[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ابو غسان يحبكم من كل قلبه
ويحب لكم الخير كما يحبها لي نفسه
فاليكم هذا الموضوع
بسم الله الرحمان الرحيم
مشكلتي أنني أعيش حالة من الإحباط واليأس، كيف لي أن أحوّل إيماني بالله إلى قوة
فاعلة في حركة الواقع بعيداً عن هذه الحالة؟
الحل
إننا من خلال الإيمان بالله سبحانه وتعالى، ننطلق على أساس ألا نيأس من رَوح الله.. إنك عندما تقول لله: {إنك على كل شيءٍ قدير}، وتؤمن بطاقاتك الإنسانية التي يمنحها الله القوة، والتي هي حالة تعيش في داخل إنسانيتك، وتعيش في تطلعاتك الإيمانية فيما تستقبله من أوضاع، وبما يمنحك الله من أمل وعزيمة، عندها يجب عليك أن لا تيأس، لتصبح بالتالي قادراً على أن تفكر، لأنك إذا يئست فلا مجال لأي تفكير عندك، وعندما يكون الأمل دائم الإخضرار في عقلك وقلبك فإنك تستطيع أن تفهم كلّ مرحلة بحجمها، لتكتشف فيها ثغرةً تنفذ منها إلى هذا الأفق، وثغرةً تنفذ منها إلى ذاك الأفق..
اليأس ظلام، والأمل نور، ومخطئون هم الذين يقولون بأن الإيمان بالله شيء مخدّر وأداة للهروب من الواقع، أبداً، لأن الإيمان بالله هو الذي يربطك بالواقع أكثر، لأنه يقول لك: إنك كإنسان إذا نفدّت منك قوتك، فلا تُسقِط نفسك أمام ما ينفذ من القوة، لأن هناك قوة تستطيع أن تعيشها إيحاءً في العقل من خلال الإيمان، لتتحول إلى حركةٍ في حياتك من خلال الواقع، ومن خلال ذلك لا يعود الإيمان بالله، إذا وعيناه وعياً إنسانياً واقعياً، حالة تخدير وهروب من الواقع، ولكنه يزيدك ارتباطاً بالواقع حتى لو أراد الواقع أن يخرجك من كلّ مواقعه: {إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}، ويقول سبحانه: {يا بنيّ اذهبوا فتحسّسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون}، وقوله سبحانه أيضاً: {إنما ذلكم الشيطان يخوّف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين}.
خف الله وحده، لأن خوفك من الله لا يضعفك، لأنك مرتبط بالله ارتباط الموجود بمبدع الوجود. أما خوفك من الإنسان ومن كل شياطين الإنس والجن هو الذي يُلغي إنسانيتك، حرر نفسك من عقدة الخوف من الإنسان، وابقَ خائفاً من الله، لأن خوفك من الله، هو الذي يعطيك الأمن الروحي الذي تستطيع أن تتحرك فيه على أساس القوة في الحياة.
على هذا الأساس نستطيع أن نحرك الإيمان ليمنحنا القوة ويمنحنا الثبات في مواجهة حركة الواقع، فلا نسقط، وهذه هي نتائج الإيمان بالله والأخذ بسنته.. إن بعض الناس يفكرون بشكل خاطىء في موضوع الإيمان بالله، كأن يكون على طريقة: اللهم ارزقنا، لينزل علينا مائدة من السماء.. اللهم انصرنا ليرسل جنوده إلينا ليحاربوا بالنيابة عنا.. اللهم خلّصنا من الفوضى ليبعث لنا ملائكة ينظمون لنا الواقع!! في حين يدعو الإيمان الحقيقي إلى أن يترافق قول الله ارزقنا بدعوة اللهم اجعلنا نتحرك للأخذ بمواقع الرزق التي هيّأتها لنا، ثم الطف بنا فاجعلنا نتحرك بطريقة فيها الكثير من الأمل، وعندما ندعو الله انصرنا، فإن علينا أن نعيش حالة اللهم اجعلنا نعيش إرادة النصر وروحية النصر عندما نتحرك في خط المواجهة، فالإيمان أو الدعاء ليس شيئاً يجعلك تفكر بأنّ الله يقوم بالنيابة عنك بالأمور الطبيعية، وإلا لماذا خلق الله الكون؟ الكون كلّه خاضع لسنن الله، وسنن الله هي ما يسمّى بالقوانين الطبيعية أو الكونية.
على هذا الأساس نستطيع أن نجعل من الإيمان بالله شيئاً يغني واقعنا في كلّ ما يحتاجه الواقع، حتى نستطيع أن نفكر دائماً في أمور حياتنا وواقعنا، والذي يعيش الأمل يستطيع ن يملك عقله، أما الذي يعيش اليأس فهو لا يستطيع أن يملك وجوده، ولذلك لا معنى لأن يعقل وأن يفكّر.
منقول [/grade]
السلام عليكم ابو غسان يحبكم من كل قلبه
ويحب لكم الخير كما يحبها لي نفسه
فاليكم هذا الموضوع
بسم الله الرحمان الرحيم
مشكلتي أنني أعيش حالة من الإحباط واليأس، كيف لي أن أحوّل إيماني بالله إلى قوة
فاعلة في حركة الواقع بعيداً عن هذه الحالة؟
الحل
إننا من خلال الإيمان بالله سبحانه وتعالى، ننطلق على أساس ألا نيأس من رَوح الله.. إنك عندما تقول لله: {إنك على كل شيءٍ قدير}، وتؤمن بطاقاتك الإنسانية التي يمنحها الله القوة، والتي هي حالة تعيش في داخل إنسانيتك، وتعيش في تطلعاتك الإيمانية فيما تستقبله من أوضاع، وبما يمنحك الله من أمل وعزيمة، عندها يجب عليك أن لا تيأس، لتصبح بالتالي قادراً على أن تفكر، لأنك إذا يئست فلا مجال لأي تفكير عندك، وعندما يكون الأمل دائم الإخضرار في عقلك وقلبك فإنك تستطيع أن تفهم كلّ مرحلة بحجمها، لتكتشف فيها ثغرةً تنفذ منها إلى هذا الأفق، وثغرةً تنفذ منها إلى ذاك الأفق..
اليأس ظلام، والأمل نور، ومخطئون هم الذين يقولون بأن الإيمان بالله شيء مخدّر وأداة للهروب من الواقع، أبداً، لأن الإيمان بالله هو الذي يربطك بالواقع أكثر، لأنه يقول لك: إنك كإنسان إذا نفدّت منك قوتك، فلا تُسقِط نفسك أمام ما ينفذ من القوة، لأن هناك قوة تستطيع أن تعيشها إيحاءً في العقل من خلال الإيمان، لتتحول إلى حركةٍ في حياتك من خلال الواقع، ومن خلال ذلك لا يعود الإيمان بالله، إذا وعيناه وعياً إنسانياً واقعياً، حالة تخدير وهروب من الواقع، ولكنه يزيدك ارتباطاً بالواقع حتى لو أراد الواقع أن يخرجك من كلّ مواقعه: {إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}، ويقول سبحانه: {يا بنيّ اذهبوا فتحسّسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون}، وقوله سبحانه أيضاً: {إنما ذلكم الشيطان يخوّف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين}.
خف الله وحده، لأن خوفك من الله لا يضعفك، لأنك مرتبط بالله ارتباط الموجود بمبدع الوجود. أما خوفك من الإنسان ومن كل شياطين الإنس والجن هو الذي يُلغي إنسانيتك، حرر نفسك من عقدة الخوف من الإنسان، وابقَ خائفاً من الله، لأن خوفك من الله، هو الذي يعطيك الأمن الروحي الذي تستطيع أن تتحرك فيه على أساس القوة في الحياة.
على هذا الأساس نستطيع أن نحرك الإيمان ليمنحنا القوة ويمنحنا الثبات في مواجهة حركة الواقع، فلا نسقط، وهذه هي نتائج الإيمان بالله والأخذ بسنته.. إن بعض الناس يفكرون بشكل خاطىء في موضوع الإيمان بالله، كأن يكون على طريقة: اللهم ارزقنا، لينزل علينا مائدة من السماء.. اللهم انصرنا ليرسل جنوده إلينا ليحاربوا بالنيابة عنا.. اللهم خلّصنا من الفوضى ليبعث لنا ملائكة ينظمون لنا الواقع!! في حين يدعو الإيمان الحقيقي إلى أن يترافق قول الله ارزقنا بدعوة اللهم اجعلنا نتحرك للأخذ بمواقع الرزق التي هيّأتها لنا، ثم الطف بنا فاجعلنا نتحرك بطريقة فيها الكثير من الأمل، وعندما ندعو الله انصرنا، فإن علينا أن نعيش حالة اللهم اجعلنا نعيش إرادة النصر وروحية النصر عندما نتحرك في خط المواجهة، فالإيمان أو الدعاء ليس شيئاً يجعلك تفكر بأنّ الله يقوم بالنيابة عنك بالأمور الطبيعية، وإلا لماذا خلق الله الكون؟ الكون كلّه خاضع لسنن الله، وسنن الله هي ما يسمّى بالقوانين الطبيعية أو الكونية.
على هذا الأساس نستطيع أن نجعل من الإيمان بالله شيئاً يغني واقعنا في كلّ ما يحتاجه الواقع، حتى نستطيع أن نفكر دائماً في أمور حياتنا وواقعنا، والذي يعيش الأمل يستطيع ن يملك عقله، أما الذي يعيش اليأس فهو لا يستطيع أن يملك وجوده، ولذلك لا معنى لأن يعقل وأن يفكّر.
منقول [/grade]