله عنه ) ، قال : طرقني رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وفاطمة ، فقال : ألا تقومان تصليان ؟ فقلت : يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله إن شاء أن يبعثنا بعثنا ، قال : فولى ، وهو يقول : ( وكان الإنسان أكثر شئ جدلا ) ( منهاج السنة 3 / 85 ، الآية سورة الكهف : 54 ) .
وكذب على أمير المؤمنين في قضية شرب الخمر ( منهاج السنة 7 / 237 ) .
أكتفي بما ذكرت ، وأكرر دعاء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الله م وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله . وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
نسألكم الدعاء
received by e mail
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد
واللعن على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
ابن تيمية والإمام علي عليه السلام
السيد علي الميلاني
سلسلة الندوات العقائدية
ابن تيمية وإمامة علي عليه السلام
السيد علي الحسيني الميلاني
مركز الأبحاث العقائدية
الطبعة الأولى - سنة 1421 ه
موقع للنشر على الإنترنت
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المركز :
لا يخفى أننا لا زلنا بحاجة إلى تكريس الجهود ومضاعفتها نحو الفهم الصحيح والإفهام المناسب لعقائدنا الحقة ومفاهيمنا الرفيعة ، مما يستدعي الالتزام الجاد بالبرامج والمناهج العلمية التي توجد حالة من المفاعلة الدائمة بين الأمة وقيمها الحقة ، بشكل يتناسب مع لغة العصر والتطور التقني الحديث . وانطلاقا من ذلك فقد بادر مركز الأبحاث العقائدية التابع لمكتب سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني - مد ظله - إلى اتخاذ منهج ينتظم على عدة محاور بهدف طرح الفكر الإسلامي الشيعي على أوسع نطاق ممكن . ومن هذه المحاور :
عقد الندوات العقائدية المختصة ، باستضافة نخبة من أساتذة الحوزة العلمية ومفكريها المرموقين ، التي تقوم نوعا على الموضوعات الهامة ، حيث يجري تناولها بالعرض والنقد والتحليل وطرح الرأي الشيعي المختار فيها ، ثم يخضع ذلك الموضوع - بطبيعة الحال - للحوار المفتوح والمناقشات الحرة غرض الحصول على أفضل النتائج .
ولأجل تعميم الفائدة فقد أخذت هذه الندوات طريقها إلى شبكة الإنترنت العالمية صوتا وكتابة . كما يجري تكثيرها عبر التسجيل الصوتي والمرئي وتوزيعها على المراكز والمؤسسات العلمية والشخصيات الثقافية في شتى أرجاء العالم . وأخيرا ، فإن الخطوة الثالثة تكمن في طبعها ونشرها على شكل كراريس تحت عنوان سلسلة الندوات العقائدية بعد إجراء مجموعة من الخطوات التحقيقية والفنية اللازمة عليها . وهذا الكراس الماثل بين يدي القارئ الكريم واحد من السلسلة المشار إليها . سائلينه سبحانه وتعالى أن يناله بأحسن قبوله .
مركز الأبحاث العقائدية فارس الحسون
-----------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين .
بحثنا حول عقائد ابن تيمية ومواقفه من الشيعة الإمامية وأئمتهم وعقائدهم .
حول ابن تيمية وعقائده وأفكاره كتب ألفها علماء وكتاب من الشيعة والسنة ، منذ قديم الأيام ، وإذا أردنا أن نتكلم عما في كتبه وعما في كتب القوم حول هذا الرجل ، فلا بد وأن يكون بحثنا في ثلاثة فصول :
الفصل الأول : في عقائده .
الفصل الثاني : في علمه وحدود معلوماته .
والفصل الثالث : في عدالة هذا الرجل .
ولا بد في كل شخصية يراد الاستفادة منها ، ويراد الاقتداء بها، وأخذ معالم الدين ومعارف الشريعة من تلك الشخصية، لا بد وأن تتوفر فيها هذه الجهات الثلاث :
· أن لا يكون منحرفا في عقائده .
· وأن يكون عالما حقا.
· وأن يكون عادلا في سلوكه ،·
أي في أقواله وأفعاله وكتاباته وأحكامه وإلى آخره.
فالمنحرف فكريا لا يصلح لأن يكون هاديا . والجاهل لا يصلح لأن يكون إماما . والفاسق لا يصلح لأن يقبل كلامه ويرتب الأثر على أقواله . والبحث حول هذه الشخصية من هذه الجهات كلها ، يستغرق وقتا كثيرا ، وقد خصصت ليلة واحدة فقط للبحث عن ابن تيمية ، فرأيت من الأنسب والأرجح أن أتعرض لما في كتابه منهاج السنة من التعريض بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأكتفي بهذا المقدار ، لأن كتابه منهاج السنة مشحون بالتعريض والتعرض لأمير المؤمنين ، وللزهراء البتول ، وللأئمة الأطهار ، وللمهدي عجل الله فرجه ، ولشيعتهم وأنصارهم ، بصورة مفصلة ، وحتى أنه في كتاب منهاج السنة يدافع بكثرة وبشدة عن بني أمية ، وعن أعداء أمير المؤمنين بصورة عامة، وحتى أنه يدافع عن ابن ملجم المرادي أشقى الآخرين ، ويسب شيعة أهل البيت سبا فظيعا.
بغض ابن تيمية لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأبدأ بحثي بكلمة لابن حجر العسقلاني الحافظ بترجمته من كتاب الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ، حيث يذكر قضايا مفصلة بترجمة ابن تيمية وحوادث كلها قابلة للذكر ، إلا أني أكتفي بنقل ما يلي:
يقول الحافظ : وقال ابن تيمية في حق علي : أخطأ في سبعة عشر شيئا ، ثم خالف فيها نص الكتاب . . . .
ويقول الحافظ ابن حجر : وافترق الناس فيه - أي في ابن تيمية - شيعا ، فمنهم من نسبه إلى التجسيم ، لما ذكر في العقيدة الحموية والواسطية وغيرهما من ذلك كقوله : إن اليد والقدم والساق والوجه صفات حقيقية لله ، وأنه مستو على العرش بذاته . . . .
إلى أن يقول : ومنهم من ينسبه إلى الزندقة ، لقوله : النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لا يستغاث به ، وأن في ذلك تنقيصا ومنعا من تعظيم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) . . . .
إلى أن يقول : ومنهم من ينسبه إلى النفاق ، لقوله في علي ما تقدم - أي قضية أنه أخطأ في سبعة عشر شيئا - ولقوله : إنه - أي علي - كان مخذولا حيثما توجه ، وأنه حاول الخلافة مرارا فلم ينلها ، وإنما قاتل للرئاسة لا للديانة ، ولقوله: إنه كان يحب الرئاسة ، ولقوله : أسلم أبو بكر شيخا يدري ما يقول ، وعلي أسلم صبيا ، والصبي لا يصح إسلامه ، وبكلامه في قصة خطبة بنت أبي جهل ، وأن عليا مات وما نسيها . فإنه شنع في ذلك ، فألزموه بالنفاق ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ولا يبغضك إلا منافق . إلى هنا القدر الذي نحتاج إليه من عبارة الحافظ ابن حجر بترجمة ابن تيمية في الدرر الكامنة ( الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة 1 / 154 - 155 ) .
والآن أذكر لكم الشواهد التفصيلية لما نسب ابن تيمية إليه من النفاق . إنه يناقش في إسلام أمير المؤمنين ، وفي جهاده بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، إلى أن يقول في موضع من كلامه ، أقرأ لكم هذا المقطع وأنتقل إلى بحث آخر ، يقول : قبل أن يبعث الله محمدا ( صلى الله عليه وسلم ) لم يكن أحد مؤمنا من قريش [ لاحظوا بدقة كلمات هذا الرجل ] لا رجل ، ولا صبي ، ولا امرأة ، ولا الثلاثة ، ولا علي . وإذا قيل عن الرجال : إنهم كانوا يعبدون الأصنام ، فالصبيان كذلك : علي وغيره . [ فعلي كان يعبد الصنم في صغره ! ! ] وإن قيل : كفر الصبي ليس مثل كفر البالغ . قيل : ولا إيمان الصبي مثل إيمان البالغ . فأولئك يثبت لهم حكم الإيمان والكفر وهم بالغون ، وعلي يثبت له حكم الكفر والإيمان وهو دون البلوغ ، والصبي المولود بين أبوين كافرين يجري عليه حكم الكفر في الدنيا باتفاق المسلمين ( منهاج السنة 8 / 285 ) .
أكتفي بهذا المقدار من عباراته في هذه المسألة .
ويقول : إن الرافضة تعجز عن إثبات إيمان علي وعدالته . . .
فإن احتجوا بما تواتر من إسلامه وهجرته وجهاده ، فقد تواتر إسلام معاوية ويزيد وخلفاء بني أمية وبني العباس ، وصلاتهم وصيامهم وجهادهم ( منهاج السنة 2 / 62 ) .
ويقول في موضع آخر : لم يعرف أن عليا كان يبغضه الكفار والمنافقون ( منهاج السنة 7 / 461 ) .
ويقول : كل ما جاء في مواقفه في الغزوات كل ذلك كذب . إلى أن يقول مخاطبا العلامة الحلي ( رحمه الله ) يقول : قد ذكر في هذه من الأكاذيب العظام التي لا تنفق إلا على من لم يعرف الإسلام ، وكأنه يخاطب بهذه الخرافات من لا يعرف ما جرى في الغزوات ( منهاج السنة 8 / 97 ) .
بالنسبة إلى علوم أمير المؤمنين ومعارفه ، يناقش في جل ما ورد في هذا الباب ، في نزول قوله تعالى : ( وتعيها أذن واعية ) ( الحاقة : 12 )
يقول : إنه حديث موضوع باتفاق أهل العلم ( منهاج السنة 7 / 522 ) .
مع أن هذا الحديث موجود في : 1 - تفسير الطبري .2 - مسند البزار . 3 - مسند سعيد بن منصور . 4 - تفسير ابن أبي حاتم . 5 - تفسير ابن المنذر . 6 - تفسير ابن مردويه . 7 - تفسير الفخر الرازي . 8 تفسير الزمخشري . 9 - تفسير الواحدي . 10 - تفسير السيوطي .
ورواه من المحدثين : 1 - أبو نعيم . 2 - الضياء المقدسي . 3 - ابن عساكر . 4 - الهيثمي ، في مجمع الزوائد . أكتفي بهذا المقدار ( الآية في سورة الرعد ، فلاحظ التفاسير ، ومجمع الزوائد 1 / 131 ، وحلية الأولياء 1 / 67 ) .
حديث : أنا مدينة العلم وعلي بابها يقول فيه :
وحديث أنا مدينة العلم وعلي بابها أضعف وأوهى ، ولهذا إنما يعد في الموضوعات ( منهاج السنة 7 / 515 ) .
مع أن هذا الحديث من رواته : 1 - يحيى بن معين . 2 - أحمد بن حنبل . 3 - الترمذي . 4 - البزار . 5 - ابن جرير الطبري . 6 - الطبراني . 7 - أبو الشيخ . 8 - ابن بطة . 9 - الحاكم . 10 - ابن مردويه . 11 - أبو نعيم . 12 - أبو مظفر السمعاني . 13 - البيهقي . 14 - ابن الأثير .15 - النووي . 16 - العلائي . 17 - المزي . 18 - ابن حجر العسقلاني . 19 - السخاوي . 20 - السيوطي . 21 - السمهودي . 22 - ابن حجر المكي . 23 - القاري . 24 - المناوي . 25 - الزرقاني .
وقد صححه غير واحد من هؤلاء الأئمة .
وحول حديث أقضاكم علي ، يقول : فهذا الحديث لم يثبت ، وليس له إسناد تقوم به الحجة . . .
لم يروه أحد في السنن المشهورة ، ولا المساند المعروفة ، لا بإسناد صحيح ولا ضعيف ، وإنما يروى من طريق من هو معروف بالكذب ( منهاج السنة 7 / 512 ) .
هذا الحديث موجود في : صحيح البخاري في كتاب التفسير باب قوله تعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها ) ( البقرة : 106 ) كذا في الدر المنثور وعن النسائي أيضا ، وابن الأنباري ، ودلائل النبوة للبيهقي ، وهو في الطبقات لابن سعد ، وفي المسند لأحمد بن حنبل ، وبترجمته ( عليه السلام ) من سنن ابن ماجة ، وفي المستدرك على الصحيحين وقد صححه ، وفي الإستيعاب ، وأسد الغابة ، وحلية الأولياء ، وفي الرياض النضرة ، وغيرها من الكتب ( الطبقات الكبرى ج 2 ق 2 ص 102 ) .
يقول : وقوله : ابن عباس تلميذ علي كلام باطل ( منهاج السنة 7 / 536 ) .
ويقول المناوي في فيض القدير بشرح حديث علي مع القرآن والقرآن مع علي ، يقول : ولذا كان أعلم الناس بتفسيره. إلى أن قال : حتى قال ابن عباس : ما أخذت من تفسيره فعن علي ( فيض القدير في شرح الجامع الصغير 4 / 357 ).
وأما قوله : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : أقضاكم علي والقضاء يستلزم العلم والدين ، فهذا الحديث لم يثبت ، وليس له إسناد تقوم به الحجة ، وقوله : أعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل أقوى إسنادا منه ، والعلم بالحلال والحرام ينتظم القضاء أعظم مما ينتظم للحلال والحرام ( منهاج السنة 7 / 512 - 513 ) .
يقول : والمعروف أن عليا أخذ العلم عن أبي بكر ( منهاج السنة 5 / 513 ) .
يقول : له - أي لأمير المؤمنين - فتاوى كثيرة تخالف النصوص ( منهاج السنة 7 / 502 ) .
كانت العبارة هناك سبعة عشر موضعا ، وعبارة ابن تيمية هنا : له فتاوى كثيرة تخالف النصوص من الكتاب والسنة.
يقول : وقد جمع الشافعي ومحمد بن نصر المروزي كتابا كبيرا فيما لم يأخذ به المسلمون من قول علي ، لكون قول غيره من الصحابة اتبع للكتاب والسنة ( منهاج السنة 8 / 281 ) . .
والحال أن هذا الكتاب الذي ألفه المروزي هو في المسائل التي خالف فيها أبو حنيفة علي بن أبي طالب في فتاواه ، فموضوع هذا الكتاب - كتاب المروزي - الفتاوى التي خالف فيها أبو حنيفة علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود . لاحظوا ، كم فرق بين أصل القضية وما يدعيه ابن تيمية ! !
يقول : وعثمان جمع القرآن كله بلا ريب ، وكان أحيانا يقرؤه في ركعة ، وعلي قد اختلف فيه هل حفظ القرآن كله أم لا ؟ ( منهاج السنة 8 / 229 ) .
ويقول : فإن قال الذاب عن علي : هؤلاء الذين قاتلهم علي كانوا بغاة ، فقد ثبت في الصحيح : إن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال لعمار بن ياسر ( رضي الله عنه ) : تقتلك الفئة الباغية ، وهم قتلوا عمارا ، فههنا للناس أقوال : منهم من قدح في حديث عمار ، ومنهم من تأوله على أن الباغي الطالب ، وهو تأويل ضعيف ، وأما السلف والأئمة فيقول أكثرهم كأبي حنيفة ومالك وأحمد وغيرهم : لم يوجد شرط قتال الطائفة الباغية ( منهاج السنة 4 / 390 ) .
ففي قتال علي مع الناكثين والقاسطين والمارقين يقول : إن أبا حنيفة ومالكا وأحمد وغيرهم كانوا يقولون بأن شرط البغاة لم يكن حاصلا في هؤلاء حتى يحاربهم علي ( عليه السلام ) .
يقول : جميع مدائن الإسلام بلغهم العلم عن الرسول من غير علي ( منهاج السنة 7 / 516 ) .
فإذن ، لم يكن لعلي دور في نشر التعاليم الإسلامية والأحكام الشرعية والحقائق الدينية أبدا ! !
تكذيب ابن تيمية فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام )
وأما في فضائله ومناقبه في القرآن الكريم ، قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله ) ( المائدة : 55 ) إلى آخر الآية
يقول : وقد وضع بعض الكذابين حديثا مفترى أن هذه الآية نزلت في علي لما تصدق بخاتمه في الصلاة ، وهذا كذب بإجماع أهل العلم بالنقل ، وكذبه بين من وجوه كثيرة ( منهاج السنة 2 / 30 ) .
وهذا الحديث الذي يكذبه ابن تيمية ، قد رواه عن ابن عباس : 1 - عبد الرزاق . 2 - عبد بن حميد . 3 - ابن جرير الطبري. 4 - أبو الشيخ . 5 - ابن مردويه . ورواه عن سلمة بن كهيل : 1 - ابن أبي حاتم . 2 - أبو الشيخ . 3 - ابن عساكر . ومن رواة هذا الخبر : 1 - الطبراني . 2 - الثعلبي . 3 - الواحدي . 4 - الخطيب البغدادي . 5 - ابن الجوزي . 6 - المحب الطبري . 7 - الهيثمي . 8 - المتقي الهندي . وأيضا : تجدون هذا الخبر في تفاسير : الفخر الرازي ، والبغوي ، والنسفي ، والقرطبي ، والبيضاوي ، وأبي السعود العمادي ، والشوكاني .
ويقول الآلوسي الحنفي بتفسير الآية : غالب الأخباريين على أن هذه الآية نزلت في علي كرم الله وجهه . وأضاف الآلوسي : إن حسانا أنشد في ذلك أبياتا ، فذكر الآلوسي تلك الأبيات ( روح المعاني في تفسير القرآن 6 / 167 ) .
قوله تعالى : ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية ) ( البقرة 274 )
يقول حول نزولها في علي ( عليه السلام ) : إن هذا كذب ليس بثابت ( منهاج السنة 7 / 228 ) .
مع أن من رواة نزول هذه الآية في علي :
1- د الرزاق بن همام الصنعاني . 2 - عبد بن حميد . 3 - ابن جرير . 4 - ابن المنذر . 5 - ابن أبي حاتم . 6 - الطبراني . 7 - ابن عساكر . 8 - الواحدي . 9 - أبو نعيم . 10 - الفخر الرازي . 11 - الزمخشري . 12 - محب الدين الطبري . 13 - ابن الأثير . 14 - السيوطي . 15 - ابن حجر المكي .
مع ذلك يقول : إن هذا كذب ليس بثابت ، لكن هذه التفاسير الباطلة يقول مثلها كثير من الجهال .
قوله تعالى : ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) ( الرعد : 7 )
يقول حول نزولها في علي ( عليه السلام ) : إن هذا كذب موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث ( منهاج السنة 7 / 139 ) .
مع أن من رواة نزول الآية في علي : 1 - عبد الله بن أحمد بن حنبل .2 - الطبري . 3 - الحاكم . 4 - ابن أبي حاتم . 5 - الضياء المقدسي . 6 - الطبراني . 7 - ابن مردويه . 8 - أبو نعيم . 9 - ابن عساكر . 10 - ابن النجار . 11 - الديلمي . 12 - الهيثمي . 13 - السيوطي . 14 - المتقي الهندي .
ويقول الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد . ويقول الهيثمي في مجمع الزوائد بعد أن يروي هذا الحديث يقول : رجال السند ثقات . والضياء المقدسي أخرج هذا الحديث في كتابه المختارة الملتزم فيه بالصحة ( الآية في سورة الرعد ، فراجع الطبري والدر المنثور وغيرهما بتفسيرها ، والمستدرك 3 / 129 ، ومجمع الزوائد 7 / 41 ) .
وحول حديث : علي مع الحق والحق مع علي
يقول : من أعظم الكلام كذبا وجهلا ، فإن هذا الحديث لم يروه أحد عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، لا بإسناد صحيح ولا ضعيف ، فكيف يقال : إنهم جميعا رووا هذا الحديث ؟ وهل يكون أكذب ممن يروي عن الصحابة والعلماء أنهم رووا حديثا ، والحديث لا يعرف عن واحد منهم أصلا ، بل هذا من أظهر الكذب (منهاج السنة 4 / 238) .
والحال أن من رواة هذا الحديث من الصحابة :
أولا : أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أخرج الحديث عنه الترمذي في صحيحه ، والحاكم في المستدرك .
ثانيا : سيدتنا أم سلمة ، أخرج الحديث عنها الطبراني ، وأبو بشر الدولابي ، والخطيب البغدادي ، وابن عساكر .
ثالثا : سعد بن أبي وقاص ، أخرج الحديث عنه البزار ، وقد قال الهيثمي بعد أن روى الحديث هذا : فيه سعد بن شعيب ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح .
رابعا : أبو سعيد الخدري ، رواه عنه الحافظ أبو يعلى ، وقد روى عنه الهيثمي هذا الحديث في مجمع الزوائد وقال : رواه أبو يعلى ورجاله ثقات .
خامسا : عائشة ، فإنها روت هذا الحديث ، والحديث موجود في الإمامة والسياسة لابن قتيبة.
سادسا : صحابي آخر روى هذا الحديث ، أخرجه الطبراني في الكبير . قال المتقي : تكون بين الناس فرقة واختلاف فيكون هذا وأصحابه على الحق - يعني عليا - هذا في كنز العمال ( كنز العمال 11 / 621 ، الترمذي ، المستدرك 3 / 125 ، مجمع الزوائد 9 / 134 ، ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق 3 / 118 ) .
فهؤلاء الصحابة ، وهؤلاء كبار العلماء والمحدثين ، الذين يروون هذا الحديث بأسانيدهم عن أولئك الصحابة .
وفي حديث المؤاخاة يقول : أما حديث المؤاخاة فباطل موضوع . . .
إن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لم يؤاخ عليا ولا غيره ، وحديث المؤاخاة لعلي ، وحديث مؤاخاة أبي بكر لعمر ، من الأكاذيب . . . .
إن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لم يؤاخ عليا ولا غيره ، بل كل ما روي في هذا فهو كذب . . .
إن أحاديث المؤاخاة بين المهاجرين بعضهم من بعض والأنصار بعضهم من بعض كلها كذب ، والنبي ( صلى الله عليه وسلم ) لم يؤاخ عليا . . .
إن أحاديث المؤاخاة لعلي كلها موضوعة . وهذه نصوص في أجزاء متعددة في كتابه ، لاحظوا من الجزء الرابع إلى الجزء السابع في الطبعة الجديدة ذات الأجزاء التسعة ، يكذب هذا الحديث في مواضع عديدة ( منهاج السنة 4 / 32 ، 5 / 71 ، 7 / 117 ، 279 ) .
والحال أنك تجد حديث المؤاخاة في : الترمذي ( 5 / 595 ) ، الطبقات لابن سعد ( 2 / 60 ) ، المستدرك ( 3 / 16 ) ، مصابيح السنة ( 4 / 173 ) ، الإستيعاب ( 3 / 1089 ) ، البداية والنهاية ( 7 / 371 ) ، الرياض النضرة ( 3 / 111 ) ، مشكاة المصابيح ( 3 / 356 ) ، الصواعق المحرقة ( 122 ) ، تاريخ الخلفاء ( 159 ) . هذه بعض المصادر .
والرواة من الصحابة لهذا الخبر هم : 1 - علي ( عليه السلام ) .2 - عبد الله بن عباس . 3 - أبو ذر . 4 - جابر . 5 - عمر بن الخطاب . 6 - أنس بن مالك . 7 - عبد الله بن عمر . 8 - زيد بن أرقم وغيرهم .
وتجدون هذا الحديث أيضا في : مناقب أحمد ( ح 141 ) ، وفي ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق ( برقم 148 ) ، وفي كنز العمال ( 13 / 106 ) .
وأيضا تجدون هذا الخبر في كتب السير والتواريخ ، راجعوا : سيرة ابن هشام ( 2 / 109 ) ، السيرة النبوية لابن حبان ( 149) ، عيون الأثر لابن سيد الناس ( 1 / 264 ) ، الحلبية ( 2 / 23 ) ، وفي هامشها سيرة زيني دحلان ( 1 / 322 ) .
والعجيب أن غير واحد من أعلام القوم يردون على ابن تيمية في هذه المسألة بالخصوص :
يقول الحافظ ابن حجر - بعد ذكر الخبر عن الواقدي وابن سعد وابن إسحاق وابن عبد البر والسهيلي وابن كثير وغيرهم - :
وأنكر ابن تيمية في كتاب الرد على ابن المطهر الرافضي - أي كتاب منهاج السنة - أنكر المؤاخاة بين المهاجرين ، وخصوصا مؤاخاة النبي لعلي ، قال : لأن المؤاخاة شرعت لإرفاق بعضهم بعضا ، ولتأليف قلوب بعضهم على بعض، فلا معنى لمؤاخاة النبي لأحد منهم ، ولا لمؤاخاة مهاجري لمهاجري ، وهذا رد للنص بالقياس وإغفال عن حكمة المؤاخاة .
يقول الحافظ : وأخرجه الضياء في المختارة من المعجم الكبير للطبراني ، وابن تيمية يصرح بأن أحاديث المختارة أصح وأقوى من أحاديث المستدرك للحاكم النيسابوري ( فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7 / 217 ) .
وقال الزرقاني المالكي في شرح المواهب اللدنية ، تحت عنوان ذكر المؤاخاة بين الصحابة : وكانت كما قال ابن عبد البر وغيره مرتين ، الأولى بمكة قبل الهجرة بين المهاجرين بعضهم بعضا على الحق والمواساة ، فآخى بين أبي بكر وعمر ، وهكذا بين كل اثنين منهم ، إلى أن بقي علي ، فقال : آخيت بين أصحابك فمن أخي ؟ قال : أنا أخوك . وجاءت أحاديث كثيرة في مؤاخاة النبي لعلي ، وقد روى الترمذي وحسنه ، والحاكم وصححه ، عن ابن عمر أنه ( صلى الله عليه وسلم ) قال لعلي : أما ترضى أن أكون أخاك ؟ قال : بلى ، قال : أنت أخي في الدنيا والآخرة .
يقول الزرقاني : وأنكر ابن تيمية هذه المؤاخاة بين المهاجرين ، خصوصا بين المصطفى وعلي ، وزعم أن ذلك من الأكاذيب ، ورده الحافظ - أي ابن حجر العسقلاني - بأنه رد للنص بالقياس ( شرح المواهب اللدنية 1 / 273 ) .
ويقول ابن تيمية حول حديث التشبيه ، هذا الحديث الذي بحثنا عنه قريبا ، يقول : هذا الحديث كذب موضوع على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بلا ريب عند أهل العلم بالحديث ( منهاج السنة 5 / 510 ) .
مع أن هذا الحديث من رواته : 1 - عبد الرزاق الصنعاني . 2 - أحمد بن حنبل . 3 - أبو حاتم . 4 - محمد بن إدريس الرازي . 5 - الحاكم النيسابوري . 6 - أبو بكر البيهقي . 7 - ابن مردويه . 8 - أبو نعيم . ومن أصح أسانيده وأجودها رواية عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله وقد قرأنا هذا النص سابقا .
يقول ابن تيمية : حول حديث وهو ولي كل مؤمن بعدي ، يقول : كذب على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( منهاج السنة 7 / 391 )
والحال أن هذا الحديث من رواته من الصحابة : 1 - أمير المؤمنين . 2 - الإمام الحسن المجتبى . 3 - أبو ذر الغفاري. 4 - عبد الله بن عباس . 5 - أبو سعيد الخدري . 6 - البراء بن عازب . 7 - أبو ليلى الأنصاري . 8 - عمران بن الحصين . 9 - بريدة بن الحصيب . 10 - عبد الله بن عمر . 11 - عمرو بن العاص . 12 وهب بن حمزة . ورواه من الأئمة الحفاظ : 1 - أبو داود الطيالسي . 2 - ابن أبي شيبة . 3 - أحمد بن حنبل . 4 - الترمذي . 5 - النسائي . 6 - أبو يعلى الموصلي . 7 - ابن جرير الطبري . 8 - الطبراني . 9 - الحاكم . 10 - ابن مردويه . 11 - أبو نعيم . 12 - ابن عبد البر . 13 - ابن الأثير . 14 - الضياء . 15 - ابن حجر . 16 - جلال الدين السيوطي .
يقول ابن عبد البر : هذا إسناد لا مطعن فيه لأحد ، لصحته وثقة رجاله . وصححه ابن أبي شيبة ، وصححه أيضا السيوطي ، وصححه ابن جرير الطبري ، وأخرجه أحمد في المسند بسند صحيح ( مسند أحمد 4 / 437 ) .
وأيضا أخرجه الترمذي وحسنه ، والنسائي في الخصائص بسند صحيح ، وابن حبان في صحيحه ، وأخرجه الحاكم وصححه على شرط مسلم .
وقال الحافظ ابن حجر بترجمة أمير المؤمنين من الإصابة قال : أخرجه الترمذي بإسناد قوي عن عمران بن حصين حديث الله م وال من والاه وعاد من عاداه
يقول : كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث ( منهاج السنة 7 / 55 ) .
مع أن هذا الحديث أخرجه : 1 - أحمد بأسانيد صحيحة . 2 - ابن أبي شيبة . 3 - ابن راهويه . 4 - ابن جرير . 5 - سعيد بن منصور . 6 - الطبراني . 7 - أبو نعيم . 8 - الحاكم . 9 - الخطيب . 10 - وأخرجه النسائي بسند صحيح . 11 - البزار بأسانيد صحيحة . 12 - أبو يعلى بسندين صحيحين . 13 - أخرجه ابن حبان في صحيحه . 14 - وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال : رجال إسناده ثقات .
حديث يوم الدار في قضية ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) ( الشعراء : 214)
يقول : هذا الحديث كذب عند أهل المعرفة بالحديث ، فما من عالم يعرف الحديث إلا وهو يعلم أنه كذب موضوع (منهاج السنة 7 / 302)
وإذا كان كذلك ، فحينئذ جميع من روى هذا الحديث من علمائهم يعلم بأنه كذب موضوع ، مع ذلك رواه في كتابه ، أو إن هؤلاء الرواة ليسوا بعلماء أصلا ! !
من رواته أحمد في المسند ، ومن رواته علماء كثيرون . يقول الهيثمي بعد روايته ( مجمع الزوائد 8 / 302 ) :
ورجال أحمد وأحد إسنادي البزار رجال الصحيح غير شريك وهو ثقة .
وأخرجه أيضا : 1 - ابن إسحاق . 2 - الطبري . 3 - الطحاوي . 4 - ابن أبي حاتم . 5 - ابن مردويه . 6 - أبو نعيم الإصفهاني . 7 - الضياء المقدسي . 8 - المتقي الهندي . والسيوطي يرويه عن جماعة ، والبيهقي يرويه في دلائل النبوة ، وأبو نعيم أيضا في دلائل النبوة ، يروون النص الكامل لهذا الخبر وينصون على صحته في غير واحد من الكتب كما قرأنا .
وأيضا ينص على صحته الشهاب الخفاجي في شرح الشفاء للقاضي عياض وغيره من كبار علمائهم . حديث : هذا فاروق أمتي ، وكذا ما روي عن غير واحد من الصحابة أنهم كانوا يقولون : ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغضهم عليا،
يقول : أما هذان الحديثان فلا يستريب أهل المعرفة بالحديث أنهما حديثان موضوعان مكذوبان على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، ولم يرو واحد منهما في شئ من كتب العلم المعتمدة ، ولا لواحد منهما إسناد معروف ( منهاج السنة 4 / 286 - 290 )
عجيب ! !
إنه يقول : ونحن نقنع في هذا الباب بأن يروى الحديث بإسناد معروفين بالصدق من أي طائفة كانوا . يعني حتى من الشيعة يقبل ، ثم يقول : كل من الحديثين يعلم بالدليل أنه كذب ، لا تجوز نسبته إلى النبي .
أما حديث : هذا فاروق أمتي ،
فمن رواته من الصحابة : 1 - سلمان الفارسي . 2 - ابن عباس . 3 - أبو ذر . 4 - حذيفة . 5 - أبو ليلى . من رواته من أئمة الحديث وحفاظه : 1 - الطبراني . 2 - البزار . 3 - البيهقي . 4 - أبو نعيم . 5 - ابن عبد البر .6 - ابن عساكر . 7 - ابن الأثير . 8 - ابن حجر . 9 - المحب الطبري . 10 - المناوي . 11 - المتقي الهندي . وغيرهم . يقول : ليسا في الكتب المعتمدة ، والحديث موجود في : مسند البزار ، في معجم الطبراني ، في تاريخ دمشق ، في الإستيعاب ، وأسد الغابة ، والإصابة ، ومجمع الزوائد ، وكنز العمال ، في فيض القدير ، والرياض النضرة ، وذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ( المعجم الكبير 6 / 269 ، كنز العمال 11 / 616 ، فيض القدير 4 / 358 ) .
ومن أسانيده الصحيحة ما أخرجه الطبراني في الكبير ، وقد ذكرت بعض أسانيده الصحيحة .
أما قول بعض الصحابة: ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغضهم عليا ، فهذا مروي : 1 - عن أبي ذر . 2 - عن عبد الله بن مسعود . 3 - عن عبد الله بن عباس . 4 - عن جابر بن عبد الله الأنصاري . 5 - وعن أبي سعيد الخدري . 6 - وعن أنس بن مالك . 7 - وعن عبد الله بن عمر .
ومن رواة هذه الأخبار : 1 - أحمد بن حنبل . 2 - الترمذي . 3 - البزار . 4- الطبراني . 5 - الحاكم . 6 - الخطيب البغدادي . 7 - أبو نعيم الإصفهاني . 8 - ابن عساكر . 9 - ابن عبد البر . 10 - ابن الأثير . 11 - النووي . 12 - الهيثمي . 13 - المحب الطبري . 14 - الذهبي . 15 - السيوطي . 16 - ابن حجر المكي . 17 - المتقي الهندي . 18 - الآلوسي ، في تفسيره ( مناقب علي من كتاب فضائل الصحابة برقم 979 ، صحيح الترمذي 5 / 593 ، المستدرك 3 / 129 ، الإستيعاب 3 / 1110 ) .
ومن أسانيده الصحيحة أيضا ما ذكرته هنا ، ومن جملتها ما أخرجه أحمد في مسنده : حدثنا أسود بن عامر ، حدثنا إسرائيل ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد الخدري : وكنا نعرف منافقي الأنصار ببغضهم عليا . في مناقب الصحابة لأحمد بن حنبل رقم 979 .
وقال محققه : إسناده صحيح . وهذا الكتاب مطبوع أخيرا في الحجاز ، من منشورات جامعة أم القرى في مكة المكرمة ، والمحقق منهم .
حديث مثل أهل بيتي كسفينة نوح ، يقول : وأما قوله : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح فهذا لا يعرف له إسناد ، لا صحيح ولا هو في شئ من كتب الحديث التي يعتمد عليها ، فإن كان قد رواه مثل من يروي أمثاله من حطاب الليل الذين يروون الموضوعات ، فهذا مما يزيده وهنا ( منهاج السنة 7 / 395 ) .
والحال أن من رواة الحديث من الصحابة : 1 - أمير المؤمنين . 2 - أبو ذر . 3 - عبد الله بن عباس . 4 - أبو سعيد الخدري . 5 - أبو الطفيل . 6 - أنس بن مالك . 7 - عبد الله بن الزبير . 8 - سلمة بن الأكوع .
ومن رواته في الكتب المعتبرة : 1 - أحمد بن حنبل . 2 - البزار . 3 - أبو يعلى . 4 - ابن جرير الطبري . 5 - النسائي . 6 - الطبراني . 7 - الدارقطني . 8 - الحاكم . 9 - ابن مردويه . 10 - أبو نعيم الإصفهاني . 11 - الخطيب البغدادي . 12 - أبو المظفر السمعاني . 13 - المجد ابن الأثير . 14 - المحب الطبري . 15 - الذهبي . 16 - ابن حجر العسقلاني . 17 - السخاوي . 18 - السيوطي . 19 - ابن حجر المكي . 20 - المتقي . 21 - القاري . 22 - المناوي . وغيرهم .
فإن كان هؤلاء من حطاب الليل ، فأهلا وسهلا ، ما عندنا أي مانع ، ما عندنا أي مضايقة من قبول هذه الدعوى ، وأهلا وسهلا ، وهو نعم المطلوب . وهذا الحديث أخرجه الحاكم وصححه على شرط مسلم ، وأخرجه الخطيب في المشكاة ، وهو ملتزم في هذا الكتاب تبعا لمصابيح السنة بأن لا يخرج الموضوعات ، وإنما الصحاح والحسان فقط . وله أسانيد صحيحة أيضا غير هذه ( المعجم الصغير 2 / 22 ، مشكاة المصابيح 3 / 1742 ، المستدرك 2 / 343 ، مجمع الزوائد 9 / 168 ، تاريخ بغداد 12 / 91 ، المطالب العالية 4 / 75 ، فيض القدير 2 / 519 ، 5 / 517 ، كنز العمال 13 / 82 ، 85 ) .
وحول حديث الطير ، يقول : إن حديث الطير من المكذوبات الموضوعات عند أهل العلم والمعرفة . . . ( منهاج السنة 7 / 371 ) .
لكن هذا الحديث - على ما عثرنا عليه نحن - رواه عن رسول الله من الصحابة : 1 - علي ( عليه السلام ) ، وهو عند الحاكم . 2 - عبد الله بن عباس ، وهو عند جماعة منهم ابن سعد . 3 - أبو سعيد الخدري ، رواه الحاكم أيضا . 4 - سفينة ، حديثه عند الحاكم ، وعند أحمد بن حنبل . 5 - أبو الطفيل ، حديثه عنه الحاكم . 6 - أنس بن مالك ، حديثه عند الترمذي والبزار والنسائي والحاكم والبيهقي وابن حجر . 7 - سعد بن أبي وقاص ، حديثه عند أبي نعيم الإصفهاني . 8 - عمرو بن العاص ، وحديثه موجود في كتاب له إلى معاوية ، يرويه الخوارزمي في المناقب . 9 - يعلى بن مرة ، روى هذا الحديث عنه جماعة منهم أبو عبد الله الكنجي . 10 - جابر بن عبد الله الأنصاري ، حديثه عند ابن عساكر. 11 - أبو رافع ، حديثه عند ابن كثير . 12 - حبشي بن جنادة ، حديثه عند ابن كثير أيضا .
ومن رواة هذا الحديث من الأئمة : 1 - أبو حنيفة ، إما الحنفية . 2 - أحمد بن حنبل . 3 - أبو حاتم الرازي . 4 - الترمذي . 5 - البزار . 6 - النسائي . 7 - أبو يعلى . 8 - محمد بن جرير الطبري . 9 - الطبراني . 10 - الدارقطني . 11 - ابن بطة العكبري . ( 50 ) 12 - الحاكم . 13 - ابن مردويه . 14 - البيهقي . 15 - ابن عبد البر . / صفحة 47 / 16 - الخطيب . 17 - أبو المظفر السمعاني . 18 - البغوي . 19 - ابن عساكر . 20 - ابن الأثير . 21 - المزي . 22 - الذهبي . 23 - ابن حجر العسقلاني . 24 - السيوطي . وغيرهم .
وقد أفرد بعضهم لجمع طرق هذا الحديث كتبا خاصة ، منهم : 1 - ابن جرير الطبري . 2 - ابن عقدة . 3 - ابن مردويه . 4 - أبو نعيم . 5 - أبو طاهر بن حمدان . 6- الذهبي ،
يقول : لي جزء في جمع طرقه ، وهذا تصريح الذهبي نفسه في كتاب تذكرة الحفاظ وغيره من كتبه .
وقد نص غير واحد من العلماء على صحة بعض أسانيده ، منهم : الحافظ ابن كثير ، ينص في تاريخه على صحة بعض أسانيد هذا الحديث ، وجودة بعض طرقه ، ولا أريد أن أطيل عليكم ، وإلا لذكرت لكم كل ذلك ( المعجم الكبير 7 / 82 ، المستدرك على الصحيحين 3 / 130 ، البداية والنهاية 7 / 352 ، مجمع الزوائد 9 / 125 )
بحث ابن تيمية في خلافة أمير المؤمنين ( عليه السلام )
وتصل النوبة إلى بحث ابن تيمية في خلافة أمير المؤمنين ، وهل يرضى ابن تيمية بخلافة علي باعتبار أنه خليفة رابع أو لا يرضى ؟ وهل يرتضيه بأن يكون من الخلفاء الراشدين أو لا ؟ أول شئ يكرره ابن تيمية في كتابه منهاج السنة عدم ثبوت خلافة أمير المؤمنين ، يقول : اضطرب الناس في خلافة علي على أقوال :
فقالت طائفة : إنه إمام وإن معاوية إمام . . . ،
وقالت طائفة : لم يكن في ذلك الزمان إمام عام ، بل كان زمان فتنة . . . ،
وقالت طائفة ثالثة : بل علي هو الإمام ، وهو مصيب في قتاله لمن قاتله ، وكذلك من قاتله من الصحابة كطلحة والزبير كلهم مجتهدون مصيبون . . . ،
وطائفة رابعة تجعل عليا هو الإمام ، وكان مجتهدا مصيبا في القتال ، ومن قاتله كانوا مجتهدين مخطئين . . . ،
وطائفة خامسة تقول : إن عليا مع كونه كان خليفة وهو أقرب إلى الحق من معاوية فكان ترك القتال أولى ( منهاج السنة 1 / 537 - 539 ) .
خمس طوائف ولم يذكر قولا سادسا . يقول : وأما علي فكثير من السابقين الأولين لم يتبعوه ولم يبايعوه ، وكثير من الصحابة والتابعين قاتلوه ( منهاج السنة 8 / 234 ) .
ويقول : ونحن نعلم أن عليا لما تولى ، كان كثير من الناس يختار ولاية معاوية وولاية غيرهما ( منهاج السنة 4 / 89 ) .
ومن جوز خليفتين في وقت يقول : كلاهما خلافة نبوة . . .
وإن قيل : إن خلافة علي ثبتت بمبايعة أهل الشوكة ، كما ثبتت خلافة من كان قبله بذلك ، أو ردوا على ذلك أن طلحة بايعه مكرها ، والذين بايعوه قاتلوه ، فلم تتفق أهل الشوكة على طاعته.
وأيضا فإنما تجب مبايعته كمبايعة من قبله إذا سار سيرة من قبله ( منهاج السنة 4 / 465 ) .
وإن لم يسر سيرة من قبله فلم يبايعه أحد على ذلك .
ويقول : وأما علي فكثير من السابقين الأولين لم يتبعوه ولم يبايعوه ، وكثير من الصحابة والتابعين قاتلوه ( منهاج السنة 8 / 234 ) .
فإذا نسب إلى الشيعة أنهم يبغضون الصحابة إذن يبغضون كثيرا من الصحابة والتابعين الذين قاتلوا عليا .
أقول : نعم نبغضهم ويبغضهم كل مسلم .
قال في الجواب عن حديث من ناصب عليا الخلافة فهو كافر ، قال : إن هذه الأحاديث تقدح في علي ، وتوجب أنه كان مكذبا لله ورسوله ، فيلزم من صحتها كفر الصحابة كلهم هو وغيره ، أما الذين ناصبوه الخلافة فإنهم في هذا الحديث المفترى كفار ، وأما علي فإنه لم يعمل بموجب هذه النصوص .
قال : وأما علي فكثير من السابقين الأولين لم يتبعوه ولم يبايعوه ، وكثير من الصحابة والتابعين قاتلوه ( منهاج السنة 8 / 234 ) .
لاحظوا نص العبارة : ونصف الأمة أو أقل أو أكثر لم يبايعوه ، بل كثير منهم قاتلوه وقاتلهم ، وكثير منهم لم يقاتلوه ولم يقاتلوا معه ( منهاج السنة 4 / 105 ) .
إذن ، نصف الأمة كانوا مخالفين لعلي ، ونحن نقول : ارتدت الأمة بعد رسول الله باعتراف ابن تيمية ، ارتدت عن ولاية أمير المؤمنين إن كان كلامه حقا .
ثم يقول - ولاحظوا عباراته ، كلمات حتى سماعها يحز في النفس ، فكيف قراءتها والنظر فيها والتأمل فيها –
يقول : لكن نصف رعيته يطعنون في عدله ، فالخوارج يكفرونه ، وغير الخوارج من أهل بيته وغير أهل بيته يقولون : إنه لم ينصفهم ، وشيعة عثمان يقولون : إنه ممن ظلم عثمان . وبالجملة ، لم يظهر لعلي من العدل ، مع كثرة الرعية وانتشارها ، ما ظهر لعمر ، ولا قريب منه ( منهاج السنة 6 / 18 ) .
لاحظوا العبارات : وأما تخلف من تخلف عن مبايعته ، فعذرهم في ذلك أظهر من عذر سعد بن عبادة وغيره لما تخلفوا عن بيعة أبي بكر ( منهاج السنة 4 / 388 )
ثم يصعد أكثر من هذا ويقول : وروي عن الشافعي وغيرهم أنهم قالوا : الخلفاء ثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان ( منهاج السنة 4 / 404 ) .
لاحظوا نص العبارة : والخلفاء الثلاثة فتحوا الأمصار ، وأظهروا الدين في مشارق الأرض ومغاربها ، ولم يكن معهم رافضي ، بل بنو أمية بعدهم ، مع انحراف كثير منهم عن علي وسب بعضهم له ، غلبوا على مدائن الإسلام كلها من مشارق الأرض إلى مغربها ، وكان الإسلام في زمنهم أعز منه فيما بعد ذلك بكثير . . .
وأظهروا الإسلام فيها وأقاموه . . .
ويقال : إن فيهم من كان يسكت عن علي ، فلا يربع به في الخلافة ، لأن الأمة لم تجتمع عليه . . .
وقد صنف بعض علماء الغرب كتابا كبيرا في الفتوح ، فذكر فتوح النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، وفتوح الخلفاء بعده أبي بكر وعمر وعثمان ، ولم يذكر عليا مع حبه له وموالاته له ، لأنه لم يكن في زمنه فتوح ( منهاج السنة 6 / 419 – 420)
وكان بالأندلس كثير من بني أمية . . .
يقولون : لم يكن خليفة ، وإنما الخليفة من اجتمع الناس عليه ، ولم يجتمعوا على علي . وكان من هؤلاء من يربع بمعاوية في خطبة الجمعة ، فيذكر الثلاثة ويربع بمعاوية ولا يذكر عليا . . . ( منهاج السنة 4 / 401 - 402 ) .
إلى أن يقول : فلم يظهر في خلافته دين الإسلام ، بل وقعت الفتنة بين أهله ، وطمع فيهم عدوهم من الكفار والنصارى والمجوس ( منهاج السنة 4 / 117 ) .
قال : وأما علي فلم يتفق المسلمون على مبايعته ، بل وقعت الفتنة في تلك المدة ، وكان السيف في تلك المدة مكفوفا عن الكفار مسلولا على أهل الإسلام ( منهاج السنة 4 / 161 ) .
وهذا كان حجة من كان يربع بذكر معاوية ولا يذكر عليا ( منهاج السنة 4 / 162 ) .
ولم يكن في خلافة علي للمؤمنين الرحمة التي كانت في زمن عمر وعثمان ، بل كانوا يقتتلون ويتلاعنون ، ولم يكن لهم على الكفار سيف ، بل الكفار كانوا قد طمعوا فيهم ، وأخذوا منهم أموالا وبلادا ( منهاج السنة 4 / 485 ) .
فإذا لم يوجد من يدعي الإمامية فيه أنه معصوم وحصل له سلطان بمبايعة ذي الشوكة إلا علي وحده ، وكان مصلحة المكلفين واللطف الذي حصل لهم في دينهم ودنياهم في ذلك الزمان أقل منه في زمن الخلفاء الثلاثة ، وعلم بالضرورة أن ما يدعونه من اللطف والمصلحة الحاصلة بالأئمة المعصومين باطل قطعا ( منهاج السنة 3 / 379 ) .
يقول : ومن ظن أن هؤلاء الاثني عشر هم الذين تعتقد الروافض إمامتهم ، فهو في غاية الجهل ، فإن هؤلاء ليس فيهم من كان له سيف إلا علي بن أبي طالب ، ومع هذا فلم يتمكن في خلافته من غزو الكفار ، ولا فتح مدينة ولا قتل كافرا، بل كان المسلمون قد اشتغل بعضهم بقتال بعض ، حتى طمع فيهم الكفار بالشرق والشام ، من المشركين وأهل الكتاب ، حتى يقال إنهم أخذوا بعض بلاد المسلمين ، وإن بعض الكفار كان يحمل إليه كلام حتى يكف عن المسلمين ، فأي عز للإسلام في هذا - أي في حكومة علي . . .
وأيضا فالإسلام عند الإمامية هو ما هم عليه ، وهم أذل فرق الأمة ، فليس في أهل الأهواء أذل من الرافضة ( منهاج السنة 8 / 241 - 242 ) .
ثم يقول العبارة التي نقلها ابن حجر ، وقرأناها في كتاب الدرر الكامنة ،
يقول : فإن عليا قاتل على الولاية ، وقتل بسبب ذلك خلق كثير ، ولم يحصل في ولايته لا قتال للكفار ولا فتح لبلادهم، ولا كان المسلمون في زيادة خير ( منهاج السنة 6 / 191 ) .
فما زاد الأمر إلا شدة ، وجانبه إلا ضعفا ، وجانب من حاربه إلا قوة والأمة إلا افتراقا ( منهاج السنة 7 / 452 ) .
ثم يقول : ولهذا جعل طائفة من الناس خلافة علي من هذا الباب ، وقالوا : لم تثبت بنص ولا إجماع ( منهاج السنة 8 / 243 ) .
ثم يقول : لأن النص والإجماع المثبتين لخلافة أبي بكر ليس في خلافة علي مثلها ، فإنه ليس في الصحيحين ما يدل على خلافته ، وإنما روى ذلك أهل السنن ، وقد طعن بعض أهل الحديث في حديث سفينة ( منهاج السنة 4 / 388 ) .
فعلى هذا لا يبقى حينئذ دليل على إمامة علي مطلقا حتى في المرتبة الرابعة .
ويقول : وأحمد بن حنبل ، مع أنه أعلم أهل زمانه بالحديث ، احتج على إمامة علي بالحديث الذي في السنن : تكون خلافة النبوة ثلاثين سنة ، ثم تصير ملكا وبعض الناس ضعف هذا الحديث ، لكن أحمد وغيره يثبتونه ( منهاج السنة 7 / 50 ) .
يقول : وعلي يقاتل ليطاع ويتصرف في النفوس والأموال ، فكيف يجعل هذا قتالا على الدين ( منهاج السنة 8 / 329 ) .
نص العبارة بلا زيادة ونقيصة . حتى أنه يجعل عليا مصداقا لقوله تعالى : ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) ( القصص : 83 ) .
ثم يقول : فمن أراد العلو في الأرض والفساد لم يكن من أهل السعادة في الآخرة ( منهاج السنة 4 / 500 ) .
وعلي إنما قاتل لأن يكون له العلو في الأرض ، إنه إنما : قاتل ليطاع هو ( منهاج السنة 4 / 500 ) .
ثم يقول : والذين قاتلوا من الصحابة لم يأت أحد منهم بحجة توجب القتال ، لا من كتاب ولا من سنة ، بل أقروا بأن قتالهم كان رأيا رأوه ، كما أخبر بذلك علي ( رضي الله عنه ) عن نفسه ( منهاج السنة 1 / 526 ) .
وأما قتال الجمل وصفين ، فقد ذكر علي ( رضي الله عنه ) أنه لم يكن معه نص من النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، وإنما كان رأيا ، وأكثر الصحابة لم يوافقوه على هذا القتال ( منهاج السنة 6 / 333 ) .
أن القتال كان قتال فتنة بتأويل ، لم يكن من الجهاد الواجب ولا المستحب ( منهاج السنة 7 / 57 ) .
وقتل خلقا كثيرا من المسلمين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويصومون ويصلون ( منهاج السنة 6 / 356 ) .
وقال طاعنا في الإمام وهو يقصد الدفاع عن عثمان - حيث يقولون من جملة ما نقموا عليه إنه كان يتصرف في بيت المال هو وبنو أمية - : وأين أخذ المال وارتفاع بعض الرجال ، من قتال الرجال الذين قتلوا بصفين ولم يكن في ذلك عز ولا ظفر ؟ . . .
حرب صفين التي لم يحصل بها إلا زيادة الشر وتضاعفه لم يحصل بها من المصلحة شئ ( منهاج السنة 8 / 143 ) .
ولهذا كان أئمة السنة كمالك وأحمد وغيرهما يقولون : إن قتاله للخوارج مأمور به ، وأما قتال الجمل وصفين فهو قتال فتنة . ولهذا كان علماء الأمصار على أن القتال كان قتال فتنة وكان من قعد عنه أفضل ممن قاتل فيه ( منهاج السنة 8 / 233 )
وعلي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ندم على أمور فعلها من القتال وغيره . . . (منهاج السنة 6 / 209)
وكان يقول ليالي صفين : لله در مقام قامه عبد الله بن عمر وسعد بن مالك ، إن كان برا إن أجره لعظيم ، وإن كان إثما إن خطره ليسير ( منهاج السنة 6 / 209 ) .
والحال أن عبد الله بن عمر وسعد بن مالك يعني سعد بن أبي وقاص كلاهما قد ندما على عدم بيعتهما مع علي وتخلفهما عن القتال معه في حروبه ، والنصوص بذلك موجودة في المصادر . يضيف إن عليا كان يقول لابنه الحسن ( عليه السلام ) في ليالي صفين : يا حسن يا حسن ما ظن أبوك أن الأمر يبلغ إلى هذا ، ود أبوك لو مات قبل هذا بعشرين سنة ( منهاج السنة 6 / 209 ) .
الأحاديث الصحيحة المتقنة في الكتب المعتبرة يكذبها ويطالب فيها بسند صحيح ، ثم يذكر مثل هذا ولا يذكر له أي سند ، وأي مصدر ، وغير معلوم من قال هذا ؟ ويرسله إرسال المسلمات ، يا حسن يا حسن ما ظن أبوك أن الأمر يبلغ إلى هذا ، ود أبوك لو مات قبل هذا بعشرين سنة ! !
يقول : ولما رجع من صفين تغير كلامه . . .
وتواترت الآثار بكراهته الأحوال في آخر الأمر ( منهاج السنة 6 / 209 ) .
وكان علي أحيانا يظهر فيه الندم والكراهة للقتال ، مما يبين أنه لم يكن عنده فيه شئ من الأدلة الشرعية ( منهاج السنة 8 / 526 ) .
ومما يبين أن عليا لم يكن يعلم المستقبل ، إنه ندم على أشياء مما فعلها . . .
وكان يقول ليالي صفين : يا حسن يا حسن ، ما ظن أبوك أن الأمر يبلغ هذا ، لله در مقام قامه سعد بن مالك وعبد الله بن عمر . . . ( منهاج السنة 8 / 145 ) .
هذا كرره مرة أخرى ، وقال بعد ذلك : هذا رواه المصنفون ( منهاج السنة 8 / 145 ) .
ومن المصنفون ؟ غير معلوم . يقول : وتواتر عنه أنه كان يتضجر ويتململ من اختلاف رعيته عليه ، وأنه ما كان يظن أن الأمر يبلغ ما بلغ ، وكان الحسن رأيه ترك القتال ، وقد جاء النص الصحيح بتصويب الحسن . . .
وسائر الأحاديث الصحيحة تدل على أن القعود عن القتال والإمساك عن الفتنة كان أحب إلى الله ورسوله ( منهاج السنة 8 / 145 ) .
يقول : وأما حديث أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، فهذا كذب . لا بد وأن يكذبه لأنه يصر على أن عليا لم يكن عنده دليل شرعي على قتاله ، فلا بد وأن يكون هذا الحديث كذبا .
نص العبارة : لم يرو علي ( رضي الله عنه ) في قتال الجمل وصفين شيئا . . .
وأما قتال الجمل وصفين فلم يرو أحد منهم فيه نصا إلا القاعدون ، فإنهم رووا الأحاديث في ترك القتال في الفتنة ، وأما الحديث الذي يروى أنه أمر بقتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، فهو حديث موضوع على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ( منهاج السنة 6 / 112 ) .
وهذا الحديث يرويه من الصحابة : 1 - أبو أيوب الأنصاري . 2 - أمير المؤمنين . 3 - عبد الله بن مسعود . 4 - أبو سعيد الخدري . 5 - عمار بن ياسر . وغيرهم . ومن الحفاظ : 1 - الطبري . 2 - البزار . 3 - أبو يعلى. 4- ابن مردويه . 5 - أبو القاسم الطبراني . 6 - الحاكم النيسابوري . 7 - الخطيب البغدادي . 8 - ابن عساكر . 9 - ابن الأثير . 10 - الجلال السيوطي . 11 - ابن كثير . 12 - المحب الطبري . 13 - أبو بكر الهيثمي . 14 - والمتقي الهندي .
ومن أسانيده الصحيحة ما رواه البزار والطبراني في الأوسط ، وترون النص على صحته في مجمع الزوائد يقول بعد روايته : وأحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح ، غير الربيع بن سعيد ووثقه ابن حبان ، وله أسانيد أخرى صحيحة .
افتراء ابن تيمية على أمير المؤمنين ( عليه السلام )
وأما الأشياء التي نسبها إلى أمير المؤمنين ، والأكاذيب التي هي في الحقيقة كذب عليه ، في كلماته كثيرة ، منها : إن عليا كان يقول مرارا : إن أبا بكر وعمر أفضل مني ، وكان يفضلهما على نفسه . يقول : حتى قال : لا يبلغني عن أحد أنه فضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته جلد المفتري ( منهاج السنة 7 / 511 ) .
هذا الشئ الذي نقله لم يذكر له مصدرا عن أمير المؤمنين ، وأمير المؤمنين لم نسمع أنه جلد أحدا من الصحابة لأنه فضله على الشيخين ، مع أن كثيرين من الصحابة كانوا في نفس الوقت وفي حياة أمير المؤمنين يفضلون عليا على الشيخين بمسمع منه ومرأى .
إن ابن حزم في الفصل ( الفصل في الملل والنحل 4 / 181 ) ، وكذا ابن عبد البر في الإستيعاب ( الإستيعاب في معرفة الأصحاب 3 / 1090 ) بترجمة أمير المؤمنين ، هذان الحافظان الكبيران يذكران أسماء عدة كبيرة من الصحابة كانوا يقولون بأفضلية علي من الشيخين ، ولم نسمع أن عليا جلد واحدا منهم . وأما هذا الخبر ، فقد كفانا الدكتور محمد رشاد سالم - الذي حقق منهاج السنة في طبعته الجديدة - مؤنة تحقيقه حيث قال : بأنه ضعيف ( منهاج السنة 7 / 511 ، الهامش ) .
وكذب على علي وفاطمة الزهراء فزعم أنه روي : كما في الصحيح عن علي ( رضي الله عنه ) ، قال : طرقني رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وفاطمة ، فقال : ألا تقومان تصليان ؟ فقلت : يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله إن شاء أن يبعثنا بعثنا ، قال : فولى ، وهو يقول : ( وكان الإنسان أكثر شئ جدلا ) ( منهاج السنة 3 / 85 ، الآية سورة الكهف : 54 ) .
وكذب على أمير المؤمنين في قضية شرب الخمر ( منهاج السنة 7 / 237 ) .
أكتفي بما ذكرت ، وأكرر دعاء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الله م وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله . وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
نسألكم الدعاء
received by e mail
تعليق